د. عصام البشير: فضائيات الإثارة ساعدت في إفساد مناخ الفتوى
9 - 4 - 2008
أجرى الحوار: أسامة الهتيمي يعد الدكتور عصام البشير ـ عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وزير الإرشاد والأوقاف السوداني السابق ـ رجلاً ذا حصيلة علمية وافرة في مجال العلم الشرعي، وواحداً من ألمع المفكرين والدعاة المسلمين. له جهود حسنة في خدمة الدين الإسلامي الحنيف.يجمع الشيخ الأديب عصام البشير بين النهج الحركي بانتمائه لجماعة "الإخوان المسلمون" والتأصيل الشرعي بأخذه بـ "المنهج السلفي"، وكان قد تخرج في جامعة "الإمام محمد بن سعود" وحصل على الدكتوراه في "علم الحديث" كما تلقى العلم على الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وغيره من علماء السلف في السعودية.وتبوء الشيخ منصب الأمين العام للمركز العالمي للوسطية.وأثناء حضوره مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة، كان لنا معه هذا الحوار، الذي تحدث فيه عن قضايا مهمة.
* ما الدور الذي يلعبه المركز العالمي للوسطية، والذي تترأسونه في الوقت الحالي؟
** للمركز أنشطة كثيرة تدور أغلبها حول الترويج للمنهج الوسطي في الإسلام، فقد أصدرنا أكثر من عشرين رسالة تحت عنوان «سلسلة الأمة الوسط»، وأقمنا دورات لتأهيل الأئمة، حتى يكون الإمام الذي يخاطب أكبر شريحة من المسلمين متفاعلاً مع قضايا أمته، ويعمل على تحقيق كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، وينأى برسالة المسجد عن النزاعات المذهبية والسياسية والعقائدية والطائفية؛ لأن المساجد جاءت لتكون أوعية لوحدة كلمة المسلمين وائتلاف قلوبهم، فهذه هي الآفاق التي نعمل من خلالها، ونعتقد أن الأمة اليوم لا مخرج لها إلا من خلال تعزيز نهج الوسطية؛ لأنها تترنح بين الغلاة أهل التنطع والتكفير، وأهل التسيب والتفلت والتميع، ولا مخرج لنا إلا بهذه الوسطية التي إضافة إلى أنها ضرورة إسلامية وفريضة دينية فهي ضرورة إنسانية لتحقيق العيش المشترك بين المجتمع الإنساني كله .
* وماذا عن معهد الفقيه المعاصر؟
** نضع له في الوقت الحالي تصورًا وخطة لينطلق بإذن الله، ويسد الحاجة المتعلقة بإيجاد الفقيه المعاصر الذي تحتاج إليه أمتنا اليوم.
* ما وجه التعاون فيما بينكم وبين المسئولين عن الدعوة في بلاد العالم الإسلامي ؟
** هناك تبادل زيارات بين المسئولين ويتم التعاون في مجال الدورات وتأهيل الأئمة والخطباء، وفي مجال الدراسات والأبحاث، وفي عقد الندوات وتنسيق المواقف على مستوى المحافل الدولية؛ لتوحيد الرؤية الإسلامية تجاه هذه القضايا، والاشتراك في قضايا الحوار الحضاري الإنساني والديني؛ لتعزيز المشترك الحضاري والإنساني، وكل هذه آفاق نخدم بها أمتنا وقضيتنا.
* لكن الوسطية التي تدعون إليها أصبحت عنوانًا للتفريط عند البعض؟
** الوسطية هي توازن محمود بين الإفراط والتفريط، فهناك المتميعون والمتفلتون والمتسيبون الذين يريدون أن ينقضوا عرى الدين، وينسفوا مُسَلَّمات الأمة، ويزيلوا قطعيات الشريعة، وهناك الذين انتهجوا التنطع، وحملوا الأمة على مركب صعب، فالوسطية توازن محمود بين الإفراط والتفريط والغلو والتقصير.
