تشربت العنف على يد والديها منذ الصغر..
تسيبي ليفني ذئبة الموساد
وأحد أضلاع مثلث الإرهاب في إسرائيل
تسيبي ليفني ذئبة الموساد
وأحد أضلاع مثلث الإرهاب في إسرائيل
برزتْ تسيبي ليفني وزيرةُ خارجية الكيان الصهيوني، وزعيمة حزب كاديما، في محرقة غزة الأخيرة باعتبارها أحدَ أضلاع مثلث العنف والإرهاب في إسرائيل، مع كلٍّ من أولمرت وباراك، وباعتبارها أيضًا ثانيَ امرأة تتولى منصب وزير الخارجية في تاريخ إسرائيل، بعد جولدا مائير، التي شغلت هذا المنصب بين عامي 1956 و1965، قبل أن تصبح رئيسة للوزراء من 1969 إلى 1974م.
ثم علا نجمُها أكثرَ في الانتخابات العامة الأخيرة التي أجريت في إسرائيل، والتي أسفرت عن حصول حزب كاديما على 28 مقعدًا، والليكود على 27 مقعدًا، وحزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف على 15 مقعدًا، بينما تراجع حزب العمل إلى المرتبة الرابعة لأول مرة في تاريخه، بحصوله على 13 مقعدًا، وحصل الحزب الديني المتشدد "شاس" على 11 مقعدًا.
والساحة السياسية في دولة الكيان الصهيوني المغتصِب منذ قيامها عام 1948م وحتى اليوم، لا تضم إلا السفاحين، والقَتَلة، ومصاصي الدماء، ومجرمي الحرب، بدءًا مِن بن جوريون، وبيجن، ورابين، وشامير، وبيريز، وانتهاء بشارون، وباراك، وموفاز، ونتنياهو، وليفني، فكلهم سفاحون، وقتلة، ومجرمو حرب، بعضهم من بعض.
*سيرة السفاحة:
وعندما نقف على السيرة الذاتية لليفني، وزيرة خارجية الكيان الصهيوني، وزعيمة حزب كاديما، وهي إحدى القيادات الجدد في دولة الكيان الصهيوني - نجد أنها قد تشرَّبَتِ العنفَ والإرهاب منذ نعومة أظافرها، وذلك على يد والديها، فقد وُلدت في 8 يوليو عام 1958 في تل أبيب، لعائلةٍ أصولُها بولونية من اليمين القومي المتطرف، ووالدها "إيتان ليفني" كان إرهابيًّا، وخضع للاعتقال، وواجه حكمًا بالسجن 15 سنة، بعد أن هاجم قاعدة عسكرية خلال فترة الانتداب البريطاني في فلسطين، إلا أنه فرَّ من وراء القضبان.
كما كان "إيتان" القائد السابق لشعبة العمليات، في المنظمة الإرهابية "أتسل"، واشتُهر بشكل خاص في تخطيطه وإشرافه على تنفيذ عمليات تدمير البنى التحتية للشعب الفلسطيني، مثل تدمير شبكات الكهرباء والهاتف، ومخازن الحبوب والمواد الغذائية، فضلاً عن مسؤوليته المباشرة عن تنفيذ العديد من المجازر التي ارتُكبت في تلك الفترة ضد الفلسطينيين، وعلى رأسها مجزرة "دير ياسين"، التي خطَّط لها، وحصل على موافقة بيجن لتنفيذها.
وهذا الإرهابي إيتان ليفني، اشتُهر بين زملائه بـ"إيتان الرهيب"؛ كنايةً عن عنفه وإرهابه، وعدم إبدائه أيَّ قدرٍ من الرحمة تجاه القرويين الفلسطينيين الذين كان يبطش بهم.
وكانت "سارة" - والدة ليفني - قائدةً لإحدى خلايا منظمة "أرجون" المتطرفة، التي ترأَّسها في الثلاثينيات رئيسُ الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين، وروت سارة في إحدى المقابلات قبل وفاتها عن عمر 85 عامًا، أنها سطت على قطار، وسرقت 35 ألف جنيه إسترليني منه، كما قامت بتدمير قطار آخر، وهو في طريقه من القدس المحتلة إلى تل أبيب.
والنشأة بين والدين من الإرهابيين انعكستْ على ليفني، بدءًا من اختيارها لاسمها، وحتى تاريخها الإجرامي، حيث ترفض ليفني اسمَها الحقيقي "تسيبورا"؛ نظرًا لأنه يعني عصفورة، وتصرُّ على اسم "تسيبي" بدلاً منه، كما انضمت ليفني عندما كانت صبية إلى حركة "بيتار" اليمينية، وشاركتْ في المظاهرات ضد اتفاقية فكِّ الاشتباك بين إسرائيل وكلٍّ من مصر وسوريا، والتي سعى هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي للوصول إليها بعد حرب 1973م.
* ذئبة الموساد:
وأدَّت ليفني خدمتها العسكرية الإلزامية في معهد لتأهيل الضابطات، وحصلت على رتبة ملازم أول، وسجَّلتْ نفسها بعد ذلك لدراسة الحقوق في جامعة "بار إيلان برمات جان" عام1980، إلا أنها توقَّفت عام 1984 لتعمل في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، بعد أن تلقَّتْ رسالةً موقَّعة من رئيس جهاز الموساد في ذلك الوقت "شفطاي شفيت"، تفيد برغبة الجهاز في تجنيدها لصفوفه، حيث لفت نظرَ قادة الموساد إجادةُ ليفني اللغتين الفرنسية والإنجليزية، فضلاً عن مظهرها الأوروبي، فتقرر إرسالها للعمل ضمن وحدات الموساد العاملة.
وفي الموساد نفذت ليفني العديدَ من العمليات الإجرامية الخاصة، منها قتل شخصيات فلسطينية، كما كانت تعمل على إسقاط جنسي لشخصيات مهمة؛ بهدف ابتزازها سياسيًّا لصالح الموساد الإسرائيلي.
* جاسوسة من الدرجة الأولى:
وقد أكَّدت تقاريرُ خاصةٌ أن ليفني كانت جاسوسة من الدرجة الأولى في فرنسا أوائل الثمانينيات، توزَّع عملها ما بين جمع معلومات عن شخصيات عربية في أوروبا، إلى العمل كخادمة في بيوت عدد من المطلوبين في باريس، التي كانت ساحةً لمعاركَ طاحنةٍ بين الموساد، وعدد من قيادات الفصائل الفلسطينية، وطموحات صدام حسين النووية.
وانطلقت ليفني بعد ذلك للعمل الميداني، حيث تلقت تدريبات حول كيفية تجنيد الجواسيس، وجمع المعلومات، عندما كانت إسرائيل تواجه خصومها الكثيرين، خاصة بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، وانتقالها إلى تونس.
وبعد تركها العملَ في الموساد، أكملت دراسة الحقوق، وأصبحت محامية مستقلة، وفي 1983 تزوَّجت من المحامي "نفتالي شپيتْسِر"، وأنجبت، ولها ابنان: عمري، ويوفال.
* تلميذة وفية للسفاح شارون:
وتعتبر ليفني تلميذةً وفية للسفاح شارون، صاحب أشهر المجازر ضد العرب، فعندما قرر شارون ترْكَ حزب الليكود في نوفمبر 2005م، بعد أن قاده منذ عام 1999م، على خلفية الخلاف حول الانسحاب من غزة، وتشكيله حزب كاديما، لم تتردَّد ليفني في الانضمام معه إلى كاديما، ولم تكن هذه القطيعة مع الليكود سهلةً بالنسبة لامرأة تربَّت في أروقة هذا الحزب، الذي يرفع شعار "إسرائيل الكبرى".
* الصعود السياسي:
وأما عن الصعود السياسي لليفني، ففي عام 1996 قام رئيس الوزراء في ذلك الوقت - بنيامين نتنياهو - بتعيينها مديرةً لقسم الشركات الحكومية في وزارته، وبعد ذلك أصبحت تنتقل في العمل الحكومي، إلى أنِ انتُخبت نائبة عن حزب الليكود في انتخابات عام 1999، وتولَّت أول منصب وزاري في مارس 2001م، عندما أصبحت وزيرة للتعاون الإقليمي في وزارة شارون، وفي عام 2003 أصبحت وزيرة الاستيعاب، وكُلِّفت باستقبال المهاجرين الجُدد، وفي عام 2004 تولت إلى جانب هذا المنصبِ حقيبةَ العدل، ثم أصبحت وزيرة للخارجية في عهد رئيس الوزراء شارون عام 2005، بعدما انسحب بنيامين نتنياهو مع باقي أعضاء حزب الليكود من الوزارة، وبعد نجاح حزب كاديما الذي أسسه شارون في الانتخابات التشريعية في مارس 2006، قام إيهود أولمرت بتشكيل حكومةٍ ضمَّت ليفني وزيرةً للخارجية.
وبعد قضايا الفساد التي لاحقت أولمرت، جرَتِ انتخابات داخلية في كاديما، انتهت بفوز ليفني برئاسة الحزب، وذلك في 17 سبتمبر 2008م.
وليفني في سعيها لخلافة أولمرت تحاول استنساخَ الخط المتشدد لرئيسة وزراء إسرائيل السابقة جولدا مائير، التي كانت تجاهر باستخفافها بالعرب، وتقلِّل من أهمية عقد التسويات معهم.
وفي 21 سبتمبر 2008 قدَّم أولمرت استقالتَه للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، وفي اليوم التالي كلَّف بيريز ليفني بتشكيل حكومة جديدة، وبموجب القانون الإسرائيلي كان على ليفني إتمامُ هذه المهمة حتى 2 نوفمبر 2008م، غيرَ أنها أعلنتْ في 26 أكتوبر عن فشل محاولتها في تشكيل حكومة جديدة، وقالت: إنها ستسعى إلى تبكير الانتخابات العامة، حيث تتنافس على رئاسة الوزراء.
* خائنة وكاذبة:
وكان العداء بين أولمرت وليفني قد ظهر إلى العلن في 2007، عندما أعلنت وزيرة الخارجية تأييدَها لاستقالة أولمرت، بعد نشر تقرير عن إخفاقات العدوان على لبنان في 2006م، كما أن صداقتها مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس تثير كذلك بعضَ الشكوك في أوساط الصقور في كاديما، الذين يعتبرون أنها معتدلة أكثر من اللازم حول مسألة التسوية مع الفلسطينيين.
وقد قال عنها أولمرت مؤخرًا: "أخشى على مستقبل دولة (إسرائيل) إذا وصلت ليفني إلى الحكم؛ فهي عاجزة عن اتخاذ القرارات، تتأثر بمواقف الآخرين، ولا تثق بنفسها"، كما وصفها بأنها "خائنة"، و"كاذبة".
وإذا نظرنا إلى برنامج حزب كاديما الذي ترأسه ليفني، نجده يطالب بالحفاظ على ما يسمى بدولة إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية، واستكمال العملية السلمية، ووضع حدود إسرائيل بحسب خريطة الطريق، والحفاظ على أمن إسرائيل، ومحاربة الإرهاب، والحفاظ على مصالح إسرائيل الأمنية والقومية، وإكمال الجدار الفاصل بطريقة تضمن منح الأمن لمواطني إسرائيل، والحفاظ على المستوطنات، والحفاظ على القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل.
وليفني مؤمنة بإسرائيل كبرى، ولاغرو؛ فقبر أبيها محفور عليه خارطة إسرائيل الكبرى؛ لكنها اليوم تبدو أكثر واقعية، وترى أنه لكي تحتفظ الدولة العبرية بطابعها اليهودي والديمقراطي؛ ينبغي تقاسم الأرض، وإنشاء دولة فلسطينية إلى جوارها.