سلاح المجاهد
رفيق المجاهدين وقاصم ظهور المحتلين
مدفع الهاون
نبذة تاريخية :
بدأ عمل السلاح في الحروب مع بدء تشكيل الجيوش ، وأخذت شكلها المؤثر بعد اكتشاف البارود ، واستخدمت على نطاق واسع منذ القرن الرابع عشر الميلادي ، وعرف تأثيرها وتدميرها خلال الحربين العالميتين ، وكانت الخسائر الناتجة عن نيران المدفعية من 58 % - 75 % ، ومن الأسباب التي أعطت المدفعية هذا الدور في الحروب هو :
1- طول المدى .
2- قابلية الرد الفوري ليلاً ونهاراً وفي جميع الأحوال الجوية .
3- التأثير التدميري الكبير .
4- شكل مسار القذيفة ( القوسي ) مكّنها من إصابة الأهداف المستورة .
5- دقة التسديد والإصابة .
6- إمكانية الرماية على الأهداف المرئية وغير المرئية .
الهاون هو سلاح ذو سبطانة ملساء لا يحتوي على أجهزة للارتداد ومخصص للرماية على الأهداف الميتة ( أي خلف السواتر ) ، ومدفع الهاون الموجود حالياً بصرف النظر عن عياره يكاد يكون نسخة طبق الأصل للنموذج الذي ظهر عام 1915 على يد البريطاني "ويلفرد ستوكس" وكان عياره 81 ملم ، وقد أدخل الخدمة في الجيش البريطاني عام 1919 وكان وزنه 80 كغم ، وأما سبب تحديد عياره بـ 81 ملم فهو إن المخترع كان يرأس شركة تصنع آلات زراعية ويملك مخزوناً كبيراً من الأنابيب بذات القطر .. ثم صنع الفرنسي "ادغر براندت" هاون عيار 60 ملم ، ثم طوره إلى عيار 81 ملم ، وبرغم التحسينات التي أدخلت على الهاونات إلا أنها بقيت بنفس التصميم الأساسي ، ففي عام 1918كان يزن الهاون 65 كغم وكان يطلق قذيفة زنة 3.3 كغم لمسافة 800م ، وفي عام 1961 أصبح الهاون يزن 42 كغم ويطلق قذيفة 4.2كغم لمسافة لا تقل عن 5000 م ، وهكذا فإن التطور شمل وزن القذيفة ووزن الهاون والمدى .
ميزات الهاون التكتيكية
1. يرمي من زاوية 45 درجة إلى زاوية 90 درجة (زاوية عمودية ) من الناحية النظرية ، ويسمى هذا النوع من الرماية بالرماية القوسية .
2. يمكنه الرماية على زاوية 360 درجة أفقياً مع تغير وضعية الأرجل .
3. يتم تلقيم المدفع من الفوهة ، هذا بالنسبة للهاونات الصغيرة والمتوسطة ، أما الهاونات الكبيرة 160 ملم و240 ملم وبعض الهاونات من عيار 120 ملم فتلقم من الأسفل وذلك لثقل وزن القذيفة .
4. يرمي الهاون عدة أنواع من القذائف وأهمها القذائف المتفجرة والمشظية ، كما ويرمي قنابل مضيئة ، ويمكن التحكم في توقيت انفجار قذائف الهاون ، حيث يمكن أن تنفجر قبل وصول الهدف وتسمى القذائف الإنشطارية ، ويمكن أن تنفجر بعد اصطدامها بالهدف بعدة ثواني ، وهذه تستخدم ضد المباني لضمان اختراقها السقف ووصولها داخل الهدف المطلوب .
5. لا يشترط في مستعمله الذكاء الشديد حيث أنه سهل الاستخدام ولا يحتاج لتعليم عالٍ .
6. سهل الحمل والفك والتركيب .
7. ليس له حقل رماية ميت فيمكنه الرماية على جميع الأهداف التي تقع ضمن مداه .
8. قوة التأثير ، حيث تنتشر شظايا قذائفه في دائرة قطرها 50م .
9. المناورة ، حيث يمكن للهاون أن يرمي على عدة أهداف من مكان واحد .
عيوب السلاح
1. طول مدة تحضيره وتربيضه .
2. إمكانية كشف المدفع ليلاً نتيجة اللهب الذي يخرج من السبطانة ، ويمكن تفادي ذلك باختيار المكان المناسب أو وضع خافت لهب للسبطانة .
3. عدم الدقة في الرماية ، حيث لا تأتي قذيفتان في مكان واحد برغم انطلاقهما من نفس المدفع وبنفس القراءة ويعود ذلك للأسباب التالية :
أ . طول مدة طيران القذيفة وارتفاعها عن الأرض مما يجعلها تتأثر بالتيارات الهوائية .
ب. الاختلاف في حجم القذائف ووزنها .
ج. اختلاف نوعية حلقات البارود .
د. الاختلاف في عيار جوف السبطانة نتيجة ارتفاع حرارتها من طور مدة الرمي .
طاقم المدفع
يتكون طاقم المدفع بالشكل النموذجي من (القائد، المسدد ، الرامي ، المدخر ، الراصد )
أجزاء الهاون
1. القاعدة : هي جسم معدني فيه حوض تثبت فيه الكرة الحديدية الموجودة في مؤخرة مغلاق السبطانة ، وتستخدم لمسك وتثبيت السبطانة من الخلف ، وتكون على عدة أشكال : إما مثلثة الشكل أو دائرية أو مربعة وذلك حسب الدول المصنعة ، ووظيفتها تثبيت المدفع كي يحافظ على اتجاه الرمي ، ولكي توزع الضغط الناتج عن الرماية، فتحافظ على سبطانة المدفع من الإنغراس في الأرض .
2. السبطانة : هي عبارة عن ماسورة ملساء مقفلة من الخلف بواسطة مغلاق حلزوني عند الهاونات المتوسطة ، أما عند الهاونات ذات العيار الكبير فيتكون الجزء الخلفي من مغلق قابل للفك بسهولة كما هو الحال بالمدفعية الحلزونية لأن هذه الهاونات تذخر من الخلف ، ويوجد في اسفل السبطانة .
3. الناقر ( الإبرة ) : وتكون في الهاونات الصغيرة والمتوسطة ثابتة ، ولها وضعيتان فقط : ( أمان ، ونار ) ، حيث إن القذيفة عند إسقاطها من السبطانة ، تصطدم الكبسولة الموجودة في عقب القذيفة في الناقر فتخرج القذيفة مباشرة ، أما في الهاونات الكبيرة فهي يمكن التحكم بها كما هو حال الزناد في الأسلحة العادية ، حيث يربط محرر الإبرة بحبل يتم شده عندما يقرر الإطلاق، وهذه الخاصية لأن الهاون يلقم من الخلف كما ذكرنا ، ووجود الحبل ليجعل الرامي بعيداً عن ضغط الانفجار الكبير عند انطلاق القذيفة .
4. المنصب الثنائي الأرجل : ووظيفته مسك الجزء الأمامي للسبطانة في أي زاوية من زوايا الارتفاع ، ويحوي المنصب على أجهزة التحريك الأفقي والعامودي ومحور التحريك الأفقي وجهاز امتصاص الضغط، كما يتكون المنصب من ساقين يتصلان ببعضهما بالمفصل الذي يحتوي جهاز الرفع والدوران الميكانيكي وجهاز تسوية الميلان الميكانيكي أيضاً .
5. هناك قواعد تكون عبارة عن عجلات وخصوصاً بالمدافع من العيار الثقيل .
6. الموجه أو المنظار .
أجزاء قذيفة الهاون
1. الرأس الحربي : والذي يكون عادة من المعدن المشظي ، ويحتوي بداخلة على متفجرات في حال كانت القذيفة إنفجارية ، وإما أن يكون بداخلها غازات أو مواد اشتعالية بحسب طبيعة الاستخدام ( مضيئة ، أو غازية ) ويوجد في مقدمة القذيفة الصمام .
2. الصمام : مكون من أبرة وكبسولة وصاعق ، وهو مصمم بطريقة القصور الذاتي أي تتسلح بعد انطلاق القذيفة من المدفع ، حيث تصبح الإبرة مقابل كبسولة الصاعق . وفي هذه الحالة تنفجر القذيفة عند اصطدامها .
ملاحظة : في حال سقطت القذيفة أثناء نقلها واصطدمت بالأرض اصطداماً قوياً فإنها تتسلح ، وفي هذه الحالة ستنفجر عند انطلاقها من الهاون مما يؤدي إلى استشهاد الرامي .
3. الكبسولة وهي بمؤخرة القذيفة وهي التي تصطدم بالإبرة الموجودة داخل السبطانة في الأسفل ( الخرطوشة ) .
4. الحشوة البارودية الإضافية وهي للتحكم بالمدى، وتكون إما على شكل حذوة الحصان أو على شكل أكياس تربط على ذيل القذيفة .
5. الغلاف ويكون حسب نوع القذيفة في حال كانت مشظية أو غير مشظية .
تميز القذائف
- الانفجارية لونها أخضر زيتي حشوتها TNT .
- القذيفة الدخانية لونها أخضرفاتح مع حزام أحمر حشوتها فسفور أبيض .
- القذيفة المضيئة لونها أصفر مع حزام أحمر حشوتها شمع مشعل .
- تدريبية لونها زرقاء .
أنواع الهاونات
أولاً : هاون العيار الصغير
هاون الكماندوز وعياره بين 50 ملم - 60 ملم ، قابل للنقل والحمل دفعة واحدة دون تفكيكه، وهو عبارة عن سبطانة وقاعدة ملتحمتان وخفيفة الوزن ، تتراوح أوزانها بين 3.5 – 20 كغم ، ويصل مداه إلى 1800م ، ويختلف التسديد فيما بينها، ويبدأ من استخدام الخط الأبيض الذي يكون مرسوماً على السبطانة إلى استخدام جهاز التوجيه ( التام والمليم ) .
ثانياً : الهاونات المتوسطة
تتراوح عياراتها بين 81 – 82 ملم ، ونجد أن الدول الأوربية والأميركية تستخدم هاون عيار 81 ملم، أما الكتلة الشرقية تستخدم عيار 82 ملم ، وبصفة عامة فإنها تتشابه في أوزانها حيث تكون في المتوسط 40 كغم ، وأما مداها فمحصور بين 3000 – 6000 م .
ثالثاً : الهاونات الثقيلة
تتراوح عياراتها بين 107 – 120 ملم هذا في الدول الغربية أما في الدول الشرقية فيصل عياراها إلى 240 ملم ، وتمتاز الأسلحة الروسية بخشونتها ولكنها موثوقة ومكيفة تماماً مع احتياجات المقاتل .
تجهيز الهاون للرماية
1. اختيار المكان المناسب لتربيض الهاون فيه وذلك من حيث سهولة الأرض ، كما ويجب الابتعاد عن الأرض الصخرية كونه من المستحيل تثبيت القاعدة عليها ، وكذلك الابتعاد عن الأرض الطينية ( الوحل ) لأن القاعدة ستنغرس بها .
2. تحديد الهدف المراد الرماية عليه سواء كان واضحاً ومشاهداً بالعين أو تم استخراج إحداثياته من الخريطة أو من خلال راصد .
3. تحديد مسافة الهدف وإخراج مدى الرماية من خلال الجدول الخاص .
4. وضع شواخص باتجاه الهدف لكي يسهل التسديد عليها ، في حال كان الهدف غير مرئي .
5. تربيض القاعدة ، وذلك بتثبيتها بالأرض جيداً، وتكون الجهة الأمامية من القاعدة باتجاه الهدف .
6. تثبيت الكرة المعدنية الموجودة في مؤخرة مغلاق السبطانة في التجويف الموجود في القاعدة.
7. توجيه المدفع باتجاه الهدف ، وتثبيت المنصب الثنائي .
8. يتم توسيط المسافات الأفقية والعامودين على جهاز تصحيح الرماية الموجود على المنصب الثنائي وذلك كي يكون لدينا مجال التصحيح في كافة الاتجاهات الأفقية والعمودية.
9. توجيه المدفع على الهدف وذلك من خلال التسديد على الشاخص ، ومن خلال وضع المدى وموازنة ( الزئبق الموجود ) في جهاز التسديد .
10. تثبيت المدفع وشد الإسوارة المثبتة للماسورة على المنصب ، ووضع ثقل على القاعدة وعلى ساقي المنصب الثنائي .
11. ضبط الرمي وذلك من خلال رماية عدة قذائف من أجل تصحيح الرماية كي تسقط القذيفة فوق الهدف عند الرماية .
شروط اختيار مكان الرمي
1. اختيار المكان المستور والمحصن وذلك للأسباب التالية :
أ. حماية طاقم المدفع من نيران العدو التي يمكن أن ترمي بشكل مباشر .
ب. حجب الوميض الذي يخرج من فوهة السبطانة نتيجة الرماية ليلاً وذلك كي لا يتمكن العدو من تحديد مكان الرماية .
ج. كي لا يتمكن العدو من تحديد مكان الرماية في النهار .
2. أن يكون الهدف ضمن مدى السلاح .
3. أن يكون هناك عدة طرق لإيصال الذخيرة .
4. التأكد من عدم وجود عوائق أمام السبطانة كي لا تصطدم بها القذيفة .
5. اختيار المكان الذي يغطي أكبر عدد من الأهداف.
مجالات استخدام مدفع الهاون
- الرماية الإزعاجية ( للتأثير على العدو مادياً ومعنوياً ) .
- الرماية الطارئة ( الرماية على أهداف تظهر فجأة ) .
- الاشتراك في المعركة وذلك في جميع مراحلها .
- الدفاع عن المواقع في حال مهاجمتها .
أنواع الأهداف
1. الهدف المبرمج : يُرمى على الهدف الذي يكون محدداً مسبقاً في وقت محدد من فترة لأخرى .
2. الهدف المطلوب : يُرمى عليه عند الطلب من الراصد أو مركز التوجيه أو القيادة ، ويكون مخططاً له مسبقاً .
3. هدف الأسبقية : وهو الهدف الذي يطلب القائد الرماية عليه ويجب الرمي عليه مباشرة ويكون محضراً له مسبقاً .
4. الهدف الطارئ : الهدف الذي لم يكن مخططاً له مسبقاً ويظهر فجأة .
أنواع الرمايات
أولاً : الرماية المباشرة
وهي الرماية على الأهداف المكشوفة ، وهي قليلة الاستخدام ، وتتم عندما تكون الحاجة إليها كبيرة أو لعدم توفر راصد للتوجيه أو خرائط لتحديد الهدف .
ميزات هذا النوع من الرماية
( زيادة نسبة دقة الإصابة - زيادة السرعة في ضبط النيران - يمكن الرماية على الهدف المتحرك - إمكانية إصابة النقاط الحساسة في الهدف ) .
عيوب هذا النوع من الرماية
( نسبة الخطر كبيرة - صعوبة إيصال الذخيرة ) .
ثانياً : الرماية غير المباشرة
وتتم عندما يكون الهدف غير مرئي ، وأغلب عمل المدافع بهذه الطريقة ولابد من وجود راصد لتصحيح الرماية .
ميزات هذا النوع من الرماية
( حماية الطاقم والمدفع من نيران العدو المباشرة - صعوبة تحديد موقع ومكان المدفع - إمكانية تأمين الذخيرة بسهولة ) .
كيفية إخراج القذيفة من السبطانة في حال الإجداب
1. يرجع الطاقم جميعه للخلف ويتم الانتظار 30 ثانية .
2. يتقدم المسدد أو مساعده ويضرب على السبطانة عدة ضربات خفيفة بمطرقة خشبية أو بواسطة كعب الرجل ، إذ يخشى أن القذيفة علقت بالسبطانة ولم تنزل إلى قعر السبطانة .
3. الانتظار نصف دقيقة جديدة .
4. في حال عدم انطلاق القذيفة يوضع مبدل الرمي على ( S ) أي أمان .
5. إذا كانت السبطانة ساخنة يتم الانتظار حتى تبرد أو صب الماء عليها حتى تبرد أو تمسك بقطعة قماش .
6. يُنزل المساعد العتلة الإرتفاعية إلى أدنى درجة ممكنة ثم يرخي الطوق نصف فتحة حتى يستطيع تحريك السبطانة لكي يخرج الكرة الموجودة في مؤخرة مغلاق السبطانة من تجويف القاعدة ، ثم يعيد الطوق كاملا كما كان .
7. يضع المسدد يديه على فوهة المدفع بدون إغلاقها تماما وتكون الرجل اليمنى للمنصب بين ساقيه حتى لا يختل توازن المدفع عند رفع السبطانة .
8. يقوم المساعد برفع السبطانة من الخلف وهو على أحد جانبيها وليس خلفها ( للأمان ) ثم يرفعها إلى الأعلى حتى تنزل القذيفة من الفوهة وعندها تستقبل يد المسدد القذيفة وتقلل من قوة اصطدامها بالأرض .
9. فحص القذيفة لمعرفة سبب العطل ( في حال كانت الكبسولة منقورة فيعني أن الكبسولة معطلة ، أو الخرطوشة تعرضت للرطوبة ، أما في حال عدم وجود أثر للإبرة فيعني ذلك أن الإبرة مكسورة ) .
10. بعد إخراج القذيفة يجب إعادة تضبيط المدفع.
تنبيهات هامة
- يجب عدم النظر من داخل السبطانة أثناء وجود القذيفة لأن القذيفة يمكن أن تنطلق في أي لحظة.
- بعد رماية القذيفة الثالثة يجب اخلاء المكان لأن العدو قد يرد على القصف بعد أن يحدد المكان ، ولن يكون لدينا وقت لإخراج القذيفة .
الاعتناء بالهاون
1. تنظيف الهاون من الغبار والماء وتزييته قبل التخزين بزيت ضد الصدأ .
2. تنظيف السبطانة بعد الرماية بواسطة عصا في مقدمتها قطعة قماش مبللة بالديزل وذلك بعد فك مجموعة الإبرة إن أمكن ، ويمكن استخدام بنزين أو ماء ساخن مع التايد مع مراعاة تنشيف الهاون جيداً بعد الماء باستخدام الهواء ومن ثم تزييته .
تخزين القذائف
يفضل فك صمام القذيفة عند تخزينها ، بحيث يغلف الصمام بالورق المستخدم في أكياس الإسمنت ، ويفضل غمس الورق بزيت الماكنات ، ومن ثم تغليفها بنايلون جيداً ، ويفضل النايلون الذي يستخدم في تفريز الطعام ، ويتم ملء مكان الصمام بنشارة الخشب ومن ثم تغلف القذيفة بقماش مخمس بزيت الماكنات ومن ثم تغليفها بنايلون ولاصق عريض .