- إنضم
- 22 نوفمبر 2009
- المشاركات
- 29
- التفاعل
تاريخ الجيش المغربي مليء بالصفحات المشرقة التي رسمت تاريخ الأمة منذ الفتح العربي، ولعل طارق بن زياد فتح الأندلس في جيش نواته مكونة من المغاربة الأمازيغ، الذين دعموا القوة العربية الصاعدة آنذاك في القرن الأول الهجري، ثم توالت الوقائع التي كانت في أغلبها انتصارات حاسمة، إذ أن معركة الزلاقة أطالت الوجود العربي في الأندلس ونفس الشيء يمكن أن يقال عن معركة الأرك.
لكن أهم انتصار حققه المغاربة في التاريخ كان في معركة القصر الكبير أو معركة وادي المخازن أو معركة الملوك الثلاثة، معركة قتلت الطمع الأوروبي مدة طويلة وأبعدت الأطماع التركية إلى الأبد وجنبت المغرب مسارا تاريخيا مظلما وجعلت المغرب مرهوب الجانب حتى جاءت هزيمة أيسلي، التي لم تكن مدروسة استراتيجيا، ودفعت الدول الاستعمارية إلى استسهال أمر المغاربة، وكانت السبب غير المباشر في استعمار المغرب بعد ذلك في 1912
في حرب الصحراء التي شن أثناءها البوليزاريو حرب عصابات على القوات المسلحة الملكية، لا يمكن اعتبار ما حدث أحيانا هزائم ولا حتى تقويما صحيحا للقوة العسكريةالمغربية، فقد انهزمت جيوش قوية بسبب حرب العصابات أو الاستنزاف، مما يبين أن تاريخ المعارك العسكرية إيجابي جدا
واليوم، كيف هي حالة القوات المسلحة الملكية؟ كيف هو عتادها، كيف هو تسليحها، تكوين ضباطها وجنودها؟ تسييرها المالي؟ الحالة المادية للجندي المغربي؟
حضرت الأبواب المفتوحة التي أنجزتها القوات الجوية بمكناس فأبهرني حصول الانفتاح على المدنييت لتقريب هذا العالم العجيب من المواطنين، وعاينت التجهيزات المتطورة التي حصلت عليها هذه القوات، كما أعلم من خلال أصدقائي الذين تكونوا في الأكاديمية العسكرية أو بعض المعاهد العليا، أن تكوين الضابط المغربي يعتبر من أرقى ما يمكن أن يعطى للمتكونين، كما أن بعض مدارس تكوين ضباط الصف تمتلك برامج تكوين ممتازة تطمئن المغاربة على جيشهم وعلى قدرته على المواجهة في أحلك الظروف، دون أن ننسى أن حالة شبه الاستنفار المستمرة في الصحراء تعطي إضافة ميدانية لهذا الجيش في كل يوم، عكس كثير من الجيوش التي تعتمد على المناورات السنوية فقط
تحتاج المؤسسة العسكرية إلى مزيد من الشفافية في التسيير والتفتيش والمراقبة وإلى الرفع من مستوى التكوين عند الجندي العادي، والتعامل مع التجنيد العسكري بالصرامة والجدية اللازمة، كما تحتاج هذه المؤسسة، وهذا هو الأهم، إلى الحدر الدائم والاستعداد المستمر لكل الاحتمالات، لأن الجوار المغربي مناهض ومشاكس ومستفز، لا يمكن معه الركون إلى الاعتقاد بسلام في الحاضر ولا في المستقبل
لكن أهم انتصار حققه المغاربة في التاريخ كان في معركة القصر الكبير أو معركة وادي المخازن أو معركة الملوك الثلاثة، معركة قتلت الطمع الأوروبي مدة طويلة وأبعدت الأطماع التركية إلى الأبد وجنبت المغرب مسارا تاريخيا مظلما وجعلت المغرب مرهوب الجانب حتى جاءت هزيمة أيسلي، التي لم تكن مدروسة استراتيجيا، ودفعت الدول الاستعمارية إلى استسهال أمر المغاربة، وكانت السبب غير المباشر في استعمار المغرب بعد ذلك في 1912
في حرب الصحراء التي شن أثناءها البوليزاريو حرب عصابات على القوات المسلحة الملكية، لا يمكن اعتبار ما حدث أحيانا هزائم ولا حتى تقويما صحيحا للقوة العسكريةالمغربية، فقد انهزمت جيوش قوية بسبب حرب العصابات أو الاستنزاف، مما يبين أن تاريخ المعارك العسكرية إيجابي جدا
واليوم، كيف هي حالة القوات المسلحة الملكية؟ كيف هو عتادها، كيف هو تسليحها، تكوين ضباطها وجنودها؟ تسييرها المالي؟ الحالة المادية للجندي المغربي؟
حضرت الأبواب المفتوحة التي أنجزتها القوات الجوية بمكناس فأبهرني حصول الانفتاح على المدنييت لتقريب هذا العالم العجيب من المواطنين، وعاينت التجهيزات المتطورة التي حصلت عليها هذه القوات، كما أعلم من خلال أصدقائي الذين تكونوا في الأكاديمية العسكرية أو بعض المعاهد العليا، أن تكوين الضابط المغربي يعتبر من أرقى ما يمكن أن يعطى للمتكونين، كما أن بعض مدارس تكوين ضباط الصف تمتلك برامج تكوين ممتازة تطمئن المغاربة على جيشهم وعلى قدرته على المواجهة في أحلك الظروف، دون أن ننسى أن حالة شبه الاستنفار المستمرة في الصحراء تعطي إضافة ميدانية لهذا الجيش في كل يوم، عكس كثير من الجيوش التي تعتمد على المناورات السنوية فقط
تحتاج المؤسسة العسكرية إلى مزيد من الشفافية في التسيير والتفتيش والمراقبة وإلى الرفع من مستوى التكوين عند الجندي العادي، والتعامل مع التجنيد العسكري بالصرامة والجدية اللازمة، كما تحتاج هذه المؤسسة، وهذا هو الأهم، إلى الحدر الدائم والاستعداد المستمر لكل الاحتمالات، لأن الجوار المغربي مناهض ومشاكس ومستفز، لا يمكن معه الركون إلى الاعتقاد بسلام في الحاضر ولا في المستقبل
