بسم الله الرحمن الرحيم
..........................
مقدمة
................
شعار الكلية
بعد استتباب الأمن في البلاد، رأى جلالة الملك عبدالعزيز نقل القوة الجوية، التي أُنشئت في ذلك الوقت، على جزيرة دارين في المنطقة الشرقية، إلى جدة على الساحل الغربي. وأمر ـ يرحمه الله ـ بإنشاء مدرسة للطيران في جدة أشرف على إدارتها عدد من الطيارين البريطانيين، تحت إمرة ناظر الطيران الشيخ فؤاد حمزة كما تم التعاقد مع طيار ألماني يدعى (كروكوفسكي) لإدارة أول مدرسة طيران يعاونه عدد من الطيارين الأجانب من جنسيات مختلفة.
واستقبلت المدرسة عند افتتاحها مجموعة من الطلبة اختير ستة منهم لدراسة الطيران واثنا عشر لدراسة ميكانيكا الطائرة (RIGGER) واثنا عشر آخرون لدراسة ميكانيكا محرك الطائرة (FITERS) وذلك في جمادى الآخرة 1349هـ الموافق نوفمبر 1930م.
وكانت المواد، التي تدرس لهم آنذاك:
هندسة ميكانيكية عملية (طيارين مع الميكانيكيين)، هندسةالطائرة (عام) (طيارين مع الميكانيكيين)، نظرية الطيران (طيارين فقط)، علم الملاحة واستخدام البوصلة ( طيارين فقط )، علم الطقس والرياح (أرصاد جوية ـ طيارين فقط). وكانت مدة الدراسة للفنيين ستة أشهر، وللطيارين فترة أطول من ذلك.
واجهت المدرسة عدداً من المعوقات في تأهيل الشباب لدراسة الطيران منها أنّ الطيران يُدَرّس بلغة أجنبية فضلاً عن وجود بعض الصعوبات الفنية فأمر الملك عبدالعزيز بإغلاق المدرسة، والحفاظ على الطائرات.
مدرسة الطيران بجدة
أُعيد افتتاح مدرسة الطيران في جدة في 29 ربيع الأول 1355هـ، الموافق 18 يونيه 1936م تنفيذاً للمرسوم الملكي الذي أمر بإنشاء مدرسة للطيران في جدة وكان قائد المدرسة آنذاك القائد سعيد كردي وكان الطيارون الروس من العاملين في تلك المدرسة وقد قدم طلبة المدرسة عروضاً جوية في سماء مكة المكرمة وكذلك عرضاً جوياً آخر في الطائف، حضره جلالة الملك عبدالعزيز وعددٌ من أبنائه.
وسمي التشكيل المكِّون للمدرسة (الهيكل التنظيمي) "مديرية مدرسة الطيران" وساهمت البعثة الإيطالية في تطوير مطار جدة وتم استيراد أول حظيرة معدنية للطائرات وأُصلح ممر للهبوط الذي كانت تغمره مياه البحر في بعض الأحيان وكذلك بُنيت غرف للتدريس وسكن لبعثة التدريب وكثيراً ما كانت تتوقف الدراسة في المدرسة إمّا لإجراء الفحص السنوي للطائرات أو لنقص قطع الغيار أو الوقود وزيوت التشحيم على الرغم من وصول طائرتين جديدتين من طراز (كابروني 101)، ذات المحركات الثلاث.
وفي تلك الفترة تلقى الملك عبد العزيز عرضاً من بنك مصربتقديم تسهيلات لطلبة الطيران السعوديين في دراستهم في المدرسة المصرية بمطار ألماظة وأُغلقت المدرسة في جدة في عام 1357هـ الموافق 1938م، وتحول الطلبة إلى مصر لمواصلة دراستهم بها.
مدرسة الطيران في الحوية
وفي عام 1366هـ / 1947م افتُتحت (مدرسة أعمال المطارات) في مطار الظهران وكانت مهمة المدرسة تعليم الطلبة هندسة الطيران، والدراسات الفنية المتعلقة بالطيران وذلك بعد أن قدم جلالة الملك عبد العزيز (وللمرة الثالثة) عرضاً إلى بريطانيا، لتدريب وإعداد طلاب سعوديين للطيران وصلت المفاوضات إلى إرسال بعثة طيران بريطانية ولكن هذه المرة إلى منطقة الحوية، على بعد 27 كيلومتراً من الطائف، بعد أن أمر ـ رحمه الله ـ بإنشاء مدرسة للطيران هناك.
وتتولى هذه المدرسة تدريب الطيارين تدريباً أولياً في المملكة، على أن يُبتعث المتفوقون منهم إلى بريطانيا لاستكمال التدريب المتقدم واُستخدم في التدريب طائرتان من طراز (تايجر ماوث Tiger Mouth) التي دخلت إلى الخدمة في المملكة عام 1355هـ / 1937م، وطائرة (افروانسون ـ 4) للمواصلات ونقل الركاب. وكان ذلك ما بين عامي 1368 ـ 1370هـ الموافقين 1949 ـ 1951م.
وكان من بين تجهيزات المدرسة جهاز تشبيهي لكابينة الطيار لتعريف الطلبة بمكونات غرفة القيادة من عدادات وأجهزة ملاحة. وأنشئ مطار صغير، واختير عدد من طلبة مدرسة البعثات في مكة المكرمة، وأرسلوا إلى الطائف واستُقدام مترجم ليكون همزة الوصل بين الطلبة والمدرسين والطيارين البريطانيين وكذلك ليُدَرّس اللغة الإنجليزية للطلبة واستُؤجر منزل في الطائف لإسكانهم.
واشتملت الدراسة على المواد التالية الملاحة، الإشارة، مبادئ قانون الطيران،محركات الطائرات.
وقُسِّم الطلاب إلى مجموعتين إحداهما للدراسة النظرية في الطائف والأخرى للتدريب العملي في الحوية وفي اليوم التالي، تحل كل مجموعة محل الأخرى فمجموعة التدريس النظري تبدأ التدريب العملي ومجموعة التدريب تستكمل الدروس النظرية وأمّا التدريب على الطيران المنفرد فكان المترجم ينقل تعليمات المدرب للطالب بالتفصيل قبل الرحلة حتى يتقنها تماماً ثم يبدأ رحلته بعد ذلك.
وقد جُهِزَ ممر ترابي لهبوط الطائرات وإقلاعهاوأحواش غير مسقوفة من حوائط الطين كمهاجع للطائرات تحميها من الرياح القوية وكان الطلاب يتولون تعبئة الوقود بأنفسهم ولم تمنع تلك الإمكانيات المتواضعة من تحقيق التفوق الذي أظهره المتدربون البالغ عددهم 14 طياراً وقد سجل الطيار أسعد الزهير أول رحلة طيران انفرادي في العهد السعودي وكان ذلك في الأول من ربيع الثاني 1367هـ، ولحقه الطيار أكرم خوجة في طيران انفرادي بعد عشرة أيام من ذلك التاريخ.
واجتاز عشرة طلاب تدريباتهم الأولية بنجاح كبير، كما أنهم أتقنوا اللغة الإنجليزية استعداداً للابتعاث إلى بريطانيا للتدريبات المتقدمة ثم لحقت بهم المجموعة الثانية وعددها ثمانية مبتعثين
وقد تدربوا على قيادة الطائرات من طراز:
تايجرموث ،أوستر،بركتور ،أنسون ،أكسفورد.
وكان خريجو هاتين المجموعتين هما النواة الحقيقة لنشأة سلاح الطيران الملكي السعودي.
مدرسة سلاح الطيران 1953 ـ 1964م
تواصلت عمليات الابتعاث بأعداد كبيرة لدراسة الطيران خاصة في الدول الشقيقة والصديقة مثل مصر وإنجلترا وأمريكا إلى جانب البدء في بناء منشآت عصرية لإنشاء مدرسة سلاح الطيران في جدة، وللمرة الرابعة.
بدأت تظهر مدرسة سلاح الطيران إلى حيز الوجود عند عودة الدفعتين الأولى والثانية من الطلبة المبتعثين إلى بريطانيا وذلك عام 1371هـ / 1952م وتُعد تلك المدرسة النواة لتدريب الطيارين والفنيين وتخريجهم والأساس والمنار لتعليم فنون الطيران في المملكة وكان لها دور مهم في تأسيس سلاح الطيران وتوسعته. وقد أُنشئت المدرسة بأمر من وزارة الدفاع إذ أُعدت الفصول الدراسية، وعنابر للطلبة، ومنطقة لإيواء طائرات التدريب مع التجهيزات الأساسية للتدريبات العسكرية والإعاشة وافتتحت المدرسة في 30 ربيع الثاني من عام 1373هـ الموافق 5 يناير 1954.
وتكونت المدرسة من:
(1) مبنى القيادة. (2) مبني لجناح العلوم. (3) مبنى لجناح الطيران. (4) مبنى لجناح الإدارة. (5) عنبران لإقامة الطلبة. (6) واحتوت على 3 فصول دراسية
وأمّا عن نظام المدرسة فإن الطالب يبدأ فوراً بالدراسة الأرضية على الطائرة وأجهزتها ثم يأتي التدريب على الطيران في اليوم التالي مباشرة أي يوم دراسة نظرية ويوم تطبيق عملي لما تعلمه الطالب على الطائرة وكان يشرف على التدريس بعثة مصرية عسكرية مكونة من ضباط ومدنيين كانوا يُدَرّسون الدراسة الأرضية بمساعدة الضباط والمدنيين السعوديين وهم الدفعة الأولى والثانية التي قدمت من بريطانيا والذين يقومون أيضاً بعمليات التدريب والطيران مما أدى إلى الإقلال من نسبة الابتعاث إلى الخارج.
وكان التدريب على نوعين من الطائرات أثناء الدراسة وهما:
أمّا صيانة الطائرات فكانت تتم من قبل البعثة المصرية، والمستشارين الأجانب وعدد من السعوديين المختصين وكان هناك أيضاً قسم من الطلبة يدرسون العلوم الفنية ( طلبة الهندسة ) وقد تخرج منهم دفعتين من هذه المدرسة.
أمّا التدريبات العسكرية والمشاة فكانت في الصباح أو بعد الظه، وذلك لانقسام الطلبة إلى ثلاثة أسراب موزعة على جناحي (التعليم ـ الطيران) حسب البرنامج المعد ويلاحظ أن الطالب يتدرب على الطيران حال دخوله المدرسةجنباً إلى جنب مع التدريبات العسكرية والمشاة وكانت التدريبات الجوية على طيران انفرادي ومزدوج وبعد الدفعة الأولى تم تطوير المدرسة بشراء طائرات جديدة من نــوع (تي 34، تي 28، تشبمنك تي 10)(CHIPMUNK T 28T 10) إضافة إلى طائرتين مصريتين تدعى (الجمهورية) أهدتها الحكومة المصرية إلى مدرسة سلاح الطيران استلمها جلالة الملك سعود، في حفل أقيم في مدينة الرياض في رجب 1376هـ الموافق فبراير 1956م.
وتخرجت الدفعة الأولى من هذه المدرسة في 26 شعبان 1374هـ الموافق 19 أبريل 1955م وعددهم أربعة طيارين.
وفي مرحلة تالية أدخلت مناهج لتدريب التخصصات الفنية في المدرسة حيث ظهرت الحاجة إلى فنيين للتشغيل والصيانة وإصلاح الطائرات كذلك. وأصبح خريج المدرسة الذي يمضي عامين في دراسته يحمل إمّا دبلوماً في الطيران أو دبلوماً في ميكانيكا الطائرات. وكان الخريجون البارزون يختارون للعمل في المدرسة بمؤهل شهادة الكفاءة المتوسطة.
وواصلت المدرسة تخريج الطيارين حتى الدفعة الثامنة التي تخرجت في العام 1383هـ، الموافق العام 1964م وبلغ عدد الطيارين الخريجين ما يقرب من 72 طياراً. كذلك تم تخريج دفعتين من طلبة الهندسة الذين درسوا العلوم الفنية الخاصة بالطيران.
إعلان افتتاح كلية للطيران
ونتيجة للظروف السياسية التي كانت تمر بها البلاد والتطور الكبير في مجال العلوم والتقنية وكذلك القفزات الهائلة التي شهدتها صناعة الطائرات وتجهيزها بالعديد من الأجهزة التقنية التي تخفف من المهام الجسيمة التي كانت تقع على عاتق الطيا، كان لابد للمملكة من مسايرة هذه التطورات وذلك عن طريق الرقي بمستوى المدرسة إلى مستوى الجامعة أو الكلية، وكذا رفع المستوى العلمي المطلوب للالتحاق بالكلية إلى مستوى التوجيهية الثانوية العامة. (خلال الفترة، التي امتدت بين إغلاق المدرسة في جدة وافتتاح الكلية بالرياض استمرت القوات الجوية في ابتعاث مجموعات مختارة من خريجي الثانوية العامة إلى كل من بريطانيا وأمريكا لدراسة الطيران).
ويُعد السابع من ربيع الأول عام 1387هـ / 1967م يوماً مشهوداً في تاريخ القوات الجوية الملكية السعودية وذلك عندما أعلن صحاب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام أثناء تخريج الدفعة السادسة والعشرين من طلبة (كلية الملك عبد العزيز الحربية)، عن إنشاء كلية للطيران اختار لها سموه اسم (كلية الملك فيصل الجوية).
تأسيس وافتتاح الكلية
وفي 10 شوال 1387هـ تم تأسيس كلية الملك فيصل الجوية كمؤسسة من مؤسسات التعليم العالي في المملكة خلفاً وتطويراً لمدرسة سلاح الطيران وترتبط الكلية ارتباطاً مباشراً بقائد القوات الجويةوقد فتحت أبوابها بعد إجازة عيد الفطر من ذلك العام لاستقبال الراغبين في دراسة الطيران العسكري كما تم ترشيح عددٍ من طلبة كلية الملك عبدالعزيز الحربية للالتحاق بها
واستقبلت الكلية في تلك السنة دفعتين من المتدربين في وقت واحد. أُعطيت الدفعة الأولى الرقم (101) وتتألف من أحد عشر طالباً والدفعة الثانية (102) تتألف من أربعة عشر طالباً.
وقد بدأت دراستهم بالتدريبات العسكرية إلى جانب العلوم النظرية تلا ذلك دراسة الطيران الأساسي على طائرات السرب الثامن المزود بطائرات (سسنا 172) المروحية الأمريكية / أحادية المحرك ثم التدريب على الطائرات النفاثة (سترايك ماستر167) بالسربين التاسع والحادي عشر.
ولم يكن في الكلية إلاّ عدد قليل من المباني خاصة بالسربين الأول والثاني للطلبة ومبنى قيادة الكلية وجناح التعليم والطلبة والطيران ومبانٍ صغيرة مساندة.
الافتتاح الرسمي للكلية
في يوم الخميس 15 من ربيع الأول 1390هـ الموافق 20 مايو 1970م وبرعاية جلالة الملك فيصل افتُتحت كلية الملك فيصل الجوية رسمياً وتخرجت الدورتان الأولى والثانية من طلبتها وكذلك رفع جلالته علم الكلية داعياً المولى ـ عز وجل ـ قائلاً: (بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم اجعله نصرة لدينك، ورفعة لوطننا العزيز، وامتنا الكريمة).
مهام كلية الملك فيصل الجوية
تُعد كلية الملك فيصل مؤسسة تعليمية عسكرية تنفذ المهام التالية:
تعليم وتدريب الطالب ليحوز المؤهلات العلمية والعملية التي تجعل منه ضابطاً مقتدراً في مجال تخصصه.
تزويد القوات الجوية ومرافقها المختلفة بالضباط الطيارين والفنيين الأكفاء بعد إعدادهم إعداداً علمياً وعملياً وعسكرياً إلى المستوى الذي يمكنهم من العمل في الأسراب والقواعد الجوية بكفاءة وفاعلية.
إنجاز الدراسات والأعمال الموكلة إليها من قبل قائد القوات الجوية.
تنظيم الكلية
السلطات التي تتولى إدارة الكلية هي:
أ. المجلس الأعلى للكلية
وهو السلطة التى ترسم السياسة العامة للكلية وله على الأخص الصلاحيات التالية:
(1) تحديد عدد الطلبة المستجدين للقبول (2) المصادقة على المنهج التعليمي (3) دراسة أية مقترحات بتعديل نظام الكليات العسكرية (4) إقرار اللائحة الداخلية للكلية.
مجلس الكلية
وهو السلطة المسؤولة عن تنفيذ السياسة العامة التي يقرها المجلس الأعلى للكلية ويمارس المجلس الصلاحيات المخولة له بموجب نظام الكليات العسكرية ومنها:
(1) اقتراح المنهج التعليمي العام (2) قبول الطلبة المستجدين المستوفين لشروط الالتحاق (3) اقتراح اللائحة الداخلية (3) اقتراح مشروع ميزانية الكلية (4) إعداد التقرير السنوي ورفعه للمجلس الأعلى للكلية.
ويتكون مجلس الكلية من:
قائد الكلية رئيساً ، مساعد قائد الكلية عضواً، قائد جناح التعليم عضواً، قائد جناح الطلبة عضواً ، قائد جناح الإدارة عضواً، مدير مكتب قائد الكلية عضواً، وسكرتيراً إضافة إلى اثنين من أعضاء هيئة التدريس يتم اختيارهما وتعيينهما من قبل قائد الكلية.
قائد الكلية
يتولى جميع شؤون الكلية الإدارية والمالية والتعليمية، ويُنفذ قرارات المجلس الأعلى للكلية، ويُصدر الأوامر والتعليمات، التي تتضمن سير العمل بالكلية على الوجه الأكمل وتنفذ الكلية كافة المهام المناطة بها من طريق العديد من الأجنحة والإدارات والأقسام.
وتشتمل الكلية على أجنحة تعليم وتدريب، وأجنحة مساندة.
أجنحة الكلية التعليمية والتدريبية
جناح الطلبة
مهمته تأهيل الطلبة عسكرياً وبدنياً والإشراف على جميع شؤونهم الإدارية طوال مدة الدراسة في الكلية منذ دخول الطالب الكلية للمرة الأولى حتى تخرجه منها.
ويتكون جناح الطلبة من الأقسام التالية:
ويتكون من رف الشؤون الإدارية، ورف شؤون الدول الشقيقة، ورف التسجيل، ورف النادي والخدمات،سرب التأهيل العسكري، سرب التربية البدنية، قسم التوجيه والإرشاد، قسم التخطيط والبرامج والمتابعة،قسم الاتصالات الإدارية.
مع مرور الوقت وازدياد عدد الطلاب المقبولين في الكلية، أخذ جناح الطلبة يوسّع قدراته الاستيعابية، سواء في مجال الطاقة البشرية، أو في مجال المنشآت فقد كان عدد الأسراب عشية افتتاح الكلية سربَيْن فقط لأن عدد الطلبة في الدورتين الأولى والثانية، لم يتجاوز (25) طالباً وفي عام 1400هـ ازداد عدد المقبولين في الكلية فأضيف سربٌ آخر ليصبح عددها ثلاثة أسراب.
وعندما زاد عدد المقبولين في الكلية تضاعف عدد الأسراب، حتى بلغ في عام 1413هـ سبعة أسراب مع تغيير مسمياتها من التسمية العددية إلى جعلها تحمل أسماء قادة المعارك الإسلامية وهي على الترتيب: خالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقاص، ومحمد بن القاسم، وصلاح الدين الأيوبي، وعمرو بن العاص، وموسى بن نصير، وقتيبة بن مسلم.
جناح التعليم
مهمته تنفيذ السياسة الموضوعة للدراسات الأكاديمية وإعداد الخطط الخاصة بالدراسة والاختبارات وتُعَدُّ أقسامه المختلفة الخطط اللازمة لإكمال العملية التعليمية والإشراف على جميع الأنشطة الثقافية والإشراف على مجلة الصقور التي تصدر مع تخرج كل دورة.
يشمل النظام التعليمي في الكلية، المراحل التعليمية التالية:
(أ) المرحلة الإعدادية
يبدأ الطالب هذه المرحلة بدراسة اللغة الإنجليزية، التي تستمد أهميتها من أنها لغة الدراسة الأساسية في الكلية، إذ تُعد لغة الطيران الدولية.
وتختلف المدة الزمنية لهذه المرحلة تبعاً لقدرات الطالب، فهي تراوح فيما بين ( 10 ) إلى ( 52 ) أسبوعاً.
تشكل هذه المرحلة الأسس، التي تقوم عليها معظم الدراسات اللاحقة في جناحي التعليم والطيران، لأن الطالب إن لم يفهم ويستوعب المواد التي تجري دراستها في هذه المرحلة، يتعذر عليه أن يحرز التقدم المطلوب، أو يحقق النتيجة المرجوة من دراسته.
(ب) المرحلة المتوسطة (المرحلة الأكاديمية)
بعد اجتياز المرحلة الإعدادية بنجاح وهي المرحلة التي تنصب الدراسة فيها على اللغة الإنجليزية، يحول جناح التعليم بالكلية الطلبة إلى دورات وتقسّم كل دورة إلى أربع مجموعات تضم كل مجموعة حوالي (22) طالباً وتُشكل المجموعات بمعدل مجموعة كل خمسة أسابيع، وتستمر هذه المرحلة (40 ـ 44) أسبوعاً.
وتتكون هذه المرحلة من فصلين دراسيين:
في الفصل الدراسي الأول: يتلقى الطلاب مواد التأهيل العلمي، والثقافة الإسلامية، والعلوم العسكرية.
وفي الفصل الدراسي الثاني: تُدرس مواد العلوم الجوية، التي من خلالها يتلقى الطلاب التأهيل العلمي والنظري، لمعارف وأساسيات علوم الطيران.
ويجتاز الطلاب هذه المرحلة بعد حصولهم على (60 %) أو أعلى في مجموع اختبارات الفصلين.
ويدرس الطالب في المرحلة المتوسطة مواد مختلفة من خلال الأقسام التالية:
(أ) قسم العلوم الجوية
مهمته تعليم الطلبة معارف وأساسيات العلوم الجوية، التي تشتمل على المواد الدراسية المتعلقة بمجال الطيران.
يقضي الطالب في هذا القسم، مدة تصل إلى (22) أسبوعاً.
(ب) قسم العلوم الإنسانية
مهمته: إعداد الطالب إعداداً فكرياً وثقافياً، وتزويده بالمعارف العلمية والسّلوكية والعسكرية، خلال المرحلتين المتوسطة والنهائية.
(ج) قسم العلوم التطبيقية
مهمته رفع التأهيل للطلبة حسب البرنامج العلمي الذي يشمل على مواد الرياضيات والفيزياء والإحصاء والحاسب الآلي.
(د) قسم الدراسات الفنية
من لا يجتاز المرحلة النهائية بنجاح (نظراً لوجود اختلاف وفوارق في القدرات الطبية والنفسية والتعليمية والذهنية) ولا يحصل على المعدلات المطلوبة في التدريبات الجوية يتم تحويله إلى تخصصات فنية حسب احتياجات القوات الجوية وهي تخصصات لا غنى للقوات الجوية عنها.
ويعود الطالب إلى جناح التعليم ليتلقى بعض التخصصات الفنية (ما عدا تخصص مشغلي أنظمة التسليح الذي يُدَرّس في جناح الطيران) ويشرف عليها (قسم الدراسات الفنية) الذي مهمته تأهيل مجموعات من الطلبة فنياً من خلال تشكيل الدورات الفنية التخصصية وتطوير مناهجها وتحديثها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة ومتابعة الدراسات الفنية في الكلية.
وتتمثل تلك التخصصات في:
توجيه المقاتلات، المراقبة الجوية،تخصص إدارة.
جناح الطيران
الطيران هو المرحلة النهائية التي يصل إليها الطالب ليُطبق عملياً ما درسه نظرياً لذا فإن مهمة الجناح:
(أ) تدريب طلبة الطيران
وطلبة مشغلي أنظمة التسليح على طائرات التدريب بالكلية ومنحهم التأهيل الأساسي في تخصصاتهم لتحقيق مستوى عالٍ من المهارات والاستعدادفي مختلف أعمال الطيران وفنونه.
(ب) إعداد المدرسين الطيارين
مرّ هذه الجناح بمراحل تطور متعددة شملت برامج التدريب وأساليبه وكفاءة المدربين وكذلك الطائرات فبعد أن كان يضم سربين فقط، هما:
السرب الثامن، بعددٍ من طائرات سسنا (172) ، السرب التاسع، بعددٍ من طائرات باك (167).
دُعِّمت الكلية بأعداد إضافية من الطائرات لمواكبة الأعداد المتزايدة من الطلبة فضلاً عن استحداث رف طائرات عمودية (أي بي 212)، لتنفيذ مهام البحث والإنقاذ.
واستمراراً للدعم والتطويرأُضيف عددٌ من الطائرات الحديثةمن نوع (بي سي 9) في عام 1409هـ واستحدث سرب جديد لهذه الطائرة وهو السرب الثاني والعشرين ثم أضيفت دفعة ثانية من هذه الطائرات، التي حلت محل طائرات (باك 167) في أواخر عام 1996.
وفي عام 1993خطت الكلية خطوة أخرى لرفع الكفاءة التدريبية في جناح الطيران وذلك باستحداث سرب لتأهيل مدرسي الطيران، على طائرة الـ (بي سي 9) من الضباط السعوديين وهو السرب (الحادي عشر) ونظراً إلى احتياج القوات الجوية لتخريج ضباط أكفاء يعملون كمشغلي أنظمة تسليح وضباط ملاحيين لطائرات الأواكس وطائرات التزود بالوقود جواً وطائرات النقل تم افتتاح رف لمشغلي أنظمة التسليح مرتبط بالسرب التاسع وذلك في عام 1407هـ.
وقد تم بعد ذلك تطويره وربطه بجناح الطيران الأول وزيادة عدد الضباط والمدربين ليجري تدريب عدد أكبر من طلبة مشغلي أنظمة التسليح.
وعندما احتاجت القوات الجوية لعدد كبير من الضباط من تخصص مشغلي الأسلحة والملاحين زِيد استيعاب الرف وتم تحويله إلى سرب تدريب مشغلي أنظمة التسليح والملاحين الجويين وهو السرب السابع والسبعون وذلك ابتداء من 23 ربيع الأول 1418هـ. وبذلك أصبح جناح الطيران يتكون من خمسة أسراب، تقوم بمهام تدريبية متنوعة.
(ج) مراحل التدريب في جناح الطيران
تُعدّ السنة النهائية التي يقضيها الطالب في الكلية مخصصة للتدريبات الجوية في جناح الطيران من خلال المراحل التالية:
الطيران الابتدائي على طائرات سسنا (172)
وهي المرحلة الأولى لتدريب طلبة الطيران على طائرات السسنا (172) وقد كان الطالب يخضع خلال هذه المرحلة لبرنامج تدريبي مكون من عدة طلعات يتخللها طيران انفرادي حتى عام 1395هـ. وخلال الفترة من 1395هـ حتى 1412هـ اكتُفي بطلعة طيران انفرادي واحدة مواكبة للتطور الذي طرأ على أساليب تدريب الطيران.
الطيران الأساسي على طائرات (بي سي 9)
يجري خلال هذه المرحلة تدريب الطلبة الذين اجتازوا المرحلة الأولى على طائرات ( بي سي 9 ) بالسّربين الثاني والعشرين والتاسع إضافة إلى عدد من الطلعات على جهاز الطيران التشبيهي.
ويركز على المهارات التالية:
تأسيس مهارات جوية، طيران عدادات، طيران ملاحة جوية طيران تشكيلات جوية، طيران شامل، طيران ليلي.
د- رف مشغلي أنظمة التسليح (WSO)
أستحدث هذا الرف عام 1405هـ، وأُلحق بالسرب التاسع، وذلك للوفاء بالحاجة الملحة لهذا النوع من التخصص في القوات الجوية. وبدأ التدريب على النحو الآتي:
برنامج تدريبي مكون من عدد من الطلعات، على طائرات (باك 167) بعد ذلك ينتقل الطلبة لرف مشغلي أنظمة التسليح بقاعدة الملك عبدالعزيز الجوية لإكمال الدورة هناك على طائرات (جت ستريم) ثم يعودون للتخرج ضمن دورتهم من طلبة الطيران.
في عام 1416هـ، أصبح تدريب هذا التخصص يُنفذ برمته في الكلية بجناح الطيران الأول حتى التخرج من خلال البرامج التالية:
دراسات أرضية، مساعدات تدريب، أرضية تدريب طيران فعلي،
ملاحة أولية، ملاحة تأسيسية،ملاحة متقدمة.
إعداد المدربين
في عام 1413هـ خطت الكلية خطوات كبيرة في مجال إعداد المدربين الطيارين وشُكِّل السرب الحادي عشر لتنفيذ هذه المهمة. وأصبح السرب يُخرّج دورتين سنوياً بمعدل ستة مدربين طيارين لكل دورة يُرشحون من أسراب القوات الجوية المختلفة وتشمل الدورة من عدداً كبيراً من الطلعات على طائرات (بي سي 9).
أمّا مراحل التدريب فهي كما يلي:
أ. الدراسات الأرضية ب. مساعدات تدريبية ج. تدريب الطيران
.
وبعد أن يُنْهي الضابط الدورة بنجاح يعود إلى قاعدته التي قدم منها وبعضهم يبقى في جناح الطيران لتدريب الطلبة.
الأجنحة المساندة
أ. جناح الإدارة
مهمته تنظيم ومراقبة وتوحيد كافة الخدمات الإدارية للكلية، وإعداد كل ما يتعلق بالطاقة البشرية، والإشراف على النظام العام في المملكة.
ب. جناح الإمدادات
مهمته تأمين متطلبات الكلية والإشراف على جميع أعمال الصيانة والتموين والحرص على إجراءات التطوير ورفع كفاءة منسوبي الجناح والعمل على تأمين جميع احتياجات الكلية مع تقديم الدعم الكامل لبرامج التدريب العلمي الفني وصيانة كافة أنواع الطائرات في الكلية وأجهزتها والمعدات الأرضية التابعة للصيانة، من طريق مجموعة من الأقسام والشعب المتعددة، كل في مجال تخصصه.
ج. جناح التدريب
مهمته إدارة وتنفيذ ومتابعة وتقيم أنشطة تدريب منسوبي الكلية كافة ضباطاً وأفراداً ومدنيين بعقد دورات تأسيسية ودورات سلامة وإعداد المدربين ودورات الفرد الأساسي والكتبة وغير ذلك من الدورات العامة والتخصصية بالتنسيق مع إدارة تدريب القوات الجوية.
د. إدارة البحوث والتطوير والمعلومات
استحدثت بقرار من قائد القوات الجوية السعودية في 14 ربيع ثاني 1415هـ. ومهمتها دعم الأبحاث وتوفير المعلومات وتطوير الخطط والبرامج، وأنشطة الكلية بشكل دائم.
ويتفرع من هذه الإدارة مركزان: مركز المعلومات، ومركز الأبحاث والتطوير.
(1) مركز المعلومات
مهمته إعداد خطط استحداث الأنظمة ومتابعة تنفيذها وتنفيذ تطوير وتشغيل جميع أنظمة الحاسبات الآلية لجميع أجنحة وإدارات وأفرع الكلية وإنشاء قواعد معلومات موحدة بشبكات حاسبات آلية متجانسة ومتوافقة فنياً بالتنسيق مع الجهات المعنية في القيادةومن أهم الأقسام التابعة لمركز المعلومات المكتبة والحاسب الآلي.
(2) المكتبة
مهمتها: اقتناء الإنتاج الفكري بما يتلاءم مع أهداف الكلية، وتنظيمه وضبطه والتعرف به. واقتناء أوعية المعلومات الخاصة بالعلوم العسكرية والطيران، بما يساهم في دعم المناهج الدراسية في الكلية.
(أ) تقدم المكتبة الدراسات المرجعية، والإعارة لمنسوبي الكلية والقوات الجوية.
(ب) يُستخدم الحاسب الآلي في ضبط وتوثيق واسترجاع مجموعات المكتبة.
(ج) تحتوي المكتبة على قواعد معلومات، عامة ومتخصصة، على أقراص الليزر. كما يمكن للمستفيد الاتصال بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ومكتبة الملك عبدالعزيز عن طريق الحاسب الآلي، واسترجاع المعلومات المتوفرة لديهم.
(3) الحاسب الآلي
مهمته: مساندة وتطوير البرامج، وتشغيل وصيانة الأجهزة، وقواعد المعلومات، وشبكات الحاسب الآلي، وإعداد المواصفات الفنية للأجهزة والبرامج المطلوبة، وتدريب الأفراد العاملين في هذا المجال.
(4) مركز الأبحاث والتطوير
مهمته: تحقيق كل ما من شأنه دعم البحوث والتطوير، من خطط وبرامج وأنشطة ومتطلبات في الكلية بصفة مستمرة، وذلك عن طريق الدراسات الميدانية، وتقديم الاستشارات في المجالات الإدارية والأكاديمية.
................................
أجنحة وأقسام مُسانِدةُ للعملية التعليمية والتدريبية والفنية والإدارية
(أ) إدارة الشؤون المالية
مهمته أداء كافة الأعمال والمسؤوليات المالية، وتنفيذ الميزانية وفقاً للتعليمات والأوامر، التي تُنظم الصرف والإيراد.
(ب) إدارة التشغيل والصيانة
مهمته التخطيط والإشراف والمتابعة والصيانة والتشغيل، لجميع المرافق والمنشآت والمعسكرات والميادين والمواقع التابعة للكلية.
إدارة الشرطة الجوية.
مهمته تنظيم ومراقبة وتوجيه كافة النواحي الأمنية في الكلية.
........................
شروط الالتحاق بالكلية
المؤهل العلمي للالتحاق:
أ. الثانوي علمي أو أدبي او المعاهد العلمية.
ب. كذلك يلتحق بالكلية بعض التخصصات من الطلبة الجامعيين الحاصلين على درجة البكالوريوس من الجامعات حسب التخصصات التي تحتاجها قيادة القوات الجوية أو القوات المسلحة عموماً فيتلقون العديد من الدراسات والتدريبات العسكرية التي تؤهلهم ليكون ضباطاً عاملين بالقوات الجوية أو القوات المسلحة، في الإدارات والقواعد المنتشرة في أنحاء المملكة.
ج. اجتياز الفحص الطبي الخاص بالكلية.
د. اجتياز اختبارات اللياقة البدنية.
هـ. حسن السير والسلوك، وعدم وجود ما يشين السمعة، أو الإدانة في أي جرائم تخل بالشرف والأمانة.
و. اجتياز المقابلة الشخصية.
ز. أي شروط أخرى تحددها الكلية.
..........................
مقدمة
................
شعار الكلية
بعد استتباب الأمن في البلاد، رأى جلالة الملك عبدالعزيز نقل القوة الجوية، التي أُنشئت في ذلك الوقت، على جزيرة دارين في المنطقة الشرقية، إلى جدة على الساحل الغربي. وأمر ـ يرحمه الله ـ بإنشاء مدرسة للطيران في جدة أشرف على إدارتها عدد من الطيارين البريطانيين، تحت إمرة ناظر الطيران الشيخ فؤاد حمزة كما تم التعاقد مع طيار ألماني يدعى (كروكوفسكي) لإدارة أول مدرسة طيران يعاونه عدد من الطيارين الأجانب من جنسيات مختلفة.
واستقبلت المدرسة عند افتتاحها مجموعة من الطلبة اختير ستة منهم لدراسة الطيران واثنا عشر لدراسة ميكانيكا الطائرة (RIGGER) واثنا عشر آخرون لدراسة ميكانيكا محرك الطائرة (FITERS) وذلك في جمادى الآخرة 1349هـ الموافق نوفمبر 1930م.
وكانت المواد، التي تدرس لهم آنذاك:
هندسة ميكانيكية عملية (طيارين مع الميكانيكيين)، هندسةالطائرة (عام) (طيارين مع الميكانيكيين)، نظرية الطيران (طيارين فقط)، علم الملاحة واستخدام البوصلة ( طيارين فقط )، علم الطقس والرياح (أرصاد جوية ـ طيارين فقط). وكانت مدة الدراسة للفنيين ستة أشهر، وللطيارين فترة أطول من ذلك.
واجهت المدرسة عدداً من المعوقات في تأهيل الشباب لدراسة الطيران منها أنّ الطيران يُدَرّس بلغة أجنبية فضلاً عن وجود بعض الصعوبات الفنية فأمر الملك عبدالعزيز بإغلاق المدرسة، والحفاظ على الطائرات.
مدرسة الطيران بجدة
أُعيد افتتاح مدرسة الطيران في جدة في 29 ربيع الأول 1355هـ، الموافق 18 يونيه 1936م تنفيذاً للمرسوم الملكي الذي أمر بإنشاء مدرسة للطيران في جدة وكان قائد المدرسة آنذاك القائد سعيد كردي وكان الطيارون الروس من العاملين في تلك المدرسة وقد قدم طلبة المدرسة عروضاً جوية في سماء مكة المكرمة وكذلك عرضاً جوياً آخر في الطائف، حضره جلالة الملك عبدالعزيز وعددٌ من أبنائه.
وسمي التشكيل المكِّون للمدرسة (الهيكل التنظيمي) "مديرية مدرسة الطيران" وساهمت البعثة الإيطالية في تطوير مطار جدة وتم استيراد أول حظيرة معدنية للطائرات وأُصلح ممر للهبوط الذي كانت تغمره مياه البحر في بعض الأحيان وكذلك بُنيت غرف للتدريس وسكن لبعثة التدريب وكثيراً ما كانت تتوقف الدراسة في المدرسة إمّا لإجراء الفحص السنوي للطائرات أو لنقص قطع الغيار أو الوقود وزيوت التشحيم على الرغم من وصول طائرتين جديدتين من طراز (كابروني 101)، ذات المحركات الثلاث.
وفي تلك الفترة تلقى الملك عبد العزيز عرضاً من بنك مصربتقديم تسهيلات لطلبة الطيران السعوديين في دراستهم في المدرسة المصرية بمطار ألماظة وأُغلقت المدرسة في جدة في عام 1357هـ الموافق 1938م، وتحول الطلبة إلى مصر لمواصلة دراستهم بها.
مدرسة الطيران في الحوية
وفي عام 1366هـ / 1947م افتُتحت (مدرسة أعمال المطارات) في مطار الظهران وكانت مهمة المدرسة تعليم الطلبة هندسة الطيران، والدراسات الفنية المتعلقة بالطيران وذلك بعد أن قدم جلالة الملك عبد العزيز (وللمرة الثالثة) عرضاً إلى بريطانيا، لتدريب وإعداد طلاب سعوديين للطيران وصلت المفاوضات إلى إرسال بعثة طيران بريطانية ولكن هذه المرة إلى منطقة الحوية، على بعد 27 كيلومتراً من الطائف، بعد أن أمر ـ رحمه الله ـ بإنشاء مدرسة للطيران هناك.
وتتولى هذه المدرسة تدريب الطيارين تدريباً أولياً في المملكة، على أن يُبتعث المتفوقون منهم إلى بريطانيا لاستكمال التدريب المتقدم واُستخدم في التدريب طائرتان من طراز (تايجر ماوث Tiger Mouth) التي دخلت إلى الخدمة في المملكة عام 1355هـ / 1937م، وطائرة (افروانسون ـ 4) للمواصلات ونقل الركاب. وكان ذلك ما بين عامي 1368 ـ 1370هـ الموافقين 1949 ـ 1951م.
وكان من بين تجهيزات المدرسة جهاز تشبيهي لكابينة الطيار لتعريف الطلبة بمكونات غرفة القيادة من عدادات وأجهزة ملاحة. وأنشئ مطار صغير، واختير عدد من طلبة مدرسة البعثات في مكة المكرمة، وأرسلوا إلى الطائف واستُقدام مترجم ليكون همزة الوصل بين الطلبة والمدرسين والطيارين البريطانيين وكذلك ليُدَرّس اللغة الإنجليزية للطلبة واستُؤجر منزل في الطائف لإسكانهم.
واشتملت الدراسة على المواد التالية الملاحة، الإشارة، مبادئ قانون الطيران،محركات الطائرات.
وقُسِّم الطلاب إلى مجموعتين إحداهما للدراسة النظرية في الطائف والأخرى للتدريب العملي في الحوية وفي اليوم التالي، تحل كل مجموعة محل الأخرى فمجموعة التدريس النظري تبدأ التدريب العملي ومجموعة التدريب تستكمل الدروس النظرية وأمّا التدريب على الطيران المنفرد فكان المترجم ينقل تعليمات المدرب للطالب بالتفصيل قبل الرحلة حتى يتقنها تماماً ثم يبدأ رحلته بعد ذلك.
وقد جُهِزَ ممر ترابي لهبوط الطائرات وإقلاعهاوأحواش غير مسقوفة من حوائط الطين كمهاجع للطائرات تحميها من الرياح القوية وكان الطلاب يتولون تعبئة الوقود بأنفسهم ولم تمنع تلك الإمكانيات المتواضعة من تحقيق التفوق الذي أظهره المتدربون البالغ عددهم 14 طياراً وقد سجل الطيار أسعد الزهير أول رحلة طيران انفرادي في العهد السعودي وكان ذلك في الأول من ربيع الثاني 1367هـ، ولحقه الطيار أكرم خوجة في طيران انفرادي بعد عشرة أيام من ذلك التاريخ.
واجتاز عشرة طلاب تدريباتهم الأولية بنجاح كبير، كما أنهم أتقنوا اللغة الإنجليزية استعداداً للابتعاث إلى بريطانيا للتدريبات المتقدمة ثم لحقت بهم المجموعة الثانية وعددها ثمانية مبتعثين
وقد تدربوا على قيادة الطائرات من طراز:
تايجرموث ،أوستر،بركتور ،أنسون ،أكسفورد.
وكان خريجو هاتين المجموعتين هما النواة الحقيقة لنشأة سلاح الطيران الملكي السعودي.
مدرسة سلاح الطيران 1953 ـ 1964م
تواصلت عمليات الابتعاث بأعداد كبيرة لدراسة الطيران خاصة في الدول الشقيقة والصديقة مثل مصر وإنجلترا وأمريكا إلى جانب البدء في بناء منشآت عصرية لإنشاء مدرسة سلاح الطيران في جدة، وللمرة الرابعة.
بدأت تظهر مدرسة سلاح الطيران إلى حيز الوجود عند عودة الدفعتين الأولى والثانية من الطلبة المبتعثين إلى بريطانيا وذلك عام 1371هـ / 1952م وتُعد تلك المدرسة النواة لتدريب الطيارين والفنيين وتخريجهم والأساس والمنار لتعليم فنون الطيران في المملكة وكان لها دور مهم في تأسيس سلاح الطيران وتوسعته. وقد أُنشئت المدرسة بأمر من وزارة الدفاع إذ أُعدت الفصول الدراسية، وعنابر للطلبة، ومنطقة لإيواء طائرات التدريب مع التجهيزات الأساسية للتدريبات العسكرية والإعاشة وافتتحت المدرسة في 30 ربيع الثاني من عام 1373هـ الموافق 5 يناير 1954.
وتكونت المدرسة من:
(1) مبنى القيادة. (2) مبني لجناح العلوم. (3) مبنى لجناح الطيران. (4) مبنى لجناح الإدارة. (5) عنبران لإقامة الطلبة. (6) واحتوت على 3 فصول دراسية
وأمّا عن نظام المدرسة فإن الطالب يبدأ فوراً بالدراسة الأرضية على الطائرة وأجهزتها ثم يأتي التدريب على الطيران في اليوم التالي مباشرة أي يوم دراسة نظرية ويوم تطبيق عملي لما تعلمه الطالب على الطائرة وكان يشرف على التدريس بعثة مصرية عسكرية مكونة من ضباط ومدنيين كانوا يُدَرّسون الدراسة الأرضية بمساعدة الضباط والمدنيين السعوديين وهم الدفعة الأولى والثانية التي قدمت من بريطانيا والذين يقومون أيضاً بعمليات التدريب والطيران مما أدى إلى الإقلال من نسبة الابتعاث إلى الخارج.
وكان التدريب على نوعين من الطائرات أثناء الدراسة وهما:
أمّا صيانة الطائرات فكانت تتم من قبل البعثة المصرية، والمستشارين الأجانب وعدد من السعوديين المختصين وكان هناك أيضاً قسم من الطلبة يدرسون العلوم الفنية ( طلبة الهندسة ) وقد تخرج منهم دفعتين من هذه المدرسة.
أمّا التدريبات العسكرية والمشاة فكانت في الصباح أو بعد الظه، وذلك لانقسام الطلبة إلى ثلاثة أسراب موزعة على جناحي (التعليم ـ الطيران) حسب البرنامج المعد ويلاحظ أن الطالب يتدرب على الطيران حال دخوله المدرسةجنباً إلى جنب مع التدريبات العسكرية والمشاة وكانت التدريبات الجوية على طيران انفرادي ومزدوج وبعد الدفعة الأولى تم تطوير المدرسة بشراء طائرات جديدة من نــوع (تي 34، تي 28، تشبمنك تي 10)(CHIPMUNK T 28T 10) إضافة إلى طائرتين مصريتين تدعى (الجمهورية) أهدتها الحكومة المصرية إلى مدرسة سلاح الطيران استلمها جلالة الملك سعود، في حفل أقيم في مدينة الرياض في رجب 1376هـ الموافق فبراير 1956م.
وتخرجت الدفعة الأولى من هذه المدرسة في 26 شعبان 1374هـ الموافق 19 أبريل 1955م وعددهم أربعة طيارين.
وفي مرحلة تالية أدخلت مناهج لتدريب التخصصات الفنية في المدرسة حيث ظهرت الحاجة إلى فنيين للتشغيل والصيانة وإصلاح الطائرات كذلك. وأصبح خريج المدرسة الذي يمضي عامين في دراسته يحمل إمّا دبلوماً في الطيران أو دبلوماً في ميكانيكا الطائرات. وكان الخريجون البارزون يختارون للعمل في المدرسة بمؤهل شهادة الكفاءة المتوسطة.
وواصلت المدرسة تخريج الطيارين حتى الدفعة الثامنة التي تخرجت في العام 1383هـ، الموافق العام 1964م وبلغ عدد الطيارين الخريجين ما يقرب من 72 طياراً. كذلك تم تخريج دفعتين من طلبة الهندسة الذين درسوا العلوم الفنية الخاصة بالطيران.
إعلان افتتاح كلية للطيران
ونتيجة للظروف السياسية التي كانت تمر بها البلاد والتطور الكبير في مجال العلوم والتقنية وكذلك القفزات الهائلة التي شهدتها صناعة الطائرات وتجهيزها بالعديد من الأجهزة التقنية التي تخفف من المهام الجسيمة التي كانت تقع على عاتق الطيا، كان لابد للمملكة من مسايرة هذه التطورات وذلك عن طريق الرقي بمستوى المدرسة إلى مستوى الجامعة أو الكلية، وكذا رفع المستوى العلمي المطلوب للالتحاق بالكلية إلى مستوى التوجيهية الثانوية العامة. (خلال الفترة، التي امتدت بين إغلاق المدرسة في جدة وافتتاح الكلية بالرياض استمرت القوات الجوية في ابتعاث مجموعات مختارة من خريجي الثانوية العامة إلى كل من بريطانيا وأمريكا لدراسة الطيران).
ويُعد السابع من ربيع الأول عام 1387هـ / 1967م يوماً مشهوداً في تاريخ القوات الجوية الملكية السعودية وذلك عندما أعلن صحاب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام أثناء تخريج الدفعة السادسة والعشرين من طلبة (كلية الملك عبد العزيز الحربية)، عن إنشاء كلية للطيران اختار لها سموه اسم (كلية الملك فيصل الجوية).
تأسيس وافتتاح الكلية
وفي 10 شوال 1387هـ تم تأسيس كلية الملك فيصل الجوية كمؤسسة من مؤسسات التعليم العالي في المملكة خلفاً وتطويراً لمدرسة سلاح الطيران وترتبط الكلية ارتباطاً مباشراً بقائد القوات الجويةوقد فتحت أبوابها بعد إجازة عيد الفطر من ذلك العام لاستقبال الراغبين في دراسة الطيران العسكري كما تم ترشيح عددٍ من طلبة كلية الملك عبدالعزيز الحربية للالتحاق بها
واستقبلت الكلية في تلك السنة دفعتين من المتدربين في وقت واحد. أُعطيت الدفعة الأولى الرقم (101) وتتألف من أحد عشر طالباً والدفعة الثانية (102) تتألف من أربعة عشر طالباً.
وقد بدأت دراستهم بالتدريبات العسكرية إلى جانب العلوم النظرية تلا ذلك دراسة الطيران الأساسي على طائرات السرب الثامن المزود بطائرات (سسنا 172) المروحية الأمريكية / أحادية المحرك ثم التدريب على الطائرات النفاثة (سترايك ماستر167) بالسربين التاسع والحادي عشر.
ولم يكن في الكلية إلاّ عدد قليل من المباني خاصة بالسربين الأول والثاني للطلبة ومبنى قيادة الكلية وجناح التعليم والطلبة والطيران ومبانٍ صغيرة مساندة.
الافتتاح الرسمي للكلية
في يوم الخميس 15 من ربيع الأول 1390هـ الموافق 20 مايو 1970م وبرعاية جلالة الملك فيصل افتُتحت كلية الملك فيصل الجوية رسمياً وتخرجت الدورتان الأولى والثانية من طلبتها وكذلك رفع جلالته علم الكلية داعياً المولى ـ عز وجل ـ قائلاً: (بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم اجعله نصرة لدينك، ورفعة لوطننا العزيز، وامتنا الكريمة).
مهام كلية الملك فيصل الجوية
تُعد كلية الملك فيصل مؤسسة تعليمية عسكرية تنفذ المهام التالية:
تعليم وتدريب الطالب ليحوز المؤهلات العلمية والعملية التي تجعل منه ضابطاً مقتدراً في مجال تخصصه.
تزويد القوات الجوية ومرافقها المختلفة بالضباط الطيارين والفنيين الأكفاء بعد إعدادهم إعداداً علمياً وعملياً وعسكرياً إلى المستوى الذي يمكنهم من العمل في الأسراب والقواعد الجوية بكفاءة وفاعلية.
إنجاز الدراسات والأعمال الموكلة إليها من قبل قائد القوات الجوية.
تنظيم الكلية
السلطات التي تتولى إدارة الكلية هي:
أ. المجلس الأعلى للكلية
وهو السلطة التى ترسم السياسة العامة للكلية وله على الأخص الصلاحيات التالية:
(1) تحديد عدد الطلبة المستجدين للقبول (2) المصادقة على المنهج التعليمي (3) دراسة أية مقترحات بتعديل نظام الكليات العسكرية (4) إقرار اللائحة الداخلية للكلية.
مجلس الكلية
وهو السلطة المسؤولة عن تنفيذ السياسة العامة التي يقرها المجلس الأعلى للكلية ويمارس المجلس الصلاحيات المخولة له بموجب نظام الكليات العسكرية ومنها:
(1) اقتراح المنهج التعليمي العام (2) قبول الطلبة المستجدين المستوفين لشروط الالتحاق (3) اقتراح اللائحة الداخلية (3) اقتراح مشروع ميزانية الكلية (4) إعداد التقرير السنوي ورفعه للمجلس الأعلى للكلية.
ويتكون مجلس الكلية من:
قائد الكلية رئيساً ، مساعد قائد الكلية عضواً، قائد جناح التعليم عضواً، قائد جناح الطلبة عضواً ، قائد جناح الإدارة عضواً، مدير مكتب قائد الكلية عضواً، وسكرتيراً إضافة إلى اثنين من أعضاء هيئة التدريس يتم اختيارهما وتعيينهما من قبل قائد الكلية.
قائد الكلية
يتولى جميع شؤون الكلية الإدارية والمالية والتعليمية، ويُنفذ قرارات المجلس الأعلى للكلية، ويُصدر الأوامر والتعليمات، التي تتضمن سير العمل بالكلية على الوجه الأكمل وتنفذ الكلية كافة المهام المناطة بها من طريق العديد من الأجنحة والإدارات والأقسام.
وتشتمل الكلية على أجنحة تعليم وتدريب، وأجنحة مساندة.
أجنحة الكلية التعليمية والتدريبية
جناح الطلبة
مهمته تأهيل الطلبة عسكرياً وبدنياً والإشراف على جميع شؤونهم الإدارية طوال مدة الدراسة في الكلية منذ دخول الطالب الكلية للمرة الأولى حتى تخرجه منها.
ويتكون جناح الطلبة من الأقسام التالية:
ويتكون من رف الشؤون الإدارية، ورف شؤون الدول الشقيقة، ورف التسجيل، ورف النادي والخدمات،سرب التأهيل العسكري، سرب التربية البدنية، قسم التوجيه والإرشاد، قسم التخطيط والبرامج والمتابعة،قسم الاتصالات الإدارية.
مع مرور الوقت وازدياد عدد الطلاب المقبولين في الكلية، أخذ جناح الطلبة يوسّع قدراته الاستيعابية، سواء في مجال الطاقة البشرية، أو في مجال المنشآت فقد كان عدد الأسراب عشية افتتاح الكلية سربَيْن فقط لأن عدد الطلبة في الدورتين الأولى والثانية، لم يتجاوز (25) طالباً وفي عام 1400هـ ازداد عدد المقبولين في الكلية فأضيف سربٌ آخر ليصبح عددها ثلاثة أسراب.
وعندما زاد عدد المقبولين في الكلية تضاعف عدد الأسراب، حتى بلغ في عام 1413هـ سبعة أسراب مع تغيير مسمياتها من التسمية العددية إلى جعلها تحمل أسماء قادة المعارك الإسلامية وهي على الترتيب: خالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقاص، ومحمد بن القاسم، وصلاح الدين الأيوبي، وعمرو بن العاص، وموسى بن نصير، وقتيبة بن مسلم.
جناح التعليم
مهمته تنفيذ السياسة الموضوعة للدراسات الأكاديمية وإعداد الخطط الخاصة بالدراسة والاختبارات وتُعَدُّ أقسامه المختلفة الخطط اللازمة لإكمال العملية التعليمية والإشراف على جميع الأنشطة الثقافية والإشراف على مجلة الصقور التي تصدر مع تخرج كل دورة.
يشمل النظام التعليمي في الكلية، المراحل التعليمية التالية:
(أ) المرحلة الإعدادية
يبدأ الطالب هذه المرحلة بدراسة اللغة الإنجليزية، التي تستمد أهميتها من أنها لغة الدراسة الأساسية في الكلية، إذ تُعد لغة الطيران الدولية.
وتختلف المدة الزمنية لهذه المرحلة تبعاً لقدرات الطالب، فهي تراوح فيما بين ( 10 ) إلى ( 52 ) أسبوعاً.
تشكل هذه المرحلة الأسس، التي تقوم عليها معظم الدراسات اللاحقة في جناحي التعليم والطيران، لأن الطالب إن لم يفهم ويستوعب المواد التي تجري دراستها في هذه المرحلة، يتعذر عليه أن يحرز التقدم المطلوب، أو يحقق النتيجة المرجوة من دراسته.
(ب) المرحلة المتوسطة (المرحلة الأكاديمية)
بعد اجتياز المرحلة الإعدادية بنجاح وهي المرحلة التي تنصب الدراسة فيها على اللغة الإنجليزية، يحول جناح التعليم بالكلية الطلبة إلى دورات وتقسّم كل دورة إلى أربع مجموعات تضم كل مجموعة حوالي (22) طالباً وتُشكل المجموعات بمعدل مجموعة كل خمسة أسابيع، وتستمر هذه المرحلة (40 ـ 44) أسبوعاً.
وتتكون هذه المرحلة من فصلين دراسيين:
في الفصل الدراسي الأول: يتلقى الطلاب مواد التأهيل العلمي، والثقافة الإسلامية، والعلوم العسكرية.
وفي الفصل الدراسي الثاني: تُدرس مواد العلوم الجوية، التي من خلالها يتلقى الطلاب التأهيل العلمي والنظري، لمعارف وأساسيات علوم الطيران.
ويجتاز الطلاب هذه المرحلة بعد حصولهم على (60 %) أو أعلى في مجموع اختبارات الفصلين.
ويدرس الطالب في المرحلة المتوسطة مواد مختلفة من خلال الأقسام التالية:
(أ) قسم العلوم الجوية
مهمته تعليم الطلبة معارف وأساسيات العلوم الجوية، التي تشتمل على المواد الدراسية المتعلقة بمجال الطيران.
يقضي الطالب في هذا القسم، مدة تصل إلى (22) أسبوعاً.
(ب) قسم العلوم الإنسانية
مهمته: إعداد الطالب إعداداً فكرياً وثقافياً، وتزويده بالمعارف العلمية والسّلوكية والعسكرية، خلال المرحلتين المتوسطة والنهائية.
(ج) قسم العلوم التطبيقية
مهمته رفع التأهيل للطلبة حسب البرنامج العلمي الذي يشمل على مواد الرياضيات والفيزياء والإحصاء والحاسب الآلي.
(د) قسم الدراسات الفنية
من لا يجتاز المرحلة النهائية بنجاح (نظراً لوجود اختلاف وفوارق في القدرات الطبية والنفسية والتعليمية والذهنية) ولا يحصل على المعدلات المطلوبة في التدريبات الجوية يتم تحويله إلى تخصصات فنية حسب احتياجات القوات الجوية وهي تخصصات لا غنى للقوات الجوية عنها.
ويعود الطالب إلى جناح التعليم ليتلقى بعض التخصصات الفنية (ما عدا تخصص مشغلي أنظمة التسليح الذي يُدَرّس في جناح الطيران) ويشرف عليها (قسم الدراسات الفنية) الذي مهمته تأهيل مجموعات من الطلبة فنياً من خلال تشكيل الدورات الفنية التخصصية وتطوير مناهجها وتحديثها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة ومتابعة الدراسات الفنية في الكلية.
وتتمثل تلك التخصصات في:
توجيه المقاتلات، المراقبة الجوية،تخصص إدارة.
جناح الطيران
الطيران هو المرحلة النهائية التي يصل إليها الطالب ليُطبق عملياً ما درسه نظرياً لذا فإن مهمة الجناح:
(أ) تدريب طلبة الطيران
وطلبة مشغلي أنظمة التسليح على طائرات التدريب بالكلية ومنحهم التأهيل الأساسي في تخصصاتهم لتحقيق مستوى عالٍ من المهارات والاستعدادفي مختلف أعمال الطيران وفنونه.
(ب) إعداد المدرسين الطيارين
مرّ هذه الجناح بمراحل تطور متعددة شملت برامج التدريب وأساليبه وكفاءة المدربين وكذلك الطائرات فبعد أن كان يضم سربين فقط، هما:
السرب الثامن، بعددٍ من طائرات سسنا (172) ، السرب التاسع، بعددٍ من طائرات باك (167).
دُعِّمت الكلية بأعداد إضافية من الطائرات لمواكبة الأعداد المتزايدة من الطلبة فضلاً عن استحداث رف طائرات عمودية (أي بي 212)، لتنفيذ مهام البحث والإنقاذ.
واستمراراً للدعم والتطويرأُضيف عددٌ من الطائرات الحديثةمن نوع (بي سي 9) في عام 1409هـ واستحدث سرب جديد لهذه الطائرة وهو السرب الثاني والعشرين ثم أضيفت دفعة ثانية من هذه الطائرات، التي حلت محل طائرات (باك 167) في أواخر عام 1996.
وفي عام 1993خطت الكلية خطوة أخرى لرفع الكفاءة التدريبية في جناح الطيران وذلك باستحداث سرب لتأهيل مدرسي الطيران، على طائرة الـ (بي سي 9) من الضباط السعوديين وهو السرب (الحادي عشر) ونظراً إلى احتياج القوات الجوية لتخريج ضباط أكفاء يعملون كمشغلي أنظمة تسليح وضباط ملاحيين لطائرات الأواكس وطائرات التزود بالوقود جواً وطائرات النقل تم افتتاح رف لمشغلي أنظمة التسليح مرتبط بالسرب التاسع وذلك في عام 1407هـ.
وقد تم بعد ذلك تطويره وربطه بجناح الطيران الأول وزيادة عدد الضباط والمدربين ليجري تدريب عدد أكبر من طلبة مشغلي أنظمة التسليح.
وعندما احتاجت القوات الجوية لعدد كبير من الضباط من تخصص مشغلي الأسلحة والملاحين زِيد استيعاب الرف وتم تحويله إلى سرب تدريب مشغلي أنظمة التسليح والملاحين الجويين وهو السرب السابع والسبعون وذلك ابتداء من 23 ربيع الأول 1418هـ. وبذلك أصبح جناح الطيران يتكون من خمسة أسراب، تقوم بمهام تدريبية متنوعة.
(ج) مراحل التدريب في جناح الطيران
تُعدّ السنة النهائية التي يقضيها الطالب في الكلية مخصصة للتدريبات الجوية في جناح الطيران من خلال المراحل التالية:
الطيران الابتدائي على طائرات سسنا (172)
وهي المرحلة الأولى لتدريب طلبة الطيران على طائرات السسنا (172) وقد كان الطالب يخضع خلال هذه المرحلة لبرنامج تدريبي مكون من عدة طلعات يتخللها طيران انفرادي حتى عام 1395هـ. وخلال الفترة من 1395هـ حتى 1412هـ اكتُفي بطلعة طيران انفرادي واحدة مواكبة للتطور الذي طرأ على أساليب تدريب الطيران.
الطيران الأساسي على طائرات (بي سي 9)
يجري خلال هذه المرحلة تدريب الطلبة الذين اجتازوا المرحلة الأولى على طائرات ( بي سي 9 ) بالسّربين الثاني والعشرين والتاسع إضافة إلى عدد من الطلعات على جهاز الطيران التشبيهي.
ويركز على المهارات التالية:
تأسيس مهارات جوية، طيران عدادات، طيران ملاحة جوية طيران تشكيلات جوية، طيران شامل، طيران ليلي.
د- رف مشغلي أنظمة التسليح (WSO)
أستحدث هذا الرف عام 1405هـ، وأُلحق بالسرب التاسع، وذلك للوفاء بالحاجة الملحة لهذا النوع من التخصص في القوات الجوية. وبدأ التدريب على النحو الآتي:
برنامج تدريبي مكون من عدد من الطلعات، على طائرات (باك 167) بعد ذلك ينتقل الطلبة لرف مشغلي أنظمة التسليح بقاعدة الملك عبدالعزيز الجوية لإكمال الدورة هناك على طائرات (جت ستريم) ثم يعودون للتخرج ضمن دورتهم من طلبة الطيران.
في عام 1416هـ، أصبح تدريب هذا التخصص يُنفذ برمته في الكلية بجناح الطيران الأول حتى التخرج من خلال البرامج التالية:
دراسات أرضية، مساعدات تدريب، أرضية تدريب طيران فعلي،
ملاحة أولية، ملاحة تأسيسية،ملاحة متقدمة.
إعداد المدربين
في عام 1413هـ خطت الكلية خطوات كبيرة في مجال إعداد المدربين الطيارين وشُكِّل السرب الحادي عشر لتنفيذ هذه المهمة. وأصبح السرب يُخرّج دورتين سنوياً بمعدل ستة مدربين طيارين لكل دورة يُرشحون من أسراب القوات الجوية المختلفة وتشمل الدورة من عدداً كبيراً من الطلعات على طائرات (بي سي 9).
أمّا مراحل التدريب فهي كما يلي:
أ. الدراسات الأرضية ب. مساعدات تدريبية ج. تدريب الطيران
.
وبعد أن يُنْهي الضابط الدورة بنجاح يعود إلى قاعدته التي قدم منها وبعضهم يبقى في جناح الطيران لتدريب الطلبة.
الأجنحة المساندة
أ. جناح الإدارة
مهمته تنظيم ومراقبة وتوحيد كافة الخدمات الإدارية للكلية، وإعداد كل ما يتعلق بالطاقة البشرية، والإشراف على النظام العام في المملكة.
ب. جناح الإمدادات
مهمته تأمين متطلبات الكلية والإشراف على جميع أعمال الصيانة والتموين والحرص على إجراءات التطوير ورفع كفاءة منسوبي الجناح والعمل على تأمين جميع احتياجات الكلية مع تقديم الدعم الكامل لبرامج التدريب العلمي الفني وصيانة كافة أنواع الطائرات في الكلية وأجهزتها والمعدات الأرضية التابعة للصيانة، من طريق مجموعة من الأقسام والشعب المتعددة، كل في مجال تخصصه.
ج. جناح التدريب
مهمته إدارة وتنفيذ ومتابعة وتقيم أنشطة تدريب منسوبي الكلية كافة ضباطاً وأفراداً ومدنيين بعقد دورات تأسيسية ودورات سلامة وإعداد المدربين ودورات الفرد الأساسي والكتبة وغير ذلك من الدورات العامة والتخصصية بالتنسيق مع إدارة تدريب القوات الجوية.
د. إدارة البحوث والتطوير والمعلومات
استحدثت بقرار من قائد القوات الجوية السعودية في 14 ربيع ثاني 1415هـ. ومهمتها دعم الأبحاث وتوفير المعلومات وتطوير الخطط والبرامج، وأنشطة الكلية بشكل دائم.
ويتفرع من هذه الإدارة مركزان: مركز المعلومات، ومركز الأبحاث والتطوير.
(1) مركز المعلومات
مهمته إعداد خطط استحداث الأنظمة ومتابعة تنفيذها وتنفيذ تطوير وتشغيل جميع أنظمة الحاسبات الآلية لجميع أجنحة وإدارات وأفرع الكلية وإنشاء قواعد معلومات موحدة بشبكات حاسبات آلية متجانسة ومتوافقة فنياً بالتنسيق مع الجهات المعنية في القيادةومن أهم الأقسام التابعة لمركز المعلومات المكتبة والحاسب الآلي.
(2) المكتبة
مهمتها: اقتناء الإنتاج الفكري بما يتلاءم مع أهداف الكلية، وتنظيمه وضبطه والتعرف به. واقتناء أوعية المعلومات الخاصة بالعلوم العسكرية والطيران، بما يساهم في دعم المناهج الدراسية في الكلية.
(أ) تقدم المكتبة الدراسات المرجعية، والإعارة لمنسوبي الكلية والقوات الجوية.
(ب) يُستخدم الحاسب الآلي في ضبط وتوثيق واسترجاع مجموعات المكتبة.
(ج) تحتوي المكتبة على قواعد معلومات، عامة ومتخصصة، على أقراص الليزر. كما يمكن للمستفيد الاتصال بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ومكتبة الملك عبدالعزيز عن طريق الحاسب الآلي، واسترجاع المعلومات المتوفرة لديهم.
(3) الحاسب الآلي
مهمته: مساندة وتطوير البرامج، وتشغيل وصيانة الأجهزة، وقواعد المعلومات، وشبكات الحاسب الآلي، وإعداد المواصفات الفنية للأجهزة والبرامج المطلوبة، وتدريب الأفراد العاملين في هذا المجال.
(4) مركز الأبحاث والتطوير
مهمته: تحقيق كل ما من شأنه دعم البحوث والتطوير، من خطط وبرامج وأنشطة ومتطلبات في الكلية بصفة مستمرة، وذلك عن طريق الدراسات الميدانية، وتقديم الاستشارات في المجالات الإدارية والأكاديمية.
................................
أجنحة وأقسام مُسانِدةُ للعملية التعليمية والتدريبية والفنية والإدارية
(أ) إدارة الشؤون المالية
مهمته أداء كافة الأعمال والمسؤوليات المالية، وتنفيذ الميزانية وفقاً للتعليمات والأوامر، التي تُنظم الصرف والإيراد.
(ب) إدارة التشغيل والصيانة
مهمته التخطيط والإشراف والمتابعة والصيانة والتشغيل، لجميع المرافق والمنشآت والمعسكرات والميادين والمواقع التابعة للكلية.
إدارة الشرطة الجوية.
مهمته تنظيم ومراقبة وتوجيه كافة النواحي الأمنية في الكلية.
........................
شروط الالتحاق بالكلية
المؤهل العلمي للالتحاق:
أ. الثانوي علمي أو أدبي او المعاهد العلمية.
ب. كذلك يلتحق بالكلية بعض التخصصات من الطلبة الجامعيين الحاصلين على درجة البكالوريوس من الجامعات حسب التخصصات التي تحتاجها قيادة القوات الجوية أو القوات المسلحة عموماً فيتلقون العديد من الدراسات والتدريبات العسكرية التي تؤهلهم ليكون ضباطاً عاملين بالقوات الجوية أو القوات المسلحة، في الإدارات والقواعد المنتشرة في أنحاء المملكة.
ج. اجتياز الفحص الطبي الخاص بالكلية.
د. اجتياز اختبارات اللياقة البدنية.
هـ. حسن السير والسلوك، وعدم وجود ما يشين السمعة، أو الإدانة في أي جرائم تخل بالشرف والأمانة.
و. اجتياز المقابلة الشخصية.
ز. أي شروط أخرى تحددها الكلية.
تنقسم الدراسة في الكلية إلى ثلاث مراحل أكاديمية: إعدادي ـ متوسطة ـ نهائية، تستغرق في مجموعها ثلاثة أعوام.
.............................
تم بحمد الله