اكثر من 61 ألف جندي، و322 قافلة، أكثر من مليار دولار، و2800 شهيد قدمها الأردن خلال العقود الماضية
د. بكر خازر المجالي- قبل أيام احتلت قافلة شريان الحياة إلى أهلنا في غزة حيزا إعلاميا كبيرا وبدت وكأنها فعلا من سيعيد الحياة إلى الأهل الصامدين المفعمين أصلا بكل أشكال الحياة الماجدة والكريمة والصامدين بإباء وشجاعة في وجه الإجراءات اللانسانية.
وكان موقف الأردن هو الترحيب بالقافلة وتقديم كل المساعدات الممكنة والتسهيلات التي تولاها الشعب الأردني خاصة ما فعله مجمع النقابات المهنية ولم نسمع نقدا واحدا للموقف الأردني، ولم نسمع مديحا واحدا أو اطراء واحدا بحق الأردن والذي دائما لا ينتظر كلمة شكر طالما انه يعمل بوحي من ضميره وبأصالة إنسانه الأردني وبهدي من قيادته الهاشمية التي لا تبتغي فضلا إلا من عند الله.
قافلة شريان الحياة هي الأولى أو الثانية ولم تكن ذات بعد إنساني كأولوية أولى بقدر ما كان الهدف تحديا لسلطات الاحتلال وحملة إعلامية، وما كان يهم حتى لو كانت هذه الشاحنات فارغة، وتم الاهتمام بها أردنيا من باب الواجب الأردني المستمر في دعم كل جهد يسهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة.
مرت قافلة شريان الحياة، وجابت موانيء المنطقة وتنقلت من حدود إلى أخرى، وتبارى المتوطنيون (اكرر المتوطنيون) بالكلام والخطب والبيانات، وأرادوا أن يكون هناك أكثر من تحد يوجه إلى غير تحد سلطات الاحتلال وتفرغ لأكثر من جراب في دواخلهم، وانتهى شريط قافلة شريان الحياة وقد أسدل الستار عليه وانتهى هذا المشهد واختفى أبطاله الذين ما رأينا واحدا على مدى سنوات يقف مودعا ومتحدثا عن قوافل شريان الأخوة الدائمة التي يقدمها الشعب الأردني للأهل في غزة وكل فلسطين، قبل أيام انطلقت القافلة رقم (322) وقد ودعها سمو الأمير راشد بن الحسن، وهي الأولى في عام 2010، أي انه قد سبقها 321 قافلة لم نسمع أن مؤسسة نقابية أو حزبية أو غير ذلك قد حضرت أو احتفلت أو.. أو.. لوداع واحدة منها. قوافل امتلأت بخيرات شعب الشريان الحقيقي للأهل، وستستمر القوافل من فترة إلى أخرى تمضي بمحبة الأردنيين وصمتهم الذي هو ابلغ من كل الشعارات.
وحين كان استشهاد الأردنيين الخمسة في حادث طائرة قوات حفظ السلام في هاييتي، وتبعهم استشهاد ثلاثة في زلزال هاييتي وقبلهم استشهاد الشريف النقيب علي بن زيد في أفغانستان وهو يؤدي واجبا عالميا في مقاومة الإرهاب انطلاقا من ثوابت الأردن في الإسهام في حفظ السلم العالمي، وكانت هناك كوكبة من شهداء السلام، هؤلاء جميعا هم من ضمن المشاركة العالمية للأردن التي وصلت في تعدادها منذ عام 1989 إلى أكثر من 61 ألف جندي هم رسل سلام حقيقيين وهم وجه عربي أردني هاشمي نقي قد أشرق ويشرق في أرجاء المعمورة.
وشهداء السلام ينضمون إلى شهداء البطولة والافتداء وقد زاد عددهم عن 2800 شهيد انزرعت أرواحهم فوق أسوار القدس وفي هضاب نابلس والخليل وتحوم فوق كل روابي فلسطين ولا زال الثرى الفلسطيني يتحدث لنا عن شهيد في أرضه هنا أو هناك يخرج كاملا كلحظة استشهاده .
ولم يكن افتداء الأردن لفلسطين إلا لقدسية الأرض التي هي ارض الصعود والمعراج، فكان الاعمار الهاشمي الموصول لها من عهد الحسين بن علي عام 1924م إلى عهد أبي الحسين الذي أنجز المنبر الهاشمي للمسجد الأقصى على خطى نور الدين وصلاح الدين، وقد انفق الأردن من الاعمار الأول إلى الرابع وإعادة بناء المنبر عدا عن الإنفاق المستمر المخصص في موازنة الدولة لتغطية رواتب أكثر من 700 موظف في المسجد الأقصى انفق الأردن حتى الآن ما يعادل مليار دولار، ولا زال الدعم مستمرا .
ولا يفوتني أن انوه أن الأردن وبعد إنجازه لعمارة منبر المسجد الأقصى قد خرجت علينا بعض الفضائيات تقول (أعيد تركيب منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى والذي تم بجهد عربي).
حين نترك للأرقام أن تروي الحقائق فهي لا تقف عند حد ولا تعرف تنسيق وتنميق الكلام ولا تعترف بالشعارات ولا تفهم معنى الجحود والنكران، وما استعرضناه هنا هي نماذج في أرقام حقيقية من بلد يكابد ويضحي، ويعاني بسبب ثوابته ومصداقيته ووفائه، وحين يقول جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين : نحن الشقيق الأقرب، فجلالته ينطق بمشاعر كل الأردنيين الذي يترجمون كلمات جلالته إلى فعل يظهر في العمل والأداء ويتجه صادقا إلى الشعب الشقيق الأقرب ليستمر شريان الحياة في حياته الدائمة ولتسري فيه دماء الشهادة وعرق الأردنيين وروح الإخلاص والمحبة، وحين نقرأ في الأرقام فإنها ترسم لنا لوحة من الإنجاز تتعدى المال والمواد إلى حجم القوى البشرية التي تقف وراء كل إنجاز، وأرجو أن توجهوا معي تحية إلى كل جنودنا في مواقع المسؤولية في عمليات حفظ السلم العالمي في كل أنحاء العالم.. وتحية إلى الصامدين في المسجد الأقصى يعملون تحت ضغط الاحتلال يحافظون على أن تبقى الله اكبر تدوي في الأرجاء.
تحية إلى الهيئة الخيرية الهاشمية والى كل العاملين فيها، وطوبى لكل الشهداء الأردنيين وهم مشكاة الأمة ونورها وهكذا هو الأردن سيبقى في طليعة أمته، وفي مقدمة الأصفياء الصادقين.
http://www.alrai.com/pages.php?news_id=315077
د. بكر خازر المجالي- قبل أيام احتلت قافلة شريان الحياة إلى أهلنا في غزة حيزا إعلاميا كبيرا وبدت وكأنها فعلا من سيعيد الحياة إلى الأهل الصامدين المفعمين أصلا بكل أشكال الحياة الماجدة والكريمة والصامدين بإباء وشجاعة في وجه الإجراءات اللانسانية.
وكان موقف الأردن هو الترحيب بالقافلة وتقديم كل المساعدات الممكنة والتسهيلات التي تولاها الشعب الأردني خاصة ما فعله مجمع النقابات المهنية ولم نسمع نقدا واحدا للموقف الأردني، ولم نسمع مديحا واحدا أو اطراء واحدا بحق الأردن والذي دائما لا ينتظر كلمة شكر طالما انه يعمل بوحي من ضميره وبأصالة إنسانه الأردني وبهدي من قيادته الهاشمية التي لا تبتغي فضلا إلا من عند الله.
قافلة شريان الحياة هي الأولى أو الثانية ولم تكن ذات بعد إنساني كأولوية أولى بقدر ما كان الهدف تحديا لسلطات الاحتلال وحملة إعلامية، وما كان يهم حتى لو كانت هذه الشاحنات فارغة، وتم الاهتمام بها أردنيا من باب الواجب الأردني المستمر في دعم كل جهد يسهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة.
مرت قافلة شريان الحياة، وجابت موانيء المنطقة وتنقلت من حدود إلى أخرى، وتبارى المتوطنيون (اكرر المتوطنيون) بالكلام والخطب والبيانات، وأرادوا أن يكون هناك أكثر من تحد يوجه إلى غير تحد سلطات الاحتلال وتفرغ لأكثر من جراب في دواخلهم، وانتهى شريط قافلة شريان الحياة وقد أسدل الستار عليه وانتهى هذا المشهد واختفى أبطاله الذين ما رأينا واحدا على مدى سنوات يقف مودعا ومتحدثا عن قوافل شريان الأخوة الدائمة التي يقدمها الشعب الأردني للأهل في غزة وكل فلسطين، قبل أيام انطلقت القافلة رقم (322) وقد ودعها سمو الأمير راشد بن الحسن، وهي الأولى في عام 2010، أي انه قد سبقها 321 قافلة لم نسمع أن مؤسسة نقابية أو حزبية أو غير ذلك قد حضرت أو احتفلت أو.. أو.. لوداع واحدة منها. قوافل امتلأت بخيرات شعب الشريان الحقيقي للأهل، وستستمر القوافل من فترة إلى أخرى تمضي بمحبة الأردنيين وصمتهم الذي هو ابلغ من كل الشعارات.
وحين كان استشهاد الأردنيين الخمسة في حادث طائرة قوات حفظ السلام في هاييتي، وتبعهم استشهاد ثلاثة في زلزال هاييتي وقبلهم استشهاد الشريف النقيب علي بن زيد في أفغانستان وهو يؤدي واجبا عالميا في مقاومة الإرهاب انطلاقا من ثوابت الأردن في الإسهام في حفظ السلم العالمي، وكانت هناك كوكبة من شهداء السلام، هؤلاء جميعا هم من ضمن المشاركة العالمية للأردن التي وصلت في تعدادها منذ عام 1989 إلى أكثر من 61 ألف جندي هم رسل سلام حقيقيين وهم وجه عربي أردني هاشمي نقي قد أشرق ويشرق في أرجاء المعمورة.
وشهداء السلام ينضمون إلى شهداء البطولة والافتداء وقد زاد عددهم عن 2800 شهيد انزرعت أرواحهم فوق أسوار القدس وفي هضاب نابلس والخليل وتحوم فوق كل روابي فلسطين ولا زال الثرى الفلسطيني يتحدث لنا عن شهيد في أرضه هنا أو هناك يخرج كاملا كلحظة استشهاده .
ولم يكن افتداء الأردن لفلسطين إلا لقدسية الأرض التي هي ارض الصعود والمعراج، فكان الاعمار الهاشمي الموصول لها من عهد الحسين بن علي عام 1924م إلى عهد أبي الحسين الذي أنجز المنبر الهاشمي للمسجد الأقصى على خطى نور الدين وصلاح الدين، وقد انفق الأردن من الاعمار الأول إلى الرابع وإعادة بناء المنبر عدا عن الإنفاق المستمر المخصص في موازنة الدولة لتغطية رواتب أكثر من 700 موظف في المسجد الأقصى انفق الأردن حتى الآن ما يعادل مليار دولار، ولا زال الدعم مستمرا .
ولا يفوتني أن انوه أن الأردن وبعد إنجازه لعمارة منبر المسجد الأقصى قد خرجت علينا بعض الفضائيات تقول (أعيد تركيب منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى والذي تم بجهد عربي).
حين نترك للأرقام أن تروي الحقائق فهي لا تقف عند حد ولا تعرف تنسيق وتنميق الكلام ولا تعترف بالشعارات ولا تفهم معنى الجحود والنكران، وما استعرضناه هنا هي نماذج في أرقام حقيقية من بلد يكابد ويضحي، ويعاني بسبب ثوابته ومصداقيته ووفائه، وحين يقول جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين : نحن الشقيق الأقرب، فجلالته ينطق بمشاعر كل الأردنيين الذي يترجمون كلمات جلالته إلى فعل يظهر في العمل والأداء ويتجه صادقا إلى الشعب الشقيق الأقرب ليستمر شريان الحياة في حياته الدائمة ولتسري فيه دماء الشهادة وعرق الأردنيين وروح الإخلاص والمحبة، وحين نقرأ في الأرقام فإنها ترسم لنا لوحة من الإنجاز تتعدى المال والمواد إلى حجم القوى البشرية التي تقف وراء كل إنجاز، وأرجو أن توجهوا معي تحية إلى كل جنودنا في مواقع المسؤولية في عمليات حفظ السلم العالمي في كل أنحاء العالم.. وتحية إلى الصامدين في المسجد الأقصى يعملون تحت ضغط الاحتلال يحافظون على أن تبقى الله اكبر تدوي في الأرجاء.
تحية إلى الهيئة الخيرية الهاشمية والى كل العاملين فيها، وطوبى لكل الشهداء الأردنيين وهم مشكاة الأمة ونورها وهكذا هو الأردن سيبقى في طليعة أمته، وفي مقدمة الأصفياء الصادقين.
http://www.alrai.com/pages.php?news_id=315077