عاصفة الصحراء وتحرير الكويت......!!

إنضم
31 ديسمبر 2007
المشاركات
394
التفاعل
20 0 0
240303_1.jpg



حرب الخليج الثانية و تسمى أيضا بحرب تحرير الكويت وعملية عاصفة الصحراء وسميت من قبل الحكومة العراقية بأسم أم المعارك ، هي الحرب التي وقعت بين العراق وائتلاف دولي من 30 دولة بقيادة الولايات المتحدة وبتشريع من الأمم المتحدة.

بدأ الصراع بعد اجتياح الجيش العراقي لدولة الكويت في 2 أغسطس 1990 م وانتهت في فبراير 1991 م. تألفت الحرب من جزئين رئيسيين وهما حملة القصف الجوية على أهداف داخل العراق والتوغل الأرضي لقوات التحالف داخل الأراضي العراقية، امتدت الحرب على مساحة جغرافية شملت أراضي العراق والكويت والسعودية وتم فيها إطلاق صواريخ أرض أرض (سكود) عراقية بعيدة المدى على أهداف داخل إسرائيل والسعودية.

أسباب الصراع وجذوره


قبل الحرب العالمية الأولى تم التوقيع على اتفاقية قصيرة الأمد بين البريطانيين وسلطان العثمانيين، محمد الرابع وسميت هذه المعاهدة بالمعاهدة الأنكليزية العثمانية لعام 1913 م والتي ألغيت بعد سنة واحدة عند قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914 م. نصت هذه المعاهدة التى تركت آثارا على الساحة السياسية إلى يومنا هذا بأن تكون الكويت قضاءا تابعا لولاية البصرة التي كانت أحد الولايات العثمانية آنذاك وكانت منطقة الكويت انذاك منطقة صحراوية يصل نصف قطرها إلى 103 كم وتتكون بالإضافة إلى مدينة الكويت من جزر وربة وبوبيان ومسكان وفيلكا وكبر ومنح للشيخ مبارك صلاحيات بجمع الضرائب من القبائل الساكنة في هذه المنطقة لتسليمها إلى السلطات العثمانية. لكن هذا الترتيب -كما ذكر- لم يدم طويلا فبعد عام واحد ونتيجة لاندلاع الحرب العالمية الأولى ووقوف العثمانيين والأنكليز في موقع الأعداء تم إلغاء هذه المعاهدة وأعلنت المملكة المتحدة من جانب واحد قيام "دولة" الكويت تحت "الحماية البريطانية".

في القرن السابع عشر كانت ما تعرف حاليا بالكويت مسكونة من قبل مجموعة من القبائل التي كانت تتاجر عن طريق البحر مع الهند وكان معظم سكانها يعتمدون على التجارة باللؤلؤ ولكن بعد نشوء حقول اللؤلؤ في اليابان في الثلاثينيات تعرض سكان المنطقة إلى كساد اقتصادي ولكن في عام 1953 كان الكويت من أكبر المنتجين للنفط في منطقة الخليج العربي وأصبحت الكويت الأولى من دول الخليج لتعلن استقلالها في 19 يونيو 1961 م ولكن العراق لم يعترف بهذا الاستقلال.

في عام 1935 م اعتبر الملك العراقي غازي بن فيصل بن الحسين الكويت جزءا من العراق وقام بفتح إذاعة خاصة به في قصره الملكي قصر الزهور و خصصه لبث حملته لضم الكويت إلى العراق وكادت الجيوش العراقية تجتاح الكويت لولا وفاة الملك غازي في حادث سيارة عام 1939 عندما كان يقود سيارته التي اصطدمت باحد الأعمدة الكهربائية. في عام 1961 و بعد إعلان الكويت لاستقلالها صرح الزعيم العراقي آنذاك عبد الكريم قاسم ومن على شاشة التلفاز أن "الكويت جزء لايتجزأ من العراق".

أثناء الحرب العراقية-الأيرانية دعمت الكويت والسعودية العراق اقتصاديا بسبب ما وصفه البعض من مخاوف هاتين الدولتين من انتشار الثورة الأسلامية بسبب وجود أقلية شيعية في هاتين الدولتين. وصلت حجم المساعدات الكويتية للعراق اثناء الحرب العراقية-الأيرانية إلى ما يقارب 14 مليار دولار، كان العراق يأمل بدفع هذه الديون عن طريق رفع أسعار النفط بواسطة تقليل نسبة إنتاج منظمة اوبك للنفط ولكن الكويت العضوة في منظمة أوبك قامت برفع نسبة إنتاجها من النفط بدلا من خفضه وهو ما كان يطمح إليه العراق المثقل بالديون بعد الحرب العراقية الأيرانية. يعتقد بعض المحللين السياسيين أن إجراء الكويت هذا كانت كورقة ضغط على الحكومة العراقية لحل المشاكل الحدودية العالقة منذ عقود.

بدأ العراق بتوجيه اتهامات للكويت مفادها أن الكويت قام بأعمال تنقيب غير مرخصة عن النفط في الجانب العراقي من حقل الرميلة النفطي ويطلق عليه في الكويت حق الرتقة وهو حقل مشترك بين الكويت والعراق وصرح الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين أن الحرب العراقية الأيرانية التي استمرت 8 سنوات كانت بمثابة دفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي حسب تعبيره وأن على الكويت والسعودية التفاوض على الديون أو إلغاء جميع ديونها على العراق.

إحدى نتائج الحرب العراقيةالأيرانية كان تدمير موانئ العراق على الخليج العربي مما شل حركة التصدير العراقي للنفط من هذه الموانئ وكانت القيادة العراقية تأخذ في حساباتها المستقبلية احتمالية نشوب الصراع مع ايران مرة اخرى ولكنها كانت تحتاج إلى مساحة اكبر من السواحل المطلة على الخليج العربي فكانت الكويت احسن فرصة لتحقيق هذا التفوق الإستراتيجي.

حاولت القيادة العراقية إضافة لمسات قومية لهذا الصراع فقامت بطرح فكرة أن الكويت كانت جزءا من العراق وتم اقتطاع هذا الجزء من قبل الإمبريالية الغربية حسب تعبيرها وتم أيضا استغلال تزامن هذا الصراع مع أحداث ما سمي بانتفاضة فلسطينية أولى حيث كان معظم حكام الدول العربية ومن ضمنهم الكويت والسعودية على علاقات جيدة مع الغرب ووصفتهم القيادة العراقية بصفة "عملاء للغرب" وحاولت القيادة العراقية طرح فكرة أنها الدولة العربية الوحيدة التي تقارع الولايات المتحدة الأمريكية و اسرائيل


العلاقات العراقية الأمريكية قبل حرب الخليج الثانية:


كانت العلاقات العراقية-الأمريكية علاقات باردة حيث كان للعراق علاقات قوية مع الاتحاد السوفيتي حيث وقع معاهدة الصداقة مع السوفيت في 9 نيسان 1972. وكانت للولايات المتحدة تحفظات على العراق بسبب موقف العراق من اسرائيل ودعم العراق لمجموعة ابو نضال الفلسطينية و التي كانت تعرف بفتح-المجلس الثوري أو منظمة أبو نضال. والتي كانت على قائمة الخارجية الأمريكية للمجموعات الأرهابية

بعد اندلاع الحرب العراقية-الأيرانية التزمت الولايات المتحدة الأمريكية موقفا حياديا في بداية الحرب الا ان هذا الموقف تغير في عام 1982 مع احراز ايران لانتصارات عسكرية واسترجاعها لجميع الأراضى التي توغل بها الجيش العراقي في بداية الحرب العراقية-الأيرانية. كان العقبة الوحيدة في طريق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين بغداد و واشنطن هو ابو نضال و مجموعته فتح - المجلس الثوري أو منظمة أبو نضال وسرعان ما غادرت المجموعةالعراق إلى سوريا ارسلت الولايات المتحدة الأمريكية مبعوثها دونالد رامسفيلد إلى بغداد وبدأت صفحة جديدة من العلاقات.


كانت للولايات المتحدة الأمريكية مخاوف من فكرة "تصدير الثورة الأسلامية" فقام مبعوث البيت الأبيض، دونالد رامسفيلد بلقاء الرئيس العراقي صدام حسين مرتين في 19 ديسمبر 1983 و 24 مارس 1984 ومن الجدير بالذكر ان 24 مارس 1984 موعد اللقاء الثاني بين رامسفيلد و صدام حسين هو نفس اليوم الذي اصدرت فيه الأمم المتحدة بيانا يشجب فيه استعمال العراق للاسلحة الكيمياوية في الحرب وقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتزويد معلومات استخبارية عسكرية و خرائط جوية للعراق و في نفس الوقت كانت تقوم بتسليح ايران بصورة غير مباشرة عن طريق صفقة الأسلحة المعروفة بتسمية فضيحة ايران-كونترا وقد اظهرت تقارير من المخابرات الأمريكية تم رفع السرية عنها مؤخرا ان الولايات المتحدة كانت في مصلحتها اطالة امد الحرب و الحيلولة دون احراز ايران على نصر عسكري في الحرب.

استعملت الأدارة الأمريكية الفرع الأمريكي لأكبر البنوك الأيطالية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي كانت مقرها مدينة اتلانتا عاصمة ولاية جورجيا لتحويل مبالغ قدرها 5 مليار دولار إلى العراق من عام 1985 إلى 1989. ساهمت الولايات المتحدة ببناء الترسانة العراقية من الأسلحة الكيمياوية عن طريق تزويدها العراق بمواد "ذو استخدام مزدوج" مثل عينات ضخمة من الأنثراكس و الكلوستريدا و الهستوبلازما وهي جميعها جراثيم خطيرة جدا.وكانت هذه المبالغ تصرف من ميزانية وزارة الزراعة الأمريكية بنسبة قدرها 400 مليون دولار في السنة بدءا من عام 1983 ثم ازدادت إلى مليار دولار في السنة من1988 إلى 1989 وكانت اخر دفعة في عام 1990 و كانت تفدر بمبلغ 500 مليون دولار. بقيت العلاقات العراقية-الأمريكية جيدة إلى اليوم الذي اجتاح فيه الجيش العراقي الكويت.

في يوليو 1990 كانت الجيوش العراقية قد بدأت تحشدها على الحدود العراقية الكويتية وفي 25 يوليو 1990 التقى صدام حسين بالسفيرة الأميركية ببغداد أبريل غلاسبي والتي قالت بأن بلادها لن تتدخل في الخلاف الكويتي العراقي و الذي يرجح البعض ان صدام حسين اعتبره بمثابة "ضوء اخضر". من الجدير بالذكر ان جريدة The Washington Post الأمريكية نشرت في وقت لاحق خبرا مفاده ان وزير الخارجية الكويتية قد اغمي عليه في القمة العربية التي عقدت في السعودية والتي انتهت في 1 أغسطس بدون نتائج تذكر عندما واجهه ممثل العراق وزير الخارجية الكويتي بوثيقة سرية زعم ان المخابرات العراقية حصلت عليها، هذه الوثيقة التي اصرت الكويت و وكالة المخابرات الأمريكية بانها مزورة كانت تنص على ما معناه "انه تم عقد لقاء بين رئيس المخابرات الكويتية فهد احمد الفهد و رئيس وكالة المخابرات الأمريكية وليام ويبستر في نوفمبر 1989 وتم التداول في كيفية زعزعة الأقتصاد العراقي لممارسة الضغط على العراق لحل المشاكل الحدودية العالقة بين البلدين

اجتياح الكويت


في مطلع فجر 2 اغسطس 1990 دخل الجيش العراقي الكويت وتوغلت المدرعات و الدبابات العراقية في العمق الكويتي و قامت بالسيطرة على مراكز رئيسية في شتى انحاء الكويت ومن ضمنها البلاط الأميري. تم اكتساح الجيش الكويتي بسهولة وبدون مقاومة تذكر الا ان معارك عنيفة وقعت بالقرب من قصر امير الكويت و كانت هذه المناوشات كفيلة بأكتساب الوقت الكافي لأمير الكويت من اللجوء إلى السعودية.

بدأت عمليات سلب و نهب واسعة النطاق من قبل القوات العراقية شملت جميع مرافق الكويت من ابسط المواد الغذائية على رفوف الأسواق إلى اجهزة طبية متطورة وبدأت حملة منظمة لنقل ماتم الأستحواذ عليه إلى العراق. قام الجيش العراقي بالسيطرة على الأذاعة و التلفزيون الكويتي وتم اعتقال الالاف من المدنيين الكويتيين بالاضافة إلى اعداد كبيرة من الأجانب الذين كانوا موجودين في الكويت في ذلك الوقت والذين تم استعمالهم كرهائن لاحقا. قامت السلطات العراقية و لأغراض دعائية بنصب حكومة صورية برئاسة علاء حسن علي من 4 اغسطس 1990 إلى 8 اغسطس 1990 اي لمدة اربعة ايام وكان علاء حسن علي يحمل الجنسيتين العراقية و الكويتية حيث نشأ في الكويت وتخرج من جامعات بغداد وانتمى إلى حزب البعث في ايام الدراسة واصبح ضابطا في الجيش الكويتي. في 8 اغسطس 1990 تم ضم الكويت للعراق ولم يسمع اي خبر عن علاء حسن علي حتى عام 1998 حيث عرف انه غادر العراق إلى تركيا تحت اسم مزيف واستقر في النرويج علما ان المحاكم الكويتية اصدرت بحقه حكما بالاعدام في عام 1993.

كان النسخة العراقية من الأحداث و التي حاولت قنوات الأعلام العراقي بنشره هو ان انقلابا عسكريا حصل في الكويت بقيادة الضابط الكويتي علاء حسن علي الذي طلب الدعم من العراق للاطاحة بامير الكويت ولكن هذا التحليل لم يلاق قبولا من الراي العام العالمي.

موقف الدول العربية من الحرب


تباينت دول الجامعة العربية بموقفها من الحرب، الاردن اعلن رسميا تايده للعراق واعتبر الحرب عدوانا على الامة العربية كما ورد في البيان الاردني،ومثلها فعلت منظمة التحرير الفلسطينية واليمن والسودان وليبيا ، وتحفظت كل من الجزائر وتونس ، وايدت الحرب ك ل من دول الخليج ومصر وسوريا والمغرب.امين الجامعة العربية الشاذلي القليبي اعلن استقالته ساعة بدئ الحشد للحرب على العراق

الوسائل الدبلوماسية


بعد ساعات من الأجتياح العراقي للكويت طالبت الكويت و الولايات المتحدة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن وتم تمريرالقرار 660 والتي شجبت فيها الأجتياح وطالبت بانسحاب العراق من الكويت. في 3 اغسطس عقدت الجامعة العربية اجتماعا طارئا وقامت بنفس الأجراء وفي 6 اغسطس اصدر مجلس الأمن قرارا بفرض عقوبات اقتصادية على العراق. بعد اجتياح الكويت بدأت السعودية من ابداء مخاوف عن احتمالية حدوث اجتياح لاراضيها و هذه الأحتمالية لعبت دورا كبيرا في تسارع الأجراءات و التحالفات لحماية حقول النفط السعودية التي ان سيطرت العراق عليها كانت ستؤدي إلى عواقب لم يكن في مقدرة الغرب تحملها. كان حجم الديون السعودية للعراق اثناء حرب الخليج الأولى تفوق حجم الديون الكويتية اذ كانت تقدر بحوالي 26 مليار دولار ومما زاد حجم تلك المخاوف هو الحملة الأعلامية التي قام العراق بشنها على السعودية حيث وصفت ملك السعودية بصفة "خائن الحرمين الشريفين" وقام الرئيس العراقي بأضافة كلمة الله اكبر على العلم العراقي في محاولة منه لأضفاء طابع ديني على الحملة و محاولة منه لكسب الأخوان المسلمين و المعارضين السعوديين وزاد حجم هذا الطابع الديني في الحملة الدعائية على السعودية عندما بدأت القوات الأجنبية تتدفق على السعودية.

في بداية الأمر صرح الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب بان الهدف من الحملة هو منع القوات العراقية من اجتياح الأراضي السعودية وسمى الحملة بتسمية عملية درع الصحراء و بدأت القوات الأمريكية بالتدفق إلى السعودية في 7 اغسطس 1990 في نفس اليوم الذي اعلن العراق فيه ضمه للكويت و اعتباره "المحافظة التاسعة عشر" . وصل حجم التحشدات العسكرية في السعودية إلى 500،000 جندي .

في خضم هذه التحشدات العسكرية صدرت سلسلة من قرارات لمجلس الأمن و الجامعة العربية و كانت اهمها القرار رقم 678 من مجلس الأمن والتي اصدرت في 29 نوفمبر 1990 والتي اعطت فيه 15 يناير 1991 موعدا نهائيا للعراق لسحب قواتها من الكويت والا فان قوات الائتلاف سوف "تستعمل كل الوسائل الضرورية لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 660.

قام وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر بجمع 34 دولة في ائتلاف ضد العراق وكان 74% من العدد الأجمالي للجنود التي تم حشدهم هم جنود امريكيون ووصل العدد الأجمالي لجنود قوات الائتلاف إلى 660،000 . قامت الولايات المتحدة بعدد من الأجرائات لاستمالة الراي العام في الشارع الأمريكي إلى القبول بفكرة التدخل الأمريكي في مسالة الكويت حيث برزت اصوات معارضة للتدخل في الشارع الأمريكي و احد هذه الأجراءات كانت انشاء منظمة مواطنون للكويت الحرة والتي تم تمويلها باموال كويتية حيث قامت بحملات اعلامية لكسب ود الشارع الأمريكي و العالمي واحد الحملات الدعائية المثيرة للجدل التي قامت بها هذه المنظمة كانت اظهار سيدة على شاشة التلفزيون تصف كيف ان بعض الجنود العراقيين قاموا باخراج الأطفال المرضى من حاضناتهم في احد المستشفيات والقوا بهم على الأرض ليموتوا. بعد سنة واحدة من عرض هذا الشريط تم اكتشاف ان هذه السيدة كانت من افراد العائلة الحاكمة في الكويت وكانت تعيش في باريس اثناء الأجتياح العراقي للكويت.

بدا العراق محولات اعلامية لربط مسالة اجتياح الكويت بقضايا "الأمة العربية" فاعلن العراق ان اي انسحاب من الكويت يجب ان يصاحبه انسحاب سوري من لبنان وانسحاب اسرائيلي من الضفة الغربية و قطاع غزة و هضبة الجولان وقد لقيت هذه المقترحات العراقية اذان صاغية من الملك حسين بن طلال ملك الأردن و الملك حسن الثاني ملك المغرب و ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية
 
بعد انتهاء حرب الخليج الأولى العام ,1988 بدأت بوادر خلافات بين النظام العراقي والحكومة الكويتية. كانت الذرائع الأساسية للرئيس العراقي الراحل صدام حسين هي خلافات بشأن بعض آبار النفط في المناطق الحدودية، أما بشكل غير مباشر فكان صدام يعيد إحياء أفكار بشأن كون الكويت إحدى المحافظات التاريخية التابعة للعراق. في 2 أغسطس/ آب 1990 اجتاحت القوات العراقية الكويت وأطاحت بالحكم حتى انسحاب الجيش العراقي على يد قوات التحالف في حرب الخليج الثانية.
الأزمة بدأت في 23 سبتمبر/ أيلول ,1989 حينما زار العاصمة العراقية أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، وقلده الرئيس العراقي صدام حسين أعلى وسام عراقي، لم يثيرا موضوع الحدود بينهما، حتى يتجنبا إفساد جو الزيارة. ولكن أحد الوزراء الكويتيين، المرافقين للأمير، أثار نقطة مع نائب رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية سعدون حمادي؛ إذ سأله عمّا إذا كان يرى الفرصة ملائمة لعقد معاهدة عدم اعتداء، بين العراق والكويت، على غرار المعاهدة، العراقية السعودية. وكان رأي الوزير الكويتي، أن عقد مثل هذه المعاهدة، يؤدي إلى اطمئنان الخواطر. وكان تعليق سعدون حمادي، أنه قد يكون من الملائم ترتيب الخطى، فيجب، أولاً، التفاوض في ترسيم الحدود ثم مسألة معاهدة عدم الاعتداء.


ومنذ سبتمبر/ أيلول ,1989 احتدمت الخلافات في موضوع آخر، هو موضوع أسعار النفط، وحصص منظمة ‘’الأوبك’’، وتزايدت درجة الحرارة بين البلدَين. ففي يناير/ كانون الثاني ,1990 زار سعدون الكويت، حيث التقى نظيره الكويتي ثم تبيّن أن مهمة الزائر العراقي، هي طلب قرض، قيمته عشرة مليارات دولار، لتمكين العراق من مواجهة أزمته الاقتصادية بعد الحرب. وتداخلت القضايا، واختلطت قضية المساعدات بقضية الحدود، وقضية أسعار النفط، وتعقدت الأمور. وفي فبراير/ شباط ,1990 زار الشيخ صباح الأحمد الصباح العراق، لمتابعة القضايا المتداخلة. وقد ألمح الزائر الكويتي إلى الديون السابقة، على العراق للكويت. وأشار إلى أن الكويت، قد تستطيع تقديم 500 مليون دولار تضاف إلى الدين القديم، وأنه سيقترح شيئاً من ذلك، عند عودته إلى الكويت. ولدى بحث النقاط الأخرى، وقع سوء تفاهم غريب؛ إذ حسب الطرفان أنهما اتفقا، بينما كان كلٌّ منهما على موقفه، لم يغيّره.

فقد طلب العراق تسهيلات بحْرية مثيلة للتسهيلات، التي حصل عليها أثناء الحرب ضد إيران. وطلب، كذلك، تطبيق معاهدة الدفاع المشترك بين البلدَين. وظن حمادي أن نظيره الكويتي موافق. وطلب الشيخ صباح من سعدون حمادي، تشكيل لجنة لترسيم الحدود، وظن أن نظيره العراقي موافق، كذلك. وصل الرئيس صدام حسين إلى عمّان، في 23 فبراير/ شباط .1990 وكان النزاع بشأن النفط، بين العراق والكويت، الموضوع الرئيسي للنقاش، في اجتماع مجلس التعاون العربي. ولكن اللقاء فشل بسبب التعنت العراقي والمطالبات المبالغ فيها. بعد فشل لقاء عمّان، بين قادة مجلس التعاون العربي، في 24 فبراير/ شباط ,1990 اقترح الملك حسين على الرئيس العراقي، صدام حسين، أن يزور هو نفسه، دول الخليج، في محاولة لعقد اتفاق بين الكويت والمملكة العربية السعودية والعراق، لمعالجة الموقف الاقتصادي العراقي. إلاّ أن الرئيس العراقي، طلب منه الاضطلاع بهذه الزيارة، نيابة عنه. في 26 فبراير/ شباط، جال الملك حسين، في ثلاثة أيام، في عواصم المنطقة، حيث أجرى محادثات مكثفة مع الزعماء الخليجيين، ثم عاد إلى عمّان، في الأول من مارس/ آذار. وفي صباح الثالث من مارس/ آذار، اتصل به الرئيس العراقي، وطلب منه الحضور إلى بغداد لتعرّف آراء الكويتيين والسعوديين. ومن الفور، أرسل صدام حسين طائرة خاصة، نقلت الملك حسين إلى بغداد، حيث التقى الرجلان على مدى أربع ساعات، قدم، خلالها، الملك حسين تقريراً مفصلاً بشأن جولته. وسرعان ما تبين أن المفاوضات، وصلت إلى طريق مسدود، لأن الملك الأردني، لم يتلقَّ أي إشارة إيجابية من زعماء الخليج، في ما يتعلق بأهداف صدام حسين الثلاثة.

.1 تسوية الخلافات الحدودية مع الكويت، ولاسيما حقل الرميلة الغني بالنفط، والواقع في المنطقة المتنازع فيها. .2 الموافقة على إيجاره جزيرتَي وربة وبوبيان، اللتين تؤمّنان له منفذاً إلى الخليج.
.3 تسوية مشكلة الديون المتراكمة على العراق، في الحرب مع إيران. وفي 3 مايو/ أيار ,1990 عاد العراق إلى شكواه المزمنة من الكويت، بسبب إنتاجها الزائد على حصتها في اتفاقات ‘’الأوبك’’. فتقدم وزير الخارجية العراقي طارق عزيز، بشكوى بشأن ارتفاع معدل إنتاج النفط في دول ‘’الأوبك’’، بما يشكل خطراً متصاعداً على العراق منذ أوائل يوليو/ تموز ,1990 بدأت تظهر، علناً، بوادر تفجر الأزمة. وظهر ذلك، بعد استقبال الرئيس العراقي وزير نفط المملكة العربية السعودية، هشام الناظر، في بغداد، في 8 يوليو/ تموز، الذي نقل إليه رسالة شفهية، تخص أسعار النفط وأوضاع السوق النفطية، إضافة إلى العلاقات السعودية ـ العراقية. كما عرض المبعوث السعودي على الرئيس صدام، نتائج زيارته كلاً من الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة.

الغزو العراقي


بدأت العمليات العسكرية العراقية، في منتصف ليلة 1/2 أغسطس/ آب ,1990 بدفْع مفرزتَين متقدمتَين، في تشكيل ما قبل المعركة، من مناطق تمركزهما، جنوبي العراق، في اتجاه الحدود الكويتية الشمالية، بهدف اختراقها، والوصول إلى مشارف مدينة الكويت. المفرزة المتقدمة الأولى، بقوة لواء مدرع من الفرقة 9 المشاة الآلية (توكلنا على الله)، مدعمة بفوج استطلاع. تتقدم على محور: أم قصر ـ الصبية ـ جسر بوبيان، ومهمتهما اختراق الحدود الشمالية للكويت، والوصول إلى منطقة البحرة، شمال خليج الكويت، خلال 3 ساعات، ثم تواصل تقدمها إلى مدينة الكويت. والمفرزة المتقدمة الأخرى، بقوة لواء مدرع من الفرقة 23 المدرعة (حمورابي)، مدعمة بفوج استطلاع. تتقدم على محور: صفوان ـ العبدلي، ومهمتها اختراق الحدود الشمالية للكويت، ثم الوصول إلى منطقة الجهراء، غرب خليج الكويت، في الوقت نفسه الذي تصل فيه المفرزة المتقدمة الأولى إلى البحرة، ثم تواصل تقدمها إلى الوفرة.

وفي الوقت الذي بدأت فيه قوات المفرزتَين المتقدمتَين اختراق الحدود الدولية الكويتية، تحركت قوات النسق الأول (القوة الرئيسية)، من المنطقة الابتدائية للهجوم خلف مفرزتَيها. وفي يوم 2 أغسطس/ آب، بدأت هذه القوات تخترق الحدود الكويتية، من خلال قطاعَي الاختراق، بقوة باقي الفرقتَين، 9 المشاة الآلية، و23 المدرعة. كما دُفعت الكتيبتان 65 و68 المغاوير (الكوماندوز)، مع أربعة ألوية مدفعية، بغرض إسناد أعمال قتال القوة الرئيسية المهاجمة، لسرعة الوصول إلى منطقتَي البحرة والجهراء، في الوقت المحدد.
في الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي تدفقت القوات العراقية عبر الحدود إلى الكويت وسيطرت على مدينة الكويت العاصمة. وتغلبت القوات العراقية سريعا على القوات الكويتية الصغيرة العدد نسبيا. وغادر الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت إلى السعودية.


وأثناء تقدم المفارز المدرعة العراقية، تعرضت لمقاومات، من جانب بعض قوات حرس الحدود الكويتية، وقوات الشرطة، التي كانت تنتشر حول مخافر الحدود المشتركة. فاشتبكت معها، ودمرتها، وتابعت تقدمها، تحت ستر نيران المدفعية والدبابات، وفي أثناء القتال دارت عدة معارك غير متكافئة مثل معركة جال اللياح جال المطلاع شرقي الجهراء جال الأطراف قصر دسمان وبحلول يوم 4 أغسطس/ آب كانت القوات العراقية قد سيطرت على كامل التراب الكويتي.
وفرضت الأمم المتحدة عقوبات اقتصادية على العراق وأصدر مجلس الأمن عددا من القرارات التي تدين بغداد.


وفي نوفمبر/ تشرين الثاني العام 1990 مع فشل المحاولات الدبلوماسية لحل الأزمة ـ وضعت الأمم المتحدة مهلة للعراق للانسحاب من الكويت وفوضت باستخدام ‘’جميع السبل الضرورية’’ لإجبار العراق على تنفيذ القرارات الدولية. وشكل تحالف دولي شاركت فيه عدة دول واحتشد مئات الآلاف من الجنود في منطقة الخليج. ووضعت الولايات المتحدة خطة عسكرية للحرب بقيادة الجنرال نورمان شوارتسكوف قائد أركان القيادة المركزية الأميركية

عاصفة الصحراء


في السابع عشر من يناير/ كانون الثاني العام 1991 شنت طائرات أميركية وبريطانية وأخرى حليفة حملة مكثفة من القصف الجوي والضربات الصاروخية على العراق. وأعلن الرئيس جورج بوش الأب ‘’إننا لن نفشل’’. أما الرئيس العراقي صدام حسين فقال ‘’إن أم المعارك تجري الآن’’. وقد استخدمت في تلك الحرب صواريخ كروز لأول مرة حيث كانت تطلق من سفن حربية أميركية في منطقة الخليج. وكانت الصور التي يلتقطها البنتاجون للصواريخ المنطلقة وهي تتجه نحو أهدافها، تبث في جميع أنحاء العالم. وقد انطلقت الطائرات المقاتلة والقاذفة والمروحيات الأميركية والبريطانية والسعودية لتدمر مئات الأهداف. وتراوحت هذه الأهداف من المقار العسكرية والقواعد الجوية وحتى الجسور والمباني الحكومية والأجهزة الإعلامية ومراكز الاتصالات ومحطات الطاقة. ونفذت طائرات التحالف أكثر من 116 ألف غارة على العراق وألقت عليه ما وزنه 85 ألف طن من القنابل. وكانت نسبة 10% من هذه القنابل مما يعرف بالقنابل الذكية وهي التي توجه نحو أهدافها عن طريق أشعة ليزر موجهة من طائرة ثانية.

صواريخ سكود


في السابع عشر من يناير/ كانون الثاني نفذ العراق أول غارات بصواريخ سكود استهدفت تل أبيب وحيفا في ‘’سرائيل’’ وقد أسقطت صواريخ باتريوت الأميركية صاروخا آخر من نفس النوع أطلقه العراق على القوات الأميركية. وقالت ‘’إسرائيل’’ إنها لن تنجر إلى القيام برد على الصواريخ العراقية واعتمدت بدلا من ذلك على حماية صواريخ باتريوت الأميركية التي نشرت حول ‘’إسرائيل’’ بسرعة. كما بدأت القوات الأميركية حملة محمومة لتعقب منصات إطلاق صورايخ سكود العراقية وتدميرها في كافة أرجاء العراق. وكان أخطر هجمات سكود تلك التي حدثت في الخامس والعشرين من فبراير/ شباط أثناء الحرب البرية حين ضرب صاروخ قاعدة عسكرية أميركية في الظهران بالسعودية وأسفر عن مقتل 28 جنديا أميركيا. كما أطلق العراق 39 صاروخا من هذا النوع على ‘’إسرائيل’’ أسفرت عن بعض الخسائر المادية وقليل من الخسائر في الأرواح.

الخسائر في الأرواح المدنية
ارتفع عدد الخسائر في الأرواح المدنية، التي سماها القادة العسكريون الأميركيون خسائر عرضية، بسبب قيام قوات التحالف بعشرات الآلاف من الطلعات الجوية. وتحدث لاجئون وصلوا إلى الحدود الأردنية من العراق عن قتلى مدنيين وقالوا إن إمدادات الكهرباء والمياه انقطعت عن بغداد. وثار خلاف بشأن مصنع دمرته الطائرات الأميركية وقال العراق إنه مصنع لحليب الأطفال. لكن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة وقتها، الجنرال كولن باول قال إن المصنع الذي دمر كان منشأة لتصنيع الأسلحة البيولوجية. وفي يوم الأربعاء الثالث عشر من فبراير/ شباط قامت أميركية من طراز الشبح قنبلتين موجهتين بأشعة الليزر على ما وصفه الحلفاء بأنه مركز للقيادة والسيطرة في مخبأ تحت الأرض. لكن تبين أن الهدف المقصوف لم يكن سوى ملجأ للمدنيين العراقيين كانوا يحتمون به من الغارات الجوية وقتل في الهجوم 315 شخصا بينهم 130 طفلا. وفي تلك الأثناء استغل صدام حسين أخطاء الحلفاء لتحقيق أكبر المكاسب الدعائية، كما اعتقل مزيدا من المدنيين الكويتيين لاستخدامهم كدروع بشرية في المنشآت العسكرية والصناعية في العراق.

الحرب البرية
في يوم الأحد 24 فبراير/ شباط ,1991 شنت القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها هجوما بريا وجويا وبحريا كبيرا اكتسح القوات العراقية وانزل بها الهزيمة في غضون مئة ساعة. وكانت الحكومة العراقية قد تجاهلت في اليوم السابق إنذارا نهائيا بسحب قواتها من الكويت، كما تم إضرام النيران في كثير من آبار النفط الكويتية. اجتازت القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها حدود الكويت والعراق من محاور عدة منطلقة من الأراضي السعودية، وتوجهت مئات الدبابات شمالا لملاقاة قوات الحرس الجمهوري العراقية. وقامت قوات أخرى بفرض سيطرتها على طريق بصرة-كويت الرئيسية قاطعة بذلك خط الإمدادات عن القطاعات العراقية المتمركزة في الكويت. وفي ذات الوقت، أمرت قطاعات من مشاة البحرية الأميركية بدخول الكويت أيضا. وأعلن العراق في 26 فبراير/ شباط عن سحب قواته من الكويت، ولكنه واصل رفضه لقرارات الأمم المتحدة الصادرة بحقه. وقام الأميركيون وحلفاؤهم بقصف مركز من الجو للطريق العام بين الكويت والحدود العراقية، حيث قتلوا الآلاف من العسكريين العراقيين المنسحبين فيما أصبح يعرف ‘’بطريق الموت’’. ويعتقد أن الجيش العراقي تكبد خسائر تتراوح بين 25 ألف و30 ألف قتيل في الحرب البرية.

اتفاق وقف إطلاق النار
في 27 فبراير/ شباط ,1991 رحب كويتيون فرحون بطلائع القوات الأميركية والمتحالفة معها عند دخولها مدينة الكويت العاصمة. وكانت وحدات من القوات الخاصة أولى القوات الغربية التي دخلت الكويت، وتبعتها قطاعات من مشاة البحرية الأميركية. وقد أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش في الساعة التاسعة من مساء ذلك اليوم إن وقفا لإطلاق النار سيسري اعتبارا من الرابعة صباح اليوم التالي. وكانت القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها قد أسرت أثناء ذلك عشرات الألوف من الجنود العراقيين الذين استسلموا للقوات المهاجمة من دون مقاومة تذكر. ويقدر الأميركيون أن زهاء 000,150 من العسكريين العراقيين كانوا قد فروا من وحداتهم.
أما خسائر الأميركيين وحلفائهم، فلم تتجاوز 48 قتيلا جراء العمليات الحربية و145 آخرين قتلوا جراء ما وصف ‘’بحوادث لا قتالية. ‘’ ومن ناحية أخرى، يقدر الأميركيون وحلفاؤهم أن الجيش العراقي تكبد خسائر تراوحت بين 60 ألفا إلى 200 ألف قتيل. وقد دفن قتلى العراق في مقابر جماعية في الصحراء. وفي الثاني من شهر مارس/ آذار اصدر مجلس الأمن قرارا جديدا حدد شروط وقف إطلاق النار، التي تضمنت وقفا لكل العمليات العسكرية وإلغاء العراق لقراره بضم الكويت، وقيام بغداد بتزويد الأمم المتحدة بمعلومات كاملة عن الأسلحة الكيماوية والجرثومية التي يمتلكها، وإطلاقه سراح كافة الأسرى، واعترافه بالمسؤولية عن الخسائر والأضرار التي نشأت عن احتلاله للكويت. وفي اليوم التالي، 28 مارس/ آذار، قبل القادة العراقيون رسميا شروط وقف إطلاق النار في اجتماع مع القادة العسكريين الأميركيين جرى في خيمة نصبت بالقرب من بلدة صفوان الحدودية. ولم يحضر الرئيس العراقي صدام حسين هذا الاجتماع.

الانتفاضات التي اندلعت منذ العام 1991
فور قبول العراق قرار وقف إطلاق النار، بدأت الانتفاضات تنتشر من المناطق المنشقة في شمال وجنوب البلاد. فقد قام عراقيون في البصرة، والنجف وكربلاء جنوب البلاد بمظاهرات احتجاج ضخمة ضد النظام. كما تمكن الأكراد في الشمال من إقناع القيادة العسكرية المحلية بالمنطقة بتغيير الولاء. وكانت السليمانية أولى المدن الكبرى التي سقطت في أيديهم. وفي غضون أسبوع سيطر الأكراد على مناطق الحكم الذاتي الكردية ومنطقة كركوك الغنية بحقول النفط. وفي منتصف شهر فبراير/ شباط، دعا الرئيس الأميركي جورج بوش الشعب العراقي لأن يأخذ بزمام الأمور في يده. ولكن الآمال بالحصول على دعم أميركي لم تتحقق. وبدلا من ذلك، وصلت طائرات حربية عراقية قامت بقصف مكثف لتلك المناطق. وتقول جماعة ‘’إندايت’’ التي تدعو لمحاكمة القادة العراقيين بتهم ارتكاب جرائم حرب، إن المتمردين قد اعدموا جماعيا، وإن المستشفيات والمدارس والمساجد والأضرحة وطوابير اللاجئين الفارين قد تعرضت للقصف. وتقول الولايات المتحدة، التي تعرضت لانتقادات شديدة لسماحها لصدام حسين باستمرار استخدام قواته الجوية، إن ما بين ثلاثين ألفا وستين ألف عراقي قد لقوا حتفهم. وفي الشمال، فر نحو مليون ونصف المليون كردي عبر الجبال إلى إيران وتركيا. وقد ساهمت الظروف المناخية السيئة والتضاريس الصعبة في زيادة معاناة اللاجئين وخلقت كارثة إنسانية. وقد نظمت الأمم المتحدة عقب ذلك عملية إغاثة ضخمة سمتها توفير المأوى، قامت خلالها بإسقاط الأغذية ومواد الإعاشة الضرورية للاجئين.

الأضرار البيئية للحرب
تسببت حرب الخليج في واحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي شهدها العالم. ففي أثناء القصف الجوي المركز الذي تعرض له العراق على يد القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها، قامت القوات العراقية المتمركزة في الكويت بفتح صنابير آبار النفط الكويتية وسكــب كميــات من النفط الخام تبلغ ثمانية ملايين برميـــل في مياه الخليج.
كما أضرم العراقيون النار في 600 بئر على الأقل، مما نتج عنه سحابة سوداء من الدخان غطت سماء الإمارة. وقد تطلبت عملية إخماد هذه الحرائق جهودا مضنية بذلها متخصصون في هذا المضمار (من أمثال خبير إطفاء الحرائق النفطية الأميركي ريد أدير وغيره) على مدى ستة شهور.
أما ‘’البحيرات الزيتية’’ التي تشكلت في صحراء الإمارة، فقد استغرقت عملية تنظيفها سنوات عدة. إلى ذلك، تأثرت الثروة الحيوانية في الكويت بما فيها الطيور والسلاحف النادرة والجزر المرجانية أيما تأثر بالنفط المتسرب إلى البحر. ويعتقد أطباء كويتيون أن نسب الإصابة بأمراض متعددة كالسرطان وأمراض القلب والأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي قد ارتفعت ارتفاعا ملحوظا بسبب الدخان الكثيف الناتج عن حرائق النفط.
أما في العراق، فقد أثار التلوث الناتج عن استخدام القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها للذخيرة المصنوعة من مادة اليورانيوم الناضب قلقا شديدا.
ويقول العراقيون إن الإشعاع الناتج عن استخدام هذا النوع من الذخائر قد تسبب في ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية تسعة أضعاف في المناطق الجنوبية من البلاد وعلى الأخص المناطق المحيطة بمدينة البصرة. ويؤكد كثير من الجنود الأميركيين والبريطانيين ممن شاركوا في القتال ما ذهب إليه العراقيون، ويعزون الأعراض التي ما فتئوا يعانون منها إلى مادة اليورانيوم الناضب تلك. وعلى رغم عدم التحقق من صحة هذه الادعاءات، فإنه مما لا شك فيه إن اليورانيوم الناضب معدن ثقيل سام يسبب تلوثا طويل الأجل جدا.

مرض حرب الخليــج
ابلغ عشرات الآلاف من الجنود الذين شاركوا في حرب عاصفة الصحراء المعروفة باسم حرب الخليج الثانية عن أصابتهم باعتلالات صحية منذ الحرب. وأدت هذه الاعتلالات إلى إصابة هؤلاء الرجال بالوهن بعد أن كانوا في السابق في أوج صحتهـــم ولياقتهـــم. ومنذ الإعـــلان أول مرة عن مرض حرب الخليـــج في الخريف عام 1991 فإن هؤلاء المحاربيـــن القدامـــى يخوضـــون معركـــة أخــرى لكي يتم الاعتراف بأن الأعراض التي يعيشونها ترتبت على مشاركتهم في الحـــرب. وأبرز هذه الأعراض التي أصابتهم الإرهاق المزمن والصــداع وعدم التركيز والآم العضلات والمفاصل والغثيان وتضخــم الغدد والحمى.
ومازالت هذه القضية محل خـــلاف بين مؤيدين لوجود ما يسمى بمرض حرب الخليج والمعارضين لفكـــرة وجوده.
وينقسم مؤيدو وجود هذا المرض إلى فريقين، يلقي أولهما باللائمة في هذه الأعراض على التحصينات التي حصل عليها الجنود لحمايتهم من الهجمات بالأسلحة الكيماوية والبيولوجية. بينما يشير الفريق الآخر الى أن السبب هو الأسلحة التي استخدم فيها اليورانيوم المنضب والمبيدات العضوية التي كانت تستخدم لحماية الجنود من الحشرات والهوام. أما المعارضون فيقولون إن الإحصاءات لا تشير إلى أن هؤلاء المحاربين يعانون من ارتفاع نسبة الإصابة بالمرض أو أنهم مصابون بأعراض التوتر التي تعقب التعرض لصدمات أو أزمات. وتقول وزارة الدفاع البريطانية إنه في بعض الحالات كانت هناك علاقة واضحة بين الإصابة بهذه الأعراض وتأدية الخدمة العسكرية في منطقة الخليج إلا أنها لا تعترف بوجود حالة صحية منفصلة يمكن أن تعرف بأعراض حرب الخليج.
أما وزارة الدفاع الأميركية فتقول ان الأبحاث لم تكتشف سببا معينا لهذه الأعراض.

نتـائـــــج الغــــــزو
من اهم النتائج الكارثية الناجمة عن هذا الغزو : تدمير مؤسسات ومنشآت حكومية ونفطية كويتية نجم عنها خسائر بمليارات الدولارات إضافة إلى الكوارث البيئية التي حلت بالكويت نتيجة حرق آبار البترول فيها. انقسام الصف العربي الذي تعرض لشرخ كبير اثر هذا الغزو، حيث شاركت كثير من الدول العربية مثل( مصر وسوريا والسعودية ودول الخليج) في مساندة قوى التحالف ضد العراق لإخراج قواته من الكويت، فيما عارض ذلك البعض الآخر (مثل الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية والجزائر). .
هجوم ثلاثيني على العراق بقيادة الولايات المتحدة الأميركية حيث دمرت بنيته التحتية ودمر جيشه وحرسه الجمهوري الذي كان يعد من اقوى جيوش المنطقة، وتم فرض عزله شديدة على العراق اثر قرار الأمم المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية خانقة عليه استمرت ثلاثة عشر عاماً عانى منها البلد بشدة. وجود دائمي لقوات أجنبية في جميع دول الخليج العربي بحجة حمايتها من أي أخطار مستقبليــة، حيث تركز وجودها في الكويت والسعودية وقطر والبحرين. خسارة المنطقة مئات المليارت من الدولارات نتيجة الحرب على العراق والتي تحملت كلفتها دول الخليج العربي فقط ! إضافة إلى الخسائر الاقتصادية والاجتماعية المهولة التي نجمت عن أزمة خروج الوافدين العرب من الخليج.

المفقودون الكويتيون
مازال هناك ستمئة شخص، معظمهم كويتيون، مفقودين منذ انتهاء حرب الخليج الثانية. ويعتقد أن هؤلاء المفقودين ومعظمهم من المدنيين تم احتجازهم أثناء الغزو العراقي للكويت أو أثناء الحرب نفسها. ويقول العراق انه لم يعد لديه أي علم بمكان السجناء الأجانب في أعقاب الانتفاضة التي شهدها جنوب البلاد في مارس/ آذار العام .1991 ويضيف إن أكثر من ألف عراقي ما زالوا مفقودين بدورهم. ولكن مسؤولو الصليب الأحمر قاموا بتفتيش السجون الكويتية ولم يعثروا سوى على أربعين عراقيا أدينوا في جرائم عادية. ومازالت أسر الكويتيين المفقودين يعيشون على أمل عودتهم على رغم انقضاء أكثر من عشرة أعوام على انتهاء الحرب. وتواصل الحكومة الكويتية حملة بشأن هذه القضية، ولكن على رغم جهود لجنة دولية معنية بشأنها إلى جانب اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلا أن مصير هؤلاء المفقودين ما زال غير معروف.

النفط مقابل الغذاء
قدمت الأمم المتحدة مشروع النفط مقابل الغذاء لمواجهة أثر العقوبات الاقتصادية على شعب العراق. جاءت العقوبات إضافة إلى التدمير الجسيم الذي لحق بالبنية التحتية للبلاد، وكان الأثر بالغا. لكن كان من الصعب معرفة مدى مسؤولية العقوبات عن الفقر والحرمان الذي عاناه العراقيون منذ حرب الخليج.
وقدرت اليونيسيف العام 1999 أن معدل وفيات الأطفال في العراق تضاعف منذ الفترة التي سبقت حرب الخليج.
لكن صدام حسين تلاعب أيضا بالتقارير التي تناولت وفيات أطفال عراقيين في مستشفيات فقيرة الإعداد. وبدا واضحا أن النخبة العراقية ظلت تتمتع بالرفاهية، وأن الإنفاق العسكري بقي عاليا.
وكانت الأمم المتحدة قد عرضت العام 1991 السماح للعراق ببيع كمية صغيرة من النفط في مقابل إمدادات إنسانية. لكن صدام لم يقبل بالعرض إلا حين وصل إلى ملياري دولار العام .1995 ويعني برنامج النفط مقابل الغذاء أن العراقيين يستطيعون بسهولة الحصول على حاجاتهم اليومية الأساسية، على رغم أن شحنات الطعام لم تصل حتى مارس/ آذار من العام .1997
وفي العام ,1998 استقال منسق البرنامج، دينيس هاليداي، قائلا إن العقوبات مفهوم مفلس وتضر بالأبرياء. كما ترك خلفه، هانز فون سبونيك، منصبه العام ,2000 قائلا إن العقوبات خلقت ‘’مأساة إنسانية حقيقية’’.
وكان سقف مبيعات النفط العراقي قد صار مفتوحا العام ,1999 لكن بقيت المراقبة الصارمة للواردات ذات ‘’الاستخدام المزدوج’’، التي يمكن أن تستخدم في تصنيع الأسلحة المحظورة.

«ثعلــب الصحــراء»
في ديسمبر/ كانون الأول من العام ,1998 شنت الولايات المتحدة وبريطانيا حملة قصف لأهداف عراقية استمرت ثلاثة أيام. وقد شهدت الأشهر الثلاثة السابقة للحملة أزمة محتدة في العلاقة بين هيئة التفتيش الدولية، أونسكوم، والنظام العراقي. وأعاق العراق عمل المفتشين الدوليين، رافضا السماح لهم بزيارة ما يسمى ‘’القصور الرئاسية’’، ورافضا التعاون معهم. واتهم مرارا أعضاء فريق التفتيش بالتجسس لصالح أميركا و’’إسرائيل’’. وقد اعترفت الأمم المتحدة لاحقا بأن مفتشين كانوا يمررون معلومات إلى أجهزة الاستخبارات الأميركية.


وفي غضون ساعات، سحب المفتشون الدوليون من بغداد وبدأت الضربات الجوية. وكان الهدف المعلن رسميات من حملة التفجير والقصف باستخدام صواريخ كروز التي أصابت 100 هدف في مختلف أنحاء العراق هو ‘’حرمان’’ صدام حسين من القدرة على إنتاج أسلحة تدمير شامل.
وشملت الأهداف، بالإضافة إلى المواقع التي لها علاقة بإنتاج أسلحة كيماوية وبيولوجية، مواقع الشرطة السرية وقوات الحرس الجمهوري، وقواعد جوية، ومواقع دفاع جوي ومصافي نفط البصرة. وقال نائب رئيس الوزراء العراقي، طارق عزيز، إن 62 فردا في الجيش العراقي قتلوا وجرح .180 وتعرض الرئيس الأميركي وقتها، بل كلينتون، لانتقادات داخلية وخارجية لاتخاذه إجراء عسكريا في الوقت الذي كان يهاجم فيه بسبب علاقته بالمتدربة في البيت الأبيض، مونيكا لوينسكي.

منـع المفتشــين


بعد أيام قليلة من عملية ثعلب الصحراء أعلن العراق أنه لن يسمح لمفتشي لجنة ‘’أونسكوم’’ بالعودة إليه. وتعالت المطالبات بإعادة هيكلة هذه اللجنة أو استبدالها، بعد أن تصاعد الجدل بشأن علاقتها وصلاتها بأجهزة استخبارات الولايات المتحدة ودول أخرى. في يونيو/حزيران من العام 1999 استقال رئيس لجنة اونسكوم ريتشارد باتلر بعد انقضاء مدة عقده. بعد ذلك بستة أشهر تم إنشاء اللجنة الوريثة لأونسكوم، وهي لجنة الأمم المتحدة للرصد والتحقق والتفتيش ‘’انموفيك’’، لكن العراق رفض السماح لها بدخول أراضيه. ومع غياب عمليات التفتيش تزايدت الشكوك بشأن احتمال أن يكون العراق قد طور برامج تسلح جديدة.

في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2000 وصل الرئيس جورج دبليو بوش إلى السلطة في الولايات المتحدة، وهو ما اعتبر مؤشرا على سياسة جديدة أكثر تشددا مع العراق، حيث تعهد بتنشيط وتفعيل الحصار المفروض على هذا البلد. واستمر بوش في السياسة التي انتهجها سلفه بيل كلينتون في تمويل الجماعات العراقية المعارضة، وخصوصا المؤتمر الوطني العراقي، على أمل تهديد أركان حكم الرئيس العراقي صدام حسين. في مطلع العام 2002 أصبحت الإدارة الأميركية تقول علنا إن أهدافها في العراق تتمثل في ‘’تغيير نظام الحكم’’ فيه.
 


في مطلع فجر 16 يناير 1991 اي بعد يوم واحد من انتهاء المهلة النهائية التي منحها مجلس الأمن للعراق لسحب قواته من الكويت شنت طائرات قوات الائتلاف حملة جوية مكثفة و واسعة النطاق شملت العراق كله من الشمال إلى الجنوب و بمعدل 1000 غارة جوية في اليوم. في 17 يناير 1991 قام الرئيس صدام حسين باصدار بيان من على شبكة الأذاعة العراقية معلنا فيها ان "ام المعارك قد بدأت".


استعمل في هذه الحملة الجوية من القنابل ما يسمى بالقنابل الذكية والقنابل العنقودية وصواريخ كروز. قام العراق بالرد على هذه الحملات الجوية بتوجيه 8 صواريخ سكود (أرض أرض) إلى أهداف داخل إسرائيل في 18 يناير 1991 م. كان الهدف الأولي لقوات الائتلاف هو تدمير قوات الدفاع الجوي العراقي لتتمكن بعد ذلك بالقيام بغاراتها بسهولة وقد تم تحقيق هذا الهدف بسرعة وبسهولة حيث تم إسقاط طائرة واحدة فقط من طائرات قوات الائتلاف في الأيام الأولى من الحملة الجوية. كانت معظم الطائرات تنطلق من الأراضي السعودية وحاملات الطائرات الستة المتمركزة في الخليج العربي.

m1a1Raid.jpg



بعد تدمير معظم قوات الدفاع الجوي العراقي اصبحت مراكز الأتصال القيادية الهدف الثاني للغارات الجوية وتم الحاق اضرار كبيرة بمراكز الأتصال مما جعل الأتصال يكاد يكون معدوما بين القيادة العسكرية العراقية و قطعات الجيش. قامت الطائرات الحربية العراقية بطلعات جوية متفرقة ادت إلى اسقاط 38 طائرة ميك (MiGs) عراقية من قبل الدفاعات الجوية لقوات الائتلاف وادرك العراق ان طائراتهاالسوفيتية الصنع ليست بامكانها اختراق الدفاعات الجوية لقوات الائتلاف فقامت بارسال المتبقي من طائراتها إلى ايران و بدأ العراق في 23 يناير 1991 بعملية سكب متعمدة لمايقارب مليون طن من النفط الخام إلى مياه الخليج العربي.

بعد تدمير الدفاعات الجوية و مراكز الأتصال العراقية بدات الغارات تستهدف قواعد اطلاق صواريخ سكود العراقية و مراكز الأبحاث العسكرية العراقية و السفن الحربية العراقية و القطعات العسكرية العراقية المتواجدة في الكويت و مراكز توليد الطاقة الكهربائية و مراكز الأتصال الهاتفي و مراكز تكرير وتوزيع النفط و الموانئ العراقية و الجسور و سكك الحديد و مراكز تصفية المياه وقد ادى هذا الأستهداف الشامل للبنية التحتية العراقية إلى عواقب لاتزال اثارها شاخصة إلى حد هذا اليوم.
حاولت قوات الائتلاف اثناء حملتها الجوية تفادي وقوع اضرار في صفوف المدنيين ولكن وفي 13 فبراير 1991 دمر "صاروخان ذكيان" ملجأ العامرية التي اثيرت حولها جدل كثير والتي ادت إلى مقتل اكثر من 400 عراقي معظمهم من النساء و الأطفال.


بدأ العراق باستهداف قواعد قوات الائتلاف في السعودية بالاضافة إلى استهداف اسرائيل و التي كانت على ما يبدوا محاولة من القيادة العراقية لجر اسرائيل إلى الصراع املا منها ان يؤدي هذا إلى صدع في صفوف الائتلاف و خاصة في صفوف القوات العربية المشاركة في الائتلاف ولكن هذه المحاولة لم تنجح لان اسرائيل لم تقم بالرد ولم تنضم إلى الائتلاف. في 25 فبراير 1991 نجح صاروخ عراقي في اصابة قاعدة امريكية في الظهران بالسعودية وادت إلى مقتل 28 جندي امريكي.

في 29 يناير 1991 تمكنت وحدات من القوات العراقية من السيطرة على مدينة الخفجي السعودية ولكن قوات الحرس الوطني السعودي بالاضافة إلى قوة قطرية تمكنتا من السيطرة على المدينة، ويرى المحللون العسكريون انه لو كانت القوة العراقية المسيطرة على الخفجي اكبر حجما لادى ذلك إلى تغيير كبير في موازين الحرب اذ كانت مدينة الخفجي ذو اهمية استراتيجية كونها معبرا لحقول النفط الشرقية للسعودية ولم تكن الخفجي محمية بقوة كبيرة الأمر الذي استغله القيادة العسكرية العراقية. وسميت هذه المعركة باسم معركة الخفجي


خارطه الحمله البريه:



800px-Operation_Desert_Storm.jpg



التوغل الامريكى على الارض:


في 22 فبراير 1991 وافق العراق على مقترح سوفيتي بوقف اطلاق النار والأنسحاب من الأراضي الكويتية خلال فترة قدرها 3 اسابيع وعلى ان يتم الأشراف على الأنسحاب من قبل مجلس الأمن. لم توافق الولايات المتحدة على هذا المقترح ولكنها "تعهدت" انها سوف لن تقوم بمهاجمة القطعات العراقية المنسحبة و اعطت مهلة 24 ساعة فقط للقوات العراقية باكمال انسحابها من الكويت بالكامل.

في 24 فبراير 1991 بدأت قوات الائتلاف توغلها في الأراضي الكويتية وبعد 3 ايام تم اعادة السيطرة على الكويت وكانت قوات الائتلاف تلاقي في طريق تقدمها اعداد كبيرة من الجنود العراقيين الذين كانوا منهارين بكل ماتحمل الكلمة من معاني و بدأت وكالات الأنباء تصور مشاهد للجنود الذين قاموا بتسليم انفسهم إلى قوات الأئتلاف وكان معظمهم حفاة، جائعين، منهارين معنويا

في 26 فبراير 1991 بدأ الجيش العراقي بالانسحاب بعد ان اضرمت النار في حقول النفط الكويتية وتشكل خط طويل من الدبابات و المدرعات و ناقلات الجنود على طول المعبر الحدودي الرئيسي بين العراق و الكويت ، بالرغم من تعهد الجانب الأمريكي بعدم استهداف القطعات العراقية في حال انسحبها إلا ان هذا الخط الطويل من القطعات العسكرية العراقية تم قصفها بقساوة شديدة. هذا القصف الشديد الذي اعتبره الكثير غير مبررا لكون الجيش العراقي في حالة انسحاب ادى تدمير ما يزيد عن 1500 عربة عسكرية عراقية وبالرغم من ضخامة عدد الاليات المدمرة الا ان عدد الجنود العراقيين الذين قتلوا على هذا الطريق لم تزد عن 200 قتيل لأن معظمهم تركوا عرباتهم العسكرية ولاذوا بالفرار. سمي هذا الطريق فيما بعد بطريق الموت او ممر الموت.


في 27 فبراير 1991 اعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب عن " تحرير الكويت" بعد 100 ساعة من الحملة البرية. ومن الجدير بالذكر انه خلال اليومين من 24 فبراير إلى 26 فبراير قامت قوة امريكية-بريطانية-فرنسية مشتركة بشن هجوم على اجنحة الجيش العراقي الذي كان متواجدا في غرب الكويت وقاموا بالتوغل لمسافات بعيدة داخل الأراضي العراقية.


حرائق البترول في دولة الكويت


قام النظام العراقي بإحراق (737) بئر نفط كويتي قبل اندحاره مهزوما عي يد قوات التحالف ، و قد استمر اشتعال النيران فترة تصل إلى تسعة أشهر من بعد انتهاء الحرب ، و تعتبر هذه الحرائق من أعقد و أكبر كوارث التلوث البيئي التي عرفها العالم في التاريخ الحديث . و من أهم الآثار التي ترتبت على إشعال حرائق آبار البترول :

نفث آلاف الأطنان من الدخان و التي كان لها آثارها السلبية الكبيرة لا على دولة الكويت فقط ، بل امتدت هذه التأثيرات إلى دول الخليج العربي الأخرى بالإضافة إلى مناطق أخرى.
أثر هذا التلوث البيئي الناتج عن الحرائق على المناخ في المنطقة.


كما انعكس أثر التلوث على الحياة النباتية و المحاصيل الزراعية في المنطقة و ذلك نتيجة لتكون أمطار حمضية

شكل هذا التلوث خطرا كبيرا على الصحة العامة للسكان و على الأخص الاطفال و كبار السن
تعرضت التربة إلى ترسب ذرات النفط المتطايرة مما أثر على التركيب الطبيعي فيها و غلق مسامات الطبقة السطحية منها مما أدى إلى منع التهوية التي تحتاج إليها ، كما منع نفاذ الماء فيها ، إضافة إلى رفع حرارة التربة ، و كل هذه الأمور مجتمعة أدت بالطبع إلى التقليل من قدرتها على الإنتاج الزراعي
تكون البحيرات النفطية أثناء وقوع هذه الكارثة فكان ذلك أثر فادح على تلوث البيئة.
اصابة عدد من السكان بسرطان الرئة وسرطانات مختلفة





800px-Gulf_War_coalition_map.png

الدول المشاركه فى الائتلاف:^^^^^^


تشكلت قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة من الدول التالية:
الأرجنتين ، أستراليا ، البحرين ، بنغلاديش ، بلجيكا ، كندا ، تشيكوسلوفاكيا ، دانمارك ، مصر ، فرنسا ، ألمانيا ، يونان ، إيطاليا ، اليابان ، الكويت ، المغرب ، هولندا ، نيوزيلندا ، نيجر ، نروج ، عُمان ، باكستان ، بولندا ، برتغال ، قطر ، المملكة العربية السعودية ، سنغال ، كوريا الجنوبية ، إسبانيا ، سوريا ، تركيا ، الإمارات العربية المتحدة ، المملكة المتحدة .


ومن الجدير بالذكر ان الهند شاركت بتزويد الوقود

خسائر الحرب


حسب احصاءات قوات الائتلاف فان الخسائر البشرية في صفوفها كانت كالتالي:
الولايات المتحدة (472) ، السعودية (18 ) ، مصر ( 1 0 ) ، الإمارات العربية المتحدة ( 3 ) ، فرنسا ( 2 ، سوريا ( 1 ) ، كويت (1 ).
اما الخسائر العراقية و استنادا إلى نفس المصدر فكانت 100،000 قتيل و 300،000 جريح. واستنادا لمصادر عراقية فان 2،300 مدنيا لقو حتفهم

تأثير اليورانيوم المنضب


اليورانيوم المنضب Depleted uranium عبارة عن يورانيوم يحتوي على نسبة مختزلة من نظائر عناصر كيميائية لليورانيوم و يسمى U-235. في عام 1998 صرح اطباء في اختصاص طب المجتمع في العراق ان استعمال قوات الائتلاف لهذه المادة ادت إلى ارتفاع كبير بنسب التشوهات الخلقية للولادات و نسب سرطان الدم وبالاخص سرطان كريات الدم البيضاء leukemia وصرح الأطباء ايضا انه ليست لديهم الأمكانيات التقنية لتقديم الأدلة على هذا الترابط. قامت منظمة الصحة العالمية بتقديم عرض إلى الحكومة العراقية باجراء تجارب و ابحاث لكشف صحة هذه المزاعم الا ان الحكومة العراقية رفضت هذا الأقتراح ولكن المنظمة استطاعت في عام 2001 على اجراء بعض التقيمات المحدودة والتي ادت إلى تصريح من المنظمة بان اليورانيوم المنضب هو مادة ذو قوة اشعاعية ضئيلة لذا فان استنشاق كميات كبيرة جدا من غبارها سيؤدى إلى ارتفاع محتمل في نسب سرطان الرئة واعتبرت المنظمة ان احتمال الأصابة بسرطان الدم نتيجة اليورانيوم اقل بكثير من الأصابة بسرطان الرئة وانه لم يتم حسب معلومات المنظمة اكتشاف اي ربط لحد الآن بين اليورانيوم المنضب و التشوهات الخلقية.

ولكن دراسة بريطانية اجريت عام 2002 اتت بنتائج مختلفة واكدت ان هناك مخاطر صحية من جراء التعرض إلى اليورانيوم المنضب

عواقب الحرب


بعد انتهاء الحرب كان الجيش العراقي جيشا منكسرا و محطما و الحكومة العراقية في اضعف حالاتها وكان كل المراقبين يتصورون انه سوف يتم الأطاحة بحكومة الرئيس صدام حسين وقام الرئيس الأمريكي بصورة غير مباشرة بتشجيع العراقيين على القيام بثورة ضد الرئيس صدام حسين حيث صرح ان المهمة الرئيسية لقوات الائتلاف كانت "تحرير الكويت" وان تغيير النظام السياسي في العراق هو "شأن داخلي" وبدأ تذمر واسع النطاق بين صفوف الجيش العراقي المنسحب و بدأت ما تسمى ب الأنتفاضة العراقية 1991 عندما صوب جندي مجهول فوهة دبابته إلى احد صور الرئيس صدام حسين في احد الساحات الرئيسية في مدينة البصرة وكانت هذه الحادثة باعتبار البعض الشرارة الأولى للانتفاضة التي عمت جنوب العراق و تبعتها المناطق الشمالية ولكن وحدات الحرس الجمهوري و بعض قيادات الجيش العراقي ظلت موالية للرئيس العراقي و قامت باخماد نيران الأنتفاضة بسرعة و بدأ الأكراد في الشمال بالنزوح بالملايين نحو الحدود العراقية مع ايران و تركيا. ويرجح معظم المؤرخين ان سبب فشل الأنتفاضة كان اتفاقا عقد في صفوان و عرف باسم اتفاقية خيمة صفوان وفيه سمح قائد القوات الأمريكية نورمان شوارزكوف لقيادات الجيش العراقي باستعمال المروحيات التي استعلها الجيش العراقي بكثافة لاخماد الأنتفاضة.

اقامت الولايات المتحدة، منطقة حظر الطيران لحماية المدنيين العراقيين في منطقة الشمال و الجنوب وهذه المنطقة كانت العامل الرئيسي في اقامة اقليم كردستان في شمال العراق لاحقا.
الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للعراق من مصافي النفط و مولدات الطاقة الكهربائية و محطات تصفية المياه ادت إلى تدني هائل في جميع المرافق الأقتصادية و الصحية و الأجتماعية في العراق ، اقرأ المقالة العراق في ظل الحصار

مرض حرب الخليج


اعراض المرض :


28088_1192363366283448200.jpg


مرض حرب الخليج هي تسمية اطلقت على مجموعة من الأعراض البدنية و النفسية التى عانى منها جنود قوات الائتلاف بعد عودتهم إلى اوطانهم ولا يزال الجدل محتدما حول أسباب الأعراض المرضية التي يعاني منها بعض هؤلاء الجنود ومن بعض هذه الأعراض ، ازدياد نسبة امراض الجهاز المناعي immune system disorders و الخمول المزمن و فقدان السيطرة على العضلات الأرادية و الأسهال و الصداع و نوع من فقدان الذاكرة و التوازن والارتباك وآلام المفاصل والقيء وتضخم الغدد والحمى.

من الاحتمالات التي طرحت كاسباب لهذه الحالة هي:

اليورانيوم المنضب.
الأسلحة الكيمياوية و خاصة غاز الخردل.
الأمصال التي حقن بهاالجنود قبل الحرب لوقايتهم من الأسلحة البيولوجية.
الروائح والأصوات ومذاق بعض الأطعمة المرتبطة في أذهان هؤلاء الجنود بالحرب.
تصرف الجهاز المناعي كما لو كان الجسد يتعرض لهجوم، فيستثار الجهاز المناعي، الذي يطلق هجوما مضادا ينتج عنه الإحساس بالضعف والوهن.


احتراق وقود الديزل من حقول النفط المحترقة.

التعرض إلى بخار حامض النتريك المنبعث من اطلاق الصواريخ و القذائف.
ويعتقد ان مزيجا من العلاج النفسي والجسمي يمكن أن يؤتي بنتائج إيجابية مع بعض المرضى وقد أظهر بحث أن 36 في المئة من بين عينة عشوائية مكونة من 709 جندي، شاركوا في حرب الخليج الثانية، يعانون من أمراض نفسية تحتاج إلى علاج وأوضح البحث أن الانفعالات النفسية الحادة الناتجة عن استرجاع الذاكرة لأهوال الحرب يمكن أن تصيب الجنود بعد عشرات السنين من وقوعها
ويرى الأطباء النفسيون أن تناول العقاقير التي تؤدي إلى إخماد رد فعل الجهاز المناعي يمكن أن تقلل من الآثار الجسمية التي يولدها الانفعال النفسي الذي تحفزه الروائح والأصوات المرتبطة بالحرب وقد تباينت الأعراض المرضية بصورة واسعة بين الجنود، مما دعا بالأطباء إلى الاعتقاد بأن أعراض حرب الخليج هي في واقع الأمر ليست مرضا واحدا وإنما مجموعة من الأمراض المختلفة ذات أسباب مختلفة


Patriot_missile_launch.jpg



تم في هذا الحرب استعمال القنابل الذكية Precision guided munitions وكانت لها دور كبير في تقليل الخسائر البشرية في صفوف المدنيين مقارنة بالحروب الأخرى في التاريخ . وهذه القنابل يتم توجيهها باشعة الليزر ويعتبر حرب الخليج الثانية ثاني حرب استعملت فيه هذه القنابل اذ كانت المرة الأولى في الحرب على جزر الفوكلاند بين الأرجنتين و المملكة المتحدة عام 1982. وهذه القنابل لا تتاثر بالضروف الجوية السيئة حيث انها توجه بواسطة نظام اقمار اصطناعية Satellite navigation system


استعملت الولايات المتحدة ايضا صواريخ باتريوت الدفاعية Patriot missile defense التي استعملت لأول مرة في تاريخ الحروب وكانت تستعمل لاسقاط صواريخ سكود العراقية (ارض-ارض) بدقة 100% . صواريخ باتريوت هي صواريخ متوسطة المدى تصنع من قبل شركة Raytheon في الولايات المتحدة وكلمة باتريوت PATRIOT هو مختصر لعبارة Phased Array TRacking to Intercept Of Target.ـــــــــــــــــــــــــــ
 
مشكور اخي باتريوت على الموضوع الرائع

صحيح ياخي معركه هايله من طرف واحد

العراق غز دولة الكويت واحتلها وهي دوله عربيه ساندت العراق في

الحرب الظروس بين العراق وايران ثم يعتدي على الكويت

هذا شي لن نقبل به نهائي ولم يسمع النصح من حكام العرب لكن

صدام ارتكب اكبر غلطه في حق امته العربيه



 
بسم الله الرحمن الرحيم
---------------------------
بارك الله فيك اخى الكريم .. توثيق جميل​
 
الله يعطيك العافية ماقصرت اخوي باتريوت
وياليت تعلمنا بالحرب البرية اكثر تفصيل
 
بارك الله فيك اخي باتريوت توثيق رائع جدا
 
عاصفة الصحراء وتحرير الكويت ......

بسم الله الرحمن الرحيم
..................................

مقدمة

حقيقة ليس هناك خط واضح يفصل بين الدفاع والهجوم في الحرب إذ تتداخل المراحل تخطيطاً وتنفيذاً وتشير المصادر المختلفة إلى أنه منذ غزو العراق الكويت واتخاذ خادم الحرمَين الشريفَين قراره التاريخي استدعاء القوات الشقيقة والصديقة والمخططون العسكريون عاكفون على إعداد إستراتيجية هجومية اشتملت منذ البداية على استخدام القوات الجوية بشكل متفوق يحقق السيادة فوق مسرح العمليات الكويتي ويضعف قدرة العراق القتالية ويشلّ قيادته ويدمّر "مراكز الثقل" فيه وهو اصطلاح عسكري شاع استخدامه في ذلك الوقت.

وبالتحليل الكامل لهذه المراكز أمكن تحديدها بثلاثة جوانب:

1. القيادة العليا ومراكز القيادة والسيطرة.

2. القدرات الكيماوية والبيولوجية والنووية.

3. قوات الحرس الجمهوري.

بدأ الفريق "تشارلز هورنر" وأركانه، بوضع خطة الحملة الجوية الإستراتيجية على العراق في إطار من السرية والتكتم والمنفصلة انفصالاً تاماً عن خطة الحملة البرية.

وعلى الرغم من أن الخطة العسكرية كانت معقدة جداً إلا أن مفهومها الأساسي كان بسيطاً جداً إذ تتركز الخطة على إيهام العراق أن الهجوم الرئيسي، سيشن من الشرق بينما يأتيه ذلك الهجوم من الغرب.

وواقع الأمر أن الخطة، اشتملت على أربع مراحل منفصلة ولكنها متداخلة المراحل الثلاث الأولى منها عُهد بها إلى القوات الجوية أما المرحلة الرابعة فتتعلق بالهجوم البري من أجل تحرير الكويت.
..................

المرحلة الأولـى

شن حملة إستراتيجية جوية وصاروخية على العمق الإستراتيجي بهدف شل القيادة العراقية وتدمير مراكزها.

المرحلة الثانية

تحقيق السيادة الجوية فوق مسرح العمليات الكويتي وذلك بتدمير الدفاعات الجوية وأنظمة القيادة والسيطرة العراقية.

المرحلة الثالثة

إضعاف قدرة العراق القتالية البرية ووحداته الصاروخية ومدفعيته المساندة بنسبة 50% على الأقل وقطع خطوط إمداده وتدمير أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات بوساطة النيران الكثيفة من الجو.

المرحلة الرابعة

تحرير الكويت بشن هجوم بري.
.............

لا شك أن تغييرات جذرية طرأت على الخطة استدعت حشداً وتوازناً في حجم القوات مما حدا بالرئيس الأمريكي على إعلان قراره في الثامن من نوفمبر 1990 بإرسال تعزيزات جديدة ضخمة إلى المسرح.

فأوضح بذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية جادة في تحقيق أهدافها وأهداف المجتمع الدولي وأنه ينوي زيادة حجم القوات الأمريكية المشاركة ليتوافر لدى القوات المتحالفة القدرة على اختيار "البديل الهجومي" إذا ما دعت الضرورة.

كانت التعزيزات العسكرية الأمريكية هائلة حقاً إذ شملت الفيلق السابع كله الذي نقل من أوروبا إلى الخليج وهكذا أصبحت القوات البرية الأمريكية التي حُشِدت لتحرير الكويت تضم فيلقَين أمريكيَّين كاملَين (الفيلق الثامن عشر المحمول جواً، والفيلق السابع) فضلاً عن قوات مشاة البحرية إضافة إلى حجم قوات آخر من الدول الأخرى والذي يتشكل من فِرقة مدرعة بريطانية وفرقة فرنسية خفيفة وجيش ميداني مصري مكون من فرقتَين ووحدات إسناد قتالي وفوج قوات خاصة وفرقة سورية معها فوج مغاوير وعدد من الألوية السعودية والوحدات الخليجية والمغربية وعلى الجانب الآخر بدأ العراق يركز في استعداداته الدفاعية في مسرح العمليات الكويتي من خلال إنشاء نظام دفاعي متكامل يعتمد على النقط القوية الحصينة والتجهيزات الهندسية للمعدات والأسلحة خاصة الدبابات وناقلات الجُند المدرعة وقِطع المدفعية كما أعدّت القيادة العراقية العمق الإستراتيجي لكي يتحمل الضربات الجوية العنيفة، ولمدة طويلة.


وبعد أن حصّنت القوات العراقية دفاعاتها في الكويت رفض الرئيس صدّام جميع المحاولات للتوصل إلى حل سياسي يؤدي إلى انسحاب قواته منها لم يكن هناك بد أمام القوات المتحالفة سوى الإعداد بشكل جدي لشن عمليات هجومية.

كان من شأن عمليات الخداع والهجمات الخداعية أن تُجبر القوات العراقية على البقاء متركزة في جنوب شرقي الكويت خشية هجوم برمائي تشنه قوات مشاة البحرية على ساحل الكويتوهذا ما نجح الأمريكيون في ترويجه عندما نفذوا تدريبات تجريبية على الإنزال البحري في عُمان وسُرِّبت أنباء هذه التدريبات إلى اليابان على أمل أن يلتقطها السفير العراقي لدى طوكيو.
................



مراحل تطور عملية التخطيط لعملية عاصفة الصحراء


.........................


الأهداف الإستراتيجية للعملية الهجومية

بدأت مجموعة التخطيط بدراسة وتحديد الأهداف الإستراتيجية للعملية الهجومية الإستراتيجية والتي تحددت بناء على الأهداف السياسية/ العسكرية وقوامها عزل السلطة المركزية للقيادة والسيطرة العراقية عن قواتها في مسرح عمليات الكويت وإخراج القوات المسلحة العراقية من الكويت وتدمير قوات الحرس الجمهوري العراقي ثم القضاء على نظام الصواريخ الباليستية وقدرات أسلحة الدمار الشامل وأخيراً المعاونة على إعادة حكومة الكويت الشرعية إلى السلطة.

وبناء على الأهداف السياسية ـ العسكرية السابقة تحددت ستة أهداف إستراتيجية لتنفيذ العملية الهجومية الإستراتيجية "عاصفة الصحراء"، والتي تمثلت في تدمير قدرة العراق العسكرية على شن الحرب، ثم تحقيق السيادة الجوية والمحافظة عليها طوال العملية الهجومية يلي تحقيق هذه السيادة الانتقال إلى الأهداف الثلاثة التالية، والتي تتمثل في شل نظام الإمداد العراقي، وقطع خطوط إمداده مع تدمير قدراته على إنتاج وتخزين واستخدام أسلحة الدمار الشامل (النووية ـ الكيماوية ـ البيولوجية).

ثم يأتي هدف أساسي لتدمير مركز ثقل القيادة العراقية وهو تدمير قوات الحرس الجمهوري، التي يعتمد عليها الرئيس العراقي كلية في مساندة نظام حكمه سياسياً وعسكرياً ثم يأتي بعد ذلك الهدف الأخير من الحملة، وهو تحرير مدينة الكويت بوساطة القوات العربية.

واستلزم قبل تنفيذ هذه الأهداف القيام بعدة إجراءات تستهدف:

1. في بدايتها التأثير النفسي في القوات العراقية إذ إن ذلك سيؤدي إلى خفض الروح القتالية للقادة والجنود العراقيين والذي يمكن أن يؤدي إلى انهيار كامل في قدرات القوات على الاستمرار في القتال وهو أمر سيسهل كثيراً من نجاح العملية الهجومية.

2. تنفيذ الخداع العملياتي من أجل تثبيت قوات الحرس الجمهوري وعدم تدخّلها في معركة الكويت ويمكن أن يتأتى ذلك من خلال قيام قوات العمليات الخاصة وقوات مشاة البحرية بتنفيذ التضليل والتظاهر مع الإتيان بأنشطة مساندة أخرى لتهديد البصرة وتهديد القوات العراقية من الشرق ومن الجنوب وجعل القوات العراقية تركز جهودها الرئيسية في المناطق الشرقية من الكويت.

3. موضوع الإسناد الإداري لقد وضح أمام قيادة التحالف أن التحدي الحقيقي، الذي يواجهها، خلال عملية "عاصفة الصحراء" هو القدرة على استمرار تقديم الإسناد الإداري إلى هذه القوات خلال العملية كلها.

كان لا بد من توفير وتخزين إسناد إداري يكفي القوات لمدة 60 يوماً وهو قرار أضاف أعباء هائلة على وحدات الإمدادات والتموين وكلف مليارات الدولارات وكان لا بد من إنشاء قواعد إدارية متقدمة لهذا الغرض خاصة ما يتعلق بالإمداد بالذخيرة والوقود ومع التخطيط الجيد يمكن القول إن حرب الخليج كانت جنة لرجال التكتيك من قوات التحالف ولم تكن جحيماً على الإطلاق لرجال الإمداد والتموين بل كانت أيضاً جنة لهم.

فالإمدادات وفيرة والتموين سخيّ فهي بالتأكيد الحرب الأولى في التاريخ التي لم يفقد الجنود خلالها وجبة طعام واحدة!.

4. إجراءات استلزمت تحسين القيادة والسيطرة والاتصالات والحرب الإلكترونية مع الاستعداد للدفاع ضد استخدام القوات العراقية للأسلحة الكيماوية وصواريخ أرض/ أرض الباليستية.

وأخيراً ومن أجل الارتفاع بمستوى كفاءة القوات في خوض المعركة المقبلة كان لا بد من التركيز في التدريب من خلال التمارين المشتركة والتنسيق بين القوات السعودية والقوات الشقيقة والصديقة ورُكِّزفي التدريب على الدور العملياتي المنتظر لكل وحدة وأن يجري في أرض وتجهيزات مشابهة ومُعَدّة بما يلائم ما أعدته القوات العراقية من تجهيزات وبذلك، يتحقق شيء من الواقعية.
...................................

التخطيط لعملية عاصفة الصحراء

كان هناك جدل كبير في عملية التخطيط لعملية "عاصفة الصحراء" خلال مراحلها الأولى منذ شهر أكتوبر 1990 من أجل التوصل إلى أفضل أسلوب لمهاجمة المواقع العراقية فقد عرض رئيس أركان القيادة المركزية في بداية شهر أكتوبر في البنتاجون خطة شوارتزكوف الأساسية للهجوم على وزير الدفاع الأمريكي، كما عرضها في البيت الأبيض على الرئيس بوش ونائبه دان كويل وروبرت جيتس رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية وبرينت سكوكروفت مستشار الأمن القومي.

وكانت تلك الخطة تقضي بالبدء بحملة جوية يعقبها هجوم بري بالمواجهة ليلاً على المواقع العراقية بواسطة فيلق واحد بهدف احتلال الأراضي المرتفعة الواقعة شمال غرب مدينة الكويت ومن الواضح أن هذه الخطة رُفضت لأنها تؤدى إلى حدوث خسائر عالية نتيجة اتِّباع الهجوم بالمواجهة، مع احتمال قيام العراقيين بشن هجوم مضاد، أو تنفيذ ضربة إجهاض، مما يفقد التحالف توازنه.

ويقال إن سكوكروفت سأل ممثلي القيادة المركزية "لِمَ الإصرار على الهجوم بالمواجهة والاختراق من الوسط؟ لِمَ لا تتبعون أسلوب الالتفاف؟".

ونتيجة لهذه الاعتراضات أصدر تشيني أوامره إلى المخططين بدراسة البديل الآخر للهجوم وتطويره وهو "الالتفاف على القوات العراقية، وتطويقها عبر الصحراء الغربية للعراق".

كان تطبيق هذه الإستراتيجية يستلزم توفير أكثر من فيلق أمريكي. لذلك حضر الجنرال كولن باول إلى الرياض في 21 ـ 22 أكتوبر 1990 ليتناقش مع شوارتزكوف في شأن حجم القوات الأمريكية اللازمة لتنفيذ المهمة بنجاح عندئذ أقنعه شوارتزكوف بحاجته إلى إشراك فيلقَين في تلك العملية وفي 31 أكتوبر 1990 وافق الرئيس بوش على الانتشار الجديد للقوات الأمريكية والتي اشتملت على الفيلق السابع الذي نقل من ألمانيا إلى الخليج وانيطت به مهمة الهجوم الرئيسي على عمق الدفاعات العراقية وتدمير قوات الحرس الجمهوري إضافة إلى ذلك شملت التعزيزات الأمريكية الفرقة الأولى المشاة الآلية وفرقة أخرى من مشاة البحرية وثلاث حاملات طائرات إضافية و400 طائرة مقاتلة.

كان نجاح هذه الخطة يتوقف إلى حدٍّ كبيرعلى نجاح العملية الجوية لاستنزاف القوات العراقية وخفض قدراتها القتالية والانتهاء من الحملة البرية بسرعة واستسلام القوات العراقية لتجنب حرب استنزاف طويلة وفي الوقت نفسه كان يجب على خطة الحملة البرية أن تحقق تفوقاً ملائماً لمصلحة المهاجم مع تحقيق أعلى معدل للهجوم وتفادي المواقع الحصينة والالتفاف والتطويق على نطاق واسع وحصار تجميع القوات العراقية المدافعة في الكويت وعزلها عن الاحتياطيات الإستراتيجية العراقية.

وفي 19 ـ 20 ديسمبر 1990 عُرضت خطة الحملتَين الجوية والبرية على الرئيس الأمريكي الذي وافق عليهما وتقرر أن تكون القوات جاهزة للتنفيذ، إذا ما رفض صدام الانسحاب من الكويت، قبل 15 يناير 1991.
...............................
تطور التخطيط للحملة البرية لعملية عاصفة الصحراء
..........
1- التخطيط الأول للعمليات الهجومية البرية
...........
اعتمدت فكرة الحملة البرية في أول الأمر على أن تنفذ بفيلق واحد ليلاً وكان المطلوب في هذه الحالة تركيز كل القدرات القتالية في شريحة ضيقة من الأرض وفي أضعف نقطة في الدفاعات العراقية من أجل تحقيق نجاح سريع في اختراق الدفاعات العراقية توضح خطة استخدام فيلق واحد في تنفيذ الحملة البرية.

كان هدف الهجوم هو منطقة الأراضي المرتفعة في المنطقة المجاورة للجهراء وكذا مدينة الكويت وقطع الطريق الرئيسي شمال مدينة الكويت ثم التقدم بسرعة تجاه قوات الحرس الجمهوري للوصول إلى الهدف النهائي.

وحتى يتحقق ضمان نجاح هذا الهدف كان لا بد من تدمير 50% من قوة التشكيلات البرية العراقية من خلال العملية الجوية من أجل خفض قدراتها القتالية وكان لا بد أن تنتهي الحملة البرية بسرعة تجنباً لحرب استنزاف طويلة.

وعلى الرغم من أن الخطة بدت مقبولة وسهلة إلا أن التحفظات التي أثيرت حولها كانت عديدة خاصة أن الهجوم سيكون بالمواجهة، وضد حزام الموانع العراقية، والمواقع المجهزة.

وتركزت الخطة الأولى باستخدام فيلق واحد، على الآتي:

عزل مسرح الكويت بالقوات الجوية وإحداث تدمير يصل إلى نسبة 50% في القوات المدرعة العراقية خاصة والقوات البرية عامة.

تحقيق نسبة تفوق عددي على شريحة محددة من الأرض ضد القوات العراقية التي لم تدمَّر بعد.

أن يسبق الهجوم عمليات جوية مركزة وشاملة لمدة أسبوعين يتبعها تقدم عبر الحدود الجنوبية من خلال الانطلاق نحو الشمال الشرقي داخل الخط الدفاعي العراقي ثم تغيير الاتجاه شرقاً متخذة تشكيل قتال منفرج الساقَين تجاه الطريق السريع الذي يتجه نحو البصرة بعيداً عن مدينة الكويت من أجل تحقيق هدفين:

الهدف الأول: تأمين الحدود الشمالية للكويت مع العراق.

الهدف الثاني: سرعة عزل قوات الحرس الجمهوري العراقي، قبل أن تدرك طبيعة وهدف العمليات الهجومية للقوات المشتركة بصفة عامة، وللفيلق الأمريكي خاصة.
....................
تشكيل العملية في حالة استخدام فيلق واحد

في اتجاه الهجوم الرئيسي للعملية

الفيلق 18 الأمريكي متخذاً تشكيل قتاله في (نسق واحد واحتياطي، وقوات تأمين)، كالآتي:

ـ في النسق الأول

الفرقة 24 المشاة الآلية والفرقة الأولى الفرسان المدرعة على أن يدفع الفوج الثالث الفرسان المدرع إلى العمل كمفرزة متقدمة للفيلق.

ـ في الاحتياطي

الفرقة 101 الاقتحام الجوي، بالتعاون مع وحدات المشاة البحرية.

ـ قوات تأمين

الفرقة 82 الإبرار الجوي تؤمن خطوط مواصلات القوات المتحالفة، وكذا الجانب الأيمن لها.
..................
في اتجاه المنطقتين الشرقية والشمالية/القوات العربية والإسلامية بقيادة قائد القوات المشتركة.
..................

لم يكن شوارتزكوف واثقاً من جدوى استخدام فيلق واحد لتنفيذ المهمة لعدة أسباب:

أ. أن الهجوم سيكون ضد مواقع مجهزة وبالمواجهة وضد قلب دفاع القوات العراقية.

ب. أنه بغض النظر عن سرعة الخطة كان الأمر يحتاج إلى قوات إضافية لتحقيق مقارنة مناسبة في القوات لشن عمليات هجومية ناجحة.

ج. التوقعات لحدوث خسائر بشرية كبيرة حتى مع كل ما هو متيسر لدى قوات التحالف من تقدم تكنولوجي والحصول على المبادأة وتحقيق السيطرة الجوية ولكن مقترح استخدام فيلق واحد كان يعني أن القوات ستتكبّد خسائر كبيرة لتحقيق النجاح المطلوب.

د. إذا ما ساءت الأمور قد تضطر القوات المهاجمة إلى التوقف وحماية نفسها وإعادة تنظيمها وإن مثل هذا التوقف خلال مرحلة تنفيذ العمليات يعني أن المهمة قد تعرضت للفشل لذا لم يكن شوارتزكوف وقيادته يفضلان هذا المقترح ولكن كان هناك عوامل ضاغطة من واشنطن من أجل وضع خطة هجومية باستخدام فيلق واحد.
..............................

2- التخطيط الثاني للعمليات الهجومية البرية


في العاشر من أكتوبر 1990 توجه رئيس أركان القيادة المركزية الجنرال "جونستون" في صحبة بعض أفراد طاقم التخطيط إلى واشنطن حيث قدّم إيجازاً إلى ديك تشيني، وزير الدفاع وكولن باول رئيس هيئة الأركان المشتركة في البنتاجون.

وفي اليوم التالي توجهت المجموعة إلى البيت الأبيض ولخصت فكرة العملية للرئيس الأمريكي وانتهى الاجتماع بعد مناقشات عديدة، إلى الآتي:

الموافقة على القسم الجوي من الخطة (الحملة الجوية)من دون مناقشة.

أمّا القسم الثاني الخاص بالهجوم البري فقد آثار بعض الجدل ولكن جونستون حدثه في نهاية الاجتماع أن النجاح لن يكون مضموناً تماماً من دون دعم قوات التحالف بفيلق إضافي على أن يصل هذا الدعم ويكون جاهزاً للعملية خلال ثلاثة أشهر على الأكثر.

ومن هنا بدأت تبرز إلى السطح فكرة الحاجة إلى الفتح الإستراتيجي لفيلق إضافي في المسرح.

وتركزت الخطة الثانية على الآتي:

أ. هدف فكرة الهجوم بفيلقَين

عند شن الهجوم بفيلقَين يمكن أن تحقق الخطة عدة نتائج هي:

(1) تحقيق مقارنة مناسبة للهجوم /(2) تحقيق معدل هجوم أعلى.

(3) إمكان تفادي المواقع الحصينة والالتفاف لتطويق وحصار تجميع القوات العراقية المدافعة في الكويت وعزلها عن الاحتياطيات الإستراتيجية العراقية مع إحكام تحقيق المفاجأة.

ولكن كان يعيب هذه الخطة طول خطوط الإمداد مع إمكان تعرّض الأجناب للهجمات والضربات المضادة.

ب. أهمية استخدام فيلقين في الهجوم

بعد عودة مجموعة التخطيط من واشنطن إلى الرياض في 15 أكتوبر 1990 أصدر الجنرال شوارتزكوف تعليماته لبدء التخطيط على أساس وجود فيلقَين في الهجوم وعلى هذا أصبح لدى مجموعة التخطيط الإمكانات لوضع الافتراضية الملائمة.

وبطبيعة الحال كان هناك العديد من العوامل والخطوط العريضة أمام مجموعة التخطيط، يجب وضعها في الحسبان:

(1) دراسة طبيعة دفاعات الجانب العراقي بشكل جيد وكذا قدراته القتالية ونواياه وتحديد نقاط القوة والضعف لديه.

(2) تحقيق السيطرة الجوية من أجل تأمين التحركات والمناورة بالقوات مع العمل على خفض القدرات القتالية للقوات العراقية المدرعة والمشاة الآلية، إلى النصف.

(3) اختيار عناصر القوات البرية العراقية التي يُشتبك معها في قتال مباشر مع تركيز الجهود الرئيسية لقوات التحالف في اتجاه يحقق تدمير الدفاعات العراقية في الكويت وعزل قوات الحرس الجمهوري.

(4) استبعاد عمليات الإبرار البحري من خطة التنفيذ ولكن توضع في خطة الخداع الإستراتيجي من أجل إيهام القيادة العراقية بجدية تنفيذ أعمال الإبرار البحري على الساحل الكويتي مما سيؤدي إلى تثبيت 7 فرق عراقية كاملة مخصصة للدفاع عن الساحل.

(5) تخطيط عمليات الإبرار الجوي بالأسلوب الذي يضمن تأمينها في الصحراء المفتوحة من أجل تجنيبها مواجهة هجمات القوات المدرعة العراقية المحتملة والتي لديها القدرة على المناورة السريعة.

كان من الواضح أن الخطة تحتاج إلى قوات مدرعة ثقيلة لمواجهة الوحدات المدرعة العراقية المسلحة بدبابات حديثة لذا، كان من الضروري وضع الفيلق الجديد بقدراته المدرعة في اتجاه الجهود الرئيسية وأن يكون هدفه الرئيسي هو تدمير مدرعات تشكيلات الحرس الجمهوري العراقي أحد مراكز الثقل.

وحتى يتحقق ذلك فلا بد أن يكون لدى الفيلق الجديد ثلاث فرق ثقيلة على أقل تقدير وبغض النظر عن احتمال تمكّن القوات الجوية من تدمير 50% من القوات البرية العراقية فإن قوات التحالف كان يجب عليها أن تفوق عددياً على الجانب العراقي بنسبة 2 : 1.

والواقع أن الخيار الجديد والذي يؤدي إلى تقدم القوات مئات الكيلومترات داخل الصحراء وضع الإداريين أمام مشاكل عديدة كان يجب التخطيط المسبق لها وإلا كانت النتيجة هي الفشل.

ومع ذلك فإن وجود فيلق ثان قد مكن من إيجاد فرص عديدة لتحقيق خفة حركة ومناورة واسعة، توافرت بالفعل لدى القوات المدرعة الأمريكية.

وفي 17 أكتوبر 1990 بدأ الجنرال شوارتزكوف يرفع الستار عن السرية المحيطة بعملية التخطيط فعرض على كلٍّ من قائد القوات البريطانية الجنرال بيتر دي لا بيليير وقائد القوات الفرنسية فكرة الهجوم باستخدام فيلق واحد وباستخدام فيلقَين وأبديا ارتياحهما لفكرة الهجوم باستخدام فيلقَين ما دام الالتفاف سيكون عميق غرب وادي الباطن متجنّباً القوات العراقية الثابتة والأحزمة الدفاعية الكثيفة.

وكان لهما عدد من الملاحظات يمكن إيجازها في الآتي:

أهمية الخداع الإستراتيجي التي يمكن أن تحدث التوازن العام داخل المسرح إذا تحقق النجاح في خداع العراقيين عن الاتجاه الحقيقي للهجوم.

أهمية العمليات النفسية التي يمكنها، إذا أديرت بنجاح أن تؤثر في القدرات القتالية العراقية.

أهمية إنشاء قواعد إمدادات وتموين في عمق الصحراء جهة الغرب، لإسناد العملية الهجومية بفيلقَين.

ج. فكرة الخطوط العامة للخطة

وضعت مجموعة التخطيط خطوطاً عامة لفكرة الاستخدام الإستراتيجي للقوات تتلخص في الآتي:

(1) تنفيذ الهجوم الرئيسي إلى الغرب من وادي الباطن بوساطة الفيلقَين وأن يعمل الفيلق 18 غرب الفيلق الجديد ويكون مسؤولاً عن قطع الطريق السريع الرقم (8) جنوب نهر الفرات.

(2) أما الفيلق الجديد فسيهاجم بين وادي الباطن من ناحية والفيلق 18 من ناحية أخرى في اتجاه الشمال الشرقي من أجل تأمين الحدود الشمالية الكويتية/ العراقية مع الاستعداد لمهاجمة قوات فيلق الحرس الجمهوري العراقي.

(3) وضع مشاة البحرية الأمريكية في قطاع هجومي بالقرب من اتجاه الهجوم الرئيسي وإلى الشرق من وادي الباطن حيث تنفذ عملية محدودة الهدف يمكن من خلالها تأمين خطوط مواصلات القوات البرية الأمريكية.

(4) القوات المشتركة التابعة لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات تهاجم بالمواجهة خط الجبهة الرئيسي على طول الحدود الجنوبية الكويتية ضد الدفاعات الرئيسية العراقية وتندفع شمالاً تجاه مدينتَي الكويت والجهراء.

(5) قوات الإبرار البحري تظل محملة على متن السفن من أجل الإيحاء بتهديد السواحل الكويتية واستعدادها لعملية إبرار بحري على الساحل الكويتي الأمر الذي سيؤدي إلى احتفاظ القيادة العراقية بعدد من الفِرق للدفاع عن ذلك الساحل.

وبعد عرض الخطة العامة على الجنرال شوارتزكوف وبعد أن دقق في اتجاه الضربات الرئيسية للفيلق الجديد والفيلق 18 علق عليها

قائلاً: "نستطيع الآن أن نحقق الاندفاع العميق والوصول إلى الطريق السريع الرقم (8) وتهديد قوات الحرس الجمهوري العراقي وتدميرها".

وأكّد ضرورة الاشتباك مع قوات الحرس الجمهوري العراقية قبل التحرك لتأمين الحدود الشمالية الكويتية وأن يكون تدمير هذه القوات تدميراً كلياً هو أحد الأهداف العملياتية الرئيسية.

د. نقاط القوة التي تتحقق لقوات التحالف لإنجاح الخطة

ولتحقيق أهداف هذه العملية بحسم وسرعة وبأقل خسائر في القوات بُنِيَت الخطة على فكرة استخدام القوة الحاسمة (Decisive Force) وذلك لتفادي عمليات الاستنزاف التي كانت قد واجهتها القوات الأمريكية في فيتنام وأن تستغل عناصر القوة في القوات المتحالفة ضد عناصر الضعف في القوات العراقية وألاّ يسمح للعراق أن يفعل المثل.

وعلى الرغم من أن القوات المتحالفة كانت تعمل في مسرح طبيعته معروفة للجانب العراقي أكثر مما هي معروفة لها كما أن ساحة المسرح ضخمة الأمر الذي يجعل التأمين المادي والإداري صعباً وعلى الرغم من أن مقارنة القوات كانت في مصلحة العراق ـ إلاّ أنه يمكنها استخدام عدد من نقاط القوة، والميزات التي تتأتى لها، وأهمها:

(1) مستوى التدريب أفضل كثيراً من مستوى تدريب القوات العراقية/(2) التفوق التكنولوجي في التسليح/(3) التفوق الجوي.

(4) قدرات الاستطلاع المتاحة في الوقت الذي يمكن القول بأنها معدومة بالنسبة إلى الجانب العراقي.

(5) التأثير النفسي والسياسي لحشد هذا الحجم من القوات ضد العراق.

هـ. اختيار الفيلق السابع

كان أمام هيئة الأركان المشتركة في واشنطن اختيار واحد من ثلاثة فيالق ينتشر في مسرح العمليات كالآتي:

(1) الفيلق الثالث

المتمركز في فورت هود في ولاية تكساس وكان هناك عدة اعتبارات تحد من اختياره وهي:

(أ) للفيلق قوات موجودة بالفعل في المسرح وهي الفرقة الأولى الفرسان المدرعة والفوج الثالث الفرسان المدرع واللواء الأول (Tiger) من الفرقة الثانية المدرعة ومن ثَم فإن جزءاً كبيراً منه مستخدم بالفعل مع الفيلق 18.

(ب) الوقت الطويل الذي ستستغرقه القوات عند نقلها من الولايات المتحدة الأمريكية وهذا من شأنه تأخير الهجوم.

(ج) لم يجرِ بعد إعادة تسليح بعض الفرق بدبابات (M1A1 Abrams) الحديثة.

(د) إن اللواء الجوي (اللواء السادس الفرسان الجوي) التابع للفيلق تَحمّل العديد من الخسائر في طائراته خلال العاصفة التي هبّت على فورت هود عام 1989.

(2) الفيلقان الخامس والسابع

المتمركزان في ألمانيا جاء اختيار أي منهما لقرب المسافة بينهما وبين مسرح العمليات إضافة إلى أن الظروف أصبحت مواتية لنقل فيلق من ألمانيا بعد انتهاء الحرب الباردة ووحدة البلاد وإزالة حائط برلين وأمست وحدات وتشكيلات الفرسان الأمريكية في غير حاجة إلى تنفيذ أعمال الدوريات على طول حدود دول حلف وارسو.

كما كان كلٌّ منهما مجهزاً بالمعدات الحديثة ويمكن نقله إلى منطقة الخليج في أسبوعين فقط بدلاً من الحاجة إلى ما بين 4 و5 أسابيع اللازمة لنقل الفيلق الثالث لذا كان الفيلقان متساويين في الأفضلية.

وما رجّح استخدام الفيلق السابع هو وجود خطة لجعله "غير عامل" (أي تخفيض قوّته) ومن ثَم عدم تأثر المسرح الأوروبي في حالة تحركه خارجه.

لذا وقع الاختيار على انتشار هذا الفيلق بقيادته ووحدات الإسناد والفرقة الأولى المدرعة والفرقة الثالثة المدرعة من الفيلق الخامس وفرقة المشاة الأولى.
.................
و. الموافقة على زيادة حجم القوات الأمريكية

عندما اجتمع الجنرال باول إلى الجنرال شوارتزكوف في الرياض في 22 ـ 23 أكتوبر 1990 وبعد استعراض الخطتَين الخاصتَين باستخدام فيلق واحد، أو فيلقَين اقتنع باول بضرورة دعم المسرح بفيلق إضافي.

ولكنه أكد في الوقت نفسه ضرورة عدم فتح الفيلق الجديد في مواقع الهجوم، إلاّ في اللحظات الأخيرة وقبل الهجوم مباشرة من أجل إقناع العراقيين أن الهجوم سيأتي مباشرة خلال الكويت وليس من خلال عملية التفاف حول جناحهم الأيمن في الغرب إذ إن الفتح المبكر في مواقع الهجوم سيؤدي إلى تحرك القيادة العراقية لقوات الحرس الجمهوري في الصحراء العراقية من أجل مواجهة هجوم قوات التحالف.

وبعد عودة الجنرال باول من الرياض وفي 30 أكتوبر 1990، اجتمع كلٌّ من تشيني وباول إلى الرئيس بوش وعرض باول وجهة نظره وكذلك وجهة نظر شوارتزكوف، لدعم المسرح بقوات إضافية تقدر بنحو 200 ألف جندي وهذا يتطلب استدعاء جزء من الاحتياطي.

واقترح أن يكون الدعم بالفيلق السابع المتمركز في أوروبا ووافق الرئيس بوش على مطالب شوارتزكوف حتى يتحقق التفوق البري في مسرح العمليات على أن تُعدل الخطة بتنفيذ عملية التفاف واسعة النطاق حول الدفاعات العراقية في الكويت.

وفي الثامن من نوفمبر 1990 أعلن الرئيس بوش: "لقد أصدرت الأمر إلى وزير الدفاع اليوم بزيادة حجم القوات الأمريكية في الخليج للتأكد أن للحلفاء خياراً عسكرياً هجومياً ملائماً حين يصبح ضرورياً لتحقيق أهدافنا المشتركة".

وأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم إرسال مزيد من القوات (نحو 200 ألف جندي) إلى منطقة الخليج قبل نهاية يناير 1991 لتمكين قوات التحالف من تحقيق قدرة هجومية مشتركة والتحول من مرحلة ردع القوات العراقية عن الهجوم إلى مرحلة مهاجمتها وطردها من الكويت وعلى هذا الأساس زيد حجم القوات الأمريكية بدعمها بالفيلق السابع من أوروبا إضافة إلى الفرقة الأولى المشاة الآلية والفرقة الثانية المشاة البحرية من الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لإضفاء المصداقية على العمل العسكري الهجومي وبذلك يمكن القول إن الموقف في الخليج قد وصل إلى نقطة حاسمة وأصبح من الواضح أن العمليات الهجومية باتت قريبة.


وخلال شهر كامل انهمكت القيادة الأمريكية وقيادة القوات المشتركة في عملية تخطيط للعملية الهجومية الإستراتيجية بالشكل الجديد.
.....................................

يتبع....
 
خطة العمليات المشتركة/عاصفة الصحراء
......................


المسودة الأولى من خطة العمليات المشتركة "عاصفة الصحراء"

عرضت المسودة الأولى من الخطة على صاحب السموّ الملكي قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات في أوائل يناير 1991 وقد أبدى سموّه خمساً وخمسين ملاحظة على محتوياتها ولخصها في نهاية الملاحظات في الآتي:

1. ضرورة مراعاة الدقة عند ترجمة الوثائق الإنجليزية مع توضيح الأجزاء المضافة التي تخص القوات المشتركة.

2. أهمية عدم تداخل مناطق المسؤولية بين القوات المشتركة والقوات المركزية الأمريكية.

3. ضرورة عدم اضطرار أي قوات إلى العبور من خلال قطاعات الهجوم أو من خلال مناطق المسؤولية لقوات أخرى إلاّ في حالات الضرورة القصوى وفي هذه الحالة يجب تنسيق العبور بإجراءات وتعليمات محددة مكتوبة.

4. التأكد من تحقيق نسب التفوق المطلوبة في مصلحة المهاجم في قطاعات الهجوم وقطاعات الاختراق قبل بداية تنفيذ العمليات البرية.

5. التأكد من استخدام كل وحدة طبقاً لإمكاناتها وقدراتها القتالية والاهتمام بثبات الدفاع واتزانه وإعادة تنظيم الأوضاع الدفاعية للوحدات التي لن تشارك في الهجوم.

6.الاهتمام بتخطيط عمليات المنطقة الخلفية بتحديد المسؤوليات وتفصيلها.

وفي العاشر من يناير 1991 رفعت خطة العمليات المشتركة/عاصفة الصحراء إلى قائد القوات المشتركة للموافقة والتوقيع ونظراً إلى ضيق الوقت فقد وقّعها سموّه وأبلغ ملاحظاته إلى رئيس قسم التخطيط السعودي ونظراً إلى أهمية هذه الوثيقة وحرصاً على سِريتها سيُذكر فقط ملخص للنقاط الرئيسية الواردة فيها.
...............................

ملخص النقاط الرئيسية لخطة العمليات المشتركة "عاصفة الصحراء" //خطة عمليات هجومية مشتركة، لطرد القوات العراقية من الكويت
.........................
1. الموقف

أ. الغرض من خطة "عاصفة الصحراء"

هو إنهاء الاعتداء العراقي وتأمين الكويت وإعادة الحكومة الشرعية الكويتية.

ب. مسرح عمليات الكويت

هو المنطقة الجغرافية التي تستخدم لتقييم عدد الفرق العراقية الموجهة ضد المملكة العربية السعودية ويشمل المسرح جميع ما يقع جنوب خط العرض (31) درجة شمالاً وغرب الخليج العربي والحدود العراقية ـ الإيرانية، وشمال الحدود السعودية ـ الكويتية والسعودية ـ العراقية وشرق خط الطول (45) درجة شرقاً.

ج. الأهداف العملياتية للحملة

(1) تدمير قدرة العراق العسكرية على شنّ الحرب/(2) تحقيق السيادة الجوية والاحتفاظ بها/(3) قطع خطوط الإمداد العراقية/(4) تدمير قدرة العراق الكيماوية والبيولوجية والنووية.

(5) تدمير قوات الحرس الجمهوري (6) تحرير مدينة الكويت على أيدي القوات العربية.


د. إجراءات ما قبل الصراع

إن تحقيق أهداف مسرح العمليات يعتمد اعتماداً كبيراً على إمكانية القوات السعودية وقوات مجلس التعاون والقوات الشقيقة والصديقة وقدرتها على إدارة عمليات هجومية مشتركة ناجحة.

ويشمل الاستعداد لهذه العمليات ما يأتي:

(1) التنفيذ المبكر للعمليات النفسية والخداعية لزيادة التأثير في قوات المعتدي وتثبيت قوات الحرس الجمهوري في مواقعها في مسرح العمليات الكويتي وجعل القيادة العراقية تركز الجهود الرئيسية في المناطق الشرقية للعراق والكويت.

(2) حشد القوات المتحالفة في المنطقة وإعادة تجميعها وتنظيم أوضاعها لتلائم تنفيذ العمليات اللاحقة والاستعداد للانتقال إلى الأوضاع الهجومية تحت غطاء الحملة الجوية.

(3) التحسين المستمر لنظام الإسناد بالإمدادات والتموين ليشمل إعادة تنظيم أوضاع وحدات الإمدادات والتموين في مسرح العمليات ودفعها إلى الأمام قدر الإمكان والمحافظة في الوقت نفسه على أمن العمليات.

(4) تحسين أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات والحرب الإلكترونية والدفاع ضد الأسلحة الكيماوية وضد الصواريخ الباليستية التكتيكية.

(5) الارتفاع بمستوى التعاون المشترك الوثيق بين القوات المشتركة والأمريكية من خلال إجراء التمارين المشتركة والتجارب وإجراءات التنسيق.

هـ. قواتنا والقوات الشقيقة والصديقة

يعتمد إنجاز المهمة على النجاح في توجيه القدرات الساحقة الجوية والبحرية والبرية ضد القوات العراقية.
........................
(1) القوات المشتركة

(أ) القوات البرية: خمس فرق/(ب) القوات الجوية: (11) سرباً مقاتلاً تكتيكياً.

(ج) القوات البحرية: وحدتان بحريتان عائمتان وحاملة طائرات عمودية فرنسية/(د) قوات الدفاع الجوي: مجموعتان.
....................
(2) القوات الأمريكية الصديقة

(أ) القوات البرية المركزية: الفيلق السابع والفيلق الثامن عشر وفرقة مدرعة بريطانية وفرقة مدرعة فرنسية.

(ب) القوات البحرية المركزية: قوة واجب برمائية واحدة وست حاملات طائرات، وبارجتان.

(ج) القوات الجوية المركزية: (28) سرباً مقاتلاً تكتيكياً وسربا قاذفات (5) أسراب مقاتلة تكتيكية بريطانية.

(د) قوات مشاة البحرية المركزية: فرقتان، جناح طيران واحد لواء واحد من القوات البرية.

(هـ) القوات الخاصة المركزية: مجموعة قوات خاصة واحدة وجناح عمليات خاصة واحد ومجموعة واجب عمليات بحرية خاصة.
..............
2. المهمة

تهجم القوات المتحالفة لطرد القوات العراقية من الكويت وتستعد لتأمين الكويت والدفاع عنها.
......................................

3. التنفيذ

أ. ملخص حملة الهجوم

ينفذ الهجوم على أربع مراحل وعلى الرغم من أن لكل مرحلة أهدافاً معينة فإن تنفيذ المراحل ليس منفصلاً أو متعاقباً بالضرورة فقد تتداخل المراحل كلما تهيّأت الإمكانات أو تغيرت الأولويات.
............
(1) المرحلة الأولى: الحملة الجوية الإستراتيجية/ (2) المرحلة الثانية: الحصول على السيادة الجوية في مسرح العمليات الكويتي.

(3) المرحلة الثالثة: تحضيرات ميدان المعركة/(4) المرحلة الرابعة: حملة الهجوم البري.
.................
ب. مراكز ثقل المعتدي

للمعتدي ثلاثة مراكز ثقل رئيسية تعد أهدافاً للحملة الهجومية لتدميرها أو تحييدها أو إزالتها أو تقليص قدرتها، في أسرع ما يمكن وهي:

(1) القيادة العليا ومراكز القيادة والسيطرة والاتصالات/(2) القدرات الكيماوية والبيولوجية والنووية/(3) قوات الحرس الجمهوري.



.....................
ج. العمليات الخداعية والنفسية

تنفذ العمليات الخداعية والنفسية التالية:

(1) ينفذ الخداع العملياتي بهدف تثبيت قوات الحرس الجمهوري في جنوب شرقي العراق ويشمل تنفيذ قوات العمليات الخاصة والقوات البحرية عمليات التضليل والتظاهرات وأنشطة مساندة أخرى لتهديد البصرة وتهديد القوات العراقية من الشرق ومن الجنوب عبر الكويت.

(2) تركز العمليات النفسية في خفض الروح المعنوية للقادة والجنود العراقيين وإضعاف رغبتهم في القتال وقدرتهم عليه.
.....................

د. فكرة العمليات

(1) فكر (نية أو قصد) القائد

تستمر القوات المتحالفة في الدفاع عن المملكة العربية السعودية أثناء التحضير للعمليات الهجومية وخلال الهجوم تستخدم عناصر القوة لدى القوات المتحالفة ضد نقاط ضعف المعتدي وتجري عمليات "تحضير ميدان المعركة" بتنفيذ العمليات النفسية والخداع وأنشطة قوات العمليات الخاصة بهدف إرباك المعتدي وإضعافه وخفض روحه المعنوية وتنفذ الحملة الجوية الإستراتيجية الكثيفة ضد أهداف في العراق مع التركيز في مراكز الثقل وتدريجاً تتحول الحملة الجوية إلى مسرح عمليات الكويت لتقليص فاعلية الدفاعات العراقية وعزل هذا المسرح كلية.

وعند صدور الأوامر تنفذ هجمات برية وبحرية وجوية من عدة محاور كما تنفذ عمليات برمائية وبحرية لإيهام المعتدي بأن اتجاه الهجوم الرئيسي سيكون من الشرق علماً بأن اتجاه المجهود الرئيسي سيكون من غرب الكويت وستتجنب القوات الأمريكية احتلال المناطق الآهلة بالسكان أو المناورة خلالها.

(2) عام

تبدأ الحملة بإعادة تنظيم أوضاع الوحدات والتشكيلات لتلائم العمليات الهجومية ودفع وحدات الإمدادات والتموين إلى الأمام قدر الإمكان قبل يوم (ي) وقد تتعرض القوات المتحالفة لضربة إجهاض من القوات العراقية خلال فترة إعادة التنظيم ولكنها ستكون قادرة على التعامل مع أي هجوم عراقي أو أي تهديد للمنطقة الخلفية وفي يوم (ي) تبدأ الحملة الجوية الإستراتيجية ضد الأهداف في العمق العراقي وفي الوقت نفسه وتحت الغطاء الجوي للحملة الجوية تتحرك القوات المتحالفة البرية الرئيسية إلى الأمام، لاحتلال مواقع الهجوم وعلى الرغم من ضرورة تحركها إلى الأمام إلا أنها يجب أن تبقى في مواقع خارج مدى المدفعية وراجمات الصواريخ العراقية حتى بداية الهجوم البري.

وبعد تحقق أهداف الحملة الجوية الإستراتيجية تكون أولويات الجهد الجوي في مسرح عمليات الكويت شل الدفاع الجوي العراقي وقطع خطوط الإمداد وبعد تدمير منظومة الدفاع الجوي يبدأ المجهود الجوي الإستراتيجي والتكتيكي ومدفعية البحرية بتحضير ميدان المعركة. ويكون الهدف من ذلك تقليص ما لا يقلّ عن 50% من القدرات القتالية العراقية في مسرح عمليات الكويت قبل مرحلة الهجوم البري.
..............................

(3) مراحل العمليات الهجومية

(أ) المرحلة الأولى

وهي الحملة الجوية الإستراتيجية والضربات الصاروخية وستبدأ بمهاجمة القدرات القتالية للعراق على شنّ الحرب ومن المتوقع أن تستمر هذه المرحلة من ثلاثة إلى ستة أيام ومن الفور تبدأ القوات البحرية بفرض السيطرة البحرية في شمالي الخليج العربي، وتوفير إسناد نيراني بحري عند الضرورة وتبدأ التشكيلات البرية للقوات المتحالفة بالتحرك إلى مواقعها الهجومية تحت غطاء الحملة الجوية بينما تتولى الوحدات والتشكيلات الأقل قدرة على خفة الحركة الدفاع عن الموانئ والمنشآت الحيوية على الساحل الشرقي للمملكة.

(ب) المرحلة الثانية

تتحقق السيادة الجوية في مسرح عمليات الكويت بمهاجمة منظومتَي الدفاع الجوي والقيادة والسيطرة في العراق والكويت ومن المتوقع أن تستمر هذه المرحلة يومَين تقريباً وبذلك تتهيّأ البيئة الملائمة للطائرات المقاتلة التكتيكية والطائرات العمودية الهجومية للعمل بحُرية وفاعلية في المرحلتَين التاليتَين.

(ج) المرحلة الثالثة

يبدأ "تحضير ميدان المعركة" بهجمات كثيفة ضد القوات البرية العراقية ووحدات المدفعية والصواريخ بأنواعها مع قطع خطوط الإمداد وتدمير أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات، في جنوبي العراق والكويت وذلك بالهجمات الجوية التكتيكية ونيران الإسناد البحري ومن المتوقع أن تستمر هذه المرحلة ثمانية أيام تقريباً وتهدف إلى قطع خطوط الإمداد العراقية وتقليص فاعلية المعتدي القتالية في مسرح عمليات الكويت إلى ما لا يقلّ عن 50%، لتحقيق التفوق في القوات البرية طبقاً لنسب المقارنة المعروفة في الهجوم.

(د) المرحلة الرابعة


وهي حملة الهجوم البري التي تهدف إلى تحرير الكويت وقطع خطوط المواصلات الحيوية في جنوب شرقي العراق وتدمير الحرس الجمهوري العراقي في مسرح العمليات الكويتي وتنفذ عمليات الخداع والتضليل بالتظاهر بعمليات إنزال رئيسية على طول السواحل الكويتية والعراقيةوذلك كجزء من عمليات الهجوم البري خطّط للعمليات البرية أن تنفذ أربع هجمات مساندة بالمواجهة يليها الهجوم الرئيسيبالالتفاف من اتجاه الغب مع تشكيل الاحتياطيات اللازمة كالآتي:

في الشرق تنفذ القوات المشتركة / الشرقية الهجوم المساند لاختراق الدفاعات العراقية وحماية الجناح الأيمن لمشاة البحرية الأمريكية وذلك بتدمير القوات العراقية وتأمين الأهداف الحيوية في قطاعها المخصص وعند الأمر تؤمن مدينة الكويت.

في المنطقة الجنوبية من الكويت تنفذ مشاة البحرية الأمريكية الهجوم المساند لاختراق الدفاعات العراقية وتدمير القوات العراقية في قطاعها الخاص وتأمين الأهداف الحيوية لمنع وصول تعزيزات إلى القوات التي تواجه قوات المنطقة الشمالية وتحتل مواقع "قطع" لمنع انسحاب القوات العراقية من جنوب الكويت ومن مدينة الكويت.

في المنطقة الوسطى الغربية من الكويت تنفذ القوات المشتركة ـ الشمالية الهجوم المساند، لاختراق الدفاعات العراقية وحماية الجانب الأيمن للفيلق السابع الأمريكي، حتى "الأبرق" شمالاً وعند الأمر تستمر في الهجوم لقطع طرق المواصلات العراقية شمال مدينة الكويت وعند صدور الأوامر كذلك تساعد على تأمين مدينة الكويت وتطهيرها.

في الغرب ينفذ الفيلق 18 المحمول جواً الهجوم المساند لقطع خطوط المواصلات (شرق/ غرب) على طول الطريق الرئيسي الرقم (8) وعزل القوات العراقية الموجودة في مسرح عمليات الكويت وعند الأمر يهجم شرقاً لتدمير قوات الحرس الجمهوري في المنطقة المخصصة له.

الهجوم الرئيسي ينفذه الفيلق السابع لاختراق الدفاعات العراقية وتدمير قوات الحرس الجمهوري في قطاعه ويستعد للدفاع عن الحدود الشمالية الكويتية لمنع العراق من معاودة احتلال أراضٍ كويتية ويجرى تدمير قوات الحرس الجمهوري في مسرح عمليات الكويت بمشاركة الهجمات الجوية التكتيكية وعمليات هجوم الطائرات العمودية.

الاحتياطيات تخصص القوات البرية الأمريكية فرقة مدرعة (ـ) تعمل كاحتياطي في يد قائد القيادة المركزية في المسرح وتكلف بمتابعة الهجوم الرئيسي ومساندة القوات المشتركة ـ الشمالية سيحدد احتياطي القوات المشتركة في كلٍّ من المنطقتَين الشرقية والشمالية ويستخدم بأمر قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات.

عندما يستقر الموقف في الكويت تتابع القوات المشتركة ـ الشرقية هجومها لتحرير مدينة الكويت وتأمينها بينما تبدأ القوات المشتركة ـ الشمالية والقوات الشقيقة والصديقة الأخرى بإنشاء الدفاعات العاجلة وتدمير القوات العراقية التي تكون القوات المهاجمة قد تجاوزتها أو التفت حولها وتستعد لتأمين الكويت والدفاع عنها.
............................

4. الاستخدام
.....
أ. القوات السعودية
........
(1) القوات المشتركة ـ الشرقية


(أ) تساند عمليات الخداع على مستوى المسرح طبقاً للتخطيط.

(ب) تعِد خططاً مفصلة لجمع أسرى الحرب والمدنيين واللاجئين والسيطرة عليهم وإخلائهم.

(ج) عند الأمر تنفذ الهجوم المساند في الشرق لاختراق الدفاعات العراقية وحماية الجانب الأيمن لمشاة البحرية بتدمير القوات العراقية وتأمين الأهداف الحيوية في القطاع المخصص وعند الأمر تؤمِّن مدينة الكويت.

(د) تكون احتياطي المنطقة وتستخدمه بناء على توجيهات قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات.

(هـ) تنسق مع قيادة مشاة البحرية المركزية العبور من خلال منطقة مسؤوليتها إلى مدينة الكويت.

(و) تنسق تبادل مجموعات/ ضباط الارتباط ومعهم معدات الاتصالات الملائمة مع القوات البحريةوقوات مشاة البحرية وقوات العمليات الخاصة الأمريكية لتسهيل تكامل نيران الإسناد الجوي القريب ونيران الطائرات العمودية الهجومية ونيران الإسناد البحري، وعمليات المناورة.

(ز) تستعد لتوفير مفرزة ملائمة من كل قوة شقيقة أو صديقة لتأمين سفارة بلد كلٍّ منها في مدينة الكويت في الوقت الملائم.

(2) القوات المشتركة ـ الشمالية

(أ) تساند عمليات الخداع على مستوى المسرح طبقاً للتخطيط.

(ب) تعِد خططاً مفصلة لجمع أسْرى الحرب والمدنيين واللاجئين والسيطرة عليهم وإخلائهم.

(ج) عند الأمر تنفذ الهجوم المساند من خلال الوسط الغربي للكويت لاختراق دفاعات العراق وحماية الجانب الأيمن للفيلق السابع حتى الأبرق شمالاً وعند الأمر تتابع الهجوم لقطع طرق المواصلات شمال مدينة الكويت وتستعد للمساعدة على تأمين مدينة الكويت وتطهيرها.

(د) تعدّ القوات السورية احتياطي في يد قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات وتتبع تقدم القوات السعودية أثناء الهجوم.

(هـ) تحافظ على الطرق والمنشآت المساندة في حالة جيدة للاستعمال لمساعدة حركة نقل قوات المنطقة الشمالية.

(و) تدير عمليات تأمين المنطقة الخلفية في المنطقة الشمالية.

(ز) تنسق تبادل مجموعات/ ضباط الارتباط ومعهم معدات الاتصالات الملائمة مع القوات البحرية وقوات مشاة البحرية وقوات العمليات الخاصة الأمريكية لتسهيل تكامل نيران الإسناد الجوي القريب ونيران الطائرات العمودية الهجومية ونيران الإسناد البحري وعمليات المناورة.

(ح) تنسق مع قوات مشاة البحرية المركزية للمرور من خلالها، إلى مدينة الكويت.


(ي) تبدأ السيطرة العملياتية لقيادة القوات البرية المركزية الأمريكية على الفرقة السادسة المدرعة الفرنسية بدءاً من الساعة 0600، 17 يناير 1991.
............

(3) القوات الجوية الملكية السعودية

تنفذ الواجبات التالية بالتنسيق مع القوات الجوية المركزية الأمريكية:

(أ) تساند عمليات الخداع على مستوى المسرح طبقاً للتخطيط.

(ب) تمارس القيادة والسيطرة على كافة عناصر الدفاع الجوي للمملكة العربية السعودية.

(ج) تنفذ الدفاع الجوي عن أجواء المملكة طبقاً لإجراءات القيادة والسيطرة للقوات الجوية الملكية السعودية.

(د) يعمل قائد القوات الجوية كسلطة سيطرة على الفضاء الجوي لمسرح العمليات للعناصر السعودية التي تحت سيطرته بالتنسيق مع قيادة القوات الجوية المركزية الأمريكية.

(هـ) تنفذ العمليات الجوية المضادّة وعمليات التحريم الجوي والإسناد الجوي القريب في المملكة العربية السعودية والكويت والعراق طبقاً لأمر العمليات الجوي اليومي للحملة الجوية الهجومية.

(و) تنفذ عمليات الاستطلاع الجوي وعمليات البحث والإنقاذ بالتنسيق مع القوات الجوية الأمريكية.

(ز) تساند عمليات الإسقاط الجوي والنقل الجوي وعمليات إعادة التزود بالوقود حسب الحاجة.

(4) القوات البحرية الملكية السعودية

(أ) تساند عمليات الخداع على مستوى المسرح طبقاً للتخطيط.

(ب) تعترض سفن المعتدي وتمنعها من تنفيذ أي أعمال عدائية في المياه الإقليمية السعودية.

(ج) تدافع عن السواحل من "ضلع الظلف" إلى "ضلع العاموده".

(د) تؤمن ميناءَي قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية ورأس مشعاب.

(هـ) تساعد القوات البحرية المركزية الأمريكية على تنفيذ عمليات كسح الألغام نهاراً حسب الحاجة.

(و) تحمي السفن التجارية داخل المياه الإقليمية السعودية.

(ز) تنفذ أعمال الدوريات، البحرية والجوية، في حدود إمكاناتها.


(5) المنطقة الشمالية الغربية

(أ) تساند عمليات الخداع على مستوى المسرح طبقاً للتخطيط.

(ب) تستعد لتحريك بقية وحدات لواء الإمام فيصل بن تركي في تبوك لمساندة الحملة الهجومية

..........................................
يتبع...........
 
...................................

الخطة النهائية البرية

1. اشتملت خطة الهجوم البري على عدة عمليات متداخلة وتقود القوات البرية المركزية الأمريكية المجهود الرئيسي لهذه العمليات فيهاجم الفيلق (18) من الغرب ويتقدم بعمق داخل الأراضي العراقية ويسيطر على خطوط المواصلات المتجهة (شرق ـ غرب)على طول الطريق السريع الرقم (8) ويحصر القوات العراقية في مسرح العمليات الكويتي أمّا الفيلق السابع في المجهود الرئيسي لقوات التحالف ويهاجم شرق الفيلق (18) وغرب وادي الباطن متجهاً في البداية نحو الشمال ثم نحو الشرق لتدمير قوات الحرس الجمهوري.

وقد عُدِّلت الخطة وتأكدت خلال "تمرين مراكز قيادة" الذي أجري في الفترة من 6 إلى 8 يناير 1991 وذلك بتحريك فرقتَين مدرعتَين وفوج فرسان، إلى الغرب، لاستغلال ثغرة في الدفاعات العراقية وقد أمكن تنفيذ ذلك عندما وضعت الفرقة الأولى الفرسان تحت السيطرة العملياتية للفيلق السابع لمنع تنفيذ العراق هجوماً مماثلاً لهجوم الخفجي ضد منطقة حفر الباطن وقد حرّك الفيلق السابع الفرقة الأولى لمنع الهجوم العراقي ولتثبيت القوات العراقية في أماكنها ليتمكن من تنفيذ الالتفاف.

2. على الجناح الأيمن تثبت القوات المشتركة الشمالية وقوات مشاة البحرية الأولى والقوات المشتركة الشرقية القوات العراقية، التكتيكية والعملياتية في أماكنها وذلك باختراق دفاعاتها في الكويت وتطويقها وتقطع القوات المشتركة الشمالية خطوط المواصلات العراقية شمال مدينة الكويت وتدمر مشاة البحرية الأمريكية قوات المعتدي وتستولي على الأهداف الحيوية جنوب شرق مدينة الجهراء كما تحمي الجانب الأيمن للقوات المشتركة الشمالية.

وتنفذ القوات البحرية ومشاة البحرية في الخليج خطة خداع من خلال هجمات خداعية وتمرينات برمائية قبل العمليات البرية وأثناءها وتحمي القوات المشتركة الشرقية الجناح الأيمن لقوات مشاة البحرية الأمريكية وذلك بتدمير القوات العراقية وتأمين الأهداف الحيوية على طول الساحل عند اكتمال تطويق مدينة الكويت وطرد القوات العراقية أو هزيمتها تبادر القوات المشتركة الشمالية والشرقية إلى تحرير مدينة الكويت وفي البداية خصص قائد القوات المركزية الأمريكية المهمة للفرقة الأولى الفرسان بالعمل كاحتياطي للمسرح.

3. لتحقيق مزيد من الفوضى والإرباك للعراقيين ولجذب الاحتياطيات التكتيكية والعملياتية فإن بدء العمليات البرية للقوات المشتركة سينفذ على التوالي فتهاجم الفرقة السادسة الفرنسية المدرعة الخفيفة والفرقة (82) المحمولة جواً والفرقة (101) الاقتحام الجوي سعت 0400 يوم "ب" في الاتجاه العام بين بغداد والجزء الجنوبي لنهر الفرات لتأمين الجانب الأيسر للهجوم الرئيسي.

في التوقيت نفسه تهاجم قوات مشاة البحرية الأمريكية تليها القوات المشتركة الشرقية على الساحل والمهمة المخصصة لقوات مشاة البحرية هي الهجوم في اتجاه الكويت غرب الوفرة لتثبيت القوات العراقية في مواجهتها وتدميرها ولتثبيت الاحتياطيات التكتيكية والعملياتية في أماكنها ومنعها من تعزيز القوات العراقية في الغرب وقطع طرق انسحاب القوات العراقية من جنوب شرق الكويت ومن مدينة الكويت وإسناد القوات العربية عند اقتحامها المدينة أمّا المجهود الرئيسي للمسرح ـ الفيلق (7) ـ فإنه لا يبدأ الهجوم إلاّ في يوم "ب+1"، متبوعاً بهجوم القوات المشتركة الشمالية بعد ساعة كاملة.

4. خُطِّط اتجاه المجهود الرئيسي ليتجنّب الدفاعات الثابتة ويتمكن من الاختراق العميق داخل الأراضي العراقية ويسمح بالالتفاف على القوات العراقية من الغرب ويهاجم ويدمر الاحتياطيات الإستراتيجية (فرق الحرس الجمهوري المدرعة والمشاة الآلية والمشاة والمدعمة بعدة فرق عراقية) ويرمز إلى هذا الالتفاف العميق أحياناً، باسم "هيل ماري" (Hail Mary) وهو يؤكد، خلال التنفيذ أهمية تنفيذ عقائد الحرب "البرية الجوية" (Air Land Battle).

إن الاستخبارات الدقيقة والسيادة الجوية وإضعاف القدرة القتالية للوحدات العراقية باستخدام العمليات الجوية والتفوق التكنولوجي ـ تجعل من الممكن عبور الصحراء المكشوفة من دون أن تكتشف القوات كما تحقق تفوقاً في القدرة القتالية البرية من اتجاه وبأسلوب غير متوقعَين من القوات العراقية.

5. خلال العمليات طرأ على الخطة الرئيسية بعض التعديلات وكان التغيير الأساسي هو التعجيل في توقيت هجوم قوات المجهود الرئيسي والقوات المشتركة الشمالية فقد كان للمعدل السريع لتقدم قوات مشاة البحرية الأولى والقوات المشتركة الشرقية والفيلق (18) الفضل في تعجيل تنفيذ الجدول الزمني للعملية الهجومية ونتيجة لذلك فقد عبَر الفيلق السابع الحد الأمامي (خط الاقتحام) قبل الموعد المحدد له في الخطة بنحو 15 ساعة.

فضلاً عن ذلك وبعد أن ظهر نجاح تقدم القوات المشتركة الشمالية تغيرت مهمة الفرقة الأولى الفرسان وألحقت على الفيلق صباح الثلاثاء 26 فبراير فسارعت إلى الالتفاف حول الجناح الأيسر للفيلق (7) وأصبحت في وضع يمكنها من شن الهجوم من الشعبة الشمالية للالتفاف ذي الشعبتَين.
...............................

اتخاذ المواقع الهجومية (Posturing For the Attack)

1. قوة المشاة البحرية الأولى

أ. نظراً إلى تغير منطقة مسؤولية قوات مشاة البحرية الأولى بعيداً عن الساحل فقد استلزم الأمر أن تقتحم الدفاعات التي تحمي قاعدة "أحمد الجابر" الجوية غرب الوفرة ولإسناد هذا التحرك فقد كان لزاماً أن تتحرك نقاط الإمداد في "رأس مشعاب" وعلى طول الساحل إلى أماكن جديدة في "الكبريت" و"الخنجر" (Khingar) وقد أنشئ مطاران ومُهِّدت أرض هبوط للطائرات العمودية في الخنجر بينما حسِّن ممر في "الكبريت" لاستقبال طائرات (C-130) لمعاونة الهجوم البري.

ب. تهاجم قوات مشاة البحرية الأولى بفرقتَين في الأمام الفرقة الأولى إلى اليمين والفرقة الثانية إلى اليسار وقد نفذت التحركات لنحو 60 ألفاً من رجال مشاة البحرية بمعداتهم مستخدمين طريقاً مفرداً يمتد مائة ميل في الصحراء ومما زاد من صعوبة هذه التحركات أنها نفّذت حينما كانت قوات مشاة البحرية على اتصال مباشر بقوات العدو ولدى وصول القوات إلى مناطق التمركز شرعت ترفع مهاراتها القتالية بتنفيذ تدريبات تكتيكية مكثفة كما بُنيت مناطق اقتحام مشابهة للمناطق الحقيقية المخصصة لها في الخطة كذلك وصلت معدات مهندسين جديدة وعلى الأخص معدات إزالة الألغام وتمهيد الطرق.

2. الحركة إلى الغرب للقوات البرية المركزية

أ. خلال ديسمبر 1990 عمدت القيادة الإدارية الرقم (22) إلى تحويل الإمدادات من الموانئ إلى قواعد قريبة من مدينة الملك خالد العسكرية وفي الفترة من 17 يناير إلى 24 فبراير خلال الحملة الجوية نفّذ كلٌّ من الفيلق (7) والفيلق (18) وعناصر أخرى من قوات التحالف تحرك 270 ألف مقاتل بمعداتهم وإمداداتهم إلى المواقع الهجومية لقد تحرك الفيلق (18) نحو 250 ميلاً والفيلق (7) نحو 150 ميلاً في التشكيل التكتيكي نفسه الذي سيستخدمانه في الهجوم من الجنوب إلى الشمال لقد نُفّذت التحركات من دون استخدام ناقلات المعدات الثقيلة وكانت تتم على مستوى الفيلق كتجربة للهجوم الحقيقي.

وتعدّ هذه التحركات التي استمرت لمدة 24 ساعة يومياً ولمدة ثلاثة أسابيع قبل بداية الهجوم البري/واحدة من أكبر تحركات القوات المقاتلة وأطولها في التاريخ/ إذ زاد عدد الأفراد وكمية المعدات على تلك التي حرّكها الجنرال "باتون" خلال هجومه على الجناح الألماني في معركة "بلج" (Bulge) لقد تحركت فِرق بكاملها مع وحدات إسنادها من دون أن يكتشفها العراقيون على طرق غير ممهدة مما زاد من صعوبة التحركات وصعوبة إدارتها وأجبر المخططين على وضع الخطط التفصيلية التي تذكر أدق التفاصيل وأصغرها.

ب. ساند أسطول النقل الجوي التكتيكي كذلك هذه التحركات إلى الغرب وشرعت الطائرات من نوع (C-130) طرقاً جوية تكتيكية إلى رفحا حيث مناطق هجوم الفيلق (18) من مطارات قريبة من المنطقة الخلفية للفيلق وأنشئت هذه الطرق على ارتفاعات منخفضة للحؤول دون اكتشافها من قبل العراقيين وقد كان متوسط هبوط طائرات (C-130) وإقلاعها من مطار الملك فهد الدولي سبع دقائق، على مدار (24) ساعة، يومياً، لمدة (13) يوماً الأولى من هذه التحركات.

ج. لدى وصول القوات إلى رفحا بدأت طائرات (C-130) بتكديس الاحتياجات وفي القاعدة الإدارية "شارلي" (Charlie) أغلق المهندسون ميلاً واحداً من طريق التابلاين وجهزوه ليكون مهبطاً للطائرات ويبعد هذا الممر تسعة أميال فقط عن الحدود العراقية لقد كان الوقود من أهم الشحنات التي تنقلها الطائرة وكانت الطائرات المجهزة بأكياس مطاطية (خزانات وقود مطاطية) خاصة تحمل 5 آلاف جالون من الوقود في كل مرة تفرغها في عربات خزانات الوقود.

3. تشكيل المعركة وتجهيزها (Preparing and Shaping Battlefield)

أ. يهدف تشكيل المعركة وتجهيزها إلى كسب زمام المبادأة من المعتدي وإجباره على القتال طبقاً لخطة قوات التحالف لا وفقاً لخطته والسماح للمهاجم باستغلال نقاط الضعف للعدو والمناورة بحُرية أكثر على أرض المعركة.

ب. تشتمل فكرة تشكيل المعركة وتجهيزها على عمليتَين رئيسيتَين:
تقليص قدرات المعتدي القتالية/ وتنفيذ العمليات النفسية/ لخداع العدو وإضعاف روحه المعنوية يتطلب تقليص قدرات العدو القتالية والاستخدام المكثف للأسلحة المساندة وتنفيذ الإغارات الجوية والأرضية وتدمير قدراته على الاستمرار في القتال أمّا العمليات النفسية فإنها تهاجم رغبة العدو في القتال وتخدعه فتجبره على رد الفعل كما تريد القوات المتحالفة وتجعله لا يتوقع الأعمال الهجومية الحقيقية المنتظرةومن يدرس تاريخ العمليات يجد أن قوات التحالف البرية والجوية نفّذت تشكيل المعركة وتجهيزها تنفيذاً جيداً وحاسماً ومكثفاً.

4. عمليات الخداع

أ. لقد حدد القائدان (قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات وقائد القيادة المركزية الأمريكية) أسبقية عالية لعمليات الخداع التي كانت تهدف إلى إقناع العراقيين أن الهجوم الرئيسي سيوجه مباشرة إلى الكويت بمساندة اقتحام برمائي من جهة الساحل ولقد شاركت جميع الوحدات في عمليات الخداع تلك. فكانت دوريات القتال الأرضية وقصفات المدفعية والهجوم البرمائي الخداعي وتحركات السفن والعمليات الجوية على سبيل المثال جزءاً من خطة الخداع كما نفذت وحدات برية عمليات استطلاع واستطلاع مضادّ مع القوات مع القوات العراقية لحرمانها الحصول على معلومات عن حقيقة نوايا قوات التحالف.


ب. لمدة (30) يوماً قبل الهجوم البري نفّذت الفرقة الأولى الفرسان هجمات خداعية عنيفة وتظاهرات وقصفاً مدفعياً في اتجاه الدفاعات العراقية قريباً من حفر الباطن فعززت هذه الأنشطة الخداع أن الهجوم الرئيسي سيُشنّ مباشرة في اتجاه الشمال أي في اتجاه الجزء الغربي من الكويت ومن ثَمّ ثُبِّتت خمس فِرق مشاة وفرقة مدرعة في أماكنها بعيداً عن منطقة هجوم الفيلق السابع.

ج. نَفّذت قوات مشاة البحرية الأولى كذلك، خطة خداع تفصيلية وجذبت سلسلة من إغارات للأسلحة المشتركة مشابهة لما حدث في يناير النيران العراقية بينما كانت العمليات النفسية تدار من مكبرات الصوت على طول الحدود ولمدة عشرة أيام كانت قوة الواجب "تروى" (Troy) المكونة من عناصر من المشاة والمدرعات والاستطلاع والمهندسين والعمليات النفسية في الجيش والتي خلقت إحساساً عاماً بوجود قوات ذات حجم أكبر من الحقيقة تشتبك مع عناصر معادية في منطقة الوفرة وتبث اتصالات خداعية وتبني مواقع هيكلية.

د. هذه العمليات اكتملت مع جهود الخداع التي نفّذتها القوات البرمائية أمام الساحل الكويتي وقد خصصت لقوة واجب برمائية مهمة خداع العراقيين بتوقعهم اقتحاماً برمائياً تجاه الكويت وأن هذا الاقتحام أصبح محتماً وقد بدأت هذه المحاولات الخداعية منذ منتصف يناير.

كما جذبت التجارب البرمائية التي أجريت في عُمان انتباه وسائل الإعلام في نهاية شهر يناير وفي الوقت نفسه، نفّذ مشاة البحرية من الوحدة (13) (وهي وحدة لها القدرة على تنفيذ العمليات الخاصة) إغارة على جزيرة أم المرادم الصغيرة أمام الساحل الكويتي ومع اقتراب موعد الهجوم البري تحركت قوة الواجب البرمائية إلى الجزء الشمالي من الخليج متظاهرة بالتحضير لعملية اقتحام وهكذا كانت عمليات الخداع هي المفتاح الحقيقي لتحقيق المفاجأة التكتيكية والعملياتية ونجاح الهجوم البري.
................................

التحضيرات الجوية للمعركة (Air Preparation of the Battlefield)

1. نُفّذت التحضيرات الجوية للمعركة، طبقاً للأسبقيات المحددة في الخطة العامة وعلى الرغم من أن قادة التشكيلات البرية قدموا توصياتهم الخاصة بتحديد الأهداف وتوقيتات القصف الجوي إلاّ أن القائدَين وضعا في حسبانهما أهمية تنفيذ التخطيط لتحقيق المصلحة العامة للمسرح وبالتأكيد وجد قادة التشكيلات البرية أن هذا الوضع غير مريح وغير مطمئن لهم لأنهم يهتمون أساساً بالقوات المعادية في مواجهتهم وليس لديهم إلاّ معلومات محدودة عن كيفية استخدام القوة الجوية في المسرح.

إضافة إلى ذلك، فإن التوجيهات التي أصدرت في هذا الخصوص لم تركز في تدمير أهداف الخطوط الأمامية للقوات العراقية في مسرح العمليات الكويتي إلاّ قبل الهجوم مباشرة وبالطبع فقد عززت هذه التوجيهات من خطة الخداع.

2. نفذت القوات الجوية للتحالف أكثر من 35 ألف طلعة ضد أهداف في مسرح العمليات الكويتي متضمنة أكثر من 5600 مهمة ضد قيادات ووحدات الحرس الجمهوري كما قُصفت عدة مرات مواقع المدفعية ومراكز القيادة والسيطرة والدبابات وقواعد الإمدادات والتموين ومع اقتراب موعد الهجوم البري تزايدت نسبة الطلعات المخصصة لتدمير القوات المعتدية في مسرح العمليات الكويتي.

3. للتحضير للهجوم البري في الجزء الشرقي من مسرح العمليات الكويتي هاجم جناح طيران مشاة البحرية الثالث 3rd MAW مستخدماً طائرات (AV-8Bs & F/A-18s) أهدافاً داخل الكويت كما أعطيت الأسبقية لتحديد مدفعية العدو ودباباته وقواته البشرية وتدميرها في الأجزاء الوسطى والجنوبية للكويت.

كما كان طيران مشاة البحرية يكثف هجماته في الكويت كلما اقترب موعد الهجوم وفي منتصف فبراير خُصِّص مجهود جناح طيران مشاة البحرية الثالث كله لتحضيرات المعركة وبقيت الطائرات في وضع "الاستعداد الدائم" لتقديم المعاونة الجوية القريبة والاستجابة الفورية لأي أعمال عدائية من جانب المعتدي.
................................

التحضيرات البرية للمعركة (Ground Preparation of the Battlefield)

كانت المدفعية العراقية هي الهدف الأساسي للتحضيرات للمعركة لأنها تُعدّ حديثة بكل المقاييس وقد استخدمت بكفاءة في الحرب الإيرانية/ العراقية وهي غالباً ما تكون خارج مدى مدفعية قوة التحالف وبينما يمكن قوات التحالف الحد من مناورة القوات العراقية فإن المدفعية العراقية بمفردها يمكنها تشتيت الاقتحام البري للتحالف وإرباكه إضافة إلى ذلك فإنه يمكن بالاستخدام الجيد لمدفعية العدو تأخير عمليات الاقتحام لفترات كافية لتنفيذ وحدات عراقية هجوماً مضادّاً.

ويمكن المدفعية العراقية كذلك استخدام القذائف الكيماوية لذلك فقد كانت للمدفعية العراقية خاصة الأنواع الحديثة منها أسبقية عالية في القصف خلال المرحلة الثالثة من الحملة الجوية وقد استخدمت الطائرات المقاتلة والطائرات العمودية المسلحة والقواذف الصاروخية المتعددة لتدمير مدفعية المعتدي لحرمانه أهم مصادر نيرانه كما أسهم جناح طيران مشاة البحرية الثالث المسانَد بأجهزة تحديد الأهداف وطائرات الاستطلاع من دون طيارين وبالموجهين المحمولين جواً في تحديد البطاريات المعادية لتدميرها كما نفّذت مدفعية القوات البرية ومدفعية قوات مشاة البحرية القصف المضادّ للمدفعية العراقية.
................................

الاستطلاع والاستطلاع المضادّ

1. نفّذت القوات البرية خلال الحملة الجوية عمليات استطلاع مكثفة لتحديد أماكن المواقع الدفاعية العراقية والموانع الدفاعية وحجمها ونفذت عمليات الاستطلاع المضادّ لخداع العدو عن أماكن قوات التحالف كما نفذت القوات البرية الإغارات والدوريات القتالية والهجمات الخداعية والاستطلاع طويل المدى.

2. استفادت كلٌّ من المناورة الجوية والمناورة البرية من الاستطلاع العميق بعيد المدى الذي نفّذه طيران الجيش فقد نفّذت طائراته المتنوعة مهام الاستطلاع المسلح "بقوة" في منطقة كل فِرقة لعدة أيام متوالية قبل الهجوم البري وكان من أهم مصادر المعلومات، الموثوق بها، والموقوتة، للحصول على معلومات لقادة الوحدات والتشكيلات هي الاستخبارات البشرية (HUMINT) التي أدارها طيران الجيش.

3. وكان من الوسائل المهمة التي اتُّبعت هي الاستخدام المكثف للطائرات العمودية لتحديد مواقع مراكز الملاحظات ومراكز القيادة العراقية فبوساطة الطيران الليلي أمكن الطائرات العمودية التابعة للجيش ومشاة البحرية تحديد هذه المواقع وتدميرها مستخدمة صواريخ (Hellfire)، والذخيرة الموجهة بأشعة الليزر مثل (Copperhead). وقد استخدم التكتيك نفسه بنجاح وفاعلية، ضد مواقع الدفاع الجوي العراقي مما أدّى إلى شل فاعلية أنشطة الدفاع الجوي المعادي.

4. على الجانب الأيسر وقبل الهجوم البري بعدة أيام نفّذ الفيلق (18) إغارات عميقة داخل الأراضي العراقية لتدمير الدبابات والمدفعية والملاجئ (Bunkers) ومراكز الملاحظة وقد أبلغت قيادة الفيلق (18) أنه في إحدى عمليات الاستطلاع بقوة في 20 فبراير دمّر لواء طيران الفرقة (101) الاقتحام الجوي 15 ملجأً بوساطة النيران الجوية وصواريخ (TOW) ونتج من ذلك استسلام 476 عراقياً.

وقد أرسلت الفرقة طائرات (CH-47 Chinook) العمودية إلى الأمام لتجميع أسْرى الحرب وفي 22 فبراير نفّذت الطائرات العمودية التابعة للفرقة (82)اختراقاً عميقاً في الأراضي العراقية أثناء النهار.

5. عملت قوات العمليات الخاصة (SOF) في عمق الأراضي العراقية وعلى طول الساحل لاستكشاف والتبليغ عن أماكن القوات المعادية وأنشطتها وفي بداية الأزمة شكّلت مجموعة القوات الخاصة الخامسة (المظلية) بالتعاون مع القوات الخاصة السعودية مراكز ملاحظة ودوريات على طول الحدود الكويتية، للإنذار المبكر بالهجوم العراقي. كما نفَّذت مجموعة القوات الخاصة الثالثة دوريات بعيدة المدى، شمال الحدود.

وقد استخدمت إحدى الفرق كاميرات خاصة وأجهزة اكتشاف حديثة، لتحديد صلاحية الأراضي شمال الحدود لسير العربات المدرعة كما راقبت مجموعات أخرى متضمنة القوات الخاصة البريطانية (SAS) طرق التعزيزات والإمدادات العراقية وكانت تبحث عن مواقع قواذف صواريخ سكود (SCUD) ونفذت مجموعات خاصة من الأفرع الثلاثة (SEAL) عمليات استطلاع على طول الساحل لتحديد أماكن المعتدي ولإزالة الألغام.

6. في منتصف يناير 1991 أنشأت قوة مشاة البحرية الأولى (M E F 1) مراكز ملاحظة ومراكز استخبارات إشارية على طول الحدود الكويتية لتحديد دفاعات العدو وتجمعاته وكلفت فِرق الاستطلاع والعربات المدرعة الخفيفة بمراقبة الحدود وتغطية التحركات الأمامية للفرقتَين الأولى والثانية من مشاة البحرية.

وكان رد فعل العراقيين سريعاً فقد أطلقت المدفعية العراقية نيرانه، في 17 يناير على العناصر الأمامية للمجموعة الأولى للاستخبارات والاستطلاع والمراقبة في الخفجي وعلى أثر ذلك هاجم طيران مشاة البحرية من مطار الملك عبدالعزيزشمالي المملكة مواقع المدفعية لإسكاتها وفي 19يناير عبَر الحدود عدد من الجنود العراقيين واستسلموا لمشاة البحرية وكان هؤلاء أول مجموعة من أسْرى الحرب تأسرهم قوة مشاة البحرية.

7. منذ 20 يناير ولمدة عشرة أيام تالية نفّذت قوة مشاة البحرية الأولى "إغارات أسلحة مشتركة" على طول الحدود الكويتية وكان الغرض من هذه الإغارات خداع القوات العراقية عن أماكن القوات المتحالفة وتجميعها وتركيز الأنظار في الكويت بعيداً عن الجناح الغربي وفقدان العراقيين توازنهم واختبار مدى استجابتهم لهذه الإغارات.

استمرت مراكز الملاحظة الخارجية لمشاة البحرية في استدعاء طيران مشاة البحرية لقصف البطاريات المعادية بينما كانت الطائرات من دون طيار تمسح الأجواء لتحديد الأهداف المطلوب قصفها وعلى الرغم من أن العمليات الجوية ضد العراق جذبت معظم الاهتمام العالمي فقد كانت الحدود الكويتية في ذلك الوقت مسرحاً للقتال النشط.

8. مع اقتراب موعد الهجوم البري زادت قوة مشاة البحرية الأولى أنشطة الاستطلاع والمراقبة لحرمان مصادر الاستخبارات المعادية الحصول على صورة دقيقة لأوضاع قوات التحالف وتحركت فرق استطلاع من كلٍّ من الفرقة الأولى والفرقة الثانية من مشاة البحرية إلى داخل الكويت قبل أسبوع من الهجوم البري كما شرعت عناصر من قوتَي واجب كل منهما بحجم فوج تتسرب ليلة 21 فبراير ولمدة ليلتَين بعدها، واستمرتا مختبئتَين وغير مكتشَفتَين، خلال النهار.

وقد دمرت هذه العناصر مراكز المراقبة الأمامية للمعتدي وطهرت خطوط الألغام واحتلت المواقع الملائمة لإسناد قوات الواجب الآلية عند هجومها صباح 24 فبراير.

9. كانت الأحوال مختلفة اختلافاً تاماًفي قطاع الفرقة الثانية من مشاة البحرية فقد كانت تفصل بين مواقع الهجوم والدفاعات العراقية عدة كيلومترات فقط والمسافة بين الخطَّين الدفاعيَّين تراوح بين كيلومترَين وثلاثة كيلومترات مع تداخلهما مع آبار النفط في أم قُدير.

وقد اشتملت العوائق على نقاط خارجية خنادق عميقة، خنادق مشتعلة ألغام مضادّة للدبابات وأخرى مضادّة للأفراد عبرت الكتيبة المدرعة الخفيفة من الفرقة الثانية المشاة البحرية الحدود إلى داخل الكويت قبل بدء الهجوم البري في عملية لمدة ثلاثة أيام لتدمير النقاط الخارجية العراقية والدفاعات الأمامية أمام خط الموانع الأول.
.......................................

عملية الخفجي والاشتباك في الوفرة

1.في 29 يناير تحول الانتباه فجأة عن العمليات الجوية إلى مناطق مسؤولية مشاة البحرية والقوات المشتركة في المنطقة الشرقية فقد نفذت القوات المدرعة العراقية هجوماً عبْر الحدود في اتجاه مدينة الخفجي كما شنت هجوماً ثانياً غرب الوفرة وجنوبها مشتبكة مع قوة الواجب (Shepherd)التابعة لقوة مشاة البحرية الأولى ودمّر أحد موجهي الصواريخ المضادّة للدبابات في الكتيبة المدرعة الخفيفة من مشاة البحرية، بوساطة صاروخ (TOW) في الظلام وعلى مسافة تزيد على 3 كيلومترات / دبابة (T-55) ظهرت من خلال السد الترابي ما أدى إلى إغلاق المنفذ وعدم تقدم العراقيين نتيجة لذلك، أسرع الفوج السادس من مشاة البحرية في اليوم التالي إلى التحرك شمالاً واحتلال موقع دفاعي جنوب الوفرة منهياً التهديد العراقي لهذا القطاع وقد استمرت الاشتباكات المتفرقة بالمدفعية لعدة أيام تالية.

2. في الخفجي تمكنت القوات المشتركة الشرقية من استعادة مدينة الخفجي ودفع أرتال المعتدى إلى داخل الكويت وقد كلفت هذه المعارك العراق غالياً بينما زادت الثقة بقوات التحالف وزودتها بالخبرة القتالية.
...........................................
يتبع..................

 
............................
التهديد العراقي في 23 فبراير 1991
...........................
المواقع الدفاعية والخطة العراقية

أ. كان الجيش العراقي قد جهّز نفسه جيداً للدفاع عن مسرح العمليات الكويتي فأصدر خطط العمليات على المستويَين العملياتي والتكتيكي وأعدّ خطط الطوارئ اللازمة وبينما وضع بعض الوحدات ذات الكفاءة القتالية الأقل في المواقع الأمامية كان الكثير من الوحدات الثقيلة، والنظامية في الخلف قليلاً وجاهزة للقتال حقيقة لم تكن إستراتيجية الدفاع العراقية قادرة على مواجهة الإستراتيجية الهجومية لقوات التحالف إذ أثبتت الأحداث أن افتراض العراق نجاح التكتيكات التي اتُّبعت في الحرب الإيرانية ـ العراقية، في هذه الحرب هو خطأ من جميع الوجوه.

وافتراض أن الهجوم سيكون في اتجاه الأراضي الكويتية فقط لتنفيذ الهدف السياسي لقوات التحالف وهو تحرير دولة الكويت ـ هو خطأ، كذلك إضافة إلى ذلك فقد أصبحت الاستخبارات التكتيكية العراقية عمياء، لدى بدء الحرب الجوية كما أمسى التخطيط الدفاعي العراقي غير فعال نتيجة سرعة هجوم قوات التحالف وقوة نيرانها وتفوّقها التكنولوجي مما تسبب بمفاجأة العراقيين وهزيمتهم.

ب. جهّز العراقيون أنفسهم لمواجهة الهجوم المتوقع بالأسلوب نفسه الذي يعكس نجاحهم في الإستراتيجية الدفاعية أثناء حربهم ضد الإيرانيين فقد أنشأوا حزامَين دفاعيَّين رئيسيَّين إضافة إلى تحصينات وموانع كثيفة على طول الساحل أنشئ الحزام الدفاعي الأول موازياً للحدود ويراوح بُعده عنها بين 5 و 15 كم داخل الكويت ويتكون من حقول ألغام متصلة يراوح عرضها بين 100 إلى 200 متر مع الأسلاك الشائكة والخنادق المضادّة للدبابات والسدود الترابية والخنادق المملوءة بالنفط لتغطية طرق الاقتراب الحيوية كما يغطي هذا الحزام نقاطاً قوية بقوة فصيل أو سرية للإنذار المبكر ولتعطيل المهاجم.

ج. أنشئ الحزام الدفاعي الثاني على بُعد 20 كم خلف الحزام الأول بدءاً من شمال الخفجي واستمراراً إلى شمال غرب حقول النفط في منطقة الوفرة حتى يتقابل مع الأول بالقرب من "المناقيش" يُشكّل الحزام الدفاعي الثاني هذا خط الدفاع الرئيسي العراقي في الكويت أمّا الموانع وحقول الألغام فهي مشابهة لما بُني في الحزام الأول.

ووضعت الخطة الدفاعية العراقية على أساس أن تكون مهمة قوات الحزام الأول صد المهاجم، وإبطاء معدل هجومه واستدراجه إلى مناطق قتال مُعَدّة مسبقاً بين الحزامَين الدفاعيين وتكبيده أكبر خسائر ممكنة قبل مهاجمته الحزام الثاني وإذا استطاعت القوات المهاجمة اختراق الحزام الثاني فإنها تواجه بالهجمات المضادّة من الاحتياطيات المدرعة مستوى الفِرق والفيالق.

2. الكفاءة القتالية للقوات العراقية

أ. كان أحد أهداف المراحل الأولى للحملة الجوية هو قلب توازن القوى ليكون في مصلحة قوات التحالف وهو ما تحقق تحققاً تاماً فقد نُفّذ أكثر من 100 ألف مهمة جوية قتالية ومساندة وأطلق 288 صاروخ توماهوك خلال المراحل الثلاث الأولى من الحملة كما أن إجمالي المهام الجوية القتالية التي نُفّذت بوساطة القوات الجوية تشكل 60% من إجمالي المهام إن إصابة القوات العراقية ومراكز القيادة والسيطرة كانت جسيمة كما عوِّقت قدرة الرئيس صدام حسين على توجيه قواته وقيادتها في حالات عديدة.

وفقد قادة الفيالق والفرق والألوية الاتصال بالقادة المرؤوسين. وأصيبت ودمّرت أعداد كبيرة من المعدات ودمّرت مناطق الإمداد وشبكات الطرق وعقد المواصلات وساعدت العمليات الجوية ضدّ الوحدات الميدانية وعمليات الحرب النفسية على إضعاف الروح المعنوية والروح القتالية لدى الجنود العراقيين أمّا المرحلة الثالثة من الحملة الجوية فقد قلّصت قدرة الجيش العراقي على مواجهة القوات البرية لقوات التحالف.

ب. وفي النهاية وبعد أكثر من شهر من القصف الجوي أصبحت القوات العراقية التي بقيت في الكويت في حالة سيئة وأمست قدرتها على تنفيذ عمليات دفاعية ناجحة ضعيفة جداً وعندما بدأت الحرب البرية كانت تقديرات نتائج العمليات الجوية تشير إلى أن الكفاءة القتالية للقوات العراقية انخفضت إلى النصف (50%) واللافت أنه بينما تحملت فرق المشاة الأمامية خسائر جسيمة كانت وحدات الحرس الجمهوري وفرق المشاة والمدرعات في الشمال والغرب لا تزال تتمتع ببعض الكفاءة القتالية.

وهذا يرجع، بالتأكيد إلى القرار المتعمد في شأن قصف المواقع الدفاعية الأمامية كجزء من خطة الخداع ولدى بدء الهجوم البري وعلى الرغم من تحقيق مفاجأة وحدات الحرس الجمهوري والقوات الأخرى في الشمال والغرب بتقدم تشكيلات قوات التحالف إلاّ أنها لم تفقد قدرتها القتالية وكانت مستعدة للقتال.

3. أوضاع القوات العراقية وتجميعها وحجمها قبل الهجوم البري

أ. قدرت استخبارات وزارة الدفاع الأمريكية حجم القوات البرية العراقية في مسرح العمليات الكويتي، في 15 يناير 1991 أي قبل بداية عملية "عاصفة الصحراء" بالآتي:

أكثر من 546.700 مقاتل في المسرح الكويتي.

نحو 43 فرقة/ 4280 دبابة/ 3100 قطعة مدفعية/ 2880 عربة نقل مدرعة.

ب. أوضحت هذه التقاريرأنه نتيجة للعمليات الجويةوعمليات الاستنزاف للقوات العراقية انخفضت الكفاءة القتالية لفرق الخط الدفاعي الأول إلى أقل من 50% وقُدِّرت الكفاءة القتالية للفرقة (45) المشاة الآلية (جنوب السلمان) بـ 50 ـ 75% وبالمثل الفِرق المدرعة 12، 52، 17، 10 التي تشكّل الاحتياطيات التكتيكية.

كما قُدِّرت الكفاءة القتالية لفرقتَي الحرس الجمهوري، المدرعة "المدينة"، والمشاة الآلية "توكلنا"، بـ 50 ـ 75% والتقرير العام يوضح أن النسق التكتيكي والمدفعية أصيبا بخسائر جسيمة وانخفضت القدرة القتالية للنسق العملياتي وكذلك تأثر باقي وحدات الحرس الجمهوري يوضح نسبة الخسائر في الفرق العراقية.

ج. توضح كذلك التقديرات التي رُفعت إلى القائدَين (قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات وقائد القوات المركزية الأمريكية) قبل بداية العمليات البرية فقد تضمنت القوات العراقية في مسرح العمليات الكويتي عناصر من (43) فرقة (25) فرقة متخذة الأوضاع الدفاعية و(10) فرق احتياطي عملياتي و(8) فرق احتياطي إستراتيجي كما خُصصت عدة ألوية مستقلة للعمل تحت سيطرة الفيالق أما وحدات الحرس الجمهوري والفرق الثقيلة الأخرى التابعة للجيش فقد احتلت مواقع دفاعية، خلف القوات، التكتيكية والعملياتية

د. على الرغم من هذه التقديرات فإن نقاط الضعف العراقية لم تكن ظاهرة لقادة وحدات وتشكيلات قوات التحالف البرية فقد كانوا يرون أمامهم القوات العراقية المشكلة في (43) فرقة في المسرح محتلة مواقع دفاعية بعمق وخلفها الاحتياطيات التكتيكية والعملياتية القوية أمّا فرق المشاة فهي متحصنة جيداً في الأرض ومعززة بالدبابات والمدفعية وخلفها الاحتياطيات المختلفة بحجم لواء أو أكبر.

وفي منتصف الكويت في المنطقة الواقعة بين قاعدة "علي السالم" الجوية ومطار الكويت الدولي توجد فرقة مدرعة وفِرقتا مشاة آليتان تشكل احتياطياً بقوة فيلق إضافة إلى وجود قوات مدرعة أخرى شمال غرب الجهراء.

هـ. على طول الساحل ونتيجة لخوف العراقيين من عمليات الاقتحام البرمائية اتخذت (4) فرق مشاة، وفرقة مشاة آلية مواقع دفاعية خلف حقول الألغام والموانع وعلى الحدود العراقية ـ الكويتية اتخذت (6) فرق على الأقل من الحرس الجمهوري وفرق مشاة ومشاة آلية ومدرعة أخرى مواقعها جاهزة لتوجيه الضربات المضادّة لقد كان مخططو قوات التحالف عشية الهجوم البري يقدرون أن نحو 450 ألف مقاتللا يزالون في مسرح العمليات الكويتي.
...................................

أوضاع قوات التحالف ليلة الهجوم البري

عندما بدأت الحرب البرية كانت قوات التحالف منتشرة على خط يمتد من الخليج العربي إلى مسافة 300 ميل غرباً في الصحراء في أربعة تشكيلات رئيسية

1. القوات البرية المركزية

تكونت القوات البرية المركزية الأمريكية من الفيلقَين (18) و (7)، على الجناح الغربي من المسرح الفيلق (18) إلى اليسار والفيلق (7) إلى اليمين ويغطيان ثلثَي الخط المحتل بوساطة القوات المتحالفة.

2. القوات المشتركة في المنطقة الشمالية

القوات المشتركة في المنطقة الشمالية في المنتصف، تتكون من الفرقة الثالثة المشاة الآلية المصرية والفرقة الرابعة المدرعة المصرية والفرقة التاسعة المدرعة السورية ومجموعة الصاعقة المصرية ومجموعة الصاعقة السورية واللواء العشرين المشاة الآلي السعودي واللواء الرابع المدرع السعودي ولواء الشهيد الكويتي ولواء التحرير الكويتي.

3. قوة مشاة البحرية الأولى (M E F 1)

قوة مشاة البحرية الأولى إلى يمين القوات المشتركة في المنطقة الشمالية مشكّلة من الفرقة الثانية مشاة البحرية وملحق عليها لواء التيجر (Tiger) إلى اليسار والفرقة الأولى مشاة البحرية إلى اليمين ويعمل لواء مشاة البحرية الخامس على الساحل (من الجبيل، ورأس مشعاب، والخواري) كاحتياطي لقوة مشاة البحرية الأولى كما تحرك جناح طيران مشاة البحرية الثالث من قواعده بالمملكة والبحرين إلى الأمام في "تناقيب" على الساحل السعودي.

4. القوات المشتركة في المنطقة الشرقية

على الجناح الأيمن على طول الساحل، نُظّمت هذه القوات في أربع مجموعات قتال، "قوة واجب (Task Force)، ثلاث منها تسمّى بأسماء الخلفاء الراشدين /رضي الله عنهم ـ أبي بكر وعمر وعثمان والرابعة باسم القائد طارق بن زياد فضلاً عن قوة احتياطية وجاء تنظيم القوات من الشرق إلى الغرب، على النحو التالي:

أ. "قوة واجب" أبي بكر: تتكون من اللواء الثاني المشاة الآلي من الحرس الوطني، وكتيبة مشاة آلية من قطَر.

ب. "قوة واجب" عثمان: تتكون من اللواء الثامن المشاة الآلي من القوات البرية السعودية وسرية مشاة من البحرين وسرية مشاة من الكويت.

ج. "قوة واجب" عمر: تتكون من اللواء العاشر المشاة الآلي من القوات البرية السعودية وكتيبة مشاة من عُمان.

د. "قوة واجب" طارق: تتكون من كتيبتين من مشاة البحرية السعودية وفوج مشاة من المغرب وكتيبة مشاة (ناقص سرية) من السنغال.

هـ. في الاحتياطي: كتيبة مشاة آلية من قطَر وكتيبة مشاة من الإمارات العربية المتحدة.
......................................................
الحرب
................................
يوم الهجوم "ب" (24 فبراير)/الهجوم وفتح الثغرات

في سعت 0400 يوم 24 فبرايربدأت الحرب البرية لتحرير دولة الكويت وشُنت من ثلاث نقاط في أقصى الغرب الفرقة السادسة المدرعة الخفيفة الفرنسية (مع اللواء الثاني واللواء 82 المحمول جواً تحت سيطرتها العملياتية) والفرقة 101 الاقتحام الجوي تنفذان هجوماً جوياً وأرضياً لتطويق القوات المعتدية وتأمين الجناح الغربي للقوات المتحالفة وإقامة مناطق إمداد وتموين في عمق الأراضي العراقية وفي الوسط على طول وادي الباطن الفرقة الأولى الفرسان احتياطي المسرح تشن هجوماً خداعياً في اتجاه الشمال ضد تجّمع عراقي ثقيل في الشرق قوة مشاة البحرية الأولى والقوات المشتركة الشرقية تهاجمان شمالاً في اتجاه الكويت.

أعمال قتال القوات العراقية وأوضاعها

استمرت القوات العراقية في مواقعها الدفاعية عندما بدأ الهجوم البري ولم يكن هناك أي مؤشرات تدل على نية انسحاب القوات العراقية لقد بدت وحدات الخط الأمامي الفرق المشاة 7، 14، 29 في قطاع مشاة البحرية والفرقة (19) في قطاع القوات المشتركة في المنطقة الشرقية / مشتتة ومتفرقة ولكنها كانت تقاوم أحياناً هذه القوات أمكن تجنّبها أو هي انسحبت أو استسلمت فيما بعد على الرغم من هذه النتائج الأولية إلاّ أن الفيلق الثالث العراقي المواجه لقوة مشاة البحرية الأولى والقوات المشتركة الشرقية والفيلق الخامس العراقي، المواجه للقوات المشتركة الشمالية كانا يستطيعان تنفيذ هجمات مضادّة بوحدات من الفرقة الثالثة المدرعة المتمركزة جنوب مطار الكويت الدولي.

وقد استسلم عدد كبير من الفيلق الثالث وأبدي المستسلمون عدم رغبتهم في القتال وكان العراقيون في موقف صعب جداً فقد كان عليهم لإيقاف الهجوم البري أن تترك القوات العراقية المشاة الآلية والمدرعة مواقعها المحصنة وفي هذه الحالة يصبحون معرضين للهجوم الجوي لطائرات التحالف.

كانت نيران المدفعية العراقية متواصلة ولكنها غير دقيقة فقد استمرت تطلق نيرانها على نقاط محددة من دون تغيير أو متابعة للأهداف الحقيقية قاتلت قوات المشاة في البداية ولكنها استسلمت لدى اقتراب قوات التحالف من مواقعها وقد وجدت قوات التحالف كميات كبيرة من الذخيرة مخزنة في الملاجئ والخنادق كما أظهر أداء قوات مشاة الخط الأول عدم وجود تنسيق للنيران غير المباشرة ونيران الدفاع الجوي فضلاً عن انخفاض الروح المعنوية.

اشتكى أسْرى الحرب والفارون الذين عبَروا الحدود السعودية قبل بداية الهجوم البري من النقص الحاد في أصناف الأكل والمياه وسوء الحالة الصحية وقد صرح أحد قادة الكتائب بأن الروح المعنوية كانت ضعيفة جداً وأنه لم يتمكن، منذ يناير الماضي من الاتصال بقيادته كما أبدى دهشته عندما علم أن الوحدات الأمريكية كانت في مواجهة كتيبته وأنه كان يجهل جهلاً تاماً الأوضاع الحقيقية لقوات التحالف.

وهذا يوضح ضعف قدرات الاستخبارات الميدانية العراقية وعدم حصولها على أي معلومات عن نظام المعركة لقوات التحالف وانقطاع الاتصال مع القيادات الأعلى ونجاح تنفيذ المفاجأة من جانب قوات التحالف.
................................................
يتبع...........

 

................................
اعمال قتال القوات البرية المركزية الأمريكية
..........................
1. الفيلق الثامن عشر المحمول جواً

أ. كلف الفيلق (18) بالاختراق، بعمق 260 كم في اتجاه نهر الفرات قاطعاً خطوط المواصلات الرئيسية العراقية خاصة الطريق السريع الرقم (8) إلى بغداد عازلاً القوات العراقية في مسرح العمليات الكويتي ومعاوناً على تدمير احتياطي المسرح (قوات الحرس الجمهوري) على الحد الغربي للفيلق بدأت الفرقة السادسة المدرعة الخفيفة الفرنسية ومعها لواء من الفرقة (82) المحمولة جواً تحت السيطرة العملياتية وباقي الفرقة (82) المحمولة جواً (لواءان فقط) ـ الهجوم البري للمسرح.

إلى الشرق من الفرقة الفرنسية هاجمت الفرقة (101) الاقتحام الجوي بمهمة الاختراق السريع بوساطة الاقتحام الجوي إلى نهر الفرات قاطعة خطوط المواصلات بين بغداد والقوات العراقية في مسرح العمليات الكويتي مدمرة القوات العراقية في طريقها ثم التحول إلى اتجاه الشرق وقطع المنطقة شمال البصرة وفي منتصف منطقة الفيلق تهاجم الفرقة (24) المشاة الآلية القوات العراقية في منطقة مسؤوليتها حتى نهر الفرات ثم تتقدم شرقاً لتدمير قوات الحرس الجمهوري المحاصرة في مسرح العمليات الكويتي كُلِّف فوج الفرسان المدرع الثالث على الحد الشرقي للفيلق بمهمة تأمين الجانب الأيمن للفيلق والمحافظة على الاتصال والتنسيق مع الفيلق (7).

ب. سعت 0400 تقدمت المفارز المتقدمة للفرقة السادسة الفرنسية داخل الأراضي العراقية وفي سعت 0700 بدأت القوة الرئيسية للفرقة هجومها في ظل سقوط مطر خفيف كان هدف الفرقة هو الاستيلاء على مطار "السلمان" وهو مطار صغير يبعد 90 ميلاً داخل العراق عبرت الفرقة الفرنسية مدعمة باللواء الثاني من الفرقة (82) الحدود من دون أي مقاومة تذكر وتقدمت شمالاً ولكن قبل وصولها إلى الهدف اصطدمت بنقاط قتال خارجية من الفرقة (45) المشاة الآلية.

وبعد معركة قصيرة، استخدمت فيها صواريخ طائرات Gazelle العمودية ضد الدبابات والملاجئ المحصنة أسرت الفرقة نحو 2500 أسير حرب وتابعت هجومها نحو الهدف Rochambeau ثم إلى "السلمان" المعروف بالهدف "White في الخطة من دون مقاومة حقيقية من عناصر الفرقة (45) وفي أقلّ من سبع ساعات قتال تمكنت الفرقة السادسة الفرنسية بمساندة الفرقة (82) من تأمين أهدافها واستمرت في هجومها شمالاً وبذلك أصبح الجانب الأيسر مؤمناً.

ج. كلِّف لواءا الفرقة (82) اللذان تبعا تقدم الفرقة الفرنسية بتطهير وتأمين الطريق السريع جنوب العراق استخدم هذا الطريق كطريق إمداد رئيسي لتحرك القوات والمعدات والإمدادات مسانداً تقدم الفيلق شمالاً.

د. كان من المخطط أن تهاجم الفرقة (101) سعت 0500 ولكن الضباب الذي غطى هدفها الأول أجبرها على تأخير الهجوم وعلى الرغم من أن الأحوال الجوية كانت تمثل مشكلة للطيران إلاّ أن مهام الإسناد النيراني غير المباشر استمرت بلا انقطاع فقد أطلقت مدفعية الفيلق وصواريخه نيرانها على الأهداف العراقية وعلى طريق الاقتراب وبعد ساعتين بدأت الفرقة (101) هجومها معززة بلواء طيران الفيلق سعت 0700 وذلك باقتحام اللواء الأول منها للمنطقة "كوبرا" (Cobra) والتي عرفت فيما بعد بقاعدة العمليات المتقدمة.

وهي تقع على بعد 93 ميلاً داخل العراق في منتصف المسافة إلى نهر الفرات لقد نفَّذت الطائرات العمودية أكثر من 300 طلعة ناقلة قوات ومعدات إلى منطقة الهدف في أضخم عملية اقتحام بالطائرات العمودية في التاريخ العسكري.

