مصادر جزائرية تتحدث عن صراع محموم بين روسيا وفرنسا
صفقة طائرات ''ميغ 29'' تعود إلى الواجهة
صفقة طائرات ''ميغ 29'' تعود إلى الواجهة
نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أمس، عن رئيس الوكالة الفدرالية للصناعة (روسبروم) أندري دوتوف، أن الجزائر ألغت طلبية شراء سلاح بقيمة 1.3 مليار دولار تتعلق بـ34 طائرة مقاتلة من طراز ''ميغ 29''. وقال إن ذلك تم لـ''دواع سياسية مرتبطة بالبحث عن حلفاء''. دون تحديد من هم هؤلاء الحلفاء وإن كان الإيحاء يتجه إلى ما ذكرته وسائل الإعلام الفرنسية قبل شهرين، حول سعي الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إلى إقناع المسؤولين الجزائريين بشراء طائرات ''رافال'' ذات المواصفات التقنية الشبيهة بـ''ميغ 29''، لكنها أغلى ثمنا.
وأوضح دوتوف أن ''أسباب الرفض الجزائري ينبغي البحث عنها في المجال السياسي، حيث لا علاقة لها بالصناعة''. وأضاف: ''كل بلد يبحث بصفة مستقلة عن شركاء، وميدان التسلح لا يشذ عن هذه القاعدة''. وتابع: ''إن الأمر لا يتعلق بالإنتاج وإنما بسعي الدول إلى البحث عن حلفاء''. وهوّن دوتوف من إلغاء الطلبية، قائلا إن صناعة الطائرات الروسية ''لن تتأثـر بهذا الإلغاء لأن وزارة الدفاع الروسية تعتزم شراء هذه الطائرات''.
واستغربت مصادر جزائرية مهتمة بالتعاون العسكري بين البلدين، خبر إلغاء الطلبية وقالت لـ''الخبر'' إن الجزائر ''تدرس عروض شراء السلاح بتأن وروية وتبرم الصفقات وفق قواعد سليمة، وإذا ما تم الإخلال ببنود دفتر الشروط الخاص بأي طلبية سلاح، فإنها لا تتحمل المسؤولية، كما ترفض المساومة في هذا الموضوع''. وبرأي ذات المصدر، فإن الجدل الذي يثيره الموضوع ''يندرج في سياق صراع محموم بين أطراف دولية على غزو أسواق السلاح، تملك تقاليد في إنتاج وبيع السلاح وتحديدا بين فرنسا وروسيا''.
واستبعد مسؤول ''روسبروم'' أندري دوتوف، تعرض باقي عقود السلاح المبرمة بين الجزائر وروسيا للتهديد بسبب إلغاء الطلبية التي تندرج في إطار صفقة7.5 مليار دولار التي عقدتها وزارتا الدفاع الجزائرية والروسية خلال زيارة الرئيس الروسي السابق، فلاديمير بوتين، للجزائر، في فيفري .2006 ويأتي موضوع إلغاء الطلبية، بعد جدل كبير أثير في روسيا بمناسبة زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى موسكو في فيفري الماضي، بشأن قرار الجزائر إعادة 15 طائرة من طراز ''ميغ 29''، بسبب قدم مكوناتها التقنية أو ما اصطلح على تسميته ''رداءة السلاح الروسي''. وقد طلبت الجزائر تأهيل الطائرات الرديئة واسترجاعها.
ويرى خبراء دوليون أن إعادة الطائرات تعد ضربة لمصداقية الصناعة الحربية الروسية التي لم يسبق لها أن استعادت عتادا عسكريا بعد تسويقه إلى أي زبون من زبائنها، خاصة التقليديين مثل الجزائر.
وتشمل الصفقة الضخمة طلبيات عديدة أبرزها 28 طائرة من نوع ''سوخوي 30 أم ك''، و18 طائرة تدريب من طراز ''ياك'' وأنظمة صواريخ ورادارات، إضافة إلى الاتفاق على برنامج تكوين لفائدة ضباط جزائريين في المعاهد الحربية الروسية.