"فعنونو" يضرب من جديد!!!!!!!!!

الفاروق

عضو مميز
صقور الدفاع
إنضم
10 سبتمبر 2008
المشاركات
1,616
التفاعل
125 0 0










372236.jpg

موردخاى فعنونو






رغم الإقامة الجبرية المفروضة عليه منذ سنوات إلا أن العامل الفني السابق في مفاعل ديمونا موردخاى فعنونو مازال يؤرق مضاجع قادة إسرائيل ، ولذا لم يكن مستغربا أن نسمع بين الفينة والأخرى عن اعتقاله مجددا .



ففي 29 ديسمبر / كانون الأول ، كشفت تقارير صحفية أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت فعنونو الذي أفرج عنه قبل 5 سنوات بعد أن قضى في السجن 18 عاما لإدانته بنقل معلومات بشأن البرنامج النووي الإسرائيلي إلى جهات أجنبية.
وذكر "راديو إسرائيل" أن الشرطة اعتقلت فعنونو لانتهاكه حظرا مفروضا عليه يمنعه من التحدث إلى الأجانب ، مشيرا إلى أن المحكمة منعته بعد الإفراج عنه عام 2004 من السفر للخارج والتقاء جهات أجنبية.



ويجب الإشارة هنا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال فعنونو منذ الإفراج عنه ، ففي 2007 حكم عليه بالسجن ستة أشهر لانتهاك الحظر المفروض عليه الذي يمنعه من الاتصال بالأجانب ، إلا أن الجديد هذه المرة أن اعتقال فعنونو مرتبط على الأرجح بتطور إقليمي هام جدا ألا وهو تأزم محادثات إيران مع الغرب بشأن أزمة برنامجها النووي وفي حال كهذا فإن إدلائه بأية معلومات جديدة حول ترسانة إسرائيل النووية سيكون بمثابة هدية مجانية لإيران وسيسلط الضوء من جديد على خطر تلك الترسانة .



وكان فعنونو قضى 18 عاما في السجن بتهمة الخيانة منذ عام 1986 بعد أن تحدث عن عمله كفني في مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي مع صحيفة بريطانية في مقابلة جعلت الخبراء يخلصون إلى أن المفاعل أنتج مواد انشطارية تكفي لإنتاج ما يصل إلى 200 رأس نووي.



ويبدو أنه مازال يحتفظ بمزيد من الأسرار في هذا الصدد ولذا تعيش إسرائيل في حالة ذعر متواصلة خشية أن تستيقظ في يوم من الأيام على صدمة جديدة كتلك التي حدثت عام 1986 عندما سرب فعنونو معلومات وصور حول مفاعل ديمونا لصحيفة "صنداي تايمز" في تحد واضح لسياسة "الغموض النووي" التي تنتهجها إسرائيل حيث أبقت برنامجها النووي طي الكتمان ولا تتحدث عنه ولا تفصح عن مواقع غواصاتها النووية أو قدراتها ، بل وحتى الآن ، لم تنف أو تؤكد امتلاكها لأسلحة نووية.



اختراق الحظر


وما يضاعف من ذعر إسرائيل هو أن فعنونو نجح في 12 إبريل 2008 في اختراق الإقامة الجبرية المفروضة عليه ، وفاجأ العالم بتصريحات مثيرة جديدة حذر خلالها من "النوايا العدوانية" لتل أبيب ، متهما قادة الكيان الصهيوني بتمهيد الطريق لحرب نووية تدميرية في الشرق الأوسط تطال أغلب الدول العربية والإسلامية.



ولم يكتف بهذا بل إنه واصل في تصريحات أدلى بها لصحيفة "افتن بوستن" النرويجية انتقاداته لسياسة هذا الكيان ، قائلا:" لاتوجد دولة في العالم فعلت مافعلته إسرائيل من أعمال عدوانية ، دوري في كشف البرنامج النووي السري الإسرائيلي في عام 1986 كان يهدف لتعريف العالم بالخداع الإسرائيلي بالإضافة لكشف شبكة الفساد الدولية التي ساهمت في بناء هذا البرنامج العدواني".



ورغم أن هناك الكثير مازال في جعبة فعنونو ، إلا أن تصريحاته السابقة أكدت عدة حقائق بشأن ترسانة إسرائيل النووية باتت تشكل مصدر قلق دائم ليس في المنطقة فقط بل وفي العالم أجمع.
فقد كشف فيلم وثائقي أنتجته "محطة إن آر كيه" التليفزيونية المملوكة للدولة الروسية وأذيع مؤخرا أن إسرائيل تمتلك كميات كبيرة من الأسلحة النووية وأنه تم ولايزال يتم تأهيل الخبراء النوويين الإسرائيليين في مراكز الأبحاث النووية في الولايات المتحدة وفرنسا ، مشيرا إلى أن الأمريكيين ساعدوا إسرائيل خلال السنوات الأخيرة في إنشاء مفاعل أبحاث يتم تبريده بالماء الخفيف فى "ناخال سوريك"، وزودوه بـ 50 كجم من اليورانيوم العالي التخصيب ، كما أنه بالرغم من أن النرويج كانت على علم بعزم إسرائيل إنتاج أسلحة نووية فإن النرويج قامت ببيع 20 طنا من الماء الثقيل لإسرائيل الذي استخدم في إنتاج أسلحة نووية .



أيضا ، فقد تصاعدت فى الفترة الأخيرة التحذيرات من كارثة محدقة كفيلة بإبادة سكان منطقة الشرق الأوسط بسبب تزايد احتمالات انفجار مفاعل ديمونا الإسرائيلى بعد انتهاء عمره الافتراضى ، الأمر الذى من شأنه أن يتسبب بمحرقة نووية غير مسبوقة فى التاريخ تتجاوز في تداعياتها مآسى انفجار مفاعل تشيرنوبل بأوكرانيا عام ألف وتسعمائة وستة وثمانين.


328297.jpg

مفاعل ديمونا


ووفقا للعديد من الدراسات والأبحاث التى أجرتها مراكز الرصد المتخصصة داخل المنطقة وخارجها، فإنه باتت هناك تسريبات إشعاعية نووية من ديمونا الذى أقيم عام 1963 بدعم وتمويل من فرنسا إثر تعرضه لمشكلات وأعطال فنية مؤخرا ، هذا بجانب أن عمر المفاعل تجاوز الخمسين عاما في الوقت الذي تبلغ فيه أعمار المفاعلات في العادة ثلاثين عاما من العمل، ولذا فإنه على وشك الانفجار .

وجاء أحدث تحذير من مخاطر المفاعل فى تقرير نشرته مجلة " الشريعة الاسلامية" الأردنية ، حيث أشار إلى أن هذا المفاعل بات يشكل المصدر الأول للموت فى الشرق الأوسط كونه يبث منذ عدة سنوات إشعاعات نووية أدت إلى إصابة المئات من سكان المناطق المحيطة به بالأمراض السرطانية المميتة ، بالإضافة إلى أنه أنتج مائتى قنبلة نووية وربما أكثر وأن هذه القنابل كفيلة بإبادة البشر والأحياء والنباتات فى منطقة الشرق الأوسط ، مستشهدا بأن العشرات من العلماء الإسرائيليين أكدوا مؤخرا أن المفاعل قابل للانفجار فى أى لحظة بسبب اهتراء منشآته وانتهاء عمره الافتراضى، ودعا الدول العربية إلى القيام بحملة سياسية وإعلامية منظمة لفضح هذا المفاعل والمطالبة بإغلاقه حماية لشعوبها ومواطنيها من هذا الخطر المحدق بدلا من تجاهله والتقليل من شأنه.

وكان بحث علمى إسرائيلى أجرته جامعة بن جوريون الإسرائيلية فى عام 2003 كشف أن كميات ملحوظة من المواد المشعة تسربت من ديمونا إلى المياه الجوفية فى منطقتى النقب ووادى عربة ، كما أشار تقرير بثته القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي في يوليو 2003 إلى أن العشرات من عمال المفاعل النووى ماتوا متأثرين بالسرطان ، مما دفع خمس عائلات إسرائيلية فقدت أبناءها إلى رفع دعوى قضائية أمام المحكمة المركزية في تل أبيب ضد الحكومة للمطالبة بتعويضات.
التقارير المفزعة السابقة تؤكد أن الـ 200 قنبلة نووية أو أكثر التى أنتجها المفاعل ليست قادرة فقط على إبادة العرب وإنما أيضا شعوب أوروبا في حال تم استخدامها ولذلك يجب على جميع الجهات المحبة للسلام فى العالم التحرك السريع على جميع الأصعدة وشن حملة سياسية وإعلامية منظمة لفضح مخاطره المدمرة وقت السلم والحرب ، بل ويجب على الإعلام الحر تسليط الضوء على مأساة موردخاى فعنونو الذي يحارب وحده حتى الآن لفضح المستور حول ترسانة إسرائيل النووية .



كشف المستور


وقصة فعنونو بدأت عندما كان يعمل فنيا فى مفاعل ديمونا حيث خرج عن صمته فجأة وكشف لصحيفة صنداي تايمز في 5 أكتوبر عام 1986 عن امتلاك إسرائيل برنامجا نوويا قادرا على إنتاج كميات من البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صناعة الأسلحة النووية ، موضحا أنه طور أكثر من مرة لزيادة قدرته الإنتاجية من مادة البلوتونيوم وأنه كان يستطيع في عام 1985 إنتاج 1.2 كيلوجرام من البلوتونيوم أسبوعيا وهو ما يكفى لإنتاج 12 رأسا نووية سنويا .
وقبل أن يتمكن من كشف المزيد من الأسرار لوسائل الإعلام تم استدراجه والإيقاع به ، فقد استدرجته عميلة سرية إسرائيلية من مخبئه في لندن بأن أقنعته برغبتها في لقاءه في روما ، وما أن وصل إلى هناك إلا وتم تخديره على أيدي عملاء إسرائيليين آخرين حيث نقل إلى إسرائيل وفي وقت لاحق من عام 1986 حكم عليه بالسجن 18 عاما بتهمة الخيانة أمام محكمة إسرائيلية.
وبعد الإفراج عنه فى إبريل عام 2004 ، أدلى بتصريح للصحفيين أكد فيه أنه فخور وسعيد جدا بكشفه أسرار مفاعل ديمونا وغير نادم على ما فعله، كما أكد أنه ليس بجاسوس ولا خائن لوطنه ، بل إن تصرفه هذا جاء لمصلحة البشرية التي يجب أن تتخلص من الخطر النووي بصفة عامة ، موضحا أنه مثلما تم التخلص من المفاعل النووي العراقي بضربة جوية إسرائيلية سنة 1981 ، فإنه يجب التخلص أيضا من مفاعل ديمونا الذى بدأ العمل فيه منذ عام 1963.


النشأة

وبالنظر إلى جرأة وشجاعة هذا الرجل ، فإن كان لابد من تسليط الضوء على سيرته الذاتية ، فهو يهودي مغربي الأصل ولد فى عام 1954 وجاءت عائلته إلى إسرائيل في عام 1963 وفي عام 1971، أصبح متخصصا بإزالة الألغام بالجيش الإسرائيلي، إلا أنه كان يطمح للالتحاق بالقوات الجوية الإسرائيلية ، وبعد إنهائه الخدمة العسكرية، التحق بالعمل في مفاعل ديمونا كمتدرب وانتهى به المطاف في منشأة ماشون 2 المبنية تحت سطح الأرض والمخصصة لإنتاج مواد البلوتونيوم والليثيوم ديوترايد والبريليوم التي تدخل في صناعة القنابل النووية.
وبعيدا عن عمله السري في دايمونا ، بدأ في دراسة الفلسفة بجامعة بن جوريون حيث بات أكثر تعلقا بالسياسة واعتنق الأفكار المؤيدة للفلسطينيين وانخرط في الحركة المناهضة للحرب ، كما اعتنق المسيحية بعد سجنه .
والخلاصة أن فعنونو لايزال يمتلك بعض المعلومات التي يمكن أن تهدد أمن إسرائيل ولذلك لا تسمح له منذ الإفراج عنه بالحصول على جواز سفر وتحظر عليه الاقتراب لمسافة مائة ياردة من أى سفارة أجنبية تحسبا لقيامه بطلب اللجوء السياسي والاحتماء بسفارة تلك الدولة لحين البت فى طلبه ولذا عوقب عام 2007 مرة أخرى بالسجن لستة أشهر لمخالفته شروط الإفراج عنه كما قوبل طلبه في 2008 باللجوء السياسي إلى النرويج بالرفض مرتين.









 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى