نشأة القوة الرابعة!!

إنضم
26 سبتمبر 2007
المشاركات
2,776
التفاعل
3,219 13 9
الدولة
Egypt
بسم الله الرحمن الرحيم

...........................

التمهيد لحرب أكتوبر 1973

sa-6-DFSN8301193_JPG.jpg


يقول ((هرتزوج ))عن حائط الصواريخ: إن نظام الدفاع الجوي المصري، الذي أقيم بالجبهة، عام 1970، لم يكن رداً مباشراً على المشاكل، التي تواجه المصريين؛ لحماية قواتهم غرب القناة، وإنما كان تعبيراً عن تطور إستراتيجي، لم يتم فهمه، إلا بعد ثلاث سنوات، عندما بدأ الهجوم المصري، في 6 أكتوبر1973.

وبالرغم من مرارة الهزيمة في يونيه 1967، لم تتمكن إسرائيل من تحقيق الهدف النهائي للحرب، فلقد أثبتت دراسة الصراعات المسلحة على مر التاريخ أن الهدف النهائي لأي حرب، لا يتم تحقيقه إلا من خلال تحطيم القوة العسكرية للخصم،مع تحطيم إرادته على المقاومة لإجباره على الاستسلام، وإن كانت إسرائيل، خلال هذه الجولة قد نجحت في تحطيم أسلحة ومعدات القوات المسلحة المصرية فإنها لم تنجح في تحطيم إرادتها.

فقد أثبت الشعب المصري، وفي طليعته القوات المسلحة، قدرته على تحدي الهزيمة، عندما بدأت مرحلة الصمود، عقب انتهاء الحرب مباشرة، حيث أظهرت هذه الفترة مدى تماسك إرادة القوات المسلحة، من خلال أعمال قتالها الناجحة، في رأس العش، والمعارك التي دارت، في عمق سيناء، وتدمير المدمرة إيلات.


إن إعداد القوات المسلحة لخوض الجولة الرابعة، من تاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي، في الفترة بين 1967-1973، قد مر بأربع مراحل رئيسية، هي، مرحلة الصمود، من أول يوليه 1967 حتى أغسطس 1968، مرحلة الردع، من سبتمبر 1968، حتى أول مارس 1969، مرحلة الاستنزاف من مارس 1969، حتى أغسطس 1970، مرحلة وقف إطلاق النار، من أغسطس 1970، حتى حرب أكتوبر 1973.

شهدت مرحلة صمود القوات المسلحة، مولد مرحلة جديدة في تاريخ تطور الدفاع الجوي المصري، وأدت خبرة قتال حرب يونيه 1967، وأعمال القتال، التي دارت بعدها مباشرة، إلى إدراك أهمية دور القوات الجوية الإسرائيلية، في تحقيق إستراتيجية إسرائيل العسكرية. وكان لازماً، عند إعادة بناء القوات المسلحة، أن يكون لديها القوة والوسيلة، التي تمكنها من مواجهة القوات الإسرائيلية وتقليص دور هذه القوات، فكان القرار،بإنشاء قوات الدفاع الجوي قوة مستقلة وفرعاً رئيسياً من أفرع القوات المسلحة، قد شكل بصدوره، منعطفاً هاماً وحاسماً في تاريخ تطور الدفاع الجوي تمثل في تحوله إلى قوة منظمة لأول مرة في تاريخه منذ نشأته.

لقد شكلت الانتصارات التي حققتها قوات الدفاع الجوي، في مواجهة القوات الجوية الإسرائيلية، خلال حرب الاستنزاف، نقطة البداية على طريق الإعداد للجولة الرابعة وابتداء، من اليوم التالي لوقف إطلاق النار، بدأت قيادة الدفاع الجوي في الإعداد والتحضير لها، بإعداد القادة وهيئات القيادة والقوات،من خلال المشروعات التدريبية المختلفة، والتطوير المستمر لأساليب القتال وتجهيز مسرح العمليات.
.............

اتخاذ قرار الحرب

ومع نهاية عام 1972، ونتيجة لاستنفاد القيادة السياسية، في مصر، كل الوسائل لتحريك القضية سلمياً، تم اتخاذ القرار السياسي، باستخدام القوة العسكرية، بغرض تغيير موازين الموقف السياسي العسكري، في الشرق الأوسط، وتهيئة الظروف المناسبة، لاستخدام باقي قوى الدولة الأخرى.

وتحددت المهمة للقوات المسلحة المصرية، بشن عملية هجومية إستراتيجية، تنفذ بالتعاون مع القوات المسلحة السورية، تقوم فيها بالاقتحام المدبر لقناة السويس، وتدمير خط بارليف، والاستيلاء على رؤوس كبارٍ، بعمق من 10-15 كم شرق القناة، مع الاستعداد لتنفيذ أي مهام قتالية أخرى تُكلف بها.
..........

مهمة قوات الدفاع الجوى

وبصدور توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، وتحديد المهمة لقوات الدفاع الجوي، بدأت قيادة قوات الدفاع الجوي، في التخطيط لتنفيذها، واضعة، نصب أعينها، العديد من الاعتبارات، كان أهمها:

أهمية الدور الواقع على عاتق قوات الدفاع الجوي في إطار العملية، ضرورة المتابعة المستمرة لتطور القوات الجوية الإسرائيلية، وفكرة استخدامها المنتظرة في العملية.

طبيعة مهام الأفرع الرئيسية الأخرى، والتشكيلات التعبوية البرية في إطار العملية،طبيعة مسرح العمليات وتأثيره على أعمال القتال.

وعلى الرغم من متاعب وخسائر حرب الاستنزاف، فإنها كانت عملاً قومياً وعسكرياً ضرورياً في شتى المجالات، وقد أفرزت خبرات واسعة في مجال التنظيم،والتسليح، ومتطلبات الدفاع الصلب، في مجال الدفاع الجوي، حيث برزت الأهمية الأساسية للأسلحة الصاروخية، التي حققت أروع النتائج، وكذلك أعمال المساندةالإلكترونية الفعالة، وكذلك أسلوب تنظيم التعاون بين عناصر الدفاع الجوي الارضى ومقاتلات القوات الجوية، والتي يمكن أن نوجزها في الآتي:
.................

الأعمال الإلكترونية على الجانبين

أتاحت حرب الاستنزاف، لقوات الدفاع الجوي، فرصاً كبيرة في مجال التدريب الواقعي، في ميدان القتال، والوقوف على نقاط القوة والضعف، في السلاح الجوي الإسرائيلي، ومكنت القادة، على كل المستويات، من الاحتكاك المباشر، مع الفكر العسكري الإسرائيلي.

وأدى هذا إلى دراسات، وتحليلات ميدانية، وأكاديمية، مكنت قوات الدفاع الجوي، من التوصل إلى كثير من الحلول العملية للصعوبات، التي واجهتها، وأهمها التصدي للهجمات الكثيفة على الارتفاعات المنخفضة، وتحت ستر الإعاقة الإلكترونية، بأنواعها المختلفة، وقد استخدم الجانبان الكثير من الأعمال الإلكترونية والأعمال الإلكترونية المضادة.
.............

1_الاعمال الالكترونية الاسرائيلية

كانت هذه الحرب حقلاً لتجارب، واختبار معدات الإعاقة الإلكترونية،حيث دفعت الشركات الأمريكية المنتجة لتلك المعدات، بالكثير من خبرائها وعلمائها لاختبارها وتطويرها، وقد ساهمت الولايات المتحدة الأمريكية، مساهمة فعالة، وألقت بكل ثقلها، لدعم إسرائيل في هذا المجال، واستغلت ظروف الحرب لاختبار وتقويم الكفاءة الفعلية لهذه المعدات، ومعرفة نتائج استخدامها، وتأثيرها على أجهزة الرادار، ومحطات توجيه الصواريخ سام -2، سام-3.

كما قامت طائرات من سلاح الجو الأمريكي، بنقل هذه المستودعات الإلكترونية، من خط الإنتاج المباشر بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى إسرائيل، مباشرة، وكذا العلماء؛ لكي يكونوا على مقربة من حقل تجارب تلك المعدات،ويمكن القول إن إسرائيل قد استخدمت معظم وسائل الحرب الإلكترونية، المتاحة في ذلك الوقت، وهي:

الاستطلاع الموجي أو الإشاري: SignalIntelligence: SIGINTويهدف هذا النوع من الاستطلاع، إلى توفير معلومات فنية، عن أجهزة الرادار واللاسلكي، لتحديد تردداتها، وقدرة الإرسال، وشكل الشعاع، وتحليل هذه المعلومات؛ لتحديد أنسب الوسائل المضادة للتعامل معها، وشل فاعليتها، وقد استخدمت إسرائيل الأنواع الآتية:

أ_ الاستطلاع الإلكترونيElectronic Intelligence: ELINT، من مستودعات محمولة على طائرات، الاستطلاع اللاسلكي Communication Intelligence.

ب_ الإعاقة الإلكترونية المساندة: Support Jamming وهي أنظمة تركب في طائرات القتال، بغرض حماية أكثر من طائرة "تشكيل جوي"، في أثناء تنفيذ الهجمات الجوية، وقد استخدمها السلاح الجوي الإسرائيلي، بعدة أساليب، أهمها الإعاقة من بعد Stand Off Jamming، وفيها تكون طائرات الدعم مصاحبة للتشكيل المهاجم، حتى خارج مناطق عمل وسائل الدفاع الجوي.

وتحمل هذه المستودعات، على الطائرات F-4، وتحتوي بعض هذه المستودعات، على نظم فرعية، لإعاقة الاتصالات والخداع الراداري، ومستقبلات، لتحديد مصادر التهديد وخصائصها، وحاسب متصل بالنظام الملاحي، لتسهيل تمييز الأهداف، وتحديد الأسلوب المناسب لكل هدف، وقد قام السلاح الجوي الإسرائيلي باستخدام الإعاقة،بأنواعها الآتية:

1- الإعاقة الإيجابية:Active Jamming ويمكن أن تكون: إعاقة ضوضائية، إعاقة خداعية أو إعاقة نبضية.

2- الإعاقة السلبيةPassive Jamming.

3- نظام الحماية الذاتيةSelf Protection.

وتمتلك إسرائيل جهاز الإنذار والتحذير، من طراز سام سونج Sam Song،ويركب في الطائرات الفانتوم وسكاي هوك، لتأمينها، وقد استخدم هذا النظام في حرب الاستنزاف، وكان يعتمد على نظام لإنذار الطيار، فعند التقاط الطائرة، بجهاز رادار، إنذاراً، تضيء لمبة إرشاد، وكذا، عند التقاطه بمحطة رادار توجيه صواريخ سام 2 أو سام 3، وعند الإطلاق، وأثناء توجيه الصواريخ عليه، مما يساعد الطيار على المناورة الحادة؛ للخروج من منطقة التدمير، أو الإفلات من الصواريخ، كما يضم النظام مستودعات للإعاقة الإيجابية، وأسلحة الخمد "وايلدويزل" WILD WEASEL، بالإضافة لمستودعات الإعاقة السلبية.

4- الصواريخ المضادة للإشعاع الراداري: Anti Radar Missile: ARM ويعتبر من الأسلحة المتقدمة، تكنولوجياً، وتسمى كذلك الصواريخ راكبة الشعاع، حيث يقوم الطيار بالتقاط شعاع الرادار الأرضي، عن طريق الباحث الموجود بالصاروخ، وبعد التعرف على الهدف، يتم إطلاق الصاروخ، الذي يتخذ مساراً داخل شعاع الرادار، ويستمر في الطيران، على امتداد محور الشعاع، حتى يصل إلى جهازالرادار، أو الهوائيات، ويدمرها.

وقد استخدم هذا الصاروخ، في حرب الاستنزاف، ضد كتائب الصواريخ، وكان من طراز شرايك أمريكي الصنع، وتم استخدامه في حرب فيتنام، وحصلت عليه إسرائيل من أمريكا، وحدث به الكثير من التطوير، فتم تزويده بدائرة ذاكرة، تمكنه من الاستمرار في التوجيه بآخر معلومات ملتقطة، إذا ماقام جهاز الرادار بإيقاف الإرسال.

ويواجه الطيار صعوبات، في استخدام هذا النوع من الصواريخ، خاصة في المناطق، التي تتركز بها وسائل الدفاع الجوي، وهذا ما حدث في جبهة القناة، حيث يعتمد طول المدى للصاروخ على ارتفاع الإطلاق، فكلما زاد الارتفاع، زاد مدى الصاروخ، وقد يضطر الطيار زيادة ارتفاعه، حتى يتمكن من الاشتباك، من خارج مناطق عمل الصواريخ، خاصة أجناب التشكيل، أو مواقع الصواريخ غير المحمية، وهذا يتعارض مع مبادئ الاستخدام للطائرات الإسرائيلية، التي تعودت على الطيران المنخفض.

5- الطائرات الموجهة من دون طيار:استخدم الجانب الإسرائيلي الطائرات الموجهة، من دون طيار RPV's،للعمل على الجبهة المصرية والسورية، في أغراض الاستطلاع والتصوير، وذلك من خلال طيرانها، خارج مناطق عمل وسائل الدفاع الجوي، إلا أنه لم يستخدمها في أغراض هجومية، وقد أسقطت وسائل الدفاع الجوي عدداً من هذه الطائرات، من طرازي رايان فايربي، شيكار RIAN FIRE-B & SHIKAR .
........................
2. الأعمال الإلكترونية على الجانب المصري

لم يكن لدى الجانب المصري، تصور يذكر عن الحرب الإلكترونيةفي حرب1967، وفوجئ الجميع بأعمال الإعاقة الراداريةواللاسلكية التي استخدمها الجانب الإسرائيلي وبدأ التفكيربجدية في حل هذه المشكلة الكبرى التي يمكن أن تكون حجر عثرة أمام تنفيذ مهام وسائل الدفاع الجوي.

وكانت المطالب في البداية هي:

أ. توفير أجهزة استطلاع إلكترونية، تركب على طائرات مروحية.

ب. دراسة موضوع التشويش على أجهزة رادار الإنذار، ومحطات رادار توجيه الصواريخ.

ج. إيجاد حل لمشكلة التعارف IFF، بين الأجهزة الأرضية والطائرات، وبين الطائرات بعضها مع بعض، وذلك بتوحيد نظام التعارف. وقد قدمت هذه المطالب إلى الاتحاد السوفيتي، ووافق عليها، وكان ذلك، في نهاية عام 1969.

وقد بدأ الاهتمام بإيجاد الحلول، واستنباط الأساليب التكتيكية، لمجابهة تلك الأعمال الإلكترونية من جانب العدو، كالآتي:

1- اتباع الإجراءات الوقائية مثل: تقييد الإشِعاع الراداري لحرمان العدو من استطلاع ترددات أجهزة الرادار.


2- تنظيم العمل على الترددات الاحتياطية والاحتفاظ بجزء من الترددات لأغراض العمليات.

3- تدريب عمال الرادار على ضبط الشاشات حتى يمكنهم اكتشاف الأهداف وسط التداخل الإيجابي والسلبي.

4- تدريب عمال التتبع بكتائب الصواريخ على قوة الملاحظة، والمتابعة لشاشات المبينات خاصة أجهزة الرادار واكتشاف الأهداف المنخفضة جداً وسط التداخل والكسرات الأرضية الثابتة.

5- تقييد الإشعاع اللاسلكي بغرض حرمان العدو من استطلاعه.

وبدأت موضوعات الحرب الإلكترونية تأخذ دورها في التطور والنمو، جنباً إلى جنب مع باقي أسلحة، ومعدات منظومة الدفاع الجوي، ووصلت إلى مصر في بداية عام 1970، أول مجموعة من معدات الحرب الإلكترونية واتخذت مواقع لها بالقرب من القاهرةوبدأت في العمل على استطلاع أعمال العدو الإلكترونية، وكذا تنفيذ أعمال مضادة إلى جانب تدريب أطقم من المصريين، على التخصصات المختلفة لهذه الأجهزة.

ثم تلا ذلك وصول المجموعة الثانية من المعدات، وتمركزت في منطقة القناة وقد تسلمتها وقامت بتشغيلها الأطقم المصرية بعد إتمام تدريبها عليها وأجبرت حرب الاستنزاف السلاح الجوي الإسرائيلي على استخدام معظم ما لديه من أساليب الاستطلاع، والإعاقة اللاسلكية، والرادارية وبالرغم من هذا، فإن هذه الأعمال الإلكترونية لم تكن في يوم من أيام القتال تمثل عائقاً أساسياً لنشاطات وسائل الدفاع الجوي. فقد أدت وسائل الاستطلاع والإنذار مهامها بنجاح تام مثلها كمثل باقي الأنظمة، خاصة بعد أن تم تطوير معظم المعدات لمجابهة الأعمال الإلكترونية للعدو وتتلخص في الآتي:

أ- تطوير أجهزة رادار الإنذار، وذلك بتزويدها بأنظمة انتخاب الأهداف المتحركةMoving Target Indicator: MTI.

ب- زيادة إمكانيات أجهزة الاستقبال لتقليل وصولها إلى حالة التشبع.

ج- تدعيم وحدات الرادار والإنذار وكذا كتائب الصواريخ بأجهزة رادار حديثة، مثل جهاز ب15، ذات القدرة العالية على اكتشاف الأهداف المنخفضة والقائمة بالتداخل.

د- تعديل محطات رادار توجيه الصواريخ بما يمكنها من تقليل تأثير أعمال الإعاقة وكذا تحديث طرق توجيه الصواريخ، وإمدادها بأجهزة تتبع بصرية وتليفزيونية.

هـ- الاهتمام بالإخفاء والتمويه، للمواقع الحقيقية، والهيكلية، وتزويد المواقع الهيكلية، بعواكس ركنية تجعلها تبدو كمواقع حقيقية في أثناء عمليات الاستطلاع الراداري، وكذاالاهتمام بخطط إنتاج ستائر الدخان؛ لتضليل أسلحة الهجوم الجوي التليفزي.
.....................

استكمال البناء

استمرت المواجهات الكبرى، في حرب الاستنزاف، وسارعت الولاياتالمتحدة، إلى خسائر إسرائيل بإمدادها بـ 40 طائرة، منها 15 طائرة فانتوم وكان قد سبق تزويدها بالصواريخ شرايك، خلال عام 1971. وتوقف إطلاق النيران بقبول الطرفين لمبادرة وزير الخارجية الأمريكي روجرز في 8 أغسطس 1970، لمدة ثلاثة أشهر، وبدأ كل جانب يعد العدة للجولة القادمة.

وكان، من ضمن عناصر تقدير الموقف المصري، للموافقة على إيقاف النيران أن هذه الفترة ستوفر وقتاً؛ لاستكمال التجهيزات الهندسية لمواقع الصواريخ بالجبهة وكذلك استكمال تدريب وحدات الصواريخ سام 3 الحديثة التشكيل على واجب العمليات، ودمجها في تشكيلات قتال قوات الدفاع الجوي، في الجبهة غرب
القناة.
..............

تنامى قوة الذراع الطويلة
Phantom.gif

تنفيذاً للعقيدة القتالية التي أصرت إسرائيل على اعتناقها وهي التفوق الكمي والنوعي، فقد وصل حجم السلاح الجوي الإسرائيلي قبل حرب أكتوبر 1973 إلى نحو 540 طائرة قتال أي أكثر من ضعف ما كان عليه الحجم في 1967 والعدد الأكبر من هذه الطائرات من الطائرات الحديثة، "410 طائرات من الأنواع فانتوم ـ سكاي هوك ـ ميراج" ولم تقتصر الزيادة على الحجم بل في الكيف كذلك كالآتي من حيث القوة التدميرية ارتفعت من 250 طناً من القنابل والصواريخ لطلعة قوات جوية واحدة عام 1967، إلى 1800 طن عام 1973 أي أكثر من 7 أضعاف ومن حيث القدرات الإلكترونية:زُوِدَّت طائرات القتال بالعديد من الأجهزة والمعدات المتطورة أهمها:

1- رادارات الطيران المنخفض، "متابعة الثنيات الأرضية"، وهي تمكن الطيار من ضبط ارتفاع معين للطيران ويقوم هذا الجهاز بالتحكم في ارتفاع ثابت للطائرة مواز لسطح الأرض أو سطح البحر.

2- رادارات القصف جو/ أرض، والاشتباك جو/ جوالمزودة بحاسبات إلكترونية تساعد الطيار على دقة التسديدعند مهاجمة الأهداف الأرضية والاشتباك الجوي الآلي بالصواريخ جو/ جو والمدافع.


3- معدات الملاحة الأرضية، المحمولة في الطائرات والتي تتكامل في تحقيق وصول الطائرات إلى أهدافها من دون خطأ يذكر.

4- معدات الإعاقة اللاسلكية والرادارية، بإمكانيات تكنولوجية متقدمة من حيث القدرةالعاليةواتساع عرض النطاق الترددي.

5- نظم الاستطلاع البصري والراداري، وبالأشعة تحت الحمراء والتصوير الفوتوغرافي والتليفزيوني.

ومن حيث القدرات التكنولوجية من ناحية تسليح طائراتها ويظهر ذلك فى الصواريخ راكبة الشعاع من طراز شرايك وهارم، المضادة للرادار والصواريخ التليفزيونية مافريك اضافة الى القنابل الموجهة وول آيبالاضافة الى محطات الإعاقة الأرضية ذات القدرات العالية وطائرات الاستطلاع والإعاقة الإلكترونية المتخصصة وأنظمة الإنذار والتحذير "سام سونج"،نظام Wild Weasel "العرسة المتوحشة" للإعاقة والخمد.

تتميز الطائرات الحديثة التي امتلكتها إسرائيل بطول المدى على الارتفاعات المنخفضة ويمكنها الوصول إلى العمق المصري البعيد بل أكثر من هذاكما أن فترة بقائها في الجو طويلة تمكنها من الصمود في المعارك الجوية إذا ماقورنت بالمقاتلات الميج 21 وعلاوة على ذلك يمكنها التزود بالوقود في الجوحيث تمتلك إسرائيل هذه الإمكانيات، بمساعدة أمريكية.

اهتمت إسرائيل بتسليح طائراتها بأحدث الأسلحةوذلك لتحقيق التفوق الذي تنشده باستمرار وقامت باتباع الأسلوب التالي في
مجال تسليح الطائرات:

اهتمت بتزويد طائراتها بصواريخ القتال الجوي جو/ جو من طراز سايد ويندرSide Winder المتطورة حيث تحقق دقة في الإصابة وطول المدى بحيث يمكن إطلاقها من خارج مدى الصواريخ جو/ جو المعادية.

نظراً لما تتمتع به الطائرات الفانتوم وسكاي هوك من إمكانيات كبيرة في الحمولة فقد زودت بالقنابل ذات الأوزان الثقيلة زنة ألف وألفي رطل واهتمت بتزويد طائراتها بأسلحة الهجوم الجوي الحديثة مثل الصواريخ جو/ أرض الموجهة والقنابل الزعنفية، والزمنية بالإضافة إلى القنابل الانشطارية.

بالرغم من امتلاك إسرائيل لأعداد كبيرة من الطائرات فإنها كانت دائماً تخطط لمضاعفة المجهود الجوي لسلاحها الجوي وذلك بزيادة أعداد الطيارين المدربين، تدريباً جيداً على مهام العمليات وقد وصلت نسبة الطيارين إلى الطائرات، قبل حرب أكتوبر 1973، إلى ثلاثة طيارين لكل طائرتين وسبب هذه الزيادة هو تدفق أعداد كبيرة من الطيارين المتطوعين المحترفين اليهود من الولايات المتحدة وأوروبا ممن يحملون الجنسية المزدوجة بالإضافة إلى الأطقم الفنية عالية الكفاءة حيث يمكن بمساعدتها مضاعفة الطلعات اليومية للطائرةالواحدة.

وفي مجال التدريب

اهتمت إسرائيل بتدريب الطيارين على مهام القتال المختلفة حيث توافرت لها خبرات القتال من ميادين القتال في فيتنام ومن خلال حرب الاستنزاف حيث واجهت نفس أسلحة الدفاع الجوي الروسية التي استخدمتها فيتنام.

نتيجة لاحتلال القوات الإسرائيلية لسيناء توافر لإسرائيل عمق إستراتيجي كبير يصعب معه وصول الطائرات المصرية قصيرة المدى إلى قواعد التمركز الرئيسية داخل إسرائيل.

يستند السلاح الجوي الإسرائيلي على دعم أمريكي مطلق حيث يتم استعواض أي خسائر في الطائرات من دون مقابل ويتم التزود بالأسلحة والمعدات الإلكترونية بمجرد الحاجة إليها.

هذا بالإضافة إلى وجود الكثير من الخبراء المتخصصين والعلماء للمساهمة في التخطيط لأعمال السلاح الجوي الإسرائيلي والعمل على حل أي مشاكل فنية أو تكتيكية قد تظهر في أثناء العمليات.

اتبعت طائرات القتال لسلاح الجو الإسرائيلي الأساليب والتكتيكات التالية فى قتالها مع الدفاعات المصرية:

الاقتراب على ارتفاعات منخفضة ومنخفضة جداً واستخدام الإعاقة الرادارية واللاسلكية بكثافة شديدة، استخدام الصواريخ الموجهة جو/ أرض وبقية أسلحة الهجوم الجوي الحديثة ومحاولة إطلاقها من خارج مناطق القتال، استخدام أسلوب المشاغلة من اتجاه ثم الهجوم على ارتفاع منخفض من اتجاه آخر، استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار بغرض المشاغلة واستنزاف الصواريخ، استخدام القنابل ذات الأوزان الثقيلة ألف وألفي رطل مع استخدام النابالم الذى تم استخدامه في أثناء حرب الاستنزاف.

مما لا شك فيه أن السلاح الجوي الإسرائيلي على رغم الإمكانيات الكبيرالتي حصل عليها فإنه استفاد بصفة رئيسية من مصادر المعلومات والاستطلاع الأمريكية سواء من طلعات طائرات الاستطلاع الإستراتيجية من طراز SR-71 أو من معلومات الأقمار الصناعية التي كانت توفر له معلومات فورية عن أوضاع القوات العربية على مختلف جبهات القتال، وكذا في العمقاعتباراً من 18 أبريل 1970.

وبرزت قيمة وتأثير شبكة الصواريخ غرب القناة عندما تعمدت إسرائيل تحدي هذه الشبكة في شهري يونيه ويوليه 197 ونتج عند ذلك تدمير وإصابة نحو 18طائرة فانتوم وسكاي هوك وكان يوم 30 يونيه 1970 هو يوم الفخر والمجد لقوات الدفاع الجوي وما زالت تحتفل به مصر وقوات الدفاع الجوي.

وشمل التطور،الحجم: كان حجم الصواريخ المضادة للطائرات في حرب 1967 وبداية حرب الاستنزاف حوالي 25 كتيبة لا تستطيع في أحسن الأحوال إلا مواجهة 10% من طائرات الهجمة الجوية الإسرائيلية،وقبل بدء الحرب كان حجم صواريخ الدفاع الجوي قد ارتفع لأكثر من أربعة أضعاف كما ارتفع حجم وحدات الرادار والإنذار إلى أكثر من الضعف.

وكان التجميع الرئيسي لأسلحة وأجهزة الدفاع الجوي مركزاً في منطقة القناة من القنطرة غرب حتى ميناء الأدبية جنوب السويس وبعمق 30 كم غرب القناة حيث احتلت أكثر من 45 كتيبة صواريخ سام 2 وسام 3 بالإضافة إلى كتائب المدفعية المضادة للطائرات المختلفة العيار وكتائب المدفعية 23مم الرباعية "الشيلكا"، وكتائب سام 7، وكتائب رادار، وكتائب مراقبة بالنظر تدار عملياتها المشتركة مع القوات الجوية من خلال مركز عمليات مشترك.

كما أنشأت لها غرفة عمليات على محور منفصل في منطقة بورسعيد الدفاعية ولكنه مرتبط بشبكة الدفاع الجوي في نظام الإنذار والتوجيه لقيادة عناصر الدفاع الجوي عن بورسعيد،هذا بالإضافة إلى أسلحة الدفاع الجوي المخصصة للتشكيلات البرية والتي تدخل ضمن تنظيم فرق المشاة والفرق الميكانيكية والفرق المدرعة والتي تضم المدافع 23مم الثنائية والرباعية الموجهة رادارياً من طراز "شيلكا"، وصواريخ سام 7 والمدفعية المضادة للطائرات 57 مم الموجهة رادارياً، و57 مم الذاتي الحركة مع الفرق المدرعة.

وأضيف إليها فيما بعد صواريخ سام 6 ذاتية الحركة((كوادرات)) التي تم توزيعها على قوات الجيشين الثاني والثالث، كما استقرت وحدات الدفاع الجوي عن عمق الدولة في كل من القاهرة والإسكندرية وأسوان وباقي العمق المصري الممتد طولاً وعرضاً.

ومما لاشك فيه أن هذه الطفرة الهائلة في حجم ونوعية الدفاع الجوي المصري وبعد حساب قدرات الأفرع الرئيسية الأخرى للقوات المسلحة بين مصر وإسرائيل نجد أن ميزان القوى كان قد تحول لصالح مصرعام70/1971 وكان هذا راجعاً إلى إقامة هذه الشبكة الكبيرة للدفاع الجوي وتأثيرها المباشر على أقوى أسلحة إسرائيل المتمثلة في القوات الجوية.

يتبع..........
 
التعديل الأخير:
الاعداد للمعركة
...............
تمكنت القوات المسلحة المصرية من الحصول على استعواض الأسلحة والمعدات التي فُقدت في معركة يونيه 1967 ومعارك الاستنزاف والإمداد بأسلحة جديدة ومتطورة وحديثة تمت تجربتها ميدانياً لصالح مصر والاتحاد السوفيتي بناءً على خبرة ميدان فيتنام وميدان الشرق الأوسط،وبذا انتقلت مصر عبر حرب الاستنزاف، إلى استخدام الجيل الجديد من التسليح المتطور الذي وافق الاتحاد السوفيتي على إمداد مصر به في أثناء زيارة الرئيس جمال عبدالناصر عام 1970 مثل سام -6، وسام -7 والمدافع 23مم الرباعية الموجهة رادارياً والطائرة الميج25 لاغراض الاستطلاع على جبهة سيناء.

وقد أطلق بعض المحللين على حرب أكتوبر 1973 اسم "الحرب المرآة" أي أنها صورة لما حدث في حرب 1967 ولكن بمباغتة مصرية عربية وعلى رغم أن الدروس المستفادة من الجولات العربية ـ الإسرائيلية السابقة مكررة تقريباً وتصور الحقيقة إلى حد بعيد فإن الحال قد اختلف بالنسبة إلى نتائج حرب 1967وذلك بسبب قسوة الهزيمة وتعنت الجانب الإسرائيلي وصلفه وبالنسبة إلى الدفاع الجوي المصري فقد بُذلت الجهود المتواصلة وكان الإصرار على بناء منظومة متكاملة للدفاع الجوي تستطيع أن تواجه وبندية القوة الجوية الإسرائيلية.
.....................
تخطيط عمليات الدفاع الجوي فى المعركة

تشكل في قيادة الدفاع الجوي جهاز خاص للعملية الهجومية وبدأ هذاالجهاز يعمل بالتنسيق مع باقي أجهزة التخطيط في القيادة العامة للقوات المسلحة وكان على هذا الجهاز أن يجري التقديرات والدراسات التي تكفل للخطة النجاح المنشود وصولاً إلى الهدف المحددوهو حرمان العدو من تفوقه الجوي وتحييد قواته الجوية في مسرح القتال.

كان هناك عدد من الحقائق لا بد من وضعها في الاعتبار أساساً لضمان واقعية التخطيط، وهذه الحقائق هي:



أن قوات الدفاع الجوي ستتحمل العبء الأكبر في مواجهة القوات الجوية الإسرائيلية المتفوقة بكامل قدراتها وذلك لأن القوات الجوية المصرية لم تكن قادرة على مواجهة القوات الجوية الإسرائيلية لقصر مدى طائراتها على توجيه ضربة إلى قواعد تمركز السلاح الجوي الإسرائيلي وإنزال خسائر ملموسة بطائراته على الأرض لتمنع جزءاً كبيراً منها من الاشتراك في المعركة وقد ساهم في تخفيف هذا العبء ، وكذلك بدء العمليات في وقت واحد على الجبهتين المصرية والسورية وكذا وضع مركز الإعاقة الأرضية في أم خشيب بسيناء على رأس قائمة أهداف الضربة الجوية الأولى مما ساعد على تخفيف وطأة الإعاقة الإلكترونية على وحدات الدفاع الجوي في أيام القتال الأولى.

مواجهة التحدي الكبير المتمثل في اتساع مسرح العمليات وذلك بوضع خطة متوازنة تحقق حماية الأهداف الحيوية بالعمق بكثافة مناسبة مع المناورة بالقوات والوسائل لتحقيق التركيز المطلوب في جبهة القناة،كما تم تنظيم التعاون مع القوات الجوية لحماية المناطق والأهداف التي لا يتوافر لهاعناصر دفاع جوية قوية.


أن حسم نتائج المعركة الرئيسية مع القوات الجوية الإسرائيلية في منطقة القناة في الساعات والأيام الأولى يعتبر أمراً مصيرياً للقوات المسلحة وفي هذا المجال راعت الخطة أن يتم تدعيم الجيوش الميدانية بأكبر قدر ممكن من وسائل الدفاع الجوي خفيفة الحركة على أن يتم استعواض خسائرها باستمرار على حساب العمق.

أن قوات الدفاع الجوي يجب أن تكون جاهزة لصد ضربة الإحباط المعادية أوالهجمات الجوية المركزة من الأوضاع الدفاعية ثم تتحول بسرعة إلى الأوضاع اللازمة لتحقيق مهمتها الرئيسية في وقاية القوات البرية في أثناء العملية الهجوميةأن العدو سيحاول بكل الطرق تدمير عناصر الدفاع الجوي بالجبهة أو إسكاتهاباستخدام كل الوسائل الإلكترونية والتكتيكية والنيرانية وأسلحة الخمد في معركة حياة أو موت يجب أن تخرج منها قوات الدفاع الجوي قوية قادرة على الاستمرار في القتال وتنفيذ المهام المكلفة بها.

أن حجم عناصر الدفاع الجوي المتحركة ذات الفاعلية غير كاف لتغطية القوات في المرحلة النهائية للعملية وقد راعت خطة القوات المسلحة ذلك عندما حددت شرط تنفيذ هذه المهمة بتوافر الظروف المناسبة ومعنى ذلك انخفاض قدرات السلاح الجوي الإسرائيلي إلى الدرجةالتي تكفي فيها هذه العناصر، كما أن قوات الدفاع الجوي خططت لتدعيم الحماية المضادة للطائرات في هذه المرحلة باستخدام صواريخ الدفاع الجوي الثقيلة بأسلوب الانتقالات المتتالية.
.....................



خطة الدفاع الجوى فى الحرب

ولمواجهة التحديات السابقة فإن خطة الدفاع الجوي للعملية شملت الإجراءات الرئيسية التالية:


مواجهة الهجمات الجوية المعادية المتوقعة خلال الفترة التحضيرية بتجمعات قوية ومتماسكة ومتكاملة من مختلف أنواع عناصر الدفاع الجوي طبقاً للخطة الدفاعية،عدم إجراء أي مناورة بقوات ووسائل الدفاع الجوي إلا في آخر وقت ممكن قبل بدء العملية.

تطبيق مبدأ الحشد في اتجاه المجهود الرئيسي باستخدام 100% من عناصر الدفاع الجوي المتحركة في النسق الأول للدفاع الجوي بالجبهة و40% من الصواريخ المضادة للطائرات و70% من وحدات المدفعية المضادة للطائرات والصواريخ الفرديةسام 7 المحافظة على سرية ترددات الأسلحة الجديدةومنع إشعاعها إلا مع بدء المعركة.

التركيز الشديد على حماية المعابر بحيث تتوافر حماية لكل معبر بقدرة صد لا تقل عن 12 هدفاً في وقت واحد طوال العملية مع انتقال وحدات الصواريخ في المرحلة الأولى إلى مواقع متقدمة غرب القناة تحقق وقاية القوات شرق القناة حتى عمق 15كم، على الارتفاعات المنخفضة.

انتقال 60 % من وحدات الصواريخ بالجبهة إلى مواقع شرق القناة خلف الأنساق الثانية للجيوش الميدانية عند دفعها لتنفيذ المرحلة النهائية والاحتفاظ باحتياطي قوي من عناصر الصواريخ المضادة للطائرات حوالي 15% يمكن له تدعيم الدفاع بالصواريخ في الجبهة في خلال ست ساعات بالإضافة إلى احتياطي بعيد يشترك في القتال في خلال 24-48 ساعة.

إنشاء حقل راداري مستتر في الاتجاهات التي يحتمل فيها تقلص الحقل الأصلي توفير جميع عناصر الصمود لنظام الدفاع الجوي بالجبهة مع السيطرة الكاملة على الإشعاع لمنع العدو من استخدام أسلحة الخمد المتيسرة لديه.

تحقيق تنظيم تعاون وثيق مع القوات الجوية بتوفير الدفاع عن المطارات المتقدمة عند احتلالها والسيطرة على أعمال قتال المقاتلات من مراكز مشتركة وذلك بالإضافة إلى مجموعة كبيرة أخرى من الإجراءات لا يتسع المجال لسردها.
......................

المعركة

على ارتفاع منخفض جداً يعزف أزيزها الجبار لحن القوة والعزة والفخار لمصر وللأمة العربية وتبث في المقاتلين على الخطوط وفي تمام الساعة الثانية وخمس دقائق من بعد ظهر السادس من أكتوبر1973، عبرت طائرات مصر وسورية خطوط المواجهة على جبهة قناة السويس وجبهة الجولان، فعلى الجبهة المصرية انطلقت مائتان وخمسون طائرة مصرية إلى عمق سيناء لتنفيذ الضربة الجوية المركزة وكانت تطير الأمامية روحاً وثابة من الأمل والثقة بالنفس.

فها هي طائراتهم تتقدم صفوفهم بكل الجرأة والجسارة لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي متجهة إلى أهدافها وكان عليها أن تحطم ثلاثة مطارات وقاعدة جوية وعشرة مواقع صواريخ هوك وثلاثة مواقع قيادة وسيطرة وإعاقة إلكترونية بالإضافة إلى محطات الرادار ومواقع المدفعية ومناطق الشؤون الإدارية وحصون العدو شرقي بور فؤادومتزامناً مع الضربة الجوية هدرت نيران أكثر من ألفي مدفع على طول الجبهة تصب حممها على خط بارليف وأهداف العدو في سيناء وكان القصف شديداً بحيث سقط على المواقع الإسرائيلية في الدقيقة الأولى، نحو 10 آلاف و500 دانة مدفعية بمعدل 175 دانة في الثانية الواحد واستمر الطوفان وفي حوالي الساعة السابعة وخمسين دقيقة كان هناك نحو 80 ألف مقاتل مصري على الضفة الشرقية للقناة على مواجهة 170 كم.
.....................
دور حائط الصواريخ

مرت الثواني والدقائق مفعمة بالجلال والروعة ورفرفت أعلام مصر فوق سيناء الحبيبةوتهاوت حصون خط بارليف واحداً بعد الآخر وهدير المقاتلين المصريين: الله أكبر، الله أكبر يعلو فوق كل الأصوات،وبقدر ما كان المشهد صاخباً والمعركة محتدمة على الضفة الشرقية للقناة كان هناك صمت وسكون مثير يخيمان على مواقع الدفاع الجوي كان الجميع على كل المستويات وفي المواقع في حالة تحفز غريب فقد اتسعت حدقات العيون وتركزت الأبصار على شاشات الرادار وأحكم القادة وعمال اللاسلكي وضع السماعات، وأرهفت الآذان.

وكان الانتظار والترقب والقلق خشية أن يتمكن الطيران الإسرائيلي من معاقلهم في بداية اللقاء ويحرز المبادأة وفي الثانية وأربعين دقيقة انتقل صخب المعركة وضجيجها إلى مواقع
الدفاع الجوي وتمزق الصمت،وارتطمت طائرات العدو بحائط الصواريخ وانطلقت الصواريخ المضادة للطائرات تزأر وهي تشق طريقها المحسوب في السماء وخرجت الطلقات متتابعة من مواسير المدافع وكأنها سياط متصلة الحلقات من الحديد والنار وتهاوت الطائرات ذات النجمة السداسية الزرقاء واحدة بعد الأخرى وهكذا تحقق الهدف المنشود منذ الدقائق الأولى للمعركة وتحطمت أسطورة التفوق الجوي الإسرائيلي.

وأثبت الدفاع الجوي أنه السلاح الأول في معركة العبور العظيم وأن البطل الأول في هذه الملحمة التاريخية هو المقاتل المصري، الذي طوع الصاروخ والمدفع والأجهزة الدقيقة لإرادته وكانت حصيلة جهود الأبطال هي تحييد سلاح الجو الإسرائيلي خلال معركة العبور.
وتتابعت أيام القتال بأحداثها ومعاركها المختلفة عبر مراحل نستعرضها كما يلي:
.........
المرحلة الأولى

الفترة من 6-13 أكتوبر73:تمثل الأيام الأولى للعملية الهجومية التي تم فيها اقتحام قناةالسويس وإنشاء رؤوس الكباري على الضفة لشرقية للقناة وتعزيزهاحيث قام السلاح الجوى الإسرائيلي الساعة التاسعة صباح يوم السادس من أكتوبربطلعة استطلاع جوي بالتصوير بقوة طائرتي فانتوم وبعمق 20-30 كم شرق القناةوبارتفاع 15 كم وذلك بالإضافة إلى طلعتي استطلاع إلكتروني قبالة الساحل لشمالي من بورسعيد إلى مرسى مطروح وبعمق 100 كم إلى الشمال ويعتقد أن هذا الاستطلاع الساحلي تم بطائرات أمريكية أقلعت من حاملة طائرات بغرب البحر الأبيض المتوسط.

2- قام العدو بأول رد فعل لعبور قواتنا بضربة جوية ابتداء من الساعة الثانية أربعين دقيقة ظهراً بمهاجمة القوات القائمة بالعبور واقتربت الطائرات على رتفاعات منخفضة بقوة 190 طائرةاستخدم العدو الإعاقة الإلكترونية ولكنها لم تكن مؤثرة نتيجة لقيام ائراتنا بتدمير مركز الإعاقة الأرضية في سيناء "أم مرجم ـ أم خشيب" واعتمد لعدو على مصادر الإعاقة من المستودعات لمحمولة بطائرة الهجمة، التي لم يكن ها نفس التأثير.

ركز العدو هجماته الجوية على المعابر والقوات القائمة بالعبور مما، عرض طائراته لوسائل الدفاع الجوي التي تمكنت من تنفيذ مهامها في توفير حماية جوية امنة للقوات البرية وتمكنت من تدمير 15 طائرة إسرائيلية وإصابة 16 طائرة اخرىوهكذا استمرت المعارك خلال الساعات التالية، العدو يدفع بطائراته هنا هناك على طول الجبهة يبحث عن القوات التي نجحت في اقتحام القناة ويحاول ضربها وإعاقتها عن التقدم على الضفة الشرقية للقناة ويسعى جاهداً لتدمير سورها ومعابرها ولكنه يفشل في جميع محاولاته وتنكسر الهجمات وتتساقط طائراته بعد توقف الهجمات الجوية المعادية في حوالي الساعة الخامسة مساء 6 أكتوبر.

تقييم اعمال القتال

أوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن إحرازالمفاجأة واتساع القتال الى مواجهة واسعة سبب ارتباكاً شديداً للسلاح الجوي الإسرائيلي فالطلعات الجوية مرتجلة وغير مخططة جيداً ومجهود العدو الجوي بعثرولا يتصف بالحسم والتركيز كما أن مستوى الطيارين أقل كثيراً مما كان لديه أثناء حرب الاستنزاف ولا شك أن العدو اضطر تحت وطأة المفاجأة إلى استغلال ما لديه من الطيارين في القواعد والمطارات ولم يسعفه الوقت بعد بتجميع طياريه الأكفاء ذوي الخبرة، وخلال اليوم الأول للقتال وحتى الساعة السادسة صباح يوم 7 أكتوبر بلغت خسائر العدو حوالي30 طائرة وخسر الدفاع الجوي المصري عدداً من الضباط الجنود سقطوا شهداء في ساحة القتال ولم يحدث أي خسائر في المعدات.

نتيجة للضربات الموجعة التي أحدثها الدفاع الجوي المصري أصدر قائد الطيران الإسرائيلي يوسى بيليد أوامره بعدم الاقتراب من القناة إلى مسافة لا تقل عن 15 كم وهذا يعني هزيمة كاملة ومحققة للقوات الجوية الإسرائيلية.

استمرت الجهودخلال الساعات المتبقية لاستكمال خطة الدفاع الجوي عن الكباري والمعابر على القناة ومتابعة انتقال العناصر المقرر احتلالها بمواقعها على الضفة الشرقية لإحكام حماية الكباري والمعابر ومن جميع الاتجاهات كذلك تنفيذ انتقالات قواعد الصواريخ لتطوير الوقاية شرق القناةومتابعة تنفيذ خطط الخداع والتمويهواستعادة موقف الذخائر والصواريخ استعداداً لصد الهجمة الجوية المنتظرة صباح اليوم التالي للقتال.

خلاصة تحليل نتائج قتال اليوم الأول، كما سجلها قائد الدفاع الجوي "إن الانتصارات التي حققها الدفاع الجوي المصري في الساعات الأولى من المعركة لاتستمد قوتها من أعداد الطائرات الإسرائيلية التي تم إسقاطها فهذه الأعدادبالرغم من ضخامتها لا تؤثر بشكل حاسم على قوة الطيران الإسرائيلي وإنما تستمدهذه الانتصارات قيمتها البالغة من المغزى الذي يكمن وراءها لما لها من تأثيرمعنوي خطير على كلا الجانبين المتحاربين،فهي بالنسبة إلى القوات المسلحة المصرية دليل أكيد على أن ما حدث في يونيه 1967 لم يتكرر فلم تبق سماء مصر مجالاً حراً للطيران الإسرائيلي يعربد فيه كما يريد وبذلك تسنح الفرصة للجنود المشاة المصريين والدبابات المصرية ربما لأول مرة من مواجهة الجنود والدبابات الإسرائيلية وهي محرومة من مساندة قواتها الجوية.
أما بالنسبة إلينا فتعني هذه الانتصارات مزيداً من الثقة بالنفس كنا في حاجة إليها في الساعات الأولى للمعركة، أمابالنسبة إلى الجانب الإسرائيلي فهي تعني اهتزاز ثقة المقاتل على الأرضوالطيار في الجو وكل الشعب في داخل إسرائيل نفسها".
................
أبرز أعمال قتال قوات الدفاع الجوي حتى 9 أكتوبر 1973

في الصباح الباكر يوم 7 أكتوبر 1973، حاول العدو تنفيذ ضربة جوية ضدالقواعد والمطارات المصرية ليكرر ما فعله في حرب يونيه 1967 وقام بالاقتراب على ارتفاعات منخفضة جداً لمهاجمة عدد من القواعد الجوية الرئيسية في الدلتا
والوجه القبلي والبحر الأحمر لم تتمكن أجهزة رادار الإنذار من اكتشاف أهداف الهجمة بسبب انخفاضهاواقترابها من اتجاهات مستورة بالجبال والهيئات الطبيعية ونجحت شبكة المراقبة الجوية بالنظر في إنذار عناصر الصواريخ والمدفعية والقوات الجوية في الوقت المناسب.

تصدت عناصر الدفاع الجوي المتكاملة من المقاتلات والصواريخ بأنواعهاوالمدفعية بأعيرتها المختلفة ولم تتمكن الطائرات الإسرائيلية من تحقيق هدفها واستمر توفير الحماية لتجميع القوات في الجبهة والعمق وكانت نصيحة أمريكا أن تحاول إسرائيل بكل جهد تحطيم رؤوس الكباري المصريةخلال الساعات الأولى من نهار السابع من أكتوبر وأن تقوم بتوجيه ضربة قوية ضد حائط الصواريخ مع تجنب القتال المباشر، وهذا ما حاولت إسرائيل تنفيذه يوم 7أكتوبربعد أن استمعت إلى النصيحة الأمريكية التي هي في حقيقة الأمرخطةأمريكية.

شهد هذا اليوم معارك جوية عنيفة اشتركت فيها أعداد كبيرة من الطائرات المصرية والإسرائيلية واستمرت وقتاً طويلاً لا يتوقعه الكثيرون في المعارك الجوية،ولم يقتصر عمل القوات الجوية على حماية القوات البرية ومعاونة قوات الدفاع الجوي بل استمرت كذلك في توجيه هجماتها الجوية ضد مواقع العدو في سيناء.

وفي نهاية هذا اليوم كانت القوات الجوية والدفاع الجوي قد أسقطت للعدو 57طائرة خلال يومي 6و7 أكتوبر منها 27 طائرة في اليوم الأول كما خسرت القوات الجوية 21 طائرة مقاتلة منها 15 طائرة في اليوم الأول واستحدث العدو أسلوباً جديداً في مهاجمة كتائب الصواريخ وذلك بقصفها بالمدفعية ذاتية الحركة من شرق القناة مع مهاجمتها بالطائرات في الوقت نفسه ركز السلاح الجوي الإسرائيلي يوم 8 أكتوبر هجومه على بورسعيد، ودارت معارك شرسة مع قوات الدفاع الجوي ووصل عدد الطائرات المهاجمة إلى أكثر من 50 طائرةوكان سبب هذا التركيز يرجع إلى اعتقاد الإسرائيليين بأنه يتمركز في بورسعيدنوع من الصواريخ الإستراتيجية أرض/ أرض يمكنها إصابة مدن إسرائيل الرئيسية باعتبارها أقرب النقاط المصرية إلى مدن إسرائيل.

واستمر الصراع في سماء بورسعيد بين القصف الجوي العنيف وإصرار عناصرالدفاع الجوي بالمدينة على التصدي للطائرات الإسرائيلية وتكبيدها خسائركبيرة بدا واضحاً منذ الساعات الأولى من صباح 7 أكتوبر1973 أن القيادة الإسرائيلية تضع كل آمالها في قواتها الجوية لاستعادة الموقف المتدهور لقواتها على الجبهة المصرية وإيقاف الانهيار الذي دهم حصون خط بارليف في ساعات قليلة وبعد فشل محاولات توجيه ضربات جوية إلى القواعد الجوية والمطارات في العمق ركز السلاح الجوي الإسرائيلي على قصف المعابر على القناة ووسائل الدفاع الجوي عنها ومهاجمة مواقع الرادار لإحداث ثغرات في الحقل الراداري، وشهدت منطقة قناة السويس أعنف وأشرس الهجمات الجوية في تاريخها الحافل بالحلقات المتصلة من الصراع بين القوات الجوية الإسرائيلية وقوات الدفاع الجوي المصرية.

وقد كانت قوات الدفاع الجوي تعلم أن أمامها تحديات كبيرة، يتوقف على أدائها فيها مصير المعركة كلها لذلك حظيت خطط الدفاع الجوي عن الكباري والمعابر بأكبر قدر من العناية والاهتمام وحشدت لها كل الإمكانيات التي تضمن لها النجاح المنشود وعلى الرغم من أن التخطيط العسكري ليس مضمون التنفيذ في الميدان فإن النتائج الميدانية لخطط الدفاع الجوي عن القوات فاقت كل التوقعات وساهمت بالقدر الأكبر في زيادة خسائر القوات الجوية الإسرائيلية وقد كان هذا هدفاً أعم كان على قوات الدفاع الجوي كلها تحقيقه لهزيمة التفوق الجوي الإسرائيلي المزعوم وتحطيم الأسطورة.

تم تنفيذ الانتقالات المخططة لكتائب الصواريخ، لتمثل مواقعها على مسافة من 1-3 كم غرب القناة لتحقيق الوقاية لقوات النسق الأول للجيوش الميدانية في مواقعها المتقدمة شرق القناة استمرت قوات الدفاع الجوي في توفير الوقاية الكاملة للقوات شرق القناة وغربها وكذا للقواعد والمطارات والأهداف الحيوية في عمق الدولة وذلك بالتعاون مع مقاتلات القوات الجوية، ومع نهاية يوم 9 أكتوبر 1973 كانت القوات المسلحة قد أتمت تنفيذ مهمتها المباشرة تمهيداً واستعداداً للمهام التالية.
...............
المرحلة الثانية

الوقفة التعبوية: 10-13 أكتوبر:بعد أن أتمت الأنساق الأولى للجيوش الميدانية تحقيق المهام المباشرة المخصصة لها شرق القناة، توقفت القوات لمدة 4 أيام "10 - 13 أكتوبر"حيث تحولت لتعزيز الخط المستولى عليه وتأمين رؤوس كباري الجيوشوتعزيز المعابر على قناة السويس، واستمر السلاح الجوي الإسرائيلي في أعمال القصف المتتالي للقوات والمعابر بأعداد كبيرة من الطائرات وبصفة شبه مستمرة محاولاً إيقاع أكبر
خسائر بها لتثبيتها توطئة للقضاء عليها، كما قام بعدة محاولات لمهاجمة بعض القواعد الجوية والمطارات بهدف إحداث خسائر بالقوات الجوية المصرية وبلغ إجمالي الطلعات الجوية خلال الوقفة التعبوية، نحو 1050 طلعة طائرة أمكن إسقاط 41 طائرة منها بوسائل الدفاع الجوي والمقاتلات، وقد أثارت هذه الوقفة التعبوية كثيراً من الجدل والنقاش وحدث بها الكثير من الأمور، التي يعتقد أنها قد أثرت على مجريات الأمور في اتجاهات شتى، أبرزها الآتي:

أ. لم تكن هذه الوقفة فترة سكون بالنسبة إلى القوات المسلحة المصرية ولكنها كانت فترة نشاط كبير يهدف إلى صد هجمات العدو المضادة المتوقعة من أفضل الأوضاع الممكنة وقد تكبد العدو خسائر كبيرة بلغت نحو 500 دبابة فضلاً عن خسائر الأفراد وتم استكمال الاستيلاء على كل حصون العدو وقلاع خط بارليف.

ب. استمرت قوات الدفاع الجوي في صمودها ونجحت في توفير الحماية المستمرة للقوات المصرية وقد شكلت بحق المظلة النيرانية والدرع الواقية من الهجمات الجوية الإسرائيلية ضد قواتنا وأهدافنا والتي بلغت حتى نهاية يوم 13 أكتوبر 1973، نحو 2700 طلعة/ طائرة ضد الجبهة المصرية فقط ركز منها 70% ضد القوات البرية و7% ضد القواعد الجوية والمطارات ونحو 20% ضد تجميع الدفاع الجوي المستقل في بورسعيد.

ج. بدأت الإمدادات الأمريكية تتدفق على إسرائيل من طائرات إلى دبابات وأجهزة إلكترونية وذخائر بأنواعها ودفع الوضع المتردي للقوات الإسرائيلية على جبهة القناة قيادتها العسكرية إلى التفكير في تنفيذ فكرة العبور إلى الضفة الغربية للقناة وبدأ العمل في تجهيز ثلاث مجموعات قتال لتحقيق هذه الخطة.

د.صدرت الأوامر بتطوير الهجوم شرقاً لتخفيف الضغط على الجبهة السورية وتم عبور قوات النسق الثاني من غرب القناة إلى الضفة الشرقية، وفي 13 أكتوبر تم رصد طلعة استطلاع بطائرتين يعتقد أنهما من النوع SR-71الأمريكية تطيران على ارتفاع أكبر من 20 كم، بسرعة أكبر من ثلاثة أضعاف سرعة
الصوت "3 ماخ" وقامتا بالاستكشاف من بورسعيد شمالاً حتى جنوب الصعيد وليس ثمة شك أن ما حصلتا عليه من معلومات قد أرسل إلى هيئة الأركان الإسرائيلية في حينه ومكنت هذه المعلومات إسرائيل من تحديد مواقع الدفاع الجوي وأوضاع القوات واكتشاف تحضيرات القوات المصرية لتطوير الهجوم، وكذلك الفواصل بين التشكيلات.
....................

3. المرحلة الثالثة

تطوير الهجوم والثغرة ومحنة حائط الصواريخ:بدأت هذه المرحلة يوم 14 أكتوبر 1973 بهجوم القوات المصرية وواجهت القوات المصرية مقاومة شديدة من القوات الإسرائيلية، وسارت العمليات على النحو التالي:

أ. عدم نجاح القوات المصرية في التقدم إلى المضايق وتعرضها لهجوم إسرائيلي مضاد قوي في قطاع الجيش الثاني نجحت القوات الإسرائيلية في دفع مفرزة مدرعة في اتجاه الجانب الأيمن للجيش الثاني نجحت في عبور القناة يوم 16 أكتوبر وكانت بداية الثغرة.

ب. بدأت الدبابات الإسرائيليةأول أعمالها القتالية غرب القناة بمهاجمة كتائب الصواريخ وكانت تهاجم كتيبة الصواريخ بمجموعات من 7 - 10 دبابات تطلق نيرانها من مسافة كم واحد وفي بعض الروايات بدبابة واحدة تدمر الهوائيات وتنتقل بسرعة إلى موقع آخر.

ج. وهكذا نجح الإسرائيليون ربما بقذيفة دبابة واحدة من أن يسكتوا كتيبة صواريخ وذلك بتدمير مجموعة الهوائيات وهو ما عجز عن تحقيقه سلاح الجو الإسرائيلي بما لديه من إمكانيات منذ بدء القتال بدأت قوات الدفاع الجوي المصري سلسلة من إجراءات الإخلاء للكتائب المصابة وإعادة تمركز للكتائب الصالحة لإبعادها عن مرمى أسلحة العدو البرية وكان على قوات الدفاع الجوى أن تعدل من أوضاع القوات وتستعيد موقف وحداتها وألا تسمح للعدو، مهما كانت الظروف أن ينجح، في إحداث ثغرة في شبكة الدفاع الجوي بالجبهة وهذا ما عبر عنه قائد الدفاع الجوي محمد على فهمى بقوله "لن نسمح للعدو أن يشق حائط الصواريخ أو يحدث شرخاً فيه ولكننا سنقبل أن يتقوس هذا الحائط قليلاً ليحتوي الجيب الإسرائيلي داخله".
................................
دور السلاح الجوى الاسرائيلى فى المعركة

دخل السلاح الجوي الإسرائيلي حرب 1973، وهو يمتلك من الإمكانيات ما يؤهله ليكون من أكفأ القوى الجوية في العالم بعد القوى العظمى حيث ركز السلاح الجوي الإسرائيلي في الأيام الأولى للقتال على توجيه ضرباته إلى المعابر والقوات القائمة للعبور مما أعطى فرصة ذهبية لقوات الدفاع الجوي لإحداث خسائر جسيمة بطائراته فحاول شن ضربة جوية مركزة على القواعد الجوية والمطارات في العمق ولكنه فشل في تحقيق هدفه وقامت قوات الدفاع الجوي بالتعاون مع المقاتلات في صد هذه الهجمات.

ركز السلاح الجوي الإسرائيلي الهجوم على قطاع بور سعيد وتصدت له وسائل الدفاع الجوي وأسقطت له العديد من الطائرات وفشل السلاح الجوي الإسرائيلي في تحقيق المفاجأة في هجماته عند اقترابه على ارتفاعات منخفضة ومنخفضة جداً، بسبب يقظة شبكات المراقبة الجوية بالنظر ونجاحها في توفيرالإنذار لوسائل الدفاع الجوي وسد ثغرات الحقل الراداري على الارتفاعات المنخفضةوالمنخفضة جداً لم تكن أعمال الجانب الإسرائيلي الإلكترونية مؤثرة على أعمال قتال الدفاع الجوي المصري بسبب الأساليب والأجهزة المتطورة التي استخدمت لمجابهة أعمال الإعاقة بأنواعها.

لم تحقق الأسلحة المضادة للرادار مثل الصواريخ شرايك والمافريك أهدافهابسبب الإجراءات والاحتياطات المضادة التى اتخذتها قوات الدفاع الجوي المصري للتقليل من تأثيرها وخاض السلاح الجوي الإسرائيلي معارك جوية رهيبة مع المقاتلات المصرية وبأعداد كبيرة من الطائرات وكانت هناك ندية قوية من الجانب المصري بسبب التدريب الجيد وتطور عمليات التوجيه لمقاتلاتنا وكذا تنفيذ خطة تنظيم التعاون مع وسائل الدفاع الجوي في المنطقة الواحدة بدقة بالغة.

لم تنجح طائرات الجانب الإسرائيلي في النيل من حائط الصواريخ إلا بعد تدخل الدبابات التي دخلت في الثغرة وأحدثت خسائر في حائط الصواريخ وأخفق السلاح الجوي الإسرائيلي طوال أيام القتال في تدمير طائرة مصرية واحدة وهي جاثمة على الأرض.

...................
الأعمال الإلكترونية خلال حرب أكتوبر 1973

درجت تسمية حرب أكتوبر 1973 بأنها الحرب الإلكترونية الأولى في العالم ولكن الكثير من الخبراء وكذا واقع الأحداث يرى أن حرب الاستنزاف كانت بحق هي الحرب الإلكترونية الأولى في العالم والأعمال الإلكترونية على الجانبين في حرب 1973، ما هي إلا صورة لما دار في حرب الاستنزاف.

قد استخدم الجانب الإسرائيلي في هذه الحرب أحدث ما أنتجته الترسانة الأمريكية من معدات وفنون الإعاقة الإلكترونية بكل صورها وأشكالها وتشهد النتائج التي أحرزتها قوات الدفاع الجوي المصري في حرب أكتوبر 1973 بأن هذه
الإعاقة لم يكن لها التأثير ولا الفاعلية المرجوة منها وبذلك أمكن لقوات الدفاع الجوي المصري تحقيق المبدأ القائل "إن أي جهاز رادار يمكن إعاقته، وكذلك كل إعاقة يمكن مقاومتها".

ويرجع الفضل في نجاح قوات الدفاع الجوي المصرية في مقاومة أعمال الإعاقة الإلكترونية إلى حرب الاستنزاف حيث أخرج العدو في هذه الحرب كل مافي جعبته مما مكن قوات الدفاع الجوي المصري من استيعاب هذه الوسائل الإلكترونية وتناولها بالدراسة والتحليل واتخاذ الإجراءات المضادة لها ومن أهمها:

إدخال التعديلات الفنية على أجهزة الرادارواتخاذ أساليب مبتكرة للتمويه والخداع الإلكتروني التدريب الطويل والمستمرتحت ظروف أعمال الإعاقة الإلكترونية المحتملة أدى القصف المستمر لمراكز الإعاقة الأرضية الإسرائيلية في أم مرجم وأم خشيب في سيناء، إلى تقليل ملحوظ في شدة الإعاقة الرادارية ضد قوات الدفاع الجوي.

.......
الدروس المستفادة من حرب اكتوبر

أثبتت نتائج المعارك التي خاضها رجال الدفاع الجوي المصري ضد القوات الجوية الإسرائيلية بطلان نظرية التفوق الإسرائيلي التي تقوم على أن التفوق النوعي لإسرائيل كفيل بهزيمة الكم المتخلف العربي فلقد أثبت رجال الدفاع الجوي المصري أن التفوق العلمي والتكنولوجي والمقدرة على استيعاب الأسلحة الحديثة وبصفة خاصة الأسلحة الإلكترونية ليس حكراً على شعب من الشعوب.

الدفاع الجوي يمكنه تحييد القوات الجوية كانت تلك الحقيقة الجديدة التي أثبتها الدفاع الجوي المصري في حرب أكتوبر 1973، فقد تمكن الدفاع الجوي المصري في هذه الحرب من حرمان السلاح الجوي الإسرائيلي من التفوق الجوي،ويقول الجنرال أندريه بوفر في ندوته التي عقدها بأكاديمية ناصر العسكرية في 15 نوفمبر 1973: "لقد أدى توفير الصواريخ المضادة للطائرات لتقديم الوقاية الفعالة للقوات البرية حتى في غياب الحماية بواسطة الطائرات إلى خلق موقف جديد تماما لم يسبق ممارسته في الحروب السابقة، وأعني به ذلك التوازن بين
القوات الجوية لدى الطرفين والذي خلق موقفاً يختلف تماماً عما لمسناه في الحرب العالمية الثانية أو في الجولات المصرية الإسرائيلية السابقة عندما كان أحد الخصوم ينجح في إحراز التفوق أو السيطرة الجوية على سماء المسرح خلال المرحلة الافتتاحية أو المرحلة الأولى للحرب".


وفرت قوات الدفاع الجوي المصري أفضل الظروف للقوات البرية لإجراء تحضيراتها للمعركة وتجهيزاتها في أمان وذلك بتصديها المستمر لطائرات الاستطلاع المعادية ومنعها من تنفيذ أعمال الاستطلاع الجوي وأثبتت حرب أكتوبر أن الأسلوب الأمثل في القيادة هو وحدة القيادة والسيطرة على القوات لضمان استخدام كل الإمكانيات المتوافرة، بناءً على فكرة شاملة لقيادة واحدة يُجمَّع عندها الموقف بجميع أبعاده ويتقرر بواسطتها اتجاهات
ومهام التشكيلات والوحدات المرؤوسة علاوة على ما يتيحه ذلك من توفير إمكانيات اكبر فيما يختص بالنواحي المختلفة لتأمين أعمال قتال عناصر الدفاع الجوي غيرت حرب أكتوبر 1973 مفهوم التوازن بين عناصر الدفاع الجوي فقد كانت معظم أنظمة الدفاع الجوي في العالم تعتبر المقاتلات هي العنصر الرئيسي في الدفاع الجوي ويقتصر دور الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات على أنها عناصر مساعدة لتوفير الدفاع الجوي المباشرعن بعض الأهداف الحيوية.

وانعكس الحال بعد حرب1973وعلى ضوء المفهوم الجديد حاول بعض الباحثين العسكريين إيجاد نسب محددة تحقق
التوازن بين العناصر المختلفة وخلص بعضهم إلى أنه ينبغي عند التخطيط للدفاع الجوي عن هدف حيوي أن يخصص للمقاتلات تدمير 40% من الطائرات المعادية وتقوم الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات بتدمير 40%ويخصص 20% للمدفعية المضادة للطائرات وعلى رغم توازن هذه النسب فإنها يجب ألا تؤخذ على أنها قاعدة ثابتة لأن النسب قد تختلف من اتجاه إلى آخر حسب طبيعة الهدف الحيوي وشكله وحجمه ومكانه وطبيعة الهجمات المتوقعة ضده كما تختلف النسب عند التخطيط للدفاع الجوي عن القوات البرية، طبقاً لاتجاه المجهود الرئيسي وطبيعة مسرح العمليات وقرب أو بعد المطارات التي تعمل منها المقاتلات.

وفي جميع الأحوال يجب أن يتم التقدير لكل حالة في إطار من التقويم الشامل لإمكانيات جميع القوات الجوية المعادية وتكتيكاتها وأساليب قتالها وبرز خلال هذه الحرب أن التقدم التكنولوجي في الأسلحة أدى إلى وجود نوعية من المعدات تحتاج إلى كوادر فنية على درجة عالية من التخصص للعمل عليها وهذا الوضع أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن قوة الجيوش لا تقاس بما تمتلك من أسلحة ومعدات متطورة وإنما تعتمد في المقام الأول على العنصر البشري الذي يقوم على تشغيل هذه المعدات المعقدة ومدى قدرته على استيعابها والعمل على تشغيلها وصيانتها.

وقد برز هذا عند الإعداد لبناء القوة الرابعة وفطنت القيادةمبكراً، إلى ضرورة توافر الضباط والجنود ذوي الكفاءة العلمية المناسبة،وما تم بعد ذلك من حشد مئات من المهندسين والفنيين في مجال الإلكترونيات للعمل على تشغيل وصيانة وإصلاح المعدات الإلكترونية المعقدة كان له أكبر الأثر في الحفاظ على الحالة الفنية طوال المعركة.

أثبتت حرب أكتوبر 1973 أنه بتطوير أساليب الاستخدام الفني والتكتيكي للمعدات يمكن زيادة قدراتها القتالية بما يمكن من مجابهة أسلحة أكثر تطوراً لدى الجانب الآخر ويغني عن شراء أسلحة جديدة متطورة إلا في الحالات الخاصة.

يمثل التكامل لمنظومة الدفاع الجوي أهمية قصوى لنجاحها فقد أثبتت المواجهات أهمية كل العناصر بما فيها المدفعية والصواريخ قصيرة المدى في التصدي للطائرات المغيرة وإجبارها إما على الفرار أو الارتفاع حتى تدخل مرمى الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى وكذلك أهمية إعطاء أولوية لتدمير محطات ومراكز الإعاقة الإلكترونية المعادية قبل بدء القتال والاستمرار في إسكاتها طوال أيام المعركة لتخفيف الضغط الإلكتروني على أجهزة ورادارات الدفاع الجوي.

كذلك يجب إعطاء أولوية للتصدي لطائرات الإعاقة وتدميرها فور اكتشافهاو أهمية الاهتمام بشبكات المراقبة الجوية بالنظر لما تمثله من أهمية حيوية في سد ثغرات الحقل الراداري على الارتفاعات المنخفضة، أو في ظروف استخدام العدو لأعمال الإعاقة الإلكترونية ضرورة الاهتمام بخطط الدفاع الأرضي عن وحدات الدفاع الجوي خاصة المنعزلة منها والعمل على توفير عناصر مضادة للدبابات فيها وكذا احتياطات خفيفة الحركة لنجدتها عند تعرضها لهجمات برية ثبت عدم ملاءمة أنظمة الصواريخ المقطورة للعمل في الدفاع الجوي عن الأنساق الأولى للقوات البرية بسبب افتقادها لخفة الحركة والمرونة.
.................

كتاب القوة الرابعة للمشير محمد على فهمى
 
التعديل الأخير:
جزاك الله كل خير حيث لعب الدفاع الجوىدورا اساسيا خلال الصراع العربى الاسرائيلي
 
موضوووووووووووع اكثثر من رااااااااائع وملخص كامل صديقى واحب اضيف ان القوة الرابعة انشأت من الدروس المستفادة من النكسة
وعدم خلط القطاعات المركذية للجيش المصرى خصوصا فى مرحلة التكوين والصمود
واحب اضيف ان حائط الصواريخ كان هينهار ويكشف سرة بسبب العميلة عبلة كامل التى كانت
على علاقة بمساعد قائد الجيش الثالث الذى اعطى لها معلومات فى غاية الخطورة كانت ستكشف حائط الصواريخ المصرى ومدى انتشارة وتمركذ المواقع الحقيقية وخصوصا السام 6 الذى بدونة كانت ستعجز مصر عن تحديد موعد العبور
ولكن براعة المخابرات والامن الحربى نجحت فى تأمين سرية المعلومات وعتقال العميلة قبل الحرب بأيام
اما الثغرة يرجع السبب الاصلى لها فى الاوامر العسكرية العليا التى صدرت للجيش الثالث بتطوير الهجوم حتى يخفف من الضغط على على الجبهة السورية بعد ان اصبحت مرمى المدفعية الاسرائلية فى مدى العاصمة
ولكن الاسراع فى تطوير الهجوم شرق ادى لحدوث كارثة وهوا خروج التشكيلات العسكرية من مظلة الدفاع الجوى فأصبحت عارية تماما وفى مرمى المقاتلات الاسرائلية التى انقضت على التشكيلات واصابتها اصابات مباشرة لذلك تراجعت التشكيلات بشكل غير صحيح الى المواقع الاصلية وحدث وكما ذكرت طيرات الاستطلاع الامريكيى بتصوير الوضع للجيشين وخصوصا الجيش الثالث وحدثت الثغرة واستطاع الجيش الاسرائيلى ان يفتح فجوات فى عمق حائط الصواريخ ولكن الاوامر العسكرية العليا صدرت بتدمير هذه الثغرة نهائيا مهما تكلف الامر وبدأت التشكيلات من القطاع المركذى والجيش الثالث والثانى من اعادة الانتشار الصحيح ومع اخر استطلاع امريكيى طلبت امريكا من اسرائيل ان تعلن رسميا وقف اطلاق النار بعد ان اكدت امريكا لأسرائيل ان قواتها المنتشرة حاليا لن تتحمل الحشود المصرية الحالية
فى النهاية حرب اكتوبر درس لكل العالم بأن المصرى لايقبل الذل والهوان وان تبقى ارضة محتلة وان العسكرية المصرية قادرة على صنع المستحيل
انااااااااااا رجعت تاااااااااااانى:eek:oh:::rolleyes:::
 
احي ان اقول ان نشئة القوة الرابعة (الدفاع الجوى) كان وليد مجهودات هذا الرجل العظيم
محمد على فهمى
الرجل الذى اصر وقبل تولية ادارة قوات الدفاع الجوى والتى كانت اساسا جزء من القوة الرئيسية فى القوات الجوية
اصر الرجل على انفصال القوتين
ايضا اصر على السفر لروسيا للحصول على دورة تدريبية مكثفة فى هذا المجال وهذة اشارة الى العقلية الفذة التى حاربت على اسس علمية
فى هذة الحرب يحضرنى موقفين انقلهم اليكم من كتاب الصحفى والروائى الاستاذ محمد عبد المنعم صاحب كتاب (6 اكتوبر الحرب الالكترونية الاولى فى التاريخ)
المشهد الاول هو للجنة عسكرية (كمين شرطة عسكرية ) استوقف سيارة عسكرية مصرية تضم بضعة اشخاص لاجراءات معينة
وما ان قال السائق (يا جماعة احنا دفاع جوى) تسابق الموجودن فى المكان على افساح الطريق لهم وكادوا ان يرفعوا السيارة من مكانها وذلك اعترافا منهم بان وجود الدفاع الجوى يعنى مسرح عمليات متعادل القوى بعيدا عن القوات الجوية الاسرائيلة

المشهد الثانى
يشهد بة احد افراد المراقبة والذى استطاع من مكانة وباستخدام النظارة المقربة ان يتابع طائرة فانتوم مصابة تهوى وتحترق وبالقرب من مكانها موقع اسرائيلى فوجىء الجندى بجنود اسرائيلين يعفرون رؤؤوسهم فى التراب على ماحدث لطائرتهم
يقول عيزرا وايزمان ابو الطيران الصهيونى
ان اسرائيل ما هى الا سلاح جو نبتت لة دولة
 
رد: نشأة القوة الرابعة!!

اخى الفاضل انا ارفع لك القبعة على هذا الموضوع الرائع
 
عودة
أعلى