للمسألة الكردية مفاعيل وتداعيات, على الصراع الكوني في الشرق الأوسط وعلى الشرق ذاته, وبعمق وباستمرار بروزاً وتصاعداً, وعبر متتاليات هندسية سياسية وأمنية وعسكرية, من خلال سعي حثيث محموم لزعماء الحركات الكردية الأنفصالية في الأستقواء بالخارج, عبر بناء تحالفاتهم الأمنية – السياسية – العسكرية مع القوى الخارجية, ذات التوجهات المعادية لشعوب وتاريخ منطقة الشرق الأوسط, وللعراق تحديداً ودول جوارة الأقليمي والعربي, تركيا, سوريا,ايران, السعودية, الكويت, والأردن.
تقول المعلومات, أنّ عناصر البشمركة الكردية, تلقت وما زالت تتلقى التدريب العسكري النوعي الأحترافي, وتحت اشراف عناصر النخب في الكوماندوز الأسرائليين, وفي مناطق بعضها سرّي في مناطق اقليم كردستان الجبلية النائية, وبعضها في مناطق معلنة للبعض, واعطاء دورات تدريبية لهم على يد خبراء اسرائليين وأمريكان وبريطانيين, تشمل العمليات الأعتراضية المتعلقة باعتراض ومهاجمة الدوريات العسكرية, وعمليات حماية المطارات, ومن خلال الأتفاقيات التي وقعتها حكومة كردستان العراقية الأقليمية, مع الشركات الأمنية والعسكرية الأسرائلية, بحيث يتم الأشراف على تدريب عناصر البشمركة ضمن أحدث المواصفات العسكرية, والعمل على بناء مطارات صغيرة لأداء مزدوج للأغراض العسكرية والمدنية.
ومع تدريبهم على أعمال "القنّاصة" وآداء المهام الخاصة, من حيث تنظيم وتخطيط الأغتيالات وعمليات "فرق الموت", وكيفية جمع المعلومات وارسالها سواءً داخل اقليم كردستان العراق, ولجهة جمع المعلومات عن الداخل التركي, عبر أكراد تركيا المتواجدون في جنوب تركيا, وعن الداخل الأيراني, عبر أكراد ايران المتواجدون في غرب ايران, وعن الداخل السوري, عبر أكراد سوريا المتواجدون في شرق سوريا.
وتؤكد بعض المعلومات الأستخبارية, أنّ حكومة كردستان العراقية الأقليمية, تعاقدت مع شركة "انتاروب الأسرائلية", ومع شركات مسجلة في سويسرا كفروع لشركات اسرائلية أخرى هما: شركة "كيودو" وشركة"كلوزيوم", كي يتم تزويد المطارات الصغيرة ومطار أربيل الأممي, بأجهزة أمنية حسّاسة ذات تقنيات عالية, مربوطة بالأقمار الصناعية الأسرائلية والأميركية التجسسية, والأشراف على تجهيز وتركيب وتشغيل نظام الأتصالات الأمنية في المطارات الأخرى ومطار أربيل الدولي, وكذلك تعاقد آخر مستمر مع شركات اسرائلية متخصصة في مجالات الأمن وتكنولوجيا مكافحة الأرهاب, تعد وتشرف على معسكرات تدريب باقليم كردستان العراق- سريّة ومعلنة - تحت شيفرة اسم كودي أمني هوZ ), كل ذلك من أجل اعداد جيش"نظامي" كردي محترف متحالف مع قوى خارجية, بعقيدة عسكرية كردية قومية, تهدف الى قيام دولة كردية فدرالية مركزها شمال العراق, وحكوماتها المحلية في الجيوب الأقليمية لأقليم كردستان العراق, الجيب التركي في جنوبها, والجيب الأيراني في غربها, والجيب السوري في شرقها).
بحيث يجيىء بناء هذا الجيش "الكردي النظامي", عبر رؤية استراتيجية لجهاز "الموساد" الأسرائيلي كفرع خارجي, بدعم من جهاز المخابرات الأسرائيلي الداخلي, بالتنسيق مع السي أي ايه وجهاز المخابرات البريطاني الفرع الخارجي MI6, وبالتعاون والتنسيق مع مجمع مخابرات أممي له مصالحه الأستراتيجية في المنطقة.
وتتحدث المعلومات, أنّ ضابط الأرتباط بين تل أبيب والأكراد وحركاتهم السياسية وأذرعها العسكرية, هو رئيس جهاز الموساد السابق(داني ياتوم) حيث لعمّان قصة معه, عندما حاول وجهازه اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عام 1997 م في عمّان, وبقية القصة معروفة للجميع, وكيف استثمر الملك الحسين رحمه الله فشل الموساد, وصنع من فشله أي الموساد , نصراً عظيماً لعمّان والعرب ولحماس كحركة مقاومة شعبويّة مسلحة, وكم كان رحمه الله جاداً بالغاء معاهدة وادي عربة مع اسرائيل, ان لم تحترم سيادة الدولة الأردنية, كما تحضر الترياق لأنقاذ حياة خالد مشعل أبو الوليد, وتطلق سراح الشيخ الشهيد المجاهد, مؤسس حماس أحمد ياسين رحمه الله تعالى.
وتستمر المعلومات المخابراتية, بسرد الحقائق والوقائع في المشهد الكردي في شمال العراق, حيث يقدّم الأسرائليون المعلومات تلو المعلومات الأستخبارية للأكراد, ضمن برنامج تبادل المعلومات الأمنية بين الحركات الكردية والأسرائليين, فمهمة الأسرائليون ودورهم في الشمال العراقي المتاخم, لكل من تركيا وسوريا وايران, مهمة خطيرة جداً متشعبة, من خلال اعداد وحدات خاصة من نخب البشمركة الكردية, لتعمل كقوّات كوماندوز ذات تدخلات سريعة ومهمات خاصة, بحيث يتم استخدامها في شمال العراق وفي وسطه وجنوبه, وكذلك الحال لدى جواره الأقليمي والعربي.
نعم, العلاقات الأسرائلية – الكردية, تدخل في صميم وجوهر مذهبية الحركات الكردية الأنفصالية المعروفة, حيث تتوافق مع استراتيجيات حلقات الدور الأسرائلي – الموسادي في اقليم كردستان العراق, اقليم ظلّت وما تزال "اسرائيل" حاضرة فيه على الدوام.
وتؤكد تقارير مخابرات اقليمية, أنّ واشنطن وتل أبيب تقدمان دعماً غير محدود لأكراد العراق, من أجل فرض سيطرة شاملة على اقليم كردستان, وجعله اقليماً كرديّاً بامتياز لجهة سكّانه, وتطهيره من أي أعراق واثنيات أخرى, عبر طرد السكّان العرب والآشورييين والتركمان, والمطالبة ببقاء القوّات الأميركية واستمرار عملية احتلال العراق.
هذا وقد جعلت واشنطن واسرائيل من كردستان العراق( محمية كردية),مما جعل من الأقليم الموصوف أعلاه, ملاذاً آمناً لكل الحركات الكردية الموجودة في المنطقة.
ورغم أنّ الأكراد في العراق يمثلون حوالي 16 % من سكّان العراق, الاّ أنّ الحركات السياسية الكردية وبفضل الدعم الأميركي والأسرائيلي, صار لها حصة كبيرة في البرلمان العراقي الجديد, وذلك بنسبة مقاعد تعادل ضعف استحقاقاتها الديمغرافية, كما عملت وتعمل واشنطن على استيعاب أفراد وضباط الميليشيات الكردية في الجيش وقوى الأمن والشرطة في العراق, بحيث صار الأكراد يشكلون أكثر من 51 % من تكوين عناصر هذه الأجهزة وبدون أدنى مبالغة.
وفي مقارنة سريعة, بين ما تقوم به الحركات الكردية الأنفصالية في شمال العراق, وما تقوم به "اسرائيل" لوجدنا الآتي:
تعمل الحركات الكردية الأنفصالية في شمال العراق, على طرد السكّان المحليين واقامة دولة كردية, وهي بذلك تطبق ذات النموذج الأسرائيلي الذي ما زال يركز, على أطروحة الحق التاريخي في الأستيلاء على أرض العرب, باعتبار أنّها تمثل آراضي دولة "اسرائيل", في حين يقول الكرد: أنّ هذه الآراضي تمثل مملكة(مها آباد الكردية) التي كانت في الماضي, فالتساوق والتطابق واضح, بين المنطق الكردي والمنطق الأسرائيلي الأحتلالي في نفي الآخر وتاريخه.
ومرةً ثانيةً الأخطر في النموذج الكردي لكردستان العراق, يقوم بالأساس على نفي التاريخ, حيث هناك الآشوريون والكلدانيون وهم أصحاب حضارة مدنية تاريخية, بأفق سياسي أقدم من كيان مملكة الكرد ( مها آباد).
الدولة العبرية والولايات المتحدة الأميركية, ليس المهم والمطلوب بالنسبة لهما بالمعنى الأستراتيجي (كردستان), وانما الذهب الأسود بالمعنى الأستراتيجي الأقتصادي, فكانت ملحمته ملحمة الذهب الأسود عبر اسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين, كما المهم بالنسبة لهما بالمعنى السياسي الأستراتيجي, كل من تركيا وايران وسوريا, ويهدفون الى تفريغ المنطقة الكردستانية من سكّانها, وبدأ ذلك في دعم الكرد في عملية طرد العرب والآشوريين والتركمان, عبر المحطة الأولى في مخطط وسيناريو التفريغ, عن طريق قوّات البشمركة الكردية و وحدات الكوماندوز الخاصة فيها, حيث قامت وتقوم بعملية تطهير أثني- ثقافي, وستأتي المحطة الثانية من هذا المخطط, وهو طرد الأكراد أنفسهم عندما تحين اللحظة التاريخية المناسبة.
كما تفصح المعلومات, عن تطورات خطيرة بطبيعة ونوعية الدور الأسرائيلي – الموسادي في كردستان, بحيث لم يعد منحصراً الأمر, بالتعامل فقط مع الحركات الكردية, وانما بتنفيذ الكثير من العمليات السريّة عبر استهداف منظم وممنهج للمسيحيين الآشوريين والكلدان, وذلك من أجل استعادة المناطق التي يزعم الأسرائيليون أنّها تتضمن آثاراً اسرائيلية قديمة, وتحديداً الآثار والمواقع ذات الطبيعة المقدسة بالنسبة لليهود, من خلال شراء الأراضي من العراقيين المالكين لها, واستخدام الترغيب والترهيب لأبعاد السكّان عن المناطق المستهدفة اسرائيليّاً.
وكل ذلك يتم بموافقة ودعم حكومة كردستان الأقليمية, عبر صفقة كردية – اسرائيلية تتمثل, في اعادة توطين اليهود الأكراد في المناطق المستهدفة, أيضاً عبر اغراء السكّان المحليين وكلّهم من المسيحيين(الأشور والكلدان), بالأموال وتسهيل الهجرة لهم الى الدول الغربية وأمريكا وكندا واستراليا, مقابل التنازل عن ممتلكاتهم, وفي حالة الرفض يتم استهدافهم بعمليات القتل والأرهاب, بما يدفعهم ذلك الى الهجرة والنزوح القسري.
ومخططات التفريغ الآنف ذكرها, تتم بدعم المنظمات الكنسية المسيحية – الصهيونية, لتنفيذ هذا المشروع الموسادي, في تهجير طوعي ونزوح قسري للمسيحيين من مناطق شمال العراق, حيث رؤية المسيحية الصهيونية تتساوق, مع وجهة ومنظور الجماعات الحاخامية لبعض أجزاء العراق, باعتبارها ضمن خارطة مملكة "هرمجدون" التي وعد بها الرب اليهودي, وعملية اعادة توطين اليهود الأكراد في المنطقة من خلال مشاريع الموساد الأسرائيلية, ليس الهدف منها العودة الى مناطقهم بالدرجة الأولى, وانما سيطرة اليهود على المناطق المقدسة, وكل هذا يندرج ضمن وعد الرب اليهودي بحق العودة اليهودية اليها.
وعلى هامش معلومات استخبارية أخرى ذات مصداقية, يفصح صندوق المعلومات, على أنّ زعيم اللوبي الكردي في واشنطن العاصمة هو قوباد جلال الطالباني, حيث يقوم بدور كبير في تنفيذ مخططات الموساد – الأسرائيلي في كردستان العراق, والجارية لطرد المسيحيين من مناطقهم, وحتّى والده جلال, صار أكثر حماساً لتنفيذ مخططات الموساد وخاصةً وأنّ زوجته اليهودية(شيري كراهام) والدة قوباد, تفرض على زوجها المزيد من الضغوط, لجهة القيام بدعم مخططات الموساد في تلك المنطقة من العراق المحتل.
ومسألة قتل المسيحيين في شمال العراق, تمت وتتم بواسطة الوحدات السريّة الخاصة بقوّات البشمركة, التي أشرف ويشرف الموساد على عملها, لكي تكون على غرار "فرق الموت" التي أشرفت وتشرف عليها "السي أي ايه"والموساد, حيث تم استئصال الحركات اليسارية في السلفادور وجواتيمالا وهندوراس.
انّه مخطط أميركي – اسرائيلي, بأدوات سياسية وأمنية واقتصادية وثقافية واجتماعية كردية وغير كردية, يسعى الى فتح صناديق الشر الكامن الجديدة والمستحدثة, مرةً واحدةً في اقليم كردستان العراق, فنجد واشنطن وباستمرار تدخل في عمليات اقناع للحركات الكردية الأنفصالية, بأن أميركا سوف لن تتخلّى عنهم وعن دعم طموحاتهم الكردية القومية, في دولة كردية فدرالية في المنطقة, مع طمأنة اسرائيل لزعماء الكرد بأنّها, قادرة على ممارسة الضغوط على الأدارة الأميركية من أجل حماية الكرد أينما وجدوا.
وأعتقد أنّ الأستراتيجية التركية لجهة العلاقات مع اقليم كردستان العراق,تتموضع وتتنمط من خلال ممارسة أنقرة, استراتيجية سياسية بحيث صارت أكثر ميلاً, للعمل وفق استراتيجية الأغلاق المبكرللأبواب قبل اشتداد العاصفة وريحها ومطرها, أو من خلال مواصلة الأسلوب الذي كانت تقوم به تركيا سابقاً, ازاء التعامل المبكر الأستباقي مع الأزمة الكردية.
صحيح أنّ حزب العمّال الكردستاني, وبعد دعم الموساد والسي أي ايه وجهاز المخابرات البريطاني, صار قويّاً وذو عتاد عسكري, لكن الأخطر من ذلك, هو ذلك الكيان الكردي الجديد في المنطقة وهو ما يطلق عليه باللغة الكردية( حكومة تي هه ريمي) حيث تعني بالعربية(حكومة كردستان) وعاصمتها أربيل.
فأنقرة ترفض رفضاً مطلقاً اقامة دولة كردية في شمال العراق, مع تعاظم لفيتو اقليمي رافض لوجودها, وترفض أنقرة ضم منطقة كركوك الى اقليم كردستان, والحرب ضد حزب العمال الكردستاني.
مقابل هذه الأستراتيجية التركية, هناك ثوابت ومبادىء كردية, تتمثل في اقامة مناطق حكم ذاتي كردية في جنوب تركيا, غرب ايران, شمال سوريا, على غرار اقليم كردستان العراق, مع ضم كركوك الى الأقليم الكردستاني, مع عدم قيام أي جهة بالتدخل سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً في اقليم كردستان العراق, كي يكون الأقليم ملاذاً آمناً للحركات الكردية التركية والأيرانية والسورية المعارضة, كما أسلفنا في السابق من القول.
كما أنّ أنقرة تؤكد, أنّ الوجود العسكري الأحتلالي الأميركي في العراق, أدّى ومن شأنه أن يؤدي الى المزيد, من تقييد حرية حركة تركيا الدولة والمؤسسات, في مواجهة الخطر الكردي المحدق بها, فملف العراق بالنسبة لتركيا أهم من ملف الأنضمام للأتحاد الأوروبي, هذا ما أكّد عليه أكثر من مرة رئيس الوزراء التركي طيب رجب أرودوغان, في حين دعا رئيس الأستخبارات التركية الجنرال ايمري تاينر اكثر من مرة, الى ضرورة أن تدخل أنقرة الدولة كلاعب رئيسي في العراق.
وكل المؤشرات السياسية والأمنية تشي, بأنّ استراتيجية أنقرة ازاء العراق المحتل, أصبحت تسير بعمق وباتجاه المحافظة على وحدة العراق وسيادته الكاملة غير منقوصة, تصحيح خلل توازنات المجموعات العراقية الطائفية والدينية والعرقية, اشراف الحكومة المركزية العراقية على عائدات النفط العراقي, واشرافها على أداء مهامها السيادية من ادارة المعابر الحدودية, ومنح التأشيرات للداخلين والخارجين, وعقد الأتفاقيات الدولية, ضرورة مراجعة الدستور العراقي, والغاء كل فقرة أو بند يتضمن أبعاداً انفصالية تكرّس التقسيم والأنفصال, حل مشكلة مدينة كركوك وحماية السكّان المحليين من عرب وتركمان وأشوريين وكلدان, وانهاء أي تواجد لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق, والعمل على انهاء التواجد الأسرائيلي الموسادي في كردستان وفي العراق نفسه.
لقد قام حزب العمّال الكردستانيوتحديداً جناح الصقور فيه قبل عشرة أيام, بعملية عسكرية ارهابية في منطقة تومسيبي جنوب شرق تركيا, مستهدفاً عناصر من الجيش التركي مخلّفاً قتلى وجرحى, حيث الخلافات تعصف به لجهة تحديد موقفه من ما تسمى بمبادرة المسألة الكردية, حيث رأى جناح الحمائم في الحزب, وهم من كبار السن وقدامى المحاربين, أنّ المبادرة تشكل تطوراً ايجابياً يجب التعامل معه بايجابية وانفتاح, من شأن ذلك أن يؤدي الى تحقيق جزء من مطالب الحزب الملحّة وحسب وجهة نظرهم.
لكن الجناح الصقوري العسكري بالحزب العمّالي الكردستاني, ذهب باتجاه اعادة انتاج مسلسل اشعال بؤر الأزمة التركية – الكردية, وبتحريض ودعم من محور واشنطن- تل أبيب وداخل الأراضي التركية نفسها هذه المرة, كونه يرى هذا الجناح أو الأتجاه الصقوري, أنّ مبادرة المسألة الكردية لن تحقق له كيان كردستاني يتمتع بالأستقلالية في تركيا, فكانت عمليته الأخيرة لكي يعيد بناء وتقوية قوته الرمزية السياسية وأمجاده العسكرية الأولى, لكي يحصل على دعم ومساندة السكّان المحليين الأتراك, مما يسهّل عليه نقل عناصره وعتاده وقواعده الموجودة في شمال العراق, الى داخل المناطق التركية الجنوبية الشرقية, حيث تتميز ببئتها الجبلية الوعرة.
كما يحاول قادة هذا الحزب العسكريين والسياسيين, لتوظيف الخلافات التركية – الأرمنية لصالحهم, وعبر اقامة قواعد عسكرية للحزب داخل الآراضي الأرمنية, لخلط الأوراق وفتح صناديق الشر كلّها مرةً واحدةً, وبمساعدة حدثيثة من محور واشنطن – تل أبيب, عبر تساوق اللوبيات في واشنطن العاصمة, من اللوبي الأرمني المعادي لتركيا, اللوبي الأسرائيلي المعادي لأنقرة, الى اللوبي الكردي بزعامة قوباد جلال الطالباني ابن شيري كراهام المعادي لتركيا, واستراتيجيتها الجديدة ازاء العراق.
وبالتعاون والتنسيق التام مع النسخ الجديدة من المحافظين الجدد, من صقور الأدارة الديمقراطية الأميركية الحالية, ذات الأجندات الفوق جمهورية – بوشية, لجهة العمل المشترك المتوازن وحل الخلافات, للوصول الى تفاهمات وعناصر مشتركة لمواجهة العدو الأستراتيجي, والمتمثل في حكومة حزب التنمية والعدالة التركي, بقيادة الثلاثي الأستراتيجي غول – أرودوغان – الدكتور أوغلو.