* يوجد حالة من التضارب والفوضى في الفتاوى ما رأيكم؟
** نحن نعتقد أن الفتاوى اليوم –للأسف- دخل إليها من لا يحسنها، وتجد أحيانًا الخطيب والإمام والواعظ قرأ الآية والآيتين والحديث والحديثين، وهو ليس مؤهلاً في علم الشريعة ولا يدرك فقه الواقع ويتصدى للفتوى، وللأسف بعض فضائيات الإثارة ومواقع الإنترنت فتحت الباب واسعًا لكل من هبّ ودبّ من هؤلاء؛ لذلك الواجب أن يتصدى لهذا العلماء، وأن تقوم المؤسسات الرسمية بدورها من خلال مرجعيات وكفاءات علمية تحوز ثقة الأمة ورضاها، وأن تتصدى عبر آلية الاجتهاد الجماعي للردود على هذه المشكلات والقضايا التي تواجه الشباب.. وهذا كفيل بأن يقضي على ظاهرة الفوضى في الإفتاء.
* وما خطورة ذلك على المسلمين في الخارج ؟
** إن هذا يؤدي إلى تشويه صورة الأقليات المسلمة في هذه البلاد؛ ولذلك يقتضي إعداد جيل من العلماء الذين يتسلحون بعلم الشريعة ومعرفة علوم العصر والواقع، ليقدموا اجتهادات معاصرة ترتبط بالأصل وتتصل بالعصر .
* أنتم تشاركون في مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية حول الأمن المجتمعي، ما هو مفهوم هذا الأمن في الإسلام ؟
** الأمن هو الفريضة الغائبة، فبرغم قيام مؤسسات عالمية ومنظمات دولية ومواثيق وقوانين لضبط الأمن في حياة الإنسان؛ إلا أن كلمة الأمن من أكثر الكلمات التي تعرضت للاختزال في مضمونها، والابتسار في مغزاها ومعناها.. كلمة الأمن التي تعني السكينة والطمأنينة والقرار، إذا ذكرت اليوم فإن الذي يحصل هو الاضطراب والقلق والخوف على نحو ما قال الفرزدق إذا ذكرت نفسي زياد تكمشت من الخوف أحشائي وشابت مفارقيولذلك يتعين بادئ ذي بدء أن نعيد لهذا المصطلح عافيته وحيويته؛ ليكون بمعنى والسكينة والأمان والقرار، ولذلك من الخطأ أن نأخذ الأمن الاجتماعي بمعزل عن المفهوم الشامل لمنظومة الأمن .. الأمن الديني والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والفكري والبيئي، كل ذلك منظومة متناغمة متناسقة لا يتأتى لجانب من جوانب الأمن أن تعطي ثمارها ما لم نأخذه بهذا الشمول، ولذلك التصور الإسلامي يبدأ في الأمن من قضية التوحيد { فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } [الأنعام: 80-81].هذه الصلاة التي نصليها نسميها صلاة الأمن، ولذلك إذا كنا في حالة خوف فإننا نصلي صلاة تختلف فيها عن صلاة الأمن؛ لذلك قال تعالى: { فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101].إذن هنالك صلاة الخوف بخلاف صلاة الأمن.. في الحج حينما يريد أن يلبي يقول الإنسان: لبيك عمرة متمتعًا بها إلى الحج، فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني.هذا إشهار إلى الحصار الذي هو اضطراب، ولذلك فالأمن مرتبط بالعقيدة وبالشريعة وبالقيم، حتى العقوبات التي توضع لضبط أمن المجتمع؛ لأنه في العقوبات زواجر وروادع .. زواجر تزجر الجاني، وجوابر تجبر المجني عليه.. فلا بد أن نفهم الأمن في أبعاده كلها فالأمن المجتمعي اليوم مرتبط أولاً بقضية الحرية، فإذا كان الإنسان حرًّا كريمًا آمنًا في نفسه وماله وعرضه، وتحقق مع جناح الحرية جناح العدل، كما قال عمر بن عبد العزيز لأحد عماله: إن العدو يريد أن يغزو أرضنا، إنني أريد أن أحصن أسوار المدينة، قال له العامل: حصنها بالعدل، ولذلك قالوا: إن الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام، وإن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة ولو كانت مسلمة {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحديد: 25].لذلك نأخذ الأمن من خلال ارتباطه بالحرية والعدل.. والعدل ليس في بعده القضائي وإنما بمعناه الإيماني؛ لأن التوحيد عدل والشرك ظلم، ثم العدل بمعناه القضائي، ثم العدل ببُعْده الاجتماعي؛ لأننا اليوم نشهد في كثير في مجتمعاتنا العربية والإسلامية الناس بين طبقتين: طبقة الغنى المطغي، والفقر المدقع، بين بئر معطلة وقصر مشيد، فلابد أن تتحقق معاني التكافل التي يجد فيها الإنسان ضرورته من العيش ويقيم أَوَدُه من مأكله ومشربه ومسكنه، وصحته وعلاجه وتعليمه، وهذا يؤكد ضرورة أن نأخذ الأمن بشموله وتكامله، وأن نعتقد أن الأمن مسئولية مشتركة وتضامنية للفرد فيها دور، وللأسرة وللمسجد وللنادي وللمركز وللمنظمات المجتمع المدني وللدولة وللحاكم والمحكوم، فهي مسئولية تضامنية كل يقف على ثغرة، وما يكون من دور العالم أكبر من دور العامي، وما يكون من دور الدولة أكبر من دور الفرد، فهذه هي المسئولية التضامنية التي نحتاج إليها.أشير إلى مسألة مهمة، وهي أن الأمن الفكري بالنسبة لنا اليوم مقدمة ضرورية لكل أنواع أمننا، وأعتقد أن الأمة اليوم تترنح بين لونيين من التطرف .. التطرف الديني الذي بدأ بالتكفير وانتهى بالتزجير. والتطرف اللاديني الذي بدأ بالتخدير والتزوير والتدمير، ونحن نحتاج بين الغلاة والجفاة بين المفرطين والمتطرفين بين التشدد والتنطع من جهة، وبين التسيب والتحلل من جهة أخرى أن نعزز منهج الوسطية والاعتدال المنهج الذي يرتبط بالأصل ويتصل بالعصر..ونحن لخصنا هذا المنهج أن نقدم الإسلام منهجًا مرتبطًا بالزمان والمكان وصولاً بالواقع مشروحًا بلغة العصر منفتحًا على الاجتهاد والتجديد لا على الجمود والتقليد مستلهمًا للماضي معايشًا للحاضر مستشرفًا للمستقبل، منفتحًا على الحضارات بلا ذوبان، ومراعيًا للخصوصية بلا انغلاق، يرحب بكل قديم نافع وينتفع بكل جديد صالح، فهذه هي المعادلة التي نحتاج إليها، لكي نؤسس أمنًا فكريًّا يصون مجتمعنا، وخاصة اليوم المعالجة الأمنية وحدها لا تعالج الفكرة الخاطئة، ولا تصحح الانحراف الذي في أذهان الشباب .وهنا أؤكد أهمية أن يدور الحوار بين الشباب الذين قد يكونون هم صرعى لأفكار خاطئة أو لأوضاع اجتماعية معقدة أو أسرية أو اقتصادية، بقدر ما نحاورهم بروح الأبوة الحانية، والتفهم لمشكلاتهم؛ بأن نصنع منهم أداة للبناء وأداة للخير ورفعة الوطن، وأعتقد أن هذا رصيدنا من الشباب حتى لا يقع الشباب فريسة هنا وهناك، إنما نريدهم شبابًا كما قال الشاعر:
شباب لم تحطمه الليالي ولم يسلم إلى الخصم العرينا
ولم تشهدهم الأقداح يومًا وقد ملأوا نواديهم مجونا
وما عرفوا لأغاني مائعات لكن للعلا صارت لحونا
وما عرفوا الخلاعة في بنات ولا عرفوا التخنث في بنينا
شباب زللوا سب المعالي وما عرفوا سوى الإسلام دينا
* من المسئول عن تحقيق هذا الأمن، هل هي المؤسسات أم الأفراد أم الدولة في ظل قو الله تعالى: { الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ }؟
** الأمن شراكة مجتمعية، لكن ما يتعين على الحكومات أكبر، نحن كأمة نملك كل مقومات الأمن الاجتماعي والموقع الجغرافي المتميز الذي يقع في سرة العالم ومركز الدائرة، نملك أكبر ثروات في باطن الأرض وظاهرها، الأمة الإسلامية الأولى في البترول في النحاس وفي الذهب.. وعلى سبيل المثال نحتاج إلى أمرين إلى: إرادة وإدارة. إرادة صادقة وجادة، وإلى إدارة تترجم هذه الإرادة إلى مشاريع وبرامج، أضرب مثالاً بالسودان ففيها مليون ميل مربع ثمانون في المائة من أرضه صالحة للزراعة يجري فيه نيلان، وفيه تربة خصبة وفيه هواء ومناخ ومصر تمتلك الخبرة وتمتلك الأيدي العاملة، والخليج يمتلك المال لدينا مقومات تكامل اقتصادي يكفينا في تحقيق الأمن الغذائي والأمن الاقتصادي، ومن ملك القوت ملك القرار لا يحوجنا أن نستورد ذرة قمح من الخارج، ولكن الأمر يحتاج إلى إرادة.. فحجم التبادل السلعي بين الدول الإسلامية لا يكاد يتجاوز 8 في المائة وأضعافه هو الذي يكون بين العالم الإسلامي وغيره من العالم الغربي نحن كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول ..ولذلك نحتاج إلى إرادة تترجم هذه المقومات، وتحول هذا الإمكان الحضاري إلى فعل حضاري، فمقومات الأمن كلها موجودة ينقصها الإرادة التي تنقلها من سماء الأحلام إلى أرض الواقع ومن الشعارات إلى التنفيذ ومن النظر إلى الممارسة العملية .
* وما هو أثر تحقيق هذا الأمن على وحدة الأمة ؟
** إن أمن الأمة لا يقل أهمية عن كل ذلك، بل هو من المقدمات الضرورية، واليوم الأمة تتعرض لأقسى موجات التفتيت، تفتيت المفتت، وتجزئة المجزئ وتقسيم المقسم، إما على أساس مذهبي (سنة، وشيعة) أو على أساس عرقي (هؤلاء عرب وأفارقة ، هؤلاء عرب وأكراد وتركمان، هؤلاء عرب وفرس، هؤلاء عرب وبربر) هذا شمال وجنوب هذا شرق وغرب، أو على أساس ديني بحجة الأقليات غير المسلمة كالقضية المتوهمة والمزعومة مثل الأقباط هنا وهناك، محاولة إشعال فتيل دعوى الأقليات أو العرقيات أو الطوائف، لا بد أن نعمل على السمو بوحدة الأمة فوق هذه الجزر المعزولة، وفوق بؤر الاحتقان التي تحاول كثير من الجهات أن تجعلها خنجرًا في خاصرة أمتنا، وهذا يقتضي من الزعامات جميعها أن تسمو فوق الجراح، وأن تتجاوز الصراع.. وأعطي مثالاً آخر أوروبا طحنها نوعان من الصراع: أولاً صراع بين البروتستانت والكاثوليك سالت فيها عشرات الملايين من الدماء وصراع الحرب العالمية الأولى والثانية، أوروبا الآن تجاوزت الصراعات والخصومات وتستطيع اليوم بتأشيرة واحدة أن تزور 26 دولة أوربية، توحدت في عملتها وفي برلمانها في حلفها العسكري، وتتقارب في تشريعاتها وقوانينها، اجتمعت على مصالح الدنيا فقط، ونحن نجتمع على مصالح الدين والدنيا والآخرة:
النمل تبني قراها في تماسكها والنحل تبني رحيق الشهد أعوانا
لدينا هذه التجربة، وأنا أرجو من زعمائنا في القيادة الدينية والاجتماعية والسياسة أن تسمو وتقول كما قال الشاعر العربي
فإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جدا
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهمو وليس زعيم القوم من يحمل الحقد
* الوضع دارفور يزداد سوءًا ما كلمتك للفصائل السودانية المَعْنِيّة بهذا الصراع في الإقليم؟
** أناشد كل الفصائل في دارفور عدم السماح بتدخل وتمكين الأجنبي، وأن يلجئوا إلى اعتماد المنهج السلمي والحوار سبيلاً لحل النزاع، وأعتقد أن أهل السودان إذا جلسوا فهم قادرون على أن يصلوا إلى حل لقضاياهم ومشكلاتهم .لكن مما أساءنا أن يكون هناك فصيل من فصائل دارفور المسلمة يقوم بفتح مكتب له في إسرائيل، هذا يمثل خيانة للدين وللوطن، ولا يستقيم مع أي سعي للمطالبة بتحسين أوضاع الأهل، فإنه يستعين بمن كل يوم ينتهكون مقدساتنا ويحاربون شعبنا وأمتنا، كيف يستعين بهم لحل قضية داخلية في بلده، ولذلك نحن ندين هذا السلوك الذي صدر من عبد الواحد فهو خيانة للدين والوطن والمروءة والتاريخ .
9 - 4 - 2008
أجرى الحوار: أسامة الهتيمي يعد الدكتور عصام البشير ـ عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وزير الإرشاد والأوقاف السوداني السابق ـ رجلاً ذا حصيلة علمية وافرة في مجال العلم الشرعي، وواحداً من ألمع المفكرين والدعاة المسلمين. له جهود حسنة في خدمة الدين الإسلامي الحنيف.يجمع الشيخ الأديب عصام البشير بين النهج الحركي بانتمائه لجماعة "الإخوان المسلمون" والتأصيل الشرعي بأخذه بـ "المنهج السلفي"، وكان قد تخرج في جامعة "الإمام محمد بن سعود" وحصل على الدكتوراه في "علم الحديث" كما تلقى العلم على الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وغيره من علماء السلف في السعودية.وتبوء الشيخ منصب الأمين العام للمركز العالمي للوسطية.وأثناء حضوره مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة، كان لنا معه هذا الحوار، الذي تحدث فيه عن قضايا مهمة.
* ما الدور الذي يلعبه المركز العالمي للوسطية، والذي تترأسونه في الوقت الحالي؟
** للمركز أنشطة كثيرة تدور أغلبها حول الترويج للمنهج الوسطي في الإسلام، فقد أصدرنا أكثر من عشرين رسالة تحت عنوان «سلسلة الأمة الوسط»، وأقمنا دورات لتأهيل الأئمة، حتى يكون الإمام الذي يخاطب أكبر شريحة من المسلمين متفاعلاً مع قضايا أمته، ويعمل على تحقيق كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، وينأى برسالة المسجد عن النزاعات المذهبية والسياسية والعقائدية والطائفية؛ لأن المساجد جاءت لتكون أوعية لوحدة كلمة المسلمين وائتلاف قلوبهم، فهذه هي الآفاق التي نعمل من خلالها، ونعتقد أن الأمة اليوم لا مخرج لها إلا من خلال تعزيز نهج الوسطية؛ لأنها تترنح بين الغلاة أهل التنطع والتكفير، وأهل التسيب والتفلت والتميع، ولا مخرج لنا إلا بهذه الوسطية التي إضافة إلى أنها ضرورة إسلامية وفريضة دينية فهي ضرورة إنسانية لتحقيق العيش المشترك بين المجتمع الإنساني كله .
* وماذا عن معهد الفقيه المعاصر؟
** نضع له في الوقت الحالي تصورًا وخطة لينطلق بإذن الله، ويسد الحاجة المتعلقة بإيجاد الفقيه المعاصر الذي تحتاج إليه أمتنا اليوم.
* ما وجه التعاون فيما بينكم وبين المسئولين عن الدعوة في بلاد العالم الإسلامي ؟
** هناك تبادل زيارات بين المسئولين ويتم التعاون في مجال الدورات وتأهيل الأئمة والخطباء، وفي مجال الدراسات والأبحاث، وفي عقد الندوات وتنسيق المواقف على مستوى المحافل الدولية؛ لتوحيد الرؤية الإسلامية تجاه هذه القضايا، والاشتراك في قضايا الحوار الحضاري الإنساني والديني؛ لتعزيز المشترك الحضاري والإنساني، وكل هذه آفاق نخدم بها أمتنا وقضيتنا.
* لكن الوسطية التي تدعون إليها أصبحت عنوانًا للتفريط عند البعض؟
** الوسطية هي توازن محمود بين الإفراط والتفريط، فهناك المتميعون والمتفلتون والمتسيبون الذين يريدون أن ينقضوا عرى الدين، وينسفوا مُسَلَّمات الأمة، ويزيلوا قطعيات الشريعة، وهناك الذين انتهجوا التنطع، وحملوا الأمة على مركب صعب، فالوسطية توازن محمود بين الإفراط والتفريط والغلو والتقصير.
* يوجد حالة من التضارب والفوضى في الفتاوى ما رأيكم؟
** نحن نعتقد أن الفتاوى اليوم –للأسف- دخل إليها من لا يحسنها، وتجد أحيانًا الخطيب والإمام والواعظ قرأ الآية والآيتين والحديث والحديثين، وهو ليس مؤهلاً في علم الشريعة ولا يدرك فقه الواقع ويتصدى للفتوى، وللأسف بعض فضائيات الإثارة ومواقع الإنترنت فتحت الباب واسعًا لكل من هبّ ودبّ من هؤلاء؛ لذلك الواجب أن يتصدى لهذا العلماء، وأن تقوم المؤسسات الرسمية بدورها من خلال مرجعيات وكفاءات علمية تحوز ثقة الأمة ورضاها، وأن تتصدى عبر آلية الاجتهاد الجماعي للردود على هذه المشكلات والقضايا التي تواجه الشباب.. وهذا كفيل بأن يقضي على ظاهرة الفوضى في الإفتاء.
* وما خطورة ذلك على المسلمين في الخارج ؟
** إن هذا يؤدي إلى تشويه صورة الأقليات المسلمة في هذه البلاد؛ ولذلك يقتضي إعداد جيل من العلماء الذين يتسلحون بعلم الشريعة ومعرفة علوم العصر والواقع، ليقدموا اجتهادات معاصرة ترتبط بالأصل وتتصل بالعصر .
* أنتم تشاركون في مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية حول الأمن المجتمعي، ما هو مفهوم هذا الأمن في الإسلام ؟
** الأمن هو الفريضة الغائبة، فبرغم قيام مؤسسات عالمية ومنظمات دولية ومواثيق وقوانين لضبط الأمن في حياة الإنسان؛ إلا أن كلمة الأمن من أكثر الكلمات التي تعرضت للاختزال في مضمونها، والابتسار في مغزاها ومعناها.. كلمة الأمن التي تعني السكينة والطمأنينة والقرار، إذا ذكرت اليوم فإن الذي يحصل هو الاضطراب والقلق والخوف على نحو ما قال الفرزدق إذا ذكرت نفسي زياد تكمشت من الخوف أحشائي وشابت مفارقيولذلك يتعين بادئ ذي بدء أن نعيد لهذا المصطلح عافيته وحيويته؛ ليكون بمعنى والسكينة والأمان والقرار، ولذلك من الخطأ أن نأخذ الأمن الاجتماعي بمعزل عن المفهوم الشامل لمنظومة الأمن .. الأمن الديني والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والفكري والبيئي، كل ذلك منظومة متناغمة متناسقة لا يتأتى لجانب من جوانب الأمن أن تعطي ثمارها ما لم نأخذه بهذا الشمول، ولذلك التصور الإسلامي يبدأ في الأمن من قضية التوحيد { فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } [الأنعام: 80-81].هذه الصلاة التي نصليها نسميها صلاة الأمن، ولذلك إذا كنا في حالة خوف فإننا نصلي صلاة تختلف فيها عن صلاة الأمن؛ لذلك قال تعالى: { فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101].إذن هنالك صلاة الخوف بخلاف صلاة الأمن.. في الحج حينما يريد أن يلبي يقول الإنسان: لبيك عمرة متمتعًا بها إلى الحج، فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني.هذا إشهار إلى الحصار الذي هو اضطراب، ولذلك فالأمن مرتبط بالعقيدة وبالشريعة وبالقيم، حتى العقوبات التي توضع لضبط أمن المجتمع؛ لأنه في العقوبات زواجر وروادع .. زواجر تزجر الجاني، وجوابر تجبر المجني عليه.. فلا بد أن نفهم الأمن في أبعاده كلها فالأمن المجتمعي اليوم مرتبط أولاً بقضية الحرية، فإذا كان الإنسان حرًّا كريمًا آمنًا في نفسه وماله وعرضه، وتحقق مع جناح الحرية جناح العدل، كما قال عمر بن عبد العزيز لأحد عماله: إن العدو يريد أن يغزو أرضنا، إنني أريد أن أحصن أسوار المدينة، قال له العامل: حصنها بالعدل، ولذلك قالوا: إن الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام، وإن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة ولو كانت مسلمة {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحديد: 25].لذلك نأخذ الأمن من خلال ارتباطه بالحرية والعدل.. والعدل ليس في بعده القضائي وإنما بمعناه الإيماني؛ لأن التوحيد عدل والشرك ظلم، ثم العدل بمعناه القضائي، ثم العدل ببُعْده الاجتماعي؛ لأننا اليوم نشهد في كثير في مجتمعاتنا العربية والإسلامية الناس بين طبقتين: طبقة الغنى المطغي، والفقر المدقع، بين بئر معطلة وقصر مشيد، فلابد أن تتحقق معاني التكافل التي يجد فيها الإنسان ضرورته من العيش ويقيم أَوَدُه من مأكله ومشربه ومسكنه، وصحته وعلاجه وتعليمه، وهذا يؤكد ضرورة أن نأخذ الأمن بشموله وتكامله، وأن نعتقد أن الأمن مسئولية مشتركة وتضامنية للفرد فيها دور، وللأسرة وللمسجد وللنادي وللمركز وللمنظمات المجتمع المدني وللدولة وللحاكم والمحكوم، فهي مسئولية تضامنية كل يقف على ثغرة، وما يكون من دور العالم أكبر من دور العامي، وما يكون من دور الدولة أكبر من دور الفرد، فهذه هي المسئولية التضامنية التي نحتاج إليها.أشير إلى مسألة مهمة، وهي أن الأمن الفكري بالنسبة لنا اليوم مقدمة ضرورية لكل أنواع أمننا، وأعتقد أن الأمة اليوم تترنح بين لونيين من التطرف .. التطرف الديني الذي بدأ بالتكفير وانتهى بالتزجير. والتطرف اللاديني الذي بدأ بالتخدير والتزوير والتدمير، ونحن نحتاج بين الغلاة والجفاة بين المفرطين والمتطرفين بين التشدد والتنطع من جهة، وبين التسيب والتحلل من جهة أخرى أن نعزز منهج الوسطية والاعتدال المنهج الذي يرتبط بالأصل ويتصل بالعصر..ونحن لخصنا هذا المنهج أن نقدم الإسلام منهجًا مرتبطًا بالزمان والمكان وصولاً بالواقع مشروحًا بلغة العصر منفتحًا على الاجتهاد والتجديد لا على الجمود والتقليد مستلهمًا للماضي معايشًا للحاضر مستشرفًا للمستقبل، منفتحًا على الحضارات بلا ذوبان، ومراعيًا للخصوصية بلا انغلاق، يرحب بكل قديم نافع وينتفع بكل جديد صالح، فهذه هي المعادلة التي نحتاج إليها، لكي نؤسس أمنًا فكريًّا يصون مجتمعنا، وخاصة اليوم المعالجة الأمنية وحدها لا تعالج الفكرة الخاطئة، ولا تصحح الانحراف الذي في أذهان الشباب .وهنا أؤكد أهمية أن يدور الحوار بين الشباب الذين قد يكونون هم صرعى لأفكار خاطئة أو لأوضاع اجتماعية معقدة أو أسرية أو اقتصادية، بقدر ما نحاورهم بروح الأبوة الحانية، والتفهم لمشكلاتهم؛ بأن نصنع منهم أداة للبناء وأداة للخير ورفعة الوطن، وأعتقد أن هذا رصيدنا من الشباب حتى لا يقع الشباب فريسة هنا وهناك، إنما نريدهم شبابًا كما قال الشاعر:
شباب لم تحطمه الليالي ولم يسلم إلى الخصم العرينا
ولم تشهدهم الأقداح يومًا وقد ملأوا نواديهم مجونا
وما عرفوا لأغاني مائعات لكن للعلا صارت لحونا
وما عرفوا الخلاعة في بنات ولا عرفوا التخنث في بنينا
شباب زللوا سب المعالي وما عرفوا سوى الإسلام دينا
* من المسئول عن تحقيق هذا الأمن، هل هي المؤسسات أم الأفراد أم الدولة في ظل قو الله تعالى: { الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ }؟
** الأمن شراكة مجتمعية، لكن ما يتعين على الحكومات أكبر، نحن كأمة نملك كل مقومات الأمن الاجتماعي والموقع الجغرافي المتميز الذي يقع في سرة العالم ومركز الدائرة، نملك أكبر ثروات في باطن الأرض وظاهرها، الأمة الإسلامية الأولى في البترول في النحاس وفي الذهب.. وعلى سبيل المثال نحتاج إلى أمرين إلى: إرادة وإدارة. إرادة صادقة وجادة، وإلى إدارة تترجم هذه الإرادة إلى مشاريع وبرامج، أضرب مثالاً بالسودان ففيها مليون ميل مربع ثمانون في المائة من أرضه صالحة للزراعة يجري فيه نيلان، وفيه تربة خصبة وفيه هواء ومناخ ومصر تمتلك الخبرة وتمتلك الأيدي العاملة، والخليج يمتلك المال لدينا مقومات تكامل اقتصادي يكفينا في تحقيق الأمن الغذائي والأمن الاقتصادي، ومن ملك القوت ملك القرار لا يحوجنا أن نستورد ذرة قمح من الخارج، ولكن الأمر يحتاج إلى إرادة.. فحجم التبادل السلعي بين الدول الإسلامية لا يكاد يتجاوز 8 في المائة وأضعافه هو الذي يكون بين العالم الإسلامي وغيره من العالم الغربي نحن كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول ..ولذلك نحتاج إلى إرادة تترجم هذه المقومات، وتحول هذا الإمكان الحضاري إلى فعل حضاري، فمقومات الأمن كلها موجودة ينقصها الإرادة التي تنقلها من سماء الأحلام إلى أرض الواقع ومن الشعارات إلى التنفيذ ومن النظر إلى الممارسة العملية .
* وما هو أثر تحقيق هذا الأمن على وحدة الأمة ؟
** إن أمن الأمة لا يقل أهمية عن كل ذلك، بل هو من المقدمات الضرورية، واليوم الأمة تتعرض لأقسى موجات التفتيت، تفتيت المفتت، وتجزئة المجزئ وتقسيم المقسم، إما على أساس مذهبي (سنة، وشيعة) أو على أساس عرقي (هؤلاء عرب وأفارقة ، هؤلاء عرب وأكراد وتركمان، هؤلاء عرب وفرس، هؤلاء عرب وبربر) هذا شمال وجنوب هذا شرق وغرب، أو على أساس ديني بحجة الأقليات غير المسلمة كالقضية المتوهمة والمزعومة مثل الأقباط هنا وهناك، محاولة إشعال فتيل دعوى الأقليات أو العرقيات أو الطوائف، لا بد أن نعمل على السمو بوحدة الأمة فوق هذه الجزر المعزولة، وفوق بؤر الاحتقان التي تحاول كثير من الجهات أن تجعلها خنجرًا في خاصرة أمتنا، وهذا يقتضي من الزعامات جميعها أن تسمو فوق الجراح، وأن تتجاوز الصراع.. وأعطي مثالاً آخر أوروبا طحنها نوعان من الصراع: أولاً صراع بين البروتستانت والكاثوليك سالت فيها عشرات الملايين من الدماء وصراع الحرب العالمية الأولى والثانية، أوروبا الآن تجاوزت الصراعات والخصومات وتستطيع اليوم بتأشيرة واحدة أن تزور 26 دولة أوربية، توحدت في عملتها وفي برلمانها في حلفها العسكري، وتتقارب في تشريعاتها وقوانينها، اجتمعت على مصالح الدنيا فقط، ونحن نجتمع على مصالح الدين والدنيا والآخرة:
النمل تبني قراها في تماسكها والنحل تبني رحيق الشهد أعوانا
لدينا هذه التجربة، وأنا أرجو من زعمائنا في القيادة الدينية والاجتماعية والسياسة أن تسمو وتقول كما قال الشاعر العربي
فإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جدا
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهمو وليس زعيم القوم من يحمل الحقد
* الوضع دارفور يزداد سوءًا ما كلمتك للفصائل السودانية المَعْنِيّة بهذا الصراع في الإقليم؟
** أناشد كل الفصائل في دارفور عدم السماح بتدخل وتمكين الأجنبي، وأن يلجئوا إلى اعتماد المنهج السلمي والحوار سبيلاً لحل النزاع، وأعتقد أن أهل السودان إذا جلسوا فهم قادرون على أن يصلوا إلى حل لقضاياهم ومشكلاتهم .لكن مما أساءنا أن يكون هناك فصيل من فصائل دارفور المسلمة يقوم بفتح مكتب له في إسرائيل، هذا يمثل خيانة للدين وللوطن، ولا يستقيم مع أي سعي للمطالبة بتحسين أوضاع الأهل، فإنه يستعين بمن كل يوم ينتهكون مقدساتنا ويحاربون شعبنا وأمتنا، كيف يستعين بهم لحل قضية داخلية في بلده، ولذلك نحن ندين هذا السلوك الذي صدر من عبد الواحد فهو خيانة للدين والوطن والمروءة والتاريخ .