الجاسوسة تسيبي ليفني

eltounsi

عضو
إنضم
9 فبراير 2009
المشاركات
404
التفاعل
40 0 0
لاسم :- تسيفي ايتان ليفني.
العمر :- 49 عام

الحالة الاجتماعية :- متزوجة وام لابنتين.

التخصص:- الحقوق.
تجيد اللغتين الانجليزية والفرنسية ومظهرها اوروبي.
والدها :- ايتان ليفني..او كما يحلو للصهاينة مناداته..ليفني الرهيب..كناية عن عنفه وإرهابه، وعدم إبدائه أي قدر من الرحمة تجاه القرويين الفلسطينيين الذين كان يبطش بهم.
ارهابي قديم حكم زمن بريطانيا بالسجن لمدة 15 عاما ..الا انه فر من السجن.
والقائد السابق لشعبة العمليات في المنظمة الإرهابية 'أتسل' التي كان يقودها مناحيم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق قبل العام 1948، والذي اشتُهربشكل خاص في تخطيطه وإشرافه على تنفيذ عمليات تدمير البنى التحتية لـ 'العدو'مثل تدمير شبكات الكهرباء والهاتف ومخازن الحبوب والمواد الغذائية، فضلا عن مسئوليته المباشرة عن تنفيذ العديد من المجازر التي ارتكبت في تلك الفترة ضد الفلسطينيين، وعلى رأسها مجزرة 'دير ياسين'، التي خطط لها وحصل على موافقة بيجن لتنفيذها.

والدتها:- اسمها سارة عملت مع عصابة للسطو المسلح فكانت قائدة لإحدى خلايا منظمة 'أراغون' المتطرفة التي ترأسها بالثلاثينات رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل، مناحيم بيغن اذ روت في احدى المقابلات قبل وفاتها عن عمر 85 سنة منذ مدة، أنها سطت وسرقت 35 ألف جنيه استرليني من قطار في فلسطين، ومن بعدها قامت بمهاجمة وتدمير قطار آخر وهو على الطريق بيت القدس وتل أبيب.
- ليفني...
انهت خدمتها العسكرية كملازم اول في جيش الاحتلال الاسرائيلي.عملت لصالح الموساد في اوروبا .
في العام 1980-1984 لاحقت مع جهاز الموساد الصهيوني قادة المظمة في معظم دول اوروبا.
ساهمت بعمليات الاغتيال، خصوصا اغتيال مأمون مريش وكان وقتها مساعدا للقيادي البارز في منظمة التحرير خليل الوزير أبو جهاد في أثينا، حيث يساعد في تسيير العمليات الخارجية ويشرف على العلمليات الفدائية داخل الأراضي الفلسطينية ، الرجل الذي اقترب منه شابان يقودان دراجتين ناريتين يوم 20 أغسطس/آب 1983 وفتحا باب سيارته التي كان يهم بايقافها قرب مسكنه في العاصمة اليونانية، ثم أمطراه بالرصاص من مسدسين كاتمين للصوت ولاذا بالفرار، في عملية لم تستغرق أكثر من دقيقتين.
أول ما يلفت انتباهك وأنت تطالع السيرة الذاتية لزعيمة حزب كاديما الجديدة ورئيسة وزراء إسرائيل المحتملة تسبي ليفني هو أنها كانت عميلة لجهاز الموساد، رغم التزامها صمت أبو الهول حول انخراطها في الاستخبارات خلال الثمانينيات.تقارير خاصة ربطت اسمها بالعمل كجاسوسة من الدرجة الأولى في فرنسا أوائل الثمانينات توزع عملها ما بين جمع معلومات عن نشطاء عرب في أوروبا إلى العمل كمدبرة منزلية في العاصمة الفرنسية.
- كشف خطورة عمل ليفني مع الموساد في تلك الفترة. فقد كانت في وحدة النخبة بحسب أفرام هالفي المدير السابق للموساد ، الذي لأسباب أمنية ، رفض إعطاء تفاصيل عن المهمات التي قامت بها ليفني في الفترة ما بين عامي 1980 و 1984.
ليفني التي تتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة وسليلة عائلة العصابات عملت في باريس التي كانت وقتئذ ساحة لمعارك طاحنة بين الموساد وعدد من قيادات الفصائل الفلسطينية و طموحات صدام حسين النووية.
مصدر في الاستخبارات الإسرائيلية ، ذكر أن ليفني انخرطت في صفوف الموساد عن طريق صديقة طفولتها ميرا غال التي خدمت بالموساد 20 عاماً وهي تعمل حالياً كمديرة لمكتب ليفني .
كباقي المتطوعين الجدد قامت ليفني بأعمال الطلاب و تنقلت في القارة الأوربية حيث خاضت العديد من الاختبارات التي لا تخلو في معظمها من المخاطر وتركزت معظم مهامها بالعمل كخادمة أو مدبرة منزلية لبيوت عدد من المطلوبين وكانت تقدم لهم الإغراءات الجنسية وفي مرات كثيرة تقدم جسدها من اجل المعلومات.
بعد العمل في المنازل انطلقت ليفني للعمل الميداني حيث تلقت تدريبات حول كيفية تجنيد الجواسيس وجمع المعلومات في وقت كانت إسرائيل تواجه خصومها الكثر خاصة بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت و انتقالها إلى تونس.
منذ حرب حزيران 1967 و إسرائيل تتخذ من باريس محوراً لعملياتها في أوروبا بسبب العلاقات الطيبة التي تربط جهاز الموساد مع الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية و أيضاً لأن عدداً من القيادات الفلسطينية اختارت باريس للعيش فيها.
إضافة إلى ذلك كان عدد من عملاء الموساد من خارج باريس يقومون بعمليات اغتيال واختراق عدد من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسهم كارلوس و أبو نضال من خلال القيام بعمليات قتل تنسب لهذين الرجلين.
عملاء الموساد عملوا على إحباط مخططات صدام حسين لبناء مفاعل نووي ، ففي حزيران من عام 1980وجد عالم نووي عراقي يعمل بالبرنامج النووي العراقي مقتولاً في غرفته بالفندق حيث اتجهت أصابع الاتهام نحو الموساد ، وحتى فتاة الليل التي اكتشفت أمر الجريمة بعد سماعها أصواتاً تنبعث من غرفة العالم العراقي تم قتلها بعد شهر في ظروف غامضة.
مناحيم بيغين ، رئيس الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت تمنى على فرنسا أن تكون قد تعلمت درساً قاسياً كي تتوقف عن مساندة البرنامج النووي العراقي ، و بعد ذلك بنحو عام تم قصف المفاعل النووي العراقي . تقرير فرنسي كشف أن تسيبي ليفني كانت ضمن الوحدة الخاصة التي دست السم لعالم نووي عراقي في باريس عام 1983.
- ليفني انحرمت من الحب لأجل الموساد .
ليفني كانت تعاني وتشتكي كثيرًا من قسوة الوحدة والخزي العاطفي أثناء خدمتها في سلك جهاز الاستخبارات الإسرائيلي قبل حوالي ثلاثة عقود .
وأدت ليفني الخدمة العسكرية برتبة ملازم، ثم درست القانون في جامعة تل آبيب، لتلتحق بين عامي 1980 و1984 بجهاز الموساد، دون أن يُعرَف الكثيرُ عن نشاطاتها الاستخباراتية، سوى أنها عملت في الإدارة القانونية للجهاز، وتطلبت بعض أنشطته إقامتها في باريس لتُعرفَ هناك بـ'حسناء الموساد'
وتقول ليفني إنها نشطت في العمل الجاسوسي وأمضت سنوات في شعبة النخبة كيدون ومعناها بالفرنسية 'الحربة' عندما كانت تدرس المحاماة في العاصمة الفرنسية باريس، ولم تكن تتجاوز من العمر حينها الثانية والعشرين.
وأكدت انها واجهت مشكلة الاحتفاظ بالسرية حول طبيعة نشاطها، حتى أن حياتها الخاصة تأثرت كثيرا، ولم تكن قادرة على الارتباط العاطفي بأي شخص كان، قائلة :' لقد نجحت في إخفاء الأمر حتى عن أفراد أسرتي، إذ لم استطع إخبار والدي بالأمر عندما ذهب لزيارتي في باريس، وتساءل حينها عن سبب تضييعي لوقتي دون عمل في أوروبا'.
- نعم للقتل والجنس من أجل إسرائيل .
وعند سؤالها عن سبب حرمان نفسها من علاقة عاطفية طوال تلك السنوات، قالت ليفني: 'العلاقة الرومانسية تتطلب الأمانة والصدق والإخلاص بين زوجين. وأنا، بالطبع، لم أتمكن من بناء مثل تلك العلاقة مع أحد. لكن وجود علاقة قصيرة وعابرة لا تسبب أي أذى أو ضرر إن أنت التزمت بالقواعد والضوابط.'
وعن تلك القيود والضوابط التي كانت تفرضها على نفسها، تقول ليفني: 'إنها من قبيل أن تمنع نفسك عن الشرب حتى السكر، وذلك من أجل أن تسيطر على نفسك وتضبط كلامك.'
وتتذكر ليفني في المقابلة كيف أنها كُلِّفت بمهمتها السرية تلك في عام 1982 وكم كان من الصعب عليها أن تخبر أيا كان بما كانت تقوم به في الخارج، على الرغم من أن حكومة بلادها كانت تخوض وقتها حربا في لبنان.
واعترفت بأنها كانت مستعدة لكي تقتل آخرين في سبيل بلادها، وتضيف: 'كنت مستعدة أن أقتل وأغتال. ' ولكنها قتلت واغتالت وباعت جسدها للموساد ' وعلى الرغم من أنه ليس من القانوني تماما أن تفعل ذلك، لكن الأمر يكون مبرَّرا إن كنت تفعل ذلك في سبيل بلادك.'ولدى سؤالها عن استعدادها وقتذاك للانخراط بعلاقة جنسية مع شخص آخر كجزء من عملها، تقول ليفني: 'لو تسألني إن كان قد طُلب مني أن أنام مع شخص ما في سبيل بلادي، فسوف يكون الجواب لا. لكن لو كان قد طُلب مني أن أفعل ذلك، فلا أعلم ما الذي كنت سأقوله فبدت وكأنها تقول: نعم، من أجل بلادي !.' ' بالطبع هي تكذب في هذه العبارة لان اختيارها كحسناء كان هدفه الحصول على المعلومات من خلال الجنس ' .
- ليفني مائير .
مولودة في تل آبيب (عام 1958)، لعائلة يمينية متطرفة آمنت بحلم 'إسرائيل الكبرى'.
نشأة ليفني في كنف والديها البولنديين المهاجرين، إيتان وسارة، حين كانا ناشطين في عصابة 'ارجون' المتطرفة، وذكرت أنهما تزوجا يوم إعلان إسرائيل لتصبح علاقتهما مرتبطة بذكرى ولادة الكيان الذي أسهما في تأسيسه! وقالت إنها ترفض التنازل عن شبر واحد من أرض 'يهودا والسامرة'، احتراماً لوصية والديها اللذين أقنعاها بأن 'يهوه' أعاد شعبه التائه إلى 'أرض الميعاد'!

200X1229611230830652.jpg


في كل يوم خميس يصل رئيس الموساد مئير دغان وبعض من رجال مكتبه في تل أبيب الى مكتب رئيس الوزراء ايهود اولمرت في المبنى القديم لوزارة الدفاع في دار الحكومة. هذه هي اللحظات التي يحبها اولمرت جدا. فهو يهتم جدا بالتفاصيل، يريد أن يرى المقاتلين والقادة قبل الحملة وأن يأخذ الانطباع من سيماء وجوههم وفي الغالب يصادق على ما يأتي له به دغان.
في السنتين الاخيرتين اصبح رئيس الموساد الشخصية الامنية المركزية الى جانب رئيس الوزراء. التقديرات الدقيقة التي اطلقها في حرب لبنان الثانية، والانجازات المتراكمة للموساد في جبهتها المركزية ـ حيال ايران، سورية وحزب الله ـ عززت جدا مكانة دغان في القيادة الوطنية. ومن عملية الى عملية ازدادت شهية دغان واولمرت بعمليات اكثر جرأة، اكثر خطرا، اكثر اثرا. اولمرت مستعد لان يأخذ مخاطر في المصادقة على العمليات ليس اقل من ارييل شارون، يقول دغان لمعارف رئيس الوزراء. في جلسة الحكومة يوم الاحد هذا الاسبوع والتي أبلغ فيها اولمرت وزراءه باستقالته، كرس لحظة ايضا للثناء الذاتي. فقال: 'اؤمن بان السياقات التي قادتها حكومة اسرائيل برئاستي في مجالات مختلفة، كتلك التي يمكن الحديث عنها وغيرها مما لا يمكن الحديث عنها، ستظهر في مكان مناسب لها في التاريخ'.

اولمرت لم يفصل، ولكن في السنة الاخيرة قصفت اسرائيل وهدمت المفاعل النووي الذي بنته سورية، في ايلول (سبتمبر) 2007؛ حزب الله يولي لها تصفية مسؤول المنظمة عماد مغنية في دمشق، في شباط (فبراير) من هذا العام؛ في وسائل الاعلام الاجنبية جرى الحديث عن تفجير في مصنع سلاح كيماوي في سورية، قتل فيه عشرات المهندسين الايرانيين والسوريين؛ وقرب طهران انفجرت قافلة من الحرس الثوري الايراني، كانت تحمل السلاح لحزب الله، ولم يتحمل المسؤولية عن هذه العمليات أحد.
'ربما بعد خمسين سنة سنكتشف ماذا فعل دغان واولمرت معا'، يقول مصدر سياسي في القدس ووزير كبير يضيف: 'انجازات الموساد مذهلة، تتجاوز كل خيال'. في حزيران (يونيو) من هذا العام ابلغ اولمرت الحكومة بتمديد ولاية دغان، بسنة اخرى، سابعة. وقال رئيس الوزراء: 'مئير دغان يؤدي مهام منصبه بشكل استثنائي وقائمة انجازات الموساد في السنوات الست الاخيرة مثيرة للانطباع جدا. لا ريب أنه طرأ زخم في عمل الموساد'.
- المهمة المركزية: ايران .
المهمة المركزية للموساد في عهد دغان كانت احباط البرنامج النووي الايراني. وفي هذا وظفت جل المصادر والاهتمام الاداري. وحسب بضعة مصادر، الضغط السياسي لاسرائيل نجح في تحقيق تأخير لبضع سنوات ـ وربما عقد ـ في استكمال القنبلة النووية الايرانية.
رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية، العميد يوسي بايدتس، قدر في جلسة الحكومة هذا الاسبوع بان 'الزمن حتى نقطة اللاعودة آخذ في القصر'. وبرأي خبراء، فان نافذة الفرص لوقف ايران ستغلق في نهاية 2009. النشاط الاحباطي المذكور 'اشترى زمنا' لاصحاب القرار في اسرائيل والاسرة الدولة، ولكنه لم ينجح حاليا في التأثير على السياسة الايرانية. 'يقال ضدنا في وسائل الاعلام اننا نبالغ في الاخطارات'، يقولون في اسرة الاستخبارات. 'منذ سنوات ونحن نقول ان ايران تقترب من القنبلة وهذا لم يحصل. ولكن التقدير لم يتحقق، وذلك ايضا بسبب الضغط الذي مورس على ايران'.
الاحساس بان القنبلة الايرانية على البوابة، شجع اولمرت على محاولة تأخيرها. موظف كبير يشرح بان العمليات الاستخبارية السرية تجري في 'مستوى منخفض'، وتلك هي ميزتها الكبرى على عملية عسكرية صاخبة مثل القصف من الجو ـ والذي سيجر ايران وحلفاءها الى رد شديد، ومن شأنه أن يجعل اسرائيل تعلق في حساب دموي طويل ومرير مع ايران.
دغان قدر بان احباط المشروع الايراني يمكنه أن يؤدي الى تأخيرات بثمن منخفض نسبيا. في السنة الاخيرة لولاية شارون، عرض عليه جهاز الامن مطالب للتسلح والتنظيم حيال التهديد الايراني، تضمنت وسائل ردع متطورة وتحصين منشآت حساسة. الكلفة كانت هائلة. دعكم، قال دغان، اسمحوا لي بالعمل بوسائلي وانا اعد باعطائكم اخطارا في الوقت المناسب بحيث تتمكنون من الاستعداد. في السنوات الاخيرة جرى الحديث بضع مرات عن نقاط خلل فنية تؤخر المشروع النووي الايراني: الجنرال الايراني علي رضا عسكري فر بعد أن كان ضالعا في ادارة الاتصالات مع حزب الله؛ تاجر ايراني في وسائل الاتصالات المتطورة اتهم بالتجسس لصالح اسرائيل؛ في سويسرا انكشف أب وابناه، ساعدوا الايرانيين في بناء اجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم وعملوا كعملاء مزدوجين لـ السي.اي.ايه لتخريب معدات حساسة. 'عمليات الاحباط' تستدعي استخدام جهاز كامل، حرب نفسية، تسريبات الى الصحافة الدولية واتصالات دبلوماسية، تحرج الايرانيين وتجند ضدهم الرأي العام في الغرب. في حالة ما، هدم الايرانيون منشأة قبل طهران استخدمت لتطوير سلاح نووي، وبنوا في مكانها ملعب كرة قدم، بعد أن سرب وجودها الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. دغان ينسق هذه النشاطات، بحكم التفويض الذي تلقاه من شارون للوقوف في رأس 'منتدى الاحباط السياسي' للبرنامج النووي الايراني، والذي تشارك فيه وزارة الخارجية ولجنة الطاقة الذرية.
- ابداعي وجسور .
اوائل المحذرين في اسرائيل من التهديد الايراني مفعمون بالثناء على عمل دغان. الوزير بنيامين بن اليعيزر، الذي اوصى شارون بتعيين دغان يقول عنه انه 'اعاد الموساد الى ما كانت عليه في البداية ـ الذراع التنفيذية الطويلة لاسرائيل، والذي يمكنه أن يصل الى كل مكان متى يشاء وفي أي طريقة يختار. فهو جسور، ذو عقل تنفيذي وبارد الاعصاب'. ويقول الوزير السابق افرايم سنيه ان دغان 'ذو نباهة عملياتية، جسارة شخصية واستعداد للمخاطرة، خيال عملياتي غير عادي وشجاعة'. في الجيش ولا سيما في شعبة الاستخبارات يوجد بالذات انتقاد على ما يبدو كـ 'اخذ حظوة' على العمليات الناجحة للوحدات الخاصة المعزوة بغير حق الى الموساد. ولكن خصوم دغان ايضا يعترفون بابداعيته وجسارته في العمليات. ميزانية الموساد وحجم القوى البشرية لديها ازدادا بعشرات في المئة في فترة ولايته، ولكن دغان فخور بانجازات الجهاز، التي ارتفع عددها بشكل حاد. وهو يعرضها في جلسات اللجنة الفرعية للخدمات السرية في الكنيست وكأنه مدير عام شركة خلوية يطلع مجلس الادارة على عدد المشتركين الجدد الذين جنّدهم للشبكة. نشاط الموساد معقد وباهظ اليوم اكثر بكثير مما في الماضي. ازاحة النشاط من اوروبا ـ حيث عملت الموساد عندما كانت اهدافها نشطاء م.ت. ف ـ نحو ايران، وتشديد الرقابة على معابر الحدود في اعقاب عمليات 11 ايلول (سبتمبر)، تثقل ايضا على اجهزة الاستخبارات التي يتعين عليها الاجتهاد اكثر لخلق غطاء مصداق لرجالها. دغان وثق جدا التعاون مع الاجهزة الموازية في خارج البلاد. لم يكن هذا سهلا: بداية عمله مع وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (السي.اي.ايه) كانت مليئة بالمصاعب. في زيارته الاولى الى واشنطن، شرح لمضيفيه كيف ينبغي معالجة النووي الايراني. يجب دمج العزل الدبلوماسي، العقوبات الاقتصادية والعمليات السرية، قال للامريكيين. لم ينفعلوا بل ولم يستطيبوا الحديث المباشر للضيف، والعلاقة بردت. في نهاية 2003 كشفت اجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية البرنامج النووي الليبي، وتحت ضغط هذا الكشف وافق حاكم ليبيا معمر القذافي على التخلي عن المشروع مقابل الاعتراف السياسي. اسرائيل لم تكن شريكا سريا في الاتصالات بين الدول والكشف عن ذلك أدى الى صدمة في الموساد. ومنذئذ بذل جهد لترميم العلاقات مع السي.اي.ايه واستؤنف التعاون بين الجهازين.
بعد ان هوجمت في ايلول (سبتمبر) المنشأة النووية في سورية، اثنى رئيس السي.اي.ايه مايكل هايدن على الاستخبارات على انجازاتها في القضية السورية. 'جهاز استخبارات اجنبي كان اول من لاحظ المبنى كمفاعل نووي يشبه الطراز الكوري الشمالي'، قال الاسبوع الماضي ووصف التعاون بانه 'عمل مشترك على معادلة معقدة على مدى الزمن. كل واحد يحاول حل متغير يساعد شريكه في حل متغير آخر وهكذا دواليك، الى أن حلينا لغز الملف'.
- السيرة .
صعود دغان الى القمة والى موقع التأثير الحالي له، لم يكن امرا مسلما به. فقد جاء الى الموساد كولد من الخارج في العام 2002، واصطدم في البداية بموقف شكاك من جانب قدامى الجهاز. ملفه الصحافي منذ بداية ولايته مليء بالقصص عن الاعتزالات والتنحيات لكبار المسؤولين وغضب المتقاعدين.
شارون كلف دغان بالتركيز على احباط النووي الايراني وتعزيز القدرات التنفيذية للجهاز. مقربو شارون وصفوا سلف دغان، افرايم هليفي، كدبلوماسي امتنع عن عمليات جسورة وجعل الموساد 'وزارة خارجية ثانية'. وتقررت الصورة في وسائل الاعلام ومست جدا بهليفي، الذي نصب في رئاسة الموساد في العام 1998 بعد خللين عسيرين ـ الاغتيال الفاشل لكبير حماس خالد مشعل في الاردن، واعتقال رجلي الجهاز اللذين حاولا تركيب جهاز تنصت في السفارة الامريكية في قبرص. وطلب الى هليفي ترميم الجهاز. وقد بذل جهدا كبيرا في العمليات، وسع النشاطات وبدأ في بلورة عمليات الاحباط حيال ايران. ولكنها تلقت الزخم الكبير في عهد دغان.
شارون كان يعرف دغان من الجيش كقائد مجرب لعمليات خاصة وسرية. ويعزى الى شارون القول بان 'خبرة مئير هي الفصل بين رأس العربي وجسده'. 'هو رجل مهمات، من دون اعقاب ومن دون قيود اخلاقية'، هكذا يشهد عليه شخص آخر يعرفه. في العام 1971 قاد شارون كقائد للمنطقة الجنوبية الحملة ضد الارهاب في غزة، ودغان قاد وحدة خاصة 'ريمون' كلفت بالقبض على المطلوبين وقتلهم. دغان نال وسام الجسارة بعد أن انقض على مطلوب واخرج من يده بالضرب قنبلة يدوية منزوعة الامان. مقاتلو وحدته تخفوا في زي فلسطينيين وسار اسمهم امامهم كمغتالين عديمي الرحمة. ومع الايام تورط اثنان من المقاتلين السابقين بعملية قتل مدنية وادعيا بالدفاع عن نفسيهما بان الفظائع في غزة شوشت نفسيهما. مهما يكن من أمر، فقد توقف الارهاب لعدة سنوات.
دغان تقدم في المناصب كقائد في المدرعات، ولكنه دوما عاد الى العمليات السرية والى مكافحة الارهاب. عندما كان قائدا لمنطقة في جنوب لبنان، اكثر من الاستفزازات والمناكفات العملياتية. في حرب لبنان الاولى في العام 1982 كان قائد لواء المدرعات 188. وقد وصل الى رتبة لواء كمساعد لرئيس قسم العمليات واعتزل حين امتنع رئيس الاركان ايهود باراك عن ترفيعه الى قائد منطقة. اليوم باراك وزير الدفاع، ويوجد بين الرجلين علاقات عمل جيدة. - الفرصة الكبرى .
مع اعتزاله الجيش التصقت بدغان صورة ضابط ـ بوهيمي رسام، يسمع الموسيقى الكلاسيكية ويدخن الغليون. هو نباتي ويمزح عن العلاقة بين خبرته العملياتية وبين كونه لا يأكل اللحوم. كمواطن، كان دغان لبضع سنوات رئيسا لقيادة مكافحة الارهاب في ديوان رئيس الوزراء.
حافظ على العلاقة مع شارون، عمل كرئيس قيادة يوم الانتخابات لديه لرئاسة الوزراء في العام 2001، وقدم له خطة للقضاء على الانتفاضة. بعد انتخاب شارون، جند هذا دغان الى الجهاز كرئيس هيئة خاصة لمكافحة تمويل الارهاب. وبعد سنة ونصف السنة عينه رئيسا للموساد.
واجه التعيين معارضة من يوسي سريد، في حينه رئيس ميرتس ورئيس المعارضة الذي حذر من الاعتبارات السياسية لشارون في ترفيع مقرب له. ولكن كبار مسؤولي حزب العمل في حينه، الوزيرين بن اليعيزر وسنيه اوصيا بحرارة بدغان. سنيه وعد شارون باسناد سياسي، وفؤاد وقع على تصريح عاطف للجنة تعيين كبار المسؤولين.
شارون، حسب مساعديه، أحب دغان واحترمه كقائد، ولكنه رأى فيه مقاولاً لعمليات خاصة وبقدر أقل قدر فهمه السياسي. 'تقديراته كانت نمطية وتؤخذ من الرف'، يذكر احد المساعدين. شارون ركز على الانتفاضة وعلى فك الارتباط. جبهات عمل الموساد كانت ثانوية في نظره، وهكذا ايضا دغان.
صعود اولمرت الى الحكم كان الفرصة الكبرى لدغان. لم يكن لدى اولمرت التجربة العسكرية والامنية مثل سلفه، ولأول مرة قاد عمليات خاصة. في الايام العادية، على الاقل ربع من الجدول الزمني لرئيس الوزراء الاسرائيلي مكرس لمثل هذه العمليات: المصادقة على العملية، التواجد في غرفة القيادة وحل نقاط خلل في الوقت الحقيقي. وقد اهتم اولمرت جدا بإحباط النووي الايراني ودرج على القول انه لا يوجد موضوع يشغل باله اكثر من هذا.
- مملكته .
دغان معروف في الاوساط الاستخبارية كمقاتل بيروقراطي عنيد يسعى لترسيخ قوته واستقلالية الموساد. لهذا السبب حدثت احتكاكات بينه وبين رئيس شعبة الاستخبارات السابق اهارون زئيفي فركش ومع رئيسها الحالي يدلين. دغان سعى لبناء قدرات موجودة لدى شعبة الاستخبارات العسكرية في الموساد الا انه لم يكن دائماً سخياً في تخصيص موارد جهازه. شارون سعى لتنظيم العلاقات بين الاذرع الاستخبارية وقام سكرتيره العسكري يوآف جلانت بتنسيق طاقم مشترك للاذرع الاستخبارية الذي قام باعادة تحديث 'الماغنا كارتا' ـ الوثيقة التي تحدد توزيع الصلاحيات وحدود قطاع الجهاز الاستخباري. دغان تراجع عن مطلبه بأن يكون شريكاً في تحديد مستوى الانباء الضرورية التي تحدد اهداف الاستخبارات ووافق على ابقاء ذلك بيد شعبة الاستخبارات العسكرية. ولكن في ختام المداولات بقيت قضيتان خلافيتان بين الموساد والشاباك ومن بينهما من المسؤول عن ادارة العلاقات الخارجية في معركة مكافحة الارهاب؛ وقضيتان خلافيتان بين الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية ومن بينهما من الذي يكون مسؤولاً عن التقييمات الاستخبارية حول ايران.
قبل ان يمرض شارون بفترة قصيرة كلف الوزير السابق دان مريدور بالتحكيم في هذه القضايا الخلافية. مريدور المجرب جداً في هذا المجال قدم توصياته لاولمرت قبل اربعة اشهر الا ان هذا الاخير لم يبت ويبدو انه سيحول المسألة لمن سيخلفه في المنصب.
قبل اكثر من عام قام دغان باقالة نائبه 'ن' بصورة مفاجئة بعد الاشتباه به بالتسريب لصحافي من خلال 'بوديل' اي الشخص الذي يتوسط لاعطاء المعلومات. واعاد بدلاً منه النائب السابق 'ت'. هذه المقالة عبرت لعناصر الموساد انه لا يجدر بهم ان يتحرشوا بدغان وان السباق نحو استبداله مبكر جداً وان من الافضل لهم الابتعاد عن الصحافيين.
مع الدعم الذي يتمتع به وابقائه في المنصب لسنة سابعة، يمر دغان الان في ذروة تأثيره. تسيبي ليفني المرشحة لاستبدال اولمرت خدمت في السابق في منصب متدن في الموساد وهي تتلقى تقارير دائمة من دغان كوزيرة للخارجية ولكنها لم تجرب حتى اليوم المصادقة على عمليات خاصة وعمليات اغتيال. سيكون من المثير ان نرى ان كانت ستواصل خط اولمرت الجريء في اعطاء الموافقات لدغان ام انها ستأخذ خطوة للوراء وتطلب التحقق من الخطط مرة اخرى واعطاءها مدة قبل اتخاذ القرار. من المهم دائما ان نتذكر كما قال احد الوزراء البارزين انه يتوجب معرفة كيفية كبح جماح الجريئين الهجوميين والحذر من التورط.
 
عودة
أعلى