معركة الوديعة

إنضم
14 مارس 2008
المشاركات
92
التفاعل
1 0 0
انتهجت المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها ، وخصوصاً اليمن بشطريه (آنذاك) . وبعد أن حصل اليمن الجنوبي على استقلاله في 1386هـ/ 30 نوفمبر عام 1967م تحت اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ، وتسلمت مقاليد السلطة فيه منظمة يمنية شيوعية اسمها (الجبهة القومية لتحرير جنـوب اليمــن) برئاسة قحطان الشعبي نشبت خلافات سياسية بين الجبهات والمنظمات الوطنية التي شاركت (الجبهـــــة القوميــة) في مسيــرة التحريـــر ، تبعهـــا مشاكل اقتصاديــة أدت إلى اضطرابات داخلية وعصيان مدني في مدن وقرى اليمن الجنوبي ضـد حكومته .
ولتصدير المشاكل الداخلية إلى خارج اليمن الجنوبي ، افتعلت الحكومة قضايا حدودية مع اليمن الشمالي ومع المملكة العربية السعودية لصرف أنظار الشعب عن أسباب فشلها في تحقيق الأهداف الوطنية وطموحات وتطلعات الشعب التنموية .
حيث قامت بعض الدوريات العسكرية لليمن الجنوبي ببعض الاستفزازات والمناوشات الحدودية ، تبعتها بعض التجاوزات الحدودية ، ردتها السلطات السعودية دون أن تتعرض هذه الدوريات بسوء .
وفي 1388هـ/ 27 تشرين الثاني " نوفمبر " 1969م هاجمت وحدات من الجيش النظامي اليمني مركز الوديعة السعودي على الحدود مع اليمن الجنوبي ، حيث اجتاز اللواء الثلاثون مشاة وبعض المليشيات القبلية تسانده الطائرات والمدفعية حدود المملكة، ودخلَ قرن الوديعة بينما اتجه جزء من هذه القوات إلى مدينة شرورة إلا أنه تم إيقافها ودحرها وإبطال خطتها .
وفي 17 رمضان 1389هـ/ 1969م أبلغت القيادة السياسية والعسكرية في المملكة العربية السعودية بأن قوات يمنية جنوبية قد دخلت مركز الوديعة فأصدر جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – أمره بطرد المعتدين ، وعلى أثره أصدر وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أمره إلى قوات سعودية برية وجوية(1) باستعادة مركز الوديعة وطرد المعتدين خارج الحدود الدولية للمملكة العربية السعودية ، وكلفت المنطقة الجنوبية بهذه المهمة وتم استرجاع مركز الوديعة وما أُغتصب من أراضي بعون الله خلال يومين وتمت مطاردة المعتدي خارج الحدود .
(2) مراحل معركة الوديعة :
( أ ) المرحلة الأولى (مرحلة القصف الجـــوي) .بدأت العملية العسكرية بنيران تحضيرية ، حيث بدأ القصف الجــوي من قبــل سلاح الطيران الملكي السعودي الساعة الواحدة ظهراً يوم 19 رمضان 1389هـ/ 1969م ، وتركز القصف على قوات المعتدي خاصة في قرن الوديعة ، واستمر القصف حتى المساء وفي صباح اليوم التالي ركّز القصف الجوي على قيادات المعتدي ، ومناطق إسناده الإدارية ، وخطوط مواصلاته وقواعده الخلفية .
(2) المرحلة الثانية (الهجوم البري) . بدأ الهجوم البري سعت (0945 رمضان 1389هـ/ 1969م ) على محورين كالتالي :
( أ ) كتيبة من الحرس الوطني مع فصيل البندقية م/د (106) وبعض فصائل أخرى تسلك المحور الغربي لتطهير وإستعادة قرن الوديعة وطرد المعتـدي.
(ب) س2 ك1 ل8 + س1 ك1 ل10 + فصيل بندقية م/د 106 + مجموعة من خويا الإمارة والمجاهدين وحرس الحدود تسلك المحور الشرقي عبر وادي أم السلم وغربه لتدمير المعتدي وطرده خارج الحدود .
(جـ) حاولت قوات المعتدي المتمركزة في أم السلم القيام بهجوم مضاد عندما انقسمت إلى قسمين قسم أصبح يشاغل القوات السعودية المهاجمة ، وقسم قام بالالتفاف من الناحية الشرقيـة إلا أن المحاولة فشلت .
(د) وفي اليوم التالي بدأ الاشتباك عند الفجر واستمر طيلة النهار عندها قتل قائد لواء المعتدين ، وبدأت قواته بالانسحاب والتراجع أمـــام ضربات القوات المسلحة السعوديـة ، وحدث استغلال نجاح ومطاردة حتى تم طردهم نهائياً خارج حدود المملكة يوم 24 رمضان 1389هـ/ 1969م ، وفي 25 رمضان 1389هـ/ 1969م صدر الأمر بإيقاف القتال والتوقف عند الحدود .
(3) المرحلة الثالثة (مرحلة التعزيز) . تم طرد المعتدي خارج الحدود والتمركز في المواقع الدفاعية وتحصينها في قعافز وقنابر ، وكانت خسائر القـــوات السعودية استشهاد (39) فرداً وأسر (26) وتدمير بعض المعدات وإسقاط طائرة مقاتلة ، أما خسائر المعتدي فكانت كبيرة حيث تم أسر عدد كبير منهم ودمرت معظم أسلحته ومعداته وتم الاستيلاء على الباقي منها . أخذت تتوالى وصول القوات السعودية إلى شرورة حيث وصلت بقية الكتيبة الأولى من ل10 ، وسرية مدرعات وسرية هاون ووحدات أخرى، وتم الاحتفال بالنصر يوم عيد الفطر المبارك في قطاع الوديعـة بمشاركة جميع القوات التي نفذت العمليــة .

يتبع
 
4 – مشاركة القوات المسلحة السعودية في الحروب العربية – الإسرائيلية:
(1) حرب فلسطين عام 1367هـ/ 1948م
يتبع

على إثر وعد بلفور لليهود عام 1336هـ/ 1917م بإقامة دولة يهودية لهم في فلسطين احتلت بريطانيا فلسطين في العام نفسه ، وفي عام 1339هـ/ 1920م صدر قرار (سان ريمو) والذي بموجبه وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني ثم رفعت بريطانيا صك الانتداب عام 1341هـ/ 1922م إلى هيئة الأمم المتحدة لإقراره ، وقد أقرته في العـــام نفسه ، وفي عام 1367هـ/ 1948م سمحت بريطانيــــا بهجرة اليهود إلى فلسطين ، إلا أن الفلسطينيين لم يقبلوا بالوضع وقاوموه بشتى الوسائل ، وفي عام 1358هـ/ 1939م دعت بريطانيا إلى مؤتمر المائدة المستديرة في لندن ، وخلال الحرب العالمية الأولى تسارعت الأحداث، وانهارت ألمانيا وتركيا، وفي عام 1364هـ/ 1945م التقى الملك عبدالعزيز – رحمه الله – بالرئيس الأمريكي (روزفلت) في البحيرات المرة قرب مدينة الإسماعيلية ، ووعده بأن حل القضية الفلسطينية لن يتم إلا بموافقة العرب واليهود معاً . وفي عام 1366هـ/ 1947م صدر قرار التقسيم ، وقد قوبل بالرفض العربي ، وفي عام 1367هـ/ 1948م وبعد أن اطمأنت بريطانيا على الوضع اليهودي انسحبت من فلسطين في نفس العام ، واندلعت أول الحروب العربية الإسرائيلية ، حيث تمكن اليهود من حشد (65) ألف مقاتل واستولوا على فلسطين قبل أن تدخلها الجيوش العربيـــة، على أثر قرار جامعة الدول العربية دخلت الجيوش العربية فلسطين عام 1367هـ/ 1948م .
(ب) مشاركة القوات المسلحة السعودية في حرب فلسطين :
أصدر الملك عبدالعزيز – رحمه الله– أوامره إلى وزير الدفاع وأمــره باستنفــار الجيش السعودي ، وكانت القوات السعودية تتمركز في مدينة الطائف على شكل سرايا مقاتلة ، وفي عام 1367هـ/ 1948م غادرت القوات السعودية مطار جدة متوجهة إلى جمهورية مصر العربية ، حيث نزلت بميناء فاروق الجوي ، أما الأسلحة المساندة والذخائر فقد أرسلت بحراً إلى ميناء السويس ، وبعد أن تجمعت القـــوات في العريش دخلت فلسطين عن طريق رفح وواصلت سيرها إلى غـــزة ، وقد بلغ عــدد القوات السعودية التي شاركت في حرب فلسطين حـوالي (3000) مقاتل موزعين على فوجين بكل فــــوج (1500) مقاتـــل وكل فـــوج يتكون من ثــلاث سرايا مشاة كل سرية تضم (220) مقاتل، وقد وصلت هذه القوات في رجب 1367هـ/ يونيــو 1948م ، تكونت الدفعة الأولى من الفوج الأول وقاتل إلى جانب القوات المصرية الشقيقـــة ، أما الدفعة الثانية فتكونت من الفوج الثاني مشاة ومن سرية مدرعات ، وقد احتشدت القوات السعودية جنباً إلى جنب مع القوات المصرية في الجبهة الجنوبيــة ، ثم تقدمت في اتجاه الشمال مروراً بـ (دير البلح ، خان يـــونس ، غزة ، المجدول ، دير سنيد) ، وكانت قيادة هذه القوات في مدينة غزة ، وبدأت تقاتل في الخطوط الأمامية في غزة ودير سنيد وبيت عفة ، وموقعة (كراتيه) التي استمرت سبعة أيام متواصلة ومعركة بيت إسحاق ومعركة المزرعة وغيرها ، لقد استبسلت القوات السعودية في فلسطين وشهد الأعداء بكفاءة المقاتل السعـودي ، كما أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله بتسجيل المتطوعين فوق سن العشرين عاماً للمشاركة في القتال واتخذ مدينة الجوف مقراً للحشد ومن ثم توجهوا إلى فلسطـــين عن طريق الأردن وقاتلوا ضمن فوج اليرموك الأول ، وقد استشهد منهم (140) وجرح منهم (33) من بينهم أربعة معاقين إعاقة مستديمة .
(2) القوات السعودية التي شاركت على الجبهة الأردنية :
في عام 1386هـ/ 1967م صدرت الأوامر للقوات المسلحة السعودية والتي على إثرها تحرك اللواء الحادي عشر مشاة إلى الأردن للمشاركة مع القوات الأردنية الشقيقة في القتال ضد العدو الإسرائيلي ، وقد شاركت القوات السعودية في الدفـاع عن الأردن، حيث قاتلت في معركة (غور الصافي) ومعركة (الكرامة) ، ونفذت الخطة الدفاعية جنباً إلى جنب مع القوات الأردنيــة ، وكانت القوات المشاركة تتــألف من اللواء الحادي عشر مشاة والقوات الملحقة عليه . وفي عـــام 1397هـ/ 1976م عادت هذه القوات إلى المملكة بعد أن أمضت عشر سنوات بالمملكة الأردنية الشقيقة



 
حرب رمضان 1393هـ/ 1973م

شهدت الفترة من عام 1967–1973م عدة خطوات لتجاوز هزيمة حزيران حيث بدأت الاتصالات العربية للم شمل الأمة العربية وتوحيد صفوفها ، فوقعت مصــر وسوريـا اتفاقــاً عسكريــاً ، وفي العاشـــر من رمضان 1393هـ/ السادس من أكتوبر عام 1973م انطلقت القــوات العربية إلى الأهداف المحددة لها ، وحطمت القوات المصرية الباسلة خط بارليـف ، وتوغلت القـــوات السوريـة إلــى مشارف بحيرة طبرية ونهر الأردن ، وطوقت مدينة القنيطرة ، وأوقفت الهجوم الإسرائيلي المضاد ، واستخدم العرب سلاح النفط لأول مرة في المعركة .
وبعد تدخل أمريكا إلى جانب إسرائيل اضطرت الدول العربية إلى وقف القتال وأعلنت اعتزامها القبول بالهدنة الدولية ، وتم فصل القوات المصرية والإسرائيلية بناءً على الاجتماع الذي تم بين الرئيس المصري أنور السادات ووزير خارجية أمريكا (هنري كيسنجر) ، وفي عام 1393هـ/ 1973م تم الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في هضبـة الجولان .
(ب) القوات السعودية التي شاركت على الجبهة السورية :
في عام 1393هـ/ 1973م صدرت الأوامر للواء العشرين مشاة والوحدات الملحقة عليه بالتحرك إلى سوريا لمشاركة القوات السورية الشقيقة في تنفيذ الخطة الدفاعيــة ، وقد شاركت القوات السعودية القوات السورية طوال حرب الاستنزاف ، وخاضت المعارك التي خاضتها القوات السورية مثل معركة تل مرعي حيث خاضت المدرعات السعودية معارك شرسة ضد مدرعات العدو الإسرائيلي وكبدتها خسائر فادحة ، وقد بقيت القوات السعودية إلى جانب القوات السورية ثلاث سنوات ، وفي عام 1396هـ/ 1976م عادت إلى أرض الوطن .
(4) مشاركــــــة القوات الجويــــة الملكية السعوديـــــة . خلال العدوان الثلاثي عام 1374هـ/ 1956م استضافت المملـــكة الطائرات الحربيــة المصرية وآوتها حتى لا تتعرض للتدمــير أثناء قصف العدو للمطارات المصرية ، وخلال حرب 1386هـ/ 1967م جهزت المملكة القوات الجوية للمشاركة في صد العدوان إلا أن الحرب انتهت بصورة محزنة وسريعة ، ولكي تعوض المملكة الأردن عن الخسائر التي لحقت بقواته الجوية أهدت إليه ما تملكه من طائــــرات (هوكر هنتر) ، وخــلال حرب 1393هـ/ 1973م استضافت المملكة في قاعدة الظهـران الجوية أعداداً من الطيارين والفنيين المصريين للقيام بتدريبات مشتركة على الطائرات المقاتلة السعودية لاستخدامها عند الحاجة . وإنفاذاً لتوجيهات الملك فيصل – رحمه الله – أرسلت المملكة عشر طائرات عمودية مسلحة بكامل أطقمها إلى جمهورية مصر العربيـة وقد بقيت هذه الطائرات وأطقمها لمدة شهرين ثم عادت إلى المملكة بعد ذلك .

5 – مساهمة القوات المسلحة السعودية في حفظ الأمن والسلم الدولي:
(1) عـــــام :
تعد المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي وضعت قواتها المسلحة في خدمة الأمن والسلم الدوليين ، فعلى المستوى العربي اشتركت في قوة الأمن العربية والتي تحولت إلى قوة الردع العربيــة في الأعوام 1397هـ/ 1978م إلى 1399هـ/ 1980م في لبنان مع قوات الدول العربية ، أما على المستوى الدولي فقد اشتركــت مع القوات الدوليــة التي توجهــت إلى الصومال في العام 1413هـ/ 1993م ، إضافة إلى ذلك ساهمت المملكة العربية السعودية بتقديم المساعدات والإغاثة في حالات الكوارث وقد ساهمت القوات الجوية الملكية السعودية بنقل هذه المساعدات العاجلة إلى المواقع المتضررة .
(2) مساهمة المملكة العربية السعوديـــة في حفظ الأمــن في لبنان :
نتيجة للحرب الأهلية التي اشتعلت في لبنان منذ عام 1395هـ/ 1975م اتفقت الدول العربية على تشكيل قوة أمن عربية تقوم بإعادة الأمن والسلام إلى لبنان ، ولقد تحدد لكل دولة أن تساهم بكتيبة في هذه القوة على أن ترتبط هذه القوة بجامعة الدول العربية بالقاهرة ، ولقد أنيط بالمملكة العربية السعودية إضافة إلى مساهمتها بالقوة أن تقوم بتأمين الاتصال ما بين جامعة الدول العربية بالقاهرة وقيادة القوة في لبنان(5). ولقد استمر الحال على هذا لمدة ستة أشهر حتى صدر قرار بتحويل هذه القوة إلى قوة ردع عربية يكون ارتباطها برئيس الجمهورية اللبنانية ، حيث تم سحب فصيل الإشارة من القاهرة وإعادته إلى المملكة لانتفاء الحاجة له . واستمرت مهمة تأمين الاتصال ما بين القوات العربية المتواجدة في لبنان على عاتق سرية الإشارة المتواجدة هناك والتي توزعت على مواقع هذه القوات لتأمين الاتصالات فيما بينها(6) . ولقد كان من أهم مهام القوة السعودية في قوة الردع العربية ما يلي(7):
§ حراسة وأمن بعض السفارات .
§ توفير الأمن والحماية لبعض المناطق في لبنان .
§ التدقيق الأمني وإقامة حواجز التفتيش .
§ تسيير الحراسات والدوريات حسب خطط الأمن المعدة لذلك .
§ الفصل بين القوات المشتبكة عندما يتطلب الموقف ذلك .
§ المساعدة في توزيع الإعانات التي تقدمها حكومة المملكة للمتضررين في لبنان .
§ فض الشغب والمظاهرات في مناطق تواجدها .
§ حراسة بعض القوافل عندما يتطلب منها ذلك .
§ إقامة الحواجز الثابتة والمتحركة والتفتيش عن الأسلحة والمتفجرات .
يتبع​
 
الخاتــــمة
لقد أعدت هذه الدراسة عن " مسيرة القوات المسلحة السعودية خلال مائة عام " لتوضح البنية والتركيبة الحقيقية للقوات المسلحة السعودية في كافة مستوياتهـا وتخصصاتهــا ، والحروب والأزمات العديدة التي شاركت فيها ، والمهام الوطنية السلمية المناطة بها ، ولتعكس هذه الدراسة أيضاً الأبعاد الواقعية بكل جلاء ووضوح عن ماضي مشرف مثل حروب التوحيد وإعادة لم شمل الأمة ، وحاضر زاهر ، ومستقبل مشرق لهذه القــــوات – إن شاء الله – والتي وضع لبناتها الأولى القائد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود ، حين شكل جيش (الإخوان) و (الجهاد) ليقود بهذا الجيش ملحمة التوحيد والأمان والاستقرار ، فقد استلهم الملك عبدالعزيز وبرؤيته الإسلامية الثاقبة الدور القيادي والحيوي الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية إقليمياً وإسلامياً ودولياً ، واستشعر اتساع رقعة بلاده ، وتعدد أشكال هيئاتها الطبيعية وطول حدودها الدولية ، فأدرك أن ذلك يستلزم وجود قوات مسلحة مناسبة الحجـم جيدة الإعداد والتدريب ، فعالة وقادرة على الأعمال العسكرية والمهام القتالية، لإعلاء راية الدين الإسلامي والدفاع عن الوطن والحفاظ على مقدساته ومكتسباته .
فاهتم ببناء وتطوير القوات المسلحة وسلحها بأحدث الأسلحة والمعدات ، واهتم بتعليم وتأهيل العنصر البشري لكونه أحد الركائز الأساسية للنهوض بالقوات المسلحة .
فافتتح الكليات والمعاهد والمراكز والمدارس العسكرية التعليمية ، واستقطب الطاقات والخبرات المحلية والعربية ، وأرسل البعثات العسكرية الخارجية للدول المتقدمــــة لتطويـــر العنصر البشــــري عسكرياً وعلمياً لاقتناعه – رحمه الله – ، بأن قوة السلاح الحقيقية يقررها حامل السلاح المتعلم الخبير باستخدامه .
ويركز التعليم والتدريب العسكري على غرس العقيدة الإسلامية ، وبث الروح العسكرية لدى العسكريين ، وتأهيلهم علمياً وعسكرياً وعلى كافة مستوياتهم ورتبهم وتخصصاتهم العسكرية ، لتحقيق أكبر قدر من استغلال القدرات البشرية عسكرياً وثقافياً ونفسياً ، وقد جهزت المؤسسات العسكرية التعليمية بأحدث الوسائل والأدوات التعليمية ، وطبقت فيها أرقى أساليب التعليم والتــدريب ، واختير أفضل المعلمين لغرض تأهيل العسكري السعودي من القائد حتى أصغر جندي وفي جميع الفروع والتخصصات العسكرية .
وكانت الاختبارات العملية لفعالية وجدوى القوات المسلحة السعودية حين واجهت المملكة بعض الأزمات الوطنية ، كحرب تحرير الكويت وحرب الوديعة ، فانتصرت بفضل الله بكلتيهما .
وحين شاركت القوات المسلحة السعودية الأمة العربية والإسلامية في الحروب العربية الإسـرائيلية ، سواء في حرب فلسطين أو في الدفاع عن المملكة الأردنية الهاشمية أو الجمهورية العربية السورية أو حماية القوافل التجارية البحرية والممرات المائية المؤدية إلى الموانئ السعودية وموانئ دول الخليج كذلك مشاركتها الفعالة في كسح الألغام البحرية من الممرات المائية الخليجية مثل الكويت إبان الحرب العراقية الإيرانية وبعدها ، فنالت بذلك إعجاب الدول العربيـة والإسلامية .
وحين ساهمت القوات المسلحة السعودية في عمليات الأمن وحفظ السلام العالمي في لبنان والصومال وغيرها ، لقت استحسان واحترام دول العالم لدورهــا الإنساني .
ولم يقتصر دور القوات المسلحة السعودية على الحروب والأزمات المحلية، والإقليمية والعالمية ، وإنما تعداه لدور فاعل ومتسع داخل المجتمع السعودي في مجالات التنمية العلمية والتقنية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية ، لتصبح القوات المسلحة بالإضافة لكونها إحدى الركائز الأساسية لأمن واستقرار المملكة ، مؤسسة حضارية عصرية بل مدرسة للأمة كلها ، يشرف ويرعى ملحمة تطويرها وخلال قرابة ستة وثلاثين عاماً سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير : سلطان بن عبدالعزيز في ضوء التوجيهات السامية للقائد الأعلى لكافة القوات العسكرية خادم الحرميـن الشريفيــن ، وسمو ولي عهده الأمين ، ولتتمحور رؤية القيادة السياسية والعسكرية المستقبلية في بناء وتطوير وتسليح القوات المسلحة ، وممارسة وإدارة العمليات العسكرية على خمسة محاور هي :
أ – عقيدة عسكرية ثابتة وراسخة مستمدة من العقيدة الإسلامية للمملكة العربية السعودية ، مستفيدة من أعظم دستور عرفته الإنسانية عبر تاريخها الطويل ألا وهو القرآن الكريم والسنة النبويــة ، وإرث عسكري إسلامي صنع ودرب أجيالاً من القادة العسكريين المسلمين ، كانت لهم صفحات مشرقة في التـاريخ الحــربي .
ب –بناء قوات مسلحة مناسبة . ذات عدد متوازن وتسليح متقدم وتدريب فعال يحفظ للمملكة أمنها واستقرارها وسيادتها الوطنية .
جـ – المحافظة على اقتصاد وطني قوي " اقتصاد الحرب " ، والذي يعني ربط كافة أنشطة الدولة الاقتصادية بمطالب الصراع المسلح في مسرح العمليات أثناء الحروب والأزمات ، كما حدث في حرب تحرير الكويت .
د – المحافظة على إيجاد قيادة عسكرية واعية توجهها القيادة السياسية الحكيمــة للمملكة العربية السعودية ، لتوليها المواقع العسكرية الحيوية والحساسة ، تكون هذه القيادة العسكرية الواعية قادرة على التخطيط والإعداد وإدارة المعركة العسكرية .
هـ –إيجاد قاعدة للصناعات والتقنية العسكرية ، فلدى المملكة حالياً المؤسسة العامة للصناعات الحربية ، والمصانع الألكترونية المتقدمة في برامج التوازن الاقتصادي، وتعمل هذه المؤسسات الصناعية على إمداد القوات المسلحة السعودية بالذخائر والأسلحة الخفيفة والأجهزة الألكترونية ، وتعتبر هذه المؤسسات حاضناً صناعياً وتقنياً للتقدم المستقبلي .





 
الله يعطيك العافية اخي فريق اول
موضوع رائع عن مسيرة مشرف للقوات المسلحة السعودية ومازال الطريق
طويل وان شاءالله وبتوفيقه ستصل القوات السعودية الى مانطمح اليه جميعنا
 
الله يعطيك العافية اخي فريق اول
موضوع رائع عن مسيرة مشرف للقوات المسلحة السعودية ومازال الطريق
طويل وان شاءالله وبتوفيقه ستصل القوات السعودية الى مانطمح اليه جميعنا


مرحبآ بمرورك الكريم وهذا شرف لي ووسام غالي عندي

بعد العواصف الرهيبه التي مريت بها انا
 
بارك الله فيك أخي العزيز ما قصرت على كتابة الموضوع
و قد قرأته مسبقا في كتاب عن القوات المسلحة السعودية 1319-1419​
 
مواقف السعودية خلال الازمات العربية الماضية كانت مشرفة ومعروفة وما وقوفها مع سوريا والاردن ولبنان والكويت الا دليل على لذك
 
الف شكر لك اخي فريق على الموضوع الرائع
 
موضوع ومعلومات ممتازة الف شكر لك فريق اول
 
ما نوع الطائرة السعودية التي اسقطت؟؟

وهل توفي الطيار ام نجا؟
 
موضوع جميل وانشاء الله قريبا نري العرب صفا واحدا
 
موضوع جميل جدا

كلما ذكرت معركة الوديعة تذكرت سعادة اللواء محمد بديرة

رحمة الله رجل المهام الصعبة
 
التعديل الأخير:
انتهجت المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها ، وخصوصاً اليمن بشطريه (آنذاك) . وبعد أن حصل اليمن الجنوبي على استقلاله في 1386هـ/ 30 نوفمبر عام 1967م تحت اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ، وتسلمت مقاليد السلطة فيه منظمة يمنية شيوعية اسمها (الجبهة القومية لتحرير جنـوب اليمــن) برئاسة قحطان الشعبي نشبت خلافات سياسية بين الجبهات والمنظمات الوطنية التي شاركت (الجبهـــــة القوميــة) في مسيــرة التحريـــر ، تبعهـــا مشاكل اقتصاديــة أدت إلى اضطرابات داخلية وعصيان مدني في مدن وقرى اليمن الجنوبي ضـد حكومته .
ولتصدير المشاكل الداخلية إلى خارج اليمن الجنوبي ، افتعلت الحكومة قضايا حدودية مع اليمن الشمالي ومع المملكة العربية السعودية لصرف أنظار الشعب عن أسباب فشلها في تحقيق الأهداف الوطنية وطموحات وتطلعات الشعب التنموية .
حيث قامت بعض الدوريات العسكرية لليمن الجنوبي ببعض الاستفزازات والمناوشات الحدودية ، تبعتها بعض التجاوزات الحدودية ، ردتها السلطات السعودية دون أن تتعرض هذه الدوريات بسوء .
وفي 1388هـ/ 27 تشرين الثاني " نوفمبر " 1969م هاجمت وحدات من الجيش النظامي اليمني مركز الوديعة السعودي على الحدود مع اليمن الجنوبي ، حيث اجتاز اللواء الثلاثون مشاة وبعض المليشيات القبلية تسانده الطائرات والمدفعية حدود المملكة، ودخلَ قرن الوديعة بينما اتجه جزء من هذه القوات إلى مدينة شرورة إلا أنه تم إيقافها ودحرها وإبطال خطتها .
وفي 17 رمضان 1389هـ/ 1969م أبلغت القيادة السياسية والعسكرية في المملكة العربية السعودية بأن قوات يمنية جنوبية قد دخلت مركز الوديعة فأصدر جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – أمره بطرد المعتدين ، وعلى أثره أصدر وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أمره إلى قوات سعودية برية وجوية(1) باستعادة مركز الوديعة وطرد المعتدين خارج الحدود الدولية للمملكة العربية السعودية ، وكلفت المنطقة الجنوبية بهذه المهمة وتم استرجاع مركز الوديعة وما أُغتصب من أراضي بعون الله خلال يومين وتمت مطاردة المعتدي خارج الحدود .
(2) مراحل معركة الوديعة :
( أ ) المرحلة الأولى (مرحلة القصف الجـــوي) .بدأت العملية العسكرية بنيران تحضيرية ، حيث بدأ القصف الجــوي من قبــل سلاح الطيران الملكي السعودي الساعة الواحدة ظهراً يوم 19 رمضان 1389هـ/ 1969م ، وتركز القصف على قوات المعتدي خاصة في قرن الوديعة ، واستمر القصف حتى المساء وفي صباح اليوم التالي ركّز القصف الجوي على قيادات المعتدي ، ومناطق إسناده الإدارية ، وخطوط مواصلاته وقواعده الخلفية .
(2) المرحلة الثانية (الهجوم البري) . بدأ الهجوم البري سعت (0945 رمضان 1389هـ/ 1969م ) على محورين كالتالي :
( أ ) كتيبة من الحرس الوطني مع فصيل البندقية م/د (106) وبعض فصائل أخرى تسلك المحور الغربي لتطهير وإستعادة قرن الوديعة وطرد المعتـدي.
(ب) س2 ك1 ل8 + س1 ك1 ل10 + فصيل بندقية م/د 106 + مجموعة من خويا الإمارة والمجاهدين وحرس الحدود تسلك المحور الشرقي عبر وادي أم السلم وغربه لتدمير المعتدي وطرده خارج الحدود .
(جـ) حاولت قوات المعتدي المتمركزة في أم السلم القيام بهجوم مضاد عندما انقسمت إلى قسمين قسم أصبح يشاغل القوات السعودية المهاجمة ، وقسم قام بالالتفاف من الناحية الشرقيـة إلا أن المحاولة فشلت .
(د) وفي اليوم التالي بدأ الاشتباك عند الفجر واستمر طيلة النهار عندها قتل قائد لواء المعتدين ، وبدأت قواته بالانسحاب والتراجع أمـــام ضربات القوات المسلحة السعوديـة ، وحدث استغلال نجاح ومطاردة حتى تم طردهم نهائياً خارج حدود المملكة يوم 24 رمضان 1389هـ/ 1969م ، وفي 25 رمضان 1389هـ/ 1969م صدر الأمر بإيقاف القتال والتوقف عند الحدود .
(3) المرحلة الثالثة (مرحلة التعزيز) . تم طرد المعتدي خارج الحدود والتمركز في المواقع الدفاعية وتحصينها في قعافز وقنابر ، وكانت خسائر القـــوات السعودية استشهاد (39) فرداً وأسر (26) وتدمير بعض المعدات وإسقاط طائرة مقاتلة ، أما خسائر المعتدي فكانت كبيرة حيث تم أسر عدد كبير منهم ودمرت معظم أسلحته ومعداته وتم الاستيلاء على الباقي منها . أخذت تتوالى وصول القوات السعودية إلى شرورة حيث وصلت بقية الكتيبة الأولى من ل10 ، وسرية مدرعات وسرية هاون ووحدات أخرى، وتم الاحتفال بالنصر يوم عيد الفطر المبارك في قطاع الوديعـة بمشاركة جميع القوات التي نفذت العمليــة .

يتبع


اولا اشكرك على الموضوع الرائع ، ودعواتنا للملكه العربيه السعوديه ، صاحبت الفضل الكبير على جميع دول المواجهه سابقا ولغايه يومنا هذا .......

عندما قرائت عن هذه المعركه ،، تذكرت ما قرئته سابقا عن قائد سلاح الجو الاردني سهل حمزه ، الذي رفض المشاركه الاردنيه بهذه الحروب بتلك الفتره وذلك لانها كانت تقضي بقصف القوات المصريه المتواجده باليمن وقصف بوارجها الحربيه .. وخيانته للاردن وهروبه لمصر واعلام الرئيس عبد الناصر بالخطه ... كلها امور تدعو للخجل . ولكنها تاريخنا ويجب ان ندرسه ونتعلم منه
انصحكم بمراجعه هذا الموضوع .

http://www.alfikralarabi.org/modules.php?name=News&file=print&sid=664
ودمتم سالمين
 
ياليت تضع هذا الرابط كمشاركة في هذا القسم او اي قسم مناسب من اقسام التاريخ اخي بهاء لان حرب الوديعة تختلف عن حرب اليمن


تحياتي
 
كنا نسمع عن معركة الوديعة ولكن بفضل الفريق اول اصبحت لدنيا فكرة كاملة عن محتواها
تشكر يا سعادة الفريق اول
 
عودة
أعلى