في ظل ما ينتظر العالم العربي من مخاطر بسبب تغيرات المناخ من اختلاف درجات الحرارة, وتذبذب كميات المياه والأمطار ومياه البحار التي تهدد بابتلاع بعض المناطق, والتي من أخطرها دلتا النيل في مصر وبعض المناطق في كل من قطر وتونس والكويت والإمارات, ما هي أهم ملامح التغيرات التي ستلحق بالعالم العربي في ظل انشغال معظم الحكومات العربية بأمن حكامها, وعدم تقديرها للعواقب الوخيمة.
هذه التساؤلات وغيرها كانت موضوع حلقة برنامج "بلا حدود" المذاع على قناة "الجزيرة" الفضائية, ويقدمه الإعلامي أحمد منصور من خلال استضافته لعالم الفضاء د. فاروق الباز، مدير مركز أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية.
مخاطر تهدد العالم
وخلال الحلقة تحدث الباز عن أهم المخاطر التي تهدد العالم العربي من تغير المناخ, فأوضح أن غاز ثاني أوكسيد الكربون وبعض الغازات مثل الميثان تزداد نسبتها في الغلاف الجوي حول الأرض, مشيرا إلى أن هذا الغاز عندما تزداد نسبته في الغلاف الجوي يحبس درجة الحرارة التي تصل إلى الأرض من الشمس, ولذلك تزداد حرارة الأرض كلية وتماما.
إلى جانب أن جزءا من ثلوج القطب الشمالي بدأت في الذوبان ,وهذا يعني ازدياد درجات الحرارة تدريجيا ولو قليلا فيؤدي هذا الذوبان إلى توزيع المياه على جميع البحار والمحيطات, لأن الثلج عبارة عن مياه محبوسة ومن ثم يزداد منسوبها, وبالتالي فان كل سنة تذوب مساحة من الثلج بحجم فرنسا وهذا خطير.
وحول دلتا النيل أوضح د. الباز أنها عبارة عن مكان واسع طويل ومنخفض وبها ترسبات من الطمي, بما يشكل ثقل عليها ويساعدها فى الهبوط تلقائيا, الى جانب أن سطح البحر يرتفع ولو نصف متر بما يؤدي الى انغمارها بالمياه, مشيرا الى أن ارتفاع البحر سيكون بشكل بطئ وليس من المعقول ان تغرق دلتا النيل في عشرين سنة.
ماذا حدث للدلتا
وتحدث د. فاروق عن ما حدث للدلتا بعد بناء السد العالي, فأشار الى وضع مياه النيل قبل البناء فكانت تندفع في فرع رشيد, مما أدى الى ترسب الطمي عند مدخل النيل في البحر المتوسط, لكن مع مرور الزمن توقفت الترسبات وقلت المياه مما دفع التيارات البحرية الى تأكل بعض المناطق تدريجيا ,وظهور ترسبات رملية فى فرع رشيد مما سيؤدي الى اختفاء جزء من الدلتا في الشمال أو شريط منها قريب من الساحل.
وعن الحلول التي يجب على الحكومات اتخاذها لمواجهة تلك المشكلة, أشارد. الباز الى ضرورة وجود دراسات جيدة توضح خطورة الامر, ووجود قياسات للمياه عن منسوبها واماكن تواجدها وغيرها ,الى جانب وجود تخطيط جديد عن الاحتمالات التى يجب اتخاذها فى حال تآكل بعض المناطق.
كما تحدث عن خطورة ما يحدث من قبل الحكومات العربية والانفاق على الابحاث العلمية بعكس ما يحدث في الغرب, موضحا ما يقوم به بعض الطلبة فى جامعة بوسطن من قياسات لثاني أكسيد الكربون حول بعض النوافذ وليس فى الشارع وهذا بالتأكيد لا يحدث فى اى بلد عربي, لقياس فقط تأثير ثاني أكسيد الكربون في عوادم السيارات وتأثيرها على تآكل بعض المناطق.
التنبؤ بالمستقبل
وشاركهم فى الحوار اتصال هاتفي من مها عناني، مقيمة في بريطانيا، للسؤال عن مدى تنبؤ الحجر الجيولوجي عن المستقبل والماضي ؟ وما هي الحكمة الربانية من عدم وجود مياه على القمر والكواكب؟
فأجاب د. فاروق ان كانت التضاريس الصحراوية بالمنطقة العربية بها مستنقعات وبحار ورمال, وكان قبلها جفاف وقبل هذا خضرة، معنى ذلك أن الأرض سوف تخضر مرة أخرى، مستشهدا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " "لا تقوم الساعة حتى تعود بلاد العرب مروجا وأنهارا", وهذا يعنى أن أجدادنا العرب كانوا يعلمون هذا, موضحا في حديثه أن نهاية الاحتباس الحراري وزيادة درجة الحرارة الكبيرة للأراضي العربية سوف يصلها مطر أكثر مما هو عليه الآن.
وعن الحكمة الإلهية من أن القمر والكواكب ليس عليها مياه, أوضح أنه غير صحيح لان القمر به قليل من المياة وكذلك كوكب المريخ وقمر من أقمار المشترى ، معنى ذلك أن هناك أماكن أخرى في الكون بها مياة .
وخلال الحوار تحدث عن بحيرة دارفور وامكانية وجود مياة جوفية لحل أزمة الجفاف, فاشار الى أنه تم اكشاف تلك المنطقة بالرادار فاوضحت ان بالمنطقة رمال على بعد خمسة امتار, لكنها عبارة عن غطاء لانهار جافة وفى غرب منطقة دارفور بلد تسمى جنينة وغربها جبل مارة ,وبتلك المنطقة تنهمر الامطار كل سنة لمدة شهرين في الصيف, مما ساعد على تكون آبار فى تلك المنطقة وهذا كفيل بحل مشكلة الجفاف.
واختتمت الحلقة بالحديث عن دور الحكومات فى التصدي لتلك المشكلة فأوضح د. الباز انه لابد من تشجيع دور البحث العلمي، قائلا: "في حاجات بتحصل في الأرض وكأننا نعيش في كوب ثاني والعلم والفكر فى أجازة", إلى جانب ضرورة تشجيع الناس للعمل فى هذا المجال لمعرفة ما يدور حولهم.
التعديل الأخير: