ترفع سلطنة عمان جهوزية قوتها البحرية وتضاعف قدرتها على بسط سلطتها على حدودها المائية من خلال استلامها ثاني مواليد مشروع "خريف"، الطرّاد "الرحماني"، معززة بذلك تعاونها العسكري مع المملكة المتحدة وشركتها الرائدة بي ايه إي سيستمز (BAE Systems).
ففي 23 تموز/ يوليو، وفي ميناء بورتسماوث الإنكليزي، أُعلن دخول الطرّاد "الرحماني ق41" الخدمة في البحرية السلطانية العمانية، وذلك في حفل برعاية الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع في سلطنة عمان السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي، وحضور اللورد آستور نائب وزير الدفاع البريطاني، واللواء البحري عبد الله بن خميس بن عبد الله الرئيسي قائد البحرية الملكية العمانية.
ويعكس هذا الحدث الأهمية الاستراتيجية المعطاة لهذه الطرادات من قبل سلطنة عمان والمملكة المتحدة، في وقت تسعى فيه بي ايه إي BAE Systems إلى تعزيز صادراتها في العالم.
يصل طول الطراد إلى 99 مترا، وعرضه 14.6 مترا، فيما تبلغ سرعته 25 عقدة، ويصل مداه على سرعة 16 عقدة إلى 3500 مترا بحريا. وهو مزود بمهبط لاستقبال طوافة خلال عمليات نشر الجنود.
ويأتي وضع الطراد "الرحماني" في الخدمة ضمن عقد "خريف" الموقع من قبل البحرية العمانية وشركة BAE في كانون الثاني/ يناير 2007.
وبناء على العقد الممتد على فترة خمس سنوات، يتوجب على الشركة تصميم وبناء 3 طرادات، تعد الأكثر تقدما من نوعها، وتسليمها تباعا على أن تبلغ الفترة الفاصلة في التسليم 6 أشهر، بحيث يسلم الطراد الثالث والأخير عام 2011.
وقد بلغت قيمة العقد 400 مليون يورو في الإجمال، بسعر 133 مليون يورو للطراد الواحد. كما يتضمن العقد تأمين التدريب من قبل شركة في تي غروب VT Group البريطانية التابعة لشركة "بي ايه إي سيستمز".
وستوكل البحرية العمانية إلى طرادات فئة "الخريف" مهمات حماية المناطق البحرية العمانية حيث أن لدى هذه السفن القدرة على الخدمة لفترات طويلة في عمق البحر، تصل إلى 21 يوما، ومن ضمن الخدمات التي تتولاها حماية المنطقة الاقتصادية الخاصة، ودوريات المراقبة الموسّعة، وعمليات الردع خلال أوقات التوتر، والقيام بالعمليات الخاصة ومهمات البحث والإنقاذ، وعمليات الإغاثة في حالات الكوارث البحرية؛ كما أن الطرادات ستكون قابلة للتشغيل المتبادل في العمليات المشتركة وضمن قوات التحالف.
بالنسبة لتسليح هذه الطرادات، فقد أبرمت سلطنة عمان عقودا منفصلة مع شركات أخرى، فوفرت للطرادات من شركة أم بي دي ايه MBDA، بطارية القاذف الصاروخي العمودي ميكا Mica التي تحتوي 12 صاروخا، وصواريخ سطح - سطح المضادة للسفن MM40 Exocet Block 3، بالإضافة إلى مدفع 76/62 Super Rapid gun عيار 76 المميز من شركة أوتو ميلارا Oto Melara ، ونظام الدفاع الذاتي الخادع MASS من راينمتال Rheinmetal، ورشاشات عيار 30 ملم من شركة أم أس آيMSI DS 30M 30 mm guns .
وأعرب ألان جونستون، مدير قسم سفن السطح في بي ايه إي سيستمز BAE Systems عن فخره بـ "استمرار التعاون مع البحرية العمانية منذ 30 سنة، ما أدى إلى خلق علاقات مميزة تساعدنا على تقديم القدرات البحرية الأكثر تطورا."
واعتبر جونستون الحدث "عاكسا للتقدم الهام في هذا البرنامج، وداعما لمكانتنا كرواد في السوق العالمية في تصميم وبناء ودعم السفن الحربية لأسلحة البحرية في العالم."
من ناحيته، أعلن اللواء البحري عبد الله بن خميس بن عبد الله الرئيسي "احتفال البحرية العمانية بإدخال طراد "الرحماني" في الخدمة، وهي السفينة الثانية في مشروع "خريف"، مستبشرا بـ "تزامن الحدث مع احتفالات السلطنة بذكرى يوم النهضة المبارك بقيادة السلطان قابوس القائد الأعلى للقوات المسلحة العمانية."
واعتبر اللواء "أن هذا التدشين هو خطوة جديدة تضاف إلى سجل إنجازات البحرية وأحد المحطات الهامة في هذا العصر المزدهر"، مشيرا إلى أن "المشروع يأتي كنتيجة للتعاون العسكري المستمر بين البحرية العمانية والبحرية البريطانية، وهو يقوي الروابط الممتازة بين البحرية العمانية وشركة بي ايه إي سيستمز الموكلة بمشروع "خريف"".
ويعود اسم "الرحماني" إلى سفينة حربية عمانية هاجمت، عام 1756، على رأس عشر سفن حربية - بقيادة هلال ابن الإمام أحمد بن سعيد – السفن الفارسية التي كانت تحاصر ميناء البصرة، حيث قطعت السلاسل الحديدية الغليظة التي نصبها الفرس، محررة المدينة العراقية من الحصار.
وتمتلك البحرية العمانية أسطولاً مكونا من حوالي 15 سفينة من أحجام مختلفة، أهمها طرادين من فئة قاهر الأمواج، وأربع زوارق هجوم سريعة من فئة ظفار. وقد انضم إليها الطراد "الشامخ ق40"، الأول في مشروع "خريف"، في 30 تموز/ يوليو 2009، وسيقوم بأولى تجاربه في البحر لاحقا هذا العام (2010).