كم من مرة ، قرأنا عن الأإتياللات الأسرائيلية ... سواء في غزة ، أو البلدان ال×ري ....
قرأت الموضوع التالي في أحد المواقع العربية ، وأود أن أشاركم في قرائته بسبب ، ما بين سطوره من معرفة وعلم نصل إليهم وخاصة عندما نتمعن في الأحداث وتسلسلهم
د. يحي الشاعر
قرأت الموضوع التالي في أحد المواقع العربية ، وأود أن أشاركم في قرائته بسبب ، ما بين سطوره من معرفة وعلم نصل إليهم وخاصة عندما نتمعن في الأحداث وتسلسلهم
د. يحي الشاعر
(إسرائيل) والاغتيال..نظرة على الوسائل والأهداف يزعم جيش الاحتلال بأن سياسة الاغتيالات التي اتبعها، تعتبر من أفضل السياسات التي تلبي احتياجات إسرائيل الأمنية، باعتبارها الوسيلة الأنجع لوقف ما تسميه بـ(القنابل الموقوتة)، ومن خلال رصد العديد من عمليات الاغتيال، وعبر جمع شهادات الناجين وما يتم تسريبه أو كشفه في وسائل الإعلام، يمكن رسم سيناريو لعملية الإعداد والتخطيط وتنفيذ عملية الاغتيال.
ما أعلنته الحكومة الإسرائيلية مؤخرا حول تجديد السماح بعودة الجيش لسياسة الاغتيالات، سيما القيادات السياسية لقوى المقاومة، ليس جديدا، فالتاريخ الدموي للجيش الإسرائيلي حافل بالاغتيالات، وسجله حافل بقائمة طويلة من عمليات الاغتيال منذ ما قبل قيام الدولة عام 1948م وحتى الآن، والذاكرة الفلسطينية والعربية، لا تزال تعي وتتذكر وتخلد أسماء سياسيين وعلماء ومفكرين ومقاومين، راحوا ضحية هذه السياسة الدموية بأساليب وطرق مختلفة.
• أولا: غرفة العمليات..والقرار القاتل!
يزعم جيش الاحتلال بأن سياسة الاغتيالات التي اتبعها، تعتبر من أفضل السياسات التي تلبي احتياجات إسرائيل الأمنية، باعتبارها الوسيلة الأنجع لوقف ما تسميه بـ(القنابل الموقوتة)، ومن خلال رصد العديد من عمليات الاغتيال، وعبر جمع شهادات الناجين وما يتم تسريبه أو كشفه في وسائل الإعلام، يمكن رسم سيناريو لعملية الإعداد والتخطيط وتنفيذ عملية الاغتيال على النحو التالي:
1- تدرج على قائمة الاغتيالات أسماء عشرات المقاومين المحكوم عليهم بـ"الإعدام" بعد دراسة ملفاتهم الأمنية، وهنا تمثل أجهزة الأمن دور المدعي والقاضي والمنفذ للحكم،
2- جمع المعلومات التي تركز على مكان سكن المقاوم وتحركاته، وخصوصا الاعتيادية منها،
3- تشارك في التخطيط للعملية عدة أجهزة أمنية وعسكرية، وعلى رأسها جهاز الأمن الداخلي "الشاباك"، الذي يعتمد بالدرجة الأولى على شبكة العملاء، الذين يجمعون كافة المعلومات المتعلقة بالمقاوم المستهدف، منزله والغرف التي يتكون منها، سيارته التي يتحرك فيها، الطريق التي يمر منها، ساعات دوامه ومكان عمله، وحين تتكون غرفة العمليات تكون مرتبطة بالعميل الذي يوجد على الأرض، وهو الذي يحدد أن الشخص المستهدف خرج من المكان المحدد، واستقل السيارة ويحدد لونها ومن معه في السيارة،
4- ثم يأتي دور جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" التي تعتمد على أعلى وسائل التكنولوجيا، التي تكمل مهمة المراقبة والرصد للوسائل التقنية الحديثة، ومنها الطائرات بدون طيار الشريك الرئيس في الإعداد للعملية، حيث تقوم ببث صور دقيقة على مدار الساعة للمنزل أو للسيارة التي يتحرك فيها المقاوم، واستغلال تقنيات وسائل الاتصالات بالتنصت على أجهزة الاتصال، خصوصا الخلوي،
5- تشكيل غرفة عمليات تحت قيادة هيئة الأركان التي يترأسها رئيسها، وبمتابعة وزير الدفاع الذي يرفع التقارير تباعا لرئيس الوزراء،
6- على ضوء المعلومات الاستخبارية يحدد أسلوب عملية الاغتيال، لذلك يتم إشراك سلاح الجو الذي أصبح يساهم في عمليات الاغتيال بشكل كبير.
ثم يقوم "الشاباك" بتحليل جميع تلك المعلومات لتحديد الثغرة والوقت المناسب، عبر استغلال الحركة الروتينية، أو كشف خطة الحركة أثناء الاتصالات التلفونية والخلوية، وتوضع المعلومات على طاولة طاقم المجلس الأمني المصغر، بحيث تشير الأجهزة الأمنية إلى أن العملية جاهزة للتنفيذ، وتحتاج فقط للمصادقة النهائية من المستوى السياسي.
والأمر لا يحتاج لكثير من النقاش أو التردد، فالحكم بالإعدام اتخذ مسبقا والأمر النهائي متروك لغرفة العمليات بناء على المعلومات الاستخبارية النهائية، بحيث تنقل المعلومات التي وفرها العميل على الأرض لغرفة العمليات التي تنقل بدورها هذه الصورة لطائرة الأباتشي أو الإف 16، لتطلق صاروخها القاتل على المقاوم المطلوب.
• ثانيا: تعددت الأساليب ..والاغتيال واحد!
اختلفت أساليب الاغتيال التي اتبعتها أجهزة المخابرات الإسرائيلية، وتركز معظمها على تفجير سيارات المقاومين، أو الهاتف العمومي، أو الوحدات الخاصة خصوصا في الضفة الغربية، إلا أن الوضع في قطاع غزة يختلف، فالاعتماد بشكل كلي على سلاح الجو، سواء طائرة الأباتشي، وأحيانا طائرات أف 16، للتمويه أو حتى القصف، والطائرة بدون طيار التي تبث الصور للهدف وتحركاته، ويتم تحديد السيارة ومواصفاتها، كما يتم اعتراض مكالمات المقاوم وتحديد مكانه، من خلال الإشارة التي تصدر من الخلوي، كما تستخدم طريقة "الطلاء" و"المادة المشعة" التي توضع على سيارات الكوادر المستهدفة بواسطة العملاء، حيث تصدر هذه المواد المشعة موجات يُحدد موقعها من قبل طائرات "الأباتشي"، ثم تُقصف ويُقتل من بداخلها.
الجدير ذكره أن الوحدات التي تنفذ الاغتيالات هي: وحدة الكوماندو التابعة لسلاح الجو المعروفة باسم شيلدغ، وحدة هيئة رئاسة الأركان 13، الوحدة الشرطية لمكافحة الإرهاب، ويمكن حصر الوسائل والأساليب التي لجأ إليها الجيش في تنفيذ سياسة الاغتيالات، في:
1- تفخيخ السيارات: بإرسال فرق الاغتيال لمنازل المقاومين، التي تقوم بـ"تشريك" سياراتهم بعبوات ناسفة تنفجر مع تشغيل السيارة، وهو أسلوب لا يحتاج إلى خبرة عالية أو وقت طويل، فقط يحتاج شخصا لديه خبرة عامة في كهرباء السيارات، ليس أكثر،
2- تفجير السيارة عن بعد: خاصة في اغتيال المقاومين الذين وجد الشاباك صعوبة معقدة في الوصول إليهم، وهي تقنية حديثة لا تحتاج إلى تعقيدات ووقت زمني، وإجراءات العملية تتم بمجملها في عدة ثوانٍ فقط،
3- إطلاق النار عن قرب: وتقوم بها القوات الخاصة، التي تتنكر بالزي العربي وتنفذ المهمة بسرعة،
4- اقتحام المنزل: بحيث تقتحم قوات الاحتلال منزل المقاوم، وبعد ان تلقي القبض عليه حيا، تقوم بإعدامه أمام ذويه! وقد تكررت هذه الطريقة بوتيرة لافتة للنظر في مدن وقرى الضفة الغربية، حيث تتوفر لقوات الاحتلال أريحية نسبية في التحرك والتنقل،
5- القصف بالطائرات: وهي الطريقة الأكثر رواجا في اغتيال المقاومين، سيما في قطاع غزة، فقد سقط خلالها مئات المقاومين ومساعديهم،
6- أجهزة الاتصال: عبر تعقبهم لجهاز الاتصال الخليوي (جوال)، وتحديد مكان المقاوم المستهدف، من خلال خاصية موجودة في المقاسم، تحدد مكان الجهاز من خلال معرفة مسافته عن الخلية التي تخدمه، وعبر ارتباط المقسم بالأقمار الصناعية وتحديد الإحداثيات التي يمكن أن يكون فيها هذا المشترك، وتحدد في مسافة لا تزيد عن مائة متر ولا تقل عن عشرة أمتار، كما يلاحق المقاومون عن طريق بصمة الصوت خلال اتصال أحدهم من الجوال.
فقد حدث أن قصفت سيارة مقاوم بصاروخ، وحينها استطاع النزول والهرب، فتبعه الصاروخ الثاني، فتنبه المقاوم للجوال فقذفه فتبعه الثالث، ما يدل على أن الصاروخ يتبع الذبذبات الكهرومغناطيسية، حتى وإن كان الجوال مغلقاً! وقد اعترف ضابط إسرائيلي بتطوير صاروخ يحمل بصمات صوت لبعض المقاومين ليتم اغتيالهم من خلالها.
7- السيارات المفخخة المجهزة بوسائل تصوير: يتم تجهيزها داخل إسرائيل لاحتوائها على تجهيزات معقدة، ثم تهريبها إلى غزة من خلال إحدى الحاويات عبر معبر المنطار التجاري، ووجد خبراء المتفجرات فيها أربع قواعد ثابتة للكاميرات تنقل الحدث وكل ما يجري حول السيارة بشكل مباشر، يتفرع عنها أكثر من عشر عيون شعارية للتصوير، تتوزع من كل الفتحات الصغيرة كالغماز، أو شق الجناح الخلفي والأمامي.
• ثالثا: نجاح الاغتيال..مهارة المحتل أم إخفاق المقاوم؟
وفقا للإحصائيات "التقديرية" قبل اندلاع الموجة الأخيرة من المواجهة، فقد بلغت الاغتيالات عبر طائرات "الأباتشي" 46 اغتيالا، وتمكنت طائرات "إف16" من تنفيذ عدة اغتيالات، ونفذت العبوات الناسفة اغتيالا، فيما كانت حصيلة أسلوب المحاصرة والمداهمة والاشتباك 59 اغتيالا، ومجموع أسلوب الكمائن والقوات الخاصة 35 اغتيالا، ووصلت الاغتيالات عبر استخدام الحواجز والمواقع العسكرية 16 اغتيالا.
أما عن ساحات الاغتيال، فتبين أن 86 اغتيال تمت داخل المنازل وأماكن سكن المقاومين، وجاءت السيارات ووسائل النقل في المرتبة الثانية بواقع 74 اغتيال، بينما احتلت الشوارع العامة المرتبة الثالثة بواقع 27 اغتيال، وجاءت المرافق العامة والمؤسسات في المرتبة الرابعة بواقع 22 اغتيال، فيما جاءت الأماكن القريبة من الحدود والمستوطنات في المرتبة الخامسة بواقع 1 اغتيالات.
ولكن ما هي العوامل التي ساعدت إسرائيل على النجاح في سياستها الإعدامية القاتلة؟
1- غياب الحس الأمني لدى جزء من المقاومين،
2- غياب دور الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية في متابعة العملاء وكشفهم،
3- الفقر في العلم الأمني وعدم مراعاة السرية في تحركات العناصر النشطة في المقاومة،
4- استخدام إسرائيل للوسائل القتالية واستفادتها من التكنولوجيا الحديثة في الاغتيال،
5- ضعف أداء الكادر الأمني لدى المقاومة في ملاحظة تحركات الاحتلال، واستشعار المنطقة المستهدفة سواء كموقع أو كنشاط وطني.
• رابعا: سلة أهداف الاغتيال وتقييمها
حسب "عاموس جلبوع"، المستشار السابق للشؤون الأمنية، والمحاضر في مركز هرتسليا متعدد المجالات، تعتقد إسرائيل أن أسلوب الاغتيالات يحقق لها عدة أهداف رئيسة ومضامين عديدة:
1- الحد من تطور ظاهرة انتشار الخلايا المسلحة، التي تمارس العمل العسكري ضد جيش الاحتلال والمستوطنين، وتقوم بعملية الإعداد والتجهيز للعمليات العسكرية من خلال قتل نشطائها، والحد من نشاطاتهم بتقليل تحركاتهم، أو بقصد تراجعهم خوفا من انكشا فهم وتعرضهم للاغتيال،
2- التأكيد على امتلاك إسرائيل ذراع عسكرية قوية قادرة على الوصول للهدف المقصود، والتأكيد على استمرار قدرة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية برصد المجتمع الفلسطيني، واستمرار اختراقه من خلال تجنيد العملاء وجمع المعلومات اللوجستية التي تعتبر الركيزة الأولى في نجاح عمليات الاغتيال،
3- ضرب الروح المعنوية للشعب الفلسطيني، وهي القوة الحقيقية التي يستند عليها في الصراع الدائر في ظل غياب المعادل الموضوعي أو القوة العسكرية المتكافئة،
4- إبقاء المقاومين في حالة التفكير في أنفسهم وعدم توقف البحث عن مخابئ، مما سيشغلهم عن التخطيط لتنفيذ عمليات المقاومة، وبالتالي فإن التصفيات والاغتيالات واجبة في ظل الوضع الحالي.
ومع ذلك، فإن تحليلا منطقيا لسياسة الاغتيالات، يظهر كم هي فاشلة في وقف المقاومة نهائيا، حيث عقب المراسل العسكري "أمير بار شالوم" عليها قائلا: "لقد خاب أمل جنرالاتنا، اعتقدوا أن عمليات التصفية ومحاولات الاغتيال التي تعرض لها قادة حركة حماس ستؤدي بهم إلى أن يهتموا بأنفسهم، وأن يسعوا للحفاظ على حياتهم، وأن يتركوا التخطيط للعمليات وتنفيذها ضدنا، لقد ثبت أنهم كانوا حالمين، فلم تؤد هذه العمليات إلا إلى تعاظم عملياتها المدمرة ضدنا".
وعلى ذات النهج، عقب المفكر "بي ميخائيل" على عدم جدوى الاغتيال بقوله: إن عمليات التصفية لم تؤد إلا إلى تعاظم الخسائر الإسرائيلية، وتوفر المسوغات لحركات المقاومة لمضاعفة عملياتها، وجعلها أكثر ضراوة، ولذلك يبدو من المسموح الاعتراف بالحقيقة الآن وهي أن عمليات التصفية لا توفر دماء الناس، وإنما تزيد منها، وذريعتها الحقيقية هي سياسية وسيكولوجية وليست أمنية.
فيما أكد الخبير العسكري "زئيف شيف"، أن عمليات التصفية بالضبط كالوقود الذي يؤجج نار المقاومة وجعل عملياتها أكثر خطورة وأشد تصميما، ورغم أن قادة الجيش يعلنون أنهم حققوا انتصارا على المقاومين، فإن هذا النصر يذكرنا بالعبارة الشهيرة التي قالها الملك بيروس: نصر آخر كهذا وسنؤول للهاوية!
وهكذا، أثبتت المقاومة أن أسلوب الاغتيالات لم تنجح في كسر شوكتها، وفي انفضاض الناس عنها والالتفاف حولها، وهو ما أكده "جدعون ليفي" بقوله: "إن تمسك إسرائيل بسياستها القديمة الجديدة التي تؤمن بنظرية "كي وعي" الفلسطينيين حتى يضغطوا على منفذي العمليات للتوقف عن أعمالهم سياسة عقيمة، لأن النتيجة التي تحصل عليها معاكسة تماما في العادة: الاغتيالات القاسية تشجع المقاومة أكثر من قيامها بمنعها!