عقيد الموساد الحنان تننباوم ..كيف استدرجه حزب الله لبيروت ؟!

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
عقيد الموساد الحنان تننباوم ..كيف استدرجه حزب الله لبيروت ؟!



منقول من جريدة الوسط



د. يحي الشاعر


عقيد الموساد الحنان تننباوم ..كيف استدرجه حزب الله لبيروت ؟!
spacer.gif
p_comment_06.gif
spacer.gif
11 مارس 2008 - 02:29 مساء
27958bg.jpg
الحلقة السادسة من كتاب " حرب الجواسيس في القرن الـ21"
بقلم الكاتب الصحفي الكبير/ مجدي كامل.
في عاشوراء من عام 2000 ، و قبل الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان ، قال الأمين العام لحزب الله اللبنانب حسن نصر الله فيما بدا عهداُ يقطعه الحزب على نفسه : " نحن قوم لا نترك أسرانا ومعتقلينا في سجون إسرائيل ، وسنفعل أي شيء لإطلاقهم " . وفي نوفمبر 2000، فاجأ رجال المقاومة الإسرائيليين بعملية نوعية في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة حيث تمكنوا فيها من أسر ثلاثة جنود .
وبعد أسبوع فاجأ نصر الله العالم بنبأ أسر ضابط كبير من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي " الموساد " هو العقيد الحنان تننباوم ، لتوجه المقاومة اللبنانية ضربة قاصمة ، تدفع حكومة إرييل شارون – رئيس الوزراء آنذاك - إلى الرضوخ لضغوط قيادة حزب الله ، وموافقتها على تبادل الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية ، وبذلك تمت أشهر عملية تبادل ، وعاد الأسرى والمعتقلون إلى ديارهم رغم أنف الصهاينة .

و جاء تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بعد ثلاث سنوات وشهور من المفاوضات المضنية ، و تم إجبار إسرائيل على الأخذ بغالبية شروط ومطالب حزب الله ، التي شملت للمرة الأولى منذ عام 1991 إطلاق سراح فلسطينيين وعرب ، ولم يقتصر على اللبنانيين ، و ذلك مقابل عودة الحنان تننباوم وجثث الجنود المخطوفين الثلاثة.
و هكذا شهد يوم الخميس 29 يناير 2004 أهم صفقة لتبادل الأسرى بين حزب الله وبين إسرائيل أشرف عليها الوسيط الألماني أرنسيت أورلاو ، وفي مدينة فرانكفورت بألمانيا جرت عملية التسليم والتسلم الكيرى ، حيث تسلم الإسرائيليون أحد رؤوس جهاز استخباراتهم الرهيب " الموساد " و هو العقيد ألحنان تننباوم ومعه جثث الجنود الثلاثة عدي أفيطان وعمر سواعد وبيني أفراهام ، الذين تم أسرهم عام 2000 .
و بالمقابل ، سلمت إسرائيل 435 معتقلا عربيا أغلبهم فلسطينيون . كما سلمت جثث 59 مقاتلا وجنديا لبنانيا ، بالإضافة إلى معلومات عن 24 مفقودا لبنانيا آخرين ، وقدمت خرائط لمناطق بجنوب لبنان كانت قد زرعت فيها ألغام خلال احتلالها للشريط الحدودي قبل أن تنسحب منه في مايو عام 2000 .
ومن أبرز الأسرى اللبنانيين :
* الحاج مصطفى ديراني.. الذي أسس حركة "أمل المؤمنة" بعدما انشق عن حركة "أمل" الشيعية بزعامة نبيه بري ، وكانت إسرائيل قد اختطفت ديراني في مايو 1994 ، واتهمته بأسر الطيار رون أراد عام 1986 وحجزه في منزله في البقاع . وكثيرا ما ربطت إسرائيل بين الإفراج عن الديراني ، وبين الكشف عن مصير الطيار الإسرائيلي رون .
* الشيخ عبد الكريم عبيد.. الذي اختطفه الإسرائيليون من منزله في بلدة جبشيت يوم الجمعة 28 يوليو 1989 ، وقد معه مرافقاه أحمد عبيد وهشام فحص .
* أنور ياسين ..الذي تم أسره اعتقل يوم 16 مارس 1987 أثناء قيامه بعملية هجوم على كمين إسرائيلي في جنوب لبنان ، وحكم عليه بالسجن 30 عاما ، وقد تنقل بين معتقلات عسقلان وبئر السبع ونفحة والرملة ومعتقل هواريم .
* حسن العنقوني.. و اعتقل في إبريل 1988 إثر معركة ميدون بين المقاومة اللبنانية والجيش الإسرائيلي .
كما تسلم لبنان 59 جثة ظلت مدفونة في مقبرة جسر بنات يعقوب (عميعاد حسب التسمية الإسرائيلية) من بينهم : 31 من الحزب الشيوعي, 5 من المقاومة المؤمنة , 5 من الحزب السوري القومي الاجتماعي , 2 من الجماعة الإسلامية , وبعض الشهداء الآخرين .

و ذكر الشيخ حسن نصر الله – آنذاك - إن هناك مرحلة ثانية من صفقة تبادل الأسرى ستجري - فيما بعد - وستتركز على شخصيتين هما الأسير اللبناني سمير القنطار والطيار الإسرائيلي الأسير رون أراد.
01_t.jpg

و قد أصر حزب الله على أن تتجاوز هذه الصفقة الطابع اللبناني لتكون صفقة عربية ولذلك فقد شملت : 5 سوريين و3 مغاربة ، و3 سودانيين ، وليبي ، وشملت كذلك المستشرق الألماني ستيفين سميرك الذي كانت إسرائيل تتهمه بالعمل لحساب حزب الله .
و كان إصرار حزب الله علي عروبة الصفقة يؤكد عدم انعزال الحزب في الاتجاهين: اللبناني والمذهبي، فهو لم يحصر المطالبة بأسراه الـ23 ولا بالرفات الـ60 ولا بكشف مصير الـ24 المفقودين وإنما ساوى بين اللبنانيين هؤلاء وبين الاربعمائة فلسطيني والخمسة سوريين والثلاثة مغاربة والثلاثة سودانيين والليبي الواحد.. وبذلك أظهر نوعاً من الشهامة كان عدم الأخذ بها سيشكل علامة سيئة في سجله المتخم بالتضحيات. كما ان هذه الشهامة المشار اليها شملت الإصرار على مساواة الأسير الالماني بالأسرى العرب وبذلك يكون موضع تقدير الرأي العام الالماني، اضافة الى انه من غير الجائز ومن غير اللائق ان تكون المانيا هي الوسيط وفرانكفورت هي الساحة التي سيتم التسلم والتسليم فيها ولا يكون الأسير الالماني من ضمن الذين شملتهم الصفقة.
و ذكر الشيخ حسن نصر الله – آنذاك - إن هناك مرحلة ثانية من صفقة تبادل الأسرى ستجري - فيما بعد - وستتركز على شخصيتين هما الأسير اللبناني سمير القنطار والطيار الإسرائيلي الأسير رون أراد ، و أن سمير القنطار سيبقى موضوعا هاما في المستقبل ، وإن لم تشمله المرحلة الأولى من الصفقة ، و أنه سيكون العنصر البارز في المرحلة الثانية ، التي سيقدم فيها حزب الله معلومات عن الطيار الإسرائيلي رون أراد مقابل الإفراج عن القنطار .
وكان القنطار المولود عام 1962 قد نفذ عملية عرفت باسم عملية " نهاريا " في 22 إبريل 1979 مع ثلاثة من رفاقه في محاولة لاختطاف رهائن من الجيش الإسرائيلي لمبادلتهم بأسرى في السجون الإسرائيلية . وقد قتل في العملية اثنان هما عبد المجيد أصلان ومهنا المؤيد ، فيما اعتقل سمير القنطار وأحمد الأبرص وأطلق سراح الأخير عام 1986. ومع أن القنطار مصاب بالربو فهو يتابع دراسته داخل السجون الإسرائيلية ، وقد حكم عليه بالسجن لمدة 542 سنة.
أما رون أراد الذي يوصف عادة بأنه مربط الفرس ، فقد أسقطت المقاومة اللبنانية في خريف عام 1987 طائرته قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان ، و بقي قيد أسر مصطفى الديراني العضو السابق في حركة أمل الشيعية ، في منزله بالبقاع مدة عامين . وتذكر بعض التقارير أن عناصر من لحرس الثوري الإيراني استلمته عام 1991 ، بعدما باعه لها الديراني مقابل مبلغ مليون دولار ، وهو ما نفاه الديراني مرارا أثناء التحقيق معه . وقد تضاربت الأنباء عن مصير رون أراد منذ ذلك التاريخ ، ونفى الشيخ حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وجوده في إيران أو في سوريا مما يرجح كونه في لبنان .
و اعتبر الإسرائيليون – على اختلاف انتماءاتهم - الصفقة ثمناً باهظاً اضطروا لدفعه ، و يتمثل في قبول إطلاق سراح مئات الأسرى من الفلسطينيين ، والتخلي عن ورقتي ضغط ، ومساومة مهمتين للحصول على معلومات تتعلق بمصير الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد ، واللتين يمثلهما إطلاق سراح الشيخ عبد الكريم عبيد ومصطفى الديراني .
كما اعتبر الإسرائيليون أن الصفقة انتصار جديد لحزب الله ولزعيمه حسن نصرالله . ورغم أن قرار الموافقة على الصفقة أقره 14 وزيراً في حكومة شارون – آنذاك - فإن هناك ثلاثة وزراء عارضوه هم إبراهام بوراز وأفيغدور ليبرمان من حزب الاتحاد القومي اليميني المتشدد، ونتان شارانكسي من حزب " إسرائيل بعليا "

تم اعتقال الحنان تننباوم في اسرائيل ، للتحقيق معه لمعرفة الأسرار ، التي يمكن أن يكون قد قدمها لحزب الله أثناء أسره . و بعد اطلاق سراحه ، بعد ان وقعت صفقة بينه وبين النيابة العامة في اسرائيل ، تفتح الباب عمليا امام اطلاق سراحه وحصوله على عفو عام ، واغلاق ملفه حتى قبل ان يصل الى المحكمة ، راح يروي قصته لاول مرة .
04_t.jpg
و مع إتمام صفقة تبادل الاسرى بين حزب الله اللبناني واسرائيل، اثيرت مجدداً قضية إختفاء المواطن الاسرائيلي سابقاً قيس عبيد من الطيبة بالمثلث والمتهم من قبل الاجهزة الامنية الاسرائيلية بالانضمام الى حزب الله. وتنسب المخابرات الاسرائيلية لقيس عبيد بأنه قام باستدراج الضابط الاسرائيلي الحنان تننباوم الى الأراضي اللبنانية وتسليمه الى حزب الله ليصبح ورقة مساومة بيد الحزب في المفاوضات بينه وبين اسرائيل.
ولا يزال اختفاء عبيد يشكل مصدر قلق للأجهزة الامنية الاسرائيلية التي وصفته عبر وسائل الاعلام بأنه الذراع الأيمن لزعيم حزب الله الشيخ حسن نصر الله. وحسب التقارير الإسرائيلية فإن عبيد متواجد الآن في لبنان ويعمل لصالح حزب الله الذي أوكل اليه مهمة اختطاف اسرائيليين أو استدراجهم الى لبنان.​
و قد ولد قيس عبيد، - 30 عاماً - وترعرع في مدينة الطيبة داخل الخط الأخضر وعمل حتى مغادرته اسرائيل في تجارة المجوهرات، وهو حفيد عضو الكنيست عن حزب العمل في مطلع سنوات السبعينات ذياب عبيد، أي أنه ترعرع في بيت "غير متطرف" كما كتبت بعض الصحف الاسرائيلية.
و بعد تسليمه لتل أبيب ، تم اعتقال الحنان تننباوم في اسرائيل ، للتحقيق معه لمعرفة الأسرار ، التي يمكن أن يكون قد قدمها لحزب الله أثناء أسره . و بعد اطلاق سراحه ، بعد ان وقعت صفقة بينه وبين النيابة العامة في اسرائيل ، تفتح الباب عمليا امام اطلاق سراحه وحصوله على عفو عام ، واغلاق ملفه حتى قبل ان يصل الى المحكمة ، راح يروي قصته لاول مرة .
وكان تننباوم قد روى للمحققين، حال اطلاق سراحه ، انه وصل الى لبنان بطريق الخداع ، وذلك عندما اقنعه احد رجالات حزب الله الذي يعرفه من قبل (قيس عبيد وهو من فلسطينيي 48)، بأن يصل الى لبنان . ووعده باعطائه معلومات عن الطيار الاسرائيلي الاسير ، رون أراد، يستطيع بيعها للحكومة الاسرائيلية بأموال طائلة ، فوافق على ذلك ، لكنه وجد نفسه في اسر حزب الله . وقال تننباوم انه لم يفش اسرارا عسكرية حساسة الى حزب الله او السوريين والايرانيين .
لكن هذه الرواية لم تقنع المؤسسة الامنية والعسكرية الاسرائيلية . وكان فيها من يشك في ان تننباوم لم يخطف ، ولم يرغم على الوصول الى لبنان . بل سافر من اسرائيل الى بلجيكا ثم الى الامارات العربية ، ولبنان بارادته الحرة ، وهو يعرف ان لديه ما يبيعه من معلومات بأموال طائلة ، وان الحديث عن خطفه لم يكن سوى تمثيلية نفذها بالاشراك مع حزب الله ، وانه في الحقيقة افشى بكل ما يعرفه من اسرار ، بوصفه قائدا كبيرا لاحدى وحدات المدرعات في الشمال العاملة في مواجهة سورية والمقاومة اللبنانية . ثم اصبح جاسوسا لصالح حزب الله وربما لصالح سورية وايران . وأنه امضى سنوات الأسر الثلاث مرفها ، وانه عاد الى اسرائيل في اطار الصفقة مع حزب الله ، ليواصل عمله التجسسي .

محققو المخابرات الاسرائيلية يخضعونه الى جهاز كشف الكذب ، فاذا تبين انه صادق ، ولم يخالف القانون الى حد التجسس والخيانة ، فانه سيفرج عنه ويغلق ملفه ، وتكتفي الدولة بالفترة التي امضاها في اسر حزب الله (وتحسب له عقابا في السجن) وفي المعتقل الحالي .
03_t.jpg

و مع ذلك ، فقد عمل شارون، والمقربون منه في اجهزة المخابرات ومكتب المستشار القضائي للحكومة ، على الاسراع في لفلفة الموضوع . وجاءت الترجمة العملية لهذا الموقف بتوقيع صفقة بين النيابة وتننباوم ، هذا مضمونها :
* تننباوم يظل في معتقل مرفه (هو المنتجع الخاص برجال الشرطة على شاطئ البحر شمال تل ابيب) ، في ظروف مريحة ، حتى انتهاء التحقيق معه ولا ينقل الى معتقل عادي .
* تننباوم يروي قصته الحقيقية مع حزب الله ، منذ ان تلقى العرض من قيس عبيد ، الفلسطيني الاسرائيلي وحتى اطلاق سراحه ، وهل بدأ التعاون هناك بينهما ؟ وهل اقتصر
التعاون على تجارة المخدرات ولعب القمار ام تعدى ذلك الى تجارة السلاح ؟
* تننباوم يوضح بالتفصيل ما هي الاقوال التي ادلى بها خلال التحقيق .
* تننباوم يروي كل هذه الامور شفهيا، ثم يبدأ بكتابتها بشكل مفصل.
* محققو المخابرات الاسرائيلية يخضعونه الى جهاز كشف الكذب ، فاذا تبين انه صادق ، ولم يخالف القانون الى حد التجسس والخيانة ، فانه سيفرج عنه ويغلق ملفه ، وتكتفي الدولة بالفترة التي امضاها في اسر حزب الله (وتحسب له عقابا في السجن) وفي المعتقل الحالي . اما اذا تبين انه ارتكب تلك المخالفة الخطيرة ، فان الصفقة المذكورة ستلغى ، وسينتقل الى معتقل عادي ، ويقدم الى المحاكمة بالتهمة التي ترسو عليه من خلال التحقيق .

و صدقت توقعات المراقبين – آنذاك - من ان تكون هذه الصفقة مقدمة لدفن هذه القضية ولفلفتها وانزالها بسرعة عن جدول البحث ، خصوصا في اسرائيل وفي العالم العربي . فقد تلاقت المصالح ، الشخصية والعامة ، لدى اصحاب القرار في الموضوع خصوصا شارون ، الذي كان يعتبر اكبر المتحمسين لاطلاق سراح تننباوم من اسر حزب الله ، والمخابرات التي تعتبر المتضرر الأساس من النشر حول فشلها .
ولهذا، فان خصوصم شارون السياسيين كانوا يعارضون هذه الصفقة. ويعتبرونها عملية خداع للرأي العام في اسرائيل ، ويطالبون باستكمال التحقيق بشكل طبيعي حتى تتضح الصورة .
اما رجال القانون ، من الباحثين الاكاديميين بشكل خاص ، فاعتبروا الصفقة ، غير قانونية وغير اخلاقية ، ومحاولة لتجيير القانون لمصالح خاصة عند شارون وقادة الجيش والمخابرات . وشكك هؤلاء في فعالية جهاز الكذب الذي سيعرض عليه تننباوم . ويرون ان النتيجة معروفة سلفا ، فهم يسعون للفلفة الموضوع وطمسه بأي شكل ، غير آبهين بالأبعاد القانونين والامنية لذلك .
و نفى رئيس الحكومة – آنذاك - شارون أن يكون قد دفع الحكومة للمصادقة على صفقة الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين وغيرهم ، مقابل إعادة الحنان تننباوم وجثث الجنود الثلاثة من الجيش الإسرائيلي بتأثير اعتبارات خارجية وبضمنها علاقته الشخصية بعائلة تننباوم . وحسب ادعاءات شارون، ورغم علاقاته التجارية التي تمتد على ثلاثة عقود مع حمي تننباوم، وعلاقاته الدورية والمنتظمة مع هذه العائلة ، فقد نفي وجود أي علاقة معها.
و قد أحدثت صفق التبادل بين إسرائيل وحزب الله جدلا كبيرا في الأوساط الإسرائيلية، واعتبرها كثير من المحللين بأنها بمثابة ضربة كبيرة وموجعة لإسرائيل، فيما اعتبرت انتصارا كبيرا لحزب الله و"أثبتت إسرائيل حيال حزب الله أنها لا تفهم أساسا سوى لغة القوة .
ففي المفاوضات مع إسرائيل كما تبين ، فإن الاختطاف والقتل هما وسيلة مجدية ونافعة"، بهذا التعليق وصف الصحفي الإسرائيلي سيفر بلوتسكر الأسلوب الأمثل للتعامل مع حكومته, واعتبر أن صفقة التبادل مع حزب الله كانت سيئة ومهينة . وعلى الرغم من ذلك ، فقد كان لزاما تنفيذها. وفي إسرائيل أثبتوا بأنهم لا يدفعون إلا مقابل ثمن حتى في موضوع الأسرى !!
أما جاكي خوجي فقد كتب في معاريف : في هذه الصفقة وضع حزب الله المسدس في رقبة إسرائيل وانتصر ، والعالم رأى وفهم مرة أخرى بأن الإسرائيليين لا يفهمون سوى لغة القوة .
وفي هذا الصدد اعتبر عضو البرلمان الإسرائيلي يولي إدلشتاين من حزب "ليكود" الحاكم أن هذه الصفقة مع "حزب الله" من شأنها أن تزيد من العمليات التي تستهدف أسر وقتل جنود ومستوطنين يهود وقال : " إن الثمن الباهظ واللامعقول الذي دفعته الحكومة الإسرائيلية سيفتح الشهية لتنفيذ عمليات اختطاف أخرى .

أكدت صحيفة " يديعوت احرونوت " الاسرائيلية ان "تننباوم" كان قبل خمسة ايام من اسره احد الضباط المسؤولين عن اهم تدريب عسكري اسرائيلي خلال السنوات الماضية والمتعلق بالقتال ضد سوريا وحزب الله ، وهو التدريب الذي يعتبر من اهم الاسرار العسكرية.
02_t.jpg

و قد عادت قصة ضابط الموساد الإسرائيلي الحنان تننباوم مرة أخرى للأضواء مع حرب حزب الله و إسرائيل صيف عام 2006 .
فمن خلال تطورات الحرب ، قدرت مصادر امنية اسرائيلية ان الاسير الاسرائيلي السابق لدى حزب الله " الحنان تننباوم" قد سلم حزب الله معلومات سرية. وتساءلت تلك المصادر عن مدى خطورة المعلومات , وما اذا اقتصرت فقط على معلومات عسكرية عادية ، أم من النوع الخطير جداً الذي ساعد الحزب في الحرب الاخيرة ؟
وقالت مصادر في الاستخبارات الاسرائيلية ان حزب الله تصرف خلال الحرب الأخيرة كمن يعرف تفاصيل بعض الخطط والقدرات السرية الاسرائيلية ، التي اطلع عليها تننباوم ضمن وظيفته السابقة في الجيش خاصة خطوات المعركة ، التي خاضها الجيش ضد حزب الله والقدرة العالية ، التي اظهرها الحزب في التعامل مع منصات اطلاق صواريخ الكاتيوشا .
وأكدت صحيفة " يديعوت احرونوت " الاسرائيلية ان "تننباوم" كان قبل خمسة ايام من اسره احد الضباط المسؤولين عن اهم تدريب عسكري اسرائيلي خلال السنوات الماضية والمتعلق بالقتال ضد سوريا وحزب الله ، وهو التدريب الذي يعتبر من اهم الاسرار العسكرية ، والذي جرى بناء عليه تشكيل القوات الاسرائيلية خلال الحرب ، إضافة الى مسؤولية تننباوم المباشرة عن انظمة القتال المتطورة ، التي كانت معدة لتشكل أساس القتال المستقبلي ضد سوريا وحزب الله .
و أوضحت الصحيفة أن تننباوم أمضى خلال التدريب المذكور الذي اطلق عليه اسم " ديري هتسفون " وقتا طويلة جدا في مقر القيادة العليا بالقرب من مدينة صفد ، حيث كان مسؤولا عن ادارة قوة النيران بواسطة أجهزة غاية في التعقيد ، وكان مسؤولا عن تخطيط وتنفيذ اجزاء كبيرة من خطة التدريب .
وقال ضابط العمليات في المناورات والتدريب في الجش الاسرائيلي ، الذي كان مسؤولا عن التدريب المذكور الجنرال موشيه كوهين : " لقد عملنا مع تننباوم على إعداد التدريب لمدة ثلاثة اشهر متواصلة ، وكان مشتركا معنا في جميع مراحل وتفاصيل التدريب ، واطلع على مسار العمليات ومستوى القدرات وجميع ما يتعلق بالتدريب ، وحتى قدرات العدو المتوقعه وما نعرفه عن حزب الله ، وهذه معلومات مصنفه تحت اطار سري للغاية ، وحساسة جدا " .
وقال كوهين في معرض رده على سؤال يتعلق بشعوره لو كان ضابطا سوريا ووقع ملف التدريب بين يديه " سأكون في غاية السعادة ليس فقط في اطار ضابط التدريب وانما على مستوى رئاسة الاركان السورية ، واذا كان العدو يعرف مثل هذه المعلومات ، فأنا استطيع ان اصنف الضرر المتأتي منها بانه ضرر غير قابل للاصلاح ، وحتى اسوأ من الضرر ، الذي الحقه فعنونو بامن دولة اسرائيل ".
وعن شعوره حال سماع نبأ اسر "تننباوم" قال ضابط التدريبات موشيه كوهن " لقد شعرت بالصدمة كمن تلقى ضربه قوية في بطنه وكان واضحا لي ان المعلومات التي يعرفها لن تبقى ملكه وحده وليس لدي ادنى شك بان "تننباوم" زود العدو بمعلومات تسببت بضرر كبير للامن الاسرائيلي مؤكدا بانه لو كان مكان "تننباوم" وشعر بانه لا يستطيع الحفاظ على تلك المعلومات لاقدم على الانتحار !!
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى