ضيف هذه الحلقة من برنامج "حديث اليوم" هو تيودور فان كيرك الشخص الوحيد المتبقى على قيد الحياة من بين 12 فردا شكلوا طاقم الطائرة " ب - 29" الامريكية التي القت اول قنبلة ذرية في العالم، حيث تمر في هذه الأيام الذكرى الـ 65 لالقاء الولايات المتحدة القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما مما ادى الى استسلام اليابان بعد عدة أيام ونهاية الحرب العالمية الثانية. وحدثنا فان كيرك عن تلك الحقبة قائلا :
كنا جميعا من مجموعة مشكلة من 509 اشخاص وكان ينبغي فقط إختيار قائد لهذه المجموعة، وكانت المجموعة مسؤولة عن إسقاط قنابل نووية. ولم يدر الحديث عن إختيار الناس الذين سيكونون على متن تلك الطائرة.. أما أنا شخصيا فإختارني بول تيبيتس الذي كان قائدا للمجموعة والذي كنت معه في 58 تحليقا جويا في بريطانيا وإفريقيا، وكنا نعرف بعضنا البعض على نحو جيد.
أثناء الحرب، وبعد التخرج من المدرسة فورا، كان يتم تجنيد الشباب للقيام بالأعمال المهمة للجيش. وبشكل عام كلنا كنا جاهزين للخدمة العسكرية، كنا نحارب خمس سنوات، أما أنا فكنت في الجيش ثلاث سنوات. كانت لدينا طلعات جوية في أوروبا، وكانت تجربتي هي القصف. الإنسان في الحرب يناضل من أجل إنقاذ وطنه، ويكون مستعدا لتنفيذ أوامر مهما كانت.
لم يكن 6 أغسطس/آب من عام 1945 أهم يوم لأن إسقاط القنبلة تم في الساعة 9،15 دقيقة بتوقيت تينيان أو في الساعة 8،15 دقيقة بتوقيت هيروشيما وإنتهى كل شيء في الصباح. اليوم الرئيسي كان عشية ذلك اليوم. كانت القنبلة نتاج مشروع " مانهاتن " الذي عمل عليه مئات آلاف من البشر.
كان هذا المشروع طويل الأمد ونشأ منذ بداية الحرب.. وكان فرانكلين روزفلت قد قال أن هناك إمكانية لإنتاج السلاح النووي، وإستمر هذا المشروع، وبدأت التدريبات لإسقاط القنبلة منذ خريف عام 1944 .
كان هناك رهان على أن القنبلة ستكون لدينا قبل نهاية الحرب، وكنا نتدرب تحضيرا لذلك. ثم، بعد 16 يوليو/تموز عام 1945 جرت التجارب على إحدى القنابل النووية الأولى في ألاموغوردو في ولاية نيومكسيكو، وثم تطورت الأمور بسرعة.
كنا نعرف آنذاك أن القنابل كانت جاهزة، وكنا نحضر لذلك منذ بداية العام. لو لم نسقطها آنذاك لما تم إسقاطها أبدا. وجرى قبل التحليق مؤتمر صحفي، ثم قالوا لنا أنه يجب أن ننام لأن موعد التحليق كان في الساعة 2،45 صباحا. حاولنا أن ننام ولم يستطع أحد منا ذلك. كيف يمكن أن ينام الإنسان قبل إسقاط أول قنبلة نووية؟ أعرف أنه لم يكن بمقدور تيبيتس ولا فيريبي ولا أنا النوم. كنا نلعب البوكر. وفي الساعة الثامنة مساء حصلنا على الإرشادات الأخيرة وتناولنا الفطور للمرة الأخيرة. سميته فطورا أخيرا وهم أطلقوا عليه إسم "الفطور قبل التحليق". ثم حان الوقت للمؤتمر الصحفي الأخير، وأبلغونا بالأخبار العسكرية الأخيرة ومناطق تواجد سفن الإنقاذ البحرية والخ.. ثم حان الوقت لركوب الطائرة. ورأيت قبل ذلك كيف ان ليسلي غروفس كان يحضر نفسه للتحقيق في الكونغرس في حال لم تنفجر القنبلة أو لو واجهتنا مشكلات أخرى.
أخيرا إنتهينا من كل التحضيرات وركبنا الطائرة وبدأ التحليق..
حين وصلنا الى هيروشيما بدا الامر سهلا، حيث كانت الامور تسير وفقا للخطة. ولم نتعرض لاية مفاجأة. وكنا قد تحضرنا بشكل جيد.
كانت سواحل اليابان واضحة على مسافة مئة ميل ومدينة هيروشيما على مسافة خمسين ميلا. ثم قمنا بدوران استعدادا لقذف القنبلة. واتت لحظة القاء القنبلة وبعدها مباشرة اندفعت الطائرة الى الاعلى وقد تحررت من 9400 رطل من الحمولة.
أخذ تيبتس من جديد قيادة الطائرة في يديه وهو يقوم بدوران لكي نبتعد عن القنبلة. وكان همنا الرئيسي هل ستنفجر القنبلة ؟
وكانت عبوة القنبلة مصنوعة من اليورانيوم 235 ولذلك لم تكن هناك اية اختبارات. اما القنبلة التي قد تم اختبارها فكانت مصنوعة باستخدام البلوتونيوم. ولذلك كنا نتساءل هل ستنفجر أم لا. وبعد انفصال القنبلة عن الطائرة وحتى لحظة الانفجار مضت 45 ثانية... كنا نحسب الوقت كل بطريقته الخاصة. كانت لدي مثلا ساعة يد ولذلك عرفت الوقت بالضبط. اما الآخرون فكانوا يقومون بالحساب: ألف وواحد، ألف واثنان وألخ.
وفجأة انفجرت القنبلة. وراينا من الطائرة بريقًا قويا. وبدأنا نتساءل هل ستتأثر الطائرة؟ وفي تلك اللحظة كنا نطير في اتجاه معاكس ونسعى للابتعاد عن المكان اسرع ما يمكن. وبعد عدة لحظات مفزعة لحقت الموجة الضاربة الاولى بنا وكانت قوتها 3.5 درجة حسب تقديراتنا.. بالنسبة للطائرة المقاتلة ربما هذا التسارع لا بأس به ولكن عندما تتواجد في قاذفة قنابل "ب-29" وعلى ارتفاع 30000 قدم تشعر بأن حالتك غير مريحة.
بعد فترة وجيزة قمنا بالدوران من جديد بغض النظر عن عدم قناعتنا بما أذا كانت ستحدث موجات ضاربة جديدة ام لا. وذلك لمشاهد ماذا حدث هناك.. ورأينا كيف ان هيروشيما كلها كانت مغطاة بسحب من الدخان والغبار. ويمكن للمرء أن يفترض أن تحت السحاب كل شيئ بات مدمرا ولكن من الصعب الحديث عن شيئ معين..
وبالنسبة للانطباعات الشخصية من اختبار القنبلة النووية الاولى قال تيودور فان كيرك :
أولا شعرت بالفرح عندما انفجرت. وانتم تعلمون ان الحرب كانت طويلة واليابانيون بادرونا بالهجوم. وفي تلك الايام لم يكن اليابانيون أناسا طيبين مثل اليوم. وجاري الذي يسكن بالقرب من بيتي يستطيع أن يتحدث عن ذلك اكثر مما استطيع أنا فهو عايش الحرب كلها. وفي منطقة بتان توفي عدد كبير من أسرانا وكانت خسائرنا هائلة في جزر سليمان.
كانت سياسة حكومة الولايات المتحدة تهدف آنذاك الى اسكات المقاومة من قبل الحكومة اليابانية. وانا من جانبي كنت مستعدا لفعل كل شيئ من اجل تحقيق ذلك الهدف. وكانت سياسة حكومتي سياسة لي. وهنا اريد ان اشير الى ما يلي: اليابانيون الذين تعرفونهم في أيامنا هذه ليسوا باليابانيين الذين كنا نحاربهم ابان الحرب العالمية الثانية. فهم اليوم أناس طيبون. وهنا في كاليفورنيا كان يقيم بالقرب من عائلاتنا طلبة من اليابان على مدى سنوات طويلة. وكنت فرحا جدا. ولكن اليابانيين الذين عرفناهم في سنوات الحرب العالمية الثانية لا يمكن وصفهم بالطيبين. هذا كل ما استطيع ان أتحدث عنهم.
وعن اذا ما كان الشعب الياباني سيسامح الولايات المتحدة في وقت ما قال فان كيرك :
لست أدري.. لو عشت انا في هيروشيما او ناكازاكي فربما لم اسامح. هؤلاء الناس تحملوا مآسي غير مسبوقة. دعونا ننظر الى الامر من وجهة النظر العسكرية. كيف كانت تتطور الامور في اواخر الحرب العالمية الثانية. نحن وجهنا لليابان إنذارا اخيرا بالاستسلام بدون اي شروط. ورفضت الحكومة اليابانية قبول الانذار وكانت تريد مواصلة القتال.
كان اليابانيون يثقون بانهم سينتصرون في هذه الحرب، لكنهم لم يتوقعوا ما حدث من الحرائق في طوكيو وقصف هيروشيما وناكازاكي باستخدام القنبلة النووية. وهذا ما هز عزيمتهم. وكان من الضروري ان يحصل ذلك. هل سينسون ذلك؟ هذا يتوقف على مدى الضرر الذي لحق بكل واحد منهم بشكل منفرد. ولكن بفضل القصف النووي أنقذت ارواح الجنود اليابانيين والامريكيين، حيث لو اضطررنا لغزو الجزر اليابانية لقتل عدد كبير جدا من اليابانيين الى جانب وقوع خسائر هائلة في صفوفنا. الجميع تضرر بشكل او بآخر. فانا فقدت في الحرب شقيقييَّ ولم اعرف اين دُفِنا. لقد قُتل خلال الحرب العالمية الثانية 50 مليون شخص. ولم يقل احد شيئا جيدا عن الحرب. المتحاربون لن يسامحوا خصومهم وبالعكس. هل سيغفر اليهود لالمانيا على جرائم النازية؟ اعتقد انهم لن يسامحوا. وهكذا.. فسكان هيروشيما لن يغفروا قصف مدينتهم بالقنبلة الذرية. ولكن القصف وقع وبفضله تم انقاذ ارواح بشر في نهاية المطاف..
وعن ما اذا كانت هناك خيارات اخرى غير استخدام القنبلة الذرية قال:
كانت هناك ثلاثة خيارات رئيسية وهي أولا : فرض الحصار على اليابان وإبقاء اليابانيين يموتون جوعا. ولكن كيف يمكن تجويع الناس الذين يحصلون على 1000 سعرة حرارية فقط في اليوم ويبقون على قيد الحياة ؟ مستحيل. والخياران الآخران :إسقاط قنابل ذرية أو شن غزو على نطاق واسع في اليابان. في حالة استخدام قنابل ذرية تكون الخسائر أقل مما لو جرى الأمر خلال الغزو. كان جميع من اشترك في الحرب في المحيط الهادئ يقول "أنت أنقذت حياتي".
أنا آسف فيما يتعلق بالقيام بطلعات قتالية أخرى، على سبيل المثال في المسرح الحربي الأوروبي قذفت عددا كبيرا من القنابل. كان الناس يموتون ومن بينهم المدنيون الأبرياء. هل أعتذر لأنني شاركت في قذف قنبلة ذرية ؟ إنني آسف لأننا كنا مضطرين للقيام بذلك. منذ بضعة أيام جاء الرجل الذي قال إنه يجب على اليابانيين الاعتذار أمامنا لأنهم أجبرونا على قذف القنبلة الذرية.. ولكن لا زلنا نشعر بالأسف لأننا كنا مضطرين لذلك. ولكن ايضا ما زلت اعتقد أنه كان علينا أن نفعل ذلك لإنهاء الحرب بأقل الخسائر.
أود أن أقول اليوم لجميع السياسيين ولجميع الدبلوماسيين أنني لا أريد أن أشاهد مرة أخرى استخدام أسلحة نووية. ولكنني أخشى أننا سنستخدمها، ليس ضد روسيا وليس ضد دول كبرى أخرى. وأخشى اليوم الذي سوف يمتلك فيه الإرهابيون أسلحة نووية. انهم ، على العكس منا ومن دول كبرى أخرى، لا يفكرون بنتائج استخدام الأسلحة النووية.
في يوم من الايام سيحدث ذلك.. إنها مسألة وقت. لا أعتقد أن روسيا ستستخدم أسلحة نووية كما لا اعتقد ان تفعل الدول الكبرى الاخرى.
كما يمكنكم من الاطلاع على المزيد حول الحرب مع اليابان وانتهاء الحرب العالمية الثانية
شاهدوا الحوار كاملا على الرابطة:
كنا جميعا من مجموعة مشكلة من 509 اشخاص وكان ينبغي فقط إختيار قائد لهذه المجموعة، وكانت المجموعة مسؤولة عن إسقاط قنابل نووية. ولم يدر الحديث عن إختيار الناس الذين سيكونون على متن تلك الطائرة.. أما أنا شخصيا فإختارني بول تيبيتس الذي كان قائدا للمجموعة والذي كنت معه في 58 تحليقا جويا في بريطانيا وإفريقيا، وكنا نعرف بعضنا البعض على نحو جيد.
أثناء الحرب، وبعد التخرج من المدرسة فورا، كان يتم تجنيد الشباب للقيام بالأعمال المهمة للجيش. وبشكل عام كلنا كنا جاهزين للخدمة العسكرية، كنا نحارب خمس سنوات، أما أنا فكنت في الجيش ثلاث سنوات. كانت لدينا طلعات جوية في أوروبا، وكانت تجربتي هي القصف. الإنسان في الحرب يناضل من أجل إنقاذ وطنه، ويكون مستعدا لتنفيذ أوامر مهما كانت.
لم يكن 6 أغسطس/آب من عام 1945 أهم يوم لأن إسقاط القنبلة تم في الساعة 9،15 دقيقة بتوقيت تينيان أو في الساعة 8،15 دقيقة بتوقيت هيروشيما وإنتهى كل شيء في الصباح. اليوم الرئيسي كان عشية ذلك اليوم. كانت القنبلة نتاج مشروع " مانهاتن " الذي عمل عليه مئات آلاف من البشر.
كان هذا المشروع طويل الأمد ونشأ منذ بداية الحرب.. وكان فرانكلين روزفلت قد قال أن هناك إمكانية لإنتاج السلاح النووي، وإستمر هذا المشروع، وبدأت التدريبات لإسقاط القنبلة منذ خريف عام 1944 .
كان هناك رهان على أن القنبلة ستكون لدينا قبل نهاية الحرب، وكنا نتدرب تحضيرا لذلك. ثم، بعد 16 يوليو/تموز عام 1945 جرت التجارب على إحدى القنابل النووية الأولى في ألاموغوردو في ولاية نيومكسيكو، وثم تطورت الأمور بسرعة.
كنا نعرف آنذاك أن القنابل كانت جاهزة، وكنا نحضر لذلك منذ بداية العام. لو لم نسقطها آنذاك لما تم إسقاطها أبدا. وجرى قبل التحليق مؤتمر صحفي، ثم قالوا لنا أنه يجب أن ننام لأن موعد التحليق كان في الساعة 2،45 صباحا. حاولنا أن ننام ولم يستطع أحد منا ذلك. كيف يمكن أن ينام الإنسان قبل إسقاط أول قنبلة نووية؟ أعرف أنه لم يكن بمقدور تيبيتس ولا فيريبي ولا أنا النوم. كنا نلعب البوكر. وفي الساعة الثامنة مساء حصلنا على الإرشادات الأخيرة وتناولنا الفطور للمرة الأخيرة. سميته فطورا أخيرا وهم أطلقوا عليه إسم "الفطور قبل التحليق". ثم حان الوقت للمؤتمر الصحفي الأخير، وأبلغونا بالأخبار العسكرية الأخيرة ومناطق تواجد سفن الإنقاذ البحرية والخ.. ثم حان الوقت لركوب الطائرة. ورأيت قبل ذلك كيف ان ليسلي غروفس كان يحضر نفسه للتحقيق في الكونغرس في حال لم تنفجر القنبلة أو لو واجهتنا مشكلات أخرى.
أخيرا إنتهينا من كل التحضيرات وركبنا الطائرة وبدأ التحليق..
حين وصلنا الى هيروشيما بدا الامر سهلا، حيث كانت الامور تسير وفقا للخطة. ولم نتعرض لاية مفاجأة. وكنا قد تحضرنا بشكل جيد.
كانت سواحل اليابان واضحة على مسافة مئة ميل ومدينة هيروشيما على مسافة خمسين ميلا. ثم قمنا بدوران استعدادا لقذف القنبلة. واتت لحظة القاء القنبلة وبعدها مباشرة اندفعت الطائرة الى الاعلى وقد تحررت من 9400 رطل من الحمولة.
أخذ تيبتس من جديد قيادة الطائرة في يديه وهو يقوم بدوران لكي نبتعد عن القنبلة. وكان همنا الرئيسي هل ستنفجر القنبلة ؟
وكانت عبوة القنبلة مصنوعة من اليورانيوم 235 ولذلك لم تكن هناك اية اختبارات. اما القنبلة التي قد تم اختبارها فكانت مصنوعة باستخدام البلوتونيوم. ولذلك كنا نتساءل هل ستنفجر أم لا. وبعد انفصال القنبلة عن الطائرة وحتى لحظة الانفجار مضت 45 ثانية... كنا نحسب الوقت كل بطريقته الخاصة. كانت لدي مثلا ساعة يد ولذلك عرفت الوقت بالضبط. اما الآخرون فكانوا يقومون بالحساب: ألف وواحد، ألف واثنان وألخ.
وفجأة انفجرت القنبلة. وراينا من الطائرة بريقًا قويا. وبدأنا نتساءل هل ستتأثر الطائرة؟ وفي تلك اللحظة كنا نطير في اتجاه معاكس ونسعى للابتعاد عن المكان اسرع ما يمكن. وبعد عدة لحظات مفزعة لحقت الموجة الضاربة الاولى بنا وكانت قوتها 3.5 درجة حسب تقديراتنا.. بالنسبة للطائرة المقاتلة ربما هذا التسارع لا بأس به ولكن عندما تتواجد في قاذفة قنابل "ب-29" وعلى ارتفاع 30000 قدم تشعر بأن حالتك غير مريحة.
بعد فترة وجيزة قمنا بالدوران من جديد بغض النظر عن عدم قناعتنا بما أذا كانت ستحدث موجات ضاربة جديدة ام لا. وذلك لمشاهد ماذا حدث هناك.. ورأينا كيف ان هيروشيما كلها كانت مغطاة بسحب من الدخان والغبار. ويمكن للمرء أن يفترض أن تحت السحاب كل شيئ بات مدمرا ولكن من الصعب الحديث عن شيئ معين..
وبالنسبة للانطباعات الشخصية من اختبار القنبلة النووية الاولى قال تيودور فان كيرك :
أولا شعرت بالفرح عندما انفجرت. وانتم تعلمون ان الحرب كانت طويلة واليابانيون بادرونا بالهجوم. وفي تلك الايام لم يكن اليابانيون أناسا طيبين مثل اليوم. وجاري الذي يسكن بالقرب من بيتي يستطيع أن يتحدث عن ذلك اكثر مما استطيع أنا فهو عايش الحرب كلها. وفي منطقة بتان توفي عدد كبير من أسرانا وكانت خسائرنا هائلة في جزر سليمان.
كانت سياسة حكومة الولايات المتحدة تهدف آنذاك الى اسكات المقاومة من قبل الحكومة اليابانية. وانا من جانبي كنت مستعدا لفعل كل شيئ من اجل تحقيق ذلك الهدف. وكانت سياسة حكومتي سياسة لي. وهنا اريد ان اشير الى ما يلي: اليابانيون الذين تعرفونهم في أيامنا هذه ليسوا باليابانيين الذين كنا نحاربهم ابان الحرب العالمية الثانية. فهم اليوم أناس طيبون. وهنا في كاليفورنيا كان يقيم بالقرب من عائلاتنا طلبة من اليابان على مدى سنوات طويلة. وكنت فرحا جدا. ولكن اليابانيين الذين عرفناهم في سنوات الحرب العالمية الثانية لا يمكن وصفهم بالطيبين. هذا كل ما استطيع ان أتحدث عنهم.
وعن اذا ما كان الشعب الياباني سيسامح الولايات المتحدة في وقت ما قال فان كيرك :
لست أدري.. لو عشت انا في هيروشيما او ناكازاكي فربما لم اسامح. هؤلاء الناس تحملوا مآسي غير مسبوقة. دعونا ننظر الى الامر من وجهة النظر العسكرية. كيف كانت تتطور الامور في اواخر الحرب العالمية الثانية. نحن وجهنا لليابان إنذارا اخيرا بالاستسلام بدون اي شروط. ورفضت الحكومة اليابانية قبول الانذار وكانت تريد مواصلة القتال.
كان اليابانيون يثقون بانهم سينتصرون في هذه الحرب، لكنهم لم يتوقعوا ما حدث من الحرائق في طوكيو وقصف هيروشيما وناكازاكي باستخدام القنبلة النووية. وهذا ما هز عزيمتهم. وكان من الضروري ان يحصل ذلك. هل سينسون ذلك؟ هذا يتوقف على مدى الضرر الذي لحق بكل واحد منهم بشكل منفرد. ولكن بفضل القصف النووي أنقذت ارواح الجنود اليابانيين والامريكيين، حيث لو اضطررنا لغزو الجزر اليابانية لقتل عدد كبير جدا من اليابانيين الى جانب وقوع خسائر هائلة في صفوفنا. الجميع تضرر بشكل او بآخر. فانا فقدت في الحرب شقيقييَّ ولم اعرف اين دُفِنا. لقد قُتل خلال الحرب العالمية الثانية 50 مليون شخص. ولم يقل احد شيئا جيدا عن الحرب. المتحاربون لن يسامحوا خصومهم وبالعكس. هل سيغفر اليهود لالمانيا على جرائم النازية؟ اعتقد انهم لن يسامحوا. وهكذا.. فسكان هيروشيما لن يغفروا قصف مدينتهم بالقنبلة الذرية. ولكن القصف وقع وبفضله تم انقاذ ارواح بشر في نهاية المطاف..
وعن ما اذا كانت هناك خيارات اخرى غير استخدام القنبلة الذرية قال:
كانت هناك ثلاثة خيارات رئيسية وهي أولا : فرض الحصار على اليابان وإبقاء اليابانيين يموتون جوعا. ولكن كيف يمكن تجويع الناس الذين يحصلون على 1000 سعرة حرارية فقط في اليوم ويبقون على قيد الحياة ؟ مستحيل. والخياران الآخران :إسقاط قنابل ذرية أو شن غزو على نطاق واسع في اليابان. في حالة استخدام قنابل ذرية تكون الخسائر أقل مما لو جرى الأمر خلال الغزو. كان جميع من اشترك في الحرب في المحيط الهادئ يقول "أنت أنقذت حياتي".
أنا آسف فيما يتعلق بالقيام بطلعات قتالية أخرى، على سبيل المثال في المسرح الحربي الأوروبي قذفت عددا كبيرا من القنابل. كان الناس يموتون ومن بينهم المدنيون الأبرياء. هل أعتذر لأنني شاركت في قذف قنبلة ذرية ؟ إنني آسف لأننا كنا مضطرين للقيام بذلك. منذ بضعة أيام جاء الرجل الذي قال إنه يجب على اليابانيين الاعتذار أمامنا لأنهم أجبرونا على قذف القنبلة الذرية.. ولكن لا زلنا نشعر بالأسف لأننا كنا مضطرين لذلك. ولكن ايضا ما زلت اعتقد أنه كان علينا أن نفعل ذلك لإنهاء الحرب بأقل الخسائر.
أود أن أقول اليوم لجميع السياسيين ولجميع الدبلوماسيين أنني لا أريد أن أشاهد مرة أخرى استخدام أسلحة نووية. ولكنني أخشى أننا سنستخدمها، ليس ضد روسيا وليس ضد دول كبرى أخرى. وأخشى اليوم الذي سوف يمتلك فيه الإرهابيون أسلحة نووية. انهم ، على العكس منا ومن دول كبرى أخرى، لا يفكرون بنتائج استخدام الأسلحة النووية.
في يوم من الايام سيحدث ذلك.. إنها مسألة وقت. لا أعتقد أن روسيا ستستخدم أسلحة نووية كما لا اعتقد ان تفعل الدول الكبرى الاخرى.
كما يمكنكم من الاطلاع على المزيد حول الحرب مع اليابان وانتهاء الحرب العالمية الثانية
شاهدوا الحوار كاملا على الرابطة:
http://www.rtarabic.com/prg_hadis/52235[FONT="][/FONT]