• ماذا كانت خطة ناظم كزار للاستيلاء على الحكم؟
- غادر البكر إلى أحد البلدان الاشتراكية وصار البلد في عهدة صدام خلال غيابه. فكر كزار أنه حين يعود البكر سيذهب صدام لاستقباله ومعه عدد من كبار المسؤولين في الدولة والحزب. اعتبر المناسبة فرصة للتخلص من الاثنين معاً. حدد موعد وصول البكر وتم إبلاغ المسؤولين. طبعاً كزار مسؤول عن تدابير الأمن.
قبل ساعتين أو ثلاث من موعد وصول البكر كان هناك موعد رتبه كزار. قال لبعض المسؤولين إن الأمن العام افتتح دائرة جديدة للأمن وزودها تكنولوجيا حديثة وأريدكم أن تطلعوا عليها. وكان بين المدعوين حماد شهاب وزير الدفاع وسعدون غيدان وزير الداخلية، إضافة إلى آخرين. عندما وصلوا إلى مقر الأمن العام اعتقلهم بانتظار تنفيذ الخطة وكان وزع رشاشات على سطح المبنى في المطار ومواقع أخرى.
هنا حصل خطأ ما غيّر كل الحسابات. تأخر البكر في الوصول. وتضاربت الروايات لاحقاً. بينهم من قال إن رئيس إحدى الدول أصر على تكريمه بضع ساعات إضافية. وثمة من قال إن إحدى المخابرات الشرقية عرفت الخطة فطلبت من البكر أن يؤجل قليلاً موعد وصوله إلى بغداد. وهناك من قال إن مسائل فنية في الطائرة أرغمت البكر على تأخير الإقلاع. لم يصل البكر في الموعد المحدد، فارتبك ناظم كزار. تخوف أن تكون الخطة كشفت. وحتى ولو لم تكتشف فإن صدام الذي توجه إلى المطار سيعرف لاحقاً أن كزار اعتقل وزيري الدفاع والداخلية. اختار في النهاية الهرب مع مجموعته مصطحباً المحتجزين معه. اتجه نحو الحدود الإيرانية وطارده الجيش فاقترح عبر الجهاز لقاء تفاهم في بيت عبدالخالق السامرائي.
رُفض الطلب وألقي القبض على كزار بعدما قتل حماد شهاب وجرح سعدون غيدان. جيء به إلى القصر. هنا يقال إن البكر كان يريد إجراء تحقيق مع كزار في حين كان صدام يدفع باتجاه عدم إجراء تحقيق بحجة أن لا جدوى من ذلك. وأعدم كزار سريعاً.
هنا ظهر تفسير مفاده أن المطار كان مسرحاً لخطتين: الأولى تورط فيها كزار مع صدام وكان الغرض منها التخلص من البكر. والثانية خطة كزار نفسه لاستغلال المناسبة للتخلص من الاثنين. وسبب هذا التفسير الذي ساد الأوساط الحزبية أن كزار كان مقرباً جداً من صدام.
تطويق البكر
• ما قصة المؤامرة التي قال صدام حسين إنه اكتشفها بعد تسلّمه السلطة في 17 تموز 1979؟
- وقّعت سورية والعراق على ميثاق وحدوي. كان هناك تفاهم على أن يكون البكر رئيس دولة الوحدة وأن يكون الرئيس حافظ الأسد نائباً له. فجأة وجد صدام نفسه مهدداً بالخروج من اللعبة وإحباط ما خطط له. الخطوة أوغرت صدره ضد من ساروا في مشروع الوحدة.
هنا يجب أن نتذكّر أن صدام حسين الذي كان شاباً لدى تسلّم الحزب السلطة اختار التحالف مع البكر بانتظار أن تحين الساعة المناسبة للقفز إلى السلطة. استظل بالبكر واحتمى به وراح يبني مشروعه الشخصي في ظل من كان يسميه "الأب القائد".في 1968 لم يكن صدام جاهزاً. كان شاباً وتنقصه التجربة ولم يكن صاحب رصيد في الحزب أو الشارع في حين كان وضع البكر مختلفاً.
نفّذ صدام خطة أعدها بعناية للهيمنة على كل مواقع القرار في الحزب والأجهزة الأمنية والإعلام. طوّق البكر من كل الجهات بما في ذلك جهاز أمن رئاسة الجمهورية. وكانت خطته تقضي بفصل البكر عن قاعدته العسكرية والشعبية. عندما اطمأن إلى نضج الظروف ضغط على البكر للاستقالة.