السيف العربي اصاله وعراقه وتاريخ حافل بالانتصارات

الفريد

صقور الدفاع
إنضم
26 نوفمبر 2008
المشاركات
3,898
التفاعل
4,599 51 4

q188.jpg


السيف اشرف الاسلحة ..له صدارة البيوت وفخر الانساب يتوارثه الابناء عن الاحفاد بزهو وكبرياء عنوانا للشجاعة ورمزاً للاصالة .. تقلده الملوك والقاده والنبلاء مثلما حمله الفرسان .. اليوم يتقدم المواكب للتحية ويشهر ايذانا للاستعراضات العسكريه ويتقدم كأثمن الهدايا للزعماء .. لازال بريقه برغم تقادم الزمن قائما بيدنا الى مجد التاريخ وعراقة التراث ويذكرنا بالابطال الذين اشهروه للحق دفاعا عن القيم وانتصاراً لهما..
السيف هذا الذي سادت به امم واندرست فيه اخرى هو جزء من تراثنا ..ترى اين مكانه اليوم هل اصبح مثل سيف”دون كيشوت “نقاتل فيه طواحين الهواء ..او ذكرى في متاحف النسيان يعلوه الغبار والصدأ ام” خردة “ معروضة للبيع!
عن السيوف وعراقتها تاريخاً وصناعة بيعاً وشراءً ..يتحدث هذا الاستطلاع.

اشهر السيوف

عرف السيف عند العرب كأداة اساسية للدفاع عن النفس والقتال وحمل اسماء كثيرة كالحسام والصمصام والمهند والصارم والفيصل والبتار.

ويصنع السيف العربي من الحديد فيقال له السيف الانيث او من الفولاذ وراسه من الفولاذ ويقال له السيف المذكر .. وخلافا لما هو معروف وشائع فان السيف العربي الاول كان مستقيما وذا حد وحيد ،ويحدثنا الشعراء عن سيوف ذات حدين في قسمها السفلي كما يتردد الحديث عنه في معركة بدر”لاسيف الا ذو الفقار ولافتى الا علي “وقد اصبح هذا الحديث منقوشا على اكثر السيوف

ولقد عدد الكندي في رسالته السيوف واجناسها من انواع السيوف خمسة وعشرين نوعا تتبع تسميتها لنوع الفولاذ فيها والمكان الذي صنعت فيه كالسيوف اليمانية والقلعية والهندية وهي سيوف كريمة”عتيقة “ثم السيوف الخرسانية والبصرية والدمشقية والمصرية والكوفية وهي سيوف “مولدة “اي ان فولاذها مصنوع حديثاً.
والسيف العربي مختلف القياس بحسب المقاطعات التي انتشرت فيها العرب وكان له في كل منها اوصاف خاصة وهكذا لم يكن للسيف العربي صفات موحدة .

تمييز السيف العربي

ولكن يمكن تمييز السيف العربي عن السيوف الساسانية القديمة والسيوف الهندية كما يمكن تمييزه ببساطة عن السيف الفارسي الذي يطلق عليه اسم “شمشير “وتعني بالعربية “لبدة الاسد “كما يختلف عن السيفين التركيين “اليطغان “ وهو خنجر طويل و”القليج “ وهو من السيوف المنحنية وذات الكتابات المحفورة او المكفتة .
ولقد صنعت السيوف العربية قبل الاسلام في اراضي مؤاب وعرف السيوف باسم “المشرفية “وفي الوقت نفسه كانت تصنع سيوف عربية عند المناذرة في “الابلّة “وهي قرية صغيرة على دجلة في العراق كما كانت “بصرى الشام “عاصمة الغساسنة تصنع سيوفا ذكرها الشعراء منسوبة الى قرية تسمى اريح وفي حمير عرفت السيوف اليمانية الشهيرة التي امتازت بمرونتها وحسن صناعتها.

ويصف الكندي السيوف اليمانية فيقول: ويصل طول السيف اليماني العتيق اربعة قدود ومنها العريض الاسفل المخروط الراس المربع السيلان تربيعا مخروطا ال طرق السيلان ويجري على نصله اربع شطب منها المحفور وهو الذي شطبه شبيه بالانهار مدورة الحزة ومنها ما شطبه ذات زوايا مربعة وتكون هذه الشطب متساوية في وجه السيف ومنها ذو ثلاث شطب واحدة في الوسط والاثنتان في الشفرتين واكثر السيوف اليمانية يبلغ عرض نصلها ثلاثة اصابع تامة ويبلغ عرض اقل مايكون منها اصبعين ونصف اصبع.

سيوف الرسول

ولقد عني المسلمون باقتناء السيوف وكان للرسول محمد “صلى الله عليه واله وسلم “ سيوف مشهورة منها المسعور الذي ورثه عن والده والقضيب والبتار والحتف والمخزم والراسوب والعبد والقلعي “من القلع او كالا “ في شمال الهند وهي مشهورة بجودة اسلحتها “ .
وانتشرت صناعة السيوف بعد الاسلام في جميع البلاد العربية ومنها العراق في البصرة ومناطق اخرى وايضاً في دمشق التي كان للصناعة فيها شهرة وامتياز عرفت اوجها في القرن العاشر الميلادي وكانت تتم وفق اسلوب خاص اطلق عليه اسم الدمشقة.

اسواق دمشق وسيوفها

وليس بين ايدي المؤلفين الذين تحدثوا عن السيوف العربية معلومات عن السيوف هذه وعن طريقة الدمشقة مما دفع الباحثين الى الاعتقاد ان هذه التسمية “الدمشقة “ لاتعني الصناعة بل التجارة ذلك ان دمشق كانت توزع السيوف مع البضائع التي كانت تردها من اطرف الشرق فحملت اسم “دمشق “ مكان التوزيع وهذا زعم خاطئ وهناك رأي يرى ان التسمية جاءت عن صناعة التكفيت والتنزيل المزخرف التي قام بها الدمشقيون على سيوف مصنوعة من فولاذ مستورد وهذا زعم قاصر ايضاً فقد تكون صناعة التكفيت على السيوف منتشرة في دمشق وهي مازالت قائمة حتى اليوم فعلا ولكن هذا لايفسر حقيقة صناعة السيوف الدمشقية التي يقتضي ان تفيد معنى صناعة الفولاذ ذي الجوهر المعين الذي يمتاز به السيف الدمشقي ولتأكيد ذلك لابد من الاجابة عن سؤالين اثنين الاول هل كان السيف الدمشقي موجوداً عبر التاريخ والثاني ماهي ميزاته التقنية المعدنية؟ والحقيقة انها صناعة قديمة في بلاد الشام وكانت معروفة قبل الاسلام ولعلها ابتدأت منذ عهد “ديوفلسيان “ثم برزت في العهد البيزنطي حيث كانت تحصل على الحديد من مناجم الاناضول في اسيا واخنا وكلينكيا العليا ويتحدث المؤرخون العرب عن سيوف شامية اشتهرت في بصرى عاصمة الغساسنة واستمرت رائجة بعد الاسلام .. ويقول الكندي في وصفها انها ذات شفرات حسنة مختلفة القدود من عراض ودقاق وقصار وطوال لم يطبعها احد من صناع بصرى الا”سليمان “طبعها عام 95 م وقطع العمل سنة 109 هـ وتذهّب عقد فرمذها بعد الطرح ويختفي جوهرها وكانت تحمل الى اقليم الجبال بايران.

كما يتحدث الكندي عن السيوف الدمشقية فيقول عرفت تلك بجودتها منذ القدم وامتازت نصالها بقطعها الجيد اذا كانت على سقايتها الاصلية والسيوف الدمشقية اقطع جميع السيوف المولدة وتتراوح اثمانها خمسة عشر درهما الى عشرين.
ويذكر في رسالته ايضا نوعا يسمى سيوف”الشراة “ التي تقع جنوبي بلاد الشام في”البلقاء “ اي في”الاردن “وهي سيوف نصولها من الحديد الانيث”الزماهن “رقيقة طويلة.

واذا اضفنا الى هذه السيوف”الخفيفة “ التي تنسب الى صانعها صخر بن بحر الاحنف بن قيس وكان من مشاهير التبابعة والسيوف الاريحية”التي تنسب الى اريح في الشام والسيوف”الديافية “نسبة الى دياف في جنوبي البتراء فأننا نكون قد جمعنا اهم انواع السيوف الشامية التي كانت معروفة قبل الاسلام وفي صدره حتى عهد الكندي”801 - 870 “والتي كانت تصنع في مسابك خاصة اورد ذكرها ابن عساكر والقلقشندي وغيرها ومن ابرز نماذج هذه السيوف المحفوظة في متحف طوب كابي سراي في استانبول هي . سيف معاوية وهو مستقيم وسيف عمر بن عبد العزيز وسيف مستقيم عليه اسم سعد بن عبادة من الصحابة مع كتابات دمشقية متأخرة وسيف عليه نقوش للسلطان قايتباي .

وانتقلت صناعة السيوف الى الاندلس في طليطلة والميريا خلال القرن الثاني عشر وكذلك الامر في اشبيلية فيما عدا قرطبة،اما غرناطة فلقد اشتهرت بصناعة السيوف في عهد بني عبد الله في القرن الخامس عشر وفي المتاحف الاسبانية نماذج كثيرة عن هذه السيوف .
ولقد برزت مزايا السيف الدمشقي خلال الحرب الصليبية حيث كان السيف مصنوعا من الفولاذ الجوهر فأخذ المحاربون الصليبيون يبحثون عن خصائصة وطرق صنعه فانتقل السيف الدمشقي الى الغرب عن طريق الصليبين وانتشرت كلمة”Damask “ لتعني السيف الدمشقي كما اشتهرت صناعة السيوف الدمشقية تحت اسم”Damascinage “ ولكن صناعة السيف الدمشقي تعرضت الى الانحطاط منذ 1400 بفعل ثلاثة عوامل هي غزو تيمور لنك وانتقال الصناع المهرة الى اصفهان ووفرة الفولاذ الصناعي وعندما جاء الغزو التتري العنيف قام تيمور لنك بأسر جميع العمال الفنيين في سورية وبخاصة صناع السيوف المهرة الذين نقلهم الى سمرقند منذ عام 1400 م ساعيا بذلك الى اضعاف صناعة السلاح في بلاد الشام واحيائها في بلاده مما ادى بهذه الى الاضمحلال والغياب وفي عهد الشاه عباس”1557 - 1628 “الذي ضم العراق الى ملكه استجلب الصناع المهرة من جميع البلدان وخاصة من الشام وتشهد اصفهان من اثار هؤلاء الصناع في ذلك العهد.


محاكاة السيف العربي


ومن المعتقد ان السيف الايراني”الشمشير “الذي اشتهر وخاصة في عهد الشاه عباس وبعده كان محاكيا للسيف الدمشقي فلقد حدثنا السيد عصام العاني عن مخطوط هندي بالارديه موجود في لندن ويتضمن شرحا عن حياة اسد الله الاصفهاني ويذكر ان اسمه الصحيح هو”علي اكبر “وانه استعار اسم اسد الله من اسم صانع دمشقي شهير اسمه اسد الله الدمشقي ولقد حصل السيد عصام العاني على سيف منقوش عليه اسم اسد الله الدمشقي .. ولابد هنا من التذكير ان اسم”اسد الله “اصبح اشبه بالعلامة التجارية الهامه والاساسية واستمر استعمالها خلال قرنين ويزيد .

ومع ذلك فلقد استمرت صناعة السيوف والنصال العربية حتى القرن الماضي ثم انقرضت هذه الصناعة اوكادت عند مابدأ الفولاذ الاوربي الرخيص والذي تقل جودته عن الفولاذ الدمشقي يغزو اسواق الشرق وانقرض .صناع الفولاذ والسيوف في بلاد الشام وغيرها من البلاد العربية وانطوى سر هذه الصناعة عبر العصور ولم يتبق فيها الا قلة من صناع تتوارثها عن الاباء .

لقد كانت صناعة الفولاذ الجوهر قديمة في البلاد العربية حيث نجد ان الكندي قد اشار فيها الى السيوف اليمانية قائلاً”ولاتكاد تخلو السيوف اليمانية من الفرند وهو الجوهر ذو اللون الذي يميل الى السواد يشبه الورق في تناثرها على النصل وقد توضع عليه الرسوم والتماثيل وتكتب عليها الاسماء لتخفي اثر الفرند.

وقبل الحديث عن اسرار اهل دمشق والعرب في صناعة السيوف لابد من التأكد على ان العرب عرفوا صناعة الفولاذ في البواتق ففي كتاب”الحديد “لجابر بن حيان يتحدث الجلدكي فيقول”واما اصحاب الفولاذ فأنهم يأخذون قضبان الحديد ويجعلونها في مسابك لهم مناسبة لما يقصدونه في معامل الفولاذ ويركبون عليه الاكوار ،ويطيلون عليه الفخ بالنار حتى يصيرونه كماء الخزار ويطعمونه بالزجاج وبالزيت المغلي حتى يظهر منه النور في النار ويتلخلص من كثير من سواده بقوة السبك مدى الليل والنهار ولايزالون يرتقبونه في دورانه بالعلامات حتى يتبين لهم صلاحه ويضيء منه مصباحه فيصبونه ويخرجون منه الفولاذ المصفى كبيوض النعام ويصنعون منه السيوف والخوذ واسنة الرماح وسائر العدد “.

ان وصف الجلدكي يبقى كافيا لتأكيد صناعة صهر الفولاذ والحديد من مواده الخام في بلاد الشام ومصر حيث عاش..

السيوف ..تراث وتجارة

وبعد رحلتنا مع السيوف العربية اشكالها وانواعها وصناعتها وتاريخها وكيف بدأت تتراجع وتنقرض تدريجياً نجدها اليوم في واجهة المتحف تؤشر تاريخا عابقا مضى ومجداً يحكي قصة الرجال وتاريخ سيوفهم فيما يعرضها التجار مهنة وتجارة حيوية تستقطب السياح مثلما تستقطب اعمدة القوم والشخصيات البارزة حيث يقول السيد مؤيد جبوري محمد العكيلي صاحب محل في سوق الصفافير يتعامل بالانتيكات وسواها عن بيع السيوف وتجارتها ان السيوف جزء من التراث وقديمه”اي السيف “قطعتين”يندك “ويصبح قطعة واحدة ..هناك عمال عراقيون مهرة في صناعته موجودين حاليا في مدينة الكاظمية وكذلك في الحلة وعموماً فأن استخدام السيف حاليا يتم في العزاء الحسيني وقسم اخر لخطباء الجمعة في المساجد.

ويوضح السيد مؤيد مضيفا . وعادة السيف العربي يأخذ الشكل الهلالي وطوله يتراوح من 90 سم الى متر ،اما عرضه فمن اصبع الى ثلاثة اصابع وهذا هو الاصلي اي”الاستندر “اما بالنسبة لقبضاته فهي اشكال متعددة ومنها من العاج واخرى من الفضة او الذهب بيد ان اكثر المعروض حاليا هي عبارة عن قطع من السيوف غير متكاملة وبعضها متوارث وتجري عملية ادامتها وتجديدها سواء بعمل القبضة ام بالصقل ويؤكد قائلاً هل تعلمون ان السيف مثل الفرس متوارث في نسبه واصالته وسلالته واعرف بوجود سيوف يرجع نسبها الى اثني عشر سلالة حيث شاهدت احدها في سنه 1995 وتبين انه من اعمال سيوف اسد الله وهو من اجود السيوف ومرغوب كثيراً .. ونحن هنا وتحديداً قبل سقوط النظام ومنذ فترة التسعينات حتى الامس القريب كنا نبيع السيوف للتجار السوريين وهؤلاء بدورهم يبيعوها للخليجيين وللسياح.

الجواهري والسيوف!

وفي بغداد حين تذكر السيوف يبرز اسم عبود الجواهري واولاده كعلامة فارقة في صناعتها وصياغتها حيث تحولت دارهم الى مايشبه المتحف في اقتناء النادر والتاريخي من السيوف وبيت الجواهري عرف واشتهر كما يقول السيد ناجح الجواهري حينما قلد جدي اول سيف صنعه قدمه انذاك للملك فيصل بعد قدومه من الحجاز وكان معه المرحوم السيد محمد الصدر ، ويضيف ان اول سيف كان يقدم للملك اثناء التتويج هو من صناعة العائلة.. ووالدي المرحوم عبود الجواهري تعلم الصنعة من والده وصنع سيوف كثيرة اماكنها في العالم والمزادات معروفة لدرجة اصبح معها اسم الجواهري علامة مميزة _ اما السيوف التي كان يصنعها فهي سيوف” اسد الله “ كذلك صاغ سيوفاً عربية ولدينا سيوف صفوية من قادة الشاة عباس الصفوي المعروفة بحديدها ومتانتها شاهدها العلامة الكبير الاستاذ الدكتور علي حسين محفوظ ونصحنا بالاحتفاظ بها .. اما صياغتنا للسيوف فهي تجيء عن طريق الطلبيات الخاصة من شخصيات وشيوخ عشائر وكليدارية ولعامة الناس وايضاً للمواكب وحاليا شقيقي كريم يعمل في المهنة ويمارس عملية النقاشة ..

وبشأن السيوف وصناعتها فقد ذكر السيد ناجح الجواهري قائلاً : هل تعلمون ان النظام السابق ابتزنا كثيراً فقد اخذ منا في الثمانينات من قبل وزارة الثقافة والاعلام رماح وسيوف وخوذ باعداد كبيرة لفلم القادسية ولم يعدها لنا بعد انتهاء الفلم بل كانوا يواجهوننا بالتهديد المبطن عادة والصريح احياناً بخلق المشاكل ان لم نصمت ، ولقد طالبنا مراراً بحقنا المستلب في الصحف والمجلات لدرجة جعلت والدنا يموت كمداً وقهراً مما جرى .. ونحن اليوم نعيد التأكيد لعل الجهات المسؤولة تعيد لنا ما سرقه النظام السابق من سيوف ورماح فهي تراث لايقدر بثمن !

اخر ما تبقى

وعند سوق النجارين في منطقة الكاظمية وبمكان منعزل تماماً وبعيد عن العيون كما يقولون التقينا السيد نشأت محمد علي صانع السيوف والمبدع فيها حيث حدثنا قائلاً : شكل العربي في بداية المنشأ كان يميل الى الاستقامة اكثر من الانحناء ولكن بمرور الوقت اخذ شكل الانحناء لان قوة الضرب اشد ! وعادة نصنع السيف بـ 90 سم ومع القبضة يصل المتر او اقل والسبب لان اطول قامة او ذراع في السحب لايمكن ان تبلغ اكثر من هذا المعدل ، واشار صانع السيوف الى ان اصحاب الذوق الفني فقط يستخدمون حاليا السيف ويضعونه في واجهة البيت اعتزازاً بالتراث والتاريخ والنسب ، اما اسعاره فقد وصلت ايام النظام السابق بالملايين واعرف ان واحداً منها بيع بـ 5الاف دولار اي ما يعادل عشرة ملايين دينار حينذاك …

ويضيف : اعمل السيوف بناء على الطلبيات لمن يريد اقتناء السيف وصناعته عادة تكلف ثلاثمائه الف دينار عراقي ماعدا الغمد .. اما عملي فهو صناعة كل انواع السيوف ومنها الرومانية والفارسية والتركية والعربية وغالبيتها من الفولاذ .. ولقد بدأت العمل في المهنة منذ بداية التسعينات وحاليا اعلم ولدي الصغير امير على المهنة لكي يتقنها فلم يعد احد يعمل بها وانما قلة قليلة جداً في بغداد وفي الحلة هناك سوق لها ولصناعتها بالاضافة الى الخناجر والقامات .

وبالمناسبة لقد تعرضت الى مضايقات كثيرة ايام النظام البائد منها على سبيل المثال لا الحصر جاءني شخصان وقالا هذا سيف” علي الهادي “ نريد ان تعمل مثله سيف وحين عملت سيف جاء رجال الامن وسحبوني وهم يهددون قائلين كيف تسرق سيف” علي الهادي “ قلت لهم حينها لو كنت سارقا ما وضعت نقشي او اسمي على السيف الم تقرأوا الاسم .. فمن هو” نشأت “؟

انذاك .. وضحكت لجهلهم وغبائهم فقد كان همهم الاول كيف يضطهدون الناس .. واحيانا يأتون للابتزاز قائلين هل تعرف لمن هذه القامة او لمن هذا الخنجر فقد ارتكبت فيه جريمة بهدف المضايقة وتنغيض لقمة العيش علينا مع ذلك استمريت في العمل واعتقد انني حاليا الوحيد المتبقي في العمل وهو عمل يحتاج الى كثير من الصبر والابداع ولكن من يحب عمله يستطيع ان يعطي ويطور ويبدع لهذا كثيراً ما اسأل نفسي عن اعمال انجزتها بحبب قائلاً : هل استطيع معادوة صنعها بالعقلية والروحية نفسها ، لا اعلم ولكنني اقول بثقة ويقين ان صناعة السيوف العربية ، صناعة شريفة لسلاح من اشرف الاسلحة يعتز به العالم اجمع اليوم ويعتبره رمزاً للاصالة والشجاعة فيحمله القادة على الدوام ويتقدمون به المواكب

رياضه المبارزة .. الشيش

ولان للسيف مكانته فقد اخذ مكانه في عالم اليوم كأحد اسلحة الفرسان، واصبحت له مدارس ومذاهب لتعلم فنونه القتالية في نواد رياضية عامة وخاصة ، واذا كان” الساموراي “ الياباني مشهوراً بسيفه واستخدامه على طريقة” الكاميكاز “ فأن شرف السيف ونسبه لدى العربي لايضاهيه شرف فيتوارثه الابناء عن الاباء ويحرصون على مكانته الرفيعة واجمالاً فأن شعوب العالم اجمع افردت للسيف موقعه في الرياضة وتسمى لعبته”سابر “ او” فلوريه “ و” ايبية “او” الشيش “ ومن ابرز البارعين في رياضته يذكر حمود بن سعد بن عبد العزيز وبيجا_تستاو_زلطان، والبلغاري جورجي والروسي تليكون والايطالي كيكا والمصرية امينة السعيد كاول سيدة مارست لعبة السيف.

طريقة صناعة السيف

تحمى قطعة الفولاذ المراد تشكيلها التحمية الكافية بنار الكور ثم تشكل بالشكل الذي يرغب به الصانع ثم تنظف على حجر الجلخ ومن ثم تسن لإكسابها الحد القاطع . ثم تأتي عملية السقاية حيث تسقى قطعة الفولاذ بخليط من الزيت المعدني والماء ويعطى حد السيف عناية خاصة في عملية السقاية ليكتسب القساوة اللازمة أما إذا كانت القطعة التي يتم تشكيلها من الحديد فتسقى بالماء بعد احمرارها , بعد انتهاء صناعة النصل يصنع الغمد والمقبض.

سيوف في ذاكرة التاريخ

قبل الإسلام

وكان لبعض السيوف في التاريخ العربي قبل الإسلام وبعده مكانة منحتها شهرة مدوية وانتقلت أوصافها بدقة ، ومن هذه السيوف التي اشتهرت في الجاهلية " صمصامة " ( 13) عمرو بن معدي كرب الزبيدي وضرب به المثل في كرم الجوهر وحسن المخبر والمضاء ، وقد أهدته عمرو بن معدي كرب بعد إسلامه إلى خالد بن العاص عامل الرسول صلى الله عليه وسلم على اليمن ولم أسرته تتوارثه حتى اشتراه خالد بن عبد الله القسري بمبلغ كبير ، ولم يزل عند بني مروان حتى زالت الدولة الأموية فبحث عنه الخلفاء العباسيون ( السفاح والمنصور والمهدي ) ولم يجدوه ووجده الخليفة الهادي فاشتراه ثم أهداه للشاعر أبي الهول الحميري

أثناء الإسلام

واهتم مؤرخو السيرة بأشهر السيوف في تاريخ الإسلام فذكروا سيوف الرسول صلى الله عليه وسلم ، وفي فصل عنوانه " ذكر سلاحه وأثاثه صلى الله عليه وسلم " في كتابه : " زاد المعاد في هدي خير العباد " قال الإمام ابن قيم الجوزية :

" كان له تسعة أسياف : " مأثور " وهو أول سيف ملكه ورثه من أبيه ، و " العضب " ، و " ذو الفقار " بكسر الفاء وبفتح الفاء ، وكان لا يكاد يفارقه وكانت قائمته وقبيعته وحلقته وذؤابته وبكراته ونعله من فضة . و " القلعي " ، و " البتار " ، و " الحتف " ، و " الرسوب " ، و " المخذم " ، و " القضيب " ، وكان نعل سيفه فضة وما بين ذلك حلق فضة . وكان سيفه ذو الفقار تنفله يوم

وفي فترات تالية من التاريخ الإسلامي

ظهرت السيوف التي تصنع كتحفة فنية وبعضا بقي حتى الآن ووصل لقاعات المتاحف العالمية ، ومن سيوف العهد الأموي لم يصل للمتاحف إلا عدد يسير جدا من السيوف معظمها ضمن مقتنيات متحف طوبقابو باستنبول :

1 - سيف ينسب لمعاوية ابن أبي سفيان .
2 - سيف مؤرخ في عام 100 هـ منقوش عليه اسم مالكه وصانعه لكن النقش غير مقروء .
3 - سيف منقوش عليه اسم الصحابي الجليل سعد بن عبادة مع كتابات دمشقية أخرى متأخرة
4 - سيف ذو مقبض مذهب وواقية حديدية منقوش عليه تاريخ عام 105 هـ مع اسم هشان بن عبد الملك .
5 - سيف عليه نقوش متتابعة لأسماء : عمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد والسلطان قايتباي

الشعراء والسيوف

ويحضرنا قول ابو تمام حين يؤكد على السيف قائلاً:

السيف اصدق انباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب

وتشبيه عنتره لحب عبلة بقوله :

ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لانها لمعت كبارق ثـغرك المتبسـم


واخيراً فأن العرب قبل الاسلام وبعده يعدون السيف اشرف الاسلحة ويحرصون على انسابه وصيانته وتوريثه لابنائهم ويعدون من يفرط به لايستحق الاحترام فهل نعيد للسيف مكانته ام يبقى مجرد ذكرى عطرة لتراث هو بعض من امجاد الامة في غابر الزمان ؟







(((منقول)))​
 
رد: السيف العربي اصاله وعراقه وتاريخ حافل بالانتصارات

السيف العربي هو سيف عمر ابن الخطاب

273px-Sword_of_Umar_ibn_al-Khittab-mohammad_adil_rais.JPG
 
عودة
أعلى