بسم الله الرحمن الرحيم
النظام "AIP"
نبذة
تمكّـن النظام "AIP"، منـذ أن ظهـر في العام 1996من تغيـير المعـطيات في أعماق البحار. فقد أعطى لغواصة الديزل استقلالية تحت الماء، أكبر بأربع مرات. وهكذا وجدت الغواصة النووية بديلاً حقيقياً لها.
مصدر الاسم
AIP
(Air Independant Propulsion) AIP
بالعربية
قوة الدفع المستقلة عن الهواء.
البديل غير النووي
الغواصة" ˜فيرجينيا"“ هي حلم كل عسكري بحار: استقلالية تحت الماء لمدة ثلاثة شهور متواصلة، سرعة قصوى تصل الى خمسة وخمسين كيلومتراً في الساعة، لا تحددها فترة زمنية معينة. وتملك هذه الغواصة الأميركية التي يتم إنجازها في نيو بورت، بريطانيا، قوة دفع نووية. لكنه امتياز لا تنعم به سوى خمس دول فقط: الولايات المتحدة، روسيا، المملكة المتحدة، فرنسا والصين. أما بالنسبة للتسع والثلاثين دولة أخرى التي تملك سلاح غواصات، فهي لا تزال تعتمد النموذج القديم الذي يعمل على الديزل فوق سطح الماء، وعلى الكهرباء في عمق البحر. وتكمن العقدة في هذا النوع من الغواصات، ببطارياته ذات الإستقلالية الضعيفة: أربعة أيام بسرعة منخفضة (تسعة كيلومترات في الساعة) ، أو ساعة من الزمن بالسرعة القصوى (خمسة وأربعون كيلومتراً في الساعة) !ويمضي هذا الطراز من الغواصات نحو عشرين بالمئة من وقته على سطح الماء وهو يعيد تعبئة حاشداته، فيكون بالتالي فريسة سهلة للرادارات المترصدة!هكذا كانت الحال في عالم الأعماق، عندما أنزلت البحرية السويدية الى الخدمة في العام 1996، باكورة إنتاجها لسلسلة ثورية من غواصات الديزل العاملة بقوة الدفع المستقلة عن الهواء (AIP) . ويقضي هذا النظام بتوفير آلية لغواصة الديزل ­ الكهرباء، تعيد بواسطتها شحن بطارياتها من دون العودة الى وقود الديزل المتعطش للهواء. وهناك اقتراح لحلين في هذا المجال: أولهما محرك حراري مُخمد الطنين (Moteur Thermique Insonorisé) (الستيرلينغ، العنفة، الديزل) يعمل على وقود (ايتانول، غازول...) وعلى مواد قابلة للاشتعال (أوكسيجين صاف أو ممدد) . والحل الثاني، وهو في مرحلة الإختبار، يبدو واعداً أكثر من الأول لأنه صامت بطبيعته، وهو يعتمد بطاقات على الوقود، يغذيها الأوكسيجين والهيدروجين. ويقول في هذا المجال، المدير التقني لإدارة المنشآت البحرية "DCN"، باريس:" ˜تكمن الفائدة من هذه الأنظمة أولاً، في مضاعفة استقلالية الغواصة وهي تحت الماء لثلاث أو أربع مرات أكثر عندما تكون سرعتها منخفضة (من تسعة الى اثني عشر كيلومتراً في الساعة) . هذا، وفي حال اضطراره لزيادة السرعة الى حدها الأقصى، يمكن لطاقم الغواصة أن يفعل ذلك ببطاريات مشحونة، فيستفيد للحال من الطاقة المتوفرة، بنسبة مئة في المئة"“. أما بالنسبة للمردود التكتي فهو واضح في هذا المجال. ويقول نورمان فردمان الخبير الأميركي في سلاح الغواصات ˜"بفضل الإستقلالية المتطورة التي يوفرها النظام "AIP"، أصبح بإمكان الغواصة أن تنجز دوريتها كاملة وهي تحت الماء من دون أن تترك أثراً مرئياً أو صوتياً. وهو لا شك امتياز قاطع، في مواجهة وسائل الدفاع المتطورة!”. وقد أثبت النظام" AIP"، فاعليته بعد ثماني سنوات من الإختبار العملياتي، الأمر الذي جعل عدداً كبيراً من البلدان التي ليست لديها الإمكانية أو الرغبة في امتلاك غواصة نووية، تعتمد هذا النظام كحل بديل.
نوع جديد من الغواصات
لم يكن هذا النوع من الغواصات في مراحل ظهوره الأولى يحمل مواصفات كاملة. فعلى الرغم من مضاعفة استقلاليته، كانت سرعته تحت الماء لا تزال محدودة. ويقول الناطق بلسان مصانع "TNSW" الألمانية، المسؤولة عن إطلاق نظام الديزل بالحلقة المقفلة (Système DieselˆCircuit Fermé) :" ˜عندما تبلغ الغواصة العادية سرعتها القصوى، تفقد ˜حواسها” البصرية والسمعية بسبب الضوضاء الهيدروديناميكية التي تصدرعنها، علماً أن الدورية التي تقوم بها الغواصة التقليدية أو النووية، تستوجب استنفار كل حواس التنصت المتوفرة”. ولكن هل يكفي هذا، للتأكيد مجدداً على التفوّق الكبير الذي يميز الغواصة النووية عن الغواصة التقليدية في هذا المجال؟ يقول الخبير فردمان في سلاح الغواصات: ˜يمكن لغواصة بنظام "AIP" أن تهاجم تحت الماء بواسطة صواريخ بعيدة المدى (مثل الإكزوسيت) ، من دون أن تكشف عن موقعها، الأمر الذي يشكل تهديداً يجدر بالغواصة النووية أن تبدأ بدراسته!إلا أن الغواصة "AIP" لا يمكنها الفرار بسرعة قصوى لمدة طويلة إذا تم اكتشافها، لا سيما عندما تكون في موقع المهاجمة عن قرب. فالذرة تحتفظ إذن، بميزة الحركية من دون منازع، ففي حين تتمكن الغواصة النووية من تنفيذ مهام الحراسة على مدار الكوكب، تبقى الغواصة "AIP" خافرة سواحل ليس إلا. غير أن هذه الأخيرة يمكن أن تعوّض عن جزء من هذا النقص: فالطراز 212الألماني الذي يعتمد بطارية الوقود، يقدّر بثلاثمئة وخمسين مليون يورو، أي ما يعادل نصف ثمن غواصة "Rubis" النووية الفرنسية، التي هي بدورها أرخص ثمناً بمرتين من ˜فيرجينيا” الأميركية!إذن، فاعتماد نظام "AIP" أقل كلفة بكثير، إضافة الى أنه يُغني عن شراء غواصة جديدة، إذ أن التعديلات الخاصة بهذا النظام يمكن أن تُضاف الى أي غواصة ديزل عادية.
مشكل تم التغلب عليه
ينطوي النظام "AIP" على جانب خطر، يفسّر عدم ظهوره قبل الآن. ويقول في هذا المجال مدير المتحف الملكي البحري للغواصات في بريطانيا: ˜درس الألمان هذا النظام خلال الحرب الأخيرة، وتابع البريطانيون والسوفييت العمل فيه من بعدهم. والحقيقة أن أحداً لم ينجح تماماً، لا سيما بسبب قابلية الأوكسيجين السائل للانفجار”. غير أنه تم اليوم على ما يبدو، التغلّب على هذه العقبة. فالنوعية التي أصبحت عليها خطوط الأنابيب، والتقدّم الذي طرأ في مجال التحكم بالخليط، أتى بحلّ للمشكلة. وبالتالي فإن أي حادث يذكر، لم يسجّل خلال ألوف الساعات من الإبحار التي قامت بها غواصة الاختبار (U-1) الألمانية (1987) ، والغواصة (ناكن) السويدية (1988) والثلاث غواصات (غوتلاند) السويدية أيضاً التي لا تزال في الخدمة منذ العام 1996. وهكذا يمكن القول أن النظام "AIP" قد نجح في احتلال مكان له تحت الشمس.
ما الجديد الذي اتى به ال "AIP"
إن اختبار أول غواصة "AIP"، هو بمثابة ولادة لنوع جديد من الغواصات، يُدرج بين الغواصات النووية التي تُعتبر النخبة، نظراً لاستقلاليتها غير المتناهية حتى ولو تزايدت سرعتها كثيراً، وبين الغواصة ˜التقليدية” التي تعتمد قوة الدفع العاملة على الديزل والكهرباء. وقد أتى النظام "AIP" ليضاعف استقلالية الغواصة التقليدية أربع مرات، لتصل الى أسبوعين بعد أن كانت أربعة أيام فقط. هذا ويمكن لهذا النوع الجديد من الغواصات أن يبحر بهدوء في الأعماق أثناء دورياته. وأخيراً يمكن القول أن غواصة الديزل اتخذت لها مكاناً على ساحة المنافسة بفضل النظام "AIP"، بعد أن بقيت حتى الآن من دون مقاومة في مواجهة الغواصة النووية.
--------------
----------
المصدر / Science et Vie نص مترجم من مجلة
النظام "AIP"
نبذة
تمكّـن النظام "AIP"، منـذ أن ظهـر في العام 1996من تغيـير المعـطيات في أعماق البحار. فقد أعطى لغواصة الديزل استقلالية تحت الماء، أكبر بأربع مرات. وهكذا وجدت الغواصة النووية بديلاً حقيقياً لها.
مصدر الاسم
AIP
(Air Independant Propulsion) AIP
بالعربية
قوة الدفع المستقلة عن الهواء.
البديل غير النووي
الغواصة" ˜فيرجينيا"“ هي حلم كل عسكري بحار: استقلالية تحت الماء لمدة ثلاثة شهور متواصلة، سرعة قصوى تصل الى خمسة وخمسين كيلومتراً في الساعة، لا تحددها فترة زمنية معينة. وتملك هذه الغواصة الأميركية التي يتم إنجازها في نيو بورت، بريطانيا، قوة دفع نووية. لكنه امتياز لا تنعم به سوى خمس دول فقط: الولايات المتحدة، روسيا، المملكة المتحدة، فرنسا والصين. أما بالنسبة للتسع والثلاثين دولة أخرى التي تملك سلاح غواصات، فهي لا تزال تعتمد النموذج القديم الذي يعمل على الديزل فوق سطح الماء، وعلى الكهرباء في عمق البحر. وتكمن العقدة في هذا النوع من الغواصات، ببطارياته ذات الإستقلالية الضعيفة: أربعة أيام بسرعة منخفضة (تسعة كيلومترات في الساعة) ، أو ساعة من الزمن بالسرعة القصوى (خمسة وأربعون كيلومتراً في الساعة) !ويمضي هذا الطراز من الغواصات نحو عشرين بالمئة من وقته على سطح الماء وهو يعيد تعبئة حاشداته، فيكون بالتالي فريسة سهلة للرادارات المترصدة!هكذا كانت الحال في عالم الأعماق، عندما أنزلت البحرية السويدية الى الخدمة في العام 1996، باكورة إنتاجها لسلسلة ثورية من غواصات الديزل العاملة بقوة الدفع المستقلة عن الهواء (AIP) . ويقضي هذا النظام بتوفير آلية لغواصة الديزل ­ الكهرباء، تعيد بواسطتها شحن بطارياتها من دون العودة الى وقود الديزل المتعطش للهواء. وهناك اقتراح لحلين في هذا المجال: أولهما محرك حراري مُخمد الطنين (Moteur Thermique Insonorisé) (الستيرلينغ، العنفة، الديزل) يعمل على وقود (ايتانول، غازول...) وعلى مواد قابلة للاشتعال (أوكسيجين صاف أو ممدد) . والحل الثاني، وهو في مرحلة الإختبار، يبدو واعداً أكثر من الأول لأنه صامت بطبيعته، وهو يعتمد بطاقات على الوقود، يغذيها الأوكسيجين والهيدروجين. ويقول في هذا المجال، المدير التقني لإدارة المنشآت البحرية "DCN"، باريس:" ˜تكمن الفائدة من هذه الأنظمة أولاً، في مضاعفة استقلالية الغواصة وهي تحت الماء لثلاث أو أربع مرات أكثر عندما تكون سرعتها منخفضة (من تسعة الى اثني عشر كيلومتراً في الساعة) . هذا، وفي حال اضطراره لزيادة السرعة الى حدها الأقصى، يمكن لطاقم الغواصة أن يفعل ذلك ببطاريات مشحونة، فيستفيد للحال من الطاقة المتوفرة، بنسبة مئة في المئة"“. أما بالنسبة للمردود التكتي فهو واضح في هذا المجال. ويقول نورمان فردمان الخبير الأميركي في سلاح الغواصات ˜"بفضل الإستقلالية المتطورة التي يوفرها النظام "AIP"، أصبح بإمكان الغواصة أن تنجز دوريتها كاملة وهي تحت الماء من دون أن تترك أثراً مرئياً أو صوتياً. وهو لا شك امتياز قاطع، في مواجهة وسائل الدفاع المتطورة!”. وقد أثبت النظام" AIP"، فاعليته بعد ثماني سنوات من الإختبار العملياتي، الأمر الذي جعل عدداً كبيراً من البلدان التي ليست لديها الإمكانية أو الرغبة في امتلاك غواصة نووية، تعتمد هذا النظام كحل بديل.
نوع جديد من الغواصات
لم يكن هذا النوع من الغواصات في مراحل ظهوره الأولى يحمل مواصفات كاملة. فعلى الرغم من مضاعفة استقلاليته، كانت سرعته تحت الماء لا تزال محدودة. ويقول الناطق بلسان مصانع "TNSW" الألمانية، المسؤولة عن إطلاق نظام الديزل بالحلقة المقفلة (Système DieselˆCircuit Fermé) :" ˜عندما تبلغ الغواصة العادية سرعتها القصوى، تفقد ˜حواسها” البصرية والسمعية بسبب الضوضاء الهيدروديناميكية التي تصدرعنها، علماً أن الدورية التي تقوم بها الغواصة التقليدية أو النووية، تستوجب استنفار كل حواس التنصت المتوفرة”. ولكن هل يكفي هذا، للتأكيد مجدداً على التفوّق الكبير الذي يميز الغواصة النووية عن الغواصة التقليدية في هذا المجال؟ يقول الخبير فردمان في سلاح الغواصات: ˜يمكن لغواصة بنظام "AIP" أن تهاجم تحت الماء بواسطة صواريخ بعيدة المدى (مثل الإكزوسيت) ، من دون أن تكشف عن موقعها، الأمر الذي يشكل تهديداً يجدر بالغواصة النووية أن تبدأ بدراسته!إلا أن الغواصة "AIP" لا يمكنها الفرار بسرعة قصوى لمدة طويلة إذا تم اكتشافها، لا سيما عندما تكون في موقع المهاجمة عن قرب. فالذرة تحتفظ إذن، بميزة الحركية من دون منازع، ففي حين تتمكن الغواصة النووية من تنفيذ مهام الحراسة على مدار الكوكب، تبقى الغواصة "AIP" خافرة سواحل ليس إلا. غير أن هذه الأخيرة يمكن أن تعوّض عن جزء من هذا النقص: فالطراز 212الألماني الذي يعتمد بطارية الوقود، يقدّر بثلاثمئة وخمسين مليون يورو، أي ما يعادل نصف ثمن غواصة "Rubis" النووية الفرنسية، التي هي بدورها أرخص ثمناً بمرتين من ˜فيرجينيا” الأميركية!إذن، فاعتماد نظام "AIP" أقل كلفة بكثير، إضافة الى أنه يُغني عن شراء غواصة جديدة، إذ أن التعديلات الخاصة بهذا النظام يمكن أن تُضاف الى أي غواصة ديزل عادية.
مشكل تم التغلب عليه
ينطوي النظام "AIP" على جانب خطر، يفسّر عدم ظهوره قبل الآن. ويقول في هذا المجال مدير المتحف الملكي البحري للغواصات في بريطانيا: ˜درس الألمان هذا النظام خلال الحرب الأخيرة، وتابع البريطانيون والسوفييت العمل فيه من بعدهم. والحقيقة أن أحداً لم ينجح تماماً، لا سيما بسبب قابلية الأوكسيجين السائل للانفجار”. غير أنه تم اليوم على ما يبدو، التغلّب على هذه العقبة. فالنوعية التي أصبحت عليها خطوط الأنابيب، والتقدّم الذي طرأ في مجال التحكم بالخليط، أتى بحلّ للمشكلة. وبالتالي فإن أي حادث يذكر، لم يسجّل خلال ألوف الساعات من الإبحار التي قامت بها غواصة الاختبار (U-1) الألمانية (1987) ، والغواصة (ناكن) السويدية (1988) والثلاث غواصات (غوتلاند) السويدية أيضاً التي لا تزال في الخدمة منذ العام 1996. وهكذا يمكن القول أن النظام "AIP" قد نجح في احتلال مكان له تحت الشمس.
ما الجديد الذي اتى به ال "AIP"
إن اختبار أول غواصة "AIP"، هو بمثابة ولادة لنوع جديد من الغواصات، يُدرج بين الغواصات النووية التي تُعتبر النخبة، نظراً لاستقلاليتها غير المتناهية حتى ولو تزايدت سرعتها كثيراً، وبين الغواصة ˜التقليدية” التي تعتمد قوة الدفع العاملة على الديزل والكهرباء. وقد أتى النظام "AIP" ليضاعف استقلالية الغواصة التقليدية أربع مرات، لتصل الى أسبوعين بعد أن كانت أربعة أيام فقط. هذا ويمكن لهذا النوع الجديد من الغواصات أن يبحر بهدوء في الأعماق أثناء دورياته. وأخيراً يمكن القول أن غواصة الديزل اتخذت لها مكاناً على ساحة المنافسة بفضل النظام "AIP"، بعد أن بقيت حتى الآن من دون مقاومة في مواجهة الغواصة النووية.
--------------
----------
المصدر / Science et Vie نص مترجم من مجلة
التعديل الأخير: