الأبعاد السياسية والتكنولوجية لاختيار إسرائيل مقاتلات F-35
17/08/2010 05:42 PM
http://www.defense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.com/CMS/NewsImages/F-35.jpg محمد نجيب17/08/2010 05:42 PM
إن إقدام إسرائيل على اختيار مقاتلة المستقبل متعددة الأدوارJSF F-35 لتكون بذلك أول دولة شرق أوسطية تبتاع مثل هذه المقاتلة، يعتبر مؤشراً في غاية الأهمية؛ له دلالاته وانعكاساته المختلفة في عصر تسابق دول المنطقة على اقتناء تكنولوجيا دفاعية متطورة، وتحديد أولوية من يمتلكها بغض النظر عن إمكاناته المادية.
لقد عرضت خيارات عدة أمام سلاح الجو الإسرائيلي؛ كالطراز الجديد المحسن من مقاتلة F-15 Stealth من Boeing حيث يمكن إخفاء الأسلحة عن أجهزة الرادار داخل بدن الطائرة كما في مقاتلة F-35، وهو النموذج نفسه الذي تفكر العربية السعودية في ابتياعه. غير أن الولايات المتحدة لا تنوي استخدامه في سلاحها الجوي، الأمر الذي سيصعب على زبائن خارج الولايات المتحدة ابتياع أسلحة لم يعتمدها الجيش الأميركي بعد، وعليه قرر سلاح الجو الإسرائيلي في النهاية اختيارJSF Lightening II F-35، وقبلت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بتخفيض عدد المقاتلات التي ستبتاعها إلى النصف نظرا لارتفاع سعرها على أن تمتلك هذه المقاتلة المتطورة.
ومن جهة أخرى تعتقد بعض المصادر العسكرية الإسرائيلية الرفيعة المستوى أن الدافع وراء إبرام إسرائيل الصفقة سياسي بالدرجة الأولى؛ وهو إرضاء الولايات المتحدة التي تقدم لإسرائيل مساعدات عسكرية بقيمة 2.5 بليون دولار سنويا، وتدعم هذه المصادر روايتها بالقول أن نظام ال F-35 معقد ويواجه عقبات لم تجد حلا بعد، الأمر الذي سيؤدي إلى تأجيل تسليم العشرين مقاتلة لإسرائيل لعام إضافي على الأقل، مشيرة إلى أن إبرام الصفقة شكل امتحانا جوهريا للعلاقة العسكرية الإسرائيلية-الأميركية ووضعها في اعلى مستويات الاستراتيجية.
وترفض مصادر عسكرية إسرائيلية الإجابة عن سؤال فيما إذا حصلت إسرائيل على وعد من شركة لوكهيد مارتن الأميركية -المصنع الرئيسي للمقاتلة- بعدم بيع تكنولوجيا الF-35 لدول عربية في المستقبل القريب؛ حيث أن دولا عربية كالسعودية والإمارات قد ترغب بامتلاك هذه المقاتلة ضمن أسلحتها الجوية.
لقد صاحبت نظرية التفوق الجوي الإسرائيلي القادة العسكريين الإسرائيليين منذ إنشاء سلاح الجو الإسرائيلي عام 1948 وذلك نظرا لصغر مساحة إسرائيل، حيث بإمكان أي مقاتلة معادية من سوريا أو لبنان أو مصر أو الأردن أن تصل إلى تل أبيب في غضون 10-15 دقيقة، وبالتالي فان تميز وتفوق دفاعاتها الجوية هو الكفيل الوحيد بحماية أمنها وأمن منشآتها النووية وغير النووية.
وينظر لسلاح الجو الإسرائيلي بأنه سلاح الجو الهجومي الوحيد في المنطقة من حيث المهمة والدور؛ إذ أن أسلحة الجو العربية المحيطة في المنطقة تعتبر في أفضل الأحوال أسلحة جو دفاعية وليست هجومية.
وسلاح الجو الإسرائيلي هو الرابح من خلال هذه الصفقة التي تعتبر الأكبر في تاريخه بغض النظر عن التكلفة العالية لان إسرائيل ستتمكن من زيادة صادراتها العسكرية لتصل إلى 5 مليارات دولار إلى الولايات المتحدة، ولأنها نجحت في إقناع شركة لوكهيد مارتن في إدخال عدد من أنظمة الملاحة والرادارات وأجهزة الرؤية الليلية إسرائيلية الصنع على الطائرة حتى غدت نسخة إسرائيلية خاصةF-35 I تختلف عن المقاتلة الأساسية التي سيمتلكها سلاح الجو الأميركي، فيما ستكلف الصناعات الجوية الإسرائيلية بإجراء الصيانة لهذه المقاتلات في عنابرها بإسرائيل.
وعندما سيتسلم سلاح الجو الإسرائيلي العشرين مقاتلة بعد خمسة أعوام أو ستة ستكون مزودة بأحدث التكنولوجيا المتوفرة آنذاك وليس بتكنولوجيا 2010 فقط.
ويبدو أن إسرائيل غير قلقة من إمكانية أن تسمح الولايات المتحدة لدول عربية كالسعودية والإمارات بالحصول على مقاتلة أل F-35، حيث يعتقد سلاح الجو الإسرائيلي أن بإمكانه التفوق من خلال استخدامها لادوار مختلفة، "التفوق في المفهوم العسكري الإسرائيلي ليس مقتصرا على امتلاك التكنولوجيا فحسب بل على طريقة استخدامها أيضا" حسب قول مصدر رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي.
ففي عدد من مقاتلات ال F-16 ابتاعت إسرائيل هيكل ومحرك الطائرة فقط ،ومن ثم أضافت أنظمة الملاحة والرؤية الليلية والمراقبة وحواضن الأسلحة والقذائف من صناعات تكنولوجية إسرائيلية، حتى أطلق على المقاتلة الأميركية اسم I F-16 (أي النسخة الإسرائيلية) وهي نسخة مختلفة عما تملكه أسلحة الجو الأخرى في المنطقة من مقاتلات ال F-16.
ويملك سلاح الجو 308 مقاتلة F-16 من لوكهيد مارتن من الفئات A B D I و87 مقاتلة F-15 من فئات A B C D E I وEagle Strike موزعة على 9 قواعد لسلاح الجو الإسرائيلي من شمال إسرائيل وحتى جنوبها؛ واحدة في شمال إسرائيل قرب مدينة حيفا، و4 قواعد بين تل أبيب واشكلون شمال حدود قطاع غزة، و2 في النقب بالقرب من بئر السبع شرقي الحدود مع قطاع غزة، وواحدة قرب مدينة إيلات الساحلية على البحر الأحمر.
وتؤكد مصادر في سلاح الجو الإسرائيلي انه سيعمل خلال السنوات الست القادمة على تحديث أسطوله من مقاتلات ال F-15 وF-16.
عبر إبرام هذه الصفقة تكون إسرائيل قد امتلكت أحدث تكنولوجيا دفاعية متوفرة في عالم المقاتلات الحديثة، تمكنها من الوقوف في قمة التطور التكنولوجي، وتكون قد عمقت تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، حيث تصبح مثل الكثير من الدول العربية التي تسعى لتحسين علاقتها مع الولايات المتحدة من خلال إبرام صفقات الأسلحة - التي قد لا تكون بحاجة لها في كثير من الأحيان- بينما إسرائيل بحاجة إلى امتلاك ال F-35