رد: دور الحرب الإلكترونية في الحروب الحقيقية
سادسا: حرب تحرير الكويت
1. إعداد مسرح الحرب الإلكتروني
أ. أعمال الحرب الإلكترونية منذ بدء الأزمة "أغسطس 1990"
لم تبدأ أعمال الحرب الإلكترونية للقوات المتحالفة مع الغزو العراقي للكويت، ولكن تمت عمليات الاستطلاع الإلكتروني والمراقبة من الدول العظمى على مدار 24 ساعة، لمراقبة القوات العسكرية، وللحصول على المعلومات وتأكيدها؛ سواء من محطات المراقبة والإنذار الإستراتيجية، أو من العناصر التعبوية والتكتيكية للاستطلاع الإلكتروني المنتشرة من داخل الدول الصديقة لها والقريبة من مسرح العمليات المنتظر، أو من خلال السفن الحربية والطائرات الحربية المتجولة بالقرب من مسارح العمليات التي تحمل كافة المستشعرات الإلكترونية، وربما من خلال الوسائل المدنية من أجل تجميع المعلومات اللازمة للصراع.
علاوة على ذلك استخدمت الأقمار الصناعية للاستطلاع التي تطلقها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي "السابق" ودول أخرى.
ومن المؤكد أن الدول المتحالفة ـ وعلى رأسها الولايات المتحدة ـ قد كثفت أعمال الاستطلاع، والمراقبة للعناصر الإلكترونية العراقية مع بدء الغزو العراقي للكويت، وظلت تتابعها من أجل التخطيط لعملية تحرير الكويت "عملية عاصفة الصحراء" في الفترة التالية، وهو ما نفذ فعلاً في منتصف شهر فبراير 1991. وعلى الفور خصصت الولايات المتحدة الأمريكية عناصر الاستطلاع الآتية:
(1) خمس طائرات أواكس للإنذار المبكر لمراقبة الأوضاع في المنطقة بخلاف خمس طائرات أخرى موجودة لدى القوات السعودية.
(2) قمر صناعي واحد من نوع "لاكروس" يستطيع رصد الدبابات، والشاحنات.
(3) خمسة أقمار صناعية من نوع KH-11 وKH-12 تستطيع أن تميز التفاصيل الدقيقة مثل أنواع الدبابات، ومواصفاتها.
(4) ثلاثة أقمار صناعية من نوع SIGNT للتنصت على الاتصالات اللاسلكية.
ب. معدات الحرب الإلكترونية ووسائلها التي اشتركت في الحرب
قبل عمليات التحرير مباشرة رُصد العديد من معدات الحرب الإلكترونية لكل من: "الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا".
(1) الولايات المتحدة الأمريكية
(أ) معدات الحرب الإلكترونية المحمولة جواً
• 12 مقاتلة استطلاعية F-4 فانتوم.
• 12 طائرة عمليات حرب إلكترونية EF-111.
• 6 طائرات استطلاع إستراتيجي TR-1.
• 4 طائرات أواكس "بوينج E-3 سنترى".
• طائرة بوينج EC-135 حرب إلكترونية.
• طائرة بوينج EC-130 حرب إلكترونية نظام "هيركوليز"، وغيرها.
(ب) معدات الحرب الإلكترونية للقوات البحرية
• 12 طائرة رصد وإنذار إستراتيجيي مبكر E-2C.
• 12 طائرة مهمات إلكترونية E-6 براولر.
• سلاح المارينز: 6 طائرات مهمات إلكترونية E-6 براولر.
(2) بريطانيا
أرسلت تشكيلاً يضم عدد أربع طائرات رصد، ودورية، واستطلاعاً بحرياً بعيدة المدى من نوع "نمرود".
(3) فرنسا
10 تشكيلات مقاتلات استطلاعية من نوع "اتندارد ـ 4".
هذا، بخلاف معدات أخرى مجهزة على السفن.
ج. أعمال الحرب الإلكترونية مع الاستعداد لبدء هجوم القوات المتحالفة
كثفت القوات المتحالفة منذ يوم 16 يناير 1991 عمليات المراقبة والاستطلاع؛ وهو ما يطلق عليه تدقيق المعلومات المتوافرة لدى هذه القوات، وتبعها بدء عمليات التشويش اللاسلكي، والراداري بوساطة الوسائل المتوافرة كافة؛ سواء الأرضية، أو الجوية من طريق الأقمار الصناعية، وكانت هذه العمليات هي الشواهد الدالة على التحضير للهجوم، وهو ما نُفذ فعلاً في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي 17 يناير 1991 مباشرة؛ إذ بدأ الهجوم الجوي للقوات المتحالفة.
2. نظم الحرب الإلكترونية التي استخدمت خلال العملية، وما نفّذته من مهام
أ. نظام للإنذار المبكر والتوجيه عن بعد محمول جواً بطائرات AWACS
كان يوجه، وينسق أعمال قتال المقاتلات، والقاذفات في الجو، واستطلاع الأهداف المعادية ورصدها بعمق 500 كم على مختلف الارتفاعات، وفي مختلف الأحوال الجوية، والرؤية ليلاً ونهاراً، وفي ظروف الرؤية الصعبة.
ب. نظام للاستطلاع الفضائي عن بعد
خاص بمسرح العمليات في الكويت، وفي عمق الأراضي العراقية، ضم أكثر من 14 قمراً صناعياً للاستطلاع والتجسس؛ لرصد الأهداف الاستراتيجية، والتعبوية، وأوضاع القوات العراقية، وتنسيق أعمال القتال، وهذه الأقمار تستطيع رصد أهداف يقل حجمها عن 13 سم. كما أن هناك نوعاً من الأقمار "لاكروس"، الذي كان قد أطلق من مكوك الفضاء "أتلانتيك" في 1988؛ يستطيع التقاط صور فوتوغرافية لأي هدف على الأرض يزيد حجمه عن نصف متر، بل إن أشعته الرادارية قادرة على اختراق سطح الصحراء لعدة أقدام تحت الأرض، مما يساعد المخططين على تحديد مواقع المخابئ.
ج. حشد التحالف الدولي مجموعة كبيرة من أجهزة التجسس فوق العراق، والكويت منذ الاجتياح العراقي للكويت. وأُطلقت فعلاً أقمار صناعية متخصصة إلى الفضاء لمراقبة الوضع عن كثب، إلى جانب أقمار أخرى تولت مهام التنصت على اتصالات القادة والسياسيين العراقيين؛ سواء عبر الهاتف، أو الأجهزة اللاسلكية. وكان يحلق قمران صناعيان ـ مرة كل يومين ـ فوق الخليج، هما من نوع KH-11 المعروف أيضاً باسم KEYHOLE، وحتى عندما يبعدان عن المنطقة، فإن آلات التصوير الجانبية المزودان بها تستطيع إرسال صورة إلى "مركز معالجة الصور القومي" التابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية خارج واشنطن.
وهذه الأقمار تمكن محللي وكالة الاستخبارات المركزية من الجلوس في واشنطن، ومراقبة القادة العراقيين وهم يحركون دباباتهم عبر الصحراء،.
د. برزت في المراحل الأولى لحرب الخليج طائرات الإنذار المبكر المحمولة جواً "الأواكس" E-3A بوصفها أكثر مصادر التجسس التفصيلي أهمية، وقد كانت هذه الطائرات من نوع "بوينج - 707" معدة للتجسس، وإدارة معارك جوية معقدة، بالطيران 24 ساعة في الجو، وأعطت قوات التحالف الدولي فوائد أساسية في الحرب الجوية الخاطفة.
وقد هرعت طائرة الاستطلاع الجوي J-STARS إلى المنطقة الخليجية، للتحري عن التحصينات الأرضية للقوات العراقية. التي حققت نجاحاً في هذا المجال.
ورغم هذا التقدم التكنولوجي، وقدرة الأقمار الصناعية على اختراق البث الراداري للإعداد، واكتشاف مصادرهم الحرارية، فقد برزت عوائق أمام التحالف الدولي؛ فمثلاً عمد قادة صواريخ سكود العراقيون إلى الاحتماء تحت الجسور، أو داخل المباني، مع إيقاف الرادارات عن العمل، وإطفاء مولدات الطاقة الخاصة بها. وكانوا يظهرون فقط عندما تكون هناك غيوم في السماء، أو عندما يعتقدون أن الأقمار الصناعية بعيدة عن المنطقة.
كذلك حاول القادة العسكريون العراقيون تجنب التحدث بوساطة اللاسلكي، وهم يملكون نظاماً جديداً للاتصالات يستخدم الألياف البصرية "الضوئية"؛ وهي كابلات مدفونة تحت الأرض لبث الرسائل، بدلاً من استخدام اللاسلكي التقليدي.
هـ. تحصل القواعد الأمريكية ـ الأسترالية في داخل أستراليا على معلومات ترد إليها من 15 قمر تجسس على ارتفاعات كبيرة، بعضها ثابت فوق الخليج والبعض الآخر يتحرك في مدارات تمر فوق المنطقة، وتعد "نورونجار" أهم قاعدة أسترالية للتجسس، وتبعد 500 كم شمال غرب "اديلير"، وتدار بوساطة قيادة مشتركة من سلاح الجو الأمريكي، ونظيره الأسترالي.
وتجمع "نورونجار" معلومات وصوراً من أقمار صناعية تابعة لبرنامج دعم الدفاع الأمريكي DSB، التي تستخدم تلسكوباً يعمل بالأشعة تحت الحمراء للكشف عن أدخنة العادم الصادرة من صاروخ "سكود" أطلق لتوه، وخلال دقيقة واحدة ترسل المعلومات، والصور إلى القادة الأمريكيين في المملكة العربية السعودية.
ويدير قاعدة "باين جاب" على بعد 20 كم من "اليس سبرينغز" خبراء من الاستخبارات المركزية الأمريكية وزملاؤهم من أستراليا. وتستخدم هذه القاعدة في التنصت على الاتصالات العسكرية، والمدنية العراقية من طريق أقمار صناعية.
و. استُخدمت معدات إعاقة على الأرض، أو في الجو، أو من السفن، أو الطائرات الموجهة من دون طيار، ومن هذه المعدات ما يستخدم للمعدات اللاسلكية، ومنها ما يستخدم للأجهزة الرادارية.
ومن أحدث هذه المعدات التي استخدمت خلال عمليات تحرير الكويت طائرات E-6 "براولر" التابعة للبحرية الأمريكية، وطائرات EF-111 "رايغن" التابعة لسلاح الجو الأمريكي، هذه الطائرات كُلفت بتتبع أنظمة الرصد والكشف الرادارية، والحرارية التابعة للقوات العراقية، ثم التشويش عليها، وتضليلها، وتعميتها، والعمل على تحييدها تماماً إذا أمكن، إضافة إلى متابعتها لأي محاولات قد ينفذها الخصم للتشويش على الأنظمة الإلكترونية، والرادارية الصديقة تمهيداً لمكافحة هذه المحاولات وتعطيل تأثيرها.
ومن نظم الإعاقة الرادارية المستخدمة ما يلي:
أ. نظام "شاف" Chaff
ويتكون من صفائح معدنية رقيقة؛ قطعت بأطوال معينة، وتقصف بكميات كبيرة من الطائرات ، أو المركبة الجوية؛ لتشكل غمامة من الصفائح يتقاذفها الهواء، فتعكس الطاقة الرادارية المنبعثة من محطات المراقبة والتوجيه الأرضي، وتمنعها من رصد الهدف الحقيقي. وقد استخدم نوع حديث بالاستعاضة عن الصفائح بمسحوق معدني يحقن في الهواء؛ ليشكل رذاذا يغطي بقعة واسعة من الأجواء؛ إذ يختفي أثر الطائرة فيها.
ب. نظام التشويش المتعدد الذبذبات
عندما يتنبه الطيار إلى وجود محطات رادار عاملة، يطلق هذا الجهاز الذي يرسل شعاعاً على مختلف الترددات العاملة، وتبدو شاشة الرادار بيضاء كما أنها مثقلة بالأهداف العديدة المتداخلة، التي يستحيل التمييز بينها.
ج. جهاز التشويش المقذوف بالمظلة
ترسل هذه الأجهزة ـ بعد قصفها بالهواء ـ ذبذبات على ترددات مختلفة؛ بحيث تغطي حيزاً واسعاً من الموجات؛ فتؤثر على عمل الرادارات، وتشل فاعليتها؛ إضافة إلى ما تحدثه من تشويش على شاشات الرادار. تبدو هذه الأجهزة المسقطة بالمظلات على لوحات التوقيع في غرف العمليات، كأنها طائرات تشويش إلكتروني، فتنشط وسائل الدفاع الجوي للتصدي لها، وتتسبب في هدر الطاقة الدفاعية وتشتتها وتبددها.
كانت السيادة التي حصلت عليها الحرب الإلكترونية من البداية إلى النهاية السبب الرئيسي ـ ويحتمل أن يكون أهم سبب النجاح للعمليات الجوية لقوات التحالف ضد العراق. فالحرب الإلكترونية التي شنت بمختلف الطرق والأساليب التي يمكن تخيلها،مكنت القوات الجوية المتحالفة من إرباك الدفاعات الجوية العراقية خلال الأسابيع الستة للحرب؛ مما أدى إلى فتح الطريق لطائرات الحلفاء، وحمايتها خلال تنفيذ مهامها القتالية.
3. رد فعل القادة على دور الحرب الإلكترونية في العمليات
الفريق الجوي "تشارلز هورنر" ـ قائد القوات الجوية الأمريكية في الرياض ومايسترو الحملة الجوية ـ لقوات التحالف أعطى الحرب الإلكترونية ما تستحقه من تقدير لنتائجها الهائلة، وفي إجابته على سؤال وجه إليه عن نتائج الأعمال الإلكترونية خلال الحرب؛ ذكر بأنها كانت أحد الأنوار الساطعة في حرب الخليج، خاصة في ظل العدد الهائل للطلعات الجوية للحلفاء، والكثافة العالية للدفاعات الجوية العراقية.
وأضاف الفريق "هورنر" أن خسائر الحلفاء بلغت عشر طائرات، بالرغم من آلاف الصواريخ التي أطلقتها القوات العراقية عليها، وهذا ليؤكد على أن تكامل الحرب الإلكترونية مع عمليات التدمير الإلكتروني بوساطة نظام الطائرات "الوايلد ويسيل"؛ قد أثبت فاعليته بدرجة مؤكدة.
4. تأثير أعمال الحرب الإلكترونية على أعمال القتال
كانت الإجراءات المضادة جزءاً من الترسانة الإلكترونية للقوات الجوية المتحالفة التي قادتها القوات الجوية الأمريكية. وقد استخدمت هذه القوات كل الوسائل الإلكترونية في القتال ضد قوات، ووسائل الدفاع الجوي، والاتصالات العراقية التي سحقت، أو خدعت، أو شوش عليها بوساطة عمليات الإعاقة والخداع، ثم بوساطة الصواريخ والقنابل.
ومثال للمعركة الإلكترونية الحديثة، كان على طائرات الشبح من نوع F-117A مهاجمة رادارات الدفاع الجوي العراقي، التي لم تتمكن من رؤيتها أثناء اقترابها. وباستغلال الثغرات التي حدثت في الحقل الراداري العراقي نفذت موجات الطائرات الحليفة في مقدمتها الطائرات (وايلد ويسيل)، والمقاتلات القاذفة بالهجوم، وقد أكدت الطائرة F-117 للعالم أن الحرب الإلكترونية الحديثة تعتمد على خداع الرادارات أو تعميمها، وعدم تمكينها من رؤية الهدف بالدرجة نفسها التي تعتمد عليها في تدمير الرادارات.
ويمكن وصف سيناريو الحرب الإلكترونية ـ في التعامل مع حيز الطيف الكهرومغناطيسي الكلي للمعركة ـ بأنها عملية مستمرة تتناول التعامل مع وسائل الاكتشاف، ثم التمييز، ثم الاستحواذ، فالمتابعة، ثم إطلاق الصواريخ وتوجيهها، وأخيراً التعامل مع طبات الصواريخ.
وقد أتمت الحرب الإلكترونية معركتها في عاصفة الصحراء بالتعامل المتتالي مع أجزاء حيز الطيف الكهرومغناطيسي؛ بدءاً بالإعاقة من بعد بوساطة الطائرات EF-111 ضد رادارات الكشف والتمييز لقوات الدفاع الجوي العراقية، وانتهاءً بالأنظمة المحمولة على طائرات القتال التي تعاملت مع الجزء الأخير للحيز الكهرومغناطيسي المتمثل في نظم توجيه الصواريخ.
جاءت نتائج عاصفة الصحراء تأكيداً لدور الحرب الإلكترونية الأمريكية؛ إذ تعرضت الحرب الإلكترونية الأمريكية في السنوات الأخيرة لفشل عدة أنظمة حرب إلكترونية حيوية؛ سواء من حيث التطوير، أو من حيث العمل، إلاّ أن عاصفة الصحراء أوضحت الجانب الآخر من القصة ألاَ وهو جانب النجاح، ويرى أحد مسؤولي الحرب الإلكترونية في وزارة الطيران الأمريكية أن عاصفة الصحراء أكدت أن نظم الحرب الإلكترونية للقوات الجوية الأمريكية كانت أفضل كثيراً مما كانوا يتوقعون، وأنهم كانوا يعلمون بمدى كفاءتها، غير أنهم لم يستطيعوا إثبات ذلك إلى أن جاءت عاصفة الصحراء وأكدت فاعليتها.
وفي مقالة لمجلة Air Force Magazine الأمريكية مع الفريق الجوي "هورنر"، استعرض معدات الحرب الإلكترونية واستخداماتها في عاصفة الصحراء كالآتي:
أ. طائرات إعاقة منطقة
أو ما يعرف بطائرات الإعاقة من بُعد Stand Off Jamming؛ سواء بوساطة الطائرة EF-111 التابعة للقوات الجوية، أو طائرات البحرية EA-6B، التي وجهت إشعاعاتها الإلكترونية إلى رادارات اكتشاف الأهداف للقوات العراقية؛ إذ عجزت عن إدراك حقيقة الأهداف المعادية وسط الأهداف العديدة الزائفة.
ب. مستودعات الأعمال الإلكترونية المضادة المركبة في الطائرات
بغرض توفير الحماية الذاتية لها؛ بإعاقة رادارات توجيه الصواريخ، وخداعها بالرقائق، وبإطلاق المشاعل الحرارية؛ لإفشال توجيه الصواريخ الباحثة عن الحرارة.
ج. طائرات التدمير الإلكتروني
سواء الفانتوم F-4G التابعة للقوات الجوية، أو طائرات البحرية FIA-18، وكلتاهما تعمل في مهمة "وايلد ويسيل"؛ إذ تطلق صواريخ مضادة للأشعة الرادارية ذات سرعة عالية High Speed Anti Radiation Missiles HARM على الرادارات الأرضية المعادية؛ مما يجبر عمال الرادارات على عدم إبقائها في وضع العمل لفترات طويلة.
وقد أدت هذه الأساليب مجتمعة إلى تحويل الطائرات المغيرة إلى أشباح؛ سواء كانت مصممة لهذا الغرض STEALTH، أو كانت طائرات تقليدية.
إضافة لما سبق، ضمت المعركة الإلكترونية للتحالف عناصر حيوية أخرى. فكان للطائرة EC-130 المعروفة باسم Compass Call، دور حيوي في التشويش على معظم الاتصالات العسكرية العراقية على كافة المستويات.
ومن الأنظمة الأخرى مستودع الإعاقة ALQ-184، وكانت القوات الجوية الأمريكية قد تعاقدت في 1982 على تطويره؛ ليناسب العمل مع عدد كبير من الطائرات، وخلال الاختبارات العملية لهذا المستودع ظهرت مشكلة في أحد أجزائه، وكان من الممكن أن توقف إنتاجه؛ غير أن القوات الجوية كانت قد قررت المضي في إنتاجه بمعدل منخفض، قبل إجراء الاختبارات، ونتيجة لذلك، فإن عدداً لا بأس به من طائرات القتال الأمريكية كانت قادرة على دخول الحرب بهذه المستودعات ALQ-184 التي أدت دوراً كبيراً في خداع الصواريخ الموجهة رادارياً، وقللت كثيراً من خسائر الطيران.
والنظام الثاني الذي استخدم، هو نظام الإعاقة الداخليALQ–135 ، وقد بدأت الشركات في تصنيعه للقوات الجوية الأمريكية منذ 1983 بناء على إستراتيجية مطالب "البنتاجون" من معدات الحرب الإلكترونية التي وضعت في أوائل الثمانينات للقرن العشرين الميلادي. وأدى هذا النظام أداءً محدوداً في عاصفة الصحراء، نتيجة لاستخدامه في عدد محدود من المقاتلات F-15C، لكن كان له نصيب الأسد في كثير من طلعات جو/ جو الناجحة في عاصفة الصحراء.
ولا تتوقف قصة نجاح الحرب الإلكترونية في عاصفة الصحراء على استخدام النظم الحديثة فقط؛ إذ إن معظم طائرات القوات الجوية كانت تحمل أجيالاً قديمة؛ مثل المستودعاتLQ-119 وALQ-131، وكلها أدت واجبها على الوجه الأكمل.
إضافة لما سبق، أوضحت عمليات عاصفة الصحراء سلامة قرار القوات الجوية الأمريكية في الثمانينات بإنتاج أجهزة تحذير راداري حديثة لمقاتلاتها، وأحد هذه الأجهزة هو جهاز التحذير الراداري ALR-56C، الذي زودت به كل الطائرات المقاتلة F-15E، وكثير من الطائرات F-15C، وكان للحاسبات الإلكترونية التي تعيد برمجة أجهزة التحذير الراداري دوراً حيوياً، وهذه الحاسبات تدخل حالياً في معظم أجهزة التحذير الراداري الحديثة.
ومع التطور في أجهزة التحذير الراداري، بدأت القوات الجوية الأمريكية في إنتاج نظم تحذير ضد الصواريخ؛ لاستكمال التحذير الراداري الموجود على طائرات القتال، فجهاز التحذير الراداري قد لا يكون حساساً إلاّ بالنسبة للصواريخ الموجهة رادارياً المقتربة من الطائرة، بينما نجد أن نظام التحذير ضد الصواريخ مصمم لاكتشاف باقي أنواع الصواريخ؛ بما فيها تلك المستخدمة لمستشعرات أشعة تحت الحمراء، أو كهروبصرية "كهروضوئية". وتنفذ نظم التحذير ضد الصواريخ، حالياً، بوساطة عدد محدود من طائرات القوات الجوية منها B-52 وF-111، وطائرات المهام الخاصة. كما تبحث القوات الجوية على نظم تحذير ضد الصواريخ لطائرات النقل مثل: C-141، وC-5، وC-130، وكذلك المقاتلات مثل: F-15، وF-16.
5. استخدام التكنولوجيا الحديثة في أعمال الحرب الإلكترونية
أدّت طائرات الاستطلاع JOINT-STARS، وطائرات الإنذار المبكر AWACS المحمولة على متن الطائرات "البوينج 707" وظيفة المفتاح للإمداد بالصور الرادارية للأرض مشتملة على رصد القوات أثناء تحركها.
وببعض التفصيل، فقد اعتمدت قيادة قوات الحلفاء إلى حد كبير، على الطائرات "الفانتوم" المجهزة للاستطلاع من نوع RF-4C المعروفة باسم "الحارس القومي للقوات الجوية الأمريكية"، وطائرات R-IA7 التابعة للسلاح الجوي، وميراج RAD-5، وميراج RAD-2000 للمملكة العربية السعودية، وطائرات ميراج لدولة الإمارات، وكل هذه الطائرات كانت مجهزة بآلات تصوير ضوئية، فيما عدا طائرات الميراج لدولة الإمارات، فقد زودت بأجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء IRLS مركبة داخل مستودعات استطلاع معلقة من نوعCORS.
قدمت فرنسا نظاماً لمستقبل النظم الكهروضوئية باستخدام طائرات الميراج FI-CR، المزودة بمستشعرات الأشعة تحت الحمراء من نوع SAT، وهو ذو سرعة مسح دورانية فائقة Super Cyclope ومتصل بالمحطة الأرضية من نوع SARA، عن طريق دائرة نقل معلومات UHF، وهذه المحطة الأرضية مكونة من ثماني كبائن خاصة؛ منها كبينتان إحداهما لاستقبال الصور والتفسير الفوري لها، والأخرى لنقل الصور المعالجة إلى شبكة قيادة الجيش.
زُوِدَّت طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني من نوع تورنادو CR-IA بمستشعرات الاستطلاع، كلفت ست طائرات منها بمهمة الصيد الليلي؛ لمنصات إطلاق صواريخ "سكود" المتنقلة، وفي الوقت نفسه كانت مجهزة بكل نظام الاستطلاع الكهروضوئي لشركة "بريتش ايروسبيس" Bretcj Airospeac البريطانية، ويشمل آلة تصوير "فينتن" من نوع IR-4000 الرأسي، الباحثة أسفل جسم الطائرة، بينما فتحة آلة التصوير أسفل الكابينة.
ولتفادي فقد أي وقت لتنفيذ أعمال الاستطلاع، وللاستفادة الكاملة من معلومات الاستطلاع خططت القوات الأمريكية تعميم نظم الاستطلاع الجوية التكتيكية المتقدمة ATARS بدءاً من عام 1993؛ إذ حلت نظم الاستطلاع باستخدام آلات التصوير الكهروضوئية، ومستشعرات الأشعة تحت الحمراء بدلاً من نظم الاستطلاع بآلات التصوير الفيلمية المتقادمة في كل من القوات الجوية، والبحرية الأمريكية، علماً بأن الصور التي تلتقط بهذه المستشعرات تراجع فورياً بوساطة طاقم الطائرة، ويمكن برمجتها بنظام رقمي، ثم بثها عبر دوائر نقل المعلومات واسعة الترددات والمؤمنة إلى المحطات الأرضية؛ للتقييم الفوري للموقف، وتوضيحه أمام القادة.
6. أهم أسباب نجاح الحرب الإلكترونية في معاونة قوات التحالف في حرب الخليج
أ. فعالية الطائرة الخفية في حرب الخليج الثانية
في أثر حرب الخليج الثانية، قيل إن المستوى العالي من دقة الإصابة للطائرات الخفية، التي لم تواجه مقاومة تذكر أثناء غاراتها، أدى إلى تدمير عدد من الأهداف، بحوالي نصف عدد الطلعات اللازمة لإنزال التدمير نفسه، إذا ما استخدمت الطائرات التقليدية، إضافة إلى ذلك، لا تحتاج الطائرات الخفية إلى مصاحبة من المقاتلات للحماية، أو طائرات تأمين لتحييد الدفاعات الجوية المعادية، مما يخفف، كذلك، الطلب على خدمات طائرات الصهريج لتزويد الطائرات بالوقود جواً؛ حيث أعلنت شركة "لوكهيد" أن 16 طائرة تقليدية تستخدم في هجومها الأسلحة دقيقة التوجيه تحتاج إلى 16 مقاتلة للدعم، و12 طائرة لتحييد الدفاعات الأرضية، و11 طائرة تزود بالوقود من الجو، أي ما مجموعه 55 طائرة، ويمكن، الآن، تنفيذ المهمة نفسها بثماني طائرات خفية، وطائرتين تزود بالوقود من الجو، أي ما مجموعه 10 طائرات فقط.
استخدم عدد قليل من طائرات الاستطلاع الخفية بعيدة المدى من نوع TR-3A من صنع شركة "نورثروب"، في بعض طلعات الاستطلاع؛ حيث حصلت على معلومات رقمية بوساطة التصوير الحراري لأهداف تولت الطائرة F–117A ضربها، لاحقاً. ويعتقد أن تلك المعلومات، بعدما حولت، لحظة بلحظة، إلى صور عن الأهداف بثت، مباشرة، في أثناء التحليق إلى غرفة العمليات الرئيسية من طريق طائرات الاستطلاع TR-1 و U-2، أو الأقمار الصناعية.
ب. تنظيم أعمال الاستطلاع الإلكتروني المحمول جواً ووسائله والنظم المصاحبة له
ببدء الأزمة العراقية ـ الكويتية، سارعت القيادة الأمريكية إلى إرسال أربع طائرات استطلاع إلكتروني، وإنذار مبكر "أواكس" إلى قاعدة الرياض الجوية. وفي الوقت نفسه شرعت القيادة الأمريكية في نشر منظومات من الأقمار الصناعية زاد عددها على تسع منظومات، وضمت أكثر من 500 جهاز فضائي، منها، 50 جهازاً تقريباً مخصصة للاستطلاع عبر الأقمار الصناعية التي تعيد البث، وتتصل بالمراكز الأرضية لجمع المعلومات، ومن ثم تبلغها للقوات .
وقد كانت عناصر هذا العمل الأساسي كالآتي:
(1) السيطرة الجوية
كان لا بد من وجود سيطرة جوية لتأمين أعمال طائرات الاستطلاع الإلكتروني، تمت من خلال عمليات توجيه الطائرات الهجومية: طائرات "تورنادو"، وطائرات F-111، وطائرات "ميراج 2000"، وغيرها نحو أهدافها، وتوجيه طائرات F-15؛ لاعتراض الطائرات العراقية التي تحاول التدخل في المعركة، أو اعتراض الطائرات المغيرة، كذلك تبليغ المعلومات للطائرات العمودية المضادة للدبابات "أباتشى وغيرها"، وتوجيه طائرات الإنقاذ العمودية نحو أماكن سقوط الطائرات الحليفة؛ لإنقاذ الطيارين، إضافة إلى مساعدة الطائرات وتوجيهها للعودة إلى قواعدها بعد تنفيذ واجباتها.
(2) الاستطلاع
يشمل كشف أنواع الطائرات المعادية "العراقية"، وتحديد اتجاهات الطائرات المهاجمة على الارتفاعات المنخفضة، وتبليغ المعلومات إلى قواعد إطلاق صواريخ "باتريوت" عن الصواريخ المهاجمة منذ انطلاقها، وتحديد مسار هذه الصواريخ، والاتصال بالأقمار الصناعية؛ لتوصيل المعلومات؛ لإعادة بثها للقيادة الاستراتيجية، إضافة إلى السيطرة والتعرف على جميع الطائرات الحليفة.
(3) الحرب الإلكترونية
وتشمل اكتشاف مراكز الإعاقة الإلكترونية المعادية، والتعامل معها بإجراءات إلكترونية مضادة، بفضل منظومة CSME، والتنصت على تردد الرادارات المعادية، ونقل البيانات الملتقطة عنها إلى الطائرات الإلكترونية الأخرى، مثل طائرات E-2C المخصصة للاستطلاع البحري، والطائرات الإلكترونية من دون طيار، إضافة إلى توفير الحماية لطائرات الأواكس ذاتها بوساطة الحرب الإلكترونية المضادة.
(4) الرصد
جمع المعلومات من طائرات الاستطلاع "الطائرات من دون طيار"، ومن الطائرات الأخرى في شأن تحركات القوات العراقية، ومواقعها، وأسلحتها المكتشفة.
(5) الاتصالات ومنظومة جمع المعلومات
وتشمل الاتصال بالأقمار الصناعية الخاصة بالمراقبة والرصد، ونقل المعلومات إليها عبر قمر صناعي وسيط. كذلك نقل المعلومات والبيانات الفنية إلى المقر العام، والمحافظة على الاتصال مع طائرات الأواكس الأخرى.
اضطلعت طائرات أواكس بهذه الواجبات في الفترة من منتصف أغسطس 1990 حتى نهاية فبراير 1991، وذلك بطلعات بلغ مجموعها 400 طلعة تقريباً، وبلغ مجموع ساعات الطيران نحو خمسة آلاف ساعة طيران، وكانت الطائرات الأربع تحلق طوال النهار والليل من خلال ما يزيد على 120 ألف طلعة جوية، بمعدل يومي يراوح بين 2500، وثلاثة آلاف طلعة تقريباً.
ويظهر ذلك مدى الضغط الذي تعرضت له طائرات الأواكس، وهي تؤدي عملها بصورة مستمرة، مما استدعى تنظيم مناوبة بالخدمة؛ بحيث يعمل كل فريق من ثمانية خبراء لمدة معينة "6-8 ساعات"؛ إذ إن كل عامل يستطيع أن يوجه، 25 طائرة ويقودها في وقت واحد فيكون مجموع الطائرات التي توجهها طائرة الأواكس هو 200 طائرة في آن واحد. وأدى هذا الضغط الكبير، كذلك، إلى وصول الحاسبات الآلية إلى حد الإشباع، مما استدعى جلب حاسبات آلية أكبر قدرة من الولايات المتحدة الأمريكية. أما بالنسبة إلى منظومات الأقمار الصناعية سواء المستخدمة في جمع المعلومات أو نقلها، فقد كان لكل منظومة منها دور محدد كالآتي:
(أ) منظومة القمر الصناعي؛ للاستطلاع البصري ـ الإلكتروني KH-11: وهي التي قدمت المعلومات عن الأهداف العراقية للضربة الجوية المكثفة الأولى لطيران قوات التحالف. ويستطيع هذا القمر تبعاً لمسار حركة الشمس، مسح منطقة تمتد حتى 2100 كم ويصور الأغراض، والأهداف المطلوبة تصويراً دقيقاً من مدار ارتفاعه 500 كم عن سطح الأرض.
(ب) القمر الصناعي للاستطلاع الراداري "لاك روس": وهو قمر حديث، يستطيع تصوير الأهداف المراد استطلاعها تصويراً دقيقاً.
(ج) القمر الصناعي للاستطلاع الإلكتروني: استخدم قمران هما "فيريت ـ د"، و"ماغنوم"، وقد خصصا؛ لتحديد إحداثيات المحطات الرادارية العاملة، والتقاط الإشارات اللاسلكية، وكشف مواصفات أجهزة بثها، وكذلك التنصت على المكالمات الهاتفية، التي تتحقق من طريق قناة اللاسلكي في شبكات الاتصال العسكرية.
(د) منظومة EMPOSS: استخدمتها القيادة الفضائية الأمريكية من أجل معالجة عدد من المشكلات التي برزت، وزيادة إمكانات وسائل الاستطلاع الفضائية في أثناء تنفيذ الأعمال القتالية. وعلى سبيل المثال، جهزت هذه المنظومة لاكتشاف إطلاق الصواريخ البالسيتية، لرفع فاعلية مجموعات الصواريخ "باتريوت" المخصصة في الأساس؛ للصراع ضد صواريخ "سكود"، والصواريخ الروسية المماثلة.
(هـ) منظومة أقمار الاتصالات الفضائية FS ATCOM: تعني الاتصال الفضائي للقيادة الإستراتيجية الجوية الأمريكية، وقد أقيم لهذه القيادة مقر متقدم من أجل قيادة القاذفات الاستراتيجية B-52.
(و) الأقمار المخصصة للتقوية، وإعادة البث DSTCS: وقد خصصت لتأمين الاتصالات على المستوى التكتيكي، وعلى مستوى العمليات؛ وفقا لمتطلبات القوة الجوية الأمريكية، والمعروفة باسم 3 TAC، إضافة إلى قنوات الاتصال ذات المجال الواسع Le-Sat للأجهزة الفضائية، التي استخدمت لإعادة بث المعلومات من مركز الاستطلاع الفضائي الموجود في الولايات المتحدة، إلى المقر الخاص الذي أنشئ لقيادة القوات الأمريكية في منطقة الأعمال القتالية في السعودية.
(ز) منظومة القمر الصناعي DSTCS، والقمر الصناعي FLETSAT: التي استخدمت؛ لتنظيم شبكة أجهزة الإرسال والاستقبال.
(ح) المنظومة الفضائية NAFSTAR: استخدمت لاختبار طرق الاستخدام المتكامل لمنظومة الاتصال بوساطة الأقمار الصناعية، وتمكنت القيادة الأمريكية، بفضل هذه المنظومة، من تصحيح مسار الصواريخ الجوالة والجوية، ومن زيادة دقة طلعات الطيران إلى أهدافها في الوقت المناسب، وبخاصة في الليل. وجدير بالذكر أن القوات البرية الأمريكية على مستوى؛ فرقة ـ لواء ـ كتيبة، مزودة بأجهزة تحديد المكان مما يتيح الفرصة لتحديد أماكن تمركز هذه القوات بخطأ لا يتجاوز 16 متر. مع تحديد سرعة تحركها بوساطة الإشارات المرسلة "والمؤمنة من التشويش" من القمر الصناعي الملاحي "نافستار" لهذا النظام، الذي ساعد القوات البرية الأمريكية على تنفيذ أعمالها بنجاح في الظروف الليلية، وفي الأحوال الجوية السيئة بمنطقة الأعمال القتالية.
كانت هذه المجموعة من الأقمار الصناعية إحدى أهم الوسائل للحصول على المعلومات الاستطلاعية عن القوات العراقية؛ سواء المنتشرة على أرض العراق، أو الكويت، وتمكنت هذه الأجهزة من تحقيق مسح منتظم لمسرح العمليات طوال الوقت، وعلى سبيل المثال، كان تحليق الأقمار الصناعية المخصصة للاستطلاع البصري ـ الإلكتروني تنفذ بمعدل 14 مرة في اليوم، وبفاصل زمني يتراوح بين 20 دقيقة و6 ساعات، أمّا الأقمار الصناعية المخصصة للاستطلاع الراداري، فقد نفذت من 4 - 5 تحليقات في اليوم الواحد، وبالفاصل الزمني نفسه المماثل للأقمار الصناعية المخصصة للاستطلاع الفني اللاسلكي التي نفذت 12 تحليقاً في اليوم الواحد.