بوادر أزمة دولية كبرى ، وبريجينيف يهدد لأول مرة بموقف سوفييتي عسكري منفرد
...
حرب أكتوبر
- الحلقة الرابعة والثلاثون -
..
بوادر أزمة دولية كبرى ، وبريجينيف يهدد لأول مرة بموقف سوفييتي عسكري منفرد
..
بوادر أزمة دولية كبرى ، وبريجينيف يهدد لأول مرة بموقف سوفييتي عسكري منفرد
أسرار تأتى ... بعد دهور ... ليعرف الشعب المصرى والعربى ، ماذا كان يدور خلف ظهره ...
والآن تظهر الحقيقة... كبف أن الصاعقة قد أنقذت مصر .... وكيف أن الجيش المصرى
يــســـيـــطــــر على الموقف ....
والآن تظهر الحقيقة... كبف أن الصاعقة قد أنقذت مصر .... وكيف أن الجيش المصرى
يــســـيـــطــــر على الموقف ....
لهم تحية من القلب ... ولهم الشكر
يحى الشاعر
يحى الشاعر
المصدر
بوادر أزمة دولية كبرى ، وبريجينيف يهدد لأول مرة بموقف سوفييتي عسكري منفرد
حرب أكتوبر من الوثائق السرية الأمريكية – الحلقة الـ 34
نعرض اليوم وثيقتين من مساء 24 أكتوبر. الأولى رسالة عبر القنوات الخلفية الاستخباراتية من الرئيس نيكسون إلى الرئيس السادات عبر حافظ إسماعيل. وكان الإتحاد السوفييتي قد حث مجموعة من دول "عدم الانحياز" أن تتقدم بمشروع قرار لمجلس الأمن يقضي بإرسال قوات أمريكية وسوفييتية إلى الشرق الأوسط لمراقبة وحفظ وقف إطلاق النار. اتصل كيسنجر بالسفير السوفييتي في واشنطن "دوبرينين" وحاول إقناعه بأن يرفض الإتحاد السوفييتي هذا الإقتراح ، ولكن دوبرينين أصر عليه فقال له كيسنجر "إذا أردتم أن تحدث مواجهة بيننا في الشرق الأوسط ، فسيكون هذا أمرا مؤسفا ..... ولكننا مستعدون له".
استباقا للتصويت على الاقتراح في مجلس الأمن ، أبلغ نيكسون السادات بأن الولايات المتحدة ستعترض على القرار بحق النقض "الفيتو" ، وحث السادات على رفض القرار لأنه سينقل المواجهة الدولية مباشرة إلى الشرق الأوسط.
الوثيقة الثانية رسالة أخرى من بريجينيف إلى نيكسون ، يهدد فيها للمرة الأولى بأنه إذا لم توافق الولايات المتحدة على إرسال قوات مشتركة مع الإتحاد السوفيتي لتثبيت وقف إطلاق النار على جبهة القناة ، فإن الإتحاد السوفييتي سيتصرف بمفرده. الرسالة نقلت العلاقات السوفيتية الأمريكية خطوة كبيرة جدا إلى الوراء ، وأنذرت باحتمالات حدوث مواجهة مباشرة بينهما.
العجيب أنه في مساء يوم 24 أكتوبر ، تأكد فيما بعد أن الرئيس نيكسون لم يشارك في أي مناقشات أو اجتماعات حول الشرق الأوسط ، لأنه كان مشغولا تماما بالإجراءات المتلاحقة لفضيحة ووتر جيت ، حيث بدأت في ذلك اليوم لجنة العدل في الكونجرس اتخاذ إجراءات المساءلة القانونية للرئيس ، وطالبت قيادة الحزب الجمهوري الرئيس بترشيح بديل للمدعي العام "آرتشيبولد كوكس". ويرى المراقبون أن كيسنجر هو الذي كتب الرسالة باسم الرئيس نيكسون للرئيس السادات وأن نيكسون ربما حتى لم يقرأها. وأن الرسالة الخطيرة التي وصلت من بريجينيف لم يطلع عليها نيكسون إلا صباح اليوم التالي. ونرى هنا أن كيسنجر في هذه اللحظات العصيبة كان اللاعب الرئيسي على مسرح السياسة الخارجية الأمريكية يوجهها حيث يرى المصالح الإسرائيلية أولا وقبل كل شيئ.
كتب السياسي المخضرم "فيكتور إسرائيليان" في مذكراته المهمة التي نشرت في كتابه الشهير عام 1995 بعنوان "داخل الكريملين أثناء حرب يوم الغفران" ، كتب أن الزعيم السوفييتي بريجينيف أراد بهذه الرسالة دفع الإدارة الأمريكية لعمل شيئ لإجبار إسرائيل على الامتثال لقرارات مجلس الأمن ، وأنه لم ينو أبدا – لا هو ولا قياداته العسكرية في الكريملين – إتخاذ أي خطوات عسكرية من جانب واحد ، ويرى "فيكتور إسرائيليان" أن كل الأطراف الأخرى (الولايات المتحدة وأوروبا والعرب وإسرائيل) لم يعرفوا هذه الحقيقة في حينها. وأن هذه "الحيلة" السوفييتية قد فعلت فعلها في اليومين التاليين.
صورة الوثيقتين
ترجمة الوثيقتين
" فقرة غير واضحة في الوثيقة "
نعرض اليوم وثيقتين من مساء 24 أكتوبر. الأولى رسالة عبر القنوات الخلفية الاستخباراتية من الرئيس نيكسون إلى الرئيس السادات عبر حافظ إسماعيل. وكان الإتحاد السوفييتي قد حث مجموعة من دول "عدم الانحياز" أن تتقدم بمشروع قرار لمجلس الأمن يقضي بإرسال قوات أمريكية وسوفييتية إلى الشرق الأوسط لمراقبة وحفظ وقف إطلاق النار. اتصل كيسنجر بالسفير السوفييتي في واشنطن "دوبرينين" وحاول إقناعه بأن يرفض الإتحاد السوفييتي هذا الإقتراح ، ولكن دوبرينين أصر عليه فقال له كيسنجر "إذا أردتم أن تحدث مواجهة بيننا في الشرق الأوسط ، فسيكون هذا أمرا مؤسفا ..... ولكننا مستعدون له".
استباقا للتصويت على الاقتراح في مجلس الأمن ، أبلغ نيكسون السادات بأن الولايات المتحدة ستعترض على القرار بحق النقض "الفيتو" ، وحث السادات على رفض القرار لأنه سينقل المواجهة الدولية مباشرة إلى الشرق الأوسط.
الوثيقة الثانية رسالة أخرى من بريجينيف إلى نيكسون ، يهدد فيها للمرة الأولى بأنه إذا لم توافق الولايات المتحدة على إرسال قوات مشتركة مع الإتحاد السوفيتي لتثبيت وقف إطلاق النار على جبهة القناة ، فإن الإتحاد السوفييتي سيتصرف بمفرده. الرسالة نقلت العلاقات السوفيتية الأمريكية خطوة كبيرة جدا إلى الوراء ، وأنذرت باحتمالات حدوث مواجهة مباشرة بينهما.
العجيب أنه في مساء يوم 24 أكتوبر ، تأكد فيما بعد أن الرئيس نيكسون لم يشارك في أي مناقشات أو اجتماعات حول الشرق الأوسط ، لأنه كان مشغولا تماما بالإجراءات المتلاحقة لفضيحة ووتر جيت ، حيث بدأت في ذلك اليوم لجنة العدل في الكونجرس اتخاذ إجراءات المساءلة القانونية للرئيس ، وطالبت قيادة الحزب الجمهوري الرئيس بترشيح بديل للمدعي العام "آرتشيبولد كوكس". ويرى المراقبون أن كيسنجر هو الذي كتب الرسالة باسم الرئيس نيكسون للرئيس السادات وأن نيكسون ربما حتى لم يقرأها. وأن الرسالة الخطيرة التي وصلت من بريجينيف لم يطلع عليها نيكسون إلا صباح اليوم التالي. ونرى هنا أن كيسنجر في هذه اللحظات العصيبة كان اللاعب الرئيسي على مسرح السياسة الخارجية الأمريكية يوجهها حيث يرى المصالح الإسرائيلية أولا وقبل كل شيئ.
كتب السياسي المخضرم "فيكتور إسرائيليان" في مذكراته المهمة التي نشرت في كتابه الشهير عام 1995 بعنوان "داخل الكريملين أثناء حرب يوم الغفران" ، كتب أن الزعيم السوفييتي بريجينيف أراد بهذه الرسالة دفع الإدارة الأمريكية لعمل شيئ لإجبار إسرائيل على الامتثال لقرارات مجلس الأمن ، وأنه لم ينو أبدا – لا هو ولا قياداته العسكرية في الكريملين – إتخاذ أي خطوات عسكرية من جانب واحد ، ويرى "فيكتور إسرائيليان" أن كل الأطراف الأخرى (الولايات المتحدة وأوروبا والعرب وإسرائيل) لم يعرفوا هذه الحقيقة في حينها. وأن هذه "الحيلة" السوفييتية قد فعلت فعلها في اليومين التاليين.
صورة الوثيقتين
ترجمة الوثيقتين
سري
24 أكتوبر 1973
وزير الخارجية كيسنجر يطلب تبليغ هذه الرسالة العاجلة من الرئيس نيكسون إلى الرئيس السادات.
لقد علمت للتو أن قراراً جديداً لمجلس الأمن سيتم تقديمه هذه الليلة يطالب بإرسال قوات أجنبية بما فيها قوات أمريكية وسوفييتية إلى الشرق الأوسط لضمان وقف إطلاق النار. ودعني أخبرك بأنه في حالة تقديم هذا القرار ستستخدم الولايات المتحدة حق النقض الفيتو للأسباب التالية:
• سيكون من المستحيل تجهيز قوة عسكرية خارجية كافية بين خطوط القوات المشتركة الآن في الشرق الأوسط.
• إذا تدخلت القوتان العظميان النوويتان فإن هذا سيمثل إحتمالات خطيرة لحدوث تنافس للقوة العالمية في المنطقة.
إننا نرى أن التعجيل بإرسال المراقبين الدوليين للأمم المتحدة هو الطريقة المثلى للتنفيذ السريع لقرارات مجلس الأمن.
سيدي الرئيس إن الولايات المتحدة مستعدة لأن تتحرك بسرعة باتجاه التسوية السياسية للمشاكل المأساوية في الشرق الأوسط وفي نفس الوقت نحن حريصون على تجنب أي مواجهه غير ضرورية والتي ستكون لها عواقب صعبة وخطيرة إضافة إلى الوضع المعقد أصلا.........
24 أكتوبر 1973
وزير الخارجية كيسنجر يطلب تبليغ هذه الرسالة العاجلة من الرئيس نيكسون إلى الرئيس السادات.
لقد علمت للتو أن قراراً جديداً لمجلس الأمن سيتم تقديمه هذه الليلة يطالب بإرسال قوات أجنبية بما فيها قوات أمريكية وسوفييتية إلى الشرق الأوسط لضمان وقف إطلاق النار. ودعني أخبرك بأنه في حالة تقديم هذا القرار ستستخدم الولايات المتحدة حق النقض الفيتو للأسباب التالية:
• سيكون من المستحيل تجهيز قوة عسكرية خارجية كافية بين خطوط القوات المشتركة الآن في الشرق الأوسط.
• إذا تدخلت القوتان العظميان النوويتان فإن هذا سيمثل إحتمالات خطيرة لحدوث تنافس للقوة العالمية في المنطقة.
إننا نرى أن التعجيل بإرسال المراقبين الدوليين للأمم المتحدة هو الطريقة المثلى للتنفيذ السريع لقرارات مجلس الأمن.
سيدي الرئيس إن الولايات المتحدة مستعدة لأن تتحرك بسرعة باتجاه التسوية السياسية للمشاكل المأساوية في الشرق الأوسط وفي نفس الوقت نحن حريصون على تجنب أي مواجهه غير ضرورية والتي ستكون لها عواقب صعبة وخطيرة إضافة إلى الوضع المعقد أصلا.........
" فقرة غير واضحة في الوثيقة "
-------------------
24 أكتوبر 1973
سيدي الرئيس
لقد تلقيت رسالتك التي تخبرني فيها أن إسرائيل قد أوقفت إطلاق النار. ولكن الحقيقة أن إسرائيل مستمرة في تجاهل قرارات وقف إطلاق النار الصادرة من مجلس الأمن وهكذا فإننا نرى هذا تحدياً للإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة على حدٍ سواء لأن إتفاقنا المشترك هو الذي يمثل القاعدة التي أستندت إليها قرارت مجلس الأمن.
بإختصار إسرائيل قد رسمت طريقها الآن إلى هزيمتها.
إسرائيل مستمرة في إحتلال الأراضي الجديدة وكما تعرف فإن إسرائيل تحاول الدفع بقواتها إلى مدينة السويس ومن المستحيل علينا أن نسمح بهذا. دعنا نعمل معاً لإرسال قوات مشتركة من الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة بمهمة محددة وهي تنفيذ قراري مجلس الأمن الصادرين في 22 ، 23 أكتوبر والقاضية بوقف إطلاق النار وجميع الأنشطة العسكرية ولضمان التفاهمات والضمانات التي اتفقنا عليها سوياً.
إنه من الضروري أن نلتزم وبدون تأخير. ودعني أقولها لك بصراحه لو رأيتم أنه يستحيل عليكم أن تتخذوا هذه الخطوة بالإشتراك معنا فإننا سنواجه هذا الموقف بالضرورة المطلوبة وسنقوم بإتخاذ قرارات أحادية الجانب (بمفردنا).
لن نسمح بأن تتحكم إسرائيل في هذا الموقف.
إننا نقدر تفاهماتنا السابقة معكم والتي تعتمد على الإجراءات المشتركة. دعنا إذا ننفذ هذا على هذا الوضع المعقد. سيكون هذا مثالاً جيداً على إتفاقاتنا وحرصنا المشترك على السلام. إننا متأكدون بأن كل الراغبين في السلام والراغبين في العلاقات الجيدة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي سيرحبون بهذه الإجراءات المشتركة. أرجو أن يصلني منك رد واضح وفوري.
مع إحترامي
ليونيد بريجينيف
24 أكتوبر 1973
سيدي الرئيس
لقد تلقيت رسالتك التي تخبرني فيها أن إسرائيل قد أوقفت إطلاق النار. ولكن الحقيقة أن إسرائيل مستمرة في تجاهل قرارات وقف إطلاق النار الصادرة من مجلس الأمن وهكذا فإننا نرى هذا تحدياً للإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة على حدٍ سواء لأن إتفاقنا المشترك هو الذي يمثل القاعدة التي أستندت إليها قرارت مجلس الأمن.
بإختصار إسرائيل قد رسمت طريقها الآن إلى هزيمتها.
إسرائيل مستمرة في إحتلال الأراضي الجديدة وكما تعرف فإن إسرائيل تحاول الدفع بقواتها إلى مدينة السويس ومن المستحيل علينا أن نسمح بهذا. دعنا نعمل معاً لإرسال قوات مشتركة من الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة بمهمة محددة وهي تنفيذ قراري مجلس الأمن الصادرين في 22 ، 23 أكتوبر والقاضية بوقف إطلاق النار وجميع الأنشطة العسكرية ولضمان التفاهمات والضمانات التي اتفقنا عليها سوياً.
إنه من الضروري أن نلتزم وبدون تأخير. ودعني أقولها لك بصراحه لو رأيتم أنه يستحيل عليكم أن تتخذوا هذه الخطوة بالإشتراك معنا فإننا سنواجه هذا الموقف بالضرورة المطلوبة وسنقوم بإتخاذ قرارات أحادية الجانب (بمفردنا).
لن نسمح بأن تتحكم إسرائيل في هذا الموقف.
إننا نقدر تفاهماتنا السابقة معكم والتي تعتمد على الإجراءات المشتركة. دعنا إذا ننفذ هذا على هذا الوضع المعقد. سيكون هذا مثالاً جيداً على إتفاقاتنا وحرصنا المشترك على السلام. إننا متأكدون بأن كل الراغبين في السلام والراغبين في العلاقات الجيدة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي سيرحبون بهذه الإجراءات المشتركة. أرجو أن يصلني منك رد واضح وفوري.
مع إحترامي
ليونيد بريجينيف