رد: بوتن عقيد الكرملين
قليل جدا ما نعرفه عن طفولة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين, احد اكثر الرجال قوة ونفوذا في العالم, لكن تطورا غريبا حدث أخيرا مع ادعاء امرأة من جورجيا بأنها والدته, وابدت استعدادها لاجراء فحص الحامض النووي (دي.ان.أي) لاثبات امومتها.
فقد صرحت فيرا بوتينا (82 عاما) ان الرئيس الروسي السابق هو ابنها الذي تخلت عنه عندما كان في العاشرة, وروت حكاية "طفولة غير سعيدة عن الزعيم السابق للكرملين".
وتعيش فيرا بوتينا حياة بائسة في احدى المناطق الريفية في جورجيا, لكنها تتصرف بالكرم الذي يشتهر به سكان القوقاز. فقد فرشت الطاولة بقطعة قماش ووضعتها في الحديقة وملأتها بالفواكه والمكسرات واكواب مشروب التشاشا، وهو فودكا مصنوعة في البيت.
يقع منزلها على شارع مترب في قرية ميتيخي (12 ميلاً من غوري التي احتلتها الدبابات الروسية في اغسطس ابان النزاع حول مقاطعة اوسيتيا الجنوبية).
وهي امرأة ضئيلة الجسد لديها يدان عركهما العمل، وعظام وجنتي فيرا بوتينا البارزتان وعيناها الزرقاوان الحادتان فقط تشي بما تدعيه من صلة. وقالت "لقد استعدتُ الشعور بالفخر لان لدي ابنا اصبح رئيساً لروسيا. ولكن منذ الحرب بت اشعر بالعار".
ومنذ ان رأت فيرا بوتينا, المولودة في روسيا, فلاديمير على شاشة التلفزيون في عام 1999, باتت مقتنعة انه ابنها الذي فقدته. ويؤيدها في ذلك سكان ميتيخي الآخرون. وادعت انه عاش في القرية فيما بين سن الثانية والنصف وعشر سنوات قبل ارساله الى جده وجدته في اوكيور في روسيا.
والوثائق في ارشيف مدينة كاسبي القريبة من القرية تشير الى تسجيل فلاديمير بوتين في مدرسة ميتيخر عام 1959 ــ 1960، وذكرت ان جنسيته جورجي.
الكرملين ينفي
وتتناقض رواية بوتينا عن الاحداث وتلك الصادرة عن الكرملين، فقد نفى ديمتري بيسكوف الناطق باسم بوتين الاول ذلك الادعاء. وقال ان «القصة غير صحيحة ولا تتماشى والحقيقة البتة».
وتقول سيرة بوتين التي مولتها حملته الانتخابية عام الفين انه الابن الحي الوحيد لعامل مصنع وجندي سابق في الاسطول السوفيتي، وانه امضى سنواته الاولى في شقة تعج بالفئران في احد الكيمونات في سانت بطرسبيرغ.
وادعى بوتين ان جده من والده سيريدون بوتين كان الطباخ الشخصي لكل من فلاديمير لينين وجوزيف ستالين، وان والديه توفيا بعد اصابتهما بمرض السرطان، الوالدة عام 1998 والوالد 1999.
غير ان ادعاء فيرا بوتينا بانها والدة الزعيم الروسي انما يلقي الضوء على شح ما يعرف من طفولة احدى اقوى الشخصيات في العالم. فالتفاصيل المنشورة عن نشأته قليلة، ورواية بوتينا تقدم بعداً شخصياً للحرب التي اندلعت اخيراً بين روسيا وجورجيا، وتثير ذكريات رجل روسي قوي آخر وهو ابن جورجيا الشهير جوزيف ستالين.
تدريس الطفل اللغة الروسية
ووفق رواية بوتينا فان والد بوتين كان ميكانيكياً روسياً وقد حملت منه بينما كان متزوجاً من امرأة اخرى. وادعت ان ابنها الذي يطلق عليه لقب «وا» ولد في 7 اكتوبر 1950 اي قبل عامين بالضبط من التاريخ الوارد في شهادة ميلاد بوتين الرسمية.
وادعت شورا غابينا شيلي مدرسة اللغة الروسية السابقة في مدرسة قرية ميتيخر انها اعطت الطفل دروساً في اللغة الروسية في الفترة ما بين 1958 و1960. وقالت انها تلقت تهديدات بالقتل لاعلانها عن هذه الادعاءات.
وفي ديسمبر 1960 وبعد تلقيها انذارا نهائيا من زوجها انتقلت بوتينا مع ابنها وا الى اوكيور، وبعد البقاء فيها لمدة اسبوع لرعاية والدتها المريضة تركت الصبي مع والديها وعادت الى جورجيا وادعت ان المرة الثانية التي رأت فيها ابنها كانت على شاشة التلفزيون عام 1996، وعند سؤالها عن كيفية تعرفها عليه بأنه الصبي الذي رأته آخر مرة وهو في العاشرة من عمره، قالت «هل تعتقدون انني لن اتعرف على ابني؟».
ولم يقتنع خبراء التصوير في موسكو بأن الصورة التي بالاسود والابيض والتي لدى يرا لابنها ذي السبع سنوات، تعود الى رئيس الوزراء الحالي.
وتشير ادعاءات بوتينا الى وجود ثغرات في الرواية المعروفة لماضي بوتين، فالرواية الرسمية تشير الى ان والديه كانا في الاربعينات من العمر عند انجابه، مما يخلق فجوة تمتد 15 عاما منذ ميلاد ابنيهما السابقين اوليغ ويكتور اللذين توفيا في الصغر.
كما ان التفاصيل حول السنوات العشر الاولى لبوتين شحيحة في سيرته الشخصية.
وتقول بوتينا انها لم تعد راغبة في الحديث الى الصحافيين حول هذا الموضوع، ولكنها تتحدى بوتين بأن يدحض روايتها. واضافت «انني على استعداد لأخذ فحص الحامض النووي لإثبات ذلك».
