- إنضم
- 2 فبراير 2008
- المشاركات
- 1,560
- التفاعل
مدارس وأساليب تجنيد الجواسيس علي 'الإنترنت'!!
اللواء زكريا حسين يكشف أبعاد عمليات التجسس الإسرائيلية
اللواء زكريا حسين يكشف أبعاد عمليات التجسس الإسرائيلية
أكد أن اتفاقيات السلام لا تمنع الموساد من تجنيد العملاء
اللواء زكريا حسين يكشف أبعاد عمليات التجسس الإسرائيلية
حوار أجراه: محسن شرقاوي
طرحت عملية القبض علي الجاسوس المصري محمد عصام غنيمي العطار والمتهم بالتخابر لصالح اسرائيل الكثير من الاسئلة حول حقيقة ما يحدث وكيف يتم تجنيد عملاء وجواسيس جدد للكيان الصهيوني وزرعهم في مصر في ظل معاهدات واتفاقيات 'سلام' منذ ما يقرب من 28 عاما.. وهل ماجري له علاقة باوضاع داخلية ساهمت بشكل او بآخر في وقوع شبابنا في هذا 'الفخ'؟ أم أن صدمة ما حدث هو في حد ذاته الأزمة الحقيقية؟ بنسياننا عدونا الحقيقي والالتفاف حول هذه الحقيقة تحت مصطلحات ودعاوي مطاطة لا محل لها من الاعراب؟..
تساؤلات واستفسارات مختلفة حاولنا التعرف علي أجوبتها في حوار مع اللواء د. زكريا حسين أستاذ العلوم الاستراتيجية ومستشار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا وهذا نص الحور:
لماذا تسعي اسرائيل إلي تجنيد مصريين في شكل جواسيس وعملاء في ضوء العلاقات الهادئة بين الطرفين؟
لمعرفة أبعاد ما تقوم به اسرائيل من اعمال تجسس داخل عدد من البلدان المحيطة بها يجب إلقاء الضوء علي مؤتمر تعقده اسرائيل سنويا بمدينة (هيرتزليا) حيث يناقش الاخطار والتهديدات التي تهدد الامن الاسرائيلي ومراجعة الخطط الأمنية الاسرائيلية وتحدد دور وحجم القوات المسلحة واوجه كيفية تسليحها لمواجهة هذه التحديات والتهديدات بجانب موضوعات اخري كثيرة.. ويشارك في هذا المؤتمر عدد من النخب السياسية والعلمية والفكرية في إسرائيل وعدد من المراكز البحثية المتخصصة في الامن الاسرائيلي خاصة التي لها صبغة استراتيجية علي ضوء هذه المعلومات.
وماهي العلاقة بين مؤتمر 'هيرتزليا' وما يحدث الآن؟
في يناير 2002 وتحديدا بعداحداث 11سبتمبر 2001 عقد مؤتمر 'هيرتزليا' دورته السنوية لتحديد حجم التهديدات التي يواجهها الكيان الصهيوني في ظل هذه الاحداث واتهام العرب بتنفيذ هذه التفجيرات.. وانتهي المؤتمر الي تحديد ثلاث دوائر تهدد الامن الاسرائيلي.
دائرة داخلية وقصدت بها حركتا حماس والجهاد او ماعرفت باسم حركات العصيان المدني داخل فلسطين.
الدائرة 'القريبة' وضمت جميع الدول العربية المحيطة باسرائيل بما فيها مصر وحزب الله.
الدائرة 'البعيدة' وضمت كلا من ايران وباكستان
وبناء علي تحديد هذه الدوائر 'الخطرة' يتم بناء القوات المسلحة وامدادها بالسلاح تمهيدا لصد أي خطر داخلي او قريب أو بعيد خلال توجيه ضربات استباقية تجهض اي خطر في مهده.
وأين حدود ودور 'الموساد' في تطبيق هذا المخطط؟
تنفيذ مقررات مؤتمر 'هيرتزليا' يتوقف الي حد كبير علي الحصول علي معلومات عن الدول والحركات والمنظمات التي تشكل خطرا دائما علي اسرائيل وهو دور يقوم به 'الموساد' باشكال مختلفة .. وهنا نجد الموساد مكلفا منذ ذلك التاريخ لجمع المعلومات عن دوائر التهديد بما فيها مصر.
ولكن هناك اتفاقيات سلام موقعة بين مصرواسرائيل وعلاقات دافئة وتنسيق امني بينهما؟!
بصرف النظر عن معاهدات واتفاقيات السلام بين الدولتين وما تفرضه من التزامات وخاصة في مجال العلاقات الثنائية وتطبيع العلاقات فإن كل هذا لايمنع من قيام الموساد بدوره الاستخباراتي بل ان هذه الحالة تكون الحالة الامثل لتسهيل تجنيد العملاء والجواسيس في ظل الاتفاقيات الاقتصادية والسياحية التي تتوسع فيها التعاملات بين الافراد.
وهل هذا يعني ان المناخ الداخلي في مصر يسمح بتجنيد الجواسيس والعملاء تحت غطاء سياسي واقتصادي؟
هناك قناعة ان الخيانة والتجسس ليس من تقاليد الاسرة المصرية وهي تمنع بشكل حاد جدا امكانية التجنيد سواء لمهام التجسس او العمالة لاسرائيل.. وتأكيد هذه الحقيقة ان عدد سكان مصر يتجاوز الثمانين مليون نسمة وان من يتم تجنيدهم اعداد محدودة تعد علي اصابع اليد الواحدة.
ولكن هناك امورا اخري من سوء الاحوال الاقتصادية وحالة الاحتقان السياسي وتدهور الحالة المعيشية للمواطن قد تؤدي للسقوطو في هذا الفخ؟
هي عوامل يجب ان نضعها في الاعتبار وأستشهد علي ذلك بحوار اجرته الاهرام في 32/21/6002مع الدكتور احمد عكاشة استاذ الطب النفسي عندما اجاب عن تساؤل طرح عليه 'لماذا نحن محبطون؟!' فأجاب:
نسبة الإحباط في الشارع المصري 100 % لاسباب منها البطالة والزحام والتلوث وعدم وجود السكن المناسب ومعالجة الفقراء والعري في التليفزيون، وعدم الشفافية والفساد في كل موقع فإذا خرج الوزير لسلسلة اخطاء تكرمه الدولة وتمنحه نيشانا.
وبالتالي يمكن توقع رد الفعل المنتظر طبقا لوجهة نظر د. عكاشة هي: الانفجار العدواني، القلق، الاكتئاب، حالة اللامبالاة واخيرا حالة عدم الانتماء وجميعها اسباب مجتمعة لخلق جواسيس وعملاء.
في ضوء هذه الاعتبارات ماهو تقييمكم لعملية تجنيد محمد عصام العطار التي تم الكشف عنها مؤخرا؟
في ظل هذه الاعتبارات ليس مستغربا ان ينجح الموساد الاسرائيلي في تجنيد محمد عصام العطار والذي فشل في تجنيده داخل مصر.. بل سعت اليه في تركيا وتابعته في كندا وطبقا للروايات والمعلومات المتوافرة عن محمد عصام العطار فهو كان طالبا فاشلا في كلية العلوم جامعة الازهر وانه يعاني من الشذوذ الجنسي وبهذه المواصفات لايمكن من وجهة نظري وتقديري ان يحصل علي معلومات ذات قيمة من المصريين المقيمين في هذه الدول خاصة ان قيمة المعلومات تربط المكان ودور المواطن المصري في الخارج.. ولا اتصور ان هذا الشخص بقدراته الذهنية والعلمية والسلوكية يمكنه استخلاص معلومات ذات قيمة من كوادر مصرية رفيعة المستوي علميا واقتصاديا وفكريا واقصي ما يمكنه الحصول عليه من معلومات من مصريين وعرب يمتهنون أعمالا متواضعة لا تمثل اهمية كبيرة مقارنة بالمصادر الأخري.
كيف كان سيتم توظيفه؟
قد يكون المستهدف هو تدريبه وتطويعه ليتمكن من الحصول علي معلومات اخري 'للموساد' بعد وصوله الي مصر.
إذن ما هي مواصفات الجاسوس؟
ان يتميز بالثقافة العالية، والقدرة الواسعة علي الاطلاع، وان يشغل موقعا هاما من المواقع المؤثرة علي الامن القومي المصري الشامل سواء في مجال التعليم او الاقتصاد او الاعلام.. حتي تكون علاقته بهذه الدوائر المحيطة به تمكنه من الحصول علي معلومات تمثل اهمية للدولة التي يتجسس لصالحها.
الارقام تؤكد ان عدد الجواسيس الذي كشف عنهم وقت 'السلام' بين مصر واسرائيل اكثر من الجواسيس الذين كشف عنهم وقت الحرب.. فما هو تعليقك؟
هناك فرق بين 'الحرب' و'الصراع'.. فالحرب مفهوم اشمل واعم من كلمة الصراع.. فالحرب مداها طويل جدا ويدخل في نطاقها مفهوم الصراع بكافة صوره صراع اقتصادي سياسي وعقائدي وايديولوجي والدين والمعلومات المسلحة وغيرها.. وفي ضوء هذا يمكن القول ان مصر خاضت اربعة صراعات مسلحة في حالة الحرب مع اسرائيل والتي انتهت بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979.
اذن المواجهة بين مصر واسرائيل لاتزال قائمة؟!
ومن يغفل ذلك فهو واهن
وهل يفسر قيام بعض الجواسيس والعملاء بعمليات تحزيبية في المجتمع المصري من ترويج مخدرات وتهريب المخدرات ونشر الرذيلة؟
هذا امر طبيعي فهؤلاء اداة للموساد والهدف معروف خربوا وانقضوا علي هؤلاء حتي يكونوا لقمة سائغة.
في احداث سابقة حدثت بعض التدخلات وتم الافراج عن بعض الجواسيس الذين تم إلقاء القبض عليهم فهل تتوقعون تكرار مثل ذلك؟
الامر الاهم يتطلب او لا عدم تكرار تجنيد مصريين مرة اخري باتخاذ اجراءات من شأنها تقليل حالة الاحباط لدي شرائح عريضة من المصريين وخاصة الشباب وتعميق مفهوم الولاء والانتماء للدولة وايجاد حلول جذرية للمشكلات والمعضلات التي يعاني منها المجتمع المصري والا حدث مالا يحمد عقباه.
لماذا خدع الجاسوس والده بأنه يعمل في شركة بترول؟!
عم الجاسوس يطالب أسرته بعدم توكيل محامين للدفاع عنه
السيد جمال الدين
وآلاء حمزة
'لقد نزل علينا الخبر كالصاعقة وحتي الآن هناك حالة ذهول تنتاب الأسرة من هول المأساة فلم يصدق أحد ان محمد باع نفسه ووطنه للشيطان، ووالده يمر بحالة اكتئاب المؤلمة'.. بهذه الكلمات الممزوجة بمرارة شديدة بدأ المهندس حاتم العطار عم محمد عصام العطار الجاسوس المصري المتهم بالتخابر مع 'إسرائيل' كلامه مع 'الأسبوع' ثم اضاف انه يرفض الدفاع عن شخص خان وطنه مهما كانت درجة قرابته وأعلن انه يشدد علي الجميع عدم توكيل محامين للدفاع عن محمد العطار امام القضاء.
قال حاتم العطار: ان محمدا لم يسئ الي التاريخ العريق لعائلة العطار وانما اساء فقط الي نفسه وهو وحده الذي يتحمل نتيجة جريمته النكراء ورفض عم محمد العطار ان نقوم بتصويره قائلا: 'ارجوكم لا داعي للتصوير وكفي ما نحن فيه من الم'.
وعن حياة ونشأة محمد العطار قال عمه: ان والد محمد انفصل عن والدته قبل ولادته ببضعة اشهر وقضي محمد ال51 عاما الأولي من حياته بعيدا عن والده، بعد ذلك بدأ يتردد علي والده وحاول ان يقيم معه بصفة دائمة ولكنه لم يقض معه سوي اسبوع واحد ثم عاد مرة أخري الي والدته وكان يقيم لدي جدته والدة امه.
اضاف حاتم العطار ان محمدا انقطع بعد ذلك فترة طويلة عن زيارة والده ولم يظهر الا بعد وفاة جده حيث جاء الينا لتقديم واجب العزاء وكان ذلك في عام 2001 وقال لنا انه تخرج في كلية العلوم قسم الكيمياء والتحق بعد فترة وجيزة من تخرجه باحدي شركات البترول وهو الامر الذي سعد به والده جدا، لكن اخباره انقطعت مرة اخري ولم نعرف انه قد سافر الي الخارج إلا بعد مرور عام تقريبا علي سفره حيث قال عمه: ان محمدا بعث له برسالة عبر البريد الالكتروني يخبره فيها بأنه يقيم في ولاية شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية وانه يعمل باحدي شركات البترول هناك. وتابع حاتم العطار انه ظل يتبادل الرسائل الالكترونية مع ابن شقيقه فترة وجيزة ارسل محمد له خلال هذه الفترة صورة شخصية له عبر البريد الالكتروني ثم قطع محمد بعد ذلك رسائله الي عمه ومنذ ثمانية اشهر فقط بعث محمد رسالة الي عمه حيث سأله عن والده وبقية افراد الاسرة ولكن في هذه المرة قال لعمه انه انتقل الي استراليا وارسل له عدة صور ليقنعه بانه يقيم هناك.
اضاف حاتم العطار قائلا انه لم يخطر علي باله ابدا ان يكون كل ما قاله ابن شقيقه مجرد اكاذيب ولم يكن هناك داع للتحقق من صدق كلامه كونه يقيم بأمريكا او استراليا. ولفت النظر إلي انه لم يكن لديه أدني شك ان محمدا جاسوس ويعمل لمصلحة المخابرات الاسرائيلية فلم تكن تصرفاته او سلوكياته توحي بأي شيء من هذا القبيل.
ويتابع حاتم العطار قائلا: انقطعت اخبار محمد ايضا حتي فوجئنا بهذا الخبر المشئوم من خلال مكالمة هاتفية من احد الاشخاص يخبرنا فيها بالقبض علي محمد بتهمة التخابر لمصلحة العدو الاسرائيلي.. بعدها اصيب والده بحالة اكتئاب شديدة..
وانهي عم الجاسوس كلامه لنا بأن الكيان الصهيوني يختار دائما فريسته بعناية شديدة كي يدمر رموز الوطن وهو يعلم مدي عراقة عائلة العطار.
رحلة البحث عن والد الجاسوس
طلبنا من المهندس حاتم العطار ان يدلنا علي عنوان شقيقه والد محمد العطار الا انه رفض بشدة قائلا: 'كفانا ما نحن فيه'.
لذا حاولنا طرق ابواب اخري للوصول الي والد الجاسوس وتوصلنا الي معلومات تفيد بأنه يقطن في الغربية لكن لم تحدد لنا المعلومات مكانه بالتحديد هناك.
التقطنا معلومات اخري تفيد بأن والد الجاسوس يمتلك شركة استيراد وتوكيلات في القاهرة بأحد الشوارع المتفرعة من شارع النزهة ولكن لم تحدد المعلومات لنا هذا الشارع الجانبي ورغم ان شارع النزهة يمتد من العباسية حتي مطار القاهرة ورغم برودة الجو والامطار الشديدة بدأنا رحلة معاناة البحث بشارع النزهة للوصول إلي الشركة التي يمتلكها والد الجاسوس وكان السؤال الذي نحاول البحث عن اجابة له في غاية الصعوبة لمن نلقيه عليه وفي غاية الحرج الشديد لنا فنحن نسأل عن شارع جانبي لا نعرف اسمه!! ورغم ذلك لم نتراجع عن البحث والسؤال رغم ان شارع النزهة كان مغمورا بمياه الامطار وبعد مقابلات عديدة مع المواطنين ارهقنا اذهانهم بسؤالنا الصعب.. التقينا باحد المواطنين والذي أخبرنا انه يعرف الشارع واصطحبنا معه ولكن ما إن وصلنا إلي الشارع الذي دلناعليه لم نجد فيه الشركة التي نبحث عنها فأصابنا ذلك بالاحباط لكن لاحت امامنا بادرة امل عندما وجدنا أنفسنا بجانب قسم شرطة النزهة فقررنا الذهاب الي هناك للسؤال عن ضالتنا وبالفعل استطاع قسم الشرطة ان يجيب لنا عن سؤالنا الصعب ودلنا علي الشارع.. وقتها شعرنا اننا قد اقتربنا من تحقيق غايتنا واخذنا في تهيئة اذهاننا وترتيب افكارنا لمقابلة والد الجاسوس.. وصلنا الي الشارع وكانت الامطار تهطل كالسيل والتقينا هناك باحد البوابين والذي أخبرنا بانه كانت هناك بالفعل في هذا الشارع شركة استيراد وتوكيلات ولكنها انتقلت الي مكان اخر لا يعرفه!!
والدة الجاسوس
العنوان كان لدينا فتوجهنا اليه دون متاعب ووصلنا الي المنزل الذي تقطن فيه والدة الجاسوس واخبرنا احد الجيران انها تقيم في الطابق الثاني.. صعدنا الي هناك واخذنا في طرق الباب عدة مرات دون ان يجيب احد ولكن احد الجيران افادنا بانها تتردد دائما علي اقاربها الذين يقيمون بالطابق الثالث فصعدنا الي هناك وفتحت لنا احدي السيدات، سألناها عن والدة الجاسوس وتدعي 'ز' فقالت لنا وقد بدا عليها الاضطراب انها لا تعرفها ولا يوجد احد عندها بهذا الاسم.. عبثا حاولنا ان نطمئنها لنتحدث معها ولكنها لم تستجب واصرت علي غلق الباب.
لم يكن امامنا حل حينئذ سوي النزول الي الشارع والتقينا باحد الاشخاص من الجيران والذي قال لنا: ان هذه السيدة محجبة ومتدينة جدا وكل اقاربها علي هذا الحال وانهم لا يختلطون بالجيران الا في اضيق الحدود وافادنا ايضا بأن هذه السيدة تعمل موجهة بالتربية والتعليم ومتزوجة من مهندس محترم.. سألناه عن محمد الجاسوس فاجاب انه رآه منذ سنوات ولكن كان يقيم في الغالب عند جدته ثم قال ان الجاسوس له شقيقان من والدته وهما علي خلق قويم واوضح لنا هذا الشخص ان والدة محمد واقاربها في حالة يرثي لها منذ علمهم بالقبض عليه بتهمة التخابر.
الجيران
اكد الجيران في العباسية ان الجاسوس محمد غنيم العطار كان يعيش مع جدته منذ طفولته وذلك بعد ان انفصلت والدته عن ابيه وتزوجت من آخر وان جدته كانت تزوره كل شهر تقريبا، وقال احد الجيران: ان المتهم كان طوال حياته اجتماعيا وله اصدقاء كثيرون في الشارع ولكن كانت له احيانا تصرفات غريبة حيث كان دائم الاستماع الي اغاني شبابية لا تتناسب مع طالب في جامعة الازهر.
شخص آخر قال لنا: إن محمد عصام استأجر سيارة من معرض سيارات وحرر ايصال امانة علي بياض لصاحب المعرض وسافر مع ثلاثة من اصدقائه الي الاسكندرية.. اثنان منهم يحملان الجنسية السعودية والثالث يحمل الجنسية الكويتية وانه تعرض لحادث بالسيارة التي استأجرها واصيب هو واصدقاؤه. اضاف هذا الشخص ان محامي محمد ابلغ صاحب المعرض بما حدث الا انه رفض اصلاح السيارة وطالب محمد بمبلغ كبير من المال وحرر في ايصال الامانة مبلغ 200 الف جنيه وأحالت النيابة القضية الي محكمة جنح الوايلي وصدر فيها حكم بحبس محمد ثلاث سنوات وانتهت المداولات بتأييد الحكم 3سنوات في يونيه 2001.
وتابع هذا الشخص قائلا: إن محاميه أبلغ بانقطاع أخباره بعد ذلك، حيث اتصل به محمد بعد عام ونصف العام واخبره انه خارج البلاد وطلب منه التدخل لدي صاحب المعرض لحل الموضوع ثم عاود الاتصال بمحاميه مرة اخري فاخبره المحامي ان الموضوع تمكن تسويته بدفع مبلغ من المال لصالحب المعرض الذي لن يستفيد من حبسه. واشار المحامي الي ان محمد عصام اتصل به في شهر ديسمبر الماضي واخبره ان العقوبة الصادرة ضده سقطت بمضي خمس سنوات علي صدور الحكم.
مفاجأة جاسوس الموساد الجديد
اعتنق المسيحية الكاثولوكية وقدم حياته فداء لإسرائيل
عمر عبدالعلي
.. لم تكن قضية الجاسوس محمد عصام غنيم العطار والمتهم بالتخابر مع 'إسرائيل' ضد مصر قضية عادية حيث تحمل دلالات وعلامات استفهام كثيرة فإسرائيل كشفت من خلال هذه القضية أنها تبحث بالفعل عن شباب فقد هويته ووطنيته وتقوم بتجنيده عن طريق المال والنساء للحصول علي معلومات وبيانات تضر بمصلحة البلاد..
بدأت القصة في بداية شهر يوليو 2001 عندما كان المتهم محمد عصام العطار يدرس في السنة الثالثة بكلية العلوم جامعة الأزهر، حيث بدأت عوامل الانقسام في الشخصية تظهر بوادرها لدي محمد العطار والذي اعترف أمام النيابة أنه وصل إلي مرحلة عدم حب الوطن أو الاخلاص له وادعي أن تحوله في هذا التوقيت ناتج عن سخطه تجاه المجتمع والحياة.
وأن السبب الرئيس في ذلك هو حياة اليأس التي عاش فيها بسبب عدم استقرار أسرته وانفصال والده عن والدته منذ طفولته ومن خلال اعترافاته التفصيلية أمام هاني حمودة رئيس نيابة أمن الدولة العليا.. حاول المتهم إلقاء المسئولية علي ظروفه الاجتماعية والعائلية وقال.. وصلت إلي حالة صعبة أصبحت أكره كل شيء من حولي.. وقررت في هذه الأثناء الهروب من مصر والاتجاه إلي أي دولة أخري حيث وقع تفكيري علي دولة تركيا بسبب سهولة الحصول علي تأشيرة سياحة حيث وصلت إلي أنقرة وهناك فكرت في الذهاب إلي السفارة الإسرائيلية لعرض خدماتي عليها أو مساعدتي في تدبير فرصة عمل حيث تم استقبالي بطريقة طيبة ومن خلال عدة اختبارات لي تأكدوا أنني علي ولاء كامل لهم وخاصة بعد ابلاغهم بنيتي ترك ديانة الاسلام واعتناق المسيحية.
والسبب أنه يكره أفكار الاسلام وخاصة التي تدعو إلي تعدد الزوجات وهذا يؤدي علي حسب قوله إلي حدوث مشاكل أسرية كثيرة..
... بعد أسابيع قليلة أطمأنت المخابرات الإسرائيلية في أنقرة إلي نية محمد العطار وكتبت تقارير إلي رؤسائها في تل أبيب تشير إلي أنه صيد ثمين وأنه يمكن تجنيده في أكثر من دولة أوربية للحصول علي معلومات عن المصريين والعرب المقيمين في هذه الدولة.
... بعد الحصول علي الموافقات بدأت بالفعل أولي خطوات تجنيد الجاسوس محمد عصام العطار وكانت نقطة البداية هي أنقرة من خلال مقهي يجتمع فيه المصريون والعرب باسم 'مقهي مصر' ويقع بالقرب من السفارة المصرية بأنقرة ومن خلال هذا المقهي وبسبب اجادة محمد العطار اللغة العربية استطاع استقطاب العديد من المصريين والعرب وعمل صداقات قوية معهم وخلال 6 أشهر تمكن الجاسوس محمد العطار من تقديم تقارير عن الحياة اليومية لهؤلاء المصريين تتحدث عن طرق معيشتهم وأسلوب عملهم وعدد أولادهم بالاضافة إلي أن التقارير تضمنت أيضا العوامل النفسية وحب المال والنساء لكل منهم بالاضافة إلي معرفة أماكن اقامتهم في القاهرة وأقاربهم وذويهم حيث كان الجاسوس محمد العطار يسجل جميع الملاحظات الدقيقة عن كل شخصية مصرية أو عربية وكأنه يكتب قصة حياة لكل منهم وكان دوره ينتهي فقط عند كتابة هذه التقارير وتسليمها إلي ضابط الموساد الإسرائيلي دانيال ليفي وشهرته 'إيفي' والذي كان يتولي مهمة تدريبه ومراقبته في تركيا، أما أهمية هذه التقارير فكانت المخابرات الإسرائيلية عن طريق هذا الضابط تقوم من جانبها بتشكيل فريق عمل منفصل يتولي دراسة المعلومات والبيانات الموجودة في هذه التقارير دراسة وافية ودقيقة ثم يتم انتقاء العناصر الملائمة التي تحصل علي درجات كبيرة تتيح للمخابرات سهولة تجنيدها وكانت الشروط والصفات المطلوبة أن يكون العنصر الذي يقع الاختيار عليه يتمتع بحب جارف للنساء والمال كشرط أساسي بالاضافة الي ميوله المتضاربة نحو الاسلام أو المصريين والعرب من الأقباط والحاقدين علي الاسلام ويتمنون تقديم خدمات إلي الدولة الصهيونية.
.. استمر ولاء محمد عصام العطار إلي المخابرات الإسرائيلية داخل حدود دولة تركيا '6' أشهر بعدها فكرت أجهزة المخابرات الصهيونية في استغلاله للقيام بوظيفة أخري في بلد آخر في الوقت الذي أصبح فيه الجاسوس العطار عبارة عن لعبة شطرنج يتم تحريكها في أي وقت تشاء فيه ادارة المخابرات الإسرائيلية.
فكانت المعلومات المطلوبة طبقا للشخصية التي تقوم بالوظيفة هو ملف الاقباط ومدي ملائمة تجنيدهم لصالح إسرائيل وخاصة عندما اعتنق الجاسوس محمد عصام العطار الدين المسيحي ووافق علي تغيير اسمه من محمد عصام غنيم العطار إلي جوزيف رمزي عطار يعتنق الكاثوليكية وبسبب اضرابه عن الزواج وكرهه الشديد للنساء تحول الجاسوس إلي شخصية شاذة جنسيا تبحث دائما عن المال والجنس الشاذ.
... في بداية يناير 2002 كانت المخابرات الإسرائيلية قد طلبت من المتهم محمد العطار السفر إلي كندا لاستكمال مهمة جديدة وهي البحث عن المصريين والعرب هناك وكتابة تقارير عنهم من أجل تجنيدهم ومن خلال وثيقة اقامة باسم جوزيف رمزي عطار وصل الجاسوس إلي كندا في الوقت الذي كانت المخابرات المصرية تتابع تحركاته أولا بأول منذ وصوله إلي تركيا وقيام المخابرات الإسرائيلية بتجنيده حيث كان في استقباله في كندا المتهم الثالث كمال كوشيا ضابط المخابرات الإسرائيلية تركي الأصل والذي وفر للجاسوس وظيفة في أحد مطاعم الوجبات السريعة وخلال عامين متكاملين قدم الجاسوس تقارير كثيرة قدرت بالآلاف إلي جهاز المخابرات الإسرائيلية يكشف خلالها عن الاشخاص المصريين والعرب الذين يصلح تجنيدهم حيث يقول في اعترافاته.. بالفعل قدمت العديد من المصريين والعرب لكن كان دوري يقتصر فقط علي كتابة التقارير التي تتضمن سلبيات وايجابيات عديد من الشخصيات سواء رجال أعمال أو طلبة دارسون وكانت التركيز الأكبر علي مئات من الطلبة الذين يلجأون إلي كندا عن طريق وثائق الهجرة المنتشرة في القاهرة وأشار في اعترافاته إلي أنه أن كان يختار من بين مئات العرب والمصريين الشباب الذي لا يرغب في العودة إلي مصر أو دولته حيث استطاع أن ينقل الحياة اليومية لهؤلاء الاشخاص لجهاز المخابرات الإسرائيلية وأنه بالفعل كان يتقاضي نظير ذلك مبالغ مالية باهظة لكنه كان يقوم بانفاقها أولا بأول بناء علي تعليمات ضباط المخابرات الإسرائيليين حيث كان يطلب منه عدم ايداعها في حسابات بنكية لعدم افتضاح أمره.
