في محاولة منه لتقليل الخسائر في أرواح القوات الأميركية وحلفائها، يعمل الجيش الأميركي على إيجاد نظام قادر على حماية الجنود من مقذوفات القنابل الصاروخية وقذائف الهاون والمدفعية. ولعل الحل يكمن في تكنولوجيا اللايزر العالية الطاقة التي يعكف فريق صناعي على تطويرها وتحويلها إلى نظام متنقل لاستخدامها في ساحات القتال.
فحاليا، يطور الجيش الأميركي وفريق صناعي تقوده شركة بوينغ Boeing إحدى القدرات القتالية التي من الممكن أن تغير ساحة المعركة وتنقذ الأرواح. وسيتألف النظام المسمّى "النموذج التجريبي لتكنولوجيا اللايزر العالية الطاقة" High Energy Laser
Technology Demonstrator (HEL TD) من نظام سلاح لايزري مركب على شاحنة عسكرية.
فبدل مجابهة سيل القذائف الصاروخية و المدفعية والهواوين بإطلاق كثيف للنيران قد ينجم عنه إصابة قوات صديقة خلال العملية من دون قصد، بات باستطاعة جنود الجيش الأميركي استعمال شعاع لايزر يضرب الأهداف بسرعة غير مسبوقة توازي سرعة الضوء البالغة 186000 ميلا في الثانية، دون المخاطرة بإصابة القوات الحليفة.
وأشار مايكل رين نائب رئيس قسم نظم الطاقة الموجهة في بوينغ، إلى أن "هذه القدرة التغييرية الفائقة الدقة ستحسّن بصورة دراماتيكية قدرة المقاتلين على التصدي لمقذوفات القنابل الصاروخية وقذائف الهاون والمدفعية."
وبموجب العقد المبرم مع الجيش الأميركي، أكملت بوينغ العام المنصرم (2009) تصميم نظام تحكم بشعاع اللايزر (BCS) يركب على شاحنة هيمت (HEMTT) التكتيكية الثقيلة ذات الحركية الموسعة، وهي شاحنة عسكرية مستخدمة على نطاق واسع من إنتاج شركة أوشكوش Oshkosh.
وكانت بوينغ قد أعلنت في أوائل العام الجاري 2010، أنها قبلت استعمال شاحنة أوشكوش ذات العجلات الثمانية والقدرة الحصانية التي تصل إلى 500، مؤكدة أنها بدأت بناء نظام تحكم بشعاع اللايزر متين وقادر على تحمل الصدمات. وستشحن شاحنة HEMTT إلى منشأة بوينغ في هانتسفيل – ألاسكا، هذا الصيف، لدمجها مع النظام اللايزري.
ولعل أهم مكون بين المكونات الثانوية الرئيسية في نظام التحكم بشعاع اللايزر هو موجه الشعاع، وهو عبارة عن برج على شكل قبة يمتد فوق سطح المركبة عندما تشتبك مع الأهداف.
وسيحتوي موجه الشعاع القابل للالتفاف بزاوية 360 درجة، على مجموعة من المرايا التي توجه وتركز الشعاع. أما المكونات الأخرى للنظام فستركز الشعاع وتنقله من جهاز اللايزر إلى الموجه.
تجدر الإشارة إلى أن النظام قادر على إيجاد الأهداف وتتبعها.
وقد أوضح بلين بيردسلي مدير برنامج HEL TD في بوينغ أن "النموذج التجريبي لتكنولوجيا اللايزر العالية الطاقة الذي كان مجرد مبدأ على ورقة منذ 3 سنوات خلت، شهد انتقالا سلسا وسريعا إلى مرحلة التصميم ثم تصنيع الأجهزة الفعلية. وقد أولى الجيش الأميركي وشركة بوينغ والمقاولون الثانويون اهتماما كبيرا لكل تفصيل، بحيث بتنا نلبي بل نتفوق في كل الشروط المطلوبة."
وتم تحديد موعد القيام باختبار نظام HEL TD ضد الأهداف الحقيقية، من خلال استعمال بديل ذي طاقة أقل من الجهاز الأساسي، في السنة المالية 2011، في حقل وايت ساندس لرماية الصواريخ في الولايات المتحدة. وستبين هذه الاختبارات قدرة النظام على استهداف مقذوفات متحركة والاشتباك معها، علما أن الشاحنة ستزود لاحقا بجهاز لايزر عالي الطاقة قادر على تدمير هذه الأهداف.
من جهته، رأى بيل غناسيك، مدير برنامج HEL TD في الجيش الأميركي، أن "هذه الجهود تمهد الطريق لمزيد من التطوير للتكنولوجيا، من أجل نشرها في النهاية في ساحة المعركة"، مشددا على أن "هدفنا الأساسي هو إيصال هذه التكنولوجيا إلى برنامج الشراء الرسمي، ووضعها بين أيدي قادة الجيش، موفرين لهم بالتالي قدرة فتاكة وفعالة في مواجهة مقذوفات القنابل الصاروخية وقذائف الهاون والمدفعية."
http://www.alankabout.com/الليزر-العالي-الطاقة-hel-يلعب-دورا-في-العمليات-التكتيكية-المستقبلية.html