عامر الخماش ..تسلم قيادة الجيش العربي الاردني في أحلك الظروف ليعبر به الى (الكرامة )

FOX_85

عضو
إنضم
13 أغسطس 2008
المشاركات
1,398
التفاعل
727 2 0
الدولة
Jordan
خماش ..تسلم قيادة الجيش في أحلك الظروف ليعبر به الى (الكرامة )



عمان - الرأي - لم يكن يخطر في بال المرحوم عامر بسيم خماش الذي لم يقبل مرشحا في الجيش العربي لصغر سنه الا بعد حصوله على تسنين ، أن يصير قائدا للجيش في أحلك الظروف،بعد حرب 67 بفترة وجيزة (9/ 10/ 1967 وحتى 30/ 6/ 1969 ).
رحل الفريق الركن طيار مدفعي خماش السبت عن عمر يناهز الـ86 عاما امضى معظمها في الحياة العسكرية وتقلد خلالها العديد من المناصب.

تقدير سن
ولد خماش في مدينة السلط بتاريخ 14 تشرين الثاني عام 1924 وتخرج من مدرسة عمان الثانوية حيث كانت مدة الدراسة آنذاك 10 سنوات.
تقدم خماش في عام 1941 لفحص المرشحين للالتحاق بالجيش ولكنه لم يقبل مرشحاً بالرغم من اجتيازه الفحص المقرر نظراً لصغر سنه ، فقد كان عمره آنذاك 16 عاماً.
لكنه حصل بعد ذلك على شهادة تقدير سن حيث تم تقدير سنه بثمانية عشرة عاماً، وبهذه الطريقة استطاع الإلتحاق بصفوف الجيش العربي بتاريخ 5/ 7/ 1941 ،فعمل كاتباً في القيادة العامة ، ثم تقدم مرة ثانية في أوائل عام 1944 لكي يصبح مرشحاً، حيث تم له ذلك والتحق بكلية المرشحين البريطانية في شمال عكا تخرج منها في أواخر عام 1944 ، وكان رقمه العسكري «346».

أول طيار
اشترك خماش بدورات عسكرية مختلفة في الخارج، ومنها دورة طيران ملاحظة جوية عام 1949وبذلك يكون أول طيار في القوات المسلحة الأردنية .
ففي العام ذاته، أرسل إلى بريطانيا لحضور دورة مدفعية هناك وكانت رتبته ملازم أول حينذاك، بحسب العميد المتقاعد محمد مصطفى الشوبكي الذي أعد كتابا حول»قادة الجيش العربي» عام 1996 حيث سنحت له فرصة اللقاء بـ»خماش» مرات عديدة في حياته.

اللقاء بـ»كلوب باشا»
يروي الشوبكي نقلا عن خماش أنه ذات يوم اتصل به الملحق العسكري الأردني في بريطانيا انذاك ، كمال الحمود وأبلغه بأن كلوب باشا يريد مقابلته حيث كان يقوم بزيارة الى بريطانيا.
فسألته، والكلام لـ « خماش» ، إن كان سيقوم بمقابلة ضباط آخرين حيث كان عدد الضباط الأردنيين المبعوثين في دورات إلى بريطانيا في ذلك الوقت حوالي 65 ضابطاً،»(فقال الملحق، كلا.. فقط إنت.لم يكن الملحق يعرف غاية المقابلة)».
«حضرت في الموعد المحدد للمقابلة، يضيف خماش، فقال لي كلوب باشا :- مرحباً يا عامر ، قوك وشلونك .» حيث كان يتحدث العربية باستمرار « ثم قال :- عارف ليش طلبتك . فقلت له كلا ، ثم أضاف بأن جلالة الملك عبدالله الاول يرغب منذ سنوات تأسيس سلاح جو أردني ولكن الحكومة البريطانية كانت غير موافقة على ذلك، ويوم أمس أثناء مباحثاتي وافقت الحكومة البريطانية على منح الأردن شاغراً لطيار واحد ، وأنت أول شخص خطر على بالي للقيام بهذه المهمة.
«وقد طلب مني كلوب باشا أن أفكر بالأمر على أن اعطيه الجواب بعد 24 ساعة، لكني أخبرته في نفس اللحظة بأن هذا شرف عظيم لي وأنني لست بحاجة للتفكير .. فانا موافق حالاً.. وفعلاً بعد أن انهيت دورة المدفعية إلتحقت بدورة الطيران والتي استمرت لمدة عام.
كان خماش «الأجنبي «الوحيد في تلك الدورة حيث تدرب على قيادة طائرة تايجر موث « tiger moth « وهي طائرة تدريب ، ثم قاد فيما بعد طائرة الاوستر « auster « وهي طائرة إستطلاع.
تخرج بنجاح وحصل على جناح الطيران البريطاني، وفيما بعد صمم جناحاً خاصاً للأردن حيث بقي مستخدماً في سلاح الجو الملكي الأردني حتى عام 1965.

العودة الى الوطن
يروي الشوبكي نقلا عن خماش المشاعر التي صرح بها الملك عبدالله الاول عندما عاد الى الاردن بعد انتهاء الدورة عام 1950 ويقول ان خماش «قابل جلالته في قيادة الفرقة في رام الله حيث قال رحمه الله :- « الحمد لله أنني عشت وشاهدت أول طيار في بلدي «».
كان النقيب خماش أول طيار في القوات المسلحة الأردنية. واستمر الرئيس الطيار عامر خماش في الخدمة بقوة طيران الجيش / سلاح الجو الملكي الأردني ، مدة ثلاث سنوات حيث اختار بعد ذلك العودة للخدمة في سلاحه الأصلي / سلاح المدفعية الملكي(4).

قيادة سلاح المدفعية
وقد تسلم مناصب عديدة في القوات المسلحة حيث كان قائدا لسلاح المدفعية ومديرا للتخطيط والتنظيم ورئيساً للأركان في 9/ 10/ 1967.
وفي 1 تموز عام 1969 صار وزيراً للدفاع ثم عمل ممثلاً شخصياً لجلالة الملك ومستشاراً لجلالته للشؤون السياسية ووزيراً للبلاط عدة مرات ومستشاراً خاصاً لجلالة الملك ، وعضواً في مجلس الأعيان خمس مرات .
وكان عمل خماش خلال الفترة مابين عامي 1953 و 1956 مرافقاً عسكرياً لستة من رؤساء الوزراء ، في فترة من أكثر الفترات المهمة والعصيبة من حياة الاردن.
الا انه اكتسب خلال تلك السنوات خبرة سياسية جيدة ساعدته في عمله بعد عشرين عاماً عندما عين مستشاراً سياسياً لجلالة الملك
ورافق خماش رؤساء الوزراء: فوزي الملقي، توفيق ابو الهدى ،سعيد المفتي ، سمير الرفاعي ، ابراهيم هاشم وهزاع المجالي.
بتاريخ 19/ 4/ 1957 صار الرئيس أول عامر خماش قائداً لسلاح المدفعية الملكي حيث تم في تلك الفترة إعادة تشكيل السلاح كما تم تشكيل كتيبة المدفعية السادسة في 16/ 11/ 1957 وتم تزويدها بمدافع 155 ملم مجرور حيث كانت أول مدافع امريكية ثقيلة يتسلح بها الجيش العربي.
في عام 1958 كان خماش أول ضابط اردني يرسل إلى الولايات المتحدة الاميركية لدورة القيادة والأركان في ليفنوورث لمدة عام حيث تخرج منها بنجاح عام 1959 وعاد الى منصبه السابق ، قائداً لسلاح المدفعية الملكي.

معركة الكرامة
من أهم الأحداث التي مر بها الأردن والقوات المسلحة أثناء تولي خماش رئاسة أركان الجيش، كانت معركة الكرامة الخالدة التي وقعت في 21/ 3/ 1968م وأعادت للأردن والأمة العربية كرامتها وعزتها بعد أقل من عام واحد على نكسة الخامس من حزيران .
بتاريخ 30/ 6/ 1969 أحيل الفريق الركن خماش الى التقاعد حيث تم تعيينه وزيراً للدفاع من نفس التاريخ.

خماش الاب
تزوج خماش عام 1949 وله إبنة واحدة وولدان. ويتكلم عدة لغات هي الأنجليزية والتركية والشركسية ، وقليلاً من الألمانية والفرنسية. وحصل على عدة اوسمة رفيعة وهي وسام الاستقلال من الدرجة الاولى والثانية والرابعة ووسام النهضة ووسام الكوكب من الدرجة الثالثة ووسام الخدمة المخلصة وعدة اوسمة اجنبية.
ووري جثمان خماش يوم الاحد وسط مراسم عسكرية بعد ان صلي عليه في مسجد مدينة الحسين الطبية ومن ثم نقل الجثمان على عربة مدفع الى مقبرة ام الحيران.

 
عودة
أعلى