هـ. كان العراقيون مبعثرين وغير منظمين وتزايدت أعداد الأسْرى تزايداً كبيراً بعد ما انتصف نهار اليوم الأول ونقلت طائرات (Chinook) العمودية المدفعية والذخيرة ومعدات إعادة التزود بالوقود ومعدات البناء إلى منطقة (Cobra) قاعدة العمليات المتقدمة (FOB) وفي نهاية يوم "ب+2"، توافر للفرقة (101) 380 ألف جالون من الوقود وسمحت هذه القاعدة الإمدادية للفيلق (18) بتحريك المشاة والطائرات العمودية المهاجمة شمالاً بسرعة فائقة لقطع الطريق السريع الرقم (8) واستخدامه كنقطة انطلاق لثماني كتائب طائرات عمودية مهاجمة وسرايا فرسان للتحرك 200 كم نحو الشرق لمنع هروب القوات العراقية أو تسربها في طريق الحمار (Hammar) في اتجاه البصرة، يوم "ب+3".

و. لدى بدء الاقتحام الجوي تحرك رتل عناصر إمداد وتموين الفيلق (101) المكون من 700 عربة شمالاًعلى طريق الإمداد الرئيسي الذي يمتد عبْر الصحراء والذي مُهِّد بوساطة مهندسي الفرقة ليصل إلى منطقة قاعدة العمليات المتقدمة (FOB) وبعد أن أمّنت الفرقة الهدف كوبرا (Cobra) تابعت اقتحامها شمالاً وفي مساء 24 فبراير كانت الفرقة قد تحركت 170 ميلاً داخل العراق وقطعت الطريق السريع (8) وأقفلت عدة طرق تصل القوات العراقية في الكويت ببغداد.

ز. نظراً إلى أن الهجمات الأولية للفرقة السادسة الفرنسية واللواء (101) الاقتحام الجوي كانت ناجحة جداً فقد عبَرت الفرقة (24) المشاة الآلية خط الاقتحام (خط الرحيل) قبل 5 ساعات من الموعد المحدد في الخطة وقد هاجمت الفرقة السادسة بثلاثة ألوية في الأمام ونفّذت سرية فرسان الفرقة عمليات الاستطلاع والحماية في المقدمة تقدمت الفرقة (24) المشاة الآلية بسرعة فائقة راوحت بين 25 و 35 ميلاً/ساعة، وتوغلت نحو 50 ميلاً في عمق الدفاعات العراقية الهشة.

وقد استمر الهجوم ليلاً كذلك استمرت الفرقة في تنفيذ مهامها بمساعدة العديد من المعدات التكنولوجية المتقدمة مثل أجهزة الملاحة الإلكترونية طويلة المدى وأنظمة التصوير الحراري وأنظمة التصوير بالأشعة تحت الحمراء وأجهزة نظام تحديد المواقع المتطورة (GPS) ومنتصف الليل كانت الفرقة قد قطعت 75 ميلاً داخل الأراضي العراقية وفي وضع متزنوقوي يسمح لها بمتابعة الهجوم.

ملخص تقرير موقف صدر عن الفرقة (101) الاقتحام الجوي

سعت 0700 وبوساطة 60 طائرة (UH-60) و30 طائرة (CH-47C) نُقلت عناصر اللواء الأول الاقتحام الجوي من منطقة تحميله وبعد مضي أقلّ من ساعة وصلت الطائرات سالمة حاملة 500 فرد بأسلحتهم إلى منطقة داخل العراق بعمق 93 ميلاً كانت الكتيبة الأولى/ اللواء 82/الفرقة 49 العراقية متخندقة شمال طريق الإمداد الرئيسي (Virginia).

وقد اكتشفتها السرية الأولى/الكتيبة 327 المشاة أثناء تطهيرها منطقة قاعدة العمليات المتقدمة (FOB) فبدأ القتال بينهما واستسلم قائد الكتيبة العراقية، لدى بدء هجوم السرية وعند أسْره أخذ في إقناع أفراده (أكثر من 300 فرد) عبر مكبر الصوت، بإلقاء أسلحتهم.

2. الفيلق السابع (VII Corps)

أ. نفذ الفيلق السابع الهجوم الرئيسي للمسرح بمهمة تدمير وحدات الحرس الجمهوري الثقيلة وكانت خطة تقدمه مشابهة لخطة الفيلق (18) وهي التقدم شمالاً في الأراضي العراقية ثم الانحراف إلى جهة الشرق ولدى الانحراف شرقاً كان على الفيلقين (7) و (18) تنسيق هجومهما للتصدي لفرق الحرس الجمهوري.

وكان عليهما الضغط على هذه الفرق لهزيمتها لقد كان من المخطط أن يهاجم الفيلق (7) في يوم 25 فبراير ولكن النجاح الأولي الذي حققته قوة مشاة البحرية الأولى والقوات المشتركة الشرقية والفيلق (18) سمح للقائدين (قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات وقائد القيادة المركزية الأمريكية) بتعجيل الهجوم 15 ساعة.

ب. كانت خطة الفيلق السابع تقضي بالقيام بهجمات خداعية والالتفاف على القوات العراقية تطبيقاً للإستراتيجية العامة للمسرح كان على الفرقة الأولى الفرسان وهي ما زالت تعمل كاحتياطي للمسرح تنفيذ هجوم محدود وهجمات خداعية على طول وادي الباطن لإيهام العراقيين بأن الهجوم الرئيسي سيوجه إليهم من هذا الاتجاه وبينما كان العراقيون يوجهون اهتمامهم تجاه هجوم الفرقة الأولى الفرسان اقتحمت فرقتان من الفيلق السد الترابي وحقول الألغام على الجناح الشرقي للفيلق وعلى الجناح الأيسر التف فوج الفرسان المدرع متبوعاً بفرقتَين أخريَين على الدفاعات العراقية وخُصص للفرقة الأولى المدرعة البريطانية مهمة العبور خلال الثغرة التي أنشأتها الفرقة الأولى المشاة الآلية ومهاجمة الفرقة المدرعة العراقية في قطاعها لمنعها من التحرك في اتجاه طريق التفاف الفيلقحتى لا تعوق حركة الالتفاف.

كما خططت قيادة الفيلق (7) لتحريك كميات من الوقود والذخيرة من خلال الثغرة إلى موقع إمداد في منطقة الفرقة الأولى المشاة الآلية لذلك فقد كان لتطهير الثغرة من مشاة العدو ومدفعيته الأسبقية الأولى حتى لا يتعطل عبور الفرقة البريطانية أو وحدات الإسناد الإداري للفيلق
.
ج. أزال فوج الفرسان المدرع الثاني الموانع قبل بداية الهجوم الرئيسي للفيلق السابع والتفّ من الغرب عابراً الأراضي العراقية وتحت حماية هذا الفوج وقيادته للجناح الغربي للفيلق عبَرت الفرقتان المدرعتان الأولى والثالثة خط الاقتحام (خط الرحيل) وهاجمتا في اتجاه الشمال.

د. بدأت الفرقة الأولى المشاة الآلية فتح الثغرات خلال حزام موانع كثيفة من الأسلاك والألغام في ظل مقاومة عراقية ضعيفة وفي توقيت عبور الفرقة الأولى المشاة خط الاقتحام كانت العناصر القائدة من فوج الفرسان المدرع المتبوع بالفرقتَين المدرعتَين (الأولى والثالثة) على الجانب الغربي للفيلق/ قد توغلت داخل الأراضي العراقية نحو 30 كم أعطيت الفرقة الأولى المشاة أمراً إنذارياً بترك كتيبة قوة واجب في الثغرة بعد مرور الفرقة البريطانية والتحرك إلى الأمام مشكلة مع الفرقتين المدرعتين قوة من ثلاث فِرق تعمل ضد قوات الحرس الجمهوري وحتى تلك اللحظة كانت فرقة الفرسان الأولى لا تزال تحت سيطرة القيادة المركزية.

لقد كان فتح ثغرات في حقول الألغام أشد خطراً من نيران العدو وعند اقتراب الليل كانت فرقة المشاة الأولى قد فتحت 50% من الثغرات في حزام الموانع الأول والدفاعات الأمامية وأسَرَت عدة مئات من أفراد العدو أثناء ليلة 24/26 فبراير عززت الفرقة الأولى مواقعها وأعادت تمركز مدفعيتها ونسقت خطوط مرور الفرقة البريطانية خلال مواقعها.

ونظراً إلى عدم استطاعة الفرقة البريطانية تطهير المنطقة المخصصة لها خلال هذه الليلة فقد أوقف الفيلق تقدم الفرقتَين المدرعتَين الأولى والثالثة أثناء الليل وعلى طول مواجهة الفيلق السابع استمرت نيران المدفعية ضدّ مواقع القوات العراقية طوال الليل.

و. على خط يمتد من الغرب إلى الشرق تقدمت الفرقتين المدرعتين الأولى والثالثةمن خلال المحورالذي طهره فوج الفرسان المدرع الثاني وفي المنتصف من هذا الخط استمرت فرقة المشاة الأولى في مهاجمة الدفاعات العراقية وفتح الثغرات وتطهيرها وعلى الجناح الشرقي كانت الفرقة البريطانية متأهبة للعبور خلال فرقة المشاة الأولى لمهاجمة الاحتياطيات التكتيكية العراقية.
.............................................

3. القوات المشتركة في المنطقة الشمالية (JFC-N)

سعت 1600 يوم 24 فبراير بدأ هجوم الفرقة الثالثة المشاة الآلية المصرية وقوة الواجب "خالد" وقوة الواجب "المثنّى" على المواقع العراقية في الكويت واجهت هذه التشكيلات خنادق النيران وحقول الألغام والموانع ونيران المدفعية عندما عبرت الحدود في اتجاه القطاعات المخصصة لها بدأ هجوم السعوديين والكويتيين بعد بداية الهجوم المصري بفترة قليلة ونظراً إلى أن المصريين كانوا مهتمين كثيراً بالهجمات المضادّة من الوحدات العراقية الثقيلة فقد أوقفوا تقدُّمهم قبل الوصول إلى أهدافهم الابتدائية وعززوا مواقعهم الدفاعية خلال الليل.

استأنفت الفرقة المصرية العمليات الهجومية في نهار اليوم التالي وفي الوقت نفسه تبعت الفرقة الرابعة المدرعة المصرية الفرقة الثالثة المشاة الآلية كما تبعت الفرقة التاسعة المدرعة السورية/ الفِرق المصرية كاحتياطي للقوات المشتركة في المنطقة الشمالية وقد نفذت الفرقة كذلك بكتيبة الاستطلاع عمليات ساترة لتأمين الجانب الأيمن وتحقيق الاتصال بمشاة البحرية المركزية كذلك.

4. قوة مشاة البحرية الأولى (Marine Expeditionary Force 1)


أ. بدأ اقتحام قوة مشاة البحرية الأولى سعت 0400 في اتجاه الهدف النهائي وهو ممر المطلاع والطرق المؤدية إلى مدينة الكويت 35 ـ 40 ميلاً إلى الشمال الشرقي وقد واجهت قوة مشاة البحرية الأولى أقوى تجمع لقوات العدو في المسرح وبدأت الفرقة الأولى المشاة البحرية هجومها من مواقعها على الحدود الجنوبية وهاجمت الفرقة الثانية المشاة البحرية بعد 90 دقيقة من هجوم الفرقة الأولى نجحت قوة مشاة البحرية الأولى في عبور حزامَين دفاعيَين وفتحت 14 ممراً في الشرق و6 ممرات في الغرب فرسخّت أقدامها داخل الكويت.

وقد كانت عملياتها ناجحة بسبب التحضيرات التفصيلية الدقيقة، التي اتخذتها مثل: الاستطلاع التفصيليوتحديد المواقع بدقة والتدريب المكثف والتمرينات العديدة والأكثر أهمية من ذلك أنها نجحت في تحويل انتباه القيادة العراقية العليا عن حركة الالتفاف التي أجرتها القوات البرية المركزية وفي نهاية اليوم كانت أسرت أكثر من 8 آلاف أسيروتوغلت 20 ميلاً داخل الكويت.

ب. إلى اليمين أكملت الفرقة الأولى المشاة البحرية التي تَبِعت قوة الواجب (Ripper) وكانت مغطاة من قوتَي واجب أخريَين تسربتا مبكراً ـ عبورها حزامَين دفاعيَّين. وأوضح تقرير للفرقة، عقب العمليات أنها تمكنت من تدمير الدبابات العراقية من نوعي (T-55) و (T-62) بوساطة دبابات (M60 A1) وعربات (HMMWV)، المجهزة بصواريخ (TOW) وبالمدفعية الثقيلة نفذ جناح طيران مشاة البحرية الثالث مهام المعاونة الجوية القريبة ومهام التحريم. كما كان هناك عدة أعمال بطولية فردية، خلال هذا القتال الكثيف. تجاوزت الفرقة الأولى بتقدمها شمالاً قاعدة أحمد الجابر الجوية على أن تنهض المشاة بتطهير مبانيه وملاجئه فيما بعد كما أقامت المشاة المدرعة الخفيفة ستارةعلى الجانب الأيمن للفرقة بينما استمر مشاة البحرية في تطهير المواقع العراقية.

ج. إلى الغرب بدأت الفرقة الثانية المشاة البحرية هجومها دافعة أمامها الفوج السادس في المقدمة ومخترقة أحزمة الموانع ومواجهة مقاومة متوسطة الشدة تقدم الفوج السادس المشاة البحري في ثلاثة أرتال كلٌّ بقوة كتيبة تحت نيران الهاونات والمدفعية العراقية كانت المقاومة شديدة من المدافعين العراقيين المتحصنين خلف حقول الألغام الأولى وبعد تطهير المانع الأول انحرف الفوج السادس إلى اليسار وهاجم مواقع دفاعية أكثر كثافة وقد تمكن مهندسو مشاة البحرية بوساطة الدبابات الدقاقة (المفجرة للألغام) ومعدات فتح الثغرات من فتح 6 ثغرات في قطاع الفرقة ونظراً إلى المقاومة على الجانب الأيمن والتوقف أمامها دفع الفوج بكتائبه من خلال ثغرات الوسط واليسار ثم تحولت إلى اليمين وأزالت تلك المقاومة.

تقدم الفوج إلى أهدافه متخطياً عناصر من الفرقتَين العراقيتَين (7) و (14) المشاة وقد ورد في تقرير عمليات الفرقة الثانية أن الفوج أسر 4 آلاف عراقي واستولى على كتيبة الدبابات التاسعة العراقية (35 دبابة صالحة للاستخدام).

د. سعت 1400 أمّن الفوج السادس أهدافه وانتشر متخذاً مواقع ملائمة لصد أي هجمات عراقية مضادّة بينما عبر باقي وحدات الفرقة الثانية الثغرات واتخذت مواقعها إلى اليمين واليسار منها وبحلول الظلام كانت الفرقة قد أكملت عبورها من خلال الثغرات لقد كان العراقيون يقاتلون بكفاءة عند مهاجمتهم من المواجهة فقط ولكنهم سريعاً ما كانوا يستسلمون عند الالتفاف عليهم أو مهاجمتهم من الخلف.

في نهاية اليوم تمكنت قوة مشاة البحرية الأولى من اكتساح الخط الدفاعي العراقي وهزيمة أفضل عناصر من ثلاث فرق مشاة عراقية.

هـ. كان تركيز طيران مشاة البحرية ينصبأولاً على معاونة القوة البرية ثم قصف الأهداف في عمق العراق بمساعدة جناح طيران مشاة البحرية الثالث، القوات المشتركة الشرقية وقوات مشاة البحرية خلال تلك الفترة ولتحقيق المعاونة الجوية القريبة للقوات البرية بكفاءة على مدار 24 ساعة نفّذ الجناح فكرة جديدة تسمى (Push Flow) قوامها وجود رفّ مسلح من الطائرات المهاجمة جاهز للطيران كل 7 دقائق لمعاونة القوات البرية من خلال "مركز المعاونة الجوية القريبة" فإذا وجد أي طلب من أي وحدة أرضية توجه الرف مباشرة إلى تنفيذ المهمة.

وإذا لم توجد أي طلبات فإن الرف يندفع إلى "الموجه الجوي الأمامي (FAC) المحمول جواً (Airborne) لتوجيهه إلى أهداف خلف خطوط العدو لتدميرها.

و. لقد كان عامل النجاح المهم في هذا اليوم هو المعاونة الجوية القريبة التي قدَّمها جناح طيران مشاة البحرية الثالث فقد كانت طائرات (AV-8BS) و (F/A-18) في انتظار أي طلبات لدعم القوات البرية بينما كانت طائرات (AH-1) العمودية في مناطق محددة خلف مشاة البحرية المتقدمة جاهزة للإسراع في تدمير المدرعات العراقية والعربات المدرعة والنقاط القوية كما كان من أكثر الأسلحة فاعلية في قتال الدبابات العراقية، الصواريخ الموجهـة بالليزر المحمـولة بوساطة طائرات (AH-1W).

5. القوات المشتركة في المنطقة الشرقية (JFC-E)

بدأ هجوم القوات المشتركة في المنطقة الشرقية سعت 0800 وفتحت 6 ثغرات في حزام الموانع الأول وقد أمكن اللواءان (8) و (10) المشاة الآليان تأمين أهدافهما خلال هجومهما الابتدائي وفي نهاية اليوم الأول يمكن القول إن كل القوات المشتركة الشرقية تمكنت من تأمين أهدافها الابتدائية فضلاً عن أسْر أعداد كبيرة من العراقيين بينما استمر اللواء الثاني من الحرس الوطني في تنفيذ عمليات استطلاع بقوة على طول الطريق الساحلي السريع.

6. احتياطي المسرح

نفذت الفرقة الأولى الفرسان كاحتياطي المسرح عمليات خداعية في منطقة الحدود المشتركة الثلاثية بينما كانت جاهزة لمعاونة القوات المشتركة الشمالية شرق وادي الباطن.

7. العمليات المساندة

أ. مع بداية العمليات البرية في 24 فبراير استمر تنفيذ العمليات، الجوية والبحرية والعمليات الخاصة المتكاملة ومع المحافظة على السيادة الجوية والاستمرار في مهاجمة الأهداف الإستراتيجية ازدادت العمليات الجوية لتنفيذ مهام التحريم الجوي والمعاونة الجوية القريبة والتي شكلت 78% من الطلعات المقاتلة في ذلك اليوم حتى عندما انخفضت إمكانية تنفيذ مهام المعاونة الجوية القريبة بسبب الأحوال الجوية الرديئة فإن مهام التحريم الجوي استمرت لعزل القوات العراقية في مسرح العمليات الكويتي ومهاجمة قوات الحرس الجمهوري.

ب. كما أُسندت القوات المشتركة الشرقية بنيران المدافع من عيار 16 بوصة من البارجتين ميسوري (Missouri) وويسكنسن (Wisconsin) واستمرت البحرية في عملياتها الهجومية وعمليات التغطية والدوريات الجوية المقاتلة والاستطلاع المسلح وعمليات إزالة الألغام والمراقبة البحرية وذلك مساندة للقوات البرية بصفة خاصة وللحملة بصفة عامة.

ج. قبل فجر 25 فبراير نفذت الطائرات العمودية للواء مشاة البحرية الرابع (4th MEB) عمليات برمائية خداعية أمام الشعيبة لتثبيت القوات العراقية على طول الساحل وفي الوقت نفسهنفّذت مجوعات (SEAL) عمليات استطلاع الساحل مع تفجير بعض العبوات في الجنوب كما دخلت وحدات البحرية الخاصة مدينة الكويت مع مقاتلي المقاومة الكويتية بغرض تحقيق الاتصال مع القوات البرية للتحالف عند دخولها المدينة فيما بعد.

.........................................

يوم الهجوم "ب+1"(25فبراير)/ تدمير القوات التكتيكية العراقية
.....................................

1. أعمال القوات العراقية وأوضاعها

أ. مع تطور الهجوم البري أصبح واضحاً عدم فاعلية الوحدات العراقية فقد تحمّل الفيلق الثالث العراقي خسائر جسيمة نجمت عن القصف الشديد الذي تعرضت له كل من الفرقة الخامسة المشاة الآلية والفرقة الثالثة المدرعة وكان تقييم القيادة المركزية لكفاءة فرق المشاة العراقية (7) و (8) و (14) و (18) و (29) في قطاعي هجوم قوة مشاة البحرية الأولى والقوات المشتركة في المنطقة الشرقية أنها أصبحت غير فاعلة قتالياً.

ب. على الجانب الغربي من الفيلق الثالث كان في مواجهة قوة مشاة البحرية الأولى الفرقتان المشاة (7) و (14) اللتان فقدتا قدراتهما القتالية أمّا الفرقة (36) المشاة والفرقة الأولى المشاة الآلية واللواء (56) المدرع فقد أنشأت مواقع دفاعية عاجلة جنوب الجهراء وجنوبها الغربي وشمال غرب مدينة الكويت وحاولت الفرقة الثالثة المدرعة إنشاء موقع دفاعي لقطع الطريق بين مطار الكويت الدولي والجهراء.

ج. على الجانب الشرقي من الفيلق الثالث كان في مواجهة القوات المشتركة في المنطقة الشرقية الفرقتان المشاة (8) و (18) وقد قُيِّمت قدراتهما القتالية أنهما غير فاعلتين قتالياً على الرغم من مقاومتهما مقاومة عنيفة أمام القوات المهاجمة قرب ميناء سعودوعُدّت كذلك الفرقة (29) المشاة التي انسحبت إلى الشرق غير فاعلة قتالياً.

د. قُيِّمت فرق المشاة (11) و (15) و (19) وثلاثة ألوية قوات خاصة في مدينة الكويت، أنها في كامل قوّتها العددية والقتالية وقد تركز مجهودها الرئيسي في مراقبة عمليات الاقتحام البرمائية المحتملة من جانب قوات التحالف وكانت جاهزة للعمليات العسكرية داخل مدينة الكويت.

هـ. أدّى الاختراق العميق لقوات التحالف للجانب الغربي للفيلق الثالث العراقي إلى تنفيذ بعض الهجمات المضادّة بحجم كتيبة من الفرق الموجودة على جانبي ثغرة الاختراق ولكن نظراً إلى ضعف قوة تلك الهجمات فقد تحملت كتائبها خسائر جسيمة.

و. في منطقة الفيلق الرابع غربي الكويت في مواجهة قوة مشاة البحرية الأولى والقوات المشتركة الشمالية قُيِّمت قدرة فرقتي المشاة (20) و (30) بأنهما غير فاعلتين قتالياً في نهاية اليوم الأول من الهجوم البرى كما ارتدت فرقتا المشاة (16) و (21) إلى الخلف إلى الخط الدفاعي جنوب قاعدة علي السالم الجوية وغربها وانخفضت القدرة القتالية للفرقة السادسة المدرعة الموجودة غرب قاعدة علي السالم انخفاضاً واضحاً.

ز. في نهاية يوم ب+1 أصبحت خمس فرق مشاة من الفيلق السابع العراقي/واحدة منها في مواجهة الفيلق السابع الأمريكي في منطقة الحدود معرضة لخطر الحصار والعزلة واشتبكت الفرقة (12) المدرعة في مواجهة الفرقة الأولى المدرعة البريطانية مع القوات المدرعة للتحالف في محاولة للمحافظة على الاتصال مع فرق المشاة (27) و (28) و (47) على الجانب الشرقي للفيلق السابع الأمريكي.

ومن الغرب إلى الشرق في مواجهة الفيلق السابع الأمريكي اشتبكت فرق المشاة (25) و (26) و (31) و (45) و (48) مع فرق المشاة الآلية والفرق المدرعة للفيلق السابع الأمريكي وأصبحت غير قادرة قتالياً على الاستمرار في المعركة.

ح. في نهاية يوم ب+1 قيمت الفيالق العراقية الأمامية أنها أصبحت غير فاعلة قتالياً وأنها غير قادرة على إدارة عمليات دفاعية ناجحة في قطاعها وأصبح واضحاً أن القادة العراقيين غير قادرين على السيطرة على وحداتهم وغير مدركين لما يجري في مسرح العمليات ولا لحجم القوات البرية للتحالف وقدراتها وأهدافها وعملياتها حاول الفيلق الرابع شنّ بعض الهجمات المضادّة المحدودة ولكنه لم يستطع تقديم أكثر من جيوب مقاومة منعزلة وعند هذه اللحظة بثت إذاعة بغداد أن صدام حسين أمر قواته بالانسحاب من الكويت.


2. القوات البرية المركزية

أ. في الغرب استمر تقدم الفيلق (18) داخل الأراضي العراقية لقطع خطوط المواصلات وعزل القوات العراقية تبعت الفرقة (82) هجوم الفرقة السادسة المدرعة الخفيفة الفرنسية وعند وصولها إلى قاعدة العمليات المتقدمة (Cobra) أرسلت الفرقة (101) الاقتحام الجوي اللواء الثالث في أعمق مهمة اقتحام جوي في التاريخ العسكري

. فقد تحرك اللواء الثالث جواً إلى الشمال من منطقة التجمع التكتيكي (TAA) على الحدود السعودية ـ العراقية، ولمسافة 175 ميلاً لاحتلال مواقع مراقبة ومواقع قطع على الضفة الجنوبية لنهر الفرات غرب مدينة الناصريةوعلى بعد عدة أميال شمال القاعدة الجوية العراقية، طليل (Tallil).

ب. في صباح اليوم نفسه سعت 0300 تحركت الفرقة (24) المشاة الآلية في اتجاه هدفها الرئيسي الأول وهاجم اللواء (197) المشاة على الجانب الأيسر من الفرقة الهدف (Brown) وقد وجد اللواء أعداداً من أسْرى الحرب الجائعين والمتأثرين بشدة بنيران المدفعية الثقيلة.

وفي سعت 0700 أمّن اللواء هدفه وأنشأ عدة مواقع قطع شرق خط الإمداد الرئيسي (Virginia) وغربه وبعد ذلك بفترة قصيرة هاجم اللواء الثاني من الفرقة (24) الهدف (Grey) من دون إبداء أي مقاومة من جانب العدو وقد أسر 300 عراقي وأنشأ مواقع قطع إلى الشرق استمر تقدم اللواء الأول، من الفرقة نفسها في اتجاه الشمال الغربي في منتصف قطاع الفرقة وهاجم الهدف (Red) وأمّنه.

ج. تمكنت الفرقة (24) المشاة الآلية من مهاجمة ثلاثة أهداف رئيسية وتأمينها وأسْر عدة مئات من الجنود في مواجهة مقاومة ضعيفة من فرقتَي المشاة (26) و (35) وفي نهاية هذا اليوميكون الفيلق (18) قد تقدم في جميع قطاعات فِرقه وأنشأ قاعدة عمليات أمامية (FOB)ومواقع قطع كلٌّ بحجم لواء في وادي الفرات وأسر آلافاً من العراقيين.

د. على الجانب الأيسر للفيلق السابع تابعت الفرقة الأولى المدرعة هجومها عقب وقفة اليوم واتصلت أولاً بوحدات من الفرقة (26) المشاةوعندما كانت الفرقة على بُعد 35 ـ 40 ميلاًمن هدفها بدأت قصفات المعاونة الجوية القريبة متبوعة بقصفات من الطائرات العمودية المهاجمة وباقترابها من الهدف بدأ التمهيد النيراني من المدفعية والصواريخ الميدانية والصواريخ التكتيكية وعندما أصبحت المواقع العراقية في مدى البصر بدأت فرق العمليات النفسية بإذاعة نداءات الاستسلام.

وقد أخفق العراقيون في محاولتهم صدّ الهجوم وأبلغ أحد ألوية الفِرقة (الأمريكية)أنه دمِّر 40 ـ 50 دبابة وعربة مدرعة من الفرقة (26) في 10 دقائق على مسافة 2000 متر:eek: ومع الاقتراب من البصية (Busayyah) بعد ظهر اليوم نفسه وجهت الفرقة الأولى المدرعة نيران المعاونة الجوية القريبة وطلعات الطائرات العمودية المهاجمة إلى مواقع اللواء العراقي مدمرة قطع المدفعية وعدة عربات وأسرت 300 عراقي.

هـ. تابعت الفرقة الثالثة المدرعة هجومها شمالاً وعند حلول ظلام يوم 25 فبراير انحرف كل من فوج الفرسان الثاني والفرقة الثالثة المدرعةنحو الشرق حيث واجها وحدات منعزلة وقد بدأت في هذا الوقت هبوط ريح شديدة وسقوط أمطار غزيرة بعد ذلك وأثناء الليل واجه فوج الفرسان الثاني عناصر من فرقة الحرس الجمهوري "توكلنا" واللواء (50) والفرقة (12) المدرعة فدمر اللواء (50) . واتخذ مواقع دفاعية عاجلة استعداداً لمهاجمة فرقة "توكلنا" أول ضوء يوم 26 فبراير.

و. في قطاع الفرقة الأولى المشاة عبرت الفرقة الأولى المدرعة البريطانية الثغرات في حقول الألغام التي فتحتها الفرقة الأولى المشاة وفي أثناء محاولات الفرقة توسيع الثغرات والمناطق المطهرة وذلك بهزيمة ألوية العدو في المواجهة انحرفت الفرقة الأولى المدرعة البريطانية نحو اليمين لمهاجمة الفرقة (52) المدرعة وكان ذلك الاتجاه نحو الشرق بداية لقتال استمر يومَين تاليَين خاضته فرقة "فئران الصحراء".

3. القوات المشتركة في المنطقة الشمالية

استمرت القوات المشتركة في المنطقة الشمالية في تقدمها في سعت 0400 استمرت القوات المصرية في عمليات فتح الثغرات وتطهيرها والتقدم في اتجاه أهدافها الأولية وقد أمنت نحو 16 كم كرأس جسر ولكنها لم تؤمّن أهدافها حتى الساعات الأولى يوم 26 فبراير.

استمرت قوة الواجب "خالد"، في التغلب على الموانع والتقدم إلى أهدافها، يوم 25، مبكراً وفي نهاية اليوم تمكن السعوديون وإلى يمينهم الكويتيون من تأمين أهدافهم وتعزيز مواقعهم أمّا الوحدات الأخرى بما فيها الفرقة التاسعة المدرعة السورية فقد تبعت الهجوم وساندته كما استمرت كتيبة الاستطلاع السورية في عملها كستارة، على الحدود بين القوات المشتركة الشمالية ومشاة البحرية المركزية.

4. قوة مشاة البحرية الأولى

أ. يوم ب+1 تقدمت قوة مشاة البحرية الأولى في اتجاه أعنف مقاومة واجهتها خلال الهجوم البري. في قطاع الفرقة الثانية المشاة البحرية صدّ الفوج السادس المشاة البحري هجوماً مضاداً مدرعاً عراقياً، باستخدام خليط من نيران المعاونة الجوية القريبة ونيران المدفعية والدبابات وصواريخ (TOW) الموجهة المضادّة للدبابات وعند تشكيل القوات العراقية لشنّ هجوم مضادّ جنوب مدينة الكويت هوجمت بنيران القوات الجوية وأمكن تخفيض قوتها إلى أقلّ من قوة لواء التي كانت عليها عند بداية هجومها المضادّ.

طبقاً للتوقيتات المحددة في الخطة تقدمت الفرقة الثانية المشاة البحرية المشكلة من لواء (Tiger) في اليسار والفوج السادس في المنتصف والفوج الثامن في اليمين في اتجاه عناصر من الفرقة الثالثة المدرعة والفرقة الأولى المشاة الآلية العراقيتين اللتَين اتخذتا مواقع دفاعية مرتفعة في الشمال الغربي وفي مناطق مبنية كثيـرة الأسـواروالمعروفة باسم (Ice-Cube Tray) ساعدت الأحوال الجوية والدخان المتصاعد من الآبار المشتعلة، على خفض الرؤية إلى عدة ياردات.

حققت كتيبة الدبابات الثانية (المدعمة للفوج الثامن) والمسلحة بدبابات (M1) ولواء (Tiger) المسلح بدبابات (M1 A1)، وبالأجهزة البصرية المتقدمة ـ نجاحاً كبيراً في قتال المدرعات المعادية على مسافات بعيدة في ظلام شبه تام أمّا أطقم دبابات (M60A1) فقد اعتمدت على مهارتها في قتال العدو في هذه المنطقة، وتمكنت الدبابات والمشاة من تطهير المباني والخنادق على مسافات قتال قريبة في الظلام الدامس وأخيراً أُمّنت المنطقة سعت 2200، بعد مقاومات عنيفة.

ب. واجهت فرقة المشاة البحرية الأولى على الجانب الأيمن من قطاع قوة مشاة البحرية الأولى هجوماً مضادّاً قوياً بالقرب من بئر نفط البرقان واستمرت المعركة عدة ساعات اتّسمت بالشراسة لقد نفذت الطائرات من نوعي (AV-8B) و (AH-1W) المناورة بالتنسيق مع الدبابات والعربات المدرعة الخفيفة لسحق تهديدات العدو ولقد وجد أحد الموجهين الجويين المتقدمين (FAC) نفسه يوجه في وقت واحد هجمات ثمانية أنواع مختلفة من الطائرات اتجه قائد إحدى الدبابات العراقية بدبابته، نحو مركز قيادة قوة الواجب (Papa Bear) حيث استسلم في النهاية دُمِّرت جميع التشكيلات التي شنت الهجوم المضادّ.

وفي هذا النوع من القتال ظهرت أهمية نظام تحديد المواقع (GPS) ونظام التصوير الحراري فضلاً عن أهمية التدريب والانضباط لقد كانت النتيجة النهائية للمعركة تدمير 100 عربة مدرعة عراقية وأسْر 1500 عراقي وأكملت الفرقة الأولى تعزيز مواقعها في قاعدة أحمد الجابر الجوية ودفعت بعض وحداتها إلى مسافة عشرة أميال داخل مدينة الكويت.

5. القوات المشتركة في المنطقة الشرقية

أمّنت القوات المشتركة الشرقية أهدافها بعد مقاومات خفيفة وخسائر قليلة ولكن التقدم كان بطيئاً، بسبب استسلام أعداد كبيرة من العراقيين كما استمر تقدم كلٍّ من قوة الواجب "عمر" وقوة الواجب "عثمان" في اتجاه أهدافهماواستمر تقدم اللواء الثاني الحرس الوطني على الطريق الساحلي السريع وخصص كتيبة لمرافقة أسْرى الحرب إلى الخلف وتبع كلٌّ من القوات القطَرية واحتياطي القوات المشتركة في المنطقة الشرقية قوة الواجب "عمر" أثناء تقدمها وقتالها.

6. العمليات المساندة

أ. مع تقدم العمليات البرية لقوات التحالف نفّذت قوة برمائية محاولتها الأخيرة لإقناع القيادة العراقية أن القوات المركزية ستشن هجومها الرئيسي على ساحل الكويت وفي نهاية يوم 24 فبرايرولمدة يومين تاليين أبرت البحرية قوة قوامها 7500 رجل من اللواء الخامس المشاة البحري في رأس مشعاب وقد ألحق هذا اللواء على مشاة البحرية المركزية الأمريكية كاحتياطي لقوة مشاة البحرية الأولى.

نفّذت قوة واجب برمائية ضربات جوية ضد جزيرتَي فيلكا وبوبيان وفي الوقت نفسه شنّت الطائرات العمودية لمشاة البحرية ومدفعيتها غارات على طول الساحل الكويتي كما نفّذت قوات بحرية وقوات برمائية هجمات خداعية على طول الساحل واستمرت البارجتين (Missouri) و(Wisconsin) في تقديم إسناد نيراني لقوات مشاة البحرية الأولى وللقوات المشتركة في المنطقة الشرقية أمّا اللواء الرابع المشاة البحري فقد ظل على متن السفن في عرض البحر جاهزاً للاقتحام البرمائي وقد شنّ المجهود الجوي المخصص للواء ضربات جوية ضد جزيرة فيلكا واستمر في التظاهر بتنفيذ هجمات خداعية على ساحل جزيرة بوبيان.

ب. سجلت القوات الجوية للتحالف رقماً قياسياً في تنفيذ المهام إذ نفذت 3159 طلعة جوية منها 1997 طلعة في مهمة قتالية مباشرة واستمرت الأسبقية لتنفيذ مهام الهجوم الجوي المضادّ والمعاونة الجوية القريبة والتحريم الجوي وكانت الأسبقية الأولى لطيران مشاة البحريةهي إسناد القوات البرية والأسبقية الثانية كانت قصف أهداف داخل العراق وفي الساعات الأولى من الصباح حوصرت في العراء عناصرمن الفرقة الثالثة المدرعة التي تجمعت غرب مطار الكويت الدولي وأمكن بالقصفات الجوية تدمير قوات الهجوم المضادّ مزيلة إحدى العقبات من طريق التقدم السريع للقوات البرية.

ج. خصصت قوات العمليات الخاصة (SOF) دوريات استطلاع خاصة لرصد قوة المعتدي وأوضاعه والإبلاغ عنها كما استمرت فرق اتصال قوات العمليات الخاصة (SOF Liaison Teams) في العمل مع وحدات التحالف على معاونة هذه الوحدات وإسنادها في المعركة.
........................................
يتبع............
 
بسم الله الرحمن الرحيم
------------------------------

اولا الف الف شكر على الموضوع .. وفعلا احنا محتاجين مواضيع زى دى .. وانت ما شاء الله .. مش ساكت .
وانا لسة بشوفة .
ثانيا كان عندى طلب بعد الانتهاء من الموضوع .. هل تقبل دمجة مع احد المواضيع الموجدة فى القسم .. وهو مثبت وعنوانة (حرب الخليج الثانية وعمليات تحرير الكويت) .. اية رأيكم ورأى اخوننا .​
 

.........................................
يوم الهجوم "ب+2" (26 فبراير) /تدمير النسق الثاني العملياتي
..........................................

1. أعمال القوات العراقية وأوضاعها

أ. بدأ خلال هذه الفترة الانسحاب المكثف للقوات العراقية من الجزء الشرقي من المسرح وأُجبرت عناصر من الفيلق الثالث العراقي على الانسحاب إلى الخلف داخل مدينة الكويت تحت ضغط قوة مشاة البحرية الأولى والقوات المشتركة في المنطقة الشرقية وأصبحت الوحدات العراقية في حالة من الاضطراب والفوضى الكاملين.

وفي صباح يوم 26 فبراير كانت السيارات المدنية والعسكرية من كل لون ونوع محملة بالجنود العراقيين والبضائع المستولى عليها من الكويت تتسابق على الطريق السريع المتجه شمالاً خارج مدينة الكويت ولحرمان القادة العراقيين فرصة إعادة تنظيم قواتهم، أو إنشاء مواقع دفاعية متماسكة فقد هوجموا بالقصفات الجوية المتكررة.

ب. وعلى الرغم من استسلام كثير من العراقيين فإن بعضاً منهم لم يستسلموا واستمروا في المقاومة والقتال كما كان هناك اشتباكات كثيفة خاصة مع قوات الحرس الجمهوري وبغروب شمس ب+2كانت قوات التحالف قد توغلت مئات الأميال داخل العراق وقدرت وكالة استخبارات الدفاعأنه أُسر أكثر من 30 ألف عراقي ودُمِّرت القدرة القتالية لـ 26 فرقة من أصل 43 فرقة ودُمِّر نظام اتخاذ القرار والسيطرة وأخيراً أُجبر الجيش العراقي على الانسحاب الكامل.

2. القوات البرية المركزية


أ. حوّل الفيلق (18) هجومه في اتجاه الشمال الشرقي وتقدم نحو وادي نهر الفرات وقادت الفرقة (24) المشاة الآلية هجوم الفيلق (الفرقة السادسة المدرعة الخفيفة الفرنسية والفرقة (101) الاقتحام الجوي، والفرقة (82) المحمولة جواً) في ذلك الوقت أصبحت الأحوال الجوية عاملاً حيوياً في استمرار الهجوم فقد هبت عاصفة ترابية شديدة في منطقة الهدف.

وقد تحركت الفرقة (24) بثلاثة ألوية في المقدمة في اتجاه المطارات العراقية في جليبة وطليل وخلال هذه الهجمات أنشأ فوج الفرسان الثالث ستارة على الجانب الشرقي والجانب الجنوبي للفرقة وقد واجهت الفرقة أعنف مقاومة في هذه الحرب.

ب. لقد ثبَتَت فرقتا المشاة (47) و (49) وفرقة الحرس الجمهوري "نبوخد نصر" واللواء (26) المظلي وقاتلت بشدة كما منحتها طبيعة الأرض ميزة دفاعية كبيرة فقد كانت المدفعية العراقية والأسلحة الآلية متحصنة بتحصينات حجرية كذلك تعرض اللواء الأول من الفرقة (24) لنيران كثيفة من الدبابات والمدفعية ولكن أمكن بوساطة رادارات التحديد وقصف المدفعية المضادّ (3 ـ 6 طلقات مقابل كل طلقة صادرة عن العراقيين) من تدمير ستّ كتائب مدفعية عراقية:unhappy::.

ج. في ظل العاصفة الترابية والظلام منحت التكنولوجيا الأمريكية القوات الأمريكية ميزات عديدة فقد أمكن أطقم الدبابات والعربات المدرعة والطائرات العمودية المهاجمة تمييز الدبابات العراقية وإصابتها على مسافات أكبر من 3500 متر:yes: قبل أن يكتشفها العراقيون أمّا مدفعية الدبابات الدقيقة والقنابل اليدوية الأوتوماتيكية (M-19) التي تطلق من عربات القتال وناقلات الجند المدرعة والمدفعية والصواريخ الكثيفتان وطائرات (AH-64) العمودية فقد عاونت الفرقة (24) على التقدم خلال مواقع وحدات الدبابات والمدفعية العراقية كما أجبرت هذه التوليفة من الأسلحة المتفوقة القوات العراقية على الخروج من الملاجئ والعربات والاستسلام بالآلاف.

د. بعد قتال عنيف استمر نهاراً وليلاً تمكنت الألوية الثلاثة للفرقة (24) من الوصول إلى جنوب المطارات واستولت الفرقة السادسة الفرنسية على جميع أهدافها وتحركت لحماية الجناح الأيسر للمسرح كما استمرت الفرقة (82) في تأمين المنطقة الخلفية خاصة طرق الإمداد الرئيسية واستمر اللواء الثالث من الفرقة (101) في قصف طرق المواصلات بين بغداد ومسرح العمليات الكويتي وقطعها. وبدأ تحرك اللواء الثاني إلى الشرق، لتأمين قاعدة العمليات المتقدمة (Viper) وللهجوم شمال طريق البصرة.

هـ. تمكن الفيلق (18) من تحقيق كل أهدافه المخططة إذ قطع خطوط المواصلات في وادي نهر الفرات ومنع أي إمدادات للقوات العراقية في مسرح العمليات الكويتي وأكمل الالتفاف على قوات صدام حسين في الكويت وجنوبي العراق.

و. استمر الفيلق السابع في تنفيذ الالتفاف العميق داخل الأراضي العراقية قبْل التحول إلى جهة اليمين ومهاجمة الوحدات الاحتياطية ومواصلة الهجوم لتدمير وحدات الحرس الجمهوري ولقد وجهت قيادة القوات المركزية الأمريكية قيادة الفيلق إلى تسريع معدل الهجوم كما نفّذ لواء طائرات (AH-64 Apache) العمودية هجومين عميقين داخل الأراضي العراقية، الأول سعت 2100 والثاني سعت 0300 أسفرا عن تدمير أعداد كبيرة من العربات المدرعة العراقية وبتنفيذ مهام التحريم الجوي تمكن الفيلق السابع من الاختراق العميق إلى مسافة أكثر من 100 كم.

ز. في قطاع الفرقة الثالثة المدرعة عبرت الفرقة الخط (Smash) بعد أول ضوء مباشرةً وهاجمت الهدف (Collins) شرق البصية وبالاستيلاء على هذه الأهداف عدّل الفيلق السابع اتجاه تقدُّمه ليهاجم في اتجاه الشرق تماماً وحدات من الحرس الجمهوري.

ح. بدأ الفيلق هجومه شرقاً في التشكيل التالي في الجزء الشمالي من قطاع الهجوم ثلاثة فرق وفوج فرسان الفرقة الأولى المدرعة إلى اليسار (شمالاً) والفرقة الثالثة المدرعة في المنتصف وفوج الفرسان الثاني والفرقة الأولى المشاة إلى اليمين (جنوباً) وفي الجزء الجنوبي من قطاع الهجوم الفرقة الأولى المدرعة البريطانية على محور منفصل في اتجاه الهدف (Waterloo) ثم في اتجاه تقاطع الخط (Smash) وحدود الفيلق.

تحولت الفرقة الثالثة المدرعة إلى اتجاه الشمال الغربي وهاجمت فرقة الحرس الجمهوري "توكّلنا" وفي اليوم نفسه اقتحمت الفرقة الأولى المدرعة ليلاً وحدات العدو المميزة (الحرس الجمهوري) وفي قتال استمر إلى اليوم التالي دُمرت أعداد كبيرة من الدبابات والعربات المدرعة.

ط. بعد ظهر اليوم نفسه، تقدم فوج الفرسان الثاني شرقاً من خلال عاصفة ترابية نحو الهدف (Collins) وكان هذا الفوج قد أنشأ ستارة أمام فرقة المشاة الأولى التي وصلت عقب تطهير حزام الألغام على الحدود السعودية كان العراقيون يتوقعون الهجوم الأمريكي من الشرق أو الجنوب ولم يكن يتوقعوا أن يكون الهجوم الرئيسي من الغرب وعلى الجانب العراقي لوحظ أن المواقع العراقية كانت تتغير باستمرار.

فقد واجه فوج الفرسان الثاني عند اقترابه من الخط (Tangerine) ـ 20 كم شرق الهدف (Collins) ـ نيراناً من مناطق مبنية في المنطقة (69 Easting) فرد الفوج عليها بالمثل، وواصل تقدمه شرقاً. وقوبل الفوج بنيران أكثر كثافة، لمدة ساعتين متتاليتين وفي سعت 1600 اكتشف الفوج دبابات (T-72) في مواقع دفاعية مجهزة في المنطقة (73Easting)وباستخدام معدات التصوير الحراري تمكن الفوج من تدمير جميع الدبابات المكتشفة.

ي. كانت هذه المعركة مختلفة عن جميع المعارك التي خاضتها القوات الأمريكية خلال هذه الحرب إذ إن تدمير الدبابات الأولى لم يكن يعني استسلام مئات العراقيين كما حدث من قبْل لقد وجد الفوج فرقتين عراقيتين الفرقة (12) المدرعة وفرقة الحرس الجمهوري "توكّلنا" قادرتين على القتال وراغبتين فيه وللمرة الأولى يواجه الفوج عدواً أكثر عدداً وأوفر قوة نيرانية.

ولكن بفضل معدات التصوير الحراري في ظروف العاصفة الترابية كان لأطقم المدافع ميزة الاكتشاف المبكر للأهداف العراقية على مسافات بعيدة وتدميرها بالطلقة الأولى وتمكن فوج الفرسان الثاني خلال أربع ساعات قتال من تدمير الدبابات وناقلات الجُند المدرعة بينما كانت طائرات الأباتشي (AH-64 Apache) تدمر قطع المدفعية.

ك. بعد انتهاء معركة (73 Easting) مساء يوم 26 فبراير أبلغت قيادة الفوج عن تدمير 29 دبابة على الأقل و24 ناقلة جُند مدرعة وأسْر 1300 عراقي خلال الليل عبرت الفرقة الأولى المشاة الآلية من خلال الفوج واستمرت في تقدمها شرقاً.

ل. مساء 26 فبراير هاجمت الفرقة الثالثة المدرعة شرقاً ستارة استطلاع العدو ثم فرقة "توكّلنا" وكان الهجوم في أحوال جوية سيئة وصلت فيها سرعة الرياح إلى 42 عقدة مع أمطار غزيرة وعواصف ترابية كثيفة خفضت الرؤية إلى أقل من 100 متر مما جعل استخدام طيران أو القوات الجوية، أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً.

م. في ظل هذه الظروف شن اللواءان الأول والثاني من الفرقة الثالثة المدرعة هجوماً عاجلاً ضد اللواءين (9) و (29) التابعين لفرقة الحرس الجمهوري "توكّلنا" وباستخدام فوج فرسان الفرقة وقوة واجب مدرعة كرأس حربة وإسنادهما بخمس كتائب مدفعية و27 قطعة من القواذف الصاروخية المتعددة نجحت الفرقة الثالثة في تدمير أعداد كبيرة من العربات المدرعة والدبابات في قتال شرس، كثيف.

وبهذا الهجوم يمكن القول إنه قد قُضي على فرقة "توكّلنا" كتشكيل قتالي متماسك وأثبتت المدفعية الأمريكية كفاءتها في هذه المعارك وعلى الرغم من أن المدفعية العراقية، كان لديها المبادأة بإطلاق النيران إلاّ أنها كانت سرعان ما تُسكت أو تُدمر. :unhappy::

ن. قبل نهاية الاشتباك تحسنت الرؤية وأمكن استخدام كتيبة الأباتشي (Apache) التابعة للفرقة ونتيجة للوصول الموقوت لطائرات الأباتشي إلى الجزء الشمالي من قطاع الفرقة أمكن اكتشاف قوة واجب مشاة آلية عراقية تتحرك لإسناد فرقة "توكّلنا" وقد نجحت الطائرات في تدميرها وأبلغت قيادة الكتيبة أنها تمكنت من تدمير 8 دبابات، و19 عربة مدرعة على الأقل.

س. إلى الجنوب، خاضت الفرقة الأولى البريطانية عدة معارك حامية ضد وحدات العدو التي كانت تحاول الانسحاب من المعركة وفي أكبر اشتباك تمكن "فئران الصحراء" من تدمير 40 دبابة وأسْر قائد فرقة عراقية.

ع. بعد ما أُلحقت فرقة الفرسان الأولى على الفيلق السابع (بعد إلغاء تخصيصها كاحتياطي المسرح) تقدمت إلى الحدود الشمالية من قطاع الفيلق للمعاونة على الهجوم على وحدات الحرس الجمهوري.

3. القوات المشتركة في المنطقة الشمالية

تابعت القوات المشتركة الشمالية هجومها مستولية على أهدافها المتوسطة (التالية) وأهدافها النهائية، قبل مساء 26 فبراير وقد استولت القوات المصرية على أهدافها قريباً من الأبرق وتحولت إلى الشرق قاطعة مسافة 60 كم في اتجاه الهدف التالي، "قاعدة علي السالم"وكانت الخطة تقضي بمرورها خلال قوة مشاة البحرية الأمريكية وتحرير مدينة الكويت استولت قوة الواجب "خالد" على أهدافها وتحولت إلى الشرق نحو مدينة الكويت أمّا الفرقة التاسعة السورية فقد أنشأت ستارة على الحدود السعودية شرق قوة الواجب "خالد" وأمّنت خطوط الإمداد بوساطة لواءَين وتبع اللواء السوري الثالث قوة الواجب "خالد" نحو مدينة الكويت.

4. قوة مشاة البحرية الأولى (M E F 1)

أ. بعد الاستعراض وإعادة الملء التي استمرت أثناء الليل وحتى ساعات الصباح الأولى استمرت قوة مشاة البحرية الأولى في الهجوم شمالاً يوم 26 فبراير وكانت أهدافها مطار الكويت الدولي وممر المطلاع تقدمت قوة مشاة البحرية الأولى بالفرقة الثانية المشاة البحرية نحو الشمال الغربي إلى الجهراء بينما تحولت الفرقة الأولى المشاة البحرية نحو مطار الكويت الدولي.

ب. تقدم لواء (Tiger) في اتجاه حافة المطلاع حيث تتحكم الأرض في الطرق القادمة من مدينة الكويت وتعدّ هيئة حاكمة لقطع طرق الانسحاب العراقيواحتلالها يفصل الطريق الرئيسي/الطريق السادس الدائري ـ عن الطريق الساحلي.

ج. عندما لاحظت القيادة العراقية أن قواتها في الكويت قد تواجه حصاراً أصدرت أوامرها بالانسحاب ولكن كان الأمر متأخراً جداً فقد بدأ هجوم الفرقة الثانية المشاة البحرية سعت 1200 ومثل أي هجوم كلاسيكي للعمليات المشتركة هاجم اللواء (Tiger) بالكتيبة الثالثة والفوج 67 في المقدمة وبإسناد من القوات الجوية الأمريكية وطائرات مشاة البحرية في اتجاه الأرض المرتفعة شمال غرب الجهراء وأمكن تدمير بقايا المقاومة العراقية وقطع طرق الانسحاب العراقي.

ومع الاقتراب من حافة "المطلاع"اكتشف اللواء وجود حقل ألغامففتح ممرات آمنة خلاله وخلال ذلك وجد ملاجئ للعدو ودبابات في مواقع محصنةتمكن اللواء من تدمير هذه الملاجئ وتلك الدبابات المتحصنة وفي طريقه إلى الحافة دمر عدة مواقع لمدفعية مضادّة للطائرات ثم بدأ في تعزيز مواقعه.

د. أصبح اللواء (Tiger) متحكماً في أعلى هيئة حاكمة يمكنها كشف عدة مئات من الأميال في أي اتجاه كما أصبحت الطرق مكتظة بالعربات والدبابات العراقية وبدأت الطائرات المقاتلة تدمير المعدات العسكرية الهاربة من الكويت على الطرق السريعة إضافة إلى الضربات الجوية المستمرة التي ملأت الطرق السريعة بعربات محترقة ومتفجرة من جميع الأنواع ولذلك سميت الطرق "طرق الموت" وغادر الجنود عرباتهم وهربوا في اتجاه الصحراء للانضمام إلى جيش من أسرى الحرب.

هـ. وصل باقي وحدات الفرقة الثانية إلى الجهراء متغلبة على وحدات الحرس الخلفي العراقي جنوب المدينة واجه الفوج السادس المشاة البحري مقاومة عنيفة من عناصر من الفرقة الثالثة المدرعة والفرقة الخامسة المشاة الآلية وبعض من هذه العناصر كان مسلحاً بدبابات (T-72) وقد تقدمت الكتيبة الأولى من الفوج السادس المشاة البحري إلى حدود الجهراء وهي أول وحدة من مشاة البحرية تصل إلى مشارف مدينة الكويت أُسِر عدد قليل نسبياً من وحدات الحرس الخلفي العراقية نظراً إلى تفضيلهم القتال على الاستسلام.

و. واجهت الفرقة الأولى المشاة البحرية مواقع دفاعية لوحدات مدرعة متمركزة في مطار الكويت الدولي وحوله وكان تشكيل قتال الفرقة كالتالي قوة الواجب (Papa Bear) في المقدمة وقوة الواجب (Ripper) إلى اليسار وقوة الواجب (Shepherd) إلى اليمين وقاتلت الفرقة مساء يوم 26 فبراير بإسناد من المدفعية عيار 16 بوصة من البارجة ويسكنسن (Wisconsin) وبالمعاونة الجوية القريبة من طيران مشاة البحرية.

ولقد انخفضت الرؤية إلى عدة ياردات بسبب الظلام والدخان الكثيف وعند الاقتراب من مطار الكويت الدولي أمرت قوة الواجب (Shepherd) بتطهير المطار والوحدات الأخرى بالتوقف لتسهيل التعاون والتنسيق وعدم تداخل الوحدات وأخيراً استُوْلِي على المطار سعت 0330 يوم 27 فبراير وأوضحت تقارير قوة مشاة البحرية الأولى أنه أُحصِيَ أكثر من 250 دبابة و70 عربة مدمرة حول المطار أو بالقرب منه وفي صباح يوم 27 فبراير استولت قوة مشاة البحرية الأولى على جميع أهدافها المخططة وأمّنتها وأصبحت تنتظر وصول القوات المشتركة الشرقية والقوات المشتركة الشمالية لتحرير مدينة الكويت.

5. القوات المشتركة في المنطقة الشرقية

نفذت قوات التحالف مهامها قبل التوقيت المخطط لها مواجهة مقاومة خفيفة نسبياً استمرت قوة الواجب "عمر" في تنفيذ هجومها في القطاع الغربي واستولت على أهدافها تقدمت الكتيبة القطرية وأمّنت أهدافها جنوب مدينة الكويت وكذلك فعلت قوة الواجب "عثمان" عملت كتيبة المشاة الإماراتية كستارة على الجانب الأيسر للواء العاشر المشاة الآلي.

لقد كان هجوم القوات المشتركة الشمالية ناجحاً إلى درجة أن حدودها الغربية غُيِّرت مرتين وخصص لها أربعة أهداف إضافية للاستيلاء عليها وتأمينها في نهاية اليوم جُهِّزَت خطة دخول قوة واجب من القوات العربية مدينة الكويت


6. العمليات المساندة

أ. أخلت قيادة عمليات العمليات الخاصة للقوات الجوية (AFSOC) والطائرات العمودية التابعة للجيش من فوج طائرات العمليات الخاصة (SOAR)، الرقم (160) أطقم القوات الخاصة من غربي العراق كما أسقطت الطائرات مئات الآلاف من المنشورات والرسائل المسجلة على القوات العراقية تدعوها إلى الاستسلام أو التعرض للإبادة.

ب. على الرغم من سوء الأحوال الجوية فإن أطقم القوات الجوية للتحالف استمرت في تدمير الدبابات والعربات المدرعة وقطع المدفعية العراقية كما كان إسناد العمليات البرية يأخذ أهمية قصوى منها لتدمير القوات العراقية في مسرح العمليات الكويتي.

ج. كلما تقدمت قوة مشاة البحرية الأولى للأمام تقدم خلفها جناح طيران مشاة البحرية الثالث الذي نفذ، بنسبة كبيرة مهام التحريم الجوي للمعاونة على تدمير المقاومات العراقية حتى لا تعوق تقدم الوحدات البرية كما أمكن بمساندة أطقم إدارة النيران والطائرات المقاتلة إغلاق عنق الزجاجة عند ممر المطلاع مما تسبب بتدمير العناصر الرئيسية لقوات العدو المنسحبة.
.............................................................

يوم الهجوم "ب+3" (27 فبراير) /تدمير الحرس الجمهوري
............................

1. أعمال القوات العراقية وأوضاعها

أ. في نهاية يوم ب+3 قدرت وكالة استخبارات الدفاع أن 33 فِرقة عراقية أصبحت غير قادرة على القتال (غير فاعلة قتالياً) وما تَبقّى إلاّ جيوب معزولة للقوات العراقية في الكويت ومعظم الوحدات العراقية إمّا استسلمت أو دُمّرت أو انسحبت وقد ترك كثير من الوحدات المنسحبة معداتها عند تدفقها إلