رسالة سرية من ياسر عرفات تطلب عقد اجتماع مع مسئولين أمريكيين في 26 أكتوبر !
حرب أكتوبر
- الحلقة السادسة والثلاثون -
..
حرب أكتوبر
- الحلقة السادسة والثلاثون -
..
رسالة سرية من ياسر عرفات تطلب عقد اجتماع مع مسئولين أمريكيين في 26 أكتوبر !
أسرار تأتى ... بعد دهور ... ليعرف الشعب المصرى والعربى ، ماذا كان يدور خلف ظهره ...
يحى الشاعر
رسالة سرية من ياسر عرفات تطلب عقد اجتماع مع مسئولين أمريكيين في 26 أكتوبر !
حرب أكتوبر من الوثائق السرية الأمريكية – الحلقة الـ 36
قبل اندلاع حرب أكتوبر بعدة أشهر ، أرسل ياسر عرفات زعيم منظمة التحرير الفلسطينية رسالة سرية إلى الإدارة الأمريكية عبر السفير الأمريكي في إيران "ريشارد هيلمز". معظم المراسلات التي تمت بعد ذلك بهذا الخصوص ما زالت سرية ولم يفرج عنها ، لأنها كانت من وثائق الرئيس نيكسون التي تمت من خلال قنوات وكالة الاستخبارات الأمريكية. ولكن حسب وثائق وزير الخارجية هنري كيسنجر فإن عرفات أرسل رسالة أخرى عند احتدام المعارك الحربية في 10 أكتوبر 1973 وقال فيها إنه كان يتوقع هزيمة مصر وسوريا ، ولكن حيث أنهما قد تقدمت قواتهما بما يكفي لحفظ ماء الوجه ، فإنه يتوقع أن تسعى مصر وسوريا لمحادثات سلام مع إسرائيل. لم ترد الإدارة الأمريكية على هذه الرسالة.
عاد عرفات وأرسل رسالة أخرى في 23 أكتوبر – بعد قرار وقف إطلاق النار الأول - مقترحا عقد لقاء مع "مسئول" أمريكي يوم 26 أكتوبر. أراد كيسنجر رفض هذا الطلب ، ولكن لكسب الوقت وليتيح لنفسه مساحة أكبر للمناورة في المستقبل ، رتب لعقد اجتماع بين عرفات والجنرال "فيرنون وولترز" نائب رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية في الأسبوع الأول من نوفمبر 1973.
الوثيقة التي نعرضها اليوم ، هي ورقة عمل أعدها بيتر رودمان (من مساعدي كيسنجر) ، يحدد فيها للجنرال وولترز النقاط التي ينبغي أن يناقشها مع عرفات ، وهي تحدد بشكل مبدأي سياسة الولايات المتحدة مع الفلسطينيين للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. ويتضح فيها نظرة الكبر والعنجهية التي كانت تنظر بها الإدارة الأمريكية – وخاصة كيسنجر – للقضية الفلسطينية.
تقترح الوثيقة أن يكون مجال النقاش ضيقا للغاية وأن يقتصر على عبارات إنشائية حول أهمية القضية الفلسطينية وتوجيه الشكر للفلسطينيين على "موقفهم المسئول" أثناء الحرب. وتشدد الوثيقة على أن واشنطن ليس لها اقتراحات لأي دور سياسي فلسطيني ، وأن أمريكا لن "تخون" حلفاءها في المنطقة في تأكيد على أن الإدارة الأمريكية لن تتساهل في أي تهديد للملك حسين أو لإسرائيل.
من الأمور المزعجة أن نرى الآن بعد كل هذه السنوات ، القادة العرب يتصرفون بحلول انفرادية وبدون تنسيق عربي مشترك أو ثقة مشتركة ، فمن كان يتصور أن ياسر عرفات يسعى في ذلك الوقت بالذات لإجراء اتصالات سرية مباشرة مع الولايات المتحدة ؟؟
صورة الوثيقة
ترجمة الوثيقة
قبل اندلاع حرب أكتوبر بعدة أشهر ، أرسل ياسر عرفات زعيم منظمة التحرير الفلسطينية رسالة سرية إلى الإدارة الأمريكية عبر السفير الأمريكي في إيران "ريشارد هيلمز". معظم المراسلات التي تمت بعد ذلك بهذا الخصوص ما زالت سرية ولم يفرج عنها ، لأنها كانت من وثائق الرئيس نيكسون التي تمت من خلال قنوات وكالة الاستخبارات الأمريكية. ولكن حسب وثائق وزير الخارجية هنري كيسنجر فإن عرفات أرسل رسالة أخرى عند احتدام المعارك الحربية في 10 أكتوبر 1973 وقال فيها إنه كان يتوقع هزيمة مصر وسوريا ، ولكن حيث أنهما قد تقدمت قواتهما بما يكفي لحفظ ماء الوجه ، فإنه يتوقع أن تسعى مصر وسوريا لمحادثات سلام مع إسرائيل. لم ترد الإدارة الأمريكية على هذه الرسالة.
عاد عرفات وأرسل رسالة أخرى في 23 أكتوبر – بعد قرار وقف إطلاق النار الأول - مقترحا عقد لقاء مع "مسئول" أمريكي يوم 26 أكتوبر. أراد كيسنجر رفض هذا الطلب ، ولكن لكسب الوقت وليتيح لنفسه مساحة أكبر للمناورة في المستقبل ، رتب لعقد اجتماع بين عرفات والجنرال "فيرنون وولترز" نائب رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية في الأسبوع الأول من نوفمبر 1973.
الوثيقة التي نعرضها اليوم ، هي ورقة عمل أعدها بيتر رودمان (من مساعدي كيسنجر) ، يحدد فيها للجنرال وولترز النقاط التي ينبغي أن يناقشها مع عرفات ، وهي تحدد بشكل مبدأي سياسة الولايات المتحدة مع الفلسطينيين للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. ويتضح فيها نظرة الكبر والعنجهية التي كانت تنظر بها الإدارة الأمريكية – وخاصة كيسنجر – للقضية الفلسطينية.
تقترح الوثيقة أن يكون مجال النقاش ضيقا للغاية وأن يقتصر على عبارات إنشائية حول أهمية القضية الفلسطينية وتوجيه الشكر للفلسطينيين على "موقفهم المسئول" أثناء الحرب. وتشدد الوثيقة على أن واشنطن ليس لها اقتراحات لأي دور سياسي فلسطيني ، وأن أمريكا لن "تخون" حلفاءها في المنطقة في تأكيد على أن الإدارة الأمريكية لن تتساهل في أي تهديد للملك حسين أو لإسرائيل.
من الأمور المزعجة أن نرى الآن بعد كل هذه السنوات ، القادة العرب يتصرفون بحلول انفرادية وبدون تنسيق عربي مشترك أو ثقة مشتركة ، فمن كان يتصور أن ياسر عرفات يسعى في ذلك الوقت بالذات لإجراء اتصالات سرية مباشرة مع الولايات المتحدة ؟؟
صورة الوثيقة
ترجمة الوثيقة
البيت الأبيض
واشنطن
سري للغاية – حساس
للمشاهدة بالعين فقط
واشنطن
سري للغاية – حساس
للمشاهدة بالعين فقط
محاور النقاش للاجتماع مع الجنرال وولترز
1- اجتماع الجنرال وولترز مع الفلسطينيين لا ينبغي أن يقدم موقفاً تفصيلياً للسياسة الأمريكية ولا ينبغي أن يمثل بداية لمحادثات سياسية. إنه سيكون على استعداد لسماع أفكار ومواقف الجانب الفلسطيني وأن يقدم لهم نظرةً إيجابية عامة عن الموقف الأمريكي.
2- ينبغي على الجنرال أن يبلغ الفلسطينيين بما يلي :
- إن الولايات المتحدة مخلصة في رغبتها أن تستغل نهاية الحرب في المساهمة لتحقيق تسوية سريعة وشاملة على أساس قراري مجلس الأمن 242، 338.
- إن المصالح والطموحات الفلسطينية حقيقه وقد أعلنت الولايات المتحدة أن أي تسوية لن تكون ممكنة إلا بأخذ هذه المصالح في الإعتبار.
- لا توجد أسباب منطقية للتوتر القائم بين الولايات المتحدة والفلسطينيين. في إطار التسوية السلمية ستكون الولايات المتحدة حريصة على تقدم ورفاهية الشعب الفلسطيني بالأسلوب الذي نراه مؤثراً. على سبيل المثال بالمساعدات الإقتصادية والفنية.
- إن الولايات المتحدة تقدر الموقف المسئول الذي اتخذه قادة الحركة الفلسطينية أثناء الحرب وإن هذا سنتذكره فيما بعد وسيكون من شأنه مساعدة الولايات المتحدة وإسرائيل على الإهتمام بالمصالح الفلسطينية في أي محادثات سلام.
- أما بخصوص مستقبل الدور السياسي للفلسطينيين فإن الولايات المتحدة ليست لديها أي اقتراحات بهذا الشأن. إن الولايات المتحدة ليست لديها الخبرة الكافية في تاريخ السياسة والثقافة العربية بحيث تستطيع أن تقدم حلولاً. ولكن الفلسطينيين على أي حال ينبغي أن يعرفوا أن الولايات المتحدة من مبادئها الثابته أنها لا تخون أصدقاءها وأنها تعتبر الملك حسين صديقاً لها. والولايات المتحدة يمكنها أن تتصور في إطار التسوية الشاملة أن تنشأ علاقة ما بين الحركة الفلسطينية والمملكة الأردنية الهاشمية بحيث يتم التصالح بينهما وسنؤيد وندعم أي حل في هذا الاتجاه تقبله جميع الأطراف.
تم إرسال الرد التالي لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية :
إن الولايات المتحدة قد تسلمت رسالة منظمة التحرير الفلسطينية وتقوم بدراستها الآن بصورة عاجلة.
إن التاريخ المقترح لعقد اجتماع يوم الجمعة 26 اكتوبر 1973 غير مناسب ، وتأمل الولايات المتحدة في إقتراح موعد آخر في المستقبل القريب جداً.
1- اجتماع الجنرال وولترز مع الفلسطينيين لا ينبغي أن يقدم موقفاً تفصيلياً للسياسة الأمريكية ولا ينبغي أن يمثل بداية لمحادثات سياسية. إنه سيكون على استعداد لسماع أفكار ومواقف الجانب الفلسطيني وأن يقدم لهم نظرةً إيجابية عامة عن الموقف الأمريكي.
2- ينبغي على الجنرال أن يبلغ الفلسطينيين بما يلي :
- إن الولايات المتحدة مخلصة في رغبتها أن تستغل نهاية الحرب في المساهمة لتحقيق تسوية سريعة وشاملة على أساس قراري مجلس الأمن 242، 338.
- إن المصالح والطموحات الفلسطينية حقيقه وقد أعلنت الولايات المتحدة أن أي تسوية لن تكون ممكنة إلا بأخذ هذه المصالح في الإعتبار.
- لا توجد أسباب منطقية للتوتر القائم بين الولايات المتحدة والفلسطينيين. في إطار التسوية السلمية ستكون الولايات المتحدة حريصة على تقدم ورفاهية الشعب الفلسطيني بالأسلوب الذي نراه مؤثراً. على سبيل المثال بالمساعدات الإقتصادية والفنية.
- إن الولايات المتحدة تقدر الموقف المسئول الذي اتخذه قادة الحركة الفلسطينية أثناء الحرب وإن هذا سنتذكره فيما بعد وسيكون من شأنه مساعدة الولايات المتحدة وإسرائيل على الإهتمام بالمصالح الفلسطينية في أي محادثات سلام.
- أما بخصوص مستقبل الدور السياسي للفلسطينيين فإن الولايات المتحدة ليست لديها أي اقتراحات بهذا الشأن. إن الولايات المتحدة ليست لديها الخبرة الكافية في تاريخ السياسة والثقافة العربية بحيث تستطيع أن تقدم حلولاً. ولكن الفلسطينيين على أي حال ينبغي أن يعرفوا أن الولايات المتحدة من مبادئها الثابته أنها لا تخون أصدقاءها وأنها تعتبر الملك حسين صديقاً لها. والولايات المتحدة يمكنها أن تتصور في إطار التسوية الشاملة أن تنشأ علاقة ما بين الحركة الفلسطينية والمملكة الأردنية الهاشمية بحيث يتم التصالح بينهما وسنؤيد وندعم أي حل في هذا الاتجاه تقبله جميع الأطراف.
تم إرسال الرد التالي لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية :
إن الولايات المتحدة قد تسلمت رسالة منظمة التحرير الفلسطينية وتقوم بدراستها الآن بصورة عاجلة.
إن التاريخ المقترح لعقد اجتماع يوم الجمعة 26 اكتوبر 1973 غير مناسب ، وتأمل الولايات المتحدة في إقتراح موعد آخر في المستقبل القريب جداً.