العملية المدمرة " بلونيوم 210 " !!
منقول من جريدة الوسط
د. يحي الشاعر
08 مارس 2008 - 12:33 مساءالعملية المدمرة " بلونيوم 210 " !!
الحلقة الثالثة من كتاب " حرب الجواسيس في القرن الـ21"بقلم الكاتب الصحفي الكبير/ مجدي كامل.
جرت العادة أن تجرى أجهزة الاستخبارات عمليات تصفية جسدية للعملاء المنشقين .. السبب ببساطة هو تكميم فمه للأبد .. فالعميل المنشق يظل مصدراً لتهديد جسيم بما لديه من أسرار رهيبة يمكن أن يؤدي كشفه عنها لأزمات لا قبل للنظام في بلاده بمواجهتها ، و ربما تكون من نتائجها تعريض علاقاتها بدول أخرى لخسائر و أضرار فادحة ، أو فرض عقوبات دولية عليها ، أو ربما الزج بها في حرب ضروس .
و من ثم فقد جرى العرف أن تتخلص أجهزة الاستخبارات من جواسيسها و عملائها بمجرد رفعهم راية العصيان أو تهديدهم بكشف أسرار عملياتها القذرة .. و لكن أحيانا يخشى مسئولو هذه الأجهزة رد فعل العالم إذا ما أقدمت على التخلص من عميل أصبح معروفاً و تحت أعين العالم ، بعد تمكنه من اختطافها و إيصال صوته للخارج .
و من هنا يصبح كل ما تفعله هذه الأجهزة معه مرصوداً ، و من ثم تتردد في التخلص منه ، و لا تجد أمامها مفراً من الإبقاء عليه حياً قيد الإقامة الجبرية ، و مع منعه من مغادرة بيته و بلده ، بمعنى إسكات صوته دون إزهاق روحه ، و تحمل عواقب ذلك من إدانات دولية و غيرها !!
ولد ألكساندر في فورونيتش في روسيا (الاتحاد السوفييتي) في الرابع من شهر ديسمبر عام 1962 . و تم تجنيده كعميل لدى الاستخبارات الروسية في مجال مكافحة الجرائم المنظمة (التنظيمات المسلحة) ، و لكنه انشق عليها .و هكذا كان الحال مع ألكسندر ليفتينينكو أحد أشهر العملاء الروس في العصر الذهبي لجهاز الاستخبارات السوفيتي " كي . جي . بي " عندما قرر في الألفية الثالثة ، و بالتحديد في العام 2006 ، أن ينشق عن نظام الرئيس فلاديمير بوتين في روسيا بعد سنوات طويلة من تفكك الاتحاد السوفيتي ، مع تغيير بسيط ، و هو أنه تمكن من الهرب إلي الخارج فلم يجد نظام بوتين مفراً من تصفيته جسدياً في الثالث و العشرين من شهر نوفمبر عام 2006 ، في لندن حيث لجأ ، و بأبشع طريقة !!
و مما جعل للفضيحة عواقب وخيمة أقلها تفجير أزمة دبلوماسية بين موسكو و لندن انتهت بما اصطلح على تسميته بـ " موسم تبادل طرد الدبلوماسيين بين روسيا و بريطانيا بسبب ليفتينينكو "هو تورط الرئيس بوتين شخصياً فيها ، و اتهام ليفتينينكو له ، و هو على فراش الموت بأنه هو الذي أصدر بنفسه الأمر بتسميمه بمادة مشعة !!
و مما زاد الطين بلة أن الرئيس بوتين هو نفسه أيضاً الذي رفض تسليم قاتل ليفتنينكو العميل أيضاً بالاستخبارات الروسية لسلطات التحقيق في لندن ، بعد أن فضحته تصريحات آخر شخص التقى ليفتنينكو قبل سقوطه صريع التسمم بالمادة المشعة ، و هو الأستاذ الجامعي الإيطالي ماريو سكاراميلا الذي لاقى نفس مصيره و بنفس المادة المشعة !!
و لكن و قبل الحديث عن هذه الصورة من صور حرب الجواسيس التي ازدادت ضراوة في القرن الواحد و العشرين يجدر بنا التوقف عند شخصية ليفتنينكو مفجر هذه الحرب الضروس بين موسكو و لندن و لا تزال مستمرة !!
ولد ألكساندر في فورونيتش في روسيا (الاتحاد السوفييتي) في الرابع من شهر ديسمبر عام 1962 . و تم تجنيده كعميل لدى الاستخبارات الروسية في مجال مكافحة الجرائم المنظمة (التنظيمات المسلحة) ، و لكنه انشق عليها . و بعد توقفه عن العمل لدى الاستخبارات الروسية ، أصبح مناهضا لها ، و قام بفضح بعض العمليات غير المشروعة التي نفذتها تتعلق بالاستخبارات و الملياردير الروسي بوريس بيريزوفكسي ، حتى تم اعتقاله عام 1999 ، ثم أطلق سراحه - لاحقا - بعد ان وقع على وثيقة يتعهد فيها بعدم مغادرة الأراضي الروسية ، ثم هرب بعدها إلى بريطانيا !
أشارت التحقيقات إلى أن ليفتينينكو من أقرب المقربين لرجل الأعمال المعارض لنظام الرئيس الروسي بوتين و الهارب إلى لندن بوريس بيريزوفسكي .و هناك بدأ ليفتيننكو من وجهة نظر الروس الخروج عن النص ، حيث بدأ في فتح فمه ، و الكشف عما بحوزته من أسرار .
فقد أصدر كتابين في غاية الخطورة كشف في أحدهما و هو بعنوان " تفجير روسيا " - Blowing up Russia- " أن المخابرات الروسية قامت بعمليات تفجير في روسيا لتحريض الشعب على الحرب ضد الأقليات المسلمة عبر إلصاق التهم بالمتمردين الشيشان " .
و من هنا تبدأ المأساة كما كشفت التحقيقات بلقاء ليفتنينكو مع أحد معارفه الإيطاليين باسم ماريو سكاراميلا الذي قام بتسليم ليتفينينكو رسالة تتعلق بالتحقيق في جريمة اغتيال الصحفية آنا بوليتكوفسكيا في موسكو مؤخرا . وأنهما التقيا في منتصف النهار في مطعم ياباني .
وسرعان ما شعر ليتفينينكو في الأيام الأولى من نوفمبر بتردي صحته وغثيان وكان هذا وفقا لأعراضه شبيه بالتسمم ، ونقل ضابط دائرة الأمن الفدرالية الروسية السابق إلى أحد مستشفيات لندن . وتردت حالته أكثر على مدى أسبوع وسقط شعر رأسه بالكامل عمليا.
و قال الأطباء أن ليتفينينكو لم يتناول أي شيء على مدى 18 يوما بعد التسمم وكان يحقن بالمغذي . وتضرر بشكل جدي لدى ليتفينينكو نخاع العظم مما تسبب في حرمان الجسد من كريات الدم البيضاء تقريبا. وأظهرت التحاليل والفحص الخاص بالسموم أن نسبة معدن الثاليوم الخطر في جسم ليتفينينكو أكثر من المعدلات المسموحة بثلاثة أضعاف تقريبا.
وأشارت التحقيقات إلى أن ليفتينينكو من أقرب المقربين لرجل الأعمال المعارض لنظام الرئيس الروسي بوتين و الهارب إلى لندن بوريس بيريزوفسكي .
و الآن يجدر بنا التوقف قليلاً عند المادة المشعة التي فجرت الفضيحة ، بعد أن أودت بحياة ليفتنينكو ، و قلبت حياة اللندنيين رأساً علي عقب خوفاً من آثارها . فقدعثر على آثار البولونيوم في ثلاثة مواقع في لندن وهي فندق ميلينيوم في مايفير، حيث التقى الجاسوس السابق روسيين اثنين في الأول من نوفمبر ، وفي مطعم ايتسو الياباني للسوشي في بيكاديللي، حيث تسلم مستندات من الأستاذ الجامعي الإيطالي ماريو سكاراميلا، وفي منزله في موزويل هيل شمال المدينة.
تعتبر مادة " بوليونيم ـ 210 " عالية الإشعاع والسمّية إذا اُبتلعت أو اُستنشقت أو حُقنت في الدم. ومن الخطورة الصحية بمكان حملها أو التعامل معها دون احتياطات سلامة. وتعد كمية 1 ميكروغرام (جزء من ألف غرام) خطرة جداً.تعد " البولونيوم 210 " أحد العناصر الموجودة في الطبيعة ، والقادرة على بث إشعاعات من نوع " ألفا " المضرة بالكائنات الحية عموماً، وبينها الإنسان. وتم اكتشافه من قبل ماري كوري البولندية الأصل في أواخر القرن التاسع عشر، وتحديداً في عام 1898.
وهو من العناصر النادرة جداً في الطبيعة، ويتم استخراجه اليوم إما مباشرة من الصخور المحتوية على عنصر اليورانيوم، حيث يُعطي كل طن متري من اليورانيوم حوالي 100 ميكروغرام من البولونيوم، أو من خلال عمليات فصل كيميائي لهذه المادة من مادة اليورانيوم ـ 226.
وله أكثر من 50 نظيرا مشعا غير ثابت، أكثرها توفراً هو " بولونيوم-210 " . ويصدر أشعة " ألفا " بكميات عالية، حيث ينتج مليغرام واحد منه من أشعة ألفا ما تُنتجه 5 غرامات من مادة الراديوم. لكن من المعروف أن أشعة ط ألفا " يُمكن التحكم في تسربها بصفة سهلة نسبياً، لذا فإنه نظرياً يُمكن وضعها في علبة زجاجية محكمة الإغلاق، مثلا، أو مظروف ورقي أو في داخل قطعة من الطعام، دون أن يتضرر من يحملها أو من حوله طالما لم تُستنشق المادة أو تُبلع. وتوجد هذه المادة المشعة في أجزاء الطبيعة القريبة من الإنسان بكميات ضئيلة، كما في التربة والهواء والمياه، بل تُوجد حتى في لفافات التبغ المزروع في بعض مناطق العالم. ولذا فإن أجسام الناس تحتوي على كميات ضئيلة جدا منها بصفة طبيعية.
وتعتبر مادة " بوليونيم ـ 210 " عالية الإشعاع والسمّية إذا اُبتلعت أو اُستنشقت أو حُقنت في الدم. ومن الخطورة الصحية بمكان حملها أو التعامل معها دون احتياطات سلامة. وتعد كمية 1 ميكروغرام (جزء من ألف غرام) خطرة جداً، نتيجة التأثير المباشر لطاقة أشعة ألفا على أنسجة الجسم. وبحساب تقريبي فإن التأثير السمّي لغرام منها يُعتبر أكثر سمّية من غرام من السيانيد، بمقدار 250 مليون مرة، ما يعني أن قطعة بحجم ذرة غبار تعد عالية السمّية.
ولا توجد مادة مضادة لعلاج حالات التسمم بالبولونيوم ـ 210 ، لكن عندما تتواجد في الجسم بكميات عالية فإنها تتسبب في أضرار بالغة على أعضاء الجسم خصوصاً عند ابتلاعها أو استنشاقها، وربما تُؤدي إلى الوفاة.
ويجد الاطباء صعوبة في اكتشاف وجود المادة عندما يتعرض لها الإنسان، والسبب في ذلك هو طبيعة إشعاعات ألفا التي تصدرها المادة، لأنها ذات مدى قصير في اختراق أنسجة الجسم، وحينما يتم ابتلاعها أو استنشاقها فإنها تتلف الأنسجة المحيطة بمكان تواجدها دون الخروج بشكل كاف الى مناطق خارجية من الجسم، مما يُصعب على الأطباء اكتشاف وجودها. ولهذا فإن الشخص الذي يتعرض للتسميم بالمادة، لا يؤثر بشكل ضار، في الغالب، على من هم حوله من الناس.
ومن هنا يبدو اختيارها كوسيلة قتل، فكرة ذكية، ولم يسبق استخدامها لهذه الغاية من قبل، كما تشير بعض المصادر، ولا يُمكن اكتشافها بأجهزة رصد الإشعاعات المعتادة. ولهذا فإن الأطباء عادة لا يكتشفون وجودها حينما تبتلعها الضحية أو يستنشقها، حتى حين بدء ظهور الأعراض المرضية عليه، إضافة لعدم تسببها في أذى للمحيطين بالشخص المعني. لكن ثمة آراء طبية تفيد بان الناس الذين يتعرضون لبول أو براز وربما إفرازات عرق، الشخص المعني، قد يتضررون هم ايضاً بانتقال أجزاء ضئيلة من المادة المشعة الضارة إليهم.
وعند مراجعة المصادر الطبية حول دراسات التسمم، لا يستطيع الانسان العثور سوى على إشارة لهذه المادة في احدى الدراسات الروسية الطبية الصادرة عام 1994.
والتأثير المباشر لهذه المادة على جسم الإنسان يحدث نتيجة لأشعة ألفا الصادرة بوفرة عن مادة بولينيوم ـ 210، حيث تُؤدي الطاقة الناجمة عن الأشعة هذه إلي تفتيت آلية عمل جينات الخلايا، ما يُؤدي إلي قتل الخلايا الحية أو تحويلها إلى خلايا سرطانية. ولذا تظهر الأعراض على مناطق الجسم التي تتميز بوجود خلايا تنقسم بسرعة في العادة، مثل خلايا نخاع العظم أو بصيلات الشعر أو بطانة أجزاء الجهاز الهضمي، أي ظهور حالة أنيميا الدم وضعف جهاز مناعة الجسم وتساقط الشعر وأعراض شتى في الجهاز الهضمي.
وصية لفتيننكو : "" أود أن أشكر العديد من الناس .. أطبائي و ممرضاتي ، طاقم المستشفى الذي يفعل في هذه الأثناء كل ما في وسعه لمساعدتي. أود أن أشكر الشرطة البريطانية التي تحقق في قضيتي بجلد واحترافية".و عودة إلى مأساة لفتيننكو الغريبة و العجيبة أيضاً ، و بالتحديد صبيحة الوفاة فى 24 نوفمبر 2006 ، ظهرت وصيته التى قال عنها صديقه أليكس جولدفارب : الكسندر فالتيروفيتش ليتفينينكو هو الذي أملاها عليًّ بنفسه يوم 21 نوفمبر 2006 و هو يصارع الموت ، أي قبل يومين من وفاته .. هذه الوصية التي غيرت مسار الأحداث ، و حولت حكاية العميل السابق إلي أزمة بين موسكو و لندن ممتدة و في تصاعد حتى صدور هذا الكتاب .. و يقرأ نص الوصية :
" أود أن أشكر العديد من الناس .. أطبائي و ممرضاتي ، طاقم المستشفى الذي يفعل في هذه الأثناء كل ما في وسعه لمساعدتي. أود أن أشكر الشرطة البريطانية التي تحقق في قضيتي بجلد و احترافية ، و في الآن ذاته تؤمنني و تحمي عائلتي. أود أن أشكر الحكومة البريطانية على رعايتي و الاهتمام بي. عن حق أفخر أني مواطن بريطاني. أود أن أشكر الشعب البريطاني على رسائل الدعم و المساندة ، على الإهتمام الذي أبداه تجاه محنتي.
أشكر زوجتي مارينا التي وقفت دوما بجانبي. فلتعلم أن حبي لها و لابننا لا يعرف حدودا.
و لكنني إذ أرقد هنا ، أحسبني أسمع بوضوح تام و يقين دقات أجنحة ملاك الموت. ليتني أفر منه ، غير أن ساقي اليوم لن تطيعاني ، و لن تعدوا بالسرعة التي أتمناها. و على هذا أظن الوقت قد حان .. لأقول شيئا أو بضع أشياء لهذا الذي يسأل عن وضعي الراهن ..
لربما نجحت أن تسكتني ، لربما نجحت أن تخرسني ، و لكن للسكوت ثمن .. ثمن يدفع ، و قد دفعتموه .. دفعتموه حين ارتديتم ثياب البربرية ، ثم دفعتموه مجددا حين دنا بكم للقاع ، للمستوى الذي قبعتم فيه قساة متبلدي الإحساس ، و أثبتم معه صدق كل كلمة قالها أعداؤكم و ناقديكم.
أريتموني و العالم من بعدي أنكم تفتقدون كل إحترام للحياة و الحرية ، تماما كما تعوزكم قيم الحضارة.
ما قط استحققتم مناصبكم و لا مسؤلياتكم ، و لا ثقة المتحضرين و المتحضرات.
لربما نجحتم أن تسكتوا رجلا واحدا ، و لكن عواء الثوار و الأحرار حول العالم سيدوي ، حتما سيدوي ، و يزلزل الأرض .. سيدوي أمام عينيك سيد بوتين. غفر الله لك ما اقترفته ، في حقي ، و في حق روسيا الحبيبة و شعبها " .. إلى هنا انتهى نص الوصية !
وبدأت خيوط الأزمة تتجمع بفعل الكشف عن مضمون الوصية ، و ما حملته من اتهامات .. و حاولت الصحف الروسية الموالية للحكومة السبت الدفاع عن الكرملين وقالت صحيفة 'روسيسكايا غازيتا' "أن تسميم ليتفيننكو قد يكون وراءه بوريس بريزوفسكي لإثارة الشبهات في السلطات الروسية".
"قبل أن أودع هذه الحياة سأكشف عن أسماء سياسيين وصحفيين كانوا يمدون جهاز الاستخبارات الروسي بمعلومات عن بعض دول الاتحاد الأوروبي".أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد ندد باستخدام موت العميل الروسي السابق ليتفينينكو في لندن للتحريض السياسي ضد نظامه " !
و قد هدد العميل الإيطالي الأستاذ الجامعي ماريو سكراميلا الذي كان مصاباً أيضاً بنسبة ضئيلة من مادة البولونيوم المشعة ورقد بأحد مستشفيات لندن لبعض الوقت قبل شفائه , بالكشف عن ملفات ووثائق تورط عدد من السياسيين والصحفيين الأوروبيين في قضايا التجسس لصالح جهاز الاستخبارات الروسي . ونقل المحامي سيرجيو راستريللي عن سكراميلا قوله : "قبل أن أودع هذه الحياة سأكشف عن أسماء سياسيين وصحفيين كانوا يمدون جهاز الاستخبارات الروسي بمعلومات عن بعض دول الاتحاد الأوروبي".
واعتبر ماريو سكاراميلا أن الكرملين أمر بقتل الكولونيل السابق في اف.سي.بي (كي.جي.بي سابقا) لما كان لديه من معلومات". وقال سكاراميلا في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا أن "ليتفيننكو لم يمت بمرض في بطنه، لقد قتل بسبب ما كان يعلمه، وكل ذلك موجود في وثائق لجنة ميتروخين".
وكان سكاراميلا وهو أستاذ في جامعة نابولي، مستشارا في تحقيق برلماني إيطالي اجري حول ملف ميتروخين الذي يتعلق بالجواسيس الذين جندهم جهاز الكي.جي.بي في إيطاليا.
وكانت لجنة التحقيق التي شارك فيها ليتفيننكو برئاسة باولو غوزانتي السناتور في حزب فورتسا إيطاليا حزب رئيس الحكومة السابق سلفيو برلوسكوني.
وتفيد رسائل إلكترونية نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقتطفات منها أن أجهزة الاستخبارات الروسية كانت تعتزم استخدام القوة ضد الكسندر ليتفيننكو وسكاراميلا وغوزانتي ورجل الأعمال الروسي المثير للجدل بوريس بريزوفسكي المعارض الروسي لنظام فلاديمير بوتين المقيم في بريطانيا.
وتشير الوثائق التي يبدو أن سكاراميلا سلمها في الأول من نوفمبر للتفيننكو أيضا إلى أن العملاء المكلفين تحضير عمليات ضدهم كانوا "على الأرجح متورطين في اغتيال آنا بوليتكوفسكايا" الصحافية الروسية المعارضة التي اغتيلت في السابع من أكتوبر في موسكو.
وأضاف أن وجود مادة "البولونيوم 210" المشعة بجسده لم يأت بمحض الصدفة أو الخطأ, مؤكدا أن جهات روسية و غربية تحاول اغتياله بنفس الطريقة التي اغتالت بها العميل الروسي ألكسندر ليتفيننكو لإسكاته عن كشف الملفات التي بحوزته والتي تورط عدد من كبار السياسيين الروس والغربيين بها.
وقال المحامي راستريللي في حديث لصحيفة "لاستمبا" الإيطالية إن هذا الأخير كشف له عن الأسباب الحقيقية التي جعلت المخابرات الروسية المتعاونة مع بعض السياسيين الغربيين, تقوم بتسميم جسده بالمادة المشعة , مشيرا إلى أن حصوله على معلومات مهمة أثناء لقائه بالعميل الروسي ليتفيننكو كان كافيا لوضعه ضمن لائحة الأسماء المطلوب تصفيتها .
وفي السياق نفسه، أجرت السلطات الإيطالية تحريات بشأن احتمال هبوط طائرات بوينج 767 بأحد مطاراتها قادمة من موسكو يعتقد أنها كانت تحمل مواداً إشعاعية مثل "البولونيوم 210".
و في تلكم الأثناء اشتعل الموقف بفعل توجيه سلطات سكوتلاند يارد الاتهام إلى عميل سابق لجهاز استخبارات بوتين و هو الروسي اندري لوغوفوي بقتل ليفتنينكو ، قبل عودته بسرعة إلى موسكو ، و مطالبة حكومة توني بلير رئيس الوزراء البريطاني – آنذاك – للرئيس بوتين بتسليمه للتحقيق معه و محاكمته في لندن بعد ثبوت تورطه لأن الشرطة البريطانية (سكتلنديارد) تعتبر لوغوفوي الذي تحول الى عالم البيزنس ، و أصبح رجل أعمال هو المشتبه به الرئيسي في وفاة ليتفيننكو !
ولكن الرئيس بوتين رفض تسليم لوغوفوي فطردت بريطانيا في عام 2007 ، بعد أشهر من تكرار طلبها بتسليمه ، أربعة دبلوماسيين روس من سفارة موسكو بلندن .فما كان من نظام بوتين إلا أن رد بطرد أربعة دبلوماسيين بريطانيين و تشتعل الأزمة أكثر فأكثر !!
وجاءت أزمة ليفتنينكو لتسكب البنزين على النار الموقدة بين لندن و موسكو أصلاً بسبب رفض لندن ترحيل كل من رجل الأعمال الروسي "بوريس بريزوفسكي" ، والزعيم الشيشاني "أحمد زاكاييف" لمواجهة اتهامات أمام القضاء الروسي .
و يكمن سر رفض بوتين تسليم لوجوفوي في أنه في حال ثبوت إدانته فإن ذلك سوف يفتح الباب على مصراعيه أمام عددٍ من الأسئلة الحساسة مثل : "من بعث بهذا الشخص لفعل ذلك، ومن أعطاه السم ، ومن أين أتى ، ومن تحمل نفقات كل ذلك ؟ .. كما أنه في حالة العثور على أدلة تثبت أن لوجوفوي لم يكن يعمل بمفرده ، وأنه كان في مهمة ، فإن الأمر سيكون "فضيحة كبرى لو ثبت تورط الرئيس الروسي فيها كما تشير كافة الدلائل !!
و يتفق المحللون السياسييون على أن قضية "لوجوفوي" من المحتمل أن تزيد العلاقات الباردة بين روسيا والغرب سوءًا ، فما بالك لو ثبت تورط موسكو فيها !!
وجاءت أزمة ليفتنينكو لتسكب البنزين على النار الموقدة بين لندن و موسكو أصلاً بسبب رفض لندن ترحيل كل من رجل الأعمال الروسي "بوريس بريزوفسكي" ، والزعيم الشيشاني "أحمد زاكاييف" لمواجهة اتهامات أمام القضاء الروسي .
ووفقًا للدستور الروسي؛ فإن أي مواطن يتورط في ارتكاب جريمة فوق أراضٍ أجنبية يجب أن تتم مساءلته جنائيًا في روسيا ، إلا أنَّ موسكو انضمت عام 2001 إلى الاتفاقية الأوروبية بشأن ترحيل المطلوبين ، وهو ما يعني أنّ السلطات الروسية ليست ملزمة بمحاكمة "لوجوفوي" داخل البلاد ، ويمكن لها تسليمه إلى بريطانيا إذا ما أرادت ذلك.
و كان الملياردير المنشق على بوتين بيريزوفسكي قد قرر في تك الأثناء كسر حاجز الصمت بشأن مقتل صديقه ليتفيننكو ليروي للصحفيين في لندن كل ما أطلعه عليه الجاسوس السابق قبل مقتله ليسكب المزيد من النار علي البنزين !!
قال بوريس بيريزوفسكي: عندما ذهبت لزيارة " ساشا " – كنية ينادى بها لفتينينكو - في المستشفى أول مرة بعد تسممه- في ذلك الوقت كما تذكرون كانوا يناقشون بنشاط نظرية أن (المستشار الإيطالي ماريو) سكاراميللا متورط- وقد قال لي" هل تعلم يا بوريس ، لدي نظرية لن أعلن عنها للملأ ، ولكنها الحقيقة . لقد قابلت لوغوفي يوم مرضي (الأول من نوفمبر). لم أقابله وحده- بل (ديميتري) كوفتون وشخص آخر كنت أقابله للمرة الأولى ، كانوا هناك أيضا. أعتقد أن هؤلاء الأشخاص هم من قاموا بتسميمي."
بصراحة فوجئت من ذلك. فالمعلومات التي شاركها ليتفيننكو لم تكن متوقعة. وعدا ذلك ، قبل يوم واحد فقط - في 31 أكتوبر- جاء لوغوفي لزيارتي في مكتبي. وقد قمنا باقتسام زجاجة من النبيذ الأبيض فيما بيننا. وأقول بيننا نحن الاثنان حرفيا، لأنه لم يكن أحد آخر هناك. لذا ما حدث مع ساشا اليوم التالي، وحقيقة أن ساشا يشك بأن لوغوفي متورط في التسميم- بالطبع بالنسبة لي كان هذا أمرا غير متوقع على الإطلاق.
هل أصدق هذا أم لا؟ بعد كل الصعوبات التي واجهتها خلال السنين الأخيرة، أعرف أنه لايمكن استبعاد الأمر بكل بساطة. وعدا عن ذلك، بالطبع، زادت شكوكي مؤخرا كثيرا. لأنه توجد طريقة يستطيع فيها لوغوفي إبعاد الشبهات عن نفسه وذلك بأن يستقل طائرة لبريطانيا ويتطوع للذهاب إلى سكوتلانديارد. وحسب خبرتي مع النظام القضائي الإنجليزي فإنه إذا كنت متأكدا أنك على صواب، فلا يوجد أي شك ولو صغير أنك ستتعرض لمقاضاة قانونية، ستصبح فقط ضحية تحكيم قانوني.
و رداً على سؤال حول ما إذا كان ليتفيننكو قد فسر له شكوكه، قال بيريزوفسكي: نعم، لقد قام ساشا بتفسير ذلك. وقد قال من الواضح جدا أنه لا يوجد هناك ما يسمى "بالسابق"- أي عملاء سابقين للمخابرات الروسية الكي جي بي سابقا والأف أس بي حاليا. وقد كان متأكدا أن لوغوفي يتبع الأوامر بكل بساطة. المرحلة الأولى كانت في التقرب من ساشا، ومن ثم إثارة فضوله بمعلومات معينة، ثم المرحلة الثانية كانت في تنفيذ الأوامر بكل بساطة- ألا وهي قتله. بعد أن قام (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بتوقيع القرار- كان ذلك قبل سبعة أشهر- الذي يسمح للقوات الخاصة بقتل، دون محاكمة أو عواقب، أعداء نظام الحكم في الخارج الذين هم في الواقعة عبارة عن معارضين سياسين، وقد قال لي ساشا مرارا أننا الأوائل على القائمة- هو (المفوض الشيشاني المنفي في لندن أحمد) زكايف، وأنا. ولم تنتهي "قائمة القتل"هنا، ولكننا كنا الأوائل.
و عندما سئل بيريزوفسكي : إذا كان لوغوفي قادرا على شيء كهذا لماذا لم يحاول تسميمه هو أيضاً بالبولونيوم ، طالما كانت لديه فرصة عندما تشاركا زجاجة النبيذ ، قال بيريزوفسكي: المخاطر التي واجهها ساشا والتي نواجهها أنا وأحمد زكايف متماثلة. وهذا يطرح بطبيعته التساؤل لماذا قتلوا ساشا وليس أنا. كل ما لدي هو التكهنات. يجب أن يتم طرح مثل هذه الأسئلة ليس علي بل على الشخص الذي أعطى أوامره للوغوفي. ويجب في البداية إثبات أن لوغوفي هو الذي قام بهذا العمل بالفعل. ساشا صرح بشكوكه. ولغوفي بخوفه من القدوم إلى هنا- وأستخدم تحديدا كلمة "خوف"- بكل بساطة يزيد من هذه الشكوك.
ولكني أعتقد أنه كانت هناك أسباب لكونه ساشا وفي هذا الوقت تحديدا. أخبرني ساشا عن العمليات التي كان مشتركا بها في ذلك الوقت- ليست عمليات فعلية، بل الأشخاص الذين كان يجمع أدلة خطيرة عنهم تدل على اشتراكهم في عمليات إجرامية. وبمعرفتي بساشا علمت أن الأمر في الواقع خطير جدا، لأنه كان فعلا عميلا جيدا جدا.
والد ليتفينينكو كان قد فجر مفاجأة من العيار الثقيل ، عندما كشف عقب مقتله عن أن نجله طلب قبل وفاته أن توارى جثته وفق التقاليد الإسلامية.و حول ملابسات معرفته بلوغوفي ، قال بيريزوفسكي: لقد ظهر لوغوفي في الوقت الذي توقف فيه إيغور جايدار عن كونه رئيس وزراء (أواخر عام 1992). وكما علمت حتى ذلك الوقت كان لوغوفي رئيس حرس جايدار. وقد كان إيغور جايدار هو الذي أوصى بلوغوفي كشخص صريح صادق قادر على تولي مسؤولية حراستي الشخصي. بعد أن التقيت بأندرية قام ببناء النظام الذي أريده في الواقع. وكان هناك العديد من موظفي الكي جي بي السابقين وأيضا من الدائرة التاسعة (للكي جي بي) (الذين كانوا يحرسون شخصيا المسؤولين المرموقين) من بين حراسي الشخصيين، وكان لوغوفي واحدا منهم.
بعدها قام بدري (باتاركاتيشفيلي، صديقي القديم وشريكي) بعرض منصب رئيس حرس (تلفزيون) الأو آر تي عليه في تلك المنظمة الهائلة. وقد كان لوغوفي هو من نظم الأمن في الأو آر تي. وبعد توليه ذلك المنصب ضعفت صلاتنا نوعا ما، ولكنه كان موجودا دائما. وكنا نتحدث من وقت لآخر، بأمور منتجة.
لذا تحدثت معه عندما جاء في البداية إلى لندن، قبل ثلاثة أشهر (من هذه الأحداث). كانت إبنتي على وشك الذهاب إلى روسيا، وقد طلبت من لوغوفي أن ينظم الحراسة لها. وقد فعل ذلك. وطبعا عندما حضر إلى لندن في (المرة الأخيرة) عند لقائنا في 31 أكتوبر، أردت أن أشكره لتنظيم الحراسة لإبنتي.
و حول هدف مكتب المدعي العام الروسي من الإصرار على استجواب أكثر من 100 شخص في لندن ؟
رد بيريزوفسكي قائلاً : لنبدأ من البداية. أولا، من الواضح أن مكتب المدعي العام منظمة إجرامية عصابات تخدم كوسيلة لاضطهاد الناس الذين لهم جوهريا عقلية مثل بوتين وآخرون الذين يجلسون في الكريملين. هذا بالتحديد سيساعدك على فهم الهدف من وراء هذا الطلب.
لننظر إلى الأمر من هذه الناحية. نعرف أن السكوتلانديارد أتمت تحقيقاتها. ومن الواضح أن التحقيقات قد تمت بطريقة مسؤولة وغير متحيزة .
ووفق معلومات تم تسريبها إلى الصحافة عندي انطباع بأن السكوتلاند يارد تعرف مرتكب الجريمة ويعرفون بالتحديد من وراءه- ألا وهي الدولة الروسية. مكتب المدعي العام ( الروسي) يعرف هذا أيضا، لذا فإن أعمالهم تكتيكات للتمويه. يعرفون من تولى العمل في الجريمة. يعرفون أكثر من محققي سكوتلانديارد بكثير، لأنهم هم الذين كانت عندهم المعلومات أولا.
موقفي بسيط جدا. سأساعد السكوتلانديارد بأية وسيلة ممكنة، حتى لو تعرضت شخصيا للخطر من جراء ذلك. لذا فقد قلت إنني مستعد للقاء ممثلين عن مكتب المدعي العام الروسي إذا كان ذلك يساعد السكوتلانديارد في تحقيقاتهم. روسيا تبتز السكوتلانديارد في هذه الحالة. يقول (المسؤولون الروس أنهم سيسمحون الإستجواب( في روسيا) إذا سمحت (بريطانيا) (روسيا) أن تستجوب الناس في بريطانيا. وقد قلت لا بأس يمكن أن يستجوبوني إذا ساعد الموضوع بالإمساك بقاتل صديقي.
ولا يختلف موقفي في هذا الصدد عن موقف زوجة ألكسندر ليتفيننكو، مارينا. لن نسمح بتوقف الإستجواب، وسنذهب إلى النهاية للإيقاع بالمجرمين.
بقي أن نعرف أن والد ليتفينينكو كان قد فجر مفاجأة من العيار الثقيل ، عندما كشف عقب مقتله عن أن نجله ، المولود لعائلة مسيحية أرثوذكسية ، و الذي توفّي مسموما في لندن طلب قبل وفاته أن توارى جثته وفق التقاليد الإسلامية . وقال فالتر ليتفينينكو والد الجاسوس الراحل " قلت له في مستشفى يونيفرسيتي كوليج". ، بُنيّ لقد أشعلت من أجلك شمعة في كنيسة سانت سيرج في رادونيج ، وصليت من أجلك ، وردّ علي، أبي أريد أن أُدفن وفق الشعائر الإسلامية . "
مقتل الكسندر ليتفينينكو بأيدي عملاء سابقين في المخابرات الروسية.
وكان موقع إلكتروني للمقاتلين الشيشان قد أشار بُعيد وفاة الجاسوس إلى أن ليتفينينكو قد اعتنق الإسلام ، حيث قال ممثل المقاتلين الشيشان اللاجئ في لندن أحمد زكاييف لصحيفة "ديلي تلغراف" السبت الماضي، "قمنا بتلاوة آيات من القرآن عليه قبل وفاته". وأضاف زكاييف "لقد قال* ليتفينينكو* لزوجته* وأسرته* بأنه* يريد* أن* يدفن* وفق* التقاليد* الإسلامية*".
واتهم* والد* الجاسوس* السابق* روسيا* بالضلوع* في* عملية* تسميم* ابنه،* قائلا* "لا* يساورني* أدنى* شك* في* ضلوع* الأجهزة* الروسية* الخاصة* التي* فعلت* ذلك* بتصريح* من* الرئيس* فلادمير* بوتين*".
وردا على سؤال بشأن معلومات تداولتها الصحف البريطانية عن احتمال مقتل الكسندر ليتفينينكو بأيدي عملاء سابقين في المخابرات الروسية، اعتبر والد القتيل أن ذلك "غير صحيح". وأضاف بأن أي منظمة لمقاتلين سابقين لا تجرؤ على قتل عميل سابق لأجهزة المخابرات، مؤكدا بأن المسألة* لا* تزيد* عن* أمر* صادر* من* أعلى* مستوى*".
ونشرت "ديلي تلغراف" وثيقة تتهم الأجهزة السرية الروسية ومجموعة محاربين قدامى أطلق عليها اسم "كرامة وشرف" يقودها الجنرال الروسي فالنتين فليتشكو بأنها سعت إلى قتل العديد من الأشخاص الذين اعتُبروا مضرين بالمصالح الروسية.
وأكد والد الجاسوس ليتفينينكو أن نجله "يعرف من قتل آنا بوليتكوفسكايا" الصحافية الروسية المعارضة التي اغتيلت في 7 أكتوبر في موسكو، قائلا "كان بإمكانه تقديم شهادته عن جرائم أخرى للأجهزة السرية الروسية، خصوصا في شمال القوقاز".
على صعيد آخر، رفضت السلطات الروسية السماح لمحققي الشرطة البريطانية سكوتلنديارد باستجواب الجاسوس الروسي السابق المقدّم ميخائيل تراباشكين الذي تحتجزه السلطات الروسية في سجن "نيجني تاغيل" منذ العام 2004 والذي تتهمه بتسريب معلومات سرية إلى جهات أجنبية. وقد انتقلت سكوتلنديارد إلى بريطانيا ، للتحقيق مع تراباشكين بشأن وفاة ليتفينينكو، حيث كان هذا الأخير قد وجّه رسالة إلى ليتفينينكو يقول له فيها بأن معلومات بلغتْه تفيد بوجود فريق روسي خاص مهمته تصفية ليتفينينكو اللاجئ في لندن!!
وفي موضوع ذي صلة، نفى الأطباء الإيرلنديون الذين أشرفوا على معالجة رئيس الوزراء الروسي الأسبق "إيغور غيدار" أن يكون المرض الذي يعانيه هو نتيجة لتسممات من مواد مشعة، في محاولة للفصل بين وفاة ليتفينينكو ومرض غيدار، حيث كان غيدار قد سقط مريضا في إيرلندا يوما بعد* وفاة* ليتفينينكو،* وقد* أوضحت* السلطات* الصحية* الإيرلندية* بأنه* لا* توجد* أية* آثار* لمواد* مشعة* في* الناحية* التي* زارها* غيدار،* مما* ينفي* وجود* علاقة* بين* الحادثين*.
ولاتزال شرطة سكوتلنديارد – حتى صدور هذا الكتاب - تجري مساع كبيرة من أجل استجواب تراباشكين ، الذي تقول محاميته بأن السلطات الروسية كانت قد وعدت بالتعاون مع البريطانيين في التحقيق، لكنها تراجعت عن وعدها، معتبرة هذا اللقاء "أمرا غير ممكن أبدا".
وقد جاء الإعلان عن خبر إسلام ليتفينينكو ليعطي القضية أبعادا أخرى، إذ من المحتمل أن يكون ليتفينينكو قد تعاون مع المقاتلين الشيشان الذين يسعون إلى استقلال بلادهم* عن* روسيا،* وهو* الأمر* الذي* سيجعل* من* مسألة* اغتياله* قضية* تستحق* المتابعة* في* وجود* معطيات* جديدة* !!
وكانت بريطانيا قد منحت ليتفينينكو حق اللجوء السياسي على أراضيها وسلم في أكتوبر من عام 2006 بطاقة هويته الشخصية البريطانية.