((أحداث ملحمة جانجي ))صبر , ثبات , فداء , إبتلاء , كرامات , شجاعه , يقين , ...

ابابيل

عضو
إنضم
17 أكتوبر 2009
المشاركات
559
التفاعل
16 0 0
(أحداث ملحمة جانجي ))
ـ صبر , ثبات , فداء , إبتلاء , كرامات , شجاعه , يقين , ... ـ



!!! مهم جدا جدا جدا جدا جدا !!!
قصة المجاهدين الأسرى والشهداء كاملة في قلعة جانجي بمزار الشريف كما يرويها أحد الناجين منها


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم أجمعين وبعد .
إلى إخواننا المسلمين في كل مكان أكتب لكم هذه القصة والمأساة التي عشتها منذ سنتين وفي الحقيقة أنني أعتذر لكم على تأخيري في نشرها حيث أني بعد أن خرجت من قلعة جانجي وذهبت إلى المستشفى لأتعالج استطعت أن أهرب من المستشفى مقابل مبلغ من المال حتى خرجت إلى حدود أفغانستان وقد استطعت أن أهرب وأدخل إلى أحد الدول المجاورة حيث أن الإصابة كانت بليغة فمكثت في أحد البيوت الأفغان على الحدود لإتعالج هناك وكان الأفغاني يشتري لي الدواء ويأتي لي بالطبيب في بيته لكي يعالجني المهم بعد أن تحسنت حالتي ذهبت إلى خارج أفغانستان وكنت أتابع أخبار الأخوة مع بعض العرب الذين كانوا مثلي هاربون من أفغانستان فكتبت لهم قصة القلعة على أن يرسلوها عن طريق الإنترنت ثم خرجت بعد ما أعطوني الشباب المال لكي أذهب للعراق للدفاع عن إخواننا المسلمين ودخلت بعد عيد الفطر وإن شاء الله أن القصة تصلكم قريباً على صفحات الإنترنت .
أخوكم / أبو سليمان الفارسي.
قبل أحداث سبتمبر رأى أحد الشباب الأفغان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم , فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه أذهب إلى منطقة كذا ، وقال لعمر رضي الله عنه أذهب إلى منطقة كذا ، وقال لعثمان وعلي رضي الله عنهما كذلك ، ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد الأخ الأفغاني وقال له هيا بنا إلى الشمال . ففُسرت بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أشد الناس بلاءاً الأنبياء ثم الأمثال ثم الأمثال .) وبعد أحداث سبتمبر بدأ الأمريكان بالقصف على أفغانستان, ثم الشمال حاولوا إسقاط الخط لكن لم يستطيعوا فبدأوا بالهجوم على مركز الباكستانيين، المخالفين من الأسفل والأمريكان يقصفون من فوق بدأوا بعد الظهر إلى قبل المغرب تقريباً : وأخذوا مراكز الباكستانيين بعد أن قتلوا بعض الأخوان منهم ( حيدر المكي صاحب النظارة المشهورة بقصيدته طلع كرت البعير ) ( وأبو الحسن الأبيني من طالبان تقريباً لمده نصف ساعة فأعادوا 100 ) وعلى هذا الحال إلى أن حضر المركز .
وفي اليوم الثاني وفي الساعة الحادية عشر ظهراً سقطت منطقة طلقان وحاول الأعداء محاصرة الشباب في منطقتهم ( خواجة غار ) وفي الساعة الخامسة ومع آذان المغرب هـ . فتحرك 25 / 8 / 1422 جاء الأمر بالانسحاب إلى قندوز وكان ذلك بتاريخ الشباب منهم في السيارات ومنهم على الأقدام ، فبدأت المسيرة وأضطر الشباب للانحياز إلى الجبال العالية ومنهم من يتدحرج ومنهم من ألقى سلاحه وجعبته في البرد الشديد وأصوات الدبابات تمر من جانبهم والطائرات من فوقهم ، وبعدها سار الشباب إلى قندوز منهم من وصل بعد يوم ونصف ومنهم بعد ثلاثة أيام ووقعت . بعض الإشتباكات وبعض الكرامات

الكرامات كما نحسبها :
أخ تقدموا مع غريب الصنعاني ليحضروا السيارات لنقل الشباب إلى قندوز 25 أن لكن أخطأوا في جهة الطريق ولم يكن معهم لا أكل ولا ماء، فوجدوا وهم في وسط التلال البعيدة عن المدن والقرى وجدوا حماراً ومعه خبزاً وماءً كثير، ولم يكن هناك راعي أ وأي شخص، وهذه القصة استحلفت فيها أحد الذين كانوا معهم وهو نجم الدين اليمني ( ابن الصامت رحمه الله ) وقال لي: نعم هذه القصة صحيحة، وأكل الشباب في هذه المسيرة العشب والطين، ووجدوا بعض السيارات القديمة جداً فقطعوا أنابيب الرديتر وشربوا إلى أن جاءهم الفرج وأستطاع الشباب أن يعرفوا موقعهم. اهـ
فبعد 28 / 8 / 1422هـ إلى 1/ 9 / 1422 هـ ثم أخذوهم إلى قندوز هذا وقع من الوصول إلى قندوز كانت محاصرة أفراد دوستم من جه وأفراد مسعود من جه ، والأمريكان كان يقصفون على البيوت والأسواق ومكان تجمع الناس لكي يجبروا الناس على إخراج العرب وكان الأمريكان يرسلون أوراقاً فيها صور الشيخ أسامة بن لادن ومعه العرب ويكتبون فيها بالبشتون : نحن الأمريكان لا نريدكم يا أفغان فقط نحن نريد العرب فإذا أخرجتم العرب فأنتم أصدقائنا ومن هذا الكلام . لكن الشعب الأفغاني في قندوز رفضوا هذا الكلام وقالوا: لن نسلم أي عربي مجاهد. فإن بعض الشباب العرب إذا خرجوا لسوق لكي يشتري بعض الأغراض فإذا عرف البائع أن هذا عربي رفض أن يأخذ الأموال ويقول: أجعلها صدقة في سبيل الله. مع أنهم من أحوج الناس لها، وبعضهم إذا عرفوا أنه عربي حن عليه وقال له: أنتم مساكين يا عرب مطاردين في كل مكان لأنكم تجاهدون أعداء الله ولكن كما تراني إني شيخ كبير فالسن لا أستطيع مساعدتكم ولكن خذ هذه الأموال واجعلوها في . سبيل الله

اليوم السادس من القصف الشديد

أحتار الطلبة ماذا يفعلون لأنهم محاصرون من جهتين كما ذكرنا سابقاً، فاضطروا إلى أن يعاقدوا مع دوستم بواسطة قائد بشتوني كان مع الطالبان وتركهم وذهب عند دوستم وكان متعاطفاً مع طالبان فتعاقدوا على أن يمر الطلبة من قندوز إلى مزار الشريف وكان مزار مع دوستم وذهبوا إلى مدينة هرات وكانت مع الطلبة قبل أن تسقط فوافق دوستم بشروط منها: أن يترك الطالبان مدينة قندوز لدوستم ولا يأخذها أفراد مسعود وأيضاً أن يمر فقط الأفغان والباكستانيين والأوزبك أما العرب فلا فقال الطلبة: ليس عندنا أي عربي، فقال دوستم: إذاً لا بأس فكانت خطة الطلبة أن يمر العرب مع أول دفعة لكونها بعيده عن الشبهة وأن يغير العرب أشكالهم ويقلدوا أشكال الأفغان بالباس والعمايم ويحلقوا رؤوسهم ويجعلوا في كل شاحنة نصفها عرب ونصفها الذي بجانب الباب أفغان ومن شروط الطالبان أن يحمل المارون أسلحتهم الشخصية ويتركوا الأسلحة الثقيلة في مدينة قندوز ليأخذها دوستم، فأنطلق الشباب إلى مزار الشريف بعد المغرب يوم الجمعة الموافق هـ مشياً على الأقدام حتى وصلنا إلى القلعة، أي مكثنا تسعة 9 / 9 / 1422 أيام في قندوز. ولكن سنة المنافقين ومكرهم للمؤمنين فالمنافقين كما تعلمون آذوا الرسول صلى الله عليه وسلم وحلفائه من بعده وإلى هذه الساعة وهم العدو الأول للمؤمنين فالذي حصل أن بعض المنافقين قاتلهم الله أخبروا دوستم أن هذه الشاحنة فيها عرب، فدوستم سكت حتى وصل الشباب إلى مدينة مزار الشريف فقال الثعلب المكار الخائن دوستم: إنني ما زلت على عهدي معكم ولكن عددكم
كبير وأنا أخاف أنكم إذا دخلتم المدينة تعملوا انقلاباً وتأخذوها وأنا لا آمنكم، فطلب من الشباب أن يسلموا أسلحتهم حتى يخرجوا من مزار الشريف ثم يعيدها لهم، طبعاً هو لم يتكلم عن العرب حتى الآن فرفض الطلبة هذه الفكرة، ولكن احتاروا وقالوا: إذا نحن لم ننفّذ طلبات دوستم سيقطع علينا الطريق وهناك الألوف من الطلبة سيمرون من هذا الطريق فانخدعوا بكلام دوستم، وطلبوا من العرب أن يسلموا أسلحتهم فرفض العرب هذا الكلام ودامت المفاوضات من الساعة الثالثة فجراً إلى الساعة الثانية عشر ظهراً، وبعدها قال أمير العرب سلموا
أسلحتكم ولكن طلب من البعض أن يجعلوا معهم القنابل فسلموا الأسلحة إلا بعض القنابل وكنا نرى في وجوه العسكر الخيانة، وبعد أن سلم الشباب الأسلحة مرت طائرة أمريكية فوق الشباب ووضعت علامة دائرة على شكل سحابة بمعنى أنكم محاصرون وفعلاً كان الشباب محاصرون في ذلك المكان، فتحركوا أمامنا وسيارات الشباب خلفهم، وقد كنا نرى الدبابات وآلاف الجنود ينتشرون حولنا على رؤوس التلال فتحرك الشباب إلى داخل مزار الشريف وكان الناس بانتظارهم بالصراخ و النياح ينوحون كالكلاب لفرحتهم بتسليم الشباب أنفسهم، طبعاً الشباب ليسوا متأكدين حتى الآن بالخيانة، وبعدها أدخلوا الشباب في القلعة قُبيل المغرب، لها بوابات كبيرة وجدرانها عالية جداً فلما أدخلونا وأوقفوا الشاحنات عرفوا الشباب أنها
خيانة بعد أن رأوا بعض الأمريكان المدنيين المخابرات فبدأوا بإنزال الشباب وتفتيشهم، طبعاً كانت فكرة أخونا غريب الصائبة عندما طلب من بعض الشباب أن يبقوا القنابل معهم، فتشاور الشباب بينهم ماذا يفعلون وعندها سمعنا صوت صاعقة القنبلة يضرب ( يعني بعد أربع ثواني ستنفجر قنبلة ) لكن أين هي ؟ لا أعلم، فانفجرت بعيداً عنا، فتحها أبو أحمد السوداني فذهب هو وقائد كبير من قادة دوستم كان هذا القائد مطلوب عند الطالبان منذ زمن بعيد لأنه قتل كثير من الطلبة فجاء حظ أبو أحمد السوداني، فرأيناهم يبكون عليه ويصيحون وهو يرفس كالبعير ومات لا رحمه الله، وبعدها أدخلوا الشباب في غرفة تحت الأرض ( القبو )

الليلة الأولى :
كان مع أحد الشباب قنبلة في قذيفة يارجاك ، فنفجرت منه من دون عمد فقُتل هو وباكستاني وحكيم التعزي المدرب مقاتل ، وفي نفس الليلة تكلموا مع الشباب وقالوا لهم لماذا تقتلون أنفسكم نحن بيننا وبينكم عهد أنتم ستخرجون غداً إلى هرات ، فقط أنتم هنا لتفتيش من مصدق ومن مكذب ، هـ وفي الصباح الباكر 10 / 9 / 1422 وفي يوم السبت بدأوا بإخراج الشباب أثنين أثنين ، طبعاً كانوا يأخذون الأخ أمام الشباب ويفتشونه أمام الشباب تفتيشاً بسيطاً ، ثم يأخذونه بكل احترام ويًخرجونه إلى الخارج ، طبعاً الشباب في الداخل لا يعرفون ماذا يحدث في الخارج فقط يرون أخوهم يخرج من عندهم بكل أدبٍ واحترام ولكن في الخارج فلا يعلم إلى الله ، فالذي كان يحدث في الخارج أن الأخ عندما يخرج من الباب ويغيب عن أنظار الشباب يهجم عليه خمسة قرود ( جنود دوستم ) ويضربونه ويخلعون منه كل شيء إلا ملابسه الساترة فقد ( يعني السروال الأفغاني والثوب الذي عليه ) ويقيدونه مع يده من الخلف حتى أن بعض العسكر كانوا يأخذون حذاء الأخ ويلبسها أمامه يعني حرامي عيني عينك ، يخرجونهم من القبو إلى الساحة الخارجية داخل القلة ، وعلى هذا الحال إلى أن أخرجوا أغلب الشباب ولكن الأسود الأوزبكية كانت تشم رائحة الخيانة من أول لحظة ولكنهم لم يتكلموا ويخالفوا الأفغان العرب . لتوحيد الكلمة وترك الفرقة ففي الساعة التاسعة في نفس اليوم رأى أحد الشباب الأزوبك أن الأوزبكيين تجمعوا عند أميرهم وتبايعوا على الموت طبعاً هذه الرواية حقيقة وليست في المنام، فعندما كنا في الخارج مقيدين كان تقريباً ما يقارب أربع مائة شخص مقيدين عرب وباكستانيين ، والأوزبك كانوا قليلين لأنهم لم يخرجوا حتى الآن ، وكان هناك اثنين من المخابرات الأمريكية أحدهم قائد كبير يسمى ثعلب أفغانستان وفي الساعة الواحدة تقريباً بعد الظهر فجاءة سمعنا صوت القنابل والتكبيرات من جهة القبو وبعدها رأينا إخواننا الأوزبك قد هجموا بعد أن قتلوا عسكرياً دوستمياً وأخذوا سلاحه وبتوفيق الله استطاعوا أن يقتلوا منهم الكثير والكثير وأما الشباب المقيدين في الساحة فبعد أن رأوا إخوانهم قد هجموا بدأ كل أخ يفك قيد أخوه لأن القيود من الحبال والعمائم، واتفقنا على أن نقوم قومه رجل واحد فقمنا وكبرنا، علماً أنه لا يوجد لدينا طلقة واحدة وكان في القلعة مخازن للأسلحة من عهد طالبان فأخذنا الأسلحة، وبعدا هجم الشباب الذين في الساحة على العسكر، وكنا نرى بطولات مشرفة والله فأخونا المثنى الحربي ( شاب صغير في السن ) هجم على جندي والجندي موجه عليه السلاح وهو يهجم عليه فقتلوه قتلهم الله، وأخونا طلحة المكي أيضاً هجم على عسكري وهو مقيد والعسكري معه سلاحه فقتله قتله الله، وأحد الإخوان أبو العطاء اليمني ( طالب علم يركب على الخيل ) كان موجوداً في القلعة فهجم بالخيل على الجنود فقتلوه وغيرها من القصص، وبعدها تجمع العسكر على جدار القلعة وكلهم يحملون الرشاشات الأر بي جي والكلاشين وغيرها وبدأوا بالرماية على الشباب فحصلت مجزرة عظيمة قُتل فيها الكثيرون من الأخوان ولكن بفضل الله الشباب استطاعوا أن يسيطروا على القبو وما حوله من الغرف وساعدهم من بعد الله سبحانه وتعالى الأشجار الطويلة والكثيفة ووجدوا ومدفع هاون وذخيرة تكفي لمدة شهر، فنصب الشباب BM مخزناً فيه دشكا وسبطانه الديشكا أمام بوابة القلعة وأي عسكري يفكر فقط، أقول يفكر فقط أنه يقترب فوضعوها أمام البوابة أيضاً BM من عند الباب يمسحه الشباب مسحاً وأما الــ لإن الشباب سمعوا أصوات دبابات قادمة تريد الدخول من البوابة فكان الشباب BM BM يرمون بالـ لكي يخيفوا الدبابات فلا تدخل، وبفضل الله ثم بفضل الـأحرق الشباب سيارة جيب كانت لصليب الأحمر أقصد لصليب الأسود، وفي العصر بدأ القصف الأمريكي علينا وجرح كثير من الأخوة من جراء القصف وطلقات النار من قبل العدو حتى المغرب، وبعد ذلك أخذ الشباب الجرحى ورجعوا إلى القبو لأن المكان شبه مكشوف عليهم ولا يستطيعون المواجهة وهم على ذلك، فازداد عدد الجرحى ولكن في خضم هذه المأساة وفي مواجهة الطيران الأمريكي والجيش الدوستمي ظهرت آيات الله وظهرت معادن الرجال، فما أن فك الأسود تلك الأربطة إلا علت التكبيرات وتلقى العدو دروساً لن ينساها من فتية آمنوا بربهم، فهم صغار في الأعمار كبار في الأعمال، نعم والله لقد رأينا الشجاعة والبسالة من أُناس لم نحسب لهم حساب أخذ الأسود يواجهون هذه القوى بقوة الله ثم ببعض الأسلحة الثقيلة التي تكبد العدو منها خسائر فادحة، استمر المجاهدون في المحاولة لفك هذا الحصار ولكن المشكلة أننا في منطقة مسوّرة ولو كنا في غير هذا لأستطاع المجاهدون فك هذا الحصار. وحاول العدو أن يعيدوا السيطرة على المكان لكن بفضل الله حل الظلام فلم يستطيعوا ، وفي الليل رتب الشباب أوضاعهم وتقسموا مجموعات والباكستانيين والأوزبك كل منهم تجمعوا على أميرهم وهم تحت إمره أخينا عبدالعزيز النعمان يمني لأن أخونا غريب قُتل في أول الإشتباكات جاءته قذيفة آر بي جي وقتلته رحمه الله
وفي اليوم الثاني في القلعة الموافق يوم الأحد 11/9/1422 هـ :
كذلك حاولوا أن يقتحموا القبو ولكن الشباب بفضل الله ردّوهم، ولعلك يا أخي تظن وأنت تقرأ هذا الكلام تشعر أن الشباب كانوا في نصب وتعب، لا والله لقد رأيتهم أمامي وهم كالملوك إذا خرجوا لنزهة أو لرحلة حين كانوا يتضاحكون وكلَ يفدي بنفسه وملابسه لأخيه والسكينة تغشاهم وتنزل عليهم حتى أن الجنود من شدة ما بهم من الخوف والرعب كانوا إذا أظلم الليل يبدأون بالتمشيط فأحياناً . يشتبكون مع بعضهم البعض .

وفي اليوم الثالث في القلعة الموافق يوم الاثنين 12 / 9 / 1422 هـ

وجد الشباب خيلاً مقتولة فأخذوا من فخذه وطبخوه على بعض أغصان الشجر ووزعوه على الشباب، طبعاً كان أغلب الإخوان مصابون منهم المكسور والمبطون والمضروب في رأسه فقال الأمير عبدالعزيز النعمان أدخلوا الإخوان الجرحى داخل القبو لشدة البرد عليهم في الخارج، وأما الذين لم يصب من الشباب فإما أن يخرج مع . إخوانه يقاتل وإما أن يبقى مع الجرحى داخل القبو لكي يخدمهم وعلى هذه الحالة
وفي اليوم الرابع يوم الثلاثاء 13 / 9 / 1422 هـ
وفي الليل جاء أمر الله المحتوم فاصطفى كثيراً من الشباب فنزلت قريباً من القبو والأشجار التي حوله طائرات أمريكية تحمل صواريخ موجهه وبدأوا بضرب القبو فقتلوا كثيراً من الشباب الذين كانوا يقاتلون في الخارج وكان بعض الإخوان الجرحى الذين مازالوا في الساحة من بعد الانقلاب في أول يوم ولم يكن الشباب يستطيعون أن يصلوا إليهم لأن الساحة كانت مكشوفة فقُتلوا بسبب القصف، وكانت القذائف التي قصفوا بها عجيبة كانت تحمل مادة تمحي كل شيء حتى الأشجار الكبيرة منها، فكل شيء خارج القبو مًسح تماماً ولم يبق إلا القبو متحصن فيه الشباب الذين بقوا بعد القصف، وقبل الفجر بقليل حاول الشباب أن يجدوا لهم حلاً ومكاناً ليتحصنوا فيه قبل أن يهجم العسكر ويحاصروا الشباب في القبو، ففكروا وفكروا ولم يجدوا حلاً وعندها تذكرنا قول الله تعالى: ( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك أًبتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً ) عندها قام أحد الأسود الفلسطينيين وألقى كلمة رفع بها همم الشباب وحرصهم على القتال وشوقهم إلى الجنان والحور ( طبعاً هو جريح ويخاطب شباباً أغلبهم جرحى ) فالحل الذي وجدوه الشباب أنهم يخرجون في الخارج ويختبئون في مجاري المياة وبعض الغرف المهدمة وينتظروا العسكر حتى يهجوا عليهم.
وفعلاً ففي اليوم الخامس يوم الأربعاء الموافق 14 / 9 / 1422 هـ في الساعة الثامنة صباحاً
دخل العسكر وتقاتل معهم الإخوان والجرحى ولكن مع الآسف الشديد أن الشباب كانوا لا يملكون سوى كلاشين، واحد كان مع أخ في مكان قريب من العسكر فلم يستطيع الشباب أن يحضروه، والثاني بقي مع بعض الشباب وعددهم أربعة ففكروا وقالوا: ما لنا إلا أن ندخل القبو ونبقي هذا السلاح معنا لكي نحرس الشباب فيه، فدخلوا وعندها استطاع العسكر أي يسيطروا على القلعة إلا القبو فكانوا يحضرون من الصباح إلى المغرب ويتجمعون على القبو وبدأوا بقذف القنابل وسكب البنزين ومن دون رحمه لأنهم يرون أن هؤلاء الشباب أغضبوا أمهم أمريكا فهم ينتقمون لها، فتأثر الشباب من القنابل فقُتل كثير من الشباب منها وجُرح الكثير، أما البنزين فلا نعلم أنهم سكبوه إلا إذا سمعنا صوت شيء يسيل أو لمس أحد
الشباب أن الأرض رطبه أو شممنا رائحة فعندها نعلم أنهم سكبوه فيبدأ الشباب بالخروج من الغرفة، بعضهم يحمل أخوه الجريح الذي لا يستطيع أن يمشي ولكن الحمد لله لم يحترق أي أخ من البنزين، وأعيد وأقول لعلك يا أخي القارئ تظن وتشعر أن الشباب في ذلك الوقت مهمومين ومغمومين ولكن صدقني أنه العكس فقد كان الشباب وبكب سكينة وطمأنينة يتضاحكون حتى أنهم إذا رأوا البنزين ينزل يقول بعض الشباب: يا شباب تعالوا هنا نريد مويه يطفيها لنا ويضحك. طبعاً لا يوجد مع الشباب أي قطرة ماء ولكن يقصد ماء البول أكرمكم الله، وعلى هذه الحالة، طبعاً وجوه الشباب أسودت من الدخان الذي يخرج من البنزين ، فكان . الشباب بعضهم يقول: أيه متى تأتيني الحورية وتظمني، يالله كيف بيكون جمالها وبعضهم يقول: متى يأتيني الملك صاحب الوجه الأبيض والثوب الأبيض ويأخذ . روحي ويذهب بها إلى ربي .

وفي يوم الجمعة تقريباً اليوم السابع 16 / 9 / 1422 هـ
كان أحد الشباب أبو حبيب القصيمي ياسر الرميح قد قُتل زميله في أول الأيام نجم الدين، ففي الصباح رآها أبو حبيب في المنام وقال له: كيف حالك يا نجم ؟ قال أنا بخير وعافية وأنت يا أبا حبيب ستزورنا اليوم إن شاء الله وفعلاً، ففي الساعة الثالثة عصراً كان هناك فتحة للهواء في أعلى الجدار فسكب العسكر منها الماء فظن الشباب أنهم سيسكبون قليلاً من الماء ثم يضعون الكهرباء فقام الشباب يودعون بعضهم ويقولون: دقائق يا شباب وثم نجتمع في جنة الخلد فمنهم من قام وشرب الماء وارتوى وتوضأ وبدأ يصلي ويقول: أقاتل وأنا أصلي، ومنهم من استلقى على ظهره وقال: ما أشد لسعة الكهرباء أريدها أن تقتلني بسرعة لذلك استلقيت على ظهري، ولكن الماء لم يتوقف فبدأ يرتفع إلى الساق ثم إلى الركبة ثم إلى أعلى ولم يأتي الكهرباء ولكن في الحقيقة لم يكن هناك كهرباء ولا شيء كانت خطتهم أنهم يسكبون الماء حتى يصل إلى حد البطن وبهذه الطريقة لا يستطيع الشباب البقاء في الماء لبرودته ولأنهم لم يأكلوا فلن يستطيعوا الوقوف ولن يستطيعوا أن يروا أنفسهم في الماء فيقتلوا أنفسهم فبدأ الماء يرتفع حتى وصل إلى حد الصدر فلا أستطيع أن أصف لكم كيف كان الموقف، كانت الجثث تطفح على الماء والمكان مظلم جداً وأكثر الشباب جرحى لا يستطيعون الوقوف فكانت هذه هي البشرى التي بشر بها أخونا نجم الدين لأخينا أبو حبيب القصيمي
فقد كان مصاب فحمله أحد الشباب وعندها بدأ يكلم الشباب ويقول: يا شباب هل تعرفون سكرات الموت؟ ولسان حاله يقول: أين سكرت الموت التي نسمع عنها ؟
ثم سقط في الماء، وكان سقوطه في آخر ساعة من يوم الجمعة في 16 رمضان . سقط غريقاً فيالها من كرامات ويا لها من شهادات .

كرامات :
عندما حُوصر الشباب في القبو لم يكن هناك معهم سوى كلاشن معطل وقديم جداً فنظر يا أخي الحبيب شباب بكلاشن معطل يواجهون أمريكا وأذنابها مع القصف الشديد والدبابات والجنود المسلحين كل هذا مقابل كلاشن معطل فما بالك لو كان معنا . الجزء اليسير من الأسلحة التي مع عبّاد الصليب ولكن معنا قوة الله جل جلاله .
عندما كان الشباب مقيدين كان أحد قادة دوستم يضرب الشباب كثيراً وعندما هاجم الشباب على المعسكر أًصيب هذا القائد وسقط في حفرة فهجم عليه الشباب وضربوه وأخذا بثأرهم منه حتى في رأسه ووجهه مملوءاً بالدماء وبعض الشباب معه ظرف فارغ لطلقة الديشكا ويقطع عروقة التي في حلقة فالحمد لله الذي مكن جنود الله . من عدو الله .
ومن هذه الكرامات أن العسكر عندما كانوا يسكبون البنزين ويشعلونه كان الدخان يكتم الشباب فأخذ الشباب لحافاً ( أسمه بتو ) ووضعوه على الفتحة وكان اللحاف يشرب البنزين فإذا أشعلوه كان الدخان يخرج إلى الخارج فانظر حتى البتو اللحاف يدافع عن المجاهدين .
عندما سيطر الشباب على القبو تسلل أحد العسكر إلى داخل القبو وأراد أن يضع شريحة لكي يقصف الأمريكان الموقع جيداً فقبض عليه الشباب وضربوه ونكّلوا . به فأعترف أنه جاسوس فكان جزاؤه طلقات في جسده ثم كانت آخر محاوله لهم وهي أنهم سكبوا الماء علينا حتى وصل الماء إلى الترقوة حتى سقط إخوة كثيرين لم يستطيعوا أن يقفوا في الماء على أقدامهم فسقطوا وغرقوا في الماء وبعدها بدأ الماء ينزل قليلاً قليلاً علماً أنه لا يوجد أي فتحات جانبية أو أرضية للقبو ، ولكن حكمه الله ورحمته بنا ، كان بعض الشباب يريد الاستمرار في القتال ولكن الإخوة تعبوا كثيراً فقرروا الاستسلام ثم أخذونا من القلعة من مدينة مزار الشريف إلى سجن في مدينة ثانية غير مزار الشريف ...


إلى هنا انتهت القصة والحمد لله رب العالمين
وهاهي قصة مذبحة قلعة جانجي الشهيرة التي سطر فيها المجاهدون أروع الأمثلة في التضحية والبذل والعطاء والصدق مع الله ، وأن هذه القلعة القليل من الشباب الذين نجوا منها وأستطاع أن يروي لكم قصصها المؤثرة منهم الأخ المجاهد عبدالهادي العراقي الذي لم يكن معنا في القلعة بخلاف صاحب هذه القصة الذي عشتها وتذوقت مرارتها وحزنها ، الله يا حي يا قوم تقبل من شهدائنا وأغفر لنا ولم وألحقنا . بهم في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وهؤلاء الشباب الآن أغلبهم في سجن غوانتانامو في كوبا ، حيث أني تابعت أخبارهم . ووجدت أسمائهم نسأل الله أن يفك أسرهم وأن يرد كيد الكافرين إلى نحورهم وإن شاء الله سوف أرسل لكم أسماء المجاهدين الشهداء في قلعة جانجي وكناهم وأسم مدينتهم بإذن الله .

اللهم هذا جهد مقل من عبدك الفقير إليك أبو سليمان الفارسي اللهم إن كنا قد أصبنا فمن نعمتك علينا وإن أخطاءنا فمن أنفسنا والشيطان وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين .

أخوكم / أبو سليمان الفارسي
شاهد على مذبحة الأسرى في قلعة جانجي


هذه أسماء شهداء العرب من تنظيم القاعده الذين سقطوا في قلعة جانجي بمزار الشريف مبيناً أسمه وكنيته وبعض ملامحة ومكان سكنة:

1) عمر الجمهور : أبو دجانة النجدي يسكن بالرياض بحي السلي .
2) ناصر اليماني : قعقاع الحارثي يسكن بالرياض .
3) عبدالكريم الشهري : أيوب النجدي يسكن بالرياض بحي النسيم .
4) فيحان العتيبي : أبو تراب النجدي يسكن بالرياض .
5) الشيخ أبو عبدالرحمن النجدي : وهو قاضي بالرياض طويل القامة أسمر اللون وإمام مسجد.
6) خالد سعد عكشمي العتيبي : أبو سعد النجدي الراجح أنه قتل يسكن بالرياض .
7) أبو حبيب النجدي : أصله يمني أبيض اللون جعد الرأس هادئ الطبع .
8) وليد الحضرمي : أسمر اللون ومتزوج وكان له ستة أشهر ثم سافر، عند أبوه محلات مكيفات يسكن بالرياض .
9) سلمان : فاروق الحارثي طويل القامة عنده لتغة في اللسان يسكن بالرياض .
10) ياسر الرميح : أبو حبيب القصيمي يسكن بالرياض بحي الربوة .
11) نايف المعجل : أسامة البحريني وهو طالب علم يسكن بالرياض بحي الشفا .
12) صالح المسند : النبراس الشمالي يسكن بالقصيم في بريدة بحي البصيرية .
13) عبدالملك الربيش : بشر القصيمي يسكن في بريدة بحي الصناعية .
14) أبو حذيفة الشرقي : أبيض اللون وهو أمرد نحيف يسكن بالشرقية .
15) أبو البتار الشرقي وهو صاحب أبو حذيفة الشرقي وهو أسمر اللون .
16) أبو صلاح الدين الحساوي : حنطي اللون وجهه أفطس .
17) عبدالرحمن السليماني : مصعب العربي يسكن بالطائف بحي الشطبة أخوه يوسف في كوبا .
18) أحمد الوظاف : يمني عاشق الحور يسكن بالطائف بحي الشطبة .
19 ) ماجد ثواب الثبيتي : ثوار الطائف ولد صغير جداً خفيف اللحية .
20) محمد اللهيبي : مثنى المكي أبو الرؤى يسكن بمكة بحي العتيبية .
21) ياسر المطرفي : عمار المكي يسكن في مكة بالعتيبية .
22) موسى أصله جيزاني : خباب المكي حنطي اللون .
23) أبو معاذ المكي : طويل ثخين الصوت .
24) ماجد : سارية المكي طويل القامة .
25) أبو النصر النجدي :نحيف هادئ الطبع يسكن بالرياض .
26) أبو حيدره المكي : المشهور بقصيدة ( طاح كرت البعير ) .
27) إبراهيم الزهراني : ذكر الشهادة عمير الجداوي طويل الشعر .
28) بركات علي السيد القرني : أبو زياد الجداوي يسكن في جدة بحي المنتزهات .
29) عبدالعزيز العمري : عطية الزهراني طويل القامة والشعر عند وفاته .
30) وعيد الحربي : مسلم الحربي يسكن في جدة بحي الجامعة .
31) محمد اللهيبي : مثنى الخولاني يسكن في جدة بحي قويزة .
32) عبدالله : أصله يمني كنيته صفوان متوسط القامة والجسم يسكن في جدة .
33) أحمد هاشم الحربي : أبو هاشم الحربي يسكن في جدة بحي النزهة .
34) خالد محمد الحربي :عاصم المدني يسكن بالدويمة .
35) ماهر العلوي : جعفر المدني يسكن بالدويمة .
36) عبدالله مطيران الحربي : أبو بكر المدني يسكن بالدويمة .
37) محمد عبدالله الشنقيطي : يدرس في الثانوية الصناعية يسكن في المدينة بحي السيح .
38) بندر اللقماني : خلاد المدني حي الجبور .
39) أبو زيد البدري : حنطي اللون يلبس نظارات يسكن بالمدينة .
40) حسن الحديدي : أبو عمر الحديدي أصله يمني نحيف الجسم طويل الشعر يسكن في مكة .
41) أبو عبادة الحجازي الشهري : حنطي اللون نحيف الجسم متوسط القامة .
42) ناصر المطيري : عزام الجلاوي قتل بقذيفة دبابة ظهرت منه رائحة المسك تقطع كله ماعدا نصف صدره ورأسه يسكن في جدة .
43) صالح : مصعب العوذلي أصله يمني وظهرت منه رائحة المسك يلبس نظارة حنطي اللون عمره 32 تقريباً يسكن في جدة .
44) ماجد الحربي : طارق الحربي حنطي اللون خفيف اللحية عريض الجسم يسكن في جدة .
45) خالد البطي : أبو ذر النجدي متزوج يسكن في حفر الباطن .
46) خالد : أبو حفص النجدي من أقرباء خالد البطي يسكن في حفر الباطن .
47) أبو المعتصم الزهراني : قصير القامة فيه صلع في الرأس طويل اللحية أبيض اللون يسكن في الشرقية في حي الأخ أبو حذيفة الشرقي رقم 14 .
48) بابا : عبدالله البسنوي من أفريقيا أسمر اللون يسكن في مكة قُتل في الإنحياز إلى قندوز .
49) أبو عبدالعزيز العسيري : طويل القامة أبيض اللون متوسط اللحية كان يدرس في كلية المعلمين بعسير اتصل على أبوه في آخر الأيام وكان راضي عنه قُتل في الانحياز إلى قندوز .
50) فواز جزاء الذيباني : أبو حذيفة التبوكي سمين الجسم خفيف اللحية سافر إلى أفغانستان بعد 11 سبتمبر يسكن في تبوك .
51) محمد : عبدالسلام الحضرمي قائد العرب في الشمال وهو قصير القامة حنطي اللون من عدن قُتل بسبب القصف الأمريكي .
52) عبود الحضرمي : عثمان الحضرمي ابن عم عبدالسلام الحضرمي أسمر اللون قُتل في الانحياز إلى قندوز يسكن في حضرموت .
53) عبدالله : أبو الحسن الأبيني : القائد المجاهد حنطي اللون، سجن في عهد الاشتراكية 8 سنوات كان طالب علم وحافظ للقرآن.
54) سامي : أبو عمر العدني نحيف الجسم خفيف اللحية حنطي اللون عمرة 21 سنة .
55) بسام : أبو حمزة العدني أبيض اللون خفيف اللحية عمره 21 سنة .
56) أبو مغوار التعزي : حنطي اللون جعد الشعر هادئ الطبع .
57) أبو مهند التعزي : أسمر اللون صغير القامة كان مسئولا عن الأعلام في الشمال .
58) أبو إسماعيل الحضرمي : أسمر اللون يسكن في حضرموت المكلا .
59) أبو عكرمة الحضرمي : أسمر اللون جعد الشعر فُقد في الانحياز .
60) أبو هاجر الحضرمي : أسمر اللون مبحوح الصوت فُقد في الانحياز .
61) أبو ثابت القطري : طويل القامة أسمر اللون .
62) أحمد الجوفي : أبو القعقاع التبوكي أحد القادة في الشمال متوسط الطول أبيض اللون جعد الشعر من اليمن .
63) طلال : أبو غريب الصنعاني قائد العرب بعد مقتل عبدالسلام جعد الشعر عيونه عسلية حنطي اللون .
64) أبو يعقوب الأردني : طويل القامة أبيض اللون طويل اللحية وشقراء كان في جماعة التبليغ الأردن قدم من أوروبا .
65) مراد : أبو عبدالله التونسي أبيض اللون طويل القامة خفيف اللحية يسكن في ألمانيا دخل أفغانستان شهر صفر 1422 هـ .
66) أبوالعطاء التعزي : طالب علم طويل القامة خفيف اللحية جداً أبيض اللون درس في جامعة الإيمان بصنعاء .
67) نجم الدين ابن الصامت : صاحب أبو العطاء ، طالب علم متوسط القامة أبيض اللون خفيف اللحية .
68) أبو هاجر القصيمي : متزوج يسكن بالرياض في حي السلي .
69) أبو جهاد الصنعاني : حنطي اللون متوسط القامة واللحية جعد الشعر .
70) أبو عبدالمعطي الجداوي الحربي: كان يعمل سائق نقل جماعي وهو متزوج من باكستانية حنطي اللون متوسط اللحية متوسط الطول والجسم يسكن في جدة .
71) أبو جنيد : من أسرة ثرية أصله هندي نحيف الجسم أمرد يلبس نظارة حافظ للقرآن الكريم يسكن في مكة .
72) أبو زهير الليبي : متوسط اللحية والجسم والطول حنطي اللون مبحوح الصوت .
73) أبو حكيم التعزي : " كنيته مقاتل " خفيف اللحية أبيض اللون أبوه أحد مشايخ المنطقة يسكن اليمن .
74) سمرقند: أبيض اللون خفيف اللحية متين قليلاً متزوج ، قد سجن في سجن الرويس يسكن في جدة .
75) خالد العجمي : أبو حيدرة الكويتي حنطي اللون متوسط الجسم واللحية عنده سيارة كراسيدا في التسعينات توماتيك .
76) أبو حمزة الكويتي أو سيف الكويتي : متزوج من أهل الكويت كان عنده سيارة ( في أكس آر ) وأحترق في الكويت يُعتقد أنه مطيري حنطي اللون بدوي اللهجة متوسط الجسم واللحية .
77) أبو عبدالسميع الليبي : كبير في السن طويل اللحية أبيض اللون .
78) زيدان الشهري : أبو زيد الشهري قُتل في القصف الأمريكي وكان يصلي صلاة العصر وقتل وهو يصلي رحمه الله .
79) أبو عمر الحبيب : أسود البشرة نحيف الجسم خفيف اللحية .
80) عادل يُعتقد أنه شهراني : أبو شداد أبيض اللون متوسط اللحية ناعم الشعر متوسط القامة من بلجرشي أو خميس مشيط .
81) أبو عبدالعزيز النعماني : حنطي اللون متوسط الجسم والقامة يلبس نظارات قُتل متأثر بجراحه بعد القلعة وهو من اليمن .
82) أبو أقص : حنطي اللون متوسط اللحية والجسم والطول يعتقد أنه من الرياض .
83) عبدالله : أبو أيمن اليمني قصير القامة جداً ومتين الجسم متوسط اللحية أخ قديم في الجهاد من اليمن .
84) أبو صابر : كبير في السن خفيف اللحية أصلع الرأس قليلاً متوسط الطول والجسم يعتقد أنه مغربي من سكان ألمانيا .
85) أبو عبدالرحمن الكردي : طويل القامة أبيض اللون عمرة 32 تقريباً من العراق مدينة السلمانية .
86) أبو فاروق المغربي : طويل جداً أبيض اللون متوسط اللحية ، رجل رياضي حصل على بعض الجوائز في الألعاب الأولمبية يجيد لعبة الكونفو والكاراتية .
87) أبو عبدالملك النجدي : أشقر الشعر أبيض اللون كأنه شامي .
88) فارس : أبو عيسى الجداوي طويل اللحية والشعر متزوج وهو من الأخوان حنطي اللون عمره 35 تقريباً .
89) أبو بصير : وهو أخو فارس طويل الشعر متوسط اللحية أبيض اللون ( مفقود في وقت الانحياز لا نعلم عنه شيئاً ) .
90) أبو ياسر العدني : أبيض اللون عريض الوجه جعد الشعر متوسط اللحية أخوة أسمه عثمان في كوبا .
وبهذا انتهت الأسماء التي عندي ، نسأل الله العظيم أن يتقبل منا شهدائنا وأن يغفر لهم ويتقبلهم ويسكنهم في الفردوس الأعلى من الجنة وأن يلحقنا بهم عاجلاً غير آجل .يا رب العالمين، اللهم آمين .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على طريقة إلى يوم الدين .

أخوكم / أبو سليمان الفارسي ( أحد الناجين من مذبحة
القلعة) قصة الأبطال يرويها ( عبد الهادي العراقي )قصة الأسود الذين رفضوا الاستسلام و قاومو ما وجدو للمقاومة سبيلا فلله درهم .. لله درهم.
هم اسود كوبا ...هذه قصتهم

الملحمة المنسية .. ملحمة الشهداء .. ملحمة الشهداء المنسييين .. شهداء قلعة جنك المجهولين .. أبطال رفضوا الهوان ..
حقيقة احترت في اختيار عنوان لهم يعبر عما قاموا به من بطولة ورفض للهوان والذل الذي يمكن أن يتعرضوا له لو بقوا أحياء فهم ليسوا كباقي القطعان الحية يسوقهم أعداء الله بالعصا وهم راضخين أذلاء مقابل البقاء أحياء متمتعين بزيف الدنيا.
كنت أميرهم ولكن شاء الله أن أبتعد عنهم في اللحظات الحاسمة الصعبة وهى ليست المرة الأولى التي أراها بعيني ، فالشهادة اختيار واصطفاء من الله .
عدة شهور مضت على اتخاذ قرار المشاركة في جبهات شمال أفعانستان ، فاخترت المجموعة الأولى من المجتهدين الذين أمضوا فترات طويلة في جبهة شمال كابل فشكلت منهم مجموعة طيبة صابرة لا توصف بعطائها وبذلها، كان منهم عبد العزيز النعمان صاحب الخلق والصبر ، وأسامة العدني وأخوه الملاصق له دائماً حمزة العدني ( اللذان استشهدا في مزار شريف قبل حادث القلعة عند ذهابهم ضمن قافلة قبل سقوط مزار شريف ) وأنجشة وحسان الشاعر الذي لم يفارق الجبهات لأكثر من ثلاث سنوات وأبو تراب النجدي الذي مابقيت ساحة من ساحات الجهاد في أفغانستان والشيشان وربما البوسنة أيضا إلا وشد إليها الرحال واستشهد خلال تعرضات العدو على خوجة غار قبل الانسحاب ، والرحَّال الذي ما طاق الانتظار بعيداً عن الجبهات فعاد على الرغم من اصابته السابقة واستشهد قبل الانسحاب ، وغريب الصنعاني ( الغريب الحيي الخلوق ) والقعقاع الذي ما فارق الجبهات منذ اكثر من ثلاث سنوات ذو المحبة الشديدة للافغان وكان أسد على الرغم من صغر سنه والم ركبته الذي لم يفارقه حتى استشهاده ، وعاصم الصنعاني ( الذي كنت أسميه شبل الجهاد ) لصغر سنه وهو من عائلة مجاهدة معروفة.
والتحق بهم بعدهم العديد منهم أبو أيمن اليمني المعروف بقصر قامته، الذي لم يطق البعد عن ساحات الجهاد فعاد من اليمن بعد انتهاء فترة الجهاد الأولى مع التنظيمات ليلتحق بصفوف الطلبة ويبقى مرابطاً في الجبهات منذ 1998 وإلى استشهاده في 2001 وغيرهم مما لا أستطيع نسيانهم ولو ذكرت أسمائهم وصفاتهم لما كفانا مجلداً كبيراً واختير كقائد لهم صاحب النفس الطيبة ومن لا يجمع على غيره من الاخوة صغير الجسم قوي الجسد صاجب الهمة العالية والخلق الرفيع الأسد الهصور الذي رافقته منذ 1997 مافترقنا إلا عدة شهور حين نزل إلى اليمن محاولاً الذهاب إلى الشيشان ولكن عندما تيقن أنه لن يستطيع عاد إلى أفغانستان مطلقاً الدنيا هارباً من والديه الذين كانا يحاولان تزويجه ، وعاد ليطرب إخوانه المجاهدين بصوته الجميل وهو ينشد لهم خلال فترات الهدوء والاستراحة، ثم يكون مقدمتهم حين احتدام المعارك، ألم تعرفوه إنه عبد السلام الحضرمي، ويالهف نفسي على فراقه، إنه الحبيب إلى القلب، وصديق الجميع وسابق أصحابه جميعاً للخيرات أينما كانت الذي تراه دائماً أمامك يسابقك إلى كل شيء وماذا عساي أقول إلا أن أدعوا الله أن يتقبلك في جنات الفردوس ويلحقني بك ( استشهد بالقصف الأمريكي مع جمعة باي الأؤزبكي في مزار شريف). أسود جميعهم لا تكاد تفاضل أحدهم على الأخر وحسبنا أنهم ذهبوا إلى جوار رحمن رحيم كريم في أشرف ساحات الوغى وميادين الرجال ضد أعداء الله من الأمريكان والمنافقين.
كانت الحملة الصليبية الأمريكية قد بدأت على أفعانستان بعد عمليات مركز التجارة والبنتاجون البطولية التي رد فيها المجاهدون بقوة على الإستعلاء الأمريكي واحتلالهم للمقدسات الإسلامية وإعانتهم لليهود ضد إخواننا الفلسطينيين.
وكان القصف قد اشتد على مزار شريف خصوصاً لفسح المجال أمام قوات دوستم وحلفائه الهزارة وغيرهم للسيطرة على المدينة والمطار لعمل موطء قدم ينزل فيه الأمريكان لتوسيع عملياتهم لاكتساح مواقع الطلبة الصامدة إلى تلك الأيام أمام القصف العنيف والهجمات السرشة حتى انهم – الأمريكان – تحيروا وكادت خططهم تفشل وأصيبوا بالإحباط، ولولا التطورات اللاحقة التي حصلت .
بدأ القصف يزداد عنفاً لحظة بعد لحظة وبدأت أعداد الضحايا المدنيين تزداد على العكس من الضحايا في الجبهات والتي كانت نسبتهم قليلة جداً لو قورنت مع شدة القصف ، ودخلت أخيراً قنابل زنة 7 طن والتي تأتي على سقف الأسلحة التقليدية وقبل مرحلة القنبلة النووية ، وللحفاظ على أرواح المدنيين ولصعوبة الإمداد تم الانسحاب من مزار شريف وبعدها صدرت الأوامر بالانسحاب من جبهات تخار والتي كان الاخوة العرب موجودين فيها وهم محور قصتنا هذه.
كانت مواقع لواء المهاجرين ( وهم يزيدون عن 1200 مجاهد شكلهم أمير المؤمنين من المجاهدين غير الأفغان قبل عدة شهور ) تمتد من ضفاف نهر جيحون إلى مركز مديرية خوجة غار ( وخط الجبهة يمتد من هناك وإلى تخار وفيه الاخوة الطلبة )، وعلى حسب إجتهاد القائد العسكري لشمال أفغانستان الملا فضل صدر أمر الانسجاب من مقدمة جبهة تخار والعودة إلى قندز ( التي تبعد حوالي 70 كم عن طلقان مركز ولاية تخار ) لتقليل الخسائر وتنظيم الصفوف خصوصاً أن الشمال قد انفصل عن القيادة المركزية للطلبة في جنوب أفغانستان بعد سقوط مدن مزار شريف وسمنجان وبول خمري وبعدها باميان بأيدي قوات التحالف الشمالي الموالي للأمريكان والصليبيين وحدوث فوضى واضطراب شديدين في صفوف الطلبة على الرغم من نداءات أمير المؤمنين المتكررة بالصمود والدفاع وكلمته المشهورة التي يرددها إما الحياة بعزة وغيرة على دين ومحارم الله أو الموت والشهادة، [ زندي به غيرت يا مرك به شهادت ].
في البداية رفض الاخوة في اللواء الانسحاب في ضوء المعنويات المرتفعة فهم وعلى مدى يومين سابقين كانوا قد صدوا عدة هجمات للعدو أخرها إستمر 12 ساعة متواصلة لم يستطيع العدو التقدم شبراً واحداً على الرغم من القصف المدفعي الثقيل الشديسد والدعم الجوي الكبير للطيران الأمريكي الصليبي، وإلى أن أقنع قادة الطلبة الاخوة بالانسحاب كان قد مر على انسحاب بقية قطعات الطلبة أكثر من نهار كامل ، ومع هذا تأخرت مجموعة يتراوح عددها بـ 25 أخ عربي رفضت الانسحاب إلى ما بعد يومين من استكمال انسحاب الجميع ، طبعاً حاصرهم العدو ولكن لم يستطيع إقتحام مواقعهم ، وكان خط الانسحاب من خوجة غار إلى دشت آرجي وإلى قندز مكشوفاً يمر بمنطقة تلال صعبة قاحلة من أي أشجار وطوال الطريق كان الطيران يقصف الأليات ولكن لم تحدث أية خسارة على الإطلاق بتوفيق الله وحفظه.
وحين استقرت هذه القوات كلها حول مدينة قندز كانت قوات التحالف الشمالي قد أطبقت الحصار على المدينة، فمن ناحية كانت قوات جلام جم ( دوستم والهزارة ) قد وصلت من مزار شريف وقوات شورى نظار ( والذي كان إغتيل قائدها المشهور مسعود قبل أسابيع ) من الناحية الأخرى، وكانت المنافسة شديدة بينهم على من يدخل المدينة أولاً سينال الحظوة والأموال والمكافأة، فقوات دوستم محسوبة على الأمريكان وقوات شورى نظار تتلقى دعمها الكامل من روسيا وإيران على الرغم من أن الطرفين يتمتعان بالدعم الجوي الأمريكي المباشر.
رمى دستم ( الجنرال الشيوعي السابق ) ثقله كاملاً لإجراء مفاوضات لدخول قندز سلماً وعرض على الطلبة الاستسلام مقابل العفو وإيصال المقاتلين إلى أماكن سكنهم، كان الطلبة قد وقعوا في حالة صعبة جداً فقسم من القادة قد آثروا الاستسلام وفعلاً اختفى قسم قليل منهم ليظهر بعد أيام في قندهار، والقسم الكبير لا يدري كيف التصرف وقسم منهم أظهروا قدراً من الرحولة والصمود وبقوا مع قواتهم على الرغم من تمكنهم حينها من النفاذ والهرب والتخفي ثم الوصول إلى أماكن أمنة مثل الملا عبد الرؤف خادم وغيره.
ساعات رهيبة مضت والقصف العنيف مستمر على قوات الطلبة مع استمرار الهجمات الأرضية والنفوس تضعف أمام ضغوط أهالي المنطقة التي تزداد لسحب الطلبة أو إستسلامهم لتجنب مناطقهم الدمار من جراء القصف الجوي الذي لا يميز بين قطعة عسكرية وبين قرية أو تجمع سكاني مدني، ويزداد مع صمود الطلبة إلحاح دوستم على الطلبة للتسليم مقابل ضمانات كثيرة ليسبق خصمه محمد فهيم قائد شورى نظار ويدخل قندز ويضيفها إلى مناطق نفوذه ليقوي بها موقعه ومكانته عند أسياده الأمريكان.
لا ندري ما جرى حقيقة في المفاوضات فقد حصل الاتفاق فجأة على خروج غير الأفغان من هناك والتوجه إلى مزار شريف للحفاظ عليهم إبتداءاً وعند وصولهم إلى هناك يستكمل تسليم بقية قوات الطلبة لقوات دستم، انطلقت السيارات الشاحنة تقل 350 مجاهداً ، كل العرب وعددهم 154 أخ مع 100 من الأوزبك والطاجيك وبقية من المجاهدين الباكستانيين وقليل من الطلبة ، ومعهم 4 سيارات صغيرة من قوات دوستم ومن أفراد القومندان ناصر خروي البشتوني ، بالتحديد كأمان لهم ودليل خلال الطريق ، لم يعترض طريقهم أحد ، وحين اقتربوا من مدينة مزار شريف كان الليل قد اقترب على نهايته وبدأ الدليل يخفض من سرعة السيارة إلى أن توقف قائلاً أن وجهتنا إلى بلخ الواقعة خلف مدينة مزار شريف وهناك طريقان أحدهما طويل يلف حول مزار والأخر قصير يخترق المدينة ولكنه خطر لأن هناك قوات من الهزارة وهم لا يطيعون لنا ونخاف أن يتعرضوا لكم وتكون هناك مشاكل ولكن الطريق الطويل خطراً أيضاً لأننا نريد أن نوصلكم إلى بلخ بدون علم دوستم وإذا طلع النهار ممكن استخبارات دوستم تكشف الموضوع ويعرقل الأمر ، فلهذا سنرسل سيارة لتأمين طريق المدينة ثم تعود لتسير بالقافلة ، المهم تحركت السيارة بإتجاه المدينة بسرعة ، وبعد ساعة تحركت السيارة الثانية بحجة أن الأولى تأخرت ، وعند بزوغ ضوء النهار تحركت الثالثة وبعدها بقليل الرابعة لاستكشاف الأمر .
بدأ الشك يزداد عند الأخوة ، نظروا حولهم فإذا هم في منطقة سهلة ليست فيها أي تضاريس أو وادي أو مرتفع وفجأة سمعوا صوت مدرعات تتجه صوبهم أمعن النظر فإذا هي فعلاً مدرعات ولكنها لا تسير باتجههم مباشرة بل قسم منها ينحرف بعيداً إلى اليمين والأخر بعيداً إلى اليسار.
تشاور المسئولون بسرعة وقرروا تشكيل خط دفاعي دائري يكون العرب في المقدمة والأوزبك على الجناحين والباكستانيين يحمون المؤخرة، وفعلاً وبسرعة تنم عن خبرة قتالية توزعت الأعداد وأخذ المجاهدون أماكنهم وكانت الأسلحة لحد الأن لم تسحب من عندهم ، عندها كانت قوات العدو قد استكملت حصار المنطقة كاملاً ، تخندق الأخوة وسحبوا أقسام الأسلحة إستعداداً لأي طارئ.
بدأت إحدى السيارات التي كانت قد غادرت للترتيب أمر عبور المدينة تتجه بسرعة إلى مركز تواجد الأخوة، تركها الأخوة تقترب، نزل مسئولها, هرول إلى مسئول المجموعات وكان الخوف يملأه ، توقف قريباً منهم وهو يصيح أن الأمور بخير ولا يوجد ما يدعوا للقلق وهو تعبير أفغاني مشهور بقينا نسمعه دائماً حتى في أيام الجهاد السابقة وهذه الأيام أيضاً ، المهم أن الأفغاني بدأ مهتماً بتهدئة الإخوة قائلاً أن الأمور بخير ولكن هناك مشكلة بسيطة وهي أن الجنرال دوستم قد عرف الأمر وهو يصر على أن يذهب الجميع مراكزه ليحافظ عليهم ، فقط عليهم الأن تسليم أسلحتهم ، طبعاً انتفض الاخوة ، فكيف يكون ذلك ولجد هذه اللحظة لم يستطيع المنافقون الاقتراب منهم ولقد صدوا العديد من هجماتهم المدعومة بالقصف الأمريكي الصليبي العنيف ، وعندما رأي الدليل الأفغاني إصرار الإخوة على عدم تسليم الأسلحة إقترح عليهم أن يتصلوا بالملا فضل في قندز ليأخذوا منه التعليمات وكان الإخوة قد نصبوا المخابرة هناك في الميدان واتصلوا بكابل الاتصال الأخير حيث كنت وقتها هناك وكنت قد وصلتها قبل عدة أيام قادماً من عندهم في تخار لاستكمال بعض الأمور الضرورية الطارئة بعد ابتداء القصف الأمريكي وكانت الأمور عادية جداً في وقتها ووعدتهم بالحركة في اليوم التالي، وفعلاً تحركت ولكن في الطريق علمت بأن الطريق قد انقطع على أثر سقوط باميان بأيدي المنافقين من حزب وحدت الشيعي عدت أدراجي إلى كابل لأشهد بعد يومين تخلي الطلبة عنها ليستلمها المنافقون .
المهم بعد انتهاء اتصالهم بنا تكلموا مع ملا فضل حيث طلب منهم الرضوخ لمطالبهم وتسليم الأسلحة للحفاظ على بقية الطلبة الموجودين في قندز قائلاً أننا لحد الأن لم نسلم أسلحتنا ولكن إذا عملتم مشاكل فربما يبدأون بقصفنا والتعرض علينا خصوصاً أن قواتهم بدأت تدخل المدينة وقال لهم عليكم بالسمع والطاعة وأن عملي هذا الغرض منه لإنقاذ حياة أكبر عدد ممكن من الطلبة بأمر أمير المؤمنين ؟!! تردد الاخوة بتسليم الأسلحة فنادى ملا فضل الملا ذاكر عبد القيوم ليكلمهم على المخابرة وكان ملا ذاكر هو أمير قطاع عملياتنا في خوجة غار ودشت أرجي بعدها رضخ الاخوة للطلب وتشاوروا على تسليم الأسلحة الكبيرة الظاهرة وإخفاء القنابل اليدوية والمسدسات والسكاكين للطوارئ ، وبدأ وضع السلاح على الأرض والأغلبية غير مقتنعة تماماً ومندهشة بما يحصل.
بعد استكمال تسليم الأسلحة طلب الدليل من قسم من قوات العدو بالاقتراب واستلام الأسلحة وطالب الاخوة بتسليم كل ما لديهم من سلاح فأجابوه بأنه لم يبق شيء آخر وإزاء هذا العناد طلب إليهم التوجه إلى السيارات للتحرك إلى مزار شريف ، انطلقت أمام القافلة سيارة الجرحى مع دليل واحد وكان هناك أربعة من الجرحى منهم أبو ناصر الأبيني وأسامة الحضرمي وكانوا قد جرحوا في القصف سابقاً أسرعت السيارة وسبقت القافلة، عند وصولها إلى داخل المدينة أوقفها حاجز لحزب وحدت الشيعي وحينما عرفوا أن فيها عرباً أنزلوا الأفغاني الدليل وعلى رغم توسله لهم قائلاً أنه منهم ومن أفراد قومندان ناصر وهؤلاء مستسلمون وسآخذهم إلى السجن ولكن بدون فائدة بدأوا بضربه وبسبه بشتى الألفاظ القاذعة وانهالوا بالضرب على الجرحى غير آبهين بحالتهم واقتادوا الجميع للسجن عندهم وبدأوا بالتحقيق معهم ، وندع أخ طالب أفغاني كان مجروحاً وركب معهم السيارة يحكي القصة ، حيث يقول : بدأوا بالضرب الشديد للجميع ثم أوقفوا السيارة في الخارج واستدعوني للتحقيق فقلت لهم أنني لست معهم بل أنا جريح وأتيت معهم فقط بالسيارة فقالوا لي لا نعرف ذلك ، وإذا أردت الخروج فكم ستعطينا حينها تذكرت بأن الاخوة أخفوا مسدساً وبعض الأموال التي جمعوها من بينهم خوفاً من السرقة وأخفوها في محرك السيارة ففكرت أنهم سيأخذون السيارة كلها فلأفدي نفسي بالمسدس ، ففاوضتهم على إعطائهم المسدس مقابل خروجي فوافقوا فأرشدتهم إلى مكانه فذهبوا وأخرجوه ولكن عندما عادوا قالوا هذا لا يكفي نريد ورق أخضر ( يقصدون الدولار ) فأرشدتهم إلى مكان الأموال وعندما رأوها قالوا لي اخرج واترك لنا هؤلاء العرب نبيعهم بالدولار، فخرجت من عندهم وانا أسمع صيحات وتأوهات الاخوة الجرحى حيث بدأ المنافقون بضربهم ثم نقلوهم إلى المستشفى ثم سلموهم للأمريكان.
ثم نعود للقافلة الكبيرة، حيث أخذوهم إلى قلعة جنكِ وهي قلعة كبيرة على أطراف مزار شريف، ترتفع عن الأرض كثيراً يحيطها سور عريض يمكن للدبابة أن تسير عليه ، وخلفها قناة ماء ، والقلعة كبيرة جداً من الداخل ، وهي مكونة من عدة طبقات وفي الأسفل سراديب وغرف ، وهي قلعة عسكرية مجهزة للقتال والصمود أمام الحصار ، وفيها مخازن أسلحة وذخائر كثيرة .
وعند وصولهم للقلعة دخلت السيارات إلى داخل القلعة ، و قد سبقهم إليها أكابر قومندنات حزب وحدت الشيعي وأكابر قومندنات دوستم ورئيس استخباراته وكذلك قوات كبيرة تقدر بعدة مئات ، كذلك مندوبين عن القوات الأجنبية الأمريكية والCIA ، وعند وصولهم تم تقسيمهم على الغرف ، ثم بعد ذلك بدأت قوات العدو بفتح الغرف غرفة غرفة وإخراج الإخوة لتفتيشهم وتسجيل أسمائهم ومعلوماتهم وتصويرهم ، كان يشرف على التسجيل ضباط أمريكان وكبار ضباط دوستم والهزارة ، وكان أفراد العدو والمحققون يتعمدون إساءة المعاملة والتلفظ بالكلمات القذرة على الاخوة والجهاد والدين ويستهزؤن بالجميع ، وحين رأى الإخوة ذلك وقبل استكمال تسجيل الغرفة الأول ى، تبادل عدد من الشباب الإشارات ، وتقدم الأول للتفتيش واضعاً يده في جيبه ، وانتبه لذلك المحقق فصاح عليه أن أخرج يدك يابن .. فأخرج الأخ قبضة يده من جيبه ومعه قنبلة يدوية وفجأة دوى انفجار كبير أعقبه انفجار قنبلة أخرى ، قتل الأخ مباشرة ، وقتل على أثر الانفجار المحقق الأمريكي ورئيس استخبارات مزار شريف وأكبر قومندانات حزب وحدت وعدد من كبار قادة دوستم ، وساد الهلع قوات العدو وبدأوا يتناثرون كذر الغبار اشتدت به الريح ، سارع عدد من الاخوة إلى أسلحة المقتولين ليأخذوها وسارع آخرون إلى بوابات القلعة ليغلقوها لمنع العدو وبقية الأمريكان من الفرار ، وذهب البقية لفتح أبواب الغرف لإخراج إخوانهم وسادت فترة قصيرة من الصمت ولكنها كانت رهيبية، وانفتح بعدها باب جهنم على الأمريكان والأعداء الذين فوجئوا بما حدث فهم لم يروا ذلك من قبل ، أناس في الأسر لايصبرون على إهانات تعد عندهم في أعرافهم أمور عادية من الممكن تبادلها بينهم فرحاً ، ولكن أنى يكون ذلك لحر عزيز ذاق طعم الجهاد وما أنزل السلاح من على كتفه إلا قبل لحظات سمعاً وطاعة لأميره ولكن على غير اقتناع وثقة في الطرف المقابل الذي وضع يده بايدي الكفرة والصليبيين لهدم صرح دولة الشريعة.
ودارت معركة رهيبة كان العدو فيها كالجرذان المرعوبة لا تدري أين الفرار وبدأ قسم منهم يقفزمن الجدران العالية لتندق عنقه و لا أحد منهم يجرؤ على المواجهة ، فهم لم يأتوا للموت بل لجمع الأموال والتمتع بشهوة التسلط وما سينعم به الأمريكان عليهم ، وما هو إلى وقت قصير صفى فيها الاخوة أغلب الذين كانوا في القلعة من العدو والأمريكان وبدأ الجد مرة أخرى فالساعة ساعة حزم وأمر ، تقسمت المجموعات وتوزعت المهام بدقة والأخوة أصحاب خبرة قتالية سابقة ، توجهت مجموعة لكسر المخازن واستخراج الأسلحة وأخرى لجلب الذخيرة وتوزيعها وأخرى لإستخراج ونصب الرشاشات الثقيلة والهاونات وهكذا ، وبعد فترة عادت المجموعة المكلفة بإحصاء وجرد اصابات العدو واصابات الإخوة ، والنتيجة المذهلة [ 15 قتيل أمريكي –200 قتيل من المنافقين ] لم يبق منهم أحد حي، لا خسائر ولا إصابات بين المجاهدين عدا الاخ الذي ألقى القنبلتين اليدويتين في البداية.
ثم تشاور الأخوة وقرروا الصمود داخل القلعة لأن العدو بدأ يتجمع في الخارج والمدرعات والدبابات بدأت تحاصر القلعة وصوت الطيران يستكشف المنطقة.
بدأ الشباب المجاهد توزيع المهام الدفاعية على الجميع ، متوقعين أن العدو سيبدأ عملية اقتحام القلعة بعدما رأو كثافة نيران الرشاشات والمدفعية الموجهة عليهم من داخل القلعة ، وتعالت نداءات الكافرين يطالبون الأخوة بالاستسلام ، ولكن كيف يكون استسلام من أسود لفئران مرعوبة ، و إلى صباح اليوم التالي لم يحاول أي فأر الاقتراب من عرين الأسود ولكن مع إشراقة الصباح بدأ قصف جوي شديد ، وكذلك قصف مدفعي من الأرض ، واستمر الأمر إلى المغرب ، ما استطاع الأخوة عمل شيئ اكثر من إخلاء الجرحى للطابق السفلي وكذلك تقليل الأعدد الموجودة في محيط القلعة للدفاع ضد أي هجوم بري ، واستمر ذلك طوال الليل ، ولم يكن هناك من الطعام إلا القليل مع الماء ، هدأ القصف ليلاً ليعود مرة أخرى في الصباح بشدة أكبر مع محاولات لاقتراب الدبابات ، إلا أن الأخوة ردوها على أعقابها ومع اشتداد القصف بدأ الدخان يتصاعد والذخائر تنفجر والدمار يتجاوز الطابق العلوي إلى الطوابق السفلية وهكذا مع نهاية اليوم الثالث من القصف العنيف المستمركان أغلب الأخوة قد دفن تحت الأنقاض فرحاً بالشهادة ، أو جرح جروحاً بليغة ولم ينج من الجرحى إلا من لجأ إلى الخنادق العميقة تحت الأرض ، دخل عدد من أفراد العدو القلعة خفية ليتأكدوا من مقتل الجميع وأعطوا إشارة للبقية بانتهاء المقاومة ومقتل الجميع ، وعند اكتشافهم وجود عدد من الجرحى في الأنفاق ، دخل اثنان من العدو لإخراجهم فأخرج الأخ مسدسه وقتل الاثنين ، ورفض الجميع نداءات العدو للخروج من الأنفاق ففتح عليهم الماء لإجبارهم على الخروج فلم يفلحوا ، فبدءوا بإغراق هذه الأنفاق والملاجئ بالوقود وأشعلوا النار ، عندها اضطر من بقي على قيد الحياة ونجى من الحرق والاختناق إلى الخروج ، وكان عدد من تبقى من الأخوة 80 أخاً أغلبهم من الباكستان ومن بين الجرحى الأخ الأمريكي الذي أحرج بوش الغير مصدق لوجود أمريكي في صفوف الطلبة.
وبهذا انتهت هذه الملحمة التي سطرها الشباب المجاهد الرافض لهذا الهوان الذي تعيشه الأمة، فضَّل لقاء ربه الكريم على حياة ملؤها الذل والخنوع وما خاب وما خسر في اختياره بل هو خروج من هذا السجن الكبير إلى جنات الرضوان مع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام في أعلى عليين.

وبعد ....

فهذه أحداث عايشناها ورايناها، حفرت أخاديد عميقة في عقولنا وقلوبنا، أبطالها إخوة لنا أفضل منا سبقونا إلى ما كنا قد وضعنا أعيننا وتعاهدنا عليه، رضا الرحمن وجنات الرضوان فنحن على طريقهم لن نكل ولن نمل وقسماً نبره فقد بعنا وقد اشترى الرحمن صفقة لن نندم عليها أبداً، نرويها لمن كان له قلب وما زال به ذرة من إيمان أو رجولة أو نخوة لعل الله ينفعه بها.

نسأل الله القبول .. ولأمتنا الاستيقاظ والنهوض ولشبابنا العودة إلى الطريق التي ارتضاها الله لنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. :ANSmile04[1]:
 
رد: ((أحداث ملحمة جانجي ))صبر , ثبات , فداء , إبتلاء , كرامات , شجاعه , يقين , ...

شكرا اخي الكريم
الحمد الله مزالى هناك رجال صادقين في هذه الدنيا يقاتلون الاعداء ببسالة وايمان صادق وارادة عالية
نعم بمثل هؤلاء فقط ننتصر على الكفرة الملاعين مهما بلغ جبروتهم وطغيانهم
 
رد: ((أحداث ملحمة جانجي ))صبر , ثبات , فداء , إبتلاء , كرامات , شجاعه , يقين , ...

الله اكبر


رحمك الله يا ابو الحسن

كان زميلي في الدراسه
 
عودة
أعلى