نظم الدفاع الجوي قصيرة المدى بقلم العميد المهندس(عبدالحميد محمد هاشم حبيب

ابابيل

عضو
إنضم
17 أكتوبر 2009
المشاركات
559
التفاعل
16 0 0
ي هذه الأيام، التي أصبحت فيها كل من التهديدات الجوية ونظم الدفاع الجوي التي ستواجهها، أكثر تقدماً، يمكن أن يثار السؤال التالي: هل بقي لنظم الدفاع الجوي قصيرة المدى التي تطلق من على الكتف (MANPADS) Man - Portable Air Defense System مكان في منظومة الدفاع الجوي؟
وفي حالة الإجابة بنعم فما هو شكلها المنتظر ومكانها في نظام الدفاع الجوي الشامل المتكامل؟ سنحاول في هذا المقال مناقشة تلك الأسئلة والإجابة عن الأهمية التكتيكية والدور المستقبلي لنظم الدفاع الجوي التي تطلق من على الكتف في الصراعات الحديثة.

فنياً، يمكن القول بأن كل سلاح صغير عندما يتم استخدامه ضد الأهداف الجوية يسمى سلاح دفاع جوي محمولاً، وعادة ما يطلق من على الكتف وعندما يتم حشد واستخدام الأسلحة الصغير ضد الأرهاب الجوية التي تطير على ارتفاعات منخفضة، فمما لا شك فيه سيكون لها تأثير محدد.
في المفهوم الحديث يمكن تعريف نظم الدفاع الجوي التي تطلق من على الكتف (MANPADS) مثل النظام البريطاني جافلين وستار بيرست، والنظام الروسي SA - 9/ SA - 16، والنظام الأمريكي ستنجر، بأنها تلك النظم التي يتم إطلاقها من على الكتف وبالتالي يتم استخدامها بواسطة فرد واحد. ومع ذلك فإن ذلك ليس هو الخاصية الوحيدة المميزة لمثل تلك النظم حيث توجد أنظمة أخرى مثل النظام الفرنسي ميسترال (MISTRAL) الذي يتم إطلاقه من على مسند ثلاثي الأرجل ومع ذلك يمكن فكه إلى مكونات يمكن حملها (مع وجود بعض الصعوبة) بواسطة فردين أو ثلاثة مترجلين. يمكن تعريف النظام الأخير بأنه نظام دفاع جوي يتم حمله بواسطة مفرزةDetachment Portable Air Defense System -DETPADS)).
غالبا مايتم، مع تلك النظم، استخدام التوجيه باستخدام الأشعة تحت الحمراء السلبية حيث تتم الاشتباكات باستخدام مبدأ (اضرب وانس) (Fire and Forget) مع استخدام طريقة الربط على الهدف قبل الإطلاق Lock - On Before Launch. (LOBL).
قد يكون أكثر الاستثناءات وضوحا هو النظام السويدي طراز RBS- 70 والنظام البريطاني ستار بيرست حيث يتم مع هذين النظامين استخدام التوجيه بركوب شعاع الليزر، يتم حاليا التطوير في هذا المجال بخطوات واسعة فبينما كانت النظم الأولى للدفاع الجوي التي تطلق من على الكتف قادرة فقط، من الناحية العملية، على الاشتباك مع مؤخرة الهدف (بالتالي تقتصر مهمتها فقط في ميدان القتال على الاشتباكات الانتقامية مع الطائرات المعادية بعد أن تكون قد قامت فعلا بإطلاق الأسلحة التي معها وذلك بالإضافة إلى العيب الأساسي وهو الاشتباك مع الأهداف السريعة في مرحلة انسحابها). تتميز الأجيال الحديثة من تلك النظم بأنها قادرة على الاشتباك مع الاهداف الجوية المعادية من جميع الاتجاهات وفي جميع القطاعات وذلك بالإضافة إلى أن تلك الأجيال يمكنها استقبال الإنذارات وبيانات الأهداف المعادية من الأجهزة المختلفة الخارجية للاستشعار.
يتجه حاليا التفكير في استخدام نظم الدفاع الجوي التي تطلق من على الكتف (MANPADS) مع بعض النظم المحملة على مركبات، وغالبا ماتستخدم نفس الصواريخ، لتوفير دفاع جوي على المدى القصير، ويطلق على تلك النظم مجتمعة نظم الدفاع الجوي قصيرة المدى جدا (Very Short Range Air Defense Systems - VSHORADS) تعمل تلك النظم في تنسيق كامل مع نظم الدفاع الجوي للمستوى التالي الأكثر قدرة التي عادة مايشار إليها بنظم الدفاع الجوي قصيرة المدى (Short Range Air Defense Systems SHORADS) التي غالبا ماتكون محملة على مركبات أو مجرورة.
وبالرغم من الفروق الواضحة في القدرات بين نظم الدفاع الجوي متوسطة وبعيدة المدى والنظم قصيرة المدى جدا- قصيرة المدى، إلا أنه يمكن القول بأن تلك النظم الأخيرة توفر دفاعا جويا فعالا وقويا عن نقطة أو هدف محدد وتعتبر دفاعا جويا ذاتيا للقوات البرية المنتشرة والأهداف الحيوية وبالتالي يمكن القول بأن تلك النظم لها دور هام كجزء من نظام متكامل للدفاع الجوي الأرضي.
تعمل نظم الدفاع الجوي متوسطة وبعيدة المدى على توفير دفاعات جوية قوية عن منطقة أو مساحة وتقوم بإجبار الطائرات المعادية على أن تأخذ مسارات طيران منخفضة لتجنب الكشف والاشتباك مع تلك النظم وهو ما يضعها في مجال الاشتباك لوحدات الدفاع الجوي قصيرة المدى جدا- قصيرة المدى وهو، على الأقل، ما سيعقّد من عملية التخطيط للمهام الجوية التي سيقوم بها أي خصم قوي. لا شك أن احتمال نشر أعداد كبيرة، قادرة، يصعب اكتشافها ومواجهتها من نظم الدفاع الجوي التي تطلق من على الكتف سيجبر العدو على التفكير أكثر من مرة قبل أن يخاطر بتعريض طائراته، المحدودة غالبا، وأفراده للخطر.
لقد ظهرت أهمية استخدام هذا التكتيك أثناء حرب أكتوبر- رمضان لعام 1973 حيث أجبرت نظم الدفاع الجوي المصرية متوسطة وطويلة المدى من الأنواع سام- 2 وسام-3 الطائرات الإسرائيلية على الطيران على ارتفاعات منخفضة فواجهتها نظم الدفاع الجوي قصيرة المدى- قصيرة المدى جدا مثل النظام شيلكا طراز ZSU - 23-3 وأحدث بها خسائر كبيرة.
حاليا فإن استخدام وسائل الحرب الإلكترونية الفعالة وإجراءات إحباط الدفاعات الجوية المعادية- وتدميرها(Suppression of Enemy Air Defense - SEAD/ Destruction of Enemy Air Defense - DEAD ) ضد الأجيال القديمة من نظم الدفاع الجوي متوسطة- طويلة المدى (كما حدث ذلك أثناء حرب تحرير الكويت عام 1991 وحرب كوسوفا عام 1999) قد عكس النتيجة تماما حيث أصبح أكثر أمناً أن تعمل الطائرات المهاجمة على ارتفاعات متوسطة- عالية وبذلك تصبح خارج مدى نظم الدفاع الجوي قصيرة- قصيرة المدى جدا التي من الصعب إعاقتها أو إحباطها.
ونتيجة لما سبق فإن بعض الدول الأوروبية قد تخلت عن مذهبها القتالي الذي يدعو إلى استخدام الهجمات الجوية على ارتفاعات منخفضة أو منخفضة جدا.
قد يكون من الإنصاف أن نشير إلى أن النتائج الجيدة للحرب الجوية أثناء حرب تحرير الكويت والحرب فوق يوغسلافيا قد تم تحقيقها ضد نظم دفاع جوي ترجع تقنياتها إلى فترة الخمسينات، وقد يكون من المشكوك فيه تحقيق مثل تلك النتائج عند مواجهة الأجيال الحديثة من نظم الدفاع الجوي الروسية أو الغربية الحديثة. قد يكون من المهم أيضا الإشارة إلى أن الحرب فوق كوسوفا، نتيجة للطيران على ارتفاعات عالية، قد جنبت القوات المسلحة اليوجسلافية خسائر كبيرة.
توجد نظم كثيرة للدفاع الجوي ذات المدى القصير جدا (VSHADS) ومثل تلك النظم عادة ما تكون بسيطة نسبيا وسهلاً تشغيلها ولا تحتاج إلى فترة تدريب طويلة. وتشمل تلك النظم إما نظماً للصواريخ سطح -جو التي تطلق من الكتف مثل النظام الصاروخي الأمريكي ستنجر (Stinger) والنظام الصاروخي الروسي ستريلا (STRELA) أو المدافع الآلية صغيرة- متوسطة العيار سواء تلك المجرورة أو المحملة على مركبات أو عربات مدرعة.
وبالرغم من أنه لا يستطيع أحد أن ينكر أهمية نظم الدفاع الجوي ذات المدى القصير جدا إلا أن تلك النظم لايمكنها منع التهديدات الجوية المعادية من مهاجمة القوات الصديقة وإحداث تدمير لها وذلك لسببين:
@ مجال الاشتباك سواء في المدى أو الارتفاع وهو ما يتيح للتهديدات الجوية أن توجه هجماتها من بعد باستخدام الصواريخ الموجهة عالية الدقة أو غير الموجهة.
@ صعوبة تنظيم شبكة من الدفاع الجوي تعتمد على تلك النظم وذلك لعدم توافر قنوات الاتصال الكافية لتبادل المعلومات والبيانات.
نتيجة لتلك العيوب فإن نسبة مساهمة نظم الدفاع الجوي ذات المدى القصير جدا في الاشتباك مع جميع الأهداف الجوية عادة ما تكون متواضعة إذا قيست بالأهداف الجوية التي يتم الاشتباك معها باستخدام جميع نظم الدفاع الجوي المختلفة.
قد يتشابه دور تلك النظم مع دور نظم الدفاع ضد الدبابات التي يستخدمها أفراد المشاة أثناء العمليات البرية. ونظراً لذلك فإن منظومة الدفاع الجوي المتكاملة لايمكن أن تعتمد فقط على نظم الدفاع الجوي ذات المدى القصير جدا
وقد يثار تساؤل: لماذا إذاً لايتم الاستغناء عن نظم الدفاع الجوي ذات المدى القصير ونعتمد فقط على نظم الدفاع الجوي متوسطة- طويلة المدى؟
يمكن القول إنه بالرغم من أن نظم الدفاع الجوي متوسطة- طويلة المدى، مثل النظام الروسي S-300PMU والنظام الأمريكي باتريوت، يمكنها الاشتباك مع التهديدات الجوية على مسافات طويلة وارتفاعات عالية وكذلك الاشتباك مع الصواريخ البالستية... إلا أنه يوجد عدد لايستهان به من المهام التي يكون أداء تلك النظم معها لا يحقق المستوى المطلوب بل هناك مهام لايمكن استخدامها فيها بالإضافة إلى عدم جدوى تلك الاشتباكات اقتصاديا.
تَستغل أسلحة الهجوم الجوي الحديثة، سواء كانت مأهولة أو غير مأهولة، الهيئات الطبيعية لتتسلل منها عند الاقتراب من أهدافها ولذلك فإن اكتشافها وتتبعها يكونان متأخرين جدا بالنسبة لنظم الدفاع الجوي متوسطة- طويلة المدى وهو ما يجعل استخدامها بكفاءة عالية أمراً صعبا وذلك لأن زمن رد فعلها يكون طويلا نسبيا بالإضافة إلى وجود منطقة ميتة تصل إلى ما بين 5 - 10 كيلومترات، ويكون أداء تلك النظم فيها مشكوكا فيه بدرجة كبيرة.
عادة ما يتم نشر تلك النظم بحيث توجد مسافة كبيرة بين كل موقعين دفاعيين وهو ما يؤدي بالضرورة إلى وجود ثغرات غير مغطاة بوسائل الدفاع الجوي. كما أنه في حالة نجاح تلك النظم- وهو أمر صعب- في تحقيق تغطية شاملة ومنتظمة، قد يقوم العدو بتركيز هجماته ضد مواقع محددة بهدف إحداث ثغرة يخترق من خلالها لمهاجمة بعض الأهداف.
أخيراً قد يكون من غير المقبول اقتصاديا استخدام نظم دفاع جوي متقدمة متوسطة- طويلة المدى، وهي عادة ما تكون مكلفة، لتدمير أهداف جوية رخيصة ويتم إنتاجها بكميات كبيرة مثل طائرات الاستطلاع بدون طيار. ويوجد حاليا اتجاه قوي لاستخدام الطائرات بدون طيار لاستنزاف الصواريخ طويلة المدى الموجهة، خصوصاً أن أعداد تلك الصواريخ عادة ما تكون محدودة لأسباب اقتصادية.
نتيجة لما سبق ظهرت الحاجة إلى نظم دفاع جوي تملأ الفجوة الموجودة بين نظم الدفاع الجوي ذات المدى القصير جدا وتلك النظم متوسطة- طويلة لمدى وذلك لتوفير حماية مباشرة للأهداف العسكرية والصناعية الهامة.
تتميز معظم الأسلحة جو - سطح، سواء المستخدم منها حاليا أو الذي يتم تطويره، بخاصية الإطلاق من مدى بعيد جدا وهو ما يتطلب قدرة عملياتية ليس فقط للاشتباك مع المنصات الجوية المعادية (سواء كانت طائرات ذات جناح ثابت أو مروحيات) ولكن أيضا الاشتباك مع الأسلحة نفسها. وهذا يعني الاشتباك مع أهداف لها مقطع راداري صغير جدا ولها سرعة انقضاض عالية في حالات كثيرة.
التهديدات الجوية
بالرغم من أن التهديد الجوي يشمل في أعلى درجاته طائرات لها سرعة تفوق سرعة الصوت ويمكنها إطلاق ذخائر ذكية من على مسافات كبيرة، إلا أن المجال الجوي مازال مزدحما بأنواع أخرى من الطائرات تطير على ارتفاعات منخفضة ولها سرعة بطيئة مثل طائرات النقل والطائرات العمودية. وبالإضافة إلى ما سبق تشمل الأهداف الجوية الطائرات المتقدمة بدون طيار والصواريخ الجوالة. يحتاج هذا التنوع المختلف من الأهداف الجوية إلى نظام دفاع جوي متكامل وقادر ويحتوي على نوعيات مختلفة من الأسلحة.
تمتلك نظم أسلحة الدفاع الجوي التي من على الكتف (MANPADS) قدرة مادية محدودة ضد الطائرات ثابتة الجناح السريعة التي تطير على ارتفاعات منخفضة (وذلك بالإضافة إلى التأثير النفسي على الطيارين. ولقد ظهر ذلك أثناء الحرب السوفيتية ضد أفغانستان حيث أدى استخدام المجاهدين الأفغان للصواريخ المحمولة على الكتف من النوع ستنجر إلى تقليل حماس الطيارين السوفييت الذين يقودون الطائرات طراز (ميج- 25) للقيام بالهجمات الجوية على ارتفاعات منخفضة وهو ما ظهر أيضا أثناء الحرب فوق كوسوفا نتيجة لاستخدام نظم الدفاع الجوي الروسية المتطورة). وبالرغم من ذلك فإن الاشتباك مع تلك الأهداف ليس هو المهمة الأساسية لتلك النظم. يتم تطوير وتعظيم أداء هذه النظم للاشتباك وتدمير التهديد المتزايد للطائرات العمودية الهجومية، نظرا لأن معظم الجيوش حاليا تركز على خفة الحركة التكتيكية وتقليل التدمير العرضي، لذلك يتزايد دور الطائرات العمودية مع القوات البرية بما لها من قدرة على توجيه نيران مباشرة سريعة ودقيقة.
إذا كانت الطائرات العمودية هي التهديد الحالي فإن الطائرات بدون طيار والصواريخ الجوالة ستكون هي تهديد المستقبل وذلك نظرا للنجاحات التي حققتها في حرب تحرير الكويت وفي حروب البلقان. وتحظى حاليا الطائرات بدون طيار والصواريخ الجوالة باهتمام بالغ نظرا لفوائدها المباشرة التي تتمتع بها وأيضا لمزاياها غير المباشرة من حيث صعوبة مواجهتها. لقد تم استخدام الطائرات بدون طيار في مهام الاستطلاع، الاستخبارات، المراقبة والإمساك بالهدف (Reconnaissance, Intelligence Surveillance and Target Acquisition - TARIS ) كما أن الصواريخ الجوالة حققت نتائج جيدة في الإصابة الدقيقة لأهداف حيوية وبدون تعريض حياة الطيارين للخطر. تتمتع الصواريخ الجوالة بقدرتها على الطيران المنخفض حيث تطير فوق الهيئات الأرضية مباشرة كما أن لها مقطعا راداريا صغيرا وبذلك تصبح هدفا صعبا في اكتشافه والاشتباك معه. يحقق شكل طيران الصواريخ الجوالة المنخفض إمكانية الاشتباك معها بنظم الدفاع الجوي التي تطلق من على الكتف (MANPADS).
تبدي دول حلف الناتو اهتماما متزايدا بالتهديد الذي تمثله الطائرات بدون طيار والصواريخ الجوالة، ولقد ظهر هذا واضحا في اللجنة التي شكلتها تلك الدول وخلصت في تقريرها، بخصوص نظم الدفاع الجوي قصيرة المدى جدا وقصيرة المدى اللازمة لمواجهة تلك التهديدات، إلى أن الطائرات بدون طيار والصواريخ الجوالة تمثلان تهديدا حقيقيا ومتنامياً. ولمواجهتهما يلزم الجمع بين نظم أسلحة مختلفة تشمل المدافع والصواريخ يتم ربطها مع أجهزة استشعار متطورة ومتكاملة يمكنها توفير الإنذار المبكر والتحذير لكل من نظم الدفاع الجوي قصيرة المدى جدا (VSHORAD) وقصيرة المدى (SHORSD).
المطالب واتجاهات التطوير
كان الفرق الأساسي بين نظم الدفاع الجوي قصيرة المدى جداً وقصيرة المدى يكاد ينحصر في مدى الاشتباك وارتفاعه ولقد قل هذا الفرق إلى درجة كبيرة. وكلما تقدمت التقنية وتعقدت وخصوصاً بالنسبة للصواريخ وأجهزة الاستشعار أصبح الفرق بين النظامين أكثر غموضا. لقد دفع ذلك دول حلف الناتو إلى وضع مواصفات واحدة لنظام يجمع بين أسلحة الدفاع الجوي قصيرة المدى جدا وقصيرة المدى وأصبحت دراسات الجدوى تتم على هذا الأساس.
غالبا ما يكون ارتفاع الاشتباك النمطي لنظم الدفاع الجوي المحمولة على الكتف في حدود 4000 متر. بينما يكون مدى الاشتباك 5000 متر تقريبا. تمتلك نظم الدفاع الجوي قصيرة المدى جدا المحملة على مركبات أو ما يمكن أن يطلق عليها نظم الدفاع الجوي المحمولة بواسطة مفرزة (DETPADS) نفس الخواص تقريبا ولكن لديها ميزة هامة وهي قدرتها على الاعتماد على أجهزة استشعار كهروبصرية ورادارية أكبر كثيرا للكشف والإنذار عن الأهداف المعادية وذلك بالإضافة إلى نظم إدارة نيران متقدمة، نظم لتنسيق النيران، نظم اتصالات شاملة وأخيراً وليس آخراً عدد أكبر من الصواريخ الجاهزة للاشتباك.
يوجد عدد كبير من المفكرين العسكريين ممن يعتقدون أن تلك المزايا- وخصوصاً في هذه الأيام التي يواجه فيها العسكريون تحديات كبيرة لاستغلال ما هو موجود لديهم وإن كان غير كاف- ستجعل من نظم الدفاع الجوي المحملة على مركبات أو نظم المفرزة (DETPADS) الوسيلة الرئيسية لتوفير قدرات للدفاع الجوي قصير المدى جداً للقوات المنتشرة وبذلك ستصبح نظم الدفاع الجوي التي تطلق من على الكتف (MANPADS)، في حالة استخدامها، قدرة إضافية وليست أساسية.
تقف عوامل خفة الحركة والتكاليف ضد الاتجاه السابق، نظراً لأن القوات المسلحة لمعظم الدول تحاول جاهدة تحقيق أكبر قدر من خفة الحركة وأصبحت عملية إسقاط القوة (Force Projection) عاملاً أساسيا بدلا من مجرد رغبة تسعى الدول لتحقيقها. لذلك فإن نظم الدفاع الجوي التي تطلق من على الكتف (MANPADS، نتيجة لحجمها الصغير ووزنها الخفيف من الممكن أن تكون أفضل وسيلة لتوفير دفاع جوي قوي للقوات المنتشرة بسرعة. بنفس المنطق يمكن القول بأنه عندما يتم مواجهة أعداد كبيرة من الأهداف الجوية رخيصة الثمن مثل الطائرات بدون طيار فإن التفكير الاقتصادي يحتم استخدام أسلحة دفاعية رخيصة الثمن مثل نظم الدفاع الجوي التي تطلق من على الكتف.
حاليا فإن الاتجاه لتقليل الخسائر في الأرواح وخصوصا في الدول الغربية كان له تأثير كبير على التفكير في تطوير نظم الدفاع الجوي التي تطلق من على الكتف في مجالين محددين هما: التحكم الإيجابي بوحدة إطلاق الصواريخ. أما المجال الثاني فهو توفير القدرة الفعالة للتعرف على العدو والصديق (Identification Friend or Foe- IFF) وذلك لمنع أو تقليل، إلى أقل حد ممكن، فرصة الاشتباك مع الطائرات الصديقة التي يقودها طيارون. وعند مواجهة الطائرات بدون طيار أو الصواريخ الجوالة فإن عدم وجود طيار لا يتطلب استخدام مثل تلك القدرة، ولكن في نفس الوقت فإن الحجم الصغير لها وبالتالي قطعها الراداري الصغير يجعل منها هدفا صعبا سواء في الكشف أو التعرف وبالتالي يقل مدى الإنذار وتزداد خطورة ذلك عندما تكون مثل تلك الأهداف المعادية محملة بأسلحة التدمير الشامل.
من المتوقع كلما زادت قدرة نظم الدفاع الجوي التي تطلق من على الكتف وكذلك العناصر الأخرى لنظام الدفاع الجوي الأرضي المتكامل أن تزداد قدرة مصفوفة الإجراءات المضادة التي تستخدمها التهديدات الجوية. وللتغلب على تلك الإجراءات يلزم تصميم نظم للدفاع الجوي تطلق من على الكتف أكثر تعقيدا وتقدما، وهو ما يحتم زيادة الحجم والوزن والتكلفة.
لكي تكون تلك النظم أكثر فاعلية يلزم تطويرها ونشرها كجزء من شبكة نظام دفاع جوي أرضي متكامل. ولتحقيق ذلك يلزم توفير قدرة على كشف الهدف وتتبعه واستخبارات في الوقت الحقيقي وعلى مسافات خارج نطاق الرؤية المباشرة وذلك كجزء من توفير صورة جوية واضحة. عادة ما تكون مسئولية إنتاج وتوزيع تلك الصورة الجوية للموقف وكذلك تنبيه وتحذير نظم الدفاع الجوي وتوزيع المهام - عادة ماتكون مسئولية نظم المستويات العليا للاستطلاع والمراقبة والإمساك بالهدف، ولاشك أن دمج البيانات من المصادر المختلفة وتوزيعها لمن يحتاجها في الوقت المناسب يمثل تحديا كبيرا لنظم الدفاع الجوي المتخصصة وكذلك نظم القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات التي عادة ما يشار إليها بالأحرف C3I.
قد يكون السؤال المنطقي، بعد تناول التقدم والتعقيد المتزايد للتهديدات الجوية:
ما مستقبل نظم الدفاع الجوي التي تطلق من على الكتف؟
يرى كثير من المحللين العسكريين أن تلك النظم مازال لها هام تؤديه كجزء من نظام أرضي متكامل للدفاع الجوي ولذلك يلزم تطويرها لتناسب هذا الدور. يشمل تطوير تلك النظم عدة اتجاهات أولها هو تقليل الخطر الذي يتعرض له الرامي من حيث الزمن الذي يتعرض فيه للخطر أثناء الإمساك بالهدف والاشتباك معه، وكذلك تقليل بصمة الصاروخ أثناء الإطلاق.
تشمل اتجاهات التطوير أيضا توفير قدرة التعرف على العدو والصديق (IFF) وقد تكون هذه القدرة لها أهمية خاصة إذا كان تطوير تلك النظم بحيث يمكن استخدامها في الاشتباك مع الأهداف الجوية الموجودة خارج مجال الرؤية المباشرة.
ستظل خفة الحركة التكتيكية والاستراتيجية مطلبا هاما يجب تحقيقه مع جميع نظم القتال. وسيظل توفير نظم الدفاع الجوي الصغيرة، الخفيفة، والأكثر قدرة مطلبا هاماً حتى يمكن مواجهة الأعداد المتزايدة من الأهداف الجوية البسيطة والرخيصة التي في الوقت نفسه يزداد تقدمها وتعقيدها واستخدامها للأنواع المختلفة من الإجراءات المضادة، ولاشك أن كشف الأهداف المعادية في الوقت المناسب والتعرف الدقيق عليها سيكونان عاملا أساسيا للاستغلال الأمثل لعناصر الدفاع الجوي ومنها نظم الدفاع الجوي التي تطلق من على الكتف، لأن استخدام عنصر الدفاع الجوي المناسبَ بسرعة يعد أمرا حيويا.
ومن الاعتبارات المهمة أيضا لتطوير أي نظام سلاح أن يتم توحيد مكونات بناء تلك النظم حيث سيعمل ذلك على تعظيم استثمار تطويرها. ومن أمثلة ذلك التوحيد استخدام صواريخ مشتركة ونظم إدارة نيران واحدة لكل من نظم الدفاع الجوي التي تطلق من على الكتف (MANPADS)، ونظم الدفاع الجوي للمفرزة (DETPADS) وكذلك نظم الدفاع الجوي قصيرة المدى جدا المحملة على مركبات وذلك لتعظيم اقتصاديات تلك النظم من حيث توفيرها وكذلك لتقليل مطالب التدريب للرماة عند نقلهم من العمل على نظام إلى نظام آخر، ولاشك أن التقدم التقني في مجال تصميم وتصنيع مكونات إلكترونية صغيرة الحجم وكذلك تحسين قدرات أجهزة الاستشعار والصواريخ، بالإضافة إلى تقليل تكلفة مكونات الحاسبات الآلية... كل ذلك سيلعب دورا هاما لتسهيل مهمة مصممي ومصنعي نظم التسليح وبالتالي تحسين أداء نظم الدفاع الجوي التي تطلق من على الكتف.
يمكن القول، نتيجة لما سبق تناوله، أن تنوع وتقدم وتعقيد التهديد الجوي، بالإضافة إلى مطالب تحقيق خفة الحركة التكتيكية والاستراتيجية، يؤكدان ضرورة الحاجة إلى توفير نظم دفاع جوي أرضي متكامل. وستوفر التقنيات الحديثة سواء في المدى القريب أو البعيد تحسينات جوهرية تمكن تلك النظم من مواجهة التهديدات الحالية التي تمثلها الطائرات العمودية وذلك بالإضافة إلى التهديدات المستقبلية التي يمثلها كل من الطائرات بدون طيار والصواريخ الجوالة.
النظم الحالية للدفاع الجوي
التي تطلق من على الكتف
قد يكون الصاروخ (ستنجر) هو أشهر أنواع الصواريخ التي تطلق من على الكتف وقد يرجع ذلك إلى ما حققه من نجاح أثناء حرب أفغانستان ضد السوفييت.
دخل هذا النظام الخدمة مع الجيش الأمريكي في نهاية عام 1980 وحل بذلك محل النظام السابق الذي كان يطلق عليه (رد آي) (Red Eye). يمكن لهذا النظام أن يشتبك مع الأهداف المعادية من أي اتجاه حتى في وجود الإجراءات المضادة باستخدام الأشعة تحت الحمراء. وبالرغم من أن النظام ستنجر يتم استخدامه بواسطة فرد واحد إلا أن جيوشاً كثيرة تستخدمه مع فردين حيث يعمل أحدهما رامياً بينما يعمل الفرد الثاني مراقباً ومشغلاً لنظام الاتصالات باللاسلكي
ويوجد نظامان للصاروخ ستنجر أحدهما ذاتي الحركة محمل على مركبات يطلق عليه أفنجر (Avenger) والآخر يطلق عليه لاين باكر (Linebacker) وتحمل المركبة الواحدة أربعة صواريخ جاهزة للإطلاق ويستغل بهذه الطريقة كنظام دفاع جوي قصير المدى جدا محمل على مركبات.
يتم تصنيع الصواريخ ستنجر في شركة رايثون الأمريكية كما يتم أيضا إنتاجه في أوروبا بترخيص من الشركة الأم.
تم في السنوات الأخيرة إجراء عدة تحسينات على الصاروخ ستنجر ليمكنه مواجهة الأهداف والإجراءات المضادة التي تتطور باستمرار. شملت تلك التحسينات استخدام وحدة معالجة صغيرة قابلة لإعادة البرمجة (Reprogrammable Micro Processor - RMP) وذلك بالإضافة إلى استخدام أشعة ثنائية اللون تحت الحمراء وفوق البنفسجية في التوجيه وذلك لمقاومة الإجراءات المضادة. أدت التحسينات التي تم إجراؤها على الصاروخ ستنجر من المجموعة الأولى (Stinger Block 1) إلى تحسين دقته ضد الأهداف البطيئة مثل الصواريخ الجوالة وذلك بالإضافة إلى تحسين القدرة على الاشتباكات الليلية. يتم دراسة إجراء عدة تحسينات في المجموعة الثانية (Block 2) مثل استخدام مصفوفة المستوى البؤري (Focal Plane Array) التي ستحسن قدرات الصاروخ على الإمساك بالهدف.
تقوم المملكة المتحدة بإنتاج النظامين ستار ستريك وستار بيرست (Starburst) وبالرغم من أنهما يستخدمان نفس الصاروخ إلا أنهما يختلفان في خفة الحركة. قامت وزارة الدفاع البريطانية باختيار النظام ستار ستريك المحمل على مركبة ليحقق مطالبها لنظام دفاع جوي قصير المدى للقرن الحادى والعشرين، ودخل هذا النظام الخدمة مع الجيش البريطاني في عام 1997. يتميز الصاروخ ستار ستريك بأنه فائق السرعة وتحتوي رأسه الحربية على ثلاث وحدات من ذخائز العيار المصغر يتم انفصالها عندما تصل سرعة الصاروخ إلى ثلاثة أضعاف سرعة الصوت (3 ماخ) حيث يتم توجيهها جميعا بالليزر إلى الهدف، ويعمل النظام ستار بيرست، وهو النظام الأقدم، كنظام مفرزة (DETPADS) حيث يتم إطلاقه من فوق قاعدة ثلاثية الأرجل كما توجد منه نسخ يمكن إطلاقها من على الكتف أو من على مركبات. تعتبر الكويت إحدى الدول المستخدمة لهذا النظام. يستخدم الصاروخ ستار بيرست التوجيه باستخدام نظرية ركوب شعاع الليزر.
وتقوم السويد بإنتاج النظام RBS 70 حيث تستخدمه أكثر من عشر دول. يستخدم صاروخ هذا النظام نظام التوجيه بركوب شعاع الليزر وبذلك يتمتع بمقاومة أكبر للإجراءات المضادة مقارنة بالأنظمة الأخرى التي تستخدم الأشعة تحت الحمراء في التوجيه. تتمتع النسخة المطورة من هذا النظام وهي النسخة ماركة (RBS - 70 MK2) بخصائص أفضل حيث تم زيادة مداها ليصل إلى 7 كيلومترات وارتفاع الاشتباك لها يصل إلى 4 كيلومترات، وتتمتع تلك النسخة بخاصية تمكن الرامي من القدرة على وقف الاشتباك باستخدام خاصية التدمير الذاتي للصاروخ قبل وصوله إلى الهدف متى لزم الأمر.
يستخدم الصاروخ الفرنسي ميسترال (Mistral) تقنية التوجيه بالأشعة تحت الحمراء. تم تطوير الصاروخ ميسترال 1 إلى ميسترال 2 فقد تم زيادة سرعة ومدى النسخة الأخيرة وقدرتها على المناورة. وبالرغم من ذلك يمكن إطلاقها على المناورة من نفس منصات الصاروخ ميسترال 1 دون الحاجة إلى إجراء أي تعديلات. يحتوي النظام ميسترال 2 على قواذف صاروخية محملة على مركبة بالإضافة إلى محطة للسيطرة على النيران- تنسيق النيران مجهزة بوحدات استشعار تشمل راداراً و- أو أجهزة استشعار كهروبصرية، كما يمكن لتلك المحطة الاتصال بالمستويات الأعلى. قامت سلطنة عمان بطلب هذا النظام. يمكن أيضا استخدام الصاروخ ميسترال من على قاذف ثلاثي الأرجل وأثناء التحرك يمكن فك النظام لحمله بواسطة فردين.
لقد حازت نظم الدفاع الجوي السوفيتية عموما، وخصوصا الأنواع المحمولة على الكتف، شهرة كبيرة أثناء حرب أكتوبر- رمضان 1973 حيث أظهر الصاروخ السوفييتي من النوع ستريلاّ 2 إن Strela - 2n (المعروف لدى حلف الناتو باسم SA - 7) قدرة كبيرة على تدمير الأهداف الجوية المعادية المختلفة. قامت عدة دول بإنتاج نسخ مطورة من الصاروخ ستريلا، منها جمهورية مصر العربية حيث تقوم بإنتاج نسخة مطورة يطلق عليها عين الصقر (Sakr - Eye) يتم إنتاجها في مصانع الهيئة العربية للتصنيع كما تقوم باكستان بإنتاج نسخة يطلق عليها اسم (أنزا ماركة 2) ANZAMK II تم تطويرها في معامل الدكتور عبدالقادر خان البحثية. قامت روسيا بتطوير صواريخها من هذا النوع حيث تقوم بإنتاج الصاروخ إجلا (IGLA) (المعروف لدى حلف الناتو باسم SA - 16). تتميز النسخة الأخيرة باستخدامها وحدة توجيه متقدمة تستخدم قناة مزدوجة للأشعة تحت الحمراء بها نظام للتعرف على الهدف ووحدة للتقدير الآلي لمنطقة الإطلاق ووحدة للإدخال الآلي لزواية السبق وزاوية الارتفاع.
قبل أن نختتم حديثنا عن نظم الدفاع الجوي الحالية التي تطلق من على الكتف، قد يكون من المفيد أن نتناول النظام الألماني الذي قد جمع بين اتجاهات التطوير الحالية لتلك النظم حيث يتجه التطوير بصفة أساسية إلى تطوير تلك النظم لتكون جزءاً من نظام الدفاع الجوي الأرض المتكامل وليس جزءا منفصلا يعتمد في تعامله مع الأهداف الجوية المعادية على التقدير الشخصي للرماة أو الطاقم.
النظام الألماني للدفاع الجوي قصير المدى
في يونيو من عام 2001 احتفل الجيش الألماني بدخول أكثر النظم العالمية للدفاع الجوي قصير المدى تقدما وهو النظام الذي يشار إليه بالأحرف Leflasys (وهي الأحرف الأولى للكلمات الألمانية Leichtes Flugabwehr System وتعني نظام الدفاع الجوي الخفيف. يرجع تاريخ هذا النظام إلى عام 1992 حيث قامت شركة أطلس اليكترونيك (ATLAS Elektronik) بتبني مشروع استثماري خاص لتطوير نظام للدفاع الجوي الخفيف أطلقت عليه اسم (نظام أطلس للدفاع الجوي قصير المدى) Atlas Short Range Air Defense ASRAD) ليحقق مطالب الدفاع الجوي الأرضي لدول حلف الناتو في ظل المهام الجديدة للحلف. كانت المطالب الجديدة تدعو إلى تأكيد الحاجة التكتيكية لنشر قوات الانتشار السريع لقوات حفظ السلام وقوات فرض السلام.
في العالم التالي قام الجيش الألماني بنشر مطالبه الفنية والتكتيكية لنظام جديد للدفاع الجوي وتمت صياغتها بحيث تتيح تلك المطالب أكبر قدر من الحرية للشركات لتقديم أفضل الحلول الفنية لتحقيق تلك المطالب وشملت تلك المطالب مايلي:
@ الاشتباك المؤثر مع جميع أنواع الأهداف الجوية على ارتفاع 3500 متر ومدى 6000 متر.
@ التعرف وتحديد الأهداف على مسافة 20 كيلومتراً.
@ الإمساك الآلي بالأهداف ومعالجة المعلومات وعرضها ونقلها.
@ تحليل التهديد باستغلال الحاسبات الآلية والسيطرة على نيران حتى 8 مركبات حاملة للقواذف الصاروخية.
@ القدرة على العمل مع (Interoperability نظم القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات التي عادة ما يشار إليها اختصاراً بالأحرف C3I (بما في ذلك النظم الأجنبية).
@ إمكانية نقل النظام جوا بما في ذلك استخدام الطائرات العمودية.
في عام 1993 تم توقيع أربعة عقود لدراسة جدوى هذا المفهوم الجديد، وفي عام 1994 فازت شركة STN Atlas Elektronik في هذه المنافسة حيث تم توقيع عقد معها في عام 1995 لإنتاج مكونات النظام الذي يحقق المطالب السابقة، ولم تشمل دورة توفير النظام مرحلة التطوير وذلك لأن هذا النظام ما هو إلا تكامل مكونات موجودة فعلا في الخدمة في السوق العالمي.
وتتكون مكونات هذا النظام من الآتي:
@ الصواريخ ستنجر التي يتم إنتاجها في أوربا في شركة دورنير (Dornier) ويتم استخدامها مع الجيش الألماني كصواريخ دفاع جوي فردية تطلق من على الكتف أو كبديل لها الصاروخ الروسي من النوع (إجلا) (IGLA) أو ما يطلق عليه في حلف الناتو SA - 16 أو الصاروخ ميسترال.
@ المركبات المجنزة طراز (ويزل 2) WIESEL 2 الموجودة فعلا في الخدمة مع الجيش الألماني لصالح القوات المنقولة جوا.
@ المركبات ذات العجل طراز MB290GDT وطراز MB WOLF.
@ الرادار ثلاثي الأبعاد من النوع هارد (HARD) الذي تنتجه شركة اريكسون.
@ نظام للسيطرة على النيران.
لقد عالج هذا النظام نواحي القصور التي عانت منها عناصر الدفاع الجوي الألمانية المسلحة بصواريخ ستنجر أثناء وجودها في مقدونيا. شملت نواحي القصور: القيادة السيطرة، والوقاية العمل مع (Interoperability) نظم القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات، السيطرة على النيران، التعرف على العدو والصديق (IFF)، الإمساك بالهدف، التعرف على الهدف وأخيراً خفة الحركة.
يحقق النظام الجديد القدرة على وقاية الوحدات المنقولة جوا، كما يمكنه مسايرة الوحدات الميكانيكية أثناء تحركها. يوفر هذا النظام لأطقم الأسلحة عرض الموقف الجوي في وقته الحقيقي كما يمكنه عرض مدخلات من مصادر القوات الحليفة. لقد أظهرت قوة النيران التي توفرها الصواريخ ستنجر عند إطلاقها من هذا النظام تحسنا كبيرا في الأداء، عند مقارنتها بأداء نفس الصواريخ التي تطلق من على الكتف، وذلك للمعلومات المبكرة التي يتم توفيرها عن الهدف، وزيادة مجال الاشتباك، والربط على الهدف من على مسافات أكبر.
يتكون نظام الدفاع الجوي الألماني الخفيف (Leflasys) من ثلاث بطاريات يمكن أن تعمل منفردة أو داخل شبكة للدفاع الجوي مكونة من عناصر أخرى.
تتكون كل بطارية من العناصر الآتية:
@ 15 منصة صواريخ يطلق عليها OZELOT (وحدات النيران) موزعة على ثلاث فصائل تتكون كل فصيلة من 5 وحدات نيران.
@ ثلاث مركبات للمراقبة، القيادة، وإدارة النيران (مركبات طراز ويزل محملة بالرادار).
@ مركبتان للقيادة إحداهما لقائد البطارية والثانية في قيادة اللواء لمساندة مجموعة الدفاع الجوي.
@ مركبة للاتصال مع الدفاع الجوي.
@ ثلاثة مركبات لمعدات الصيانة.
@ نظام واحد للتدريب- المحاكاة.
مهام ومحتويات مكونات النظام
يتم تركيب وحدة النيران OZELOT على مركبة مجنزرة طراز ويزل تم تطويرها بواسطة شركة أطلس اليكترونيك. تتكون وحدة النيران من قاعدة للتحريك في الاتجاه الأفقي والرأسي، مجموعة مشتركة من أجهزة الاستشعار وإلكترونيات النظام مع إلكترونيات الاتصال بالصواريخ، القاذف وبه أربعة صواريخ جاهزة للإطلاق (إما صواريخ ستنجر أو إجلا أو ميسترال)، وحدة السيطرة على السلاح وحزمة متكاملة من أجهزة الاستشعار تشمل جهاز استشعار للرؤية الأمامية بالأشعة تحت الحمراء (Forward Looking Infra - Red - FLIR) وأجهزة تصوير تلفزيونية وجهاز تقدير مسافة الليزر. يوجد أيضا باحث يعمل بالأشعة تحت الحمراء للبحث والتتبع (Infra Red Search and Track IRST) لتدعيم قدرة النظام على القيام بالعمليات الذاتية مستقلا عن أي مدخلات خارجية.
تشمل المعدات الأخرى نظاماً مختلطاً للملاحة يعمل بالقصور الذاتي وبالنظام العالمي لتحديد الموقع (GPS)، معدات اتصال لاسلكية، برامج للقيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات خاصة بالدفاع الجوي. يوجد أربعة صواريخ إضافية مخزنة في حاوية في مؤخرة الركبة. تدرس (أطلس اليكترونيك) استخدام خليط من الصواريخ المضادة للدبابات وصواريخ الدفاع الجوي.
تعمل المركبة المجنزرة للمراقبة والقيادة والسيطرة على النيران كمركزة قيادة للفصيلة وتقوم بالمهام الآتية:
@ الكشف والتعرف على الأهداف الجوية باستخدام أجهزة الاستشعار السلبية والإيجابية.
@ تحليل التهديد.
@ تخصيص الأهداف.
@ نقل بيانات السيطرة على النيران إلى حتى 8 وحدات نيران.
@ نقل وعرض وتقييم الأوامر والتقارير الواردة إلى قيادة البطارية ومنها.
يتم تجهيز المركبة برادار ثلاثي الأبعاد من النوع (هارد) قادر على الإمساك بالأهداف الجوية على مسافة 20 كيلومتراً وارتفاع 5000 متر.
يقوم قائد البطارية بالسيطرة على الفصائل من خلال مركبة قيادة طراز (ويزل) حيث يتم تنسيق جميع المعلومات والتقارير الواردة من الفصائل وإصدار أوامر الاشتباك. توجد مركبة ثانية خفيفة على مستوى البطارية توفر الاتصال مع قيادة اللواء. يتم تحقيق الاتصالات بواسطة أجهزة راديو تعمل في نطاق الترددات العالية جدا (VHF) وأجهزة أخرى لنقل البيانات وأجهزة لنقل الصوت.
أبدت دول أخرى غير ألمانيا اهتمامها بهذا النظام حيث طلبت اليونان 54 وحدة نيران من هذا النظام سيتم تركيبها على مركبات 4×4 طراز وولف (WOLF) التي يتم إنتاجها في اليونان برخصة تصنيع، ومن المتوقع أن يتم تسليم تلك الوحدات في عام 2002. تأمل شركة أطلس المورد الرئيسي لهذا النظام في توسيع هذا العقد ليشمل مركبات للرادار والسيطرة على النيران. من الدول الأخرى التي أبدت اهتمامها بهذا النظام فنلندا التي طلبت إجراء بعض التعديلات الإضافية، منها أن يُستبدل بالصاروخ ستنجر الموجه بالأشعة تحت الحمراء، الصاروخ RBS - 70 الموجه بركوب شعاع الليزر.
 
عودة
أعلى