الاستعدادات الأســرائـيلية النهائية للحرب "1 ـ 4 يونيه 1967"
بإعلان حكومة الائتلاف الوطني، فقد عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي أول جلسة له تكلم فيها "مناحيم بيجين" الذي أصبح عضواً في الوزارة، وازدحمت كلماته بمقتطفات من التوراة وكان "أشكول" الذي تهللت أساريره ( بعد انتهاء الأزمة السياسية )، يقاطعها بكلمة آمين.. آمين ثم تكلم رئيس الأركان ليشرح الموقف العسكري، وليبدأ كلامه "أننا لو قمنا بهجومنا منذ خمسة أيام، لكان ذلك في صالحنا تماماً، كما قدم وزير الخارجية "آبا إيبان" تقريراً عن الجبهة السياسية. كما تم تعيين "زفي تسور" أحد رؤساء الأركان السابقين مساعداً لوزير الدفاع، وتعين "شيمون بيريز" كمستشار في وزارة الدفاع. وكلاهما تتحدد مهامه في الشؤون المدنية المتعلقة بوزارة الدفاع.. أما الشؤون العسكرية فتكون من مسؤولية الجنرال "ديان"، والجنرال "اسحق رابين"، رئيس الأركان.
وقد كانت النظرة السياسية ـ العسكرية "للعدو" طبقاً لما لخصها "ديفيد بن جوريون" في كتابه "إسرائيل تاريـخ شـخصي".. والتي تحـمل في طـياتها أسـلوب تتبع القيـادة الإسـرائيلية التحـركات العربية على كل الجبـهات.. كالآتي:
"بعد حملة سيناء سنة1956، كرر "عبدالناصر" مراراً أن الحرب مع إسرائيل أمر لا مفر منه لكنه لن يشنها إلا إذا كان واثقاً من النصر. وكلما ازداد تأييد الاتحاد السوفيتي للعرب تعاظمت ثقة "عبدالناصر" بالنصر. وكانت ثقته بالقادة السوفييت تفوق ثقته "بخروشوف" لأنه اعتقد أو تصور أن "خروشوف" كان تواقا لوفاق مع الولايات المتحدة ولم يكن معادياً لإسرائيل بشكل لا سبيل إلى تغييره. وبالإضافة إلى ذلك، فليس من المؤكد إمكان إلحاق الهزيمة بإسرائيل طالما أن لها أصدقاء مثل الولايات المتحدة.
"عاد خلفاء "خروشوف" ببلادهم إلى طريق الستالينية وفترت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. ولم يخف الزعماء السوفيت الجدد عداءهم لإسرائيل ووطدوا علاقاتهم بسورية ومصر ومعظم الدول العربية عاماً بعد آخر".
"وكانت الصين الشيوعية صديقاً آخر انضم إلى حلقة أصدقاء العرب. فلقد تعاظمت مكانتها الدولية رغم استبعادها من عضوية الأمم المتحدة. وأدت الأسلحة الوفيرة التي تلقاها "عبدالناصر" من روسيا، والأعداد الكبيرة من الطلبة والضباط المصريين الذين يتلقون العلم في الجامعات الشيوعية إلى جعله يعتقد أنه يستطيع أن يهزم إسرائيل، ولم يكن هناك سبيل أكيد لاستفزاز إسرائيل إلى الحرب أفضل من إغلاق مضايق إيلات. وكان "عبدالناصر" يعرف أن غالبية الدول البحرية كانت قد وعدت إسرائيل بأن تعلن في الأمم المتحدة أن الملاحة البريئة في مضايق إيلات حق دولي ويمكن الدفاع عنه بالقوة وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة في حالة استخدام القوة في منع مباشرة هذا الحق. لكنه كان يعرف أيضاً قيمة البيانات والوعود التي تصدرها الدول في أمور لا تؤثر على مصالحها الحيوية الذاتية".
"وقد تمادى في استخفافه بالتأكيدات الودية التي كانت تصدرها الدول الأوروبية والولايات المتحدة ومؤداها أن القانون الدولي العام والدول الغربية تضمن حقوق إسرائيل، وذلك ثقة منه في تأييد الاتحاد السوفيتي والدول الشيوعية الأخرى له. وكانت لديه مبررات كافية لذلك الاستخفاف: فلم يحرك أحد ساكنا لحمل مصر على فتح قناة السويس أمام الملاحة الإسرائيلية بالرغم من أن مجلس الأمن أكد مرتين حرية الملاحة الإسرائيلية. وكانت لديه أسباب كافية للاعتقاد بأنه إذا نجح في طرد قوات الطوارئ الدولية التي تحمي حرية الملاحة الإسرائيلية من شرم الشيخ ثم مارست إسرائيل بعد ذلك حقها في الدفاع عن نفسها بالقوة، فإنه سيدمر إسرائيل في آخر الأمر، وهو الإنجاز الذي لو تحقق فقد يمكنه هذا من السيطرة على الدول العربية. والذي جعله واثقاً من هزيمة الدولة اليهودية في آخر الأمر هي كميات الأسلحة الهائلة والتدريب العسكري الذي وفرته له روسيا والدول الشيوعية الأخرى" .
د. يحى الشاعر
تم تحرير المشاركة بواسطة يحى الشاعر: Dec 19 2006, 03:05 PM
بإعلان حكومة الائتلاف الوطني، فقد عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي أول جلسة له تكلم فيها "مناحيم بيجين" الذي أصبح عضواً في الوزارة، وازدحمت كلماته بمقتطفات من التوراة وكان "أشكول" الذي تهللت أساريره ( بعد انتهاء الأزمة السياسية )، يقاطعها بكلمة آمين.. آمين ثم تكلم رئيس الأركان ليشرح الموقف العسكري، وليبدأ كلامه "أننا لو قمنا بهجومنا منذ خمسة أيام، لكان ذلك في صالحنا تماماً، كما قدم وزير الخارجية "آبا إيبان" تقريراً عن الجبهة السياسية. كما تم تعيين "زفي تسور" أحد رؤساء الأركان السابقين مساعداً لوزير الدفاع، وتعين "شيمون بيريز" كمستشار في وزارة الدفاع. وكلاهما تتحدد مهامه في الشؤون المدنية المتعلقة بوزارة الدفاع.. أما الشؤون العسكرية فتكون من مسؤولية الجنرال "ديان"، والجنرال "اسحق رابين"، رئيس الأركان.
وقد كانت النظرة السياسية ـ العسكرية "للعدو" طبقاً لما لخصها "ديفيد بن جوريون" في كتابه "إسرائيل تاريـخ شـخصي".. والتي تحـمل في طـياتها أسـلوب تتبع القيـادة الإسـرائيلية التحـركات العربية على كل الجبـهات.. كالآتي:
"بعد حملة سيناء سنة1956، كرر "عبدالناصر" مراراً أن الحرب مع إسرائيل أمر لا مفر منه لكنه لن يشنها إلا إذا كان واثقاً من النصر. وكلما ازداد تأييد الاتحاد السوفيتي للعرب تعاظمت ثقة "عبدالناصر" بالنصر. وكانت ثقته بالقادة السوفييت تفوق ثقته "بخروشوف" لأنه اعتقد أو تصور أن "خروشوف" كان تواقا لوفاق مع الولايات المتحدة ولم يكن معادياً لإسرائيل بشكل لا سبيل إلى تغييره. وبالإضافة إلى ذلك، فليس من المؤكد إمكان إلحاق الهزيمة بإسرائيل طالما أن لها أصدقاء مثل الولايات المتحدة.
"عاد خلفاء "خروشوف" ببلادهم إلى طريق الستالينية وفترت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. ولم يخف الزعماء السوفيت الجدد عداءهم لإسرائيل ووطدوا علاقاتهم بسورية ومصر ومعظم الدول العربية عاماً بعد آخر".
"وكانت الصين الشيوعية صديقاً آخر انضم إلى حلقة أصدقاء العرب. فلقد تعاظمت مكانتها الدولية رغم استبعادها من عضوية الأمم المتحدة. وأدت الأسلحة الوفيرة التي تلقاها "عبدالناصر" من روسيا، والأعداد الكبيرة من الطلبة والضباط المصريين الذين يتلقون العلم في الجامعات الشيوعية إلى جعله يعتقد أنه يستطيع أن يهزم إسرائيل، ولم يكن هناك سبيل أكيد لاستفزاز إسرائيل إلى الحرب أفضل من إغلاق مضايق إيلات. وكان "عبدالناصر" يعرف أن غالبية الدول البحرية كانت قد وعدت إسرائيل بأن تعلن في الأمم المتحدة أن الملاحة البريئة في مضايق إيلات حق دولي ويمكن الدفاع عنه بالقوة وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة في حالة استخدام القوة في منع مباشرة هذا الحق. لكنه كان يعرف أيضاً قيمة البيانات والوعود التي تصدرها الدول في أمور لا تؤثر على مصالحها الحيوية الذاتية".
"وقد تمادى في استخفافه بالتأكيدات الودية التي كانت تصدرها الدول الأوروبية والولايات المتحدة ومؤداها أن القانون الدولي العام والدول الغربية تضمن حقوق إسرائيل، وذلك ثقة منه في تأييد الاتحاد السوفيتي والدول الشيوعية الأخرى له. وكانت لديه مبررات كافية لذلك الاستخفاف: فلم يحرك أحد ساكنا لحمل مصر على فتح قناة السويس أمام الملاحة الإسرائيلية بالرغم من أن مجلس الأمن أكد مرتين حرية الملاحة الإسرائيلية. وكانت لديه أسباب كافية للاعتقاد بأنه إذا نجح في طرد قوات الطوارئ الدولية التي تحمي حرية الملاحة الإسرائيلية من شرم الشيخ ثم مارست إسرائيل بعد ذلك حقها في الدفاع عن نفسها بالقوة، فإنه سيدمر إسرائيل في آخر الأمر، وهو الإنجاز الذي لو تحقق فقد يمكنه هذا من السيطرة على الدول العربية. والذي جعله واثقاً من هزيمة الدولة اليهودية في آخر الأمر هي كميات الأسلحة الهائلة والتدريب العسكري الذي وفرته له روسيا والدول الشيوعية الأخرى" .
د. يحى الشاعر
تم تحرير المشاركة بواسطة يحى الشاعر: Dec 19 2006, 03:05 PM