شروط و اركان وسنن الصلاة
قال الإمام العلامة المجدد محمد بن عبد الوهاب :
شروط الصلاة ..
تسعة ... الإسلام، والعقل، والتمييز، ورفع الحدث، وإزالة النجاسة، وستر العورة، ودخول الوقت، واستقبال القبلة، والنية.
الشرط الأول : الإسلام : وضده الكفر، والكافر عمله مردود ولو عمل أي عمل، والدليل قوله تعالى : { ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون } [التوبة:17]، وقوله تعالى : { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا } [الفرقان:23].
الشرط الثاني : العقل : وضده الجنون، والمجنون مرفوع عنه القلم حتى يفيق، والدليل حديث : « رفع القلم عن ثلاثة: النائم حتى يستيقظ، والمجنون حتى يفيق، والصغير حتى يبلغ » .
الشرط الثالث : التمييز : وضده الصغر، وحده سبع سنين ثم يؤمر بالصلاة لقوله : « مروا أبناءكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع » .
الشرط الرابع : رفع الحدث : وهو الوضوء المعروف، وموجبة الحدث.
( وشروطه عشرة ): الإسلام، والعقل، والتمييز، والنية، واستصحاب حكمها بأن لا ينوي قطعها حتى تتم الطهارة، وانقطاع موجب، واستنجاء أو استجمار قبله ، وطهورية ماء، وإباحته، وإزالة ما يمنع وصوله إلى البشرة، ودخول وقت على من حدثه دائم لفرضه.
( وأما فروضه فستة ): غسل الوجه، ومنه المضمضة والاستنشاق، وحده طولا من منابت شعر الرأس إلى الذقن وعرضا إلى فروع الأذنين، وغسل اليدين إلى المرفقين، ومسح جميع الرأس، ومنه الأذنان، وغسل الرجلين إلى الكعبين، والترتيب، والموالاة والدليل قوله تعالى: ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين الآية [المائدة:6]، ودليل الترتيب حديث: { ابدؤوا بما بدأ الله به } ودليل الموالاة حديث صاحب اللمعة عن النبي أنه لما رأى رجلا في قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمره بالإعادة، وواجبه التسمية مع الذكر.
( ونواقضه ثمانية ): الخارج من السبيلين، والخارج الفاحش النجس من الجسد، وزوال العقل، ومس المرأة بشهوة، ومس الفرج باليد قبلا كان أو دبرا، وأكل لحم الجزور، وتغسيل الميت، والردة عن الإسلام أعاذنا الله من ذلك.
الشرط الخامس : إزالة النجاسة : من ثلاث : من البدن، والثوب، والبقعة، والدليل قوله تعالى : { وثيابك فطهر } [ المدثر : 4 ].
الشرط السادس : ستر العورة : أجمع أهل العلم على فساد صلاة من صلى عريانا وهو يقدر، وحد عورة الرجل من السرة إلى الركبة، والأمة كذلك، والحرة كلها عورة إلا وجهها. والدليل قوله تعالى : { يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد } [ الأعراف : 31 ] ، أي عند كل صلاة.
الشرط السابع : دخول الوقت : والدليل من السنة حديث جبريل عليه السلام أنه أم النبي في أول الوقت، وفي آخره، فقال: { يا محمد، الصلاة بين هذين الوقتين }، وقوله تعالى : { إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا } [ النساء : 103 ] أي مفروضا في الأوقات. ودليل الأوقات قوله تعالى : { أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } [ الإسراء : 78 ].
الشرط الثامن : استقبال القبلة : والدليل قول تعالى : { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره } [ البقرة : 144 ].
الشرط التاسع : النية : ومحلها القلب، والتلفظ بها بدعة، والدليل حديث : « إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى »
وأركان الصلاة ..
أربعة عشر: القيام مع القدرة، وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع، والرفع منه، والسجود على الأعضاء السبعة، والاعتدال منه، والجلسة بين السجدتين، والطمأنينة في جميع الأركان، والترتيب، والتشهد الأخير، والجلوس له، والصلاة على النبي ، والتسليمتان.
الركن الأول : القيام مع القدرة : والدليل قوله تعالى : { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين } [ البقرة : 238 ].
الركن الثاني : تكبيرة الإحرام : والدليل حديث : « تحريمها التكبير وتحليلها التسليم »
وبعدها الاستفتاح وهو سنّة : قول : « سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ». ومعنى : « سبحانك اللهم » أي : أنزهك التنزيه اللائق بجلالك ، « وبحمدك » أي : ثناء عليك ، « وتبارك اسمك » أي : البركة تنال بذكرك، « وتعالى جدك » أي : جلت عظمتك ، « ولا إله غيرك » أي لا معبود في الأرض ولا في السماء بحق سواك يا الله.
الركن الثالث : قراءة الفاتحة : { أعوذ بالله من الشيطان الرجيم } ، معنى { أعوذ } : ألوذ وألتجئ وأعتصم بك يا الله من الشيطان الرجيم المطرود المبعد عن رحمة الله لا يضرني في ديني ولا في دنياي، وقراءة الفاتحة ركن في كل ركعة كما في حديث : « لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب » ، وهي أم القرآن.
{ بسم الله الرحمن الرحيم } بركة واستعانة.
{ الحمد لله } الحمد ثناء، والألف واللام لاستغراق جميع المحامد وأما الجميل الذي لا صنع له فيه مثل الجمال ونحوه، فالثناء به يسمى مدحا لا حمدا.
{ رب العالمين } الرب هو المعبود الخالق الرازق المالك المتصرف مربي جميع الخلق بالنعم، العالمين كل ما سوى الله عالم، وهو رب الجميع .
{ الرحمن } رحمة عامة جميع المخلوقات .
{ الرحيم } رحمة خاصة بالمؤمنين، والدليل قوله تعالى : { وكان بالمؤمنين رحيما } [ الأحزاب : 43 ]
{ مالك يوم الدين } يوم الجزاء والحساب ؛ يوم كل يجازى بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر، والدليل قوله تعالى : { وما أدراك ما يوم الدين ، ثم ما أدراك ما يوم الدين ، يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله } [الانفطار:17-19] ، والحديث عنه : « الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني »
{ إياك نعبد } أي : لا نعبد غيرك، عهد بين العبد وبين ربه أن لا يستعين بأحد غير الله .
{ اهدنا الصراط المستقيم } معنى اهدنا: دلنا وأرشدنا وثبتنا .
و { الصراط } الإسلام، وقيل : الرسول، وقيل : القرآن، والكل حق .
و { المستقيم } الذي لا عوج فيه .
{ صراط الذين أنعمت عليهم } طريق المنعم عليهم، والدليل قوله تعالى : { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } [ النساء : 69 ].
{ غير المغضوب عليهم } وهم اليهود : معهم علم ولم يعملوا به، نسأل الله أن يجنبك طريقهم ..
{ ولا الضالين } وهم النصارى .. يعبدون الله على جهل وضلال، نسأل الله أن يجنبك طريقهم، ودليل الضالين قوله تعالى : { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } [ الكهف : 103 - 104 ] ، والحديث عنه : « لتتبعُنّ سَنَن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ! قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال : فمن ؟ » [ أخرجاه ] ، والحديث الثاني : « افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة ، قلنا: ومن هي يا رسول الله؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي »
الركن الرابع : الركوع
الركن الخامس : الرفع منه
الركن السادس : السجود على الأعضاء السبعة
الركن السابع : الاعتدال منه
الركن الثامن : الجلسة بين السجدتين
والدليل قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون } [ الحج : 77 ] ، والحديث عنه : « أُمرت أن أسجد على سبعة أعظم »
الركن التاسع : الطمأنينة
الركن العاشر : الترتيب
والطمأنينة في جميع الأفعال، والترتيب بين الأركان، والدليل حديث المسيء صلاته عن أبي هريرة قال : « بينما نحن جلوس عند النبي إذ دخل رجل فصلى فسلم على النبي فقال: ارجع فصل فإنك لم تصل، فعلها ثلاثا ثم قال: والذي بعثك بالحق نبيا لا أحسن غير هذا فعلمني، فقال له النبي : إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها »
الركن الحادي عشر : التشهد الأخير
الركن الثاني عشر : الجلوس له
الركن الثالث عشر : الصلاة على النبي
الركن الرابع عشر : التسليمتان
والتشهد الأخير ركن مفروض كما في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه : قال : كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد : « السلام على الله من عباده، السلام على جبريل وميكائيل » ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تقولوا السلام على الله من عباده فإن الله هو السلام ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله »
( ومعنى التحيات ) جميع التعظيمات لله ملكا واستحقاقا مثل الانحناء والركوع والسجود والبقاء والدوام، وجميع ما يعظم به رب العالمين فهو الله، فمن صرف منه شيئا لغير الله فهو مشرك كافر .
( والصلوات ) معناها جميع الدعوات، وقبل الصلوات طيبها .
( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) تسلّم على نفسك وعلى كل عبد صالح في السماء والأرض، والسلام دعاء؛ والصالحون يدعى لهم ولا يدعون مع الله .
( أشهد أن لا إله إلا الله ) وحده لا شريك له، نشهد شهادة اليقين أن لا يعبد في الأرض ولا في السماء بحق إلا الله، وشهادة أن محمدا رسول الله بأنه عبد لا يعبد ورسول لا يكذب؛ بل يطاع ويتبع ، شرفه الله بالعبودية، والدليل قوله تعالى : { تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا } [ الفرقان : 1 ]
( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد )، الصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى ..
كما حكى البخاري في صحيحه عن أبي العالية قال : صلاة الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى، وقيل : الرحمة ، والصواب الأول ، ومن الملائكة الاستغفار ، ومن الآدميين الدعاء ، وبارك وما بعدها سنن أقوال وأفعال.
و واجبات الصلاة ..
جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام، وقول سبحان ربي العظيم في الركوع، وقول سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد، وقول ربنا ولك الحمد للكل، وقول سبحان ربي الأعلى في السجود، وقول رب اغفر لي بين السجدتين، والتشهد الأول والجلوس له.
فالأركان ما سقط منها سهوا أو عمدا بطلت الصلاة بتركه. والواجبات ما سقط منها عمدا بطلت الصلاة بتركه، وسهوا جبره السجود للسهو، والله أعلم.
أخي الحبيب: إن الله تعالى فرض علينا أداء خمس صلوات في اليوم والليلة وهي بلا شك عمود الدين وركن من أركانه، كما شرع لنا صلوات دونها سميت بصلاة التطوع، فكل صلاة مشروعة في الإسلام زيادة على الفروض الخمسة الواجبة في اليوم والليلة يشملها اسم (صلاة التطوع).
عن طلحة بن عبيد الله قال: « جاء رجل إلى رسول الله من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول: حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام ! فقال رسول الله : خمس صلوات في اليوم والليلة فقال: هل علي غيرها ! قال: لا إلا أن تطوع » [أخرجه البخاري].
فضل صلاة التطوع
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : « إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال: يقول ربنا عز وجل لملائكته وهو أعلم: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً قال: انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذلكم » [أخرجه الأربعة وصححه الألباني].
السنن الرواتب
أعلم رحمك الله أن المقصود بالسنن الرواتب هي تلك الصلوات التي كان رسول الله يصليها أو يرغب في صلاتها مع الصلوات الخمس المفروضة قبلها أو بعدها.
وهي التي أشار إليها في قوله « ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشر ركعة تطوعاً إلا بنى الله له بيتاً في الجنة » [رواه مسلم].
وإليك - أيها القارئ الكريم - بيانها:
1- راتبة صلاة الفجر: وهي ركعتان قبل الفريضة.
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: « ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها » [رواه مسلم].
2- راتبة صلاة الظهر وهي أربع ركعات قبل الفريضة وأربع أو اثنتان بعدها:
عن أم حبيبة قالت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: « من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار » [أخرجه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني].
وله أن يصلي ركعتين بعدها لحديث عائشة قالت: « كان يصلي في بيتي قبل الظهر أربعاً ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يدخل فيصلي ركعتين » [أخرجه مسلم].
3- راتبة صلاة المغرب وهي ركعتان بعد الفريضة:
لحديث عائشة قالت: « …. وكان يصلي بالناس المغرب ثم يدخل فيصلي ركعتين » [رواه مسلم].
4- راتبة صلاة العشاء وهي ركعتان بعد الفريضة:
لحديث ابن عمر قال: « حفظت من رسول الله عشر ركعات. قال وركعتين بعد العشاء في بيته » [أخرجه البخاري ومسلم].
فضل صلاة الليل والوتر:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل » [أخرجه مسلم].
وعن عبد الله بن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: « اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً » [متفق عليه].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: « كان رسول الله يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشر ركعة يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة …. » [أخرجه مسلم].
ومن صلاة الليل صلاة التراويح في ليالي شهر رمضان ويشرع الاجتماع لأدائها وفيها فضل عظيم.
صلاة الضحى:
عن أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: « يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى » [أخرجه مسلم].
ويشرع للمسلم أن يصليها ركعتين أو أربعاً أو ستاً أو ثمانياً أو اثنتي عشرة ركعة. كل ذلك ثبت في الأحاديث.
صلاة ركعتين بعد الوضوء:
عن عمران مولى عثمان أنه « رأى عثمان بن عفان دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرات فغسلهما، ثم جعل يمينه في الإناء، فمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثاً ويديه ثلاث مرار، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين، ثم قال: قال رسول الله : من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه » [أخرجه الشيخان].
صلاة تحية المسجد:
يشرع للمسلم إذا دخل المسجد وأراد الجلوس فيه أن يصلي ركعتين.
فعن أبي قتادة السلمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: « إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس » [أخرجه الشيخان]. وفي رواية البخاري « إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين » .
الصلاة بين الآذان والإقامة:
عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « بين كل أذانين صلاة بين كل أذانين صلاة ثم قال في الثالثة لمن شاء » [أخرجه البخاري]
والمقصود بالأذانين هنا الأذان والإقامة.
صلاة التوبة:
عن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: « ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له، ثم قرأ هذه الآية: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} [آل عمران] » [أخرجه الترمذي وأبو داود وحسنه الألباني].
الصلاة قبل الجمعة:
عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: « من اغتسل ثم أتى الجمعة وصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته، ثم يصلي معه غفر له ما بين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام » [أخرجه مسلم].
السنة البعدية للجمعة:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : « إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعاً » [أخرجه مسلم].
صلاة القادم من السفر:
عن كعب بن مالك قال: « .. كان - يعني رسول الله - إذا قدم من السفر بدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين ثم يجلس للناس » [أخرجه الشيخان].
صلاة الاستخارة:
عن جابر بن عبد الله قال: « كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: (إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك …» [أخرجه البخاري].
صلاة الكسوف والخسوف:
وهي سنة مؤكدة فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: « خسفت الشمس في عهد رسول الله فصلى رسول الله بالناس، فقام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد فأطال السجود ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى ثم انصرف وقد انجلت الشمس فخطب في الناس … » [أخرجه الشيخان].
ويشرع صلاتها في المسجد جماعة من غير أذان ولا إقامة.
صلاة العيدين:
وقد لازم النبي - صلى الله عليه وسلم - أداءها وأمر الناس بالخروج إليها.
عن أم عطية قالت: « أمرنا – تعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -– أن نخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور وأمر الحُيّضْ أن يعتزلن مصلى المسلمين » [أخرجه الشيخان].
صلاة الاستسقاء:
تشرع إذا منع المسلمون القطر وأجدبت الأرض.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: شكا الناس إلى رسول الله قحوط المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوماً يخرجون فيه. قالت عائشة: فخرج رسول الله حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر فكبر، وحمد الله عز وجل ثم قال: « إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم »
ومن حديث ابن عباس قال: « خرج رسول الله صلى الله متبذلاً متواضعاً متضرعاً، حتى أتى المصلى فرقى على المنبر ولم يخطب خطبتكم هذه ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير، ثم صلى ركعتين كما يصلي في العيد » [أخرجه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني].
صلاة الجنازة:
الصلاة على الميت المسلم فرض كفاية وفيها فضل عظيم.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ثم تبعها حتى تدفن كان له قيراطان من أجر كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع كان له من الأجر مثل أحد » [أخرجه الشيخان].
وعن أبي هريرة « أن رسول الله نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، أعتقد انها زائدة وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر عليه أربع تكبيرات » [أخرجه الشيخان].
صلاة ركعتي الطواف:
تصلى بعد كل سبعة أشواط، قال الله تعالى: { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } [البقرة:125].
وجاء في حديث جابر الطويل في صفة حجته قال: « .. ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ، فجعل المقام بينه وبين البيت، وكان يقرأ في الركعتين: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس » [رواه مسلم].
الصلاة في مسجد قباء:
عن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « من خرج حتى يأتي هذا المسجد – مسجد قباء - فصلى ركعتين كان له عدل عمرة » [أخرجه النسائي وابن ماجة وصححه الألباني].
مسائل تتعلق بصلاة التطوع:
التطوع في البيت أفضل:
لحديث زيد بن ثابت وفيه « فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة » [أخرجه الشيخان].
المداومة على التطوع أفضل وإن قل:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: « كان لرسول الله حصير، وكان يحجره من الليل فيصلي فيه، وجعل الناس يصلون بصلاته، وبسطه بالنهار، فثابوا ذات ليلة فقال : يا أيها الناس ،عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل » [متفق عليه].
صلاة التطوع عن قعود:
عن عمران بن حصين وكان ميسوراً، قال: « سألت رسول الله عن صلاة الرجل قاعداً ! قال: (إن صلى قائماً فهو أفضل، ومن صلى قاعداً فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائماً فله نصف أجر القاعد » [أخرجه البخاري].
قال الترمذي: معنى هذا الحديث عند بعض أهل العلم في صلاة التطوع.
صلاة التطوع على الراحلة:
عن ابن عمر قال: « كان رسول الله يسبح على الراحلة قبل أي وجه توجه، ويوتر عليها، غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة » [متفق عليه].
صلاة التطوع في السفر:
لم يكن من هديه - صلى الله عليه وسلم - في السفر الصلاة قبل المكتوية ولا بعدها، ولم يلتزم بالرواتب وإنما ثبت عنه التطوع المطلق.
عن عامر بن ربيعة قال: « رأيت رسول الله وهو على الراحلة يسبح يومىء برأسه قبل أي وجه توجه، ولم يكن رسول الله يصنع ذلك في المكتوبة » [متفق عليه].
الجماعة في صلاة التطوع:
تشرع الجماعة في صلاة التطوع إلا أنه لا ينبغي المداومة عليها وفعلها في البيت أفضل:
فعن أنس بن مالك « أن جدته مليكة دعت رسول الله لطعام صنعته له، فأكل منه ثم قال: (قوموا فلأصل لكم) قال أنس: فقمت إلى حصير لنا قد أسود من طول ما لبس فنضحته بماء فقام رسول الله وصففت اليتيم وراءه والعجوز من ورائنا، فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم انصرف » [متفق عليه].
قضاء الراتبة مع الفائتة:
عن أبي هريرة قال: « عرسنا مع نبي الله ، فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس، فقال النبي : (ليأخذ كل رجل برأس راحلته فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان) قال: ففعلنا ثم دعا بالماء فتوضأ ثم صلى سجدتين، ثم أقيمت الصلاة فصلى الغداة » [أخرجه مسلم].
أفضل الصلاة طول القراءة:
عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « أفضل الصلاة طول القنوت » [أخرجه مسلم].
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى وجعلنا جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين .
الموضوع ماخوذ من عدة مقالات من موقع طريق الاسلام