إستراتيجية الهيمنة الصهيونية
الملفات العربية الكبرى في دائرة الاستهداف
خرائط الطرق العربية
لبنان في الإستراتيجية الصهيونية
تكامل الأهداف العسكرية والإستراتيجية
خريطة العمليات الحربية والسياسية الإسرائيلية الراهنة
الاستعداد للجولة الحربية القادمة
هذه الحرب الإسرائيلية العدوانية التدميرية التي شنتها دولة "إسرائيل" على لبنان ابتداء من 12 يوليو/تموز 2006 ليست ردة فعل أو عملية انتقامية أو ردعية أو غير ذلك من المزاعم الإسرائيلية.. وإنما هي حرب مخططة مبيتة كانت تنتظر اللحظة المناسبة فقط, كما وثقت جملة من المصادر الإسرائيلية والأميركية وغيرها.
كما أنها ليست حربا طارئة أو مرحلية أو انتقامية لمرة واحدة وانتهت الحكاية, وإنما هي بالأساس وفي الجوهر حرب استمرارية للحروب الإسرائيلية السابقة التي استهدفت لبنان وشعبها ومقاومتها على مدى الستين عاما الماضية, وهي حرب مبيتة تستند إلى مشاريع ومخططات وأهداف وأطماع صهيونية تاريخية وإستراتيجية معا.
ولذلك نوثق أن هذه الحرب الإسرائيلية التدميرية الشاملة ضد لبنان ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في سياق حروبها, طالما أن "إسرائيل" أخفقت فيها بتوجيه ضربة قاضية لحزب الله وطالما أن إستراتيجية الهيمنة الصهيونية على المنطقة قائمة.
الملفات العربية الكبرى في دائرة الاستهداف
خرائط الطرق العربية
لبنان في الإستراتيجية الصهيونية
تكامل الأهداف العسكرية والإستراتيجية
خريطة العمليات الحربية والسياسية الإسرائيلية الراهنة
الاستعداد للجولة الحربية القادمة
هذه الحرب الإسرائيلية العدوانية التدميرية التي شنتها دولة "إسرائيل" على لبنان ابتداء من 12 يوليو/تموز 2006 ليست ردة فعل أو عملية انتقامية أو ردعية أو غير ذلك من المزاعم الإسرائيلية.. وإنما هي حرب مخططة مبيتة كانت تنتظر اللحظة المناسبة فقط, كما وثقت جملة من المصادر الإسرائيلية والأميركية وغيرها.
كما أنها ليست حربا طارئة أو مرحلية أو انتقامية لمرة واحدة وانتهت الحكاية, وإنما هي بالأساس وفي الجوهر حرب استمرارية للحروب الإسرائيلية السابقة التي استهدفت لبنان وشعبها ومقاومتها على مدى الستين عاما الماضية, وهي حرب مبيتة تستند إلى مشاريع ومخططات وأهداف وأطماع صهيونية تاريخية وإستراتيجية معا.
ولذلك نوثق أن هذه الحرب الإسرائيلية التدميرية الشاملة ضد لبنان ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في سياق حروبها, طالما أن "إسرائيل" أخفقت فيها بتوجيه ضربة قاضية لحزب الله وطالما أن إستراتيجية الهيمنة الصهيونية على المنطقة قائمة.
"
وفقا لجملة لا حصر لها من الوثائق, فإن الأطماع الصهيونية في الأراضي العربية وفي المياه العربية وفي الهيمنة الإستراتيجية على المنطقة برمتها قائمة منذ نشأة الحركة الصهيونية حتى يومنا هذا
"
وفقا لجملة لا حصر لها من الوثائق, فإن الأطماع الصهيونية في الأراضي العربية وفي المياه العربية وفي الهيمنة الإستراتيجية على المنطقة برمتها قائمة منذ نشأة الحركة الصهيونية حتى يومنا هذا
"
إستراتيجية الهيمنة الصهيونية
ولذلك من المفيد في هذا السياق هنا أن نقف بالعناوين المكثفة أمام أهم أدبياتهم.
فوفقا لجملة لا حصر لها من الوثائق, نجد أن تلك الإطماع الصهيونية في الأراضي العربية وفي المياه العربية وفي الهيمنة الإستراتيجية على المنطقة برمتها قائمة منذ نشأة الحركة الصهيونية حتى يومنا هذا, فمنذ البدايات كان بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني قد أشار في تقرير قدمه أمام المجلس العالمي لعمال صهيون عام 1937 إلى الأهداف الإستراتيجية الصهيونية بعيدة المدى في المنطقة.
وعززت وثيقة بالغة الخطورة أطلق عليها اسم الخطة الإستراتيجية للجيش الإسرائيلي لعام 1956-1957 النزعة الإستراتيجية الصهيونية الموثقة بأقوال بن غوريون وغيره أعلاه.
وقد نقل الوثيقة إلى اللغة الإنجليزية السياسي الهندي ر.ك. كرانجيا ونشرها في كتابه "خنجر إسرائيل" الطبعة الأولى 1958 ص45 وما جاء على لسان قادة الجيش الإسرائيلي فيها ".. لذا يجب أن نضع نصب أعيننا في كل الخطط التي نرسمها الهدف المزدوج التالي:
1- الاستيلاء على الأراضي ذات الأهمية الجوهرية لنا في زمن الحرب وذلك كهدف أدنى.
2- الاستيلاء على الأراضي الكفيلة بأن تسد كل احتياجاتنا وذلك كهدف أقصى.
وأوضحت الوثيقة/الخطة "أن الهدف الإقليمي الأدنى لإسرائيل هو احتلال المناطق المجاورة لقناة السويس ونهر الليطاني والخليج الفارسي لأنها تنطوي على أهمية حيوية -المصدر السابق نفسه ص 81"-.
وجاء في تقرير إسرائيلي آخر: لقد اعتبر الصهاينة أرض إسرائيل المعلنة تلك الممتدة من الليطاني وحتى سيناء ومن الجولان حتى البحر -عن نشرة كيفونيم العبرية- 16/2/1985.
الملفات العربية الكبرى في دائرة الاستهداف
وانتقالا من تلك الأدبيات والخلفيات والأطماع والأهداف الإستراتيجية الصهيونية -وهناك غيرها الكثير والكثير- إلى المشهد الراهن وفي هذا السياق الإستراتيجي الإسرائيلي ذاته ركزت المؤسسة الإسرائيلية العسكرية والأمنية والسياسية على نحو خاص على دول الدائرة العربية الثانية المحيطة بـ"إسرائيل" ودأبت على مدى الزمن الماضي من عمر الصراع على استثمار كافة الطاقات والإمكانات واللحظات المناسبة من أجل ضرب وتفكيك وتطويع هذه الدول التي اصطلح على تسميتها مؤخرا بـ"الملفات العربية الكبرى".
ويشرح هذا المصطلح بصورة مكثفة جدا الخلفيات والأجندات الحقيقية التي تقف وراء كافة الأحداث الجارية المتسارعة على جبهات فلسطين ولبنان وسوريا والعراق بدءا من الملف الفلسطيني أولا مرورا بالملف العراقي ثانيا وصولا إلى الملف السوري-اللبناني ثالثا وصولا إلى كل التطورات المذهلة المتلاحقة تباعا على الصعيدين الإقليمي والأممي وصولا إلى الحرب الإسرائيلية العدوانية الجارية على لبنان رابعا.
القصة في خلفياتها الإستراتيجية أيضا على تماس مباشر بالمشروع الاستعماري الأميركي الجديد الذي روج له وعرف بمشروع "إعادة تشكيل الشرق الأوسط", والقصة كلها من بداياتها إلى ذروتها الراهنة في هذا المشروع هي قصة "إسرائيل" التي تحتل قمة الأجندة السياسية الأميركية في المنطقة العربية والشرق أوسطية.
ولذلك من المفيد في هذا السياق هنا أن نقف بالعناوين المكثفة أمام أهم أدبياتهم.
فوفقا لجملة لا حصر لها من الوثائق, نجد أن تلك الإطماع الصهيونية في الأراضي العربية وفي المياه العربية وفي الهيمنة الإستراتيجية على المنطقة برمتها قائمة منذ نشأة الحركة الصهيونية حتى يومنا هذا, فمنذ البدايات كان بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني قد أشار في تقرير قدمه أمام المجلس العالمي لعمال صهيون عام 1937 إلى الأهداف الإستراتيجية الصهيونية بعيدة المدى في المنطقة.
وعززت وثيقة بالغة الخطورة أطلق عليها اسم الخطة الإستراتيجية للجيش الإسرائيلي لعام 1956-1957 النزعة الإستراتيجية الصهيونية الموثقة بأقوال بن غوريون وغيره أعلاه.
وقد نقل الوثيقة إلى اللغة الإنجليزية السياسي الهندي ر.ك. كرانجيا ونشرها في كتابه "خنجر إسرائيل" الطبعة الأولى 1958 ص45 وما جاء على لسان قادة الجيش الإسرائيلي فيها ".. لذا يجب أن نضع نصب أعيننا في كل الخطط التي نرسمها الهدف المزدوج التالي:
1- الاستيلاء على الأراضي ذات الأهمية الجوهرية لنا في زمن الحرب وذلك كهدف أدنى.
2- الاستيلاء على الأراضي الكفيلة بأن تسد كل احتياجاتنا وذلك كهدف أقصى.
وأوضحت الوثيقة/الخطة "أن الهدف الإقليمي الأدنى لإسرائيل هو احتلال المناطق المجاورة لقناة السويس ونهر الليطاني والخليج الفارسي لأنها تنطوي على أهمية حيوية -المصدر السابق نفسه ص 81"-.
وجاء في تقرير إسرائيلي آخر: لقد اعتبر الصهاينة أرض إسرائيل المعلنة تلك الممتدة من الليطاني وحتى سيناء ومن الجولان حتى البحر -عن نشرة كيفونيم العبرية- 16/2/1985.
الملفات العربية الكبرى في دائرة الاستهداف
وانتقالا من تلك الأدبيات والخلفيات والأطماع والأهداف الإستراتيجية الصهيونية -وهناك غيرها الكثير والكثير- إلى المشهد الراهن وفي هذا السياق الإستراتيجي الإسرائيلي ذاته ركزت المؤسسة الإسرائيلية العسكرية والأمنية والسياسية على نحو خاص على دول الدائرة العربية الثانية المحيطة بـ"إسرائيل" ودأبت على مدى الزمن الماضي من عمر الصراع على استثمار كافة الطاقات والإمكانات واللحظات المناسبة من أجل ضرب وتفكيك وتطويع هذه الدول التي اصطلح على تسميتها مؤخرا بـ"الملفات العربية الكبرى".
ويشرح هذا المصطلح بصورة مكثفة جدا الخلفيات والأجندات الحقيقية التي تقف وراء كافة الأحداث الجارية المتسارعة على جبهات فلسطين ولبنان وسوريا والعراق بدءا من الملف الفلسطيني أولا مرورا بالملف العراقي ثانيا وصولا إلى الملف السوري-اللبناني ثالثا وصولا إلى كل التطورات المذهلة المتلاحقة تباعا على الصعيدين الإقليمي والأممي وصولا إلى الحرب الإسرائيلية العدوانية الجارية على لبنان رابعا.
القصة في خلفياتها الإستراتيجية أيضا على تماس مباشر بالمشروع الاستعماري الأميركي الجديد الذي روج له وعرف بمشروع "إعادة تشكيل الشرق الأوسط", والقصة كلها من بداياتها إلى ذروتها الراهنة في هذا المشروع هي قصة "إسرائيل" التي تحتل قمة الأجندة السياسية الأميركية في المنطقة العربية والشرق أوسطية.
"
الأحداث في عالمنا العربي تسير وفق أجندة ومخططات ووثائق مشروع "إعادة تشكيل الشرق الأوسط" أو "الشرق الأوسط الجديد", وتتحدث الوثائق التآمرية عن خرائط أميركية إسرائيلية لتفكيك المنطقة العربية في إطار المشروع الأميركي الكبير الجديد المتجدد
"
الأحداث في عالمنا العربي تسير وفق أجندة ومخططات ووثائق مشروع "إعادة تشكيل الشرق الأوسط" أو "الشرق الأوسط الجديد", وتتحدث الوثائق التآمرية عن خرائط أميركية إسرائيلية لتفكيك المنطقة العربية في إطار المشروع الأميركي الكبير الجديد المتجدد
"
خرائط الطرق العربية
واستتباعا فإننا نعتقد بقناعة راسخة جدا في ضوء كل ذلك بنظرية المؤامرة الاستعمارية على الوطن والأمة وأن كل الأحداث في عالمنا العربي تسير وفق أجندة ومخططات ووثائق مشروع "إعادة تشكيل الشرق الأوسط " أو "الشرق الأوسط الجديد" ولكن لصالح إسرائيل دائما.
وتتحدث الوثائق التآمرية من ضمن ما تتحدث عنه عن خرائط أميركية-إسرائيلية لتفكيك المنطقة العربية في إطار المشروع الأميركي الكبير الجديد المتجدد.
فهناك أولا "خريطة الطريق الفلسطينية" على سبيل المثال التي تهدف إلى الإجهاز على القضية والحقوق الفلسطينية وإعادة تشكيل المشهد الفلسطيني وفق رؤية الرئيس بوش التي هي في الجوهر أيضا لب الأجندة الإسرائيلية وبالتالي تطويب فلسطين للدولة العبرية إلى الأبد, وهناك خريطة الطريق العراقية, فالسورية/اللبنانية.
لبنان في الإستراتيجية الصهيونية
واستتباعا ولأن الإستراتيجية الصهيونية استهدفت الأوطان والعواصم العربية، امتدت الأطماع الصهيونية لتشمل الأراضي ومصادر المياه العربية والهيمنة الإستراتيجية على المنطقة كلها، فقد احتل لبنان مكانة متقدمة في الإستراتيجية والأطماع الصهيونية التاريخية.
وهنا في هذه المسألة لا بأس أن نتساءل مع الدكتور أحمد صدقي الدجاني -رحمه الله- الذي تساءل يوما: "من أين نبدأ القصة.. متى وضعت الحركة الصهيونية جنوب لبنان هدفا لغزوها ولأطماعها التوسعية؟ وكيف انتقلت إلى التخطيط ثم اجتياح الجنوب؟ ثم متى بدأت تعاني؟ وكيف اضطرت للقيام بانسحاب أول؟ وكيف عمدت إلى اقتراف جرائم حرب بشعة يحفظها كتاب احتلالها؟ وأخيرا كيف اضطرت للانسحاب من الجنوب بمهانة وانهزمت؟ -صحيفة الدستور الأردنية 3/6/2000-".
ويعود بنا الدكتور الدجاني إلى البدايات الأولى القديمة للأطماع الصهيونية في لبنان حيث يكشف الحقائق قائلا:
"تكشف لنا مذكرة بعث بها لورد بلفور إلى لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا في 26/6/1919 عن العامل الصهيوني في رسم الحدود، وقد جاء فيها الشيء الرئيسي الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار في تحديد هذه الحدود وهو جعل السياسية الصهيونية ممكنة من خلال إعطاء مجال للتطورات الاقتصادية في فلسطين، ولذا يجب أن تعطي الحدود الشمالية لفلسطين سيطرة كاملة على مصادرة المياه، ويوم ذاك أجمع المسؤولون الإنجليز، في فلسطين، وهم من الصهاينة أو من الموالين للصهيونية على أن ترسم الحدود في مناطق تمكن من الحصول على مياه الليطاني ومياه نهر الأردن معا".
وقد ثبتت الخطة الإستراتيجية للجيش الإسرائيلي المعدة منذ مطلع الخمسينيات -حسب كتاب خنجر إسرائيل- أهداف العمليات الهجومية الإسرائيلية في القطاع الشمالي لفلسطين بالنص التالي:
"إن سلامة مناطقنا الحيوية في الشمال يجب حمايتها عن طريق إنشاء خط دفاعي على طول نهر الليطاني، ولذا يتم إقامة حاجز وقائي يحمي الجليل وحيفا.
إن احتلال الجليل حتى الليطاني سيسهل الدفاع عن الحكومة وسيفصل لبنان عن سوريا. (ر.ك. كرانجيا -مصدر سبق ذكره ص95).
واستتباعا فإننا نعتقد بقناعة راسخة جدا في ضوء كل ذلك بنظرية المؤامرة الاستعمارية على الوطن والأمة وأن كل الأحداث في عالمنا العربي تسير وفق أجندة ومخططات ووثائق مشروع "إعادة تشكيل الشرق الأوسط " أو "الشرق الأوسط الجديد" ولكن لصالح إسرائيل دائما.
وتتحدث الوثائق التآمرية من ضمن ما تتحدث عنه عن خرائط أميركية-إسرائيلية لتفكيك المنطقة العربية في إطار المشروع الأميركي الكبير الجديد المتجدد.
فهناك أولا "خريطة الطريق الفلسطينية" على سبيل المثال التي تهدف إلى الإجهاز على القضية والحقوق الفلسطينية وإعادة تشكيل المشهد الفلسطيني وفق رؤية الرئيس بوش التي هي في الجوهر أيضا لب الأجندة الإسرائيلية وبالتالي تطويب فلسطين للدولة العبرية إلى الأبد, وهناك خريطة الطريق العراقية, فالسورية/اللبنانية.
لبنان في الإستراتيجية الصهيونية
واستتباعا ولأن الإستراتيجية الصهيونية استهدفت الأوطان والعواصم العربية، امتدت الأطماع الصهيونية لتشمل الأراضي ومصادر المياه العربية والهيمنة الإستراتيجية على المنطقة كلها، فقد احتل لبنان مكانة متقدمة في الإستراتيجية والأطماع الصهيونية التاريخية.
وهنا في هذه المسألة لا بأس أن نتساءل مع الدكتور أحمد صدقي الدجاني -رحمه الله- الذي تساءل يوما: "من أين نبدأ القصة.. متى وضعت الحركة الصهيونية جنوب لبنان هدفا لغزوها ولأطماعها التوسعية؟ وكيف انتقلت إلى التخطيط ثم اجتياح الجنوب؟ ثم متى بدأت تعاني؟ وكيف اضطرت للقيام بانسحاب أول؟ وكيف عمدت إلى اقتراف جرائم حرب بشعة يحفظها كتاب احتلالها؟ وأخيرا كيف اضطرت للانسحاب من الجنوب بمهانة وانهزمت؟ -صحيفة الدستور الأردنية 3/6/2000-".
ويعود بنا الدكتور الدجاني إلى البدايات الأولى القديمة للأطماع الصهيونية في لبنان حيث يكشف الحقائق قائلا:
"تكشف لنا مذكرة بعث بها لورد بلفور إلى لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا في 26/6/1919 عن العامل الصهيوني في رسم الحدود، وقد جاء فيها الشيء الرئيسي الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار في تحديد هذه الحدود وهو جعل السياسية الصهيونية ممكنة من خلال إعطاء مجال للتطورات الاقتصادية في فلسطين، ولذا يجب أن تعطي الحدود الشمالية لفلسطين سيطرة كاملة على مصادرة المياه، ويوم ذاك أجمع المسؤولون الإنجليز، في فلسطين، وهم من الصهاينة أو من الموالين للصهيونية على أن ترسم الحدود في مناطق تمكن من الحصول على مياه الليطاني ومياه نهر الأردن معا".
وقد ثبتت الخطة الإستراتيجية للجيش الإسرائيلي المعدة منذ مطلع الخمسينيات -حسب كتاب خنجر إسرائيل- أهداف العمليات الهجومية الإسرائيلية في القطاع الشمالي لفلسطين بالنص التالي:
"إن سلامة مناطقنا الحيوية في الشمال يجب حمايتها عن طريق إنشاء خط دفاعي على طول نهر الليطاني، ولذا يتم إقامة حاجز وقائي يحمي الجليل وحيفا.
إن احتلال الجليل حتى الليطاني سيسهل الدفاع عن الحكومة وسيفصل لبنان عن سوريا. (ر.ك. كرانجيا -مصدر سبق ذكره ص95).
"
الأطماع الصهيونية الإقليمية الجغرافية والاقتصادية قائمة وموثقة على خلاف كافة الادعاءات الرسمية الإسرائيلية القائلة بأن الاجتياحات العسكرية للبنان جاءت رداً على ما أسمته "الإرهاب الفلسطيني" أو "إرهاب حزب الله" وحماية للمستعمرات اليهودية الشمالية
"
الأطماع الصهيونية الإقليمية الجغرافية والاقتصادية قائمة وموثقة على خلاف كافة الادعاءات الرسمية الإسرائيلية القائلة بأن الاجتياحات العسكرية للبنان جاءت رداً على ما أسمته "الإرهاب الفلسطيني" أو "إرهاب حزب الله" وحماية للمستعمرات اليهودية الشمالية
"
تكامل الأهداف العسكرية والإستراتيجية
وهكذا يتبين أمامنا تكامل الأهداف العسكرية الإستراتيجية الإسرائيلية مع الأطماع الاقتصادية والمائية الإسرائيلية في لبنان التي صاغتها "إسرائيل" على مدى السنوات الماضية وعرفت بـ"خريطة الطريق الإسرائيلية الخاصة بلبنان".
فالأطماع الصهيونية الإقليمية الجغرافية والاقتصادية إذن قائمة موثقة، على خلاف كافة الادعاءات الرسمية الإسرائيلية القائلة بأن الاجتياحات العسكرية للبنان جاءت ردا على ما أسمته "الإرهاب الفلسطيني" أو "إرهاب حزب الله" و"حماية المستعمرات اليهودية الشمالية".
على أرضية تلك الإستراتيجية والأطماع والأهداف الصهيونية الموثقة في الأدبيات الصهيونية كان من الطبيعي أن يتعرض الوطن اللبناني -لاعتبارات كثيرة جغرافية وسكانية وعسكرية واقتصادية ومائية وسياسية-، إلى سلسلة طويلة لا حصر لها من الحروب والعمليات والاجتياحات العسكرية, وبالتالي أن يتعرض أهل لبنان إلى معاناة هائلة شاملة لم تترك مجالا من مجالات الحياة إلا ومسته.
خريطة العمليات الحربية والسياسية الإسرائيلية الراهنة
استنادا إلى هذه الخلفيات فقط يمكننا أن نقرأ عمليا الأهداف المبيتة وراء خريطة العمليات الحربية الإسرائيلية الراهنة المستمرة منذ 12 يوليو/تموز 2006 والتي كما هو واضح تشمل كل لبنان بدولته وشعبه ومؤسساته وبنيته التحتية.. إذ أخرجت دولة الاحتلال من أدراجها الخطط الحربية المعدة للعدوان على لبنان.
ولكن على نحو أوضح من كافة الحروب السابقة فإن خريطة العمليات الحربية الإسرائيلية ضد لبنان انطوت هذه المرة على جملة أهداف إستراتيجية تتعلق بإعادة ترتيب خطوط الخريطة العسكرية الإسرائيلية أولا ثم بإعادة ترتيب خريطة الأوضاع اللبنانية الداخلية ثانيا كمقدمة لإعادة ترتيب المشهد السياسي الإستراتيجي الشرق أوسطي الذي تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأميركية رايس حينما أعلنت "أن آلام المخاض ستؤدي إلى ولادة شرق أوسط جديد".
ولكن يمكن أن نثبت هنا أن خريطة العمليات الحربية الإسرائيلية لم تسر وفق الرياح الإسرائيلية وعلى هواها ما أدى إلى محاولات أميركية-إسرائيلية مشتركة إلى حصد الأهداف السياسية والإستراتيجية المبيتة عبر السياسة والدبلوماسية وعبر ما عرف بـ"رزمة الصفقة".
وهكذا يتبين أمامنا تكامل الأهداف العسكرية الإستراتيجية الإسرائيلية مع الأطماع الاقتصادية والمائية الإسرائيلية في لبنان التي صاغتها "إسرائيل" على مدى السنوات الماضية وعرفت بـ"خريطة الطريق الإسرائيلية الخاصة بلبنان".
فالأطماع الصهيونية الإقليمية الجغرافية والاقتصادية إذن قائمة موثقة، على خلاف كافة الادعاءات الرسمية الإسرائيلية القائلة بأن الاجتياحات العسكرية للبنان جاءت ردا على ما أسمته "الإرهاب الفلسطيني" أو "إرهاب حزب الله" و"حماية المستعمرات اليهودية الشمالية".
على أرضية تلك الإستراتيجية والأطماع والأهداف الصهيونية الموثقة في الأدبيات الصهيونية كان من الطبيعي أن يتعرض الوطن اللبناني -لاعتبارات كثيرة جغرافية وسكانية وعسكرية واقتصادية ومائية وسياسية-، إلى سلسلة طويلة لا حصر لها من الحروب والعمليات والاجتياحات العسكرية, وبالتالي أن يتعرض أهل لبنان إلى معاناة هائلة شاملة لم تترك مجالا من مجالات الحياة إلا ومسته.
خريطة العمليات الحربية والسياسية الإسرائيلية الراهنة
استنادا إلى هذه الخلفيات فقط يمكننا أن نقرأ عمليا الأهداف المبيتة وراء خريطة العمليات الحربية الإسرائيلية الراهنة المستمرة منذ 12 يوليو/تموز 2006 والتي كما هو واضح تشمل كل لبنان بدولته وشعبه ومؤسساته وبنيته التحتية.. إذ أخرجت دولة الاحتلال من أدراجها الخطط الحربية المعدة للعدوان على لبنان.
ولكن على نحو أوضح من كافة الحروب السابقة فإن خريطة العمليات الحربية الإسرائيلية ضد لبنان انطوت هذه المرة على جملة أهداف إستراتيجية تتعلق بإعادة ترتيب خطوط الخريطة العسكرية الإسرائيلية أولا ثم بإعادة ترتيب خريطة الأوضاع اللبنانية الداخلية ثانيا كمقدمة لإعادة ترتيب المشهد السياسي الإستراتيجي الشرق أوسطي الذي تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأميركية رايس حينما أعلنت "أن آلام المخاض ستؤدي إلى ولادة شرق أوسط جديد".
ولكن يمكن أن نثبت هنا أن خريطة العمليات الحربية الإسرائيلية لم تسر وفق الرياح الإسرائيلية وعلى هواها ما أدى إلى محاولات أميركية-إسرائيلية مشتركة إلى حصد الأهداف السياسية والإستراتيجية المبيتة عبر السياسة والدبلوماسية وعبر ما عرف بـ"رزمة الصفقة".
"
في سياق قراءتنا الإستراتيجية لتداعيات الحرب الإسرائيلية العدوانية السادسة فإن على الجميع عربيا الاستعداد لحرب أميركية/إسرائيلية عدوانية أخرى في الأفق المنظور, إذ لن تطول الأمور
"
في سياق قراءتنا الإستراتيجية لتداعيات الحرب الإسرائيلية العدوانية السادسة فإن على الجميع عربيا الاستعداد لحرب أميركية/إسرائيلية عدوانية أخرى في الأفق المنظور, إذ لن تطول الأمور
"
الاستعداد للجولة الحربية القادمة
ولذلك وبعد أن خرجت "إسرائيل" خالية الوفاض من حربها على لبنان وحزب الله وبعد أن أجمعت شتى المصادر والتحليلات والتقديرات العسكرية على أن "إسرائيل" منيت بهزيمة حارقة في لبنان أمام حزب الله بالنظر إلى إخفاقها الكامل في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية على حد سواء ونظرا لإصابتها بإصابات إستراتيجية مؤلمة لم ترد في كل حساباتها وتقديراتها الحربية, فقد كان وما زال من أخطر استخلاصاتهم هناك "إن على إسرائيل أن تعد العدة لجولة حربية أخرى مع حزب الله.
في هذا الإطار حصرا لم يطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ذلك التصريح أمام الكنيست الإسرائيلي غداة القرار الدولي بوقف العمليات الحربية والذي توعد فيه بجولة أخرى أمام حزب الله جزافا.. هكذا حيث أعلن أولمرت بمنتهى الوضوح :"يجب أن نضمن أن الأمور ستكون في المرة القادمة أفضل بكثير".
ومن أجل أن تكون الأمور بالنسبة لهم أفضل فـ"إن على إسرائيل" أن تستعد للمواجهة القادمة التي حددها الجنرال احتياط يسرائيل طال وعليها أن تضع الأمن على رأس سلم أولوياتها حتى قبل التعليم والرفاه.. وعلى الجيش الإسرائيلي أن يجد حلولا للصواريخ المضادة للدبابات وللكاتيوشا وللاستخبارات.. هآرتس 17/8/2006".
ولذلك نقول في الخلاصة المكثفة وفي سياق قراءتنا الإستراتيجية لتداعيات هذه الحرب الإسرائيلية العدوانية السادسة أن على الجميع عربيا الاستعداد لحرب أميركية/إسرائيلية عدوانية أخرى في الأفق المنظور, إذ لن تطول الأمور.. فهناك في فلسطين جبهة مشتعلة ومرشحة لمزيد من التصعيد نظرا لمخططات الاحتلال الإبادية للحقوق الفلسطينية التي لم تكتمل, وهناك في لبنان هزيمة حارقة تكبدها الجيش الذي لا يقهر وتمزقت صورته الردعية بصورة مذهلة.
ولذلك وبعد أن خرجت "إسرائيل" خالية الوفاض من حربها على لبنان وحزب الله وبعد أن أجمعت شتى المصادر والتحليلات والتقديرات العسكرية على أن "إسرائيل" منيت بهزيمة حارقة في لبنان أمام حزب الله بالنظر إلى إخفاقها الكامل في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية على حد سواء ونظرا لإصابتها بإصابات إستراتيجية مؤلمة لم ترد في كل حساباتها وتقديراتها الحربية, فقد كان وما زال من أخطر استخلاصاتهم هناك "إن على إسرائيل أن تعد العدة لجولة حربية أخرى مع حزب الله.
في هذا الإطار حصرا لم يطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ذلك التصريح أمام الكنيست الإسرائيلي غداة القرار الدولي بوقف العمليات الحربية والذي توعد فيه بجولة أخرى أمام حزب الله جزافا.. هكذا حيث أعلن أولمرت بمنتهى الوضوح :"يجب أن نضمن أن الأمور ستكون في المرة القادمة أفضل بكثير".
ومن أجل أن تكون الأمور بالنسبة لهم أفضل فـ"إن على إسرائيل" أن تستعد للمواجهة القادمة التي حددها الجنرال احتياط يسرائيل طال وعليها أن تضع الأمن على رأس سلم أولوياتها حتى قبل التعليم والرفاه.. وعلى الجيش الإسرائيلي أن يجد حلولا للصواريخ المضادة للدبابات وللكاتيوشا وللاستخبارات.. هآرتس 17/8/2006".
ولذلك نقول في الخلاصة المكثفة وفي سياق قراءتنا الإستراتيجية لتداعيات هذه الحرب الإسرائيلية العدوانية السادسة أن على الجميع عربيا الاستعداد لحرب أميركية/إسرائيلية عدوانية أخرى في الأفق المنظور, إذ لن تطول الأمور.. فهناك في فلسطين جبهة مشتعلة ومرشحة لمزيد من التصعيد نظرا لمخططات الاحتلال الإبادية للحقوق الفلسطينية التي لم تكتمل, وهناك في لبنان هزيمة حارقة تكبدها الجيش الذي لا يقهر وتمزقت صورته الردعية بصورة مذهلة.