باحث إسرائيلى... هيكل وسعيد مسئولان عن هزيمة 1967
لا تعني "الوطنية" ، أن نغلق أعيننا وأفواهنا وآذاننا لكل "نقد بناء" أو تعليقات ننشرهم عن تلك الحرب .... وتنشرهم المصادر الأجنبية سواء الشرقية أو الغربية وبالذات التعليقات والمعلومات الإسرائيلية من الجهة الأخري ، عن تلك الحرب ونكستها
المنطقية ، تحتنم علينا ، تحليل تلك السطور وتقييم ما فيهم من معلومات ، ومقارنتهم مع ما في حوزتنا من وثائق ... وما تم توثيقه وما عاصره "شهود العصر" خلال تلك الفترة الحالكة الظلام
يوجد الكثير من "المعلومات " الحقيقية في السطور التالية ( حتي وإن كان كاتبهم إسرائيلي ) ، وخاصة أن ما ينوه يتفق مع تطورات الأحداث ، ويمكن إثبات صحته في كل وقت ... سواء بعرض "الجرائد والمقالات" أو "التسجيلات الصوتية" أو التمعن فيما تم نشره من أقوال الذين عاصروا هذه النكسة ....
1 - لا يمكن إنكار التأثير الإعلامي علي الرأي العربي وإعداده للمواجهة "العسكرية مع إسرائيل" ، بل وحتمية هذه المواجهة ... و ....الهزيمة الساحقة لإسرائيل بل النهاية المنتظرة لها
2 - وصلت مقالات محمد حسنين هيكل ، إلي أن تصبح ما يقارب توجيهه دعائي "قومي" ، أشتملت سطوره علي "وثقتنا الفائقة في أنفسنا وقواتنا المسلحة بل وغرورنا الواضح في أمكانياتنا العسكرية ، إلي مدي إستعدادنا مواجهة دول كبري "
- سيتم نشر عدد من مقالاته التي سبقت يوم الإثنين 5 يونيو 1967 ...
حتي نري ، كيف أدت سطوره إلي زيادة غرورنا في أمفسنا ، وكيف أنهم ساهموا في "خلق أسطورة خيالية" ، وإن كان بعضها واقع ، إلا أنها أدت إلي نسبة كبيرة من عدم "المبالاة" ، بسبب ثقة "غرورية" تعدت المنطق كان ممكن أن تتفادي عواقبها ....
وهناك مثل يقول .... "لن يجديك أقوي حصان تمسك لجامه بين يديك ، غذا لم تعرف كيف توجهه وتتحكم فيه"
3 - لم يختلف الأمر في ذلك مع "تعليقات وتهديدات " محمد سعيد ، بصوته الجهوري من إذاعة صوت العرب ، التي أدت بالتالي ردود فعل عكسية وسلبية ... ومنهم تكتل عدد كبير من الدول الغربية ضد مصر ، لتفادي ما كان ينادي به أحمد سعيد بتكراره ما صرخ به مهددا أحمد الشقيري رئيس المنظمة الفلسطينية خلال أحد خطبه النارية في مايو 1967 ...مهددا بإلقاء اليهود إلي البحر ..... مما دعي التجمعات "اليهودية العالمية" و "الصهيونية" إلي تكتيل كافة نفوذها سواء في أوربا وبالذات في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا و الولايات المتحدة الأمريكية " لحماية إسرائيل ووقايتها .... وتدفق عدد من المتطوعين (طيارين فرنسيين وأوربيين وأمريكيين ) وغيرهم من العسكريين الذين جمعوا خبرات في حرب كوريا ، للإشتراك في قوات الدفاع الإسرائيلية
4 - تميز الإعلام المصري "الموجه"من مركز قيادة القوات المسلحة ومكتب المشير عبدالحكيم عامر ومكتب وزير الحربية ومكتب رئاسة أركان حرب القوات المسلحة بالمغالاة ... وإخفاء الكثير من الحقائق ن بل والتلفيق والكذب ... وذلك نتيجة للتخبط والشلل الفكري الناتج عن الصدمة التي وقعت ، وجردت القوات المسلحة المصرية من معظم طائرات قواتها الجوية ....
ولم يتبقي لهم سوي "الكذب" علي الشعب ....والإستفادة من "تخيلات عالم الدخان الأزرق" ، الذي كان يشتهر به عبدالحكيم عامر ومن حوله من "المقربين"
نشرت جريدة القاهرة وأيضا اليوم السابع السطور التالية ، التي يتحتم علينا أن نتمعن فيهم بكل "مــوضــوعـــيـة"
بعيدا عن "العاطفية" الغاضبة ، أو "التحسر المؤلم" الذي لن يفيد إطلاقا ن سوي في زيادة الطين بلة
وليتقبل "الحقيقة" التالية ، من قد يرفض تخيلها
1 - تتحمل كل من القيادات السياسية والعسكرية والأمنية مسئوليتها في هذه المصيبة التي أدت إلي نكسة حرب 1967 وما نتج عنها من خسائر في جميع النواحي
- الرئيس جمال عبدالناصر ، لإعتماده"المطلق" علي أقوال عبدالحكيم عامر دون التأكد مرة أخري وثقته بدون حدود في المعلومات التي كانت تصل له من مكتبه
- الرئيس جمال عبدالناصر ، لعدم إستعداده ، لإستعمال الديبلوماسية والغقلال من "التهديدات الصريحة" ، والتمسك بموقف الشدة .... رغم نصائح الغير من رؤساء الدول لع ، بعدم التطرف في تهديداته
- يتحمل جمال عبدالناصر نصيبه أيضا من مسئولية حدوث الكارثة ، رغم أنه قدم إستقالته فأرجعته "المظاهرات العاطفية الشعبية" ... وحقق لمصر خلال حرب الإستنزاف ، ما إنعكس علي إنتصارات حرب العبور الخالدة 1973 ، ولكن ستبقي الحقيقة ن أن جمال عبدالناصر
- المشير عبدالحكيم عامر .... قائد القوات المسلحة .... وأول من حصل علي هذا اللقب العسكري في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها ....رغم عدم كفائته ....
فقد تمت ترقيته من صاغ "رائد" إلي ... لواء .... ثم إلي "مشير" ، رغم أنه كان لا يملك الخبرة العسكرية الكافية ، وكان منشغلا بمسائل سياسية متشعبة ، ومنهم علي سبيل المثال ، منصب نائب أول رئيس الجمهورية والمسئول عن الإقليم الشمالي "سوريا" ، وكذلك مسئولية عدد من المؤسسات المدنية بما في ذلك "مواصلات الأوتوبيس" ،
علاوة علي التأثير "السلبي" من حياته الخاصة التي كانت تتميز بسهرات وليالي "الدخان الأزرق " الصاخبة وتركه للأمور في يد "شمس بدران" ، مدير مكتبه ، الذي تم تعينه "وزيرا للحربية" ، والتضاربات والمنافسات الشخصية التي تميز بهم "محيط" مكاتبهم في قيادة القوات المسلحة
التعلم من أخطاء الماضي ، هو دائما من أفضل المدارس ، لتفادي تكرارهم في المستقبل
ولكن ، للأسف .... تكررت رغم ذلك ، بعض الأخطاء الجسيمة ، التي أدت لحدوث الثغرةخلال حرب أكتوبر 1973
متي سنتعلم من الماضي .... لنحمي مستقبلنا ..... ؟؟؟؟؟؟
د. يحي الشاعر
د. يحي الشاعر
لا تعني "الوطنية" ، أن نغلق أعيننا وأفواهنا وآذاننا لكل "نقد بناء" أو تعليقات ننشرهم عن تلك الحرب .... وتنشرهم المصادر الأجنبية سواء الشرقية أو الغربية وبالذات التعليقات والمعلومات الإسرائيلية من الجهة الأخري ، عن تلك الحرب ونكستها
المنطقية ، تحتنم علينا ، تحليل تلك السطور وتقييم ما فيهم من معلومات ، ومقارنتهم مع ما في حوزتنا من وثائق ... وما تم توثيقه وما عاصره "شهود العصر" خلال تلك الفترة الحالكة الظلام
يوجد الكثير من "المعلومات " الحقيقية في السطور التالية ( حتي وإن كان كاتبهم إسرائيلي ) ، وخاصة أن ما ينوه يتفق مع تطورات الأحداث ، ويمكن إثبات صحته في كل وقت ... سواء بعرض "الجرائد والمقالات" أو "التسجيلات الصوتية" أو التمعن فيما تم نشره من أقوال الذين عاصروا هذه النكسة ....
1 - لا يمكن إنكار التأثير الإعلامي علي الرأي العربي وإعداده للمواجهة "العسكرية مع إسرائيل" ، بل وحتمية هذه المواجهة ... و ....الهزيمة الساحقة لإسرائيل بل النهاية المنتظرة لها
2 - وصلت مقالات محمد حسنين هيكل ، إلي أن تصبح ما يقارب توجيهه دعائي "قومي" ، أشتملت سطوره علي "وثقتنا الفائقة في أنفسنا وقواتنا المسلحة بل وغرورنا الواضح في أمكانياتنا العسكرية ، إلي مدي إستعدادنا مواجهة دول كبري "
- سيتم نشر عدد من مقالاته التي سبقت يوم الإثنين 5 يونيو 1967 ...
حتي نري ، كيف أدت سطوره إلي زيادة غرورنا في أمفسنا ، وكيف أنهم ساهموا في "خلق أسطورة خيالية" ، وإن كان بعضها واقع ، إلا أنها أدت إلي نسبة كبيرة من عدم "المبالاة" ، بسبب ثقة "غرورية" تعدت المنطق كان ممكن أن تتفادي عواقبها ....
وهناك مثل يقول .... "لن يجديك أقوي حصان تمسك لجامه بين يديك ، غذا لم تعرف كيف توجهه وتتحكم فيه"
3 - لم يختلف الأمر في ذلك مع "تعليقات وتهديدات " محمد سعيد ، بصوته الجهوري من إذاعة صوت العرب ، التي أدت بالتالي ردود فعل عكسية وسلبية ... ومنهم تكتل عدد كبير من الدول الغربية ضد مصر ، لتفادي ما كان ينادي به أحمد سعيد بتكراره ما صرخ به مهددا أحمد الشقيري رئيس المنظمة الفلسطينية خلال أحد خطبه النارية في مايو 1967 ...مهددا بإلقاء اليهود إلي البحر ..... مما دعي التجمعات "اليهودية العالمية" و "الصهيونية" إلي تكتيل كافة نفوذها سواء في أوربا وبالذات في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا و الولايات المتحدة الأمريكية " لحماية إسرائيل ووقايتها .... وتدفق عدد من المتطوعين (طيارين فرنسيين وأوربيين وأمريكيين ) وغيرهم من العسكريين الذين جمعوا خبرات في حرب كوريا ، للإشتراك في قوات الدفاع الإسرائيلية
4 - تميز الإعلام المصري "الموجه"من مركز قيادة القوات المسلحة ومكتب المشير عبدالحكيم عامر ومكتب وزير الحربية ومكتب رئاسة أركان حرب القوات المسلحة بالمغالاة ... وإخفاء الكثير من الحقائق ن بل والتلفيق والكذب ... وذلك نتيجة للتخبط والشلل الفكري الناتج عن الصدمة التي وقعت ، وجردت القوات المسلحة المصرية من معظم طائرات قواتها الجوية ....
ولم يتبقي لهم سوي "الكذب" علي الشعب ....والإستفادة من "تخيلات عالم الدخان الأزرق" ، الذي كان يشتهر به عبدالحكيم عامر ومن حوله من "المقربين"
نشرت جريدة القاهرة وأيضا اليوم السابع السطور التالية ، التي يتحتم علينا أن نتمعن فيهم بكل "مــوضــوعـــيـة"
بعيدا عن "العاطفية" الغاضبة ، أو "التحسر المؤلم" الذي لن يفيد إطلاقا ن سوي في زيادة الطين بلة
وليتقبل "الحقيقة" التالية ، من قد يرفض تخيلها
1 - تتحمل كل من القيادات السياسية والعسكرية والأمنية مسئوليتها في هذه المصيبة التي أدت إلي نكسة حرب 1967 وما نتج عنها من خسائر في جميع النواحي
- الرئيس جمال عبدالناصر ، لإعتماده"المطلق" علي أقوال عبدالحكيم عامر دون التأكد مرة أخري وثقته بدون حدود في المعلومات التي كانت تصل له من مكتبه
- الرئيس جمال عبدالناصر ، لعدم إستعداده ، لإستعمال الديبلوماسية والغقلال من "التهديدات الصريحة" ، والتمسك بموقف الشدة .... رغم نصائح الغير من رؤساء الدول لع ، بعدم التطرف في تهديداته
- يتحمل جمال عبدالناصر نصيبه أيضا من مسئولية حدوث الكارثة ، رغم أنه قدم إستقالته فأرجعته "المظاهرات العاطفية الشعبية" ... وحقق لمصر خلال حرب الإستنزاف ، ما إنعكس علي إنتصارات حرب العبور الخالدة 1973 ، ولكن ستبقي الحقيقة ن أن جمال عبدالناصر
- المشير عبدالحكيم عامر .... قائد القوات المسلحة .... وأول من حصل علي هذا اللقب العسكري في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها ....رغم عدم كفائته ....
فقد تمت ترقيته من صاغ "رائد" إلي ... لواء .... ثم إلي "مشير" ، رغم أنه كان لا يملك الخبرة العسكرية الكافية ، وكان منشغلا بمسائل سياسية متشعبة ، ومنهم علي سبيل المثال ، منصب نائب أول رئيس الجمهورية والمسئول عن الإقليم الشمالي "سوريا" ، وكذلك مسئولية عدد من المؤسسات المدنية بما في ذلك "مواصلات الأوتوبيس" ،
علاوة علي التأثير "السلبي" من حياته الخاصة التي كانت تتميز بسهرات وليالي "الدخان الأزرق " الصاخبة وتركه للأمور في يد "شمس بدران" ، مدير مكتبه ، الذي تم تعينه "وزيرا للحربية" ، والتضاربات والمنافسات الشخصية التي تميز بهم "محيط" مكاتبهم في قيادة القوات المسلحة
التعلم من أخطاء الماضي ، هو دائما من أفضل المدارس ، لتفادي تكرارهم في المستقبل
ولكن ، للأسف .... تكررت رغم ذلك ، بعض الأخطاء الجسيمة ، التي أدت لحدوث الثغرةخلال حرب أكتوبر 1973
متي سنتعلم من الماضي .... لنحمي مستقبلنا ..... ؟؟؟؟؟؟
د. يحي الشاعر
إعلام النكسة.. من أحمد سعيد إلى سعيد الصحاف..
باحث إسرائيلى: هيكل وسعيد مسئولان عن هزيمة 1967
الأحد، 31 مايو 2009 - 15:31
رئيس التحرير الأسطورى محمد حسنين هيكل
خرج باحث إسرائيلى ليدعى أن الشخصين المسئولين عن هزيمة مصر فى حرب يونيو هما الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ومذيع صوت العرب المعروف أحمد سعيد!، وهذا الباحث الإسرائيلى هو الدكتور يوحاى سيلع، المتخصص بشئون الشرق الأوسط، والذى عمل بعدة جامعات من بينها جامعة أوكسفورد وجامعة هارفارد.
يبدأ سيلع حديثه عن الأستاذ محمد حسنين هيكل واصفاً إياه بلقب "رئيس التحرير الأسطورى لجريدة الأهرام"، ومشيراً إلى أن قربه الشديد من الرئيس جمال عبد الناصر هو ما جعل هيكل واحداً من أكثر الشخصيات تأثيراً فى مصر وخارجها.
ويقول الباحث الإسرائيلى: "بسبب التصاق هيكل بعبد الناصر، كانت مقالات الأول وتحليله للأحداث، تعبر عن وجهة نظر الثانى، خاصة مقالاته الطويلة التى كانت تنشر كل يوم جمعة فى جريدة الأهرام، وعلى مدار سنوات طويلة كانت أجهزة المخابرات الإسرائيلية، بل وأجهزة استخبارات دول أخرى كثيرة، تقوم بترجمة مقالات هيكل الطويلة، وتحليل محتواها لتوضع على مائدة متخذى القرار، وكان كل ذلك يتم بمجرد طرح أهرام الجمعة للبيع لدى باعة الصحف!.
ويقول: "هذه الدروس التى كان ينبغى على هيكل أن يتعلمها من أحداث حرب 1948 التى شاهدها بنفسه، نسيها تماماً بعد ذلك وهو يقوم بتشكيل الرأى العام العربى وإعداده للحرب ضد إسرائيل فى السنوات التى سبقت حرب يونيو 1967!.
يستغرق الباحث الإسرائيلى فى التدليل على صحة كلامه عبر استشهاده بمقتطفات من مقالات هيكل التى كتبها قبل يونيو 1967، لإظهار كيف تطورت فكرة أن الحرب ضد إسرائيل ليست ممكنة وحسب، وإنما هى ضرورة يحتمها الواقع، وأنه لا يقل عن ذلك أهمية أن العالم العربى، بقيادة عبد الناصر، سيهزم إسرائيل فى نهاية الأمر.
ويدعى سيلع، أن مقالات هيكل تضمنت تضليلاً كبيراً للرأى العام العربى، حين تعمد بعد ذلك خلال الخمسينات والستينات أن يعمق الشعور بالاستهتار لدى الشارع العربى بقدرات إسرائيل، فى حين كان يتعمد التضخيم من قدرات مصر وقواتها ورئيسها جمال عبد الناصر! حتى أن هيكل وصف التورط المصرى فى اليمن بأنه فرصة جيدة للتدريب العسكرى وإفراز قادة جدد للعسكرية المصرية التى بلغ وصفها بأنها خارقة، مع تشديد عبد الناصر على أن النصر لن يتحقق للعرب رغم كل ذلك إلا تحت قيادة عبد الناصر!.
بل إن هيكل، برأى الباحث الإسرائيلى، استغرق فى الأمر لدرجة جعلت الناس وهو معهم أيضا يتمنون اندلاع الحرب! حتى أنه كتب فى 2 يونيو 1967 ليقول: "أياً ما سيكون، ودون محاولة توقع الأحداث قبل وقوعها، فلا شك أن إسرائيل تقف على حافة الانهيار سواء من الداخل أو الخارج!".
أما أحمد سعيد فيلقبه يوحاى سيلع بالمذيع الأسطورى لإذاعة صوت العرب التى تأسست عام 1953، وكانت وسيلة دعائية لا تقل أهمية عن سعيد نفسه فى يد الحكم العسكرى لمصر تحت قيادة جمال عبد الناصر، طوال سنوات حكمه وخاصة حتى هزيمة يونيو 67. وعنه يقول: "كان أحمد سعيد معروفاً بأنه ناصرى متحمس لم يتردد فى كيل المديح للناصرية كحركة قادرة على صنع المعجزات فى العالم العربى"، وأشار سيلع إلى الكتاب الذى ألفه سعيد عن الناصرية وصدر بالقاهرة عام 1959، والذى وصف فيه عبد الناصر بأنه باعث القومية العربية، مشبهاً إياه بجمال الدين الأفغانى الذى يوصف بأنه باعث حركة الإحياء الإسلامى.
وقال إن علاقته بعبد الناصر التى جعلته يعينه بنفسه رئيساً للإذاعة، وبسبب صوته الجهورى الإذاعى أصبح هو المعلق الرئيسى للإذاعة، وهو ما جعله مثار جدل كبير، حيث رأى البعض فيه موظفاً ناقلاً آراء ومواقف عبد الناصر فى الميادين الداخلية والإقليمية والدولية، بينما رأى البعض الآخر فيه بوقاً ذاتياً معجباً بعبد الناصر حتى النهاية!.
كانت إذاعة صوت العرب هى الأخرى بفضل أحمد سعيد واحدة من أكثر الإذاعات تأثيراً فى المنطقة، خاصة بفضل الأغانى الوطنية والحماسية التى كانت تحرص على إذاعتها باستمرار.
ويضيف الباحث الإسرائيلى قائلاً: كانت الحملة المعادية لإسرائيل تتم فى هذه الإذاعة تحت إشراف أحمد سعيد الذى كان يتحدث بلغة عربية بسيطة حتى يتمكن كل عربى من فهمها، وكان لا يتردد فى مهاجمة كل من يتجرأ على تحدى مكانة مصر كزعيمة للعالم العربى أو كل من يتحدث بسوء عن الأيديولوجية الناصرية، بل إن سعيد لم يتردد فى التهديد والتحريض على قتل وتصفية وتدمير كل الزعماء والحكام العرب الذين كانوا يعارضون عبد الناصر، أو أولئك الذين أبدوا ميلاً للتحالف مع الغرب، أو أولئك الذين يتبعون سياسة مستقلة بدت آنذاك ضارة بمصالح العالم العربى، ومن ذلك على سبيل المثال، قول سعيد عقب إسقاط 7 طائرات سورية من طراز ميج على يد القوات الإسرائيلية فى 7 أبريل 1967: "لقد نفذت إسرائيل عدوانها على سوريا، ذلك العدوان الذى هو جزء من خطة إمبريالية شاملة، نتاج تعاون الملك حسين "الأردن" مع البريطانيين فى عدن، فإسرائيل تخاف من توحد القوى الثورية، ولذلك ترغب فى إثارة مركز جديد للتوتر على أساس أن يخفف ذلك من الضغط على الرجعية العربية والإمبريالية الغربية".
واستشهد بقول سعيد: "إخوتنا الجنود، اهجموا على العدو، اقتلوهم جميعاً، دمروهم، إلى اللقاء فى تل أبيب"!. وكانت جميع المحطات العربية بسبب ذلك واثقة من انتصار العرب فى الحرب، حتى أنهم كانوا يقولون أن هى إلا ساعات قليلة حتى تسقط تل أبيب فى يد العرب!
وبطبيعة الحال ركز الباحث الإسرائيلى حديثه على البيانات التى كان أحمد سعيد يدلى بها خلال المعركة عن إسقاط عشرات الطائرات الإسرائيلية، والتى كانت القوات المصرية تسقطها كالذباب! فأعلن عن سقوط مدن ومستوطنات إسرائيلية فى يد الجيوش العربية، وكانت الجماهير العربية على المقاهى فى القاهرة وبيروت وبغداد ودمشق وعمان تهلل فرحاً مع كل بيان يلقيه سعيد! وتحولق الجميع حول الراديو بانتظار بيان جديد لأحمد سعيد يزف إليهم علامة من علامات النصر العربى على إسرائيل! وكان كل ذلك رغم تدمير إسرائيل للقوات الجوية المصرية خلال الساعات الأولى من اندلاع القتال آنذاك! بل إن إذاعة دمشق كانت تبث بيانات باللغة العبرية تشرح فيها للجنود الإسرائيليين ما ينبغى عليهم فعله عندما تصلهم الجيوش العربية حتى يضمنوا حياتهم!
وعندما تبين حجم الدمار الذى لحق بالجيوش العربية، وعقب تقديم عبد الناصر لاستقالته الشهيرة، أعلن أحمد سعيد فى لهجة درامية أن "الثورة باقية، الثورة مستمرة، الثورة راسخة، نقسم بالله نقسم بالله!". ويقول سيلع، إنه عقب النكسة بدأ أحمد سعيد فى الحديث عن عبد الناصر بصفته "الزعيم السابق"! بل إن أحمد سعيد قال بعد تقديم عبد الناصر لاستقالته: يذهب الأشخاص وتبقى الدول! وبعد شهور قليلة من تراجع عبد الناصر عن استقالته، تم طرد أحمد سعيد من إدارة إذاعة صوت العرب بسبب قوله ذلك!.
وكل ذلك جعل أحمد سعيد – برأى الباحث الإسرائيلى – علامة مميزة ومقترنة دائماً بأى حديث عن هزيمة العرب فى يونيو 67!
* نقلاً عن جريدة القاهرة
د. يحي الشاعر
التعديل الأخير: