أم القنابل الأمريكية بين الواقع و الخيال

إنضم
9 يوليو 2010
المشاركات
3,059
التفاعل
4,157 20 0
أم القنابل الأمريكية بين الواقع و الخيال​
في الحرب العالمية الثانية قام أسطول قاذفات B-29 المعروفة بالقلاع الطائرة بقصف بساطي هائل كان الأعظم بالتاريخ ألقت خلاله القاذفات أكثر من خمسين ألف طن من القنابل الصماء Dumb Bomb الشديدة الانفجار من ارتفاع لا تطله المضادات الأرضية و الطائرات الدفاعية في ذلك الوقت وهو 30 ألف قدم .
أدى هذا القصف الكثيف و المركز إلى تدمير طوكيو عاصمة اليابان وتحركت مراسلات الدبلوماسية اليابانية للتهدئة الحرب وإحلال السلام ولكن الاستخبارات الأمريكية و بتوجيه من الرئيس الأمريكي "هاري تورمان" تجاهلت هذه المراسلات الدبلوماسية .
وذلك لعدة أسباب منها رغبة أمريكا بإذلال اليابان بالاستلام و ليس طلب السلام ورغبتها أيضاً بفتح عقود ضخمة مع شركات إعادة الأعمار لليابان يضمن إنعاش الاقتصاد الأمريكي ويقلل البطالة و الكساد الذي كان سبب أساسي بحدوث الحرب العالمية الثانية .
وأهم الأسباب تجربة سلاح رهيب ذو طاقة تدميرية هائلة بغية إرعاب روسيا المنتصرة وكبح جموح طموحات وأطماع الديكتاتور الشيوعي "جوزيف ستالين" الذي شعر أنه يمتلك قوة عسكرية كبيرة تستطيع أن تقهر الغرب كما قهرت ألمانية النازية .
حيث ظهرت قنبلة "هيروشيما " الذرية المعروفة بالولد الصغير Little Boy و التي كانت بقوة 20 طن من مادة ثلاثي نيتريت التلوين TNT الشديدة الانفجار و التي ألقيت بتخطيط إجرامي كمن في الحرص على تحيد هيروشيما التي كانت تلقب بمدينة الجيش عن حملات القصف الجوي التي استهدفت كافة المدن اليابانية الأخرى .
قنبلة "الود الصغير" الذرية​
littleboyx2.jpg
و الحرص على أن يتم إلقاء القنبلة وكافة سكان المدينة خارج الملاجئ من خلال خدعة كمنت في قيام الطائرة القاذفة بعبور آمن في المرة الأولى قبل العبور الثاني ليتراء لليابانيين أنها من طائرات الاستطلاع ، و هو ما أحدث كارثة بشرية مع كارثة التدمير للمدينة .
استسلمت اليابان ولكن تعدد القوى التي امتلكت السلاح النووي و الهيدروجيني وخاصة القرين الإستراتيجي المتمثل بالاتحاد السوفيتي منع القوى العظمى من استخدام هذا السلاح الرادع مرة أخرى .
فعادت أمريكا إلى أسلوب القصف المساحي واستخدام القنابل الضخمة التي أول من استخدمتها بريطانيا في تدمير مسرح مصارعة رومانية هائل في ألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية وسميت هذه القنبلة التي كانت تزن 22000 رطل بالضربة الحاسمة Grand Slam وكانت بقوة 6 طن من مادة التلوين الشديد الانفجار إلا أن الأمريكيين طوروا في حرب الهند الصينية "فيتنام" قنابل فوق تقليدية ذات تفجير سطحي أفقي تمثل بالبداية بقنابل وقود تفجير الهوائي FAE وكانت هذه القنابل البرشوتية بقوة 4 طن من التلوين الشديد الانفجار ثم ظهرت قنابل ضخمة برشوتية تزن 15000 رطل (6800 كغ) وزن المفجر فيها 5700 كغ من مادة H3 وهي عبارة عن خليط مكون من أملاح نترات الأمونيوم و مادة البلوسترين الرغوي ومسحوق معدن الألمنيوم ، وكان تفجيرها بقوة حوالي 7500 كغ من مادة التلوين الشديدة الانفجار وسميت هذه القنبلة بقاطفة زهرة الربيع "ديزي كاتر" Daisy Cutter يبلغ فيها قطر دائرة المحو أكثر من 90 متر بقوة 1000 رطل ضغط على البوصة المربعة وحرارة 3000 درجة مئوية لذلك استخدمت بنجاح لتشكيل مهابط في الغابات الكثيفة لحوامات قوات الفرسان المجوقلة واستخدمت فيما بعد في عاصفة الصحراء لإزالة الألغام و العوائق الدفاعية الخاصة بالجبهة العراقية بالكويت وكسلاح سيكولوجي لتدمير الروح المعنوية عند المدافعين المتخندقين في الخطوط الدفاعية الأولى بسبب الارتجاج و ألدويي الهائل الذي تحدثه إضافة إلى شكل الانفجار الفطري الذي يشبه إلى حد ما ينتج عن القنابل النووية .
قنبلة "ديزي كاتر"​
daisycutter_110701.gif

وكانت سبب أساسي في استلام القوات المدافعة العراقية عام 91.
واستخدمت بعد ذلك في الحرب على أفغانستان ضد خنادق القوات المدافعة الأفغانية حول مدينة "مزار شريف" وكانت سبب رئيسي أيضاً في انهيار هذه الدفاعات وسقوط مئات القتلى .
كما استخدمت بكميات كبيرة ضد عناصر تنظم القاعدة الذين كانوا متحصن في جبال "تورا بورا" وآخر استخدام لها كان في حرب العراق 2003 حيث دمرت دفاعات فرقة بغداد مشاة حرس جمهوري قرب جسر الكوت.
ولكن هذه الاستخدامات المتكررة لقاطفات الأقحوان "ديزي كاتر" قلل مخزون هذا العتاد العملاق وبرزت الحاجة لبديل أقوى تمثل فيما بعد بعتاد التفجير الهوائي الهائل "مواب" Massive Ordnance Air Blast "MOAB" أو أم القنابل .
وقد تم تجربة هذا السلاح إعلامياً في 11 آذار 2003 في منطقة اختبار ايغلين الجوية في الولايات المتحدة الأمريكية ولكن لم تكن مزودة برأس تدميري حقيقي أو لنقل كانت مزودة برأس اختباري من الباريوم الحراري "ثيرموباريك" Thermobaric غير إنتاجي حيث كانت تحوي خليط متفجر تفوق قوته مادة التلوين بضعف ونصف تقريباً هي مادة HBX و مادة توربيكس Torpex .
نتج عنها انفجار بقوة 11 طن من مادة التلوين الشديدة الانفجار علماً أن وزن المادة المتفجرة فيها كان 8500 كغ ، و تكررت التجربة الغير مصورة برأس حقيقي نهائي في 12 تشرين الثاني 2003 من نفس العام ، وكانت تحوي مادة H6 وهي خليط مكون من مادة ثلاثي التلوين TNT ومفجر "آر" RDX (Cyclotrimethylene trinitramine) من عائلة نترات الأمونيوم أو المفجرات النيتروجينية ومسحوق الألمنيوم بعد أن استخدمت ميدانياً في 6 نيسان 2003 قرب مطار صدام بمنطقة ذات أشجار كثيفة ظهرت بها مقاومة شديدة ضد قوات فرقة جوالة الجيش الأمريكي المجوقلة 101 وكانت هذه القنبلة بقوة 17 طن من مادة التلوين كان قطر المحو بها 152 متر بدل 137 بنموذج HBX وبلغ قطر دائرة التدمير بموجة الصدم الهوائية بها 780 متر ، حيث أشار وزير الدفاع الأمريكي "رامسفليد " إلى النجاح في استخدام مفجرات الألمنيوم في مطار صدام الدولي.
ولم يكتفي الأمريكيين عند هذا الحد بل قاموا بتطوير الخليط المتفجر H6 من خلال دعمها بمادة متفجرة شديدة جداً هي رافعة للحرارة إلى الضعف هي بودرة الألمونيزيد Aluminized ( الألمنيوم المعالج ) الفائق الانفجار إضافة لأكسيد الهالوجين Oxide Halogen الذي زاد دائرة المحو الضغطية الحرارية "ثيرموباريك" إلى 270 متر وقطر دائرة الصدم لأكثر من 1300 متر وهي قنبلة قيد التطوير ولم تجرب بعد أي معلوماتها نظيرة تقديرية وفق حسابات برمجية حاسوبية لكنها قفزة تحدي للنظير الروسي الذي يعمل على مبدأ التفريغ الحراري FAE و لكن بخليط سري مكثف يعتقد أن يكون أكسيد المثيلين Oxide Methylene وسائل الهيدروجين "البروتيوم" وتتحرر هذه المادة على مرحتين المرحلة الضغطية الناشرة للرزاز الميكروني Aerosol ومرحلة التفجير أو الإشعال .
أم القنابل "مواب"​
moab-bomb-david-lee-thompson.jpg
علماً أن أبو القنابل الروسي "فواب" FOAB يبلغ قطر دائرة المحو به 300 متر ودائرة الصدم التدميري الهوائي حوالي 2000 متر ، وهو بقوة تدميرية تعادل 44 طن من مادة التلوين الشديدة الانفجار .
أهم ما يميز هذا السلاح الرهيب واعني "مواب" عن نظائره البرشوتية العمياء هو عنصر الصدمة و المباغتة لأنه يلقى من ارتفاع 30000 قدم وبعد 3 كم عن موقع الهدف و لا يستغرق وصوله إلى هدفه أكثر من دقيقة و نصف بخطأ دائري لا يتجاوز 13 متر لأنه موجه بنظام KIT الذي يجمع بين التوجيه بالأقمار الصناعية وبرمجة القصور الذاتي INS/GPS بينما تستغرق قنبلة "ديزي كاتر" نصف دقيقة بعد إلقائها من ارتفاع 6000 قدم بشكل شبه مباشر فوق الهدف.



tab1.gif
 
عودة
أعلى