يشارك الرئيس الصيني هو جينتاو في قمة الأمن النووي التي تبدأ اعمالها الإثنين في العاصمة الأمريكية ممثلاً لقوة عظمى تحت التكوين تمتلك ترسانة نووية صغيرة
نسبياً وينتابها القلق من نظرائها الأكبر.
ويستضيف الاجتماع الذي يعقد في واشنطن الرئيس الامريكي باراك أوباما ويركز على توفير حماية أكبر للمواقع والمواد النووية من السرقة والهجمات الإرهابية ولا يتطرق لقضايا أشمل مثل الحد من التسلح أو خفض التسلح.
مخزون نووي محدود
لكن الاجتماع غير المسبوق الذي يضم 47 دولة قد يكون اختباراً لموقف الصين التي تحرص على الانتماء لنادٍ خاص للقوى النووية الخمس الرسمية ولكنها في أحيان تتصرف كدولة خارج النادي وتنتقد القوى النووية الأكبر.
وقال جينغ دونغ يوان خبير سياسات التسلح النووي الصينية بمعهد مونتيري للدراسات الدولية بكاليفورنيا "تريد الصين أن تكون في زمرة الدول النووية المعترف بها ولكنها أيضاً تريد أن ينظر لها كصوت مؤيد لمطالب الدول النامية غير النووية".
ورغم تنامي ثروتها ونفقاتها العسكرية تحتفظ الصين بمخزون محدود نسبياً يتراوح بين 200 و240 رأساً نووياً، ومنذ أن اجرت الصين أول تجربة نووية لها عام 1964 أعلنت أنها لن تبادر باستخدام مثل هذه الأسلحة في أي نزاع. ولكن الصين تطور بشكل تدريجي صواريخها النووية وغواصات جديدة قادرة على إطلاق صواريخ تحمل رؤوساً نووية، كما أنها لم تصدق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية إلى أن تفعل الولايات المتحدة ذلك على الأرجح.
وحثت واشنطن بكين على أن تكون أكثر صراحة في ما يتعلق بترسانتها النووية لتفادي أي حسابات خاطئة كارثية الأبعاد.
ضغوط متبادلة
ويرجح عدد من الخبراء أن تقابل الصين هذه الضغوط بحث القوى الأخرى على التعهد "بعدم المبادرة" باستخدام الأسلحة النووية ومطالبة القوتين النوويتين الأكبر الولايات المتحدة وروسيا بخفض عدد أسلحتهما والدعوة إلى اهتمام أكبر باحتياجات الدول النامية التي تريد تطوير طاقة نووية.
وقال الميجر جنرال تشو تشنغ هو من جامعة الدفاع الوطني في الصين في منتدى ببكين الشهر الجاري "أعتقد أننا سنولي اهتماماً أكبر لصوت الدول النامية خلال مراجعة معاهدة حظر الانتشار في آيار (مايو) وفي معاهدات حظر الانتشار النووي في المستقبل".
وتابع "رغم حدوث تخفيضات مهمة فإن أهميتها الرمزية تتجاوز كثيرا الأهمية الفعلية".
وبعد نزاعات حول عدد من القضايا بين بكين وواشنطن أثارت تكهنات بعدم حضور الرئيس الصيني قمة الامن النووي سيكون وجوده مؤشراً مطمئناً يؤكد تقدير بكين للعلاقات الثنائية والأمن النووي.
ويقول لي بين خبير الانتشار النووي بجامعة تسينغ هوا في بكين إن الصين لا تواجه أي تهديدات ملحة لأمن محطاتها الذرية ومخزونها النووي وليست ضمن الدول التي تسبب مشكلة وتستأثر باهتمام واشنطن.
وقال تشو شولونج الاستاذ بجامعة تسينغ هوا الذي يدرس الأمن الدولي "هذه القمة ممارسة ترويجية رمزية إلى حد كبير القضايا مهمة ولكن الأمر يتعلق أيضاً بتحديد اللهجة المناسبة للمفاوضات التالية".
لن تكشف عن أرقام
ودعت المراجعة التي أجرتها إدارة أوباما في الآونة الأخيرة للوضع النووي إلى شفافية أكبر من جانب الصين وعقب توقيع اتفاق خفض التسلح الجديد مع أوباما قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إنه ينبغي على الدول النووية الأخرى أن تبذل جهداً أكبر لتحذوا حذوهما.
وقال يوان الخبير الذي يتخذ من كاليفورنيا مقراً له "لا يتوقع أحد أن تقدم الصين أرقاماً محددة بشأن الأسلحة النووية، ولكن ما يريدونه هو فكرة أوضح عن أسباب تحديث الصين لترسانتها النووية وإلى أين يقود هذا".
ويمكن أن يثير أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي مسألة الصين عند مناقشة التصديق على اتفاق خفض التسلح الجديد مع روسيا وأيضاً إذا طلب أوباما من المجلس التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، ويقول بعض معارضي الخفض الكبير للأسلحة النووية إن الخفض يسمح للصين "بقفزة لتتساوى" مع الآخرين.
وقال تشو الاستاذ بجامعة تسينغ هوا إن الصين ليس لديها مثل هذه النوايا ولن تقبل المطالبة بكشف مزيد من المعلومات عن أسلحتها النووية.
وأضاف "في الوقت الذي تضغط فيه الولايات المتحدة على العالم لبذل جهد أكبر لمنع الانتشار النووي لا يمكنها حتى التصديق على هذه الاتفاقية "حظر التجارب" لا تحب الصين أن تشعر بخضوعها لازدواجية في المعايير".
غير أن تشو ذكر أن الصين سترحب بكثير من النقاط الواردة في مبادرات أوباما النووية من بينها خفض عدد الدول التي يحتمل أن تستهدفها الهجمات النووية الأمريكية.
وعلى عكس مراجعة الوضع النووي الذي قامت به إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عام 2002 لم تشر مراجعة إدارة أوباما الأخيرة إلى الصراع حول تايوان وهي جزيرة تحكم نفسها وتزعم الصين السيادة عليها كسبب محتمل لاستخدام الولايات المتحدة الاسلحة النووية
http://www.alarabiya.net/articles/2010/04/12/105665.html
نسبياً وينتابها القلق من نظرائها الأكبر.
ويستضيف الاجتماع الذي يعقد في واشنطن الرئيس الامريكي باراك أوباما ويركز على توفير حماية أكبر للمواقع والمواد النووية من السرقة والهجمات الإرهابية ولا يتطرق لقضايا أشمل مثل الحد من التسلح أو خفض التسلح.
مخزون نووي محدود
لكن الاجتماع غير المسبوق الذي يضم 47 دولة قد يكون اختباراً لموقف الصين التي تحرص على الانتماء لنادٍ خاص للقوى النووية الخمس الرسمية ولكنها في أحيان تتصرف كدولة خارج النادي وتنتقد القوى النووية الأكبر.
وقال جينغ دونغ يوان خبير سياسات التسلح النووي الصينية بمعهد مونتيري للدراسات الدولية بكاليفورنيا "تريد الصين أن تكون في زمرة الدول النووية المعترف بها ولكنها أيضاً تريد أن ينظر لها كصوت مؤيد لمطالب الدول النامية غير النووية".
ورغم تنامي ثروتها ونفقاتها العسكرية تحتفظ الصين بمخزون محدود نسبياً يتراوح بين 200 و240 رأساً نووياً، ومنذ أن اجرت الصين أول تجربة نووية لها عام 1964 أعلنت أنها لن تبادر باستخدام مثل هذه الأسلحة في أي نزاع. ولكن الصين تطور بشكل تدريجي صواريخها النووية وغواصات جديدة قادرة على إطلاق صواريخ تحمل رؤوساً نووية، كما أنها لم تصدق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية إلى أن تفعل الولايات المتحدة ذلك على الأرجح.
وحثت واشنطن بكين على أن تكون أكثر صراحة في ما يتعلق بترسانتها النووية لتفادي أي حسابات خاطئة كارثية الأبعاد.
ضغوط متبادلة
ويرجح عدد من الخبراء أن تقابل الصين هذه الضغوط بحث القوى الأخرى على التعهد "بعدم المبادرة" باستخدام الأسلحة النووية ومطالبة القوتين النوويتين الأكبر الولايات المتحدة وروسيا بخفض عدد أسلحتهما والدعوة إلى اهتمام أكبر باحتياجات الدول النامية التي تريد تطوير طاقة نووية.
وقال الميجر جنرال تشو تشنغ هو من جامعة الدفاع الوطني في الصين في منتدى ببكين الشهر الجاري "أعتقد أننا سنولي اهتماماً أكبر لصوت الدول النامية خلال مراجعة معاهدة حظر الانتشار في آيار (مايو) وفي معاهدات حظر الانتشار النووي في المستقبل".
وتابع "رغم حدوث تخفيضات مهمة فإن أهميتها الرمزية تتجاوز كثيرا الأهمية الفعلية".
وبعد نزاعات حول عدد من القضايا بين بكين وواشنطن أثارت تكهنات بعدم حضور الرئيس الصيني قمة الامن النووي سيكون وجوده مؤشراً مطمئناً يؤكد تقدير بكين للعلاقات الثنائية والأمن النووي.
ويقول لي بين خبير الانتشار النووي بجامعة تسينغ هوا في بكين إن الصين لا تواجه أي تهديدات ملحة لأمن محطاتها الذرية ومخزونها النووي وليست ضمن الدول التي تسبب مشكلة وتستأثر باهتمام واشنطن.
وقال تشو شولونج الاستاذ بجامعة تسينغ هوا الذي يدرس الأمن الدولي "هذه القمة ممارسة ترويجية رمزية إلى حد كبير القضايا مهمة ولكن الأمر يتعلق أيضاً بتحديد اللهجة المناسبة للمفاوضات التالية".
لن تكشف عن أرقام
ودعت المراجعة التي أجرتها إدارة أوباما في الآونة الأخيرة للوضع النووي إلى شفافية أكبر من جانب الصين وعقب توقيع اتفاق خفض التسلح الجديد مع أوباما قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إنه ينبغي على الدول النووية الأخرى أن تبذل جهداً أكبر لتحذوا حذوهما.
وقال يوان الخبير الذي يتخذ من كاليفورنيا مقراً له "لا يتوقع أحد أن تقدم الصين أرقاماً محددة بشأن الأسلحة النووية، ولكن ما يريدونه هو فكرة أوضح عن أسباب تحديث الصين لترسانتها النووية وإلى أين يقود هذا".
ويمكن أن يثير أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي مسألة الصين عند مناقشة التصديق على اتفاق خفض التسلح الجديد مع روسيا وأيضاً إذا طلب أوباما من المجلس التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، ويقول بعض معارضي الخفض الكبير للأسلحة النووية إن الخفض يسمح للصين "بقفزة لتتساوى" مع الآخرين.
وقال تشو الاستاذ بجامعة تسينغ هوا إن الصين ليس لديها مثل هذه النوايا ولن تقبل المطالبة بكشف مزيد من المعلومات عن أسلحتها النووية.
وأضاف "في الوقت الذي تضغط فيه الولايات المتحدة على العالم لبذل جهد أكبر لمنع الانتشار النووي لا يمكنها حتى التصديق على هذه الاتفاقية "حظر التجارب" لا تحب الصين أن تشعر بخضوعها لازدواجية في المعايير".
غير أن تشو ذكر أن الصين سترحب بكثير من النقاط الواردة في مبادرات أوباما النووية من بينها خفض عدد الدول التي يحتمل أن تستهدفها الهجمات النووية الأمريكية.
وعلى عكس مراجعة الوضع النووي الذي قامت به إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عام 2002 لم تشر مراجعة إدارة أوباما الأخيرة إلى الصراع حول تايوان وهي جزيرة تحكم نفسها وتزعم الصين السيادة عليها كسبب محتمل لاستخدام الولايات المتحدة الاسلحة النووية
http://www.alarabiya.net/articles/2010/04/12/105665.html