وفي بداية عام 2003 وصلت إليه معلومات انه لابد من سفره إلي مدينة تورنتو ذات الكثافة الكبيرة من المصريين والعرب حيث استقبله هناك ضابط الموساد تونجاي جوماي وشهرته دانيال الذي استقبله ووفر له شقة فاخرة في إحدي ضواحي مدينة تورنتو بالاضافة إلي قيامه بشراء سيارة مرسيدس آخر موديل وخلال شهور قليلة استطاع الموساد بقيادة الضابط تونجاي جوماي توفير فرصة عمل للجاسوس محمد عصام العطار في أحد البنوك الكبيرة في مدينة تورنتو وكان الهدف من ذلك اطلاعه علي حسابات المصريين والعرب والحصول علي عناوينهم وأرقام هواتفهم المحمولة والأرضية والحصول أيضا علي كافة المعلومات والبيانات المدونة في أوراقهم الموجودة في البنك حيث كان الجاسوس يقدم يوميا ملفا كاملا عن هذه الشخصيات وبما تحمله من صفات سلبية وايجابية واعترف الجاسوس أمام النيابة أنه تأكد أن الموساد قام بتجنيد عدد كبير من هؤلاء الاشخاص وأن العدد الكبير كان من المصريين لأنه لاحظ وجود تغييرات علي شخصياتهم أو تعاملاتهم معه وأن غالبية منهم والذي كان يملك حسابات بسيطة في البنك تغيرت أحواله المالية بصورة كبيرة إلي الأفضل خلال شهور قليلة واعترف المتهم أن غالبية الذين تم تجنيدهم كانوا من الاقباط الموجودين في كندا وأعترف الجاسوس أمام النيابة أنه بسبب ولائه الشديد في اداء عمله كان ضباط المخابرات الإسرائيلية الذين يقومون بتوجيهه في كندا يؤكدون أنه نجح في كل المهام التي كلف بها وأنه سوف يحصل علي تأشيرة دخول إسرائيل قريبا للإقامة والعيش فيها بالاضافة الي توفير فرصة عمل مرموقة له هناك وأنهم وعدوه بذلك بعد حصوله علي الجنسية الكندية التي حصل عليها بالفعل في نوفمبر 2006 بعدها طلب الجاسوس من ضابط الموساد تونجاي جوماي وشهرته دانيال السماح له بالحصول علي اجازة لمدة شهر إلي القاهرة لزيارة اقاربه في الوقت نفسه كانت المخابرات المصرية تتابع الجاسوس خطوة بخطوة حيث اقتربت ساعة الصفر لالقاء القبض عليه وهي الفرصة التي انتظرتها الجهات الأمنية علي مدار 6 سنوات متواصلة حتي يذهب الجاسوس بنفسه إلي وطنه الذي تجرد من حنسيته وديانته الاسلامية وفي مطار القاهرة الدولي كانت أجهزة المخابرات في استقبال الجاسوس الذي لم يفطن إلي أن ضباط المخابرات المصرية يتابعونه لحظة بلحظة وأنهم سوف يلقون القبض عليه في مطار القاهرة حيث تم اقتياده إلي نيابة أمن الدولة العليا وخضع إلي تحقيقات مكثفة أمام هاني حمودة رئيس النيابة باشراف المستشار هشام بدوي رئيس الاستئناف المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة وفي النيابة اعترف المتهم الجاسوس محمد العطار عن جرائمه تفصيليا وعثر معه علي جهاز موبايل نوكيا N70 حيث عثرت الجهات الأمنية علي أرقام تليفونات شخصيات كثيرة مصريين وعربا مقيمين في كندا وتركيا بالاضافة الي هواتف ضباط الموساد الإسرائيلي الذين قاموا بتجنيده في تركيا وكندا واعترف المتهم في النيابة أن هذه الأرقام تخصهم وأنهم كانوا يتحدثون إليه من خلال بالاضافة إلي ذلك أبدي الجاسوس ندما كبيرا للقيام بهذا الدور في الوقت نفسه قررت النيابة احالته للمحاكمة العاجلة مع ضباط الموساد الثلاثة ووجهت النيابة إليهم تهمة الاشتراك في جريمة التخابر للاضرار بمصلحة مصر بالاضافة إلي تقديم رشوة دولية للمتهم محمد العطار لتقديم بيانات ومعلومات من شأنها الإضرار بمصالح البلاد.
يذكر أن عقوبة الاشغال الشاقة المؤبدة ربما تكون في انتظار الجاسوس محمد العطار لأن القضية وقعت في زمن السلم وليس في زمن الحرب كما ينص قانون العقوبات إما إذا كانت القضية في وقت الحرب فإن قيام المتهم بارتكاب جريمة التخابر مع دولة أجنبية في وقت حرب مع مصر فإن العقوبة تكون الاعدام.
.........."
إنتهى النقل والدمج
يحى الشاعر
