ربنا هب لنا حكما وألحقنا بالصابرين واجعل لنا لسان صدق في
الآخرين واجعلنا من
ورثة جنة النعيم ولا تخزنا يوم يبعثون.. يوم لا ينفع مال ولا بنون... إلا
من أتى الله بقلب سليم
ولأن هذا العمل قد أنشىء لخدمة الدعوة الاسلامية
ولشباب الأمة وصانعي المستقبل
ليكون بوتقة يصهر فيها كل مبدع تم تهميشه
وكل عابر سبيل في هذه الدنيا قد أصابه الجوع والعطش
جوع الروح وعطشها
فإننا نفنى ولا يفنى العمل
ونموت ولا يموت
ويأتي أشخاص ويذهب آخرون وتبقى الفكرة والمبدأ
ووالله إنها لأقوى مني ومنك ومنكِ ومنكم
ويأبى الله إلا أن يتم دينه ولو كره الكافرون
لذا وبعدما اطلعت على التوفيق الذي احرزتموه من الله هنا
أحببت أن أحكي لكم على مصابيح أشعلها لنا آخرون بارك الله فيهم بعدما
اجتازوا
من العلوم مراحل قد من الله عليهم بها
فهي حلقات رائعة نعيش خلالها أروع الامثلة
واجملها بصورة شفافة معبقة برائحة ندية
تخبرنا وتمتعنا وتعلمنا أدب الخلاف وكيف نختلف وكيف كانوا قادة الامة من
هذا الامر فيما مضى
نستخدم نماذج تضيء صفحاتنا بأثير عقول نضجت وتتلمذت على يد اشرف المرسلين
محمد صلى الله عليه وسلم
* من الحلقات ما هي منقولة واكثرها كذلك ولكن بتصرف شديد واعادة صياغة تامة
وتدقيق لغوي
* الدروس والفتاوي والمقولات منقولة جزى الله كاتبها خير الجزاء
يقول الله - عز وجل - : { إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون }
ويقول الرسول ، صلى الله عليه وسلم : " لا تختلفوا فتختلف قلوبكم " .."
متفق عليه "
إن العمل الإسلامي في حاجة ماسة لهذا الفقه حتى لا
يتسع الخلاف
بين أفراد الصف الواحد، وحتى لا تضيع جهودنا جميعاً،
فالأخوة ليست شعاراً يرفع ولا كلمات تردد، ولكنها عمل وفعل
وتطبيق، إنها نظام حياة، وتعاون، وتكامل، وتكافل،
إنها المرآة التي يرى كل منا فيها نفسه بصراحة، وشفافية ووضوح، وهي اليد
التي تغسل الأخرى.
فإذا وصلنا إلى مستوى كهذا ؛ نكون قد وضعنا أقدامنا على أول طريق النصر
المأمول،
ولنا في المصطفى - صلى الله عليه وسلم - القدوة الحسنة وقتما
بدأ بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار كخطوة أساسية وأولية بعد ترسيخ
العقيدة والإيمان في النفوس.
اخواني ، لم يكن شيء أبغض إليه ، صلى الله عليه وسلم ، بعد الكفر شيء من
الاختلاف والتنازع ،
ومن أجل ذلك قال : " الجماعة رحمة والفرقة عذاب " . [ رواه أحمد ] .
وجعل الخلاف والنزاع هو سبب الهلاك ، فقال : " إنما هلك بنو
إسرائيل بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم " . [ رواه مسلم وأحمد ] .
ولقد كره سلفنا الصالح الخلاف والشقاق واعتبروه شراً لا خير
فيه . قال ابن مسعود - رضي الله عنه - : " الخلاف شر " .
ولكن مشيئة الله - سبحانه وتعالى - قد اقتضت أن تتفاوت العقول ،
وتتباين المدارك ؛ مما يؤدي إلى تعداد الآراء والاجتهادات ،
وقد أشار القرآن الكريم إلى أن الخلاف بين البشر من سنن الله الكونية
قال تعالى : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون
مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم }
نود أن نشير هنا إلى أن الاختلاف الذي يقع بين الأمة منه ما يكون في أمور
العقيدة والأصول ،
ومنه ما يكون في مسائل الفروع والأحكام ،
ولا خلاف في أنه بالنسبة للنوع الأول لابد من الإنكار على من خالف
العقيدة الصحيحة ، ولابد من دحض شبهات أصحابه ،
فهذه الأمور قد بينها الله ورسوله أجلى بيان ، والمخالف فيها
مخالف لأمور قطعية لا تقبل النقاش والجدال .
وأما النوع الثاني فهو الذي نقصده بحديثنا هنا
، ونُريد أن نبين شيئاً من الأدب الذي كان يلتزمه السلف الصالح
إذا ما وقع بينهم شيء من هذا الخلاف .
يقول الشيخ رشيد رضا في تقدمته لكتاب ( المغني ) لابن
قدامة : " ولما كان الاختلاف في الفهم من طبائع
البشر خصّ الاختلاف المذموم بما كان عن تفرقة أو سبباً للتفرق ، وجرى على
ذلك السلف الصالح فحظروا
فتح باب الآراء في العقائد ، وجعلوها في الفروع ، وكان بعضهم
يعذر بعضاً في المسائل الاجتهادية ولا يكلفه موافقته في فهممه "
اولا : أدب الخلاف من خلال كتاب الله
إننا نلمح في كتاب الله - عز وجل - إشارات إلى أدب
الخلاف ، فمن ذلك ما رواه البخاري عن عبد الله ،
قال : كاد الخيّران أن يهلكا أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - فقد رفعا
أصواتهما عند النبي ، صلى الله عليه وسلم
حين قدم عليه ركب من بني تميم ، فأشار أحدهما
بالأقرع بن حابس ، وأشار الآخر بالقعقاع بن معد بن زرارة ،
فقال أبو بكر لعمر : ما أرد إلا خلافي ، قال عمر : ما أردت خلافك ،
فارتفعت أصواتهما في ذلك ،
فأنزل الله - تعالى - : { يا أيها الذين آمنوا لا
ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } . الآية .
قال ابن الزبير : " فما كان عمر يسمع رسوله الله ، صلى الله عليه وسلم ،
بعد هذه الآية حتى يستفهمه " .
وهذا النص يوضّح لنا كيف نختلف في الرأي ومع ذلك لا يعتدي بعضنا على بعض
ولا ترتفع أصواتنا عند الخلاف .
ومن ذلك قوله - تعالى - : { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها
فبإذن الله . . } . الآية . .
وكانوا قد اختلفوا في قطع الأشجار ، فقطع قوم وترك
آخرون ، فجاء القرآن مُقراً لكليهما غير مُعنف لأي منهما .
ومن ذلك قوله - تعالى - : { وداود وسليمان إذ
يحكمان الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم
شاهدين . ففهّمناها سليمان وكلا آتينا حكماً وعلماً . . } الآية . .
فخص سليمان بالفهم ، وأثنى عليهما بالحكم والعلم ،
ومن هذين النصين نستخلص : أن القرآن الكريم يذكر طائفتين اختلفا ، ومع ذلك
لا يذمّ واحدة منهما ؛
ليعلّمنا أنه في مثل هذه الأمور ينبغي أن يقرّ بعضنا بعضاً .
وفي قصة سليمان وداود ما يشير - والله أعلم - إلى أن الرأيين ليسا
متساويين ،
بل حكم سليمان أصوب ؛ لأنه خص بالفهم ، ومع ذلك أثنى عليهما جميعاً بالحكم
والعلم .
الآخرين واجعلنا من
ورثة جنة النعيم ولا تخزنا يوم يبعثون.. يوم لا ينفع مال ولا بنون... إلا
من أتى الله بقلب سليم
ولأن هذا العمل قد أنشىء لخدمة الدعوة الاسلامية
ولشباب الأمة وصانعي المستقبل
ليكون بوتقة يصهر فيها كل مبدع تم تهميشه
وكل عابر سبيل في هذه الدنيا قد أصابه الجوع والعطش
جوع الروح وعطشها
فإننا نفنى ولا يفنى العمل
ونموت ولا يموت
ويأتي أشخاص ويذهب آخرون وتبقى الفكرة والمبدأ
ووالله إنها لأقوى مني ومنك ومنكِ ومنكم
ويأبى الله إلا أن يتم دينه ولو كره الكافرون
لذا وبعدما اطلعت على التوفيق الذي احرزتموه من الله هنا
أحببت أن أحكي لكم على مصابيح أشعلها لنا آخرون بارك الله فيهم بعدما
اجتازوا
من العلوم مراحل قد من الله عليهم بها
فهي حلقات رائعة نعيش خلالها أروع الامثلة
واجملها بصورة شفافة معبقة برائحة ندية
تخبرنا وتمتعنا وتعلمنا أدب الخلاف وكيف نختلف وكيف كانوا قادة الامة من
هذا الامر فيما مضى
نستخدم نماذج تضيء صفحاتنا بأثير عقول نضجت وتتلمذت على يد اشرف المرسلين
محمد صلى الله عليه وسلم
* من الحلقات ما هي منقولة واكثرها كذلك ولكن بتصرف شديد واعادة صياغة تامة
وتدقيق لغوي
* الدروس والفتاوي والمقولات منقولة جزى الله كاتبها خير الجزاء
يقول الله - عز وجل - : { إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون }
ويقول الرسول ، صلى الله عليه وسلم : " لا تختلفوا فتختلف قلوبكم " .."
متفق عليه "
إن العمل الإسلامي في حاجة ماسة لهذا الفقه حتى لا
يتسع الخلاف
بين أفراد الصف الواحد، وحتى لا تضيع جهودنا جميعاً،
فالأخوة ليست شعاراً يرفع ولا كلمات تردد، ولكنها عمل وفعل
وتطبيق، إنها نظام حياة، وتعاون، وتكامل، وتكافل،
إنها المرآة التي يرى كل منا فيها نفسه بصراحة، وشفافية ووضوح، وهي اليد
التي تغسل الأخرى.
فإذا وصلنا إلى مستوى كهذا ؛ نكون قد وضعنا أقدامنا على أول طريق النصر
المأمول،
ولنا في المصطفى - صلى الله عليه وسلم - القدوة الحسنة وقتما
بدأ بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار كخطوة أساسية وأولية بعد ترسيخ
العقيدة والإيمان في النفوس.
اخواني ، لم يكن شيء أبغض إليه ، صلى الله عليه وسلم ، بعد الكفر شيء من
الاختلاف والتنازع ،
ومن أجل ذلك قال : " الجماعة رحمة والفرقة عذاب " . [ رواه أحمد ] .
وجعل الخلاف والنزاع هو سبب الهلاك ، فقال : " إنما هلك بنو
إسرائيل بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم " . [ رواه مسلم وأحمد ] .
ولقد كره سلفنا الصالح الخلاف والشقاق واعتبروه شراً لا خير
فيه . قال ابن مسعود - رضي الله عنه - : " الخلاف شر " .
ولكن مشيئة الله - سبحانه وتعالى - قد اقتضت أن تتفاوت العقول ،
وتتباين المدارك ؛ مما يؤدي إلى تعداد الآراء والاجتهادات ،
وقد أشار القرآن الكريم إلى أن الخلاف بين البشر من سنن الله الكونية
قال تعالى : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون
مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم }
نود أن نشير هنا إلى أن الاختلاف الذي يقع بين الأمة منه ما يكون في أمور
العقيدة والأصول ،
ومنه ما يكون في مسائل الفروع والأحكام ،
ولا خلاف في أنه بالنسبة للنوع الأول لابد من الإنكار على من خالف
العقيدة الصحيحة ، ولابد من دحض شبهات أصحابه ،
فهذه الأمور قد بينها الله ورسوله أجلى بيان ، والمخالف فيها
مخالف لأمور قطعية لا تقبل النقاش والجدال .
وأما النوع الثاني فهو الذي نقصده بحديثنا هنا
، ونُريد أن نبين شيئاً من الأدب الذي كان يلتزمه السلف الصالح
إذا ما وقع بينهم شيء من هذا الخلاف .
يقول الشيخ رشيد رضا في تقدمته لكتاب ( المغني ) لابن
قدامة : " ولما كان الاختلاف في الفهم من طبائع
البشر خصّ الاختلاف المذموم بما كان عن تفرقة أو سبباً للتفرق ، وجرى على
ذلك السلف الصالح فحظروا
فتح باب الآراء في العقائد ، وجعلوها في الفروع ، وكان بعضهم
يعذر بعضاً في المسائل الاجتهادية ولا يكلفه موافقته في فهممه "
اولا : أدب الخلاف من خلال كتاب الله
إننا نلمح في كتاب الله - عز وجل - إشارات إلى أدب
الخلاف ، فمن ذلك ما رواه البخاري عن عبد الله ،
قال : كاد الخيّران أن يهلكا أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - فقد رفعا
أصواتهما عند النبي ، صلى الله عليه وسلم
حين قدم عليه ركب من بني تميم ، فأشار أحدهما
بالأقرع بن حابس ، وأشار الآخر بالقعقاع بن معد بن زرارة ،
فقال أبو بكر لعمر : ما أرد إلا خلافي ، قال عمر : ما أردت خلافك ،
فارتفعت أصواتهما في ذلك ،
فأنزل الله - تعالى - : { يا أيها الذين آمنوا لا
ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } . الآية .
قال ابن الزبير : " فما كان عمر يسمع رسوله الله ، صلى الله عليه وسلم ،
بعد هذه الآية حتى يستفهمه " .
وهذا النص يوضّح لنا كيف نختلف في الرأي ومع ذلك لا يعتدي بعضنا على بعض
ولا ترتفع أصواتنا عند الخلاف .
ومن ذلك قوله - تعالى - : { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها
فبإذن الله . . } . الآية . .
وكانوا قد اختلفوا في قطع الأشجار ، فقطع قوم وترك
آخرون ، فجاء القرآن مُقراً لكليهما غير مُعنف لأي منهما .
ومن ذلك قوله - تعالى - : { وداود وسليمان إذ
يحكمان الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم
شاهدين . ففهّمناها سليمان وكلا آتينا حكماً وعلماً . . } الآية . .
فخص سليمان بالفهم ، وأثنى عليهما بالحكم والعلم ،
ومن هذين النصين نستخلص : أن القرآن الكريم يذكر طائفتين اختلفا ، ومع ذلك
لا يذمّ واحدة منهما ؛
ليعلّمنا أنه في مثل هذه الأمور ينبغي أن يقرّ بعضنا بعضاً .
وفي قصة سليمان وداود ما يشير - والله أعلم - إلى أن الرأيين ليسا
متساويين ،
بل حكم سليمان أصوب ؛ لأنه خص بالفهم ، ومع ذلك أثنى عليهما جميعاً بالحكم
والعلم .
التعديل الأخير بواسطة المشرف: