ذكرى معركة بدر.. اليوم: الغزوة نموذج للعزيمة والصبر في الشهر الفضيل

FOX_85

عضو
إنضم
13 أغسطس 2008
المشاركات
1,477
التفاعل
801 4 0
الدولة
Jordan
ذكرى معركة بدر.. اليوم: الغزوة نموذج للعزيمة والصبر في الشهر الفضيل



عمان–بترا – تشكل غزوة بدر التي توافق ذكرى وقوعها اليوم السابع عشر من رمضان المبارك مفترق طرق في تاريخ الدعوة الاسلامية والسيرة النبوية , اذ تعد اول لقاء عسكري حاسم للمسلمين للدفاع عن دينهم الحنيف ونموذجا لقوة عقيدة المسلمين وتضحياتهم في سبيل الله سبحانه وتعالى.
وتمثل هذه الغزوة المفصلية في تاريخ المسلمين مدلولا لما يمكن للمسلم الصائم الصابر ان يقدمه من قوة واصرار على النصر والنجاح في سبيل الله سبحانه وتعالى حيث كانت خير نموذج للعزيمة والصبر, اذ وقعت في شهر رمضان للسنة الثانية للهجرة وهو العام الاول الذي فرض فيه الصيام على المسلمين وشرعت فيه صلاة العيد.
نائب رئيس جامعة العلوم الاسلامية العالمية الاستاذ الدكتور محمود السرطاوي قال ان لغزوة بدر من اسمها نصيب , فكما ان البدر يضيء فضاء الدنيا كذلك كانت هذه الغزوة مضيئة للظلمة الحالكة التي كانت منتشرة في ربوع الجزيرة العربية واقطار الارض قاطبة.
واضاف لوكالة الانباء الاردنية (بترا ) ان الله سبحانه وتعالى فرّق في هذه الغزوة بين الحق والباطل , فكانت نواة لتشكيل دولة اسلامية يعترف بها العدو وتم فيها انتصار المظلومين الذين صبروا مدة طويلة على الايذاء حين اخرجوا من ديارهم قسرا.
واشار الى ان هذه الغزوة اظهرت عناية الله سبحانه وتعالى بالفئة المؤمنة , فقد نصرهم الله تعالى وهم قليلو العدد والعدة امام قوة تزيد عنهم بثلاثة اضعاف منوها الى انها رسمت للمسلمين سنن الله تعالى في الكون بان الله سبحانه ينصر الفئة المؤمنة والصابرة المتوكلة على الله عز وجل.
وقال الدكتور السرطاوي ان المسلمين استطاعوا باعدادهم النفسي والتربوي تحقيق النصر مبينا ان هذه دلالة على المسلمين للاخذ بها اليوم لاعداد العدة المادية والنفسية والتربوية لاسترداد حقوقهم واراضيهم.
وقال عميد كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور محمد خازر المجالي ان غزوة بدر تشكل مفترق طرق في تاريخ الدعوة الاسلامية والسيرة النبوية الشريفة التي تعد اول لقاء عسكري حاسم بين الفئة المؤمنة والفئة الكافرة.
وبين ان الله تعالى شاء ان تكون هذه الغزوة ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد هيأ المسلمين لها , اذ كان خروجهم للقاء قافلة قريش وليس للقتال , لكن مشيئة الله شاءت القتال تحقيقا لقوله تعالى: « واذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم « مشيرا الى ان الله عز وجل شاء بحكمته وتدبيره ان تكون المواجهة وان يكون القتال.
واشار الى ان الله سبحانه وتعالى سماها بالفرقان حيث قتل فيها سبعون من المشركين واسر مثلهم , فيما استشهد من المسلمين بضعة عشر مبينا ان من اهم دلالات هذه الغزوة كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة , فالمسلون بهذه الغزوة كانوا اكثر من 300 بقليل , فيما كان المشركون الفا , كما تظهر اهمية قوة الايمان باعتبار ان المسلمين لم يكونوا مهيئين للقتال من حيث العدد والعدة.
ومن دلالات الغزوة كما اضاف تحقيق وابراز اهمية مبدأ الشورى حين نزل النبي صلى الله عليه وسلم من مكان بعيد عن ماء بدر , فاشار عليه بعض الصحابة بان هذا ليس بالمنزل الصحيح , فاستجاب النبي عليه الصلاة والسلام لمشورتهم.
وتابع: كما اظهرت اهمية الدعاء حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ويلح في دعائه الى الله عز وجل لدرجة ان ابا بكر رضي الله عنه اشفق على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: « ان الله منجز لك ما وعدك «.
وقال ان المعجزة في هذه الغزوة ان النبي عليه الصلاة والسلام رأى جبريل ومن معه من الملائكة فاستبشر وتهلل وجهه عليه السلام , واشار الى اماكن مصرع المشركين باسمائهم , فكان التطابق مطلقا ما بين ما اشار اليه النبي عليه السلام واماكن مقتل المشركين كما شاءت العناية الالهية.
وقال الدكتور المجالي ان هذه الغزوة كانت بعد سنة ونصف السنة تقريبا من الهجرة , وبهذا دلالة على الجد والاجتهاد الذي قام به النبي في الاعداد الروحي والعسكري للمسلمين , لتمثل هذه الغزوة درسا لمسلمي اليوم بعدم اليأس وبان يلبوا قول الله تعالى: « واعدوا لهم ما استطعتم من قوة.. « مبينا ان الله تعالى في هذه الاية الكريمة لم يطلب كل القوة بل ما هو قدر المستطاع منها.
استاذ الفقه واصوله في جامعة اليرموك الدكتور اسامة الفقير قال ان غزوة بدر مفصلية في تاريخ العرب والمسلمين , اذ انها اظهرت ان لا تعارض بين النشاط الجهادي والعسكري من جهة وبين النشاط البدني في شهر الصيام الفضيل.
واضاف اننا كمسلمين نستقي من عبر المعركة التاريخية قيما تعزز الروح المعنوية والايمانية للمسلم وتمده بالصبر وتحمّل الشدائد في سبيل الله تعالى منوها الى ان اغلب المعارك الفاصلة والمهمة خاضها المسلمون خلال شهر رمضان المبارك لان الروح المعنوية لهم تكون في اعلى صورها واحسن حالاتها ما قادهم في معظمها الى الانتصار ودحر الاعداء.
وبين ان اهم ما يميز غزوة بدر انها تعد اللقاء العسكري الاول بين الكفار كثيري العدد والعدة وبين المسلمين المؤمنين بالله تعالى والمتوكلين عليه دائما وكانوا قلة , في الوقت الذي حرصت فيه الفئة الضالة الكافرة على محاربة المسلمين معتدين بقوتهم وعددهم.
وقال الدكتور الفقير ان المواعظ والعبر التي نستقيها من غزوة بدر لا تعد ولا تحصى غير ان ابرزها يتلخص في ان القلة مع الايمان في جو رمضاني مشبع بالروحانيات والطاعة يؤدي الى نتائج وانتصارات باهرة تستقي عزيمتها من الايمان بالله تعالى وحده , وان الكثرة مع العنجهية بلا ايمان ستؤدي الى هزيمة بلا شك.
http://www.alrai.com/pages.php?news_id=354441
 
رد: ذكرى معركة بدر.. اليوم: الغزوة نموذج للعزيمة والصبر في الشهر الفضيل

487677484345.jpg

مقبرة بدر حيث وقعت الغزوة بالقرب منها


سجل التاريخ من هذه الأرض أعظم الملاحم البطولية، فمنها أشرقت شمس الإسلام، وبزغ فجره لينشر هذا الدين في جميع أنحاء المعمورة.. وفي هذه المدينة وقف المصطفي صلى الله عليه وسلم يستغيث ربه فاتته الاستجابة من فوق سبع سماوات، قال الله تعالى: (‏‏إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ)..‏‏ وعلى تراب هذه الأرض قاتل جنود السماء من الملائكة بقيادة جبريل عليه السلام جنباً إلى جنب مع جنود الأرض، بقيادة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ).. وتحت ثراها يرقد شهداء الإسلام من صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار.
غزوة بدر هي المعركة الوحيدة من عهد سيدنا آدم عليه السلام إلى يومنا هذا التي عرفت نتيجتها قبل أن تبدأ، فقد وعد الله سبحانه وتعالى رسوله والمسلمين إحدى أمرين إما القافلة وإما النصر على المشركين، وقد نجت القافلة وغيّرت طريق سيرها فوجد المسلمون أنفسهم وجهاً لوجه أمام المشركين: (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ)..
وقال حسان بن ثابت - رضي الله عنه:
ويوم بدر إذ يصد وجوههم
جبريل تحت لوائنا ومحمد
وكانت موقعة بدر الكبرى يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان المبارك، في السنة الثانية للهجرة النبوية، وتصادف اليوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان من عام 1431ه.


411538958261.jpg

مدخل مدينة بدر جنوب غرب المدينة المنورة





لماذا سميت بدر؟
سميت بدراً كما تقول الروايات نسبة إلى اسم بدر بن يخلد بن النضر، وهو من كنانة، وقيل من بني ضمرة، وكان هذا الرجل قد سكن هذا المكان فنسب إليه، وسمي به، وبعد ذلك غلب على المكان الاسم، وكان قرية صغيرة قليلة السكان، وقيل إن الاسم جاء انتساباً إلى بدر بن قريش، الذي حفر بئراً في هذا المكان، فسميت البئر باسمه، ثم غلب الاسم على المكان، وعرفت بماء بدر، والرجل الذي حفر البئر هو ابن لقريش من بني الحارث بن يخلد، وكان دليل قريش وصاحب ميرتها (الميرة: جلب الطعام)، وقد غلب اسمه على المكان وسمي بدراً.
وتعد بدر من المواقع المشهورة قبل الإسلام، وبعده، وتكمن شهرتها قبل الإسلام لشهرة مائها (ماء بدر)، وكذلك لأنها أحد الأسواق المشهورة عند العرب آنذاك، حيث كانت تقام في بدر سوق مشهورة للعرب من الأول من ذي القعدة إلى الثامن منه، وكانت بدر على طريق القوافل التجارية المتجهة إلى الشام من مكة، وهي أيضاً على الطريق القادم من المدينة إلى الجار (ميناء المدينة القديم على البحر الأحمر)، ولقد نالت مدينة بدر شرفاً كبيراً لم تنله غالبية مدن العالم، وهو شرف ذكرها في القرآن الكريم.
قال الله تعالى في محكم التنزيل: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون)، وهي الآن عبارة عن ملتقى طرق مهم بين المدينة المنورة وينبع وجده ومركز إقليمي يخدم أكثر من (30) قرية ومركز ثقافي وتسويقي لتلك القرى.

الموقعة الكبرى
كانت هذه الغزوة حداً فاصلاً بين الإيمان والكفر، إذا عز الله فيها الإسلام وأهله، وأذل فيها الشرك وأهله، فأصبحت (بدر) لها مكانة عظيمة في تاريخنا الإسلامي، وشارك في هذه المعركة عدد من الملائكة الكرام، وكانت نتيجة هذه المعركة الخالدة مقتل (70) رجلاً وأسر (70) رجلاً من المشركين واستشهاد أربعة عشر صحابياً.

معالم ومواقع تاريخية
* مسجد العريش: وهو موقع العريش الذي بناه الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم في يوم بدر.
* مقبرة شهداء بدر: وتضم رفاه أربعة عشر شهيداً (6 من المهاجرين و8 من الأنصار)، وهم: من المهاجرين: (عبيدة بن الحارث، عمير بن أبي وقاص، ذو الشماليين بن عبد عمرو، عاقل بن البكير، مهجه بن صالح، صفوان بن وهب)، ومن الأنصار: (سعد بن خيثمة، مبشر بن عبدالمنذر، يزيد بن الحارث، عمير بن الحمام، رافع بن المعلي، حارثة بن سراقة، عوف، ومعوذ ابناء عفراء).
* العدوة الدنيا: (مكان قدوم المسلمين من المدينة المنورة).
* العدوة القصوى: (مكان قدوم المشركين من مكة المكرمة).
* جبل الملائكة: (الجهة الغربية من محافظة بدر حالياً).
 
عودة
أعلى