فضيحة تصوير شركة «جيسرائيل» لكل من أراضى مصر وسوريا والأردن تساوى بالضبط إغماض عيون القيادات العربية عن الأسلوب اللائق باستخدام ثروتها المكدسة فى بنوك أوروبا وأمريكا وعدم استغلال ولو جزء بسيط من تلك الأموال لتطوير الحياة العلمية من المحيط إلى الخليج.
نحن فى حالة ترهل سادت الضمير العربى منذ نهاية حرب ١٩٧٣.. وأدى ذلك لترك العقول المبدعة تدهس تحت أقدمنا وترك أجيال متتابعة من الشباب وهم يخبطون رؤوسهم فى حائط البطالة والعجز والتطرف.
وفى أثناء ذلك كله تمد إسرائيل مخالبها إلى خزائن العرب المكدسة بأموالنا لتأخذ بعضاً من تلك الأموال لتطوير حياتها وترانا بعيون الأقمار الصناعية لتبيع تلك الصور لشركة جوجل.. وهكذا استطاع تاجر البندقية شيلوك أن يخرج من مسرحية شكسبير ليقتطع أكثر من رطل لحم من حول قلب العربى الكسيح!!
خبر تصوير شركة إسرائيلية المواقع المصرية بمنتهى الحرية والبساطة وبيع هذه الخرائط إلى شركة جوجل إرث هو خبر قديم عمره سنوات، فهذه الشركة تقوم بمسح جغرافى لكل شبر فى مصر من أسوان وحلايب وشلاتين جنوبا إلى الإسكندرية شمالاً والسلوم غرباً وسيناء ومدن القناة شرقاً.. وتتحرك بحرية ويسر وسلام ترصد كل شبر وكل حارة مصرية وكأنها صاحبة الأرض أو على أقل تقدير دولة شقيقة!! وليست العدو الأول رغم معاهدة السلام القائمة بين البلدين.
أليس هذا اختراقا للأمن المصرى؟ وإذا لم يكن كيف يتم تفسير الأمر؟ هل تعلم الدولة المصرية بهذا الأمر أم لا؟
إن كانت تعلم فهذه كارثة وإذا كانت لا تعلم فهذه أكثر من مصيبة؟ أم أن القضية لا تعنيها؟! ويكفيها ما لديها من مشاكل يومية واعتصامات وانتخابات وقضايا توريث وتمديد؟
على الجانب الآخر، أكد هذه المعلومة مكتب جوجل بمنطقة الشرق الاوسط، وأعلن أن جوجل فعلاً تتعامل مع شركة جيسرائيل للقيام بمسوح جغرافية لمصر والأردن وسوريا.. والذى كشف الأمر ظهور صور لمواقع مصرية للقاهرة وأسوان، ويظهر على أحد جوانب الصورة كلمة جيسرائيل. وتعلل جوجل الأمر ببساطة باعتبار هذا خطأ تقنياً سيتم تداركه ومعالجته، والتعليل الآخر تقارب الحدود بين هذه البلاد: إسرائيل ومصر والأردن وسوريا..رغم أن هناك مسافة شاسعة بين أسوان وتل أبيب- لاتقل عن ٥٥٠ كيلومتراً مربعاً- والقاهرة وتل أبيب.
فى رأيى ليس الخطأ هو خطأ شركة جوجل العالمية..
ولكن الخطأ الأول والأخير هو خطأ المسؤولين المصريين والعرب والمفكرين المصريين والعرب.. لماذا لم تقم شركة مصرية أو شركة عربية بهذه المسوح الجغرافية؟ ولماذا لم يتحمس رجل من رجال الأعمال المصريين لهذا العمل الوطنى؟.. ولماذا تركنا الساحة للعدو الذكى؟ ولماذا لم تحم القوانين المصرية والعربية حقوقها الخاصة بالملكية الفكرية؟ أم أن القوانين المصرية لاتقف بالمرصاد إلا للمظاهرات المصرية السلمية التى تطالب بالحرية والحق فى حياة كريمة حتى لو فقيرة؟
إن عملية تصوير البلاد العربية بواسطة شركة إسرائيلية لا تتطلب اعتذاراً من شركة جوجل.. ولكن يتطلب الأمر من الدول العربية إعداد خريطة لإعادة بناء الحياة على الأرض العربية من المحيط إلى الخليج.. لا بمنطق الربح والخسارة الرقمى، ولكن بمنطق آدم سميث مؤسس الاقتصاد الحر، الذى آمن بأن الثروة ليست هى الذهب المكدس فى خزائن الملوك والحكام ولكنها فى حركة المال لصناعة مشاريع تطور من حياة البشر..
فهل استوعبنا ذلك أم انحسر دورنا فى فهم التقدم على أنه استيراد كل شىء.. حتى خرائط شوارعنا من أعدائنا.
نحن فى حالة ترهل سادت الضمير العربى منذ نهاية حرب ١٩٧٣.. وأدى ذلك لترك العقول المبدعة تدهس تحت أقدمنا وترك أجيال متتابعة من الشباب وهم يخبطون رؤوسهم فى حائط البطالة والعجز والتطرف.
وفى أثناء ذلك كله تمد إسرائيل مخالبها إلى خزائن العرب المكدسة بأموالنا لتأخذ بعضاً من تلك الأموال لتطوير حياتها وترانا بعيون الأقمار الصناعية لتبيع تلك الصور لشركة جوجل.. وهكذا استطاع تاجر البندقية شيلوك أن يخرج من مسرحية شكسبير ليقتطع أكثر من رطل لحم من حول قلب العربى الكسيح!!
خبر تصوير شركة إسرائيلية المواقع المصرية بمنتهى الحرية والبساطة وبيع هذه الخرائط إلى شركة جوجل إرث هو خبر قديم عمره سنوات، فهذه الشركة تقوم بمسح جغرافى لكل شبر فى مصر من أسوان وحلايب وشلاتين جنوبا إلى الإسكندرية شمالاً والسلوم غرباً وسيناء ومدن القناة شرقاً.. وتتحرك بحرية ويسر وسلام ترصد كل شبر وكل حارة مصرية وكأنها صاحبة الأرض أو على أقل تقدير دولة شقيقة!! وليست العدو الأول رغم معاهدة السلام القائمة بين البلدين.
أليس هذا اختراقا للأمن المصرى؟ وإذا لم يكن كيف يتم تفسير الأمر؟ هل تعلم الدولة المصرية بهذا الأمر أم لا؟
إن كانت تعلم فهذه كارثة وإذا كانت لا تعلم فهذه أكثر من مصيبة؟ أم أن القضية لا تعنيها؟! ويكفيها ما لديها من مشاكل يومية واعتصامات وانتخابات وقضايا توريث وتمديد؟
على الجانب الآخر، أكد هذه المعلومة مكتب جوجل بمنطقة الشرق الاوسط، وأعلن أن جوجل فعلاً تتعامل مع شركة جيسرائيل للقيام بمسوح جغرافية لمصر والأردن وسوريا.. والذى كشف الأمر ظهور صور لمواقع مصرية للقاهرة وأسوان، ويظهر على أحد جوانب الصورة كلمة جيسرائيل. وتعلل جوجل الأمر ببساطة باعتبار هذا خطأ تقنياً سيتم تداركه ومعالجته، والتعليل الآخر تقارب الحدود بين هذه البلاد: إسرائيل ومصر والأردن وسوريا..رغم أن هناك مسافة شاسعة بين أسوان وتل أبيب- لاتقل عن ٥٥٠ كيلومتراً مربعاً- والقاهرة وتل أبيب.
فى رأيى ليس الخطأ هو خطأ شركة جوجل العالمية..
ولكن الخطأ الأول والأخير هو خطأ المسؤولين المصريين والعرب والمفكرين المصريين والعرب.. لماذا لم تقم شركة مصرية أو شركة عربية بهذه المسوح الجغرافية؟ ولماذا لم يتحمس رجل من رجال الأعمال المصريين لهذا العمل الوطنى؟.. ولماذا تركنا الساحة للعدو الذكى؟ ولماذا لم تحم القوانين المصرية والعربية حقوقها الخاصة بالملكية الفكرية؟ أم أن القوانين المصرية لاتقف بالمرصاد إلا للمظاهرات المصرية السلمية التى تطالب بالحرية والحق فى حياة كريمة حتى لو فقيرة؟
إن عملية تصوير البلاد العربية بواسطة شركة إسرائيلية لا تتطلب اعتذاراً من شركة جوجل.. ولكن يتطلب الأمر من الدول العربية إعداد خريطة لإعادة بناء الحياة على الأرض العربية من المحيط إلى الخليج.. لا بمنطق الربح والخسارة الرقمى، ولكن بمنطق آدم سميث مؤسس الاقتصاد الحر، الذى آمن بأن الثروة ليست هى الذهب المكدس فى خزائن الملوك والحكام ولكنها فى حركة المال لصناعة مشاريع تطور من حياة البشر..
فهل استوعبنا ذلك أم انحسر دورنا فى فهم التقدم على أنه استيراد كل شىء.. حتى خرائط شوارعنا من أعدائنا.
:busted_red[1]::busted_red[1]::busted_red[1]: