التطــورات المصرية على المستوى الداخلي ...( صحافة عالمية وتهديد وخداع وتهويش وتصفيق) .....2 - .....!!!
التطــورات المصرية على المستوى الداخلي .............!!!
في يوم 28 مايو 1967:. (الوثيقة الرقم 8)
تحدث الرئيس جمال "عبدالناصر" إلى العالم في مؤتمره الذي عقده للصحافة العالمية، والذي أعلن فيه، أن القضية هي فلسطين، وأن سحب قوات الطوارئ الدولية، وإغلاق خليج العقبة أمام إسرائيل، مجرد ظواهر للمشكلة الرئيسية في العالم العربي، المشكلة الحقيقية هي العدوان الذي تعرض له شعب فلسطين، ومـا زال مستمر ويتسع تهديده ضد الأمة العربية كلها وفي نهاية الحديث، أجاب على جميع أسئلة الصحافيين.
يوم 29 مايو 1967:
تم تعيين السيد "زكريا محيي الدين" نائب رئيس الجمهورية قائداً للدفاع الشعبي، وتحددت "القيادة المشتركة" مقراً له … وبدأ يزاول مهامه باجتماع "المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية المصرية" لتنظيم الدفاع عن كل شبر من أرض مصر.
في يوم 28 مايو 1967:. (الوثيقة الرقم 8)
(الوثيقة الرقم 8)
حديث الرئيس جمال عبدالناصر
إلى الصحافة العالمية
(يوم 28 مايو 1967)
* "عبدالناصر" يتحدث إلى العالم.
* في مؤتمره الذي عقده للصحافة العالمية أعلن "عبدالناصر": القضية هي فلسطين.
* "إن سحب قوات الطوارئ وإغلاق خليج العقبة أمام إسرائيل مجرد ظواهر للمشكلة الرئيسية في العالم العربي".
* "المشكلة الحقيقية هي العدوان الذي تعرض له شعب فلسطين وما زال مستمراً ويتسع تهديده ضد الأمة العربية كلها".
* "أمريكا مسؤولة عن مشكلة إسرائيل وهي متحيزة ضد العرب مائة بالمائة مؤيدة لإسرائيل مائة بالمائة".
* "إذا قامت الحرب بيننا وبين إسرائيل فلن تكون حرباً محدودة وإنما سوف تكون حرباً شاملة".
* "إذا قامت الحرب بيننا وبين إسرائيل فإنها يمكن أن تقتصر على الشرق الأوسط وحده وأما غير ذلك فيؤدي إلى احتمالات يصعب التنبؤ بها".
* "لم يعد موضوع قوات الطوارئ أو موضوع إغلاق خليج العقبة في وجه إسرائيل أموراً مفتوحة لأي حديث فلقد تم البت فيها وانتهى".
* "إذا تدخلت أمريكا ضدنا عسكرياً فسوف نقاومها ولن نطلب تدخل أي دولة صديقة وإنما سوف نترك لكل الأصدقاء أن يقرروا مواقفهم".
* "عبدالناصر" يشيد بموقف الاتحاد السوفيتي ويقول إنه أثبت في كل الظروف أنه صديق للعرب.
* "إن العـرب سوف يخوضون المعركة بكل سلاح في أيديهم وإذا دخل الاستعمار صراحة فستدخل كل أسلحتنا صراحة بما فيها البترول وقناة السويس"
* "بعد أن أعلنت الكويت أنها ستوقف تدفق البترول إذا اعتدت أمريكا فنحن في انتظار موقف السعودية ـ وأي حكومة عربية سوف تقصر في أداء واجبها فإن شعبها لن يقصر".
* "عبدالناصر" يعلن في بداية المؤتمر: أريد أن أقول لكم الحقيقة كما نراها.
* مسألة مضيق تيران وسحب قوات الطوارئ مجرد عوارض لمشكلة العدوان الإسرائيلي.
حدد الرئيس "جمال عبدالناصر" في مؤتمر مفتوح عقده للصحافة العالمية ونُقل إلى كل العواصم من نفس القاعة التي عُقد فيها ـ مواقف الجمهورية العربية المتحدة في كل جوانب الأزمة العنيفة الواقعة الآن في الشرق الأوسط. وكان المؤتمر الصحفي ينقسم إلى جزئين:
* بيان تمهيدي قدم به "عبدالناصر" للمؤتمر وحدد فيه القضية الأساسية في الموضوع كله وهي فلسطين.
* ثم أسئلة قدمها ممثلو الصحافة العالمية وأجاب عليها "عبدالناصر"، وقد غطت هذه الأسئلة تفاصيل الأزمة من جميع نواحيها.
وقد استغرق البيان التمهيدي قرابة ربع الساعة، ثم امتدت الأسئلة والأجوبة بعده لساعة كاملة وقد روعي فيها أن تكون شاملة من الناحية الموضوعية والجغرافية بالنسبة للبلاد التي تعمل فيها الوكالات أو الصحف موجهة السؤال.
البيان التمهيدي
وبعد مقدمة عن الأسباب التي دعت الرئيس "عبدالناصر" إلـى الاجتماع بالصحافة العالمية فإنه حدد النقطة الأساسية لِما يريد أن يقوله على الفور.
"إن المشكلة التي نعيش فيها الآن ليست مشكلة مضايق تيران وليست مشكلة سحب قوات الطوارئ الدولية. هذه كلها عوارض طارئة لمشكلة أكبر وأخطر تلك هي مشكلة العدوان الذي وقع وما يزال وقوعه مستمراً على وطن من أوطان شعوب الأمة العربية في فلسطين وما يعنيه ذلك من تهديد قائم باستمرار ضد أوطانها جميعاً".
وأضاف "عبدالناصر":
"إننا نرفض وفضاً كاملاً أن ينحصر الاهتمام في موضوع مضايق تيران أو في موضوع سحب قوات الطـواري وكلاهما في رأينا أملا لا خلاف عليه ولقد تم البت فيهما وانتهى الأمر ولم يعد مفتوحاً لأي حديث".
وعاد عبدالناصر إلى شرح الظروف التي فجرت الأزمة وهي التهديد الإسرائيلي الموجه إلى سوريا والأصوات المنادية فيها بالزحف على دمشق.
ثم أكد "جمال عبدالناصر" على دور الاستعمار في خلق إسرائيل وتدعيمها وتشجيع عدوانها ـ حتى ضد مبادئ وقرارات الأمم المتحدة ـ واستعمالها بدورها أداة للعدوان كما رأينا في مؤامرة السويس التي حكم العالم على كل المشتركين فيها بأقصى حكم يصدر ضد أحد وهو: الاحتقار!
45 سؤالاً وجواباً
وعندما جاء دور الأسئلة الموجهة من الصحافة العالمية إلى الرئيس عبدالناصر كانت إجاباته محددة وفي موضوع السؤال وبحسم قاطع. وكان من أبرز أقوال عبدالناصر خلال الإجابات:
* إذا قامت الحرب بيننا وبين إسرائيل فلن تكون حرباً محدودة وإنما سوف تكون حرباً شاملة.
* إذا قامت حرب بين إسرائيل وحدها وبيننا وحدنا فإنها يمكن أن تكون قاصرة على الشرق الأوسط وحده.
* الدول الكبرى لا تقرر لنا مصيرنا ولسنا تحت وصاية أحد.
* إن أمريكا انحازت انحيازاً كاملاً لإسرائيل وضد العرب ولقد قرأت اليوم تصريح نائب الرئيس الأمريكي الذي يتحدث فيه عن إسرائيل "كمنارة للدنيا" وكل ذلك في سبيل الأصوات على حساب المبادئ.
* كنا نتصور يوماً أن أمريكا سوف تكون سنداً لحركات التحرير ولكنها تحولت إلى قوة راغبة في السيطرة والتحكم تتصور أنها تستطيع أن تخط أقدار الشعوب وهي تقف ضد الأمة العربية مائة في المائة.
* إن الضجة التي تثار الآن حول سحب قوات الطوارئ وإغلاق خليج العقبة أمام إسرائيل ضجة مصطنعة تثيرها الولايات المتحدة الأمريكية تشجيعاً وتدعيماً للعدوان الإسرائيلي .. وهذه كلها من آثار مؤامرة السويس صححناها وأعدناها إلى وضعها السليم.
* لا يمكـن أن يبقـى العدوان الصهيوني على أرضنا، ولقد ذهب الاستعمار الصليبي لم يبق منه إلا أطلال قلاع أثرية يزورها السياح.
* إننا لا نقيم حساباتنا على احتمال التدخل الأمريكي عسكرياً وإذا وقع ذلك فإننا سنقاوم وندافع عن حقوقنا وسيادتنا، ولكن المعركة ستأخذ أبعاداً مختلفة.
* إذا تدخلت أمريكا ضدنا عسكرياً فإن الأمة العربية لن تطلب من أي دولة صديقة أن تتدخل، ولكنها سوف تترك كل دولة صديقة تقرر لنفسها ما تريد.
* نحن لا نريد أن تحدث مواجهة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، فإن مثل هذه المواجهة سوف تكون حرباً نووية وذلك أمر لا نتصوره ولا نتمناه.
* إن العرب سوف يخوضون معركتهم بكل سلاح يملكونه ولسوف يكون البترول بغير شك ضمن أسلحة المعركة إذا اتسع نطاقها ودخلتها الولايات المتحدة الأمريكية أو أية دولة استعمارية أخرى.
* نحن متأثرون من موقف كندا وموقف رئيس وزرائها الذي حصل على جائزة نوبل للسلام وهو الآن يؤيد العدوان ويتحيز ضدنا ويتواطأ مع السياسة الأمريكية.
* إذا كانت الحرب مع إسرائيل وحدها فسوف تظل قناة السويس مفتوحة، وأما إذا كانت الحرب مع غير إسرائيل فلن يستطيع المعتدون أن يمروا من قناة السويس.
* إن إسرائيل هي التي حددت توقيت الأزمة والتهديد بالزحف على دمشق كان نقطة التفجير.
* إن توقف البترول العربي عن الغرب في حالة العدوان قد يؤثر في الاقتصاد العربي، ولكن الكرامة العربية والاستقلال العربي والأمن العربي لها أهمية تسبق ما عداها.
* لا أوافق على تدمير المصالح والمنشآت العربية في حالة العدوان، ولقد رحبت باقتراح وزير خارجية الكويت الذي أكد فيه أن الكويت سوف توقف تدفق البترول إذا حدث شيء، ونحن في انتظار موقف السعودية، وعلى أية حال فإن أي بلد عربي تتأخر حكومته عن أداء دورها فإن المسؤولية تُنْقَل إلى الشعب فتتصرف جماهيره بوحي ضميرها القومي.
البيان التمهيدي
ألقى الرئيس "جمال عبدالناصر" في بداية مؤتمره الصحفي بياناً فيما يلي نص:
يسعدني أن ألتقي اليوم بممثلي الصحافة العالمية والعربية الذين يبذلون الآن أكبر الجهود في متابعة الأحداث الهامة التي تشغل بالنا جميعاً.
والصحافة كما تعرفون جميعاً لا تتابع الأنباء فحسب ولكنها تقوم ـ إلى حد ما ـ بالمشاركة في صنعها، أقصد ذلك من زاوية لها قيمتها، ذلك أنه إذا كانت حقيقة الوقائع في أي حدث من الأحداث مهمة فإن الصورة التي نجعل بها هذه الوقائع تبدو أمام الناس ليست أقل أهمية. أي أن هناك الموضوع. وهناك الصورة التي يظهر بها الموضوع أمام الآخرين.
ولقد وجدت أنه من الواجب علينا أن نضع أمامكم صورة الحقيقة كما نراها فذلك جزء من المسؤولية علينا خصوصاً بالنسبة لموقف قد يعني السلم أو الحرب بالنسبة للأمة العربية كلها بما ينتج عن ذلك من آثار وردود فعل حتى خارج العالم العربي.
ومن ناحية أخرى فلقد وجدت أنه من حقكم وأنتم هنا تقومون بمهمة لها قداستها من ناحية حرية الأنباء ولها خطورتها من حيث التأثر على الإحساس العالمي بالمشاكل ـ أن التقي بكم وأتحدث إليكم بنفسي فيما تريدون سؤالي فيه.
وأقول لكم بصراحة أنه ليس لدينا ما نريد أن نطلبه منكم أو ما نريد تفويته عليكم. نريد أن نقول لكم الحقيقة في كل ما يهمكم من تفاصيل الحوادث كما نراها. ذلك كما قلت لكم واجب علينا خصوصاً في مسألة متعلقة بقضية الحرب والسلام. وأما الباقي فليس لنا شأن به وهو ملك لضميركم المهني ومسؤوليتكم أمام الجماهير الواسعة التي تقومون بخدمتها في كل بلاد العالم.
وإذا كان لي أن أُضيف إلى هذه المقدمة شيئاً قبل أن أبدأ في الإجابة على أسئلتكم فهي أنني أريد أن ألفت النظر إلى نقطة هامة.
المشكلة الأصلية
إن المشكلة التي نعيش فيها الآن جميعاً ونهتم بها ـ ساسة وصحفيين وجماهير ـ ليست مشكلة مضايق تيران وليست مشكلة سحب قوات الطوارئ. هذه كلها عوارض طارئة لمشكلة أكبر وأخطر تلك هي مشكلة العدوان الذي وقع وما يزال وقوعه مستمراً على وطن من أوطان شعوب الأمة العربية في فلسطين وما يعنيه ذلك من تهديد قائم باستمرار ضد أوطانها جميعاً. هذه هي المشكلة الأصلية.
والذين يتصورون أن القضايـا المصيرية للأمم والشعوب يمكن أن تموت بمرور الوقت وأن يصيبها الزمن بأعراض الشيخوخة يقعون في خطأ كبير. إن الأفراد يصابون بأعراض الشيخوخة وبينها النسيان. ولكن الشعوب وجود حي متجدد دائم الشباب. خصوصاً وأن المسألة ليست عدواناً وقع وانتهى أمره وإنما هو عدوان وقع وما زال مستمراً وبالعكس فإنه يريد توسيع نطاق عدوانه لتوسيع نطاق سيطرته.
إننا نرفض رفضاً كاملاً أن ينحصر الاهتمام في موضوع مضايق تيران أو في موضوع سحب قوات الطوارئ وكلاهما في رأينا أمر لا خلاف عليه.
مضايق تيران مياه إقليمية مصرية ولقد طبقنا عليها حقوق السيادة المصرية ولن تستطيع قوة من القوى ـ مهما بلغ جبروتها ـ وأنا أقول ذلك بوضوح لكي يعرف كل الأطراف موقفهم أن تمس حقوق السيادة المصرية أو تدور حولها. وأي محاولة من هذا النوع سوف تكون عدواناً على الشعب المصري وعدواناً على الأمة العربية كلها وسوف تُلحق بالمعتدين أضراراً لا يتصورونها.
وموضوع سحب قوات الطـوارئ هو الآخر أمر لا خلاف عليه فلقد جاءت هذه القوة إلى أرضنا في ظروف المؤامرة الثلاثية والتواطؤ المشين الذي حطم سمعة جميع أطرافه أخلاقياً وفعلياً والذي لـم يبق سر من تفاصيله لم يخرج إلى النور يدين المتآمرين المتواطئين ويحكم بها على إنسان وهو: الاحتقار.
قوة الطوارئ كما قلت جاءت إلى أرضنا بموافقتنا وشرط بقائها معلق بهذه الموافقة ولقد سحبنا هذه الموافقة واستجاب السكرتير العام الأمم المتحدة ـ بأمانة ونزاهة وشرف ـ لطلبنا وانتهى أمر هذه القوات تماماً ولم يَعُدّ مفتوحاً لأي حديث.
بداية التطورات
والظروف التي طلبنا فيها سحب قوات الطوارئ معروفة هي الأخرى لكم جميعاً فلقد كان هناك تهـديداً لسوريا وكانت هناك خطة لغزوها وكانت هناك تدابير للتنفيذ وموعد محدد يبدأ فيه هذا التنفيذ، بينما أصوات المسؤولين في إسرائيل ترتفع صراحة مطالبة بالزحف على دمشق!
ولم يكن في استطاعتنا أن نسكت على تهديد سوريا أو غزوها .. لم يكن في استطاعتنا أن نقبل ذلك بالنسبة لسوريا أو بالنسبة لأي وطن عربي. وهكذا كان لا بدّ أن تتقدم القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة إلى المواقع التي تستطيع منها أن تصل ويكون عملها مؤثراً في ردع العدوان.
وتداعت بعد ذلك تطورات كثيرة طبيعية ولم يكن فيها أي مفاجأة إلا للذين زيفوا الدعايات المغرضة ضد الأمة العربية ثم سقطوا هم فريسة في الفخ الذي صنعوه لغيرهم. كذبوا وكذبوا وكذبوا حتى صدقوا أنفسهم ولهذا السبب وحده فإن الحقيقة كانت مفاجأة لهم.
حقيقة تصرف مصر
ونحـن نعتبر أنه لا يمكن لأي منصف أن يسمي أي تصرف قمنا به في الأسبوعين الأخيرين عدواناً أو يجد شبهة للعدوان، لقد ذهبت قواتنا إلى سيناء لتردع العدوان. ولقد طبقنا على مضايق تيران حقوق السيادة المصرية وأي تعرض لهذه الحقوق يكون هو نفسه العدوان.
لماذا؟
ذلك يعود بنا إلى أساس المشكلة. إلى أصلها .. وإلى حقيقتها وإلى صلبها .. إن إسرائيل صنعها الاستعمار وصنعتها القوى الراغبة في السيطرة على وطن الأمة العربية ونحن لا نقول هذا وحدنا ولكن يقوله الآخرون الذين يتصدون اليوم لحماية العدوان الإسرائيلي.
يقولون في كل مناسبة وبالحرف تقريباً أنهم خلقوا إسرائيل وأنهم يتحملون مسؤولية أمنها. لقد سلموها الجزء الأكبر من وطن الشعب العربي الفلسطيني. وبعد هذا العدوان الأول والأكبر الدول ساندوا خط سيرها العدواني المتصل.
أسئلة لا بدّ منها
ونسأل أنفسنا هنا أسئلة كثيرة:
* ماذا فعلت إسرائيل بقرارات الأمم المتحدة سنة 1947 وسنة 1948 وسنة 1949؟
الرد: ضربت بها جميعاً عرض الحائط.
* ماذا فعلت إسرائيل بقرارات الهدنة التي فرضها مجلس الأمن؟
الرد: أنها احتلت كل ما احتلته من الأرض الفلسطينية بعد هذه القرارات.
وأبرز مثل على ذلك ميناء إيلات الذي بنته إسرائيل على موقع أم الرشراش العربي. لقد احتلت هذه المنطقة بعد اتفاقيات الهدنة.
جرى توقيع اتفاقيات الهدنة في فبراير 1949. وفي مارس الشهر الذي يليه مباشرة احتلت إسرائيـل هذا الموقع وداست بأقدامها على كل قرارات مجلس الأمن وعلى اتفاقيات الهدنة التي لم يكن الحبر الذي وقعت به قد جف بعد.
* ماذا فعلت إسرائيل بحقوق اللاجئين العرب وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بهم؟
الرد: أنهم ما زالوا مشردين خارج وطنهم المغتصب.
* ماذا فعلت إسرائيل بلجان الهدنة نفسها، بأعضائها الذين كانوا في مهمتهم يمثلون الأمم المتحدة؟
الرد: حينما أرادت احتـلال منطقة العوجة المنزوعة السلاح سنة 1955 لم تتوان عن اعتقال مراقبي الهدنة ثم طردهم بعيداً عن المنطقة وذلك على أي حال ليس غريباً فإن العدوان الإسرائيلي وصل إلى حد اغتيال الوسيـط الدولـي للهدنـة الكونت برنادوت لأن العدوان الإسرائيلي وجد في تقريره تفصيلاً لا يتفق مع مطامعه.
* ماذا فعلت إسرائيل سنة 1956؟ وماذا يعنيه كل ما فعلته سنة 1956؟
الرد: قامـت بدورها المرسوم لها، كأداة صنعها الاستعمار كان دورها مخزياً كما هو واضح الآن من كل ما أُذيع عن أسـرار السويس ومع ذلك فإنها ادعت على أساسه نصراً وحاولت فوق ذلك وهذا ثابت أن تضم قطعة من الأراضي المصرية هي سيناء إليها وأعلن بن جوريون ذلك.
وبعد السويس فإن السجل العدواني متصل حتى ذلك التهديد ضد سوريا وهو التهديد الذي فجر الأزمة الحالية.
موضوع السلام والحرب
ذلك هو أساس المشكلة. وأي تجاوز له أو تجاهل لا يمكن قبوله وهذا هو الموضوع الذي تقف أمامه الأمة العربية كلها على استعداد للوصول فيه إلى آخر مدى مع العدوان الإسرائيلي ومع الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت وتقوم بتدعيمه سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
إن أسـاس المشكلة ـ وليس أي فرع من فروعها ـ هو موضوع السلام والحرب. وهو سلام الأمة العربية كلها أو من فروعها ـ هو موضوع السلام والحرب. وهو سلام الأمة العربية كلها أو حربها مهما كانت المحاولات العدوانية ومهما كانت قوى العدوان. والآن فإنني على استعداد للإجابة على أسئلتكم.
يحى الشــاعر
تم تحرير المشاركة بواسطة يحى الشاعر: Dec 19 2006, 03:02 PM
التطــورات المصرية على المستوى الداخلي .............!!!
في يوم 28 مايو 1967:. (الوثيقة الرقم 8)
تحدث الرئيس جمال "عبدالناصر" إلى العالم في مؤتمره الذي عقده للصحافة العالمية، والذي أعلن فيه، أن القضية هي فلسطين، وأن سحب قوات الطوارئ الدولية، وإغلاق خليج العقبة أمام إسرائيل، مجرد ظواهر للمشكلة الرئيسية في العالم العربي، المشكلة الحقيقية هي العدوان الذي تعرض له شعب فلسطين، ومـا زال مستمر ويتسع تهديده ضد الأمة العربية كلها وفي نهاية الحديث، أجاب على جميع أسئلة الصحافيين.
يوم 29 مايو 1967:
تم تعيين السيد "زكريا محيي الدين" نائب رئيس الجمهورية قائداً للدفاع الشعبي، وتحددت "القيادة المشتركة" مقراً له … وبدأ يزاول مهامه باجتماع "المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية المصرية" لتنظيم الدفاع عن كل شبر من أرض مصر.
في يوم 28 مايو 1967:. (الوثيقة الرقم 8)
(الوثيقة الرقم 8)
حديث الرئيس جمال عبدالناصر
إلى الصحافة العالمية
(يوم 28 مايو 1967)
* "عبدالناصر" يتحدث إلى العالم.
* في مؤتمره الذي عقده للصحافة العالمية أعلن "عبدالناصر": القضية هي فلسطين.
* "إن سحب قوات الطوارئ وإغلاق خليج العقبة أمام إسرائيل مجرد ظواهر للمشكلة الرئيسية في العالم العربي".
* "المشكلة الحقيقية هي العدوان الذي تعرض له شعب فلسطين وما زال مستمراً ويتسع تهديده ضد الأمة العربية كلها".
* "أمريكا مسؤولة عن مشكلة إسرائيل وهي متحيزة ضد العرب مائة بالمائة مؤيدة لإسرائيل مائة بالمائة".
* "إذا قامت الحرب بيننا وبين إسرائيل فلن تكون حرباً محدودة وإنما سوف تكون حرباً شاملة".
* "إذا قامت الحرب بيننا وبين إسرائيل فإنها يمكن أن تقتصر على الشرق الأوسط وحده وأما غير ذلك فيؤدي إلى احتمالات يصعب التنبؤ بها".
* "لم يعد موضوع قوات الطوارئ أو موضوع إغلاق خليج العقبة في وجه إسرائيل أموراً مفتوحة لأي حديث فلقد تم البت فيها وانتهى".
* "إذا تدخلت أمريكا ضدنا عسكرياً فسوف نقاومها ولن نطلب تدخل أي دولة صديقة وإنما سوف نترك لكل الأصدقاء أن يقرروا مواقفهم".
* "عبدالناصر" يشيد بموقف الاتحاد السوفيتي ويقول إنه أثبت في كل الظروف أنه صديق للعرب.
* "إن العـرب سوف يخوضون المعركة بكل سلاح في أيديهم وإذا دخل الاستعمار صراحة فستدخل كل أسلحتنا صراحة بما فيها البترول وقناة السويس"
* "بعد أن أعلنت الكويت أنها ستوقف تدفق البترول إذا اعتدت أمريكا فنحن في انتظار موقف السعودية ـ وأي حكومة عربية سوف تقصر في أداء واجبها فإن شعبها لن يقصر".
* "عبدالناصر" يعلن في بداية المؤتمر: أريد أن أقول لكم الحقيقة كما نراها.
* مسألة مضيق تيران وسحب قوات الطوارئ مجرد عوارض لمشكلة العدوان الإسرائيلي.
حدد الرئيس "جمال عبدالناصر" في مؤتمر مفتوح عقده للصحافة العالمية ونُقل إلى كل العواصم من نفس القاعة التي عُقد فيها ـ مواقف الجمهورية العربية المتحدة في كل جوانب الأزمة العنيفة الواقعة الآن في الشرق الأوسط. وكان المؤتمر الصحفي ينقسم إلى جزئين:
* بيان تمهيدي قدم به "عبدالناصر" للمؤتمر وحدد فيه القضية الأساسية في الموضوع كله وهي فلسطين.
* ثم أسئلة قدمها ممثلو الصحافة العالمية وأجاب عليها "عبدالناصر"، وقد غطت هذه الأسئلة تفاصيل الأزمة من جميع نواحيها.
وقد استغرق البيان التمهيدي قرابة ربع الساعة، ثم امتدت الأسئلة والأجوبة بعده لساعة كاملة وقد روعي فيها أن تكون شاملة من الناحية الموضوعية والجغرافية بالنسبة للبلاد التي تعمل فيها الوكالات أو الصحف موجهة السؤال.
البيان التمهيدي
وبعد مقدمة عن الأسباب التي دعت الرئيس "عبدالناصر" إلـى الاجتماع بالصحافة العالمية فإنه حدد النقطة الأساسية لِما يريد أن يقوله على الفور.
"إن المشكلة التي نعيش فيها الآن ليست مشكلة مضايق تيران وليست مشكلة سحب قوات الطوارئ الدولية. هذه كلها عوارض طارئة لمشكلة أكبر وأخطر تلك هي مشكلة العدوان الذي وقع وما يزال وقوعه مستمراً على وطن من أوطان شعوب الأمة العربية في فلسطين وما يعنيه ذلك من تهديد قائم باستمرار ضد أوطانها جميعاً".
وأضاف "عبدالناصر":
"إننا نرفض وفضاً كاملاً أن ينحصر الاهتمام في موضوع مضايق تيران أو في موضوع سحب قوات الطـواري وكلاهما في رأينا أملا لا خلاف عليه ولقد تم البت فيهما وانتهى الأمر ولم يعد مفتوحاً لأي حديث".
وعاد عبدالناصر إلى شرح الظروف التي فجرت الأزمة وهي التهديد الإسرائيلي الموجه إلى سوريا والأصوات المنادية فيها بالزحف على دمشق.
ثم أكد "جمال عبدالناصر" على دور الاستعمار في خلق إسرائيل وتدعيمها وتشجيع عدوانها ـ حتى ضد مبادئ وقرارات الأمم المتحدة ـ واستعمالها بدورها أداة للعدوان كما رأينا في مؤامرة السويس التي حكم العالم على كل المشتركين فيها بأقصى حكم يصدر ضد أحد وهو: الاحتقار!
45 سؤالاً وجواباً
وعندما جاء دور الأسئلة الموجهة من الصحافة العالمية إلى الرئيس عبدالناصر كانت إجاباته محددة وفي موضوع السؤال وبحسم قاطع. وكان من أبرز أقوال عبدالناصر خلال الإجابات:
* إذا قامت الحرب بيننا وبين إسرائيل فلن تكون حرباً محدودة وإنما سوف تكون حرباً شاملة.
* إذا قامت حرب بين إسرائيل وحدها وبيننا وحدنا فإنها يمكن أن تكون قاصرة على الشرق الأوسط وحده.
* الدول الكبرى لا تقرر لنا مصيرنا ولسنا تحت وصاية أحد.
* إن أمريكا انحازت انحيازاً كاملاً لإسرائيل وضد العرب ولقد قرأت اليوم تصريح نائب الرئيس الأمريكي الذي يتحدث فيه عن إسرائيل "كمنارة للدنيا" وكل ذلك في سبيل الأصوات على حساب المبادئ.
* كنا نتصور يوماً أن أمريكا سوف تكون سنداً لحركات التحرير ولكنها تحولت إلى قوة راغبة في السيطرة والتحكم تتصور أنها تستطيع أن تخط أقدار الشعوب وهي تقف ضد الأمة العربية مائة في المائة.
* إن الضجة التي تثار الآن حول سحب قوات الطوارئ وإغلاق خليج العقبة أمام إسرائيل ضجة مصطنعة تثيرها الولايات المتحدة الأمريكية تشجيعاً وتدعيماً للعدوان الإسرائيلي .. وهذه كلها من آثار مؤامرة السويس صححناها وأعدناها إلى وضعها السليم.
* لا يمكـن أن يبقـى العدوان الصهيوني على أرضنا، ولقد ذهب الاستعمار الصليبي لم يبق منه إلا أطلال قلاع أثرية يزورها السياح.
* إننا لا نقيم حساباتنا على احتمال التدخل الأمريكي عسكرياً وإذا وقع ذلك فإننا سنقاوم وندافع عن حقوقنا وسيادتنا، ولكن المعركة ستأخذ أبعاداً مختلفة.
* إذا تدخلت أمريكا ضدنا عسكرياً فإن الأمة العربية لن تطلب من أي دولة صديقة أن تتدخل، ولكنها سوف تترك كل دولة صديقة تقرر لنفسها ما تريد.
* نحن لا نريد أن تحدث مواجهة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، فإن مثل هذه المواجهة سوف تكون حرباً نووية وذلك أمر لا نتصوره ولا نتمناه.
* إن العرب سوف يخوضون معركتهم بكل سلاح يملكونه ولسوف يكون البترول بغير شك ضمن أسلحة المعركة إذا اتسع نطاقها ودخلتها الولايات المتحدة الأمريكية أو أية دولة استعمارية أخرى.
* نحن متأثرون من موقف كندا وموقف رئيس وزرائها الذي حصل على جائزة نوبل للسلام وهو الآن يؤيد العدوان ويتحيز ضدنا ويتواطأ مع السياسة الأمريكية.
* إذا كانت الحرب مع إسرائيل وحدها فسوف تظل قناة السويس مفتوحة، وأما إذا كانت الحرب مع غير إسرائيل فلن يستطيع المعتدون أن يمروا من قناة السويس.
* إن إسرائيل هي التي حددت توقيت الأزمة والتهديد بالزحف على دمشق كان نقطة التفجير.
* إن توقف البترول العربي عن الغرب في حالة العدوان قد يؤثر في الاقتصاد العربي، ولكن الكرامة العربية والاستقلال العربي والأمن العربي لها أهمية تسبق ما عداها.
* لا أوافق على تدمير المصالح والمنشآت العربية في حالة العدوان، ولقد رحبت باقتراح وزير خارجية الكويت الذي أكد فيه أن الكويت سوف توقف تدفق البترول إذا حدث شيء، ونحن في انتظار موقف السعودية، وعلى أية حال فإن أي بلد عربي تتأخر حكومته عن أداء دورها فإن المسؤولية تُنْقَل إلى الشعب فتتصرف جماهيره بوحي ضميرها القومي.
البيان التمهيدي
ألقى الرئيس "جمال عبدالناصر" في بداية مؤتمره الصحفي بياناً فيما يلي نص:
يسعدني أن ألتقي اليوم بممثلي الصحافة العالمية والعربية الذين يبذلون الآن أكبر الجهود في متابعة الأحداث الهامة التي تشغل بالنا جميعاً.
والصحافة كما تعرفون جميعاً لا تتابع الأنباء فحسب ولكنها تقوم ـ إلى حد ما ـ بالمشاركة في صنعها، أقصد ذلك من زاوية لها قيمتها، ذلك أنه إذا كانت حقيقة الوقائع في أي حدث من الأحداث مهمة فإن الصورة التي نجعل بها هذه الوقائع تبدو أمام الناس ليست أقل أهمية. أي أن هناك الموضوع. وهناك الصورة التي يظهر بها الموضوع أمام الآخرين.
ولقد وجدت أنه من الواجب علينا أن نضع أمامكم صورة الحقيقة كما نراها فذلك جزء من المسؤولية علينا خصوصاً بالنسبة لموقف قد يعني السلم أو الحرب بالنسبة للأمة العربية كلها بما ينتج عن ذلك من آثار وردود فعل حتى خارج العالم العربي.
ومن ناحية أخرى فلقد وجدت أنه من حقكم وأنتم هنا تقومون بمهمة لها قداستها من ناحية حرية الأنباء ولها خطورتها من حيث التأثر على الإحساس العالمي بالمشاكل ـ أن التقي بكم وأتحدث إليكم بنفسي فيما تريدون سؤالي فيه.
وأقول لكم بصراحة أنه ليس لدينا ما نريد أن نطلبه منكم أو ما نريد تفويته عليكم. نريد أن نقول لكم الحقيقة في كل ما يهمكم من تفاصيل الحوادث كما نراها. ذلك كما قلت لكم واجب علينا خصوصاً في مسألة متعلقة بقضية الحرب والسلام. وأما الباقي فليس لنا شأن به وهو ملك لضميركم المهني ومسؤوليتكم أمام الجماهير الواسعة التي تقومون بخدمتها في كل بلاد العالم.
وإذا كان لي أن أُضيف إلى هذه المقدمة شيئاً قبل أن أبدأ في الإجابة على أسئلتكم فهي أنني أريد أن ألفت النظر إلى نقطة هامة.
المشكلة الأصلية
إن المشكلة التي نعيش فيها الآن جميعاً ونهتم بها ـ ساسة وصحفيين وجماهير ـ ليست مشكلة مضايق تيران وليست مشكلة سحب قوات الطوارئ. هذه كلها عوارض طارئة لمشكلة أكبر وأخطر تلك هي مشكلة العدوان الذي وقع وما يزال وقوعه مستمراً على وطن من أوطان شعوب الأمة العربية في فلسطين وما يعنيه ذلك من تهديد قائم باستمرار ضد أوطانها جميعاً. هذه هي المشكلة الأصلية.
والذين يتصورون أن القضايـا المصيرية للأمم والشعوب يمكن أن تموت بمرور الوقت وأن يصيبها الزمن بأعراض الشيخوخة يقعون في خطأ كبير. إن الأفراد يصابون بأعراض الشيخوخة وبينها النسيان. ولكن الشعوب وجود حي متجدد دائم الشباب. خصوصاً وأن المسألة ليست عدواناً وقع وانتهى أمره وإنما هو عدوان وقع وما زال مستمراً وبالعكس فإنه يريد توسيع نطاق عدوانه لتوسيع نطاق سيطرته.
إننا نرفض رفضاً كاملاً أن ينحصر الاهتمام في موضوع مضايق تيران أو في موضوع سحب قوات الطوارئ وكلاهما في رأينا أمر لا خلاف عليه.
مضايق تيران مياه إقليمية مصرية ولقد طبقنا عليها حقوق السيادة المصرية ولن تستطيع قوة من القوى ـ مهما بلغ جبروتها ـ وأنا أقول ذلك بوضوح لكي يعرف كل الأطراف موقفهم أن تمس حقوق السيادة المصرية أو تدور حولها. وأي محاولة من هذا النوع سوف تكون عدواناً على الشعب المصري وعدواناً على الأمة العربية كلها وسوف تُلحق بالمعتدين أضراراً لا يتصورونها.
وموضوع سحب قوات الطـوارئ هو الآخر أمر لا خلاف عليه فلقد جاءت هذه القوة إلى أرضنا في ظروف المؤامرة الثلاثية والتواطؤ المشين الذي حطم سمعة جميع أطرافه أخلاقياً وفعلياً والذي لـم يبق سر من تفاصيله لم يخرج إلى النور يدين المتآمرين المتواطئين ويحكم بها على إنسان وهو: الاحتقار.
قوة الطوارئ كما قلت جاءت إلى أرضنا بموافقتنا وشرط بقائها معلق بهذه الموافقة ولقد سحبنا هذه الموافقة واستجاب السكرتير العام الأمم المتحدة ـ بأمانة ونزاهة وشرف ـ لطلبنا وانتهى أمر هذه القوات تماماً ولم يَعُدّ مفتوحاً لأي حديث.
بداية التطورات
والظروف التي طلبنا فيها سحب قوات الطوارئ معروفة هي الأخرى لكم جميعاً فلقد كان هناك تهـديداً لسوريا وكانت هناك خطة لغزوها وكانت هناك تدابير للتنفيذ وموعد محدد يبدأ فيه هذا التنفيذ، بينما أصوات المسؤولين في إسرائيل ترتفع صراحة مطالبة بالزحف على دمشق!
ولم يكن في استطاعتنا أن نسكت على تهديد سوريا أو غزوها .. لم يكن في استطاعتنا أن نقبل ذلك بالنسبة لسوريا أو بالنسبة لأي وطن عربي. وهكذا كان لا بدّ أن تتقدم القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة إلى المواقع التي تستطيع منها أن تصل ويكون عملها مؤثراً في ردع العدوان.
وتداعت بعد ذلك تطورات كثيرة طبيعية ولم يكن فيها أي مفاجأة إلا للذين زيفوا الدعايات المغرضة ضد الأمة العربية ثم سقطوا هم فريسة في الفخ الذي صنعوه لغيرهم. كذبوا وكذبوا وكذبوا حتى صدقوا أنفسهم ولهذا السبب وحده فإن الحقيقة كانت مفاجأة لهم.
حقيقة تصرف مصر
ونحـن نعتبر أنه لا يمكن لأي منصف أن يسمي أي تصرف قمنا به في الأسبوعين الأخيرين عدواناً أو يجد شبهة للعدوان، لقد ذهبت قواتنا إلى سيناء لتردع العدوان. ولقد طبقنا على مضايق تيران حقوق السيادة المصرية وأي تعرض لهذه الحقوق يكون هو نفسه العدوان.
لماذا؟
ذلك يعود بنا إلى أساس المشكلة. إلى أصلها .. وإلى حقيقتها وإلى صلبها .. إن إسرائيل صنعها الاستعمار وصنعتها القوى الراغبة في السيطرة على وطن الأمة العربية ونحن لا نقول هذا وحدنا ولكن يقوله الآخرون الذين يتصدون اليوم لحماية العدوان الإسرائيلي.
يقولون في كل مناسبة وبالحرف تقريباً أنهم خلقوا إسرائيل وأنهم يتحملون مسؤولية أمنها. لقد سلموها الجزء الأكبر من وطن الشعب العربي الفلسطيني. وبعد هذا العدوان الأول والأكبر الدول ساندوا خط سيرها العدواني المتصل.
أسئلة لا بدّ منها
ونسأل أنفسنا هنا أسئلة كثيرة:
* ماذا فعلت إسرائيل بقرارات الأمم المتحدة سنة 1947 وسنة 1948 وسنة 1949؟
الرد: ضربت بها جميعاً عرض الحائط.
* ماذا فعلت إسرائيل بقرارات الهدنة التي فرضها مجلس الأمن؟
الرد: أنها احتلت كل ما احتلته من الأرض الفلسطينية بعد هذه القرارات.
وأبرز مثل على ذلك ميناء إيلات الذي بنته إسرائيل على موقع أم الرشراش العربي. لقد احتلت هذه المنطقة بعد اتفاقيات الهدنة.
جرى توقيع اتفاقيات الهدنة في فبراير 1949. وفي مارس الشهر الذي يليه مباشرة احتلت إسرائيـل هذا الموقع وداست بأقدامها على كل قرارات مجلس الأمن وعلى اتفاقيات الهدنة التي لم يكن الحبر الذي وقعت به قد جف بعد.
* ماذا فعلت إسرائيل بحقوق اللاجئين العرب وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بهم؟
الرد: أنهم ما زالوا مشردين خارج وطنهم المغتصب.
* ماذا فعلت إسرائيل بلجان الهدنة نفسها، بأعضائها الذين كانوا في مهمتهم يمثلون الأمم المتحدة؟
الرد: حينما أرادت احتـلال منطقة العوجة المنزوعة السلاح سنة 1955 لم تتوان عن اعتقال مراقبي الهدنة ثم طردهم بعيداً عن المنطقة وذلك على أي حال ليس غريباً فإن العدوان الإسرائيلي وصل إلى حد اغتيال الوسيـط الدولـي للهدنـة الكونت برنادوت لأن العدوان الإسرائيلي وجد في تقريره تفصيلاً لا يتفق مع مطامعه.
* ماذا فعلت إسرائيل سنة 1956؟ وماذا يعنيه كل ما فعلته سنة 1956؟
الرد: قامـت بدورها المرسوم لها، كأداة صنعها الاستعمار كان دورها مخزياً كما هو واضح الآن من كل ما أُذيع عن أسـرار السويس ومع ذلك فإنها ادعت على أساسه نصراً وحاولت فوق ذلك وهذا ثابت أن تضم قطعة من الأراضي المصرية هي سيناء إليها وأعلن بن جوريون ذلك.
وبعد السويس فإن السجل العدواني متصل حتى ذلك التهديد ضد سوريا وهو التهديد الذي فجر الأزمة الحالية.
موضوع السلام والحرب
ذلك هو أساس المشكلة. وأي تجاوز له أو تجاهل لا يمكن قبوله وهذا هو الموضوع الذي تقف أمامه الأمة العربية كلها على استعداد للوصول فيه إلى آخر مدى مع العدوان الإسرائيلي ومع الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت وتقوم بتدعيمه سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
إن أسـاس المشكلة ـ وليس أي فرع من فروعها ـ هو موضوع السلام والحرب. وهو سلام الأمة العربية كلها أو من فروعها ـ هو موضوع السلام والحرب. وهو سلام الأمة العربية كلها أو حربها مهما كانت المحاولات العدوانية ومهما كانت قوى العدوان. والآن فإنني على استعداد للإجابة على أسئلتكم.
يحى الشــاعر
تم تحرير المشاركة بواسطة يحى الشاعر: Dec 19 2006, 03:02 PM