الحلقة الأخيرة من دراسة "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية"
اللوبي الإسرائيلي دائماً يتسبّب في تنامي أخطار الإرهاب التي تواجه جميع دول العالم وعلى الولايات المتحدة أن تنأى بنفسها بعيدا عنه
سألت نفسي ، أين بجب نشر هذه المجموعة الجديدة من المواضيع التى أقتبسهم من موقع دريدة الوسط ...
وصلت إلى قرارى ، بأن أفضل مكان .... هو ... هنا ... "باب الحروب" ...
السبب بسيط ... لو لم نكن نتمتع بصفة الفساد ... لما وصلنا إلى مركزنا الحالي ، ولتكاتفنا ... وأنشأنا ... لوبيا عربى .. كما حدث فى بداية الستينيات ... وكان اللبنانيون والسوريون يقودون الحركة التى بدأت تظهر بوادرها المخبفة وتأثيرها على السياسة الأمريكية ... ومواجهة اللوبى الصهيونى ...
أسرار تأتى ... بعد دهور ... ليعرف الشعب المصرى والعربى ، ماذا كان يدور خلف ظهره ...
د. يحى الشاعر
المصدر
http://www.el-wasat.com/details.php?id=12753 (http://www.el-wasat.com/details.php?id=12753)
11 سبتمبر 2007 - 12:52 مساء
http://www.el-wasat.com/images/12753bush&nejad.jpg
الحلقة الأخيرة من دراسة "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية"
المؤلفان :
ستيفن وولت : أستاذ العلوم السياسية في جامعة هارفارد
جون ميرشايمر : أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو
هذه الدراسة المتميزة ينبغي نشرها على أوسع نطاق. إنها تكشف وتحلل اللوبي الإسرائيلي بموضوعية وبالوثائق والمراجع. يختم المؤلفان الدراسة بتحذير الحكومة الأمريكية من الاستجابة لضغوط اللوبي الإسرائيلي لشن حملة ضد إيران ، لأنها ستكون خطوة كارثية وستصنع عراقا آخر ولكن على مستوى أشد وأعتى. ويوصي المؤلفان بأن تتبرأ الولايات المتحدة من السياسات الإسرائيلية وأن تنأى بنفسها عنها ، وإلا فستكون دائما معرضة للكراهية و"الإرهاب". بل ويرى المؤلفان أن اللوبي الإسرائيلي القوي سيجعل إسرائيل يوما ما منبوذة وسيتم إدراجها كدولة عنصرية ، وأن مصالح إسرائيل ستتحقق بضعف اللوبي الإسرائيلي.
http://www.el-wasat.com/images/wathaeq/sadat/3ard.jpg
ترجمة / حمدي مصطفى
وضع علامة إكس X على إيران
إعتاد الإسرائيليون على الجنوح في وصفهم لأي تهديد يتعرّضوا له بأشد وأفظع الأوصاف، ولكن يبدو أنّ إيران أضحت تشكّل بوضوح العدو الأقوى تهديداً والأشد خطراً على اسرائيل، وذلك لأنّ إيران على شفا امتلاك سلاح الردع النووي. وعمليا فإنّ كافة الإسرائيليين يعتبرون وجود أي دولة إسلاميّة في الشرق الأوسط تمتلك أسلحة نوويّة هو تهديد شديد لوجود إسرائيل. وحسب تعليق وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر، قبل غزو العراق بشهر واحد : " العراق مشكلة ... ولكن يجب أن نعي وندرك - إذا سألتني رأيي - أنّ الخطر الأكبر حالياً هي إيران " 203. وكان شارون قد بدأ في نوفمبر 2002 بالقيام بدفع الولايات المتّحدة علنياً، لمجابهة إيران والتصدّي لها، وذلك في حديث صحفي على مستوى عال في جريدة التايمز اللندنيّة 204. واصفاً إيران بأنّها " مركز عالم الإرهاب "، وأنّ لديها نزعة إمتلاك ألأسلحة النوويّة، كما أعلن عن ضرورة قيام حكومة بوش بتحجيم إيران بيدٍ من حديد.
ولقد بدأ غزو العراق في اليوم التّإلى مباشرة لذلك التصريح. وفي أواخر أبريل 2003, ذكرت صحيفة ها- آرتز أنّ السفير الإسرائيلي في واشنطن يطالب حالياً بتغيير النظام في إيران 205. وعلّق على انّ سقوط صدام حسين, لم يكن كافياً. وخلال كلمته أضاف بأنّ : " على أمريكا أن تستكمل هذا المشوار. فمازالت تأتينا تهديدات ضخمة بنفس القدر من سوريا، عن طريق إيران ".
ولم يضيّع المحافظون الجدد الوقت، وبدأوا فوراً في رفع قضيّة لتغيير نظام الحكم في طهران 206. ففي 6 مايو2003 ، وخلال مؤتمر إيه إي آي AEI عن " مستقبل إيران والديمقراطيّة والحرب ضد الإرهاب "، والذي شارك فيه ودعّمه مؤسّسات مؤيّدي إسرائيل للدفاع عن الديمقراطيّة مع معهد هدسون Hudson Institute 207. ولقد كان المتحدّثون خلال المؤتمر من المتشدّدين من مؤيّدي إسرائيل، ولقد طالب العديد منهم الولايات المتّحدة باستبدال نظام الحكم في إيران بنظام ديمقراطي. وكالعادة دائماً، نقرأ ذلك السيل من المقالات والذي ينهمر من البارزين من المحافظين لدعم وتوجيه القضيّة لملاحقة ومطاردة إيران. وكمثال على ذلك، فلقد كتب ويليام كريستول William Kristol في 12 مايو في جريدة ويكلي ستاندرد " إنّ تحرير العراق كان المعركة الكبرى الأولى من أجل مستقبل الشرق الأوسط ... ولكنّ المعركة الكبرى التّاليّة ستكون مع إيران، ولن تكون - كما نتمنّى - معركة عسكريّة " 208.
إذا كانت واشنطن قد استطاعت أن تستمر في الحياه مع وجود ترسانات الإتّحاد السوفييتي والصين وكوريا الشمالية النوويّة، فإنّها تستطيع بكل تأكييد أن تحيا مع إيران النوويّة
وكان أن استجابت حكومة بوش لضغط اللوبي، بالعمل وقتاً إضافياً لإغلاق برنامج إيران النووي. لكنّ النجاح الذي حققته واشنطن في سبيل تحقيق ذلك الهدف كان هزيلاً، ويبدو أن إيران قد صمّمت بالفعل على امتلاك ترسانة نوويّة. فما كان من اللوبي، ونتيجة لذلك، إلاّ أن قام بتشديد وتكثيف وتركيز ضغطه على حكومة الولايات المتّحدة الأمريكيّة، مستخدماً في ذلك " جميع ما في الجراب ياحاوي ، وجميع ما ذكر في كتب الحِيَلْ والخداع " 209. ويومياً الآن نقرأ في إفتتاحيّات الصحف وفي مقالاتها، ذلك التحذير من خطر امتلاك إيران للسّلاح النووي، مع ضرورة الاحتراس واليقظة من مغبّة أيّ من أشكال الإسترضاء من قبل النظم الإرهابيّة، مع التلميح والإشارة إلى أنّ أي محاولات وقائيّة هي سياسة فاشلة وسيكون مصيرها الفشل الذريع وذات نتائج حالكة السّواد. ويقوم اللوبي أيضاً بممارسة الضغوط من أجل دفع الكونجرس للتصديق على قانون تأييد ومساندة تحرير إيران. والذي سيؤدّي إلى توسيع وتعميق تلك العقوبات المفروضة عليها حالياً. ويحذّر المسؤولون الإسرائيليون من أنّهم قد يتّخذون إجراءات وقائيّة في حالة إستمرار إيران في طريقها لإمتلاك السلاح النووي، وتلك التلميحات هي جزئياً بنيّة دفع واشنطن لإستمرار تركيزها على هذه القضيّة.
وقد يجادل البعض بأنّ إسرائيل واللوبي لم يكن لهما مثل ذلك التأثير الكبير على سياسة الولايات المتّحدة الأمريكيّة ضد إيران، وذلك لأنّ لدى الولايات المتّحدة من أسبابها الخاصّة ما يدفعها لمنع إيران من أن تكون نوويّة. وبالطبع فإنّ ذلك صحيح إلى حدٍ مّا، ولكنّ الطموحات النوويّة الإيرانيّة لا تمثّل في حقيقتها تهديداً لوجود الولايات المتّحدة الأمريكيّة. فإذا كانت واشنطن قد استطاعت أن تستمر في الحياه مع وجود ترسانة الإتّحاد السوفييتي النوويّة، وترسانة الصّين النوويّة، وحتّي مع كوريا الشّماليّة النوويّة، فإنّها تستطيع بكل تأكييد أن تحيا مع إيران النوويّة. وهذا هو السبب الذي من أجله يجعل اللوبي يمارس ضغطاً دائماً على الولايات المتّحدة لمواجهة إيران.
فلم يكن من المحتمل وجود تحالف بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية حتّى لو لم يكن ذلك اللوبي موجوداً، ولكن كانت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية - في تلك الحالة - ستكون أكثر إعتدالاً، كما أنّ الحرب الوقائيّة ضد إيران لن تكون من ضمن الخيارات الجادّة المطروحة.
الخلاصة
لم يكن من المستغرب أن ترغب إسرائيل ومؤيّدوها في جعل الولايات المتّحدة تتعامل مع كافة التهديدات التي تستهدف أمن إسرائيل. فإذا نجحت جهودهما في سبيل تشكيل سياسة الولايات المتّحدة الأمريكيّة، فإنّ ذلك سيتسبّب في ضعف ووهن تلك الدول المعادية لإسرائيل أو في الإطاحة بنظم الحكم فيها. كما تم إطلاق يد إسرائيل ضد الفلسطينيين، وتقوم الولايات المتّحدة بمعظم العمل ودفع فاتورة الحرب ، والقتلى وإعادة البناء.
لكن حتى إذا فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في تنفيذ عمليّة التغيير في أنظمة الشرق الأوسط، ووجدت نفسها في نزاع مع التطرف المتنامي في العالمين العربي والإسلامي، فمازالت إسرائيل تقبع تحت مظلّة الحماية من أقوى دولة في العالم 210. لم تكن تلك هي النتائج المثاليّة والتي كانت تهدف للوصول إليها جماعات اللوبي، ولكن كما يبدو واضحاً أنّ الأفضليّة بالنسبة لواشنطن هي في أن تنأى بنفسها بعيداً عن إسرائيل، أو أن تستخدم نفوذها في إجبار إسرائيل علي إتمام عمليّة السّلام مع الفلسطينيين.
الخاتمة
ماذا يمكن أن نتصوّر، إذا ما أمكن تحجيم قوّة اللوبي ؟ وهو ما يتمنّاه الكثيرون، خاصّة مع تلك الكارثة في العراق، والحاجة الواضحة لتصحيح وتحسين صورة الولايات المتّحدة الأمريكيّة في وجدان العالمين العربي والإسلامي، علاوة على ما كُشِفَ عنه من إفشاء لمعلومات سريّة خاصّة بالحكومة الأمريكيّة عن طريق رسميين من جماعة آيباك ( لجنة العمل السياسية الأمريكية الإسرائيلية ) وذلك إلى إسرائيل. كما أنّنا نعتقد، أنّ وفاة ياسر عرفات وإنتخاب أبو مازن والذي يعتبر أكثر إعتدالاً، يكفي أن يكون سبباً يدعو واشنطن لممارسة الضغط بقوّة وحياد لعقد إتفاقيّة سلام . وبإختصار, فإنّ هناك أسباب كافية لدى زعماء الولايات المتحدة الأمريكية لإبعاد أنفسهم عن اللوبي مع تبنّي سياسة شرق أوسطيّة أكثر إعتدالاً وثباتاً والإعتناء بصورة أوسع بمصالح الولايات المتحدة الأمريكيّة في المنطقة. وعلى وجه الخصوص، أن تقوم أمريكا باستخدام قوّتها في فرض سلامٍ عادل بين الفلسطينيين وإسرائيل ممّا سيقلّص بالضرورة من التطرّف ويخفّف من أعباء الحرب ضد الإرهاب كما سيؤدّي إلي نشر الديمقراطيّة في منطقة الشرق الأوسط .
تأثير اللوبي دائماً يتسبّب في تنامي أخطار الإرهاب التي تواجه جميع دول العالم، بمن فيهم حلفاء أمريكا من الأوربيين
ولكنّنا لا يجب أن نتوقّع حدوث ذلك في وقت قريب. فإنّ لجنة آيباك ( لجنة العمل السياسية الأمريكية الإسرائيلية )، مع حلفائها ( بمن فيهم المسيحيين و الصهاينة) ليس لهم خصوم بالمعني الخطير من أي لوبي في العالم. وهم أدركوا أنّه أضحى من الصعوبة بحال إثارة قضيّة إسرائيل حالياً، كما أنّ رد فعلهم الحالي ينصب على توسيع أنشطتهم وموظّفيهم 211. وعلاوة على ذلك , يظل لدي السياسيين الأمريكيين حساسيّة عالية للغاية ضد التدخلات في الحملات العسكريّة وجميع الأشكال الأخري من الضغوط السياسيّة وممّا يظهر علي وسائل الإعلام، ومن المرجّح أن تظل دائماً واشنطن في تعاطفها مع إسرائيل بغض النظر عمّا تفعله إسرائيل .
وكما ترى فإنّ هذه الحالة تدعو بعمقٍ شديد للقلق, لأن تأثير اللوبي دائماً ما يتسبّب في مشاكل علي عدد من الجبهات والأصعدة. فهو يتسبّب في تنامي أخطار الإرهاب التي تواجه جميع دول العالم، بمن فيهم حلفاء أمريكا من الأوربيين. كما يؤدّي لمنع زعماء الولايات المتحدة الأمريكية من ممارسة الضغوط علي إسرائيل لعمليّة السلام، ولقد تسبّب اللوبي أيضاً في إستحالة إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان من نتائج ذلك الوضع هو منح المتطرفين أدوات أكثر قوّة وتأثيراً لتجنيد آخرين، كما جعلهم يسهمون في الأصوليّة الإسلاميّة حول العالم .
وعلاوة على ذلك , فإنّ الحملة التي يقودها اللوبي لتغيير النظام في إيران وسوريا قد تتسبّب في قيام الولايات المتّحدة بغزو تلك الدول، مع ما قد يترتّب عي ذلك من نتائج كارثية ومروّعة. والجميع يتّفق علي أنّنا لا نريد عراقاً آخر. وعلى أقل تقدير، فإنّ عداوة اللوبي لتلك الدول يجعل هناك صعوبة شديدة بالنسبة لواشنطن في تصنيف تلك الدول كدول مناهضة لمنظّمة القاعدة وللتمرٌد في العراق، حيث كانت هناك حاجة ماسّة لأن يقدّموا المعاونة والمساعدة .
كما أنّ هناك أيضاً بعداً أخلاقياً في ذلك. حيث يمكن توجيه الشكر الجزيل فيه إلى اللوبي، فلقد أصبحت الولايات المتّحدة الأمريكيّة المشجّع الحالي والمؤيّد الشرعي والمساند لإسرائيل في التوسع في الأراضي المحتلّة، ممّا يجعل الولايات المتّحدة الأمريكيّة متواطئة في تلك الجرائم التي أُرتُـكِـبَت في حق الفلسطينيين. كما يؤدّي ذلك الوضع إلي تقليص جهود واشنطن في نشر الديمقراطية في العالم، ممّا يجعلها تظهر بمظهر المنافق عندما تحاول ممارسة أي ضغوط علي دول أخرى لاحترام حقوق الإنسان. إنّ جهود الولايات المتحدة الأمريكية للحد من الانتشار النووي تكتسي بقناعٍ من النفاق عندما تبدي رغبتها واستعدادها لتقبل الترسانة النوويّة الإسرائيليّة، وذلك ممّا يدفع دولة مثل إيران وغيرها لإمتلاك أسلحة نوويّة وإمكانيات مماثلة .
علاوة على ذلك , فإنّ حملة اللوبي التي يقوم بها لإسكات وخرس أي جدال أو مناقشات حول إسرائيل هي أحد الأوجه المريضة والعليلة للديمقراطيّة. كما أنّ إسكات وخرس أي ناقد لإسرائيل عن طريق إدراجه علي القوائم السوداء أو على قوائم المقاطعة، أو بتصنيف النقد علي أنّه معاداة للسّاميّة، كل هذا يهدم ويقوّض مبادئ الديمقراطيّة والتي تحض علي مناقشة أي نقد علي نطاق واسع. إنّ فشل الكونجرس في الولايات المتحدة وعدم قدرته علي طرح مناقشات صادقة في مثل تلك القضايا والموضوعات الحيويّة، يصيب عمليّات تداول الديمقراطيّة ونشرها بالشلل. ولمساندي ومؤيّدي إسرائيل الحريّة الكاملة في رفع قضاياهم والدفاع عنها، كما أنّ لهم حريّة الاعتراض علي أولئك الذّين يختلفون معهم. ولكنّ ممارسة عمليّات الخنق والإسكات لمثل تلك المناقشات والقضايا عن طريق التخويف والترهيب يجب أن يقوم بإدانتها بشدّة وشجبها جميع هؤلاء الذين يؤمنون بحريّة الكلمة والتعبير مع فتح المناقشات والمناظرات أمام جماهير أفراد الشعب في القضايا والموضوعات الهامّة .
وأخيرا , فإنّ تأثير اللوبي كان ضاراً بإسرائيل. فلقد كان لقدرته علي إقناع واشنطن بدعم جدول أعمال إسرائيل فيما يتعلّق بالتوسٌع في إحتلال الأراضي قد أدّى إلى تثبيط عزيمة إسرائيل من إنتهاز تلك الفرص السّانحة - مثل تلك الخاصّة بعقد معاهدة صلح مع سوريا مع كامل التطبيق لجميع بنود إتفاقيات أوسلو - والذي كان سيجنّبها مزيداً من زهق الأرواح الإسرائيليّة علاوة علي تقليص التطرف لدى الفلسطينيين. وبالتأكيد، فإنّ إصرار إسرائيل علي إنكار الحقوق السياسيّة الشرعيّة للفلسطينيين لم يجعل إسرائيل أكثر أمناً، كما كانت تلك الحملة المستمرّة الَضّارية والتي قامت بها ومازالت تقوم بها إسرائيل بتصفية وقتل جيل كامل من الزعماء الفلسطينيين أو عزلهم وتهميش أدوارهم هي السبب الرئيسي في ظهور وتمكين جماعات متشدّدة مثل منظّمة حماس، علاوة علي تقليص عدد الزعماء الفلسطينيين المعتدلين والذّين كانوا علي استعداد لتقبٌل تسويّة مناسبة والذين كانت لديهم القدرة علي تفعيل تلك التسويات. ولقد ألقت تلك المسيرة بظلالها الكريهة ونذير الشؤم علي إسرائيل من أن تتبوأ يوما مّا مقعد المنبوذين وذلك عندما يتم إدراج إسمها كدولة عنصريّة مثل جنوب أفريقيا. ومن سخرية القدر، فإنّ إسرائيل نفسها كان يمكن أن تكون أفضل حالاً إذا ما كان اللوبي أضعف قوّة ممّا هو عليه الآن وإذا ما كانت سياسة الولايات المتّحدة الأمريكيّة أكثر اعتدالاً .
ولكنّ مازال هناك شعاع رقيق من الأمل في وجود حل، وذلك حتّي في استمرار وجود اللوبي القوي، والذي لا يمكن إغفال آثاره الجانبيّة بأي حال. فقد تستطيع الدول القويّة الإقدام علي خرق السياسات لبعض الوقت فقط، ولكنّها لا تستطيع ذلك للأبد. وكل ما يحتاجه الأمر لحل تلك المعضلة، هو مناقشة تأثير اللوبي بصراحة مع فتح مناقشات أوسع حول مصالح الولايات المتّحدة في منطقة الشرق الأوسط. وبالطبع ستكون إسرائيل هي إحدى تلك الإهتمامات، ولكن ليس في استمرارها في إحتلال الضفّة الغربيّة ولا في برنامجها في التوسٌع إقليمياً. فتح النقاش سيوضّح، حدود دعم الولايات المتّحدة - أحادي الجانب - للقضيّة الإستراتيجيّة والأخلاقيّة بالنسبة لإسرائيل وخصومها، كما أنّه قد يعدّل من موقف الولايات المتّحدة بحيث يكون أكثر ثباتاً مع تحقيق المصالح والاهتمامات الوطنيّة، لتتماشى مع مصالح واهتمامات الدول الأخرى في المنطقة، وكذلك مع مصالح واهتمامات إسرائيل بعيدة المدى .
__________
المراجع
اللوبي الإسرائيلي دائماً يتسبّب في تنامي أخطار الإرهاب التي تواجه جميع دول العالم وعلى الولايات المتحدة أن تنأى بنفسها بعيدا عنه
سألت نفسي ، أين بجب نشر هذه المجموعة الجديدة من المواضيع التى أقتبسهم من موقع دريدة الوسط ...
وصلت إلى قرارى ، بأن أفضل مكان .... هو ... هنا ... "باب الحروب" ...
السبب بسيط ... لو لم نكن نتمتع بصفة الفساد ... لما وصلنا إلى مركزنا الحالي ، ولتكاتفنا ... وأنشأنا ... لوبيا عربى .. كما حدث فى بداية الستينيات ... وكان اللبنانيون والسوريون يقودون الحركة التى بدأت تظهر بوادرها المخبفة وتأثيرها على السياسة الأمريكية ... ومواجهة اللوبى الصهيونى ...
أسرار تأتى ... بعد دهور ... ليعرف الشعب المصرى والعربى ، ماذا كان يدور خلف ظهره ...
د. يحى الشاعر
المصدر
http://www.el-wasat.com/details.php?id=12753 (http://www.el-wasat.com/details.php?id=12753)
11 سبتمبر 2007 - 12:52 مساء
http://www.el-wasat.com/images/12753bush&nejad.jpg
الحلقة الأخيرة من دراسة "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية"
المؤلفان :
ستيفن وولت : أستاذ العلوم السياسية في جامعة هارفارد
جون ميرشايمر : أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو
هذه الدراسة المتميزة ينبغي نشرها على أوسع نطاق. إنها تكشف وتحلل اللوبي الإسرائيلي بموضوعية وبالوثائق والمراجع. يختم المؤلفان الدراسة بتحذير الحكومة الأمريكية من الاستجابة لضغوط اللوبي الإسرائيلي لشن حملة ضد إيران ، لأنها ستكون خطوة كارثية وستصنع عراقا آخر ولكن على مستوى أشد وأعتى. ويوصي المؤلفان بأن تتبرأ الولايات المتحدة من السياسات الإسرائيلية وأن تنأى بنفسها عنها ، وإلا فستكون دائما معرضة للكراهية و"الإرهاب". بل ويرى المؤلفان أن اللوبي الإسرائيلي القوي سيجعل إسرائيل يوما ما منبوذة وسيتم إدراجها كدولة عنصرية ، وأن مصالح إسرائيل ستتحقق بضعف اللوبي الإسرائيلي.
http://www.el-wasat.com/images/wathaeq/sadat/3ard.jpg
ترجمة / حمدي مصطفى
وضع علامة إكس X على إيران
إعتاد الإسرائيليون على الجنوح في وصفهم لأي تهديد يتعرّضوا له بأشد وأفظع الأوصاف، ولكن يبدو أنّ إيران أضحت تشكّل بوضوح العدو الأقوى تهديداً والأشد خطراً على اسرائيل، وذلك لأنّ إيران على شفا امتلاك سلاح الردع النووي. وعمليا فإنّ كافة الإسرائيليين يعتبرون وجود أي دولة إسلاميّة في الشرق الأوسط تمتلك أسلحة نوويّة هو تهديد شديد لوجود إسرائيل. وحسب تعليق وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر، قبل غزو العراق بشهر واحد : " العراق مشكلة ... ولكن يجب أن نعي وندرك - إذا سألتني رأيي - أنّ الخطر الأكبر حالياً هي إيران " 203. وكان شارون قد بدأ في نوفمبر 2002 بالقيام بدفع الولايات المتّحدة علنياً، لمجابهة إيران والتصدّي لها، وذلك في حديث صحفي على مستوى عال في جريدة التايمز اللندنيّة 204. واصفاً إيران بأنّها " مركز عالم الإرهاب "، وأنّ لديها نزعة إمتلاك ألأسلحة النوويّة، كما أعلن عن ضرورة قيام حكومة بوش بتحجيم إيران بيدٍ من حديد.
ولقد بدأ غزو العراق في اليوم التّإلى مباشرة لذلك التصريح. وفي أواخر أبريل 2003, ذكرت صحيفة ها- آرتز أنّ السفير الإسرائيلي في واشنطن يطالب حالياً بتغيير النظام في إيران 205. وعلّق على انّ سقوط صدام حسين, لم يكن كافياً. وخلال كلمته أضاف بأنّ : " على أمريكا أن تستكمل هذا المشوار. فمازالت تأتينا تهديدات ضخمة بنفس القدر من سوريا، عن طريق إيران ".
ولم يضيّع المحافظون الجدد الوقت، وبدأوا فوراً في رفع قضيّة لتغيير نظام الحكم في طهران 206. ففي 6 مايو2003 ، وخلال مؤتمر إيه إي آي AEI عن " مستقبل إيران والديمقراطيّة والحرب ضد الإرهاب "، والذي شارك فيه ودعّمه مؤسّسات مؤيّدي إسرائيل للدفاع عن الديمقراطيّة مع معهد هدسون Hudson Institute 207. ولقد كان المتحدّثون خلال المؤتمر من المتشدّدين من مؤيّدي إسرائيل، ولقد طالب العديد منهم الولايات المتّحدة باستبدال نظام الحكم في إيران بنظام ديمقراطي. وكالعادة دائماً، نقرأ ذلك السيل من المقالات والذي ينهمر من البارزين من المحافظين لدعم وتوجيه القضيّة لملاحقة ومطاردة إيران. وكمثال على ذلك، فلقد كتب ويليام كريستول William Kristol في 12 مايو في جريدة ويكلي ستاندرد " إنّ تحرير العراق كان المعركة الكبرى الأولى من أجل مستقبل الشرق الأوسط ... ولكنّ المعركة الكبرى التّاليّة ستكون مع إيران، ولن تكون - كما نتمنّى - معركة عسكريّة " 208.
إذا كانت واشنطن قد استطاعت أن تستمر في الحياه مع وجود ترسانات الإتّحاد السوفييتي والصين وكوريا الشمالية النوويّة، فإنّها تستطيع بكل تأكييد أن تحيا مع إيران النوويّة
وكان أن استجابت حكومة بوش لضغط اللوبي، بالعمل وقتاً إضافياً لإغلاق برنامج إيران النووي. لكنّ النجاح الذي حققته واشنطن في سبيل تحقيق ذلك الهدف كان هزيلاً، ويبدو أن إيران قد صمّمت بالفعل على امتلاك ترسانة نوويّة. فما كان من اللوبي، ونتيجة لذلك، إلاّ أن قام بتشديد وتكثيف وتركيز ضغطه على حكومة الولايات المتّحدة الأمريكيّة، مستخدماً في ذلك " جميع ما في الجراب ياحاوي ، وجميع ما ذكر في كتب الحِيَلْ والخداع " 209. ويومياً الآن نقرأ في إفتتاحيّات الصحف وفي مقالاتها، ذلك التحذير من خطر امتلاك إيران للسّلاح النووي، مع ضرورة الاحتراس واليقظة من مغبّة أيّ من أشكال الإسترضاء من قبل النظم الإرهابيّة، مع التلميح والإشارة إلى أنّ أي محاولات وقائيّة هي سياسة فاشلة وسيكون مصيرها الفشل الذريع وذات نتائج حالكة السّواد. ويقوم اللوبي أيضاً بممارسة الضغوط من أجل دفع الكونجرس للتصديق على قانون تأييد ومساندة تحرير إيران. والذي سيؤدّي إلى توسيع وتعميق تلك العقوبات المفروضة عليها حالياً. ويحذّر المسؤولون الإسرائيليون من أنّهم قد يتّخذون إجراءات وقائيّة في حالة إستمرار إيران في طريقها لإمتلاك السلاح النووي، وتلك التلميحات هي جزئياً بنيّة دفع واشنطن لإستمرار تركيزها على هذه القضيّة.
وقد يجادل البعض بأنّ إسرائيل واللوبي لم يكن لهما مثل ذلك التأثير الكبير على سياسة الولايات المتّحدة الأمريكيّة ضد إيران، وذلك لأنّ لدى الولايات المتّحدة من أسبابها الخاصّة ما يدفعها لمنع إيران من أن تكون نوويّة. وبالطبع فإنّ ذلك صحيح إلى حدٍ مّا، ولكنّ الطموحات النوويّة الإيرانيّة لا تمثّل في حقيقتها تهديداً لوجود الولايات المتّحدة الأمريكيّة. فإذا كانت واشنطن قد استطاعت أن تستمر في الحياه مع وجود ترسانة الإتّحاد السوفييتي النوويّة، وترسانة الصّين النوويّة، وحتّي مع كوريا الشّماليّة النوويّة، فإنّها تستطيع بكل تأكييد أن تحيا مع إيران النوويّة. وهذا هو السبب الذي من أجله يجعل اللوبي يمارس ضغطاً دائماً على الولايات المتّحدة لمواجهة إيران.
فلم يكن من المحتمل وجود تحالف بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية حتّى لو لم يكن ذلك اللوبي موجوداً، ولكن كانت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية - في تلك الحالة - ستكون أكثر إعتدالاً، كما أنّ الحرب الوقائيّة ضد إيران لن تكون من ضمن الخيارات الجادّة المطروحة.
الخلاصة
لم يكن من المستغرب أن ترغب إسرائيل ومؤيّدوها في جعل الولايات المتّحدة تتعامل مع كافة التهديدات التي تستهدف أمن إسرائيل. فإذا نجحت جهودهما في سبيل تشكيل سياسة الولايات المتّحدة الأمريكيّة، فإنّ ذلك سيتسبّب في ضعف ووهن تلك الدول المعادية لإسرائيل أو في الإطاحة بنظم الحكم فيها. كما تم إطلاق يد إسرائيل ضد الفلسطينيين، وتقوم الولايات المتّحدة بمعظم العمل ودفع فاتورة الحرب ، والقتلى وإعادة البناء.
لكن حتى إذا فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في تنفيذ عمليّة التغيير في أنظمة الشرق الأوسط، ووجدت نفسها في نزاع مع التطرف المتنامي في العالمين العربي والإسلامي، فمازالت إسرائيل تقبع تحت مظلّة الحماية من أقوى دولة في العالم 210. لم تكن تلك هي النتائج المثاليّة والتي كانت تهدف للوصول إليها جماعات اللوبي، ولكن كما يبدو واضحاً أنّ الأفضليّة بالنسبة لواشنطن هي في أن تنأى بنفسها بعيداً عن إسرائيل، أو أن تستخدم نفوذها في إجبار إسرائيل علي إتمام عمليّة السّلام مع الفلسطينيين.
الخاتمة
ماذا يمكن أن نتصوّر، إذا ما أمكن تحجيم قوّة اللوبي ؟ وهو ما يتمنّاه الكثيرون، خاصّة مع تلك الكارثة في العراق، والحاجة الواضحة لتصحيح وتحسين صورة الولايات المتّحدة الأمريكيّة في وجدان العالمين العربي والإسلامي، علاوة على ما كُشِفَ عنه من إفشاء لمعلومات سريّة خاصّة بالحكومة الأمريكيّة عن طريق رسميين من جماعة آيباك ( لجنة العمل السياسية الأمريكية الإسرائيلية ) وذلك إلى إسرائيل. كما أنّنا نعتقد، أنّ وفاة ياسر عرفات وإنتخاب أبو مازن والذي يعتبر أكثر إعتدالاً، يكفي أن يكون سبباً يدعو واشنطن لممارسة الضغط بقوّة وحياد لعقد إتفاقيّة سلام . وبإختصار, فإنّ هناك أسباب كافية لدى زعماء الولايات المتحدة الأمريكية لإبعاد أنفسهم عن اللوبي مع تبنّي سياسة شرق أوسطيّة أكثر إعتدالاً وثباتاً والإعتناء بصورة أوسع بمصالح الولايات المتحدة الأمريكيّة في المنطقة. وعلى وجه الخصوص، أن تقوم أمريكا باستخدام قوّتها في فرض سلامٍ عادل بين الفلسطينيين وإسرائيل ممّا سيقلّص بالضرورة من التطرّف ويخفّف من أعباء الحرب ضد الإرهاب كما سيؤدّي إلي نشر الديمقراطيّة في منطقة الشرق الأوسط .
تأثير اللوبي دائماً يتسبّب في تنامي أخطار الإرهاب التي تواجه جميع دول العالم، بمن فيهم حلفاء أمريكا من الأوربيين
ولكنّنا لا يجب أن نتوقّع حدوث ذلك في وقت قريب. فإنّ لجنة آيباك ( لجنة العمل السياسية الأمريكية الإسرائيلية )، مع حلفائها ( بمن فيهم المسيحيين و الصهاينة) ليس لهم خصوم بالمعني الخطير من أي لوبي في العالم. وهم أدركوا أنّه أضحى من الصعوبة بحال إثارة قضيّة إسرائيل حالياً، كما أنّ رد فعلهم الحالي ينصب على توسيع أنشطتهم وموظّفيهم 211. وعلاوة على ذلك , يظل لدي السياسيين الأمريكيين حساسيّة عالية للغاية ضد التدخلات في الحملات العسكريّة وجميع الأشكال الأخري من الضغوط السياسيّة وممّا يظهر علي وسائل الإعلام، ومن المرجّح أن تظل دائماً واشنطن في تعاطفها مع إسرائيل بغض النظر عمّا تفعله إسرائيل .
وكما ترى فإنّ هذه الحالة تدعو بعمقٍ شديد للقلق, لأن تأثير اللوبي دائماً ما يتسبّب في مشاكل علي عدد من الجبهات والأصعدة. فهو يتسبّب في تنامي أخطار الإرهاب التي تواجه جميع دول العالم، بمن فيهم حلفاء أمريكا من الأوربيين. كما يؤدّي لمنع زعماء الولايات المتحدة الأمريكية من ممارسة الضغوط علي إسرائيل لعمليّة السلام، ولقد تسبّب اللوبي أيضاً في إستحالة إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان من نتائج ذلك الوضع هو منح المتطرفين أدوات أكثر قوّة وتأثيراً لتجنيد آخرين، كما جعلهم يسهمون في الأصوليّة الإسلاميّة حول العالم .
وعلاوة على ذلك , فإنّ الحملة التي يقودها اللوبي لتغيير النظام في إيران وسوريا قد تتسبّب في قيام الولايات المتّحدة بغزو تلك الدول، مع ما قد يترتّب عي ذلك من نتائج كارثية ومروّعة. والجميع يتّفق علي أنّنا لا نريد عراقاً آخر. وعلى أقل تقدير، فإنّ عداوة اللوبي لتلك الدول يجعل هناك صعوبة شديدة بالنسبة لواشنطن في تصنيف تلك الدول كدول مناهضة لمنظّمة القاعدة وللتمرٌد في العراق، حيث كانت هناك حاجة ماسّة لأن يقدّموا المعاونة والمساعدة .
كما أنّ هناك أيضاً بعداً أخلاقياً في ذلك. حيث يمكن توجيه الشكر الجزيل فيه إلى اللوبي، فلقد أصبحت الولايات المتّحدة الأمريكيّة المشجّع الحالي والمؤيّد الشرعي والمساند لإسرائيل في التوسع في الأراضي المحتلّة، ممّا يجعل الولايات المتّحدة الأمريكيّة متواطئة في تلك الجرائم التي أُرتُـكِـبَت في حق الفلسطينيين. كما يؤدّي ذلك الوضع إلي تقليص جهود واشنطن في نشر الديمقراطية في العالم، ممّا يجعلها تظهر بمظهر المنافق عندما تحاول ممارسة أي ضغوط علي دول أخرى لاحترام حقوق الإنسان. إنّ جهود الولايات المتحدة الأمريكية للحد من الانتشار النووي تكتسي بقناعٍ من النفاق عندما تبدي رغبتها واستعدادها لتقبل الترسانة النوويّة الإسرائيليّة، وذلك ممّا يدفع دولة مثل إيران وغيرها لإمتلاك أسلحة نوويّة وإمكانيات مماثلة .
علاوة على ذلك , فإنّ حملة اللوبي التي يقوم بها لإسكات وخرس أي جدال أو مناقشات حول إسرائيل هي أحد الأوجه المريضة والعليلة للديمقراطيّة. كما أنّ إسكات وخرس أي ناقد لإسرائيل عن طريق إدراجه علي القوائم السوداء أو على قوائم المقاطعة، أو بتصنيف النقد علي أنّه معاداة للسّاميّة، كل هذا يهدم ويقوّض مبادئ الديمقراطيّة والتي تحض علي مناقشة أي نقد علي نطاق واسع. إنّ فشل الكونجرس في الولايات المتحدة وعدم قدرته علي طرح مناقشات صادقة في مثل تلك القضايا والموضوعات الحيويّة، يصيب عمليّات تداول الديمقراطيّة ونشرها بالشلل. ولمساندي ومؤيّدي إسرائيل الحريّة الكاملة في رفع قضاياهم والدفاع عنها، كما أنّ لهم حريّة الاعتراض علي أولئك الذّين يختلفون معهم. ولكنّ ممارسة عمليّات الخنق والإسكات لمثل تلك المناقشات والقضايا عن طريق التخويف والترهيب يجب أن يقوم بإدانتها بشدّة وشجبها جميع هؤلاء الذين يؤمنون بحريّة الكلمة والتعبير مع فتح المناقشات والمناظرات أمام جماهير أفراد الشعب في القضايا والموضوعات الهامّة .
وأخيرا , فإنّ تأثير اللوبي كان ضاراً بإسرائيل. فلقد كان لقدرته علي إقناع واشنطن بدعم جدول أعمال إسرائيل فيما يتعلّق بالتوسٌع في إحتلال الأراضي قد أدّى إلى تثبيط عزيمة إسرائيل من إنتهاز تلك الفرص السّانحة - مثل تلك الخاصّة بعقد معاهدة صلح مع سوريا مع كامل التطبيق لجميع بنود إتفاقيات أوسلو - والذي كان سيجنّبها مزيداً من زهق الأرواح الإسرائيليّة علاوة علي تقليص التطرف لدى الفلسطينيين. وبالتأكيد، فإنّ إصرار إسرائيل علي إنكار الحقوق السياسيّة الشرعيّة للفلسطينيين لم يجعل إسرائيل أكثر أمناً، كما كانت تلك الحملة المستمرّة الَضّارية والتي قامت بها ومازالت تقوم بها إسرائيل بتصفية وقتل جيل كامل من الزعماء الفلسطينيين أو عزلهم وتهميش أدوارهم هي السبب الرئيسي في ظهور وتمكين جماعات متشدّدة مثل منظّمة حماس، علاوة علي تقليص عدد الزعماء الفلسطينيين المعتدلين والذّين كانوا علي استعداد لتقبٌل تسويّة مناسبة والذين كانت لديهم القدرة علي تفعيل تلك التسويات. ولقد ألقت تلك المسيرة بظلالها الكريهة ونذير الشؤم علي إسرائيل من أن تتبوأ يوما مّا مقعد المنبوذين وذلك عندما يتم إدراج إسمها كدولة عنصريّة مثل جنوب أفريقيا. ومن سخرية القدر، فإنّ إسرائيل نفسها كان يمكن أن تكون أفضل حالاً إذا ما كان اللوبي أضعف قوّة ممّا هو عليه الآن وإذا ما كانت سياسة الولايات المتّحدة الأمريكيّة أكثر اعتدالاً .
ولكنّ مازال هناك شعاع رقيق من الأمل في وجود حل، وذلك حتّي في استمرار وجود اللوبي القوي، والذي لا يمكن إغفال آثاره الجانبيّة بأي حال. فقد تستطيع الدول القويّة الإقدام علي خرق السياسات لبعض الوقت فقط، ولكنّها لا تستطيع ذلك للأبد. وكل ما يحتاجه الأمر لحل تلك المعضلة، هو مناقشة تأثير اللوبي بصراحة مع فتح مناقشات أوسع حول مصالح الولايات المتّحدة في منطقة الشرق الأوسط. وبالطبع ستكون إسرائيل هي إحدى تلك الإهتمامات، ولكن ليس في استمرارها في إحتلال الضفّة الغربيّة ولا في برنامجها في التوسٌع إقليمياً. فتح النقاش سيوضّح، حدود دعم الولايات المتّحدة - أحادي الجانب - للقضيّة الإستراتيجيّة والأخلاقيّة بالنسبة لإسرائيل وخصومها، كما أنّه قد يعدّل من موقف الولايات المتّحدة بحيث يكون أكثر ثباتاً مع تحقيق المصالح والاهتمامات الوطنيّة، لتتماشى مع مصالح واهتمامات الدول الأخرى في المنطقة، وكذلك مع مصالح واهتمامات إسرائيل بعيدة المدى .
__________
المراجع
203 Quoted in Alan Sipress, “Israel Emphasizes Iranian Threat,” Washington Post, February 7, 2002. This article, which was written as Sharon was arriving in Washington, makes clear that Tel Aviv was “redoubling its efforts to warn the Bush administration that Iran poses a greater threat than the Iraqi regime of Saddam Hussein” Also see Seymour Hersh, “The Iran Game,” New Yorker, Vol. 77, issue 38 (December 3, 2001), pp.
42‐49; Peter Hirschberg, “Background/Peres Raises Iranian Threat,” Ha’aretz, February 5, 2002; David Hirst, “Israel Thrusts Iran in Line of US Fire,” Guardian, February 2, 2002; “Israel Once Again Sees Iran as A Cause for Concern,” Ha’aretz, May 7, 2001.
204 Stephen Farrell, Robert Thomson, and Danielle Haas, “Attack Iran the Day Iraq War Ends, Demands Israel,” The Times (London), September 5, 2002; Stephen Farrell and Robert Thomson, “The Times Interview with Ariel Sharon,” in ibid.
205 “Ambassador to U.S. Calls for ‘Regime Change’ in Iran, Syria,” Ha’aretz, April 28, 2003. Ten days later the New York Times reported that the Washington was growing increasingly concerned about Iran’s nuclear ambitins, and that there is “a lot of hammering from the Israelis for us to take this position seriously.” Steven R. Weisman, “New U.S. Concerns on Iran’s Pursuit of Nuclear Arms,” New York Times, May 8, 2003. Shimon Peres then published an op‐ed in the Wall Street Journal on June 25 entitled, “We Must Unite to Prevent an Ayatollah Nuke.” His description of the Iranian threat sounded just like his earlier description of the threat from Saddam, even including a ritual reference to the lessons of appeasement in the 1930s. Iran, he emphasized, must be told in no uncertain terms that the United States and Israel will not tolerate it going nuclear.
206 In late May 2003, Inter Press Service reported that, “The neo‐cons’ efforts to now focus US attention on ‘regime change’ in Iran has become much more intense since early May and already has borne substantial fruit.” Jim Lobe, “U.S. Neo‐Cons Move Quickly on Iran,” Inter Press Service, May 28, 2003. In early June, the Forward reported that, “Neoconservatives inside and outside the administration have been urging an active effort to promote regime change in Tehran. Reports of possible covert actions have surfaced in recent weeks.” Marc Perelman, “Pentagon Team on Iran Comes under Fire,” Forward, June 6, 2003. Also see idem, “White House Is Aiming to Raise Iranian Nukes at U.N. Security Council,” Forward, May 9, 2003; Idem, “New Front Sets Sights on Toppling Iran Regime,” Forward, May 16, 2003. Finally, the Lobby has established close relations with Reza Pahlavi, the son of the late Shah of Iran. He is even reported to have had meetings with Netanyahu and Sharon. This relationship is similar to the Lobby’s relationship with Ahmed Chalabi. Specifically, pro‐Israel forces promote Pahlavi, and in return, he makes clear that if he comes to power in Iran, it will have good relations with Israel. Connie Bruck, “Exiles: How Iran’s Expatriates Are Gaming the Nuclear Threat,” New Yorker, Vol. 82, issue 2 (March 6, 2006), pp. 48‐ 63; Perelman, “New Front.”
207 The flyer advertising the conference, which was entitled “The Future of Iran: Mullahcracy, Democracy and the War on Terror,” can be found at a number of sites on the web. Also see Green, “Neocons Dream of Lebanon”; Lobe, “U.S. Neo‐Cons Move Quickly.”
208 William Kristol, “The End of the Beginning,” Weekly Standard, February 12, 2003. Others writing articles at the time include Daniel Pipes and Patrick Clawson, who wrote a piece on May 20 for the Jerusalem Post entitled “Turn up the Pressure on Iran.” They called for the Bush Administration to support the Mujahedeen‐e‐Khalq, a terrorist organization based in Iraq that was bent on overthrowing the ayatollahs running Iran. Lawrence Kaplan argued in the New Republic (“Iranamok”) on June 9 that the US needed to get tougher with Iran over its nuclear programs, which he feared were further along than most American policymakers recognized. Michael Ledeen, one of the leading hawks on Iran, wrote in the National Review Online (“The Others”) on April 4: “There is no more time for diplomatic ‘solutions.’ We will have to deal with the terror masters, here and now. Iran, at least, offers us the possibility of a memorable victory, because the Iranian people openly loath the regime, and will enthusiastically combat it, if only the United States supports them in their just struggle.”
209 For evidence of the Lobby’s intensified efforts to get the Bush Administration to deal with the Iranian nuclear problem, see Stewart Ain, “Israel Urging U.S. to Stop Iran Nukes,” Jewish Week, October 7, 2005; Efraim Inbar, “The Imperatives to Use Force against Iranian Nuclearization,” BESA Center [Bar‐Ilan University, Israel] Perspectives, Number 12, December 1, 2005; Martin S. Indyk, “Iran’s Bluster Isn’t A Bluff,” Los Angeles Times, November 1, 2005; Ron Kampeas, “With Time Short on Iran Nukes, AIPAC Criticizes Bush Approach,” JTA, December 2, 2005; Charles Krauthammer, “In Iran, Arming for Armageddon,” Washington Post, December 16, 2005; Dafna Linzer, “Pro‐Israel Group Criticizes White House Policy on Iran,” Washington Post, December 25, 2005; Ori Nir, “New Sanction Bill Loses Momentum as Administration Presses Diplomacy,” Forward, June 10, 2005; Idem, “Jewish Groups Push for Iran Sanctions,” Forward, September 23, 2005; Idem, “Israeli Aides Warn U.S. Not to Drop Ball on Iran,” Forward, December 9, 2005; Michael Rubin et al., “War Footing: 10 Steps America Must Take to Prevail in the War for the Free World,” American Enterprise Institute, November 30, 2005; Rowan Scarborough, “Israel Pushes U.S. on Iran Nuke Solution,” Washington Times, February 21, 2005.
210 Some neoconservatives even welcome this outcome. For example, Robert Kagan and William Kristol wrote in the aftermath of 9/11 that, “Afghanistan will prove but an opening battle …. this war will not end in Afghanistan. It is going to spread and engulf a number of countries in conflicts of varying intensity. It could well require the use of American military power in multiple places simultaneously. It is going to resemble the clash of civilizations that everyone has hoped to avoid.” “The Gathering Storm,” Weekly Standard, October 29, 2002. Also see Eliot A. Cohen, “World War IV,” Wall Street Journal, November 20, 2001; Phil McCombs, “The Fire This Time,” Washington Post, April 13, 2003; Norman Podhoretz, “How to Win World War IV,” Commentary, February 2002; Idem, “World War IV: How It Started, What It Means, and Why We Have to Win,”
Commentary, September 2004; Brian Whitaker, “Playing Skittles with Saddam,” Guardian, September 3, 2002.
211 Ron Kampeas, “After Restructuring, AIPAC Plans to Focus on Wider Range of Issues,” JTA, September 26, 2005.
42‐49; Peter Hirschberg, “Background/Peres Raises Iranian Threat,” Ha’aretz, February 5, 2002; David Hirst, “Israel Thrusts Iran in Line of US Fire,” Guardian, February 2, 2002; “Israel Once Again Sees Iran as A Cause for Concern,” Ha’aretz, May 7, 2001.
204 Stephen Farrell, Robert Thomson, and Danielle Haas, “Attack Iran the Day Iraq War Ends, Demands Israel,” The Times (London), September 5, 2002; Stephen Farrell and Robert Thomson, “The Times Interview with Ariel Sharon,” in ibid.
205 “Ambassador to U.S. Calls for ‘Regime Change’ in Iran, Syria,” Ha’aretz, April 28, 2003. Ten days later the New York Times reported that the Washington was growing increasingly concerned about Iran’s nuclear ambitins, and that there is “a lot of hammering from the Israelis for us to take this position seriously.” Steven R. Weisman, “New U.S. Concerns on Iran’s Pursuit of Nuclear Arms,” New York Times, May 8, 2003. Shimon Peres then published an op‐ed in the Wall Street Journal on June 25 entitled, “We Must Unite to Prevent an Ayatollah Nuke.” His description of the Iranian threat sounded just like his earlier description of the threat from Saddam, even including a ritual reference to the lessons of appeasement in the 1930s. Iran, he emphasized, must be told in no uncertain terms that the United States and Israel will not tolerate it going nuclear.
206 In late May 2003, Inter Press Service reported that, “The neo‐cons’ efforts to now focus US attention on ‘regime change’ in Iran has become much more intense since early May and already has borne substantial fruit.” Jim Lobe, “U.S. Neo‐Cons Move Quickly on Iran,” Inter Press Service, May 28, 2003. In early June, the Forward reported that, “Neoconservatives inside and outside the administration have been urging an active effort to promote regime change in Tehran. Reports of possible covert actions have surfaced in recent weeks.” Marc Perelman, “Pentagon Team on Iran Comes under Fire,” Forward, June 6, 2003. Also see idem, “White House Is Aiming to Raise Iranian Nukes at U.N. Security Council,” Forward, May 9, 2003; Idem, “New Front Sets Sights on Toppling Iran Regime,” Forward, May 16, 2003. Finally, the Lobby has established close relations with Reza Pahlavi, the son of the late Shah of Iran. He is even reported to have had meetings with Netanyahu and Sharon. This relationship is similar to the Lobby’s relationship with Ahmed Chalabi. Specifically, pro‐Israel forces promote Pahlavi, and in return, he makes clear that if he comes to power in Iran, it will have good relations with Israel. Connie Bruck, “Exiles: How Iran’s Expatriates Are Gaming the Nuclear Threat,” New Yorker, Vol. 82, issue 2 (March 6, 2006), pp. 48‐ 63; Perelman, “New Front.”
207 The flyer advertising the conference, which was entitled “The Future of Iran: Mullahcracy, Democracy and the War on Terror,” can be found at a number of sites on the web. Also see Green, “Neocons Dream of Lebanon”; Lobe, “U.S. Neo‐Cons Move Quickly.”
208 William Kristol, “The End of the Beginning,” Weekly Standard, February 12, 2003. Others writing articles at the time include Daniel Pipes and Patrick Clawson, who wrote a piece on May 20 for the Jerusalem Post entitled “Turn up the Pressure on Iran.” They called for the Bush Administration to support the Mujahedeen‐e‐Khalq, a terrorist organization based in Iraq that was bent on overthrowing the ayatollahs running Iran. Lawrence Kaplan argued in the New Republic (“Iranamok”) on June 9 that the US needed to get tougher with Iran over its nuclear programs, which he feared were further along than most American policymakers recognized. Michael Ledeen, one of the leading hawks on Iran, wrote in the National Review Online (“The Others”) on April 4: “There is no more time for diplomatic ‘solutions.’ We will have to deal with the terror masters, here and now. Iran, at least, offers us the possibility of a memorable victory, because the Iranian people openly loath the regime, and will enthusiastically combat it, if only the United States supports them in their just struggle.”
209 For evidence of the Lobby’s intensified efforts to get the Bush Administration to deal with the Iranian nuclear problem, see Stewart Ain, “Israel Urging U.S. to Stop Iran Nukes,” Jewish Week, October 7, 2005; Efraim Inbar, “The Imperatives to Use Force against Iranian Nuclearization,” BESA Center [Bar‐Ilan University, Israel] Perspectives, Number 12, December 1, 2005; Martin S. Indyk, “Iran’s Bluster Isn’t A Bluff,” Los Angeles Times, November 1, 2005; Ron Kampeas, “With Time Short on Iran Nukes, AIPAC Criticizes Bush Approach,” JTA, December 2, 2005; Charles Krauthammer, “In Iran, Arming for Armageddon,” Washington Post, December 16, 2005; Dafna Linzer, “Pro‐Israel Group Criticizes White House Policy on Iran,” Washington Post, December 25, 2005; Ori Nir, “New Sanction Bill Loses Momentum as Administration Presses Diplomacy,” Forward, June 10, 2005; Idem, “Jewish Groups Push for Iran Sanctions,” Forward, September 23, 2005; Idem, “Israeli Aides Warn U.S. Not to Drop Ball on Iran,” Forward, December 9, 2005; Michael Rubin et al., “War Footing: 10 Steps America Must Take to Prevail in the War for the Free World,” American Enterprise Institute, November 30, 2005; Rowan Scarborough, “Israel Pushes U.S. on Iran Nuke Solution,” Washington Times, February 21, 2005.
210 Some neoconservatives even welcome this outcome. For example, Robert Kagan and William Kristol wrote in the aftermath of 9/11 that, “Afghanistan will prove but an opening battle …. this war will not end in Afghanistan. It is going to spread and engulf a number of countries in conflicts of varying intensity. It could well require the use of American military power in multiple places simultaneously. It is going to resemble the clash of civilizations that everyone has hoped to avoid.” “The Gathering Storm,” Weekly Standard, October 29, 2002. Also see Eliot A. Cohen, “World War IV,” Wall Street Journal, November 20, 2001; Phil McCombs, “The Fire This Time,” Washington Post, April 13, 2003; Norman Podhoretz, “How to Win World War IV,” Commentary, February 2002; Idem, “World War IV: How It Started, What It Means, and Why We Have to Win,”
Commentary, September 2004; Brian Whitaker, “Playing Skittles with Saddam,” Guardian, September 3, 2002.
211 Ron Kampeas, “After Restructuring, AIPAC Plans to Focus on Wider Range of Issues,” JTA, September 26, 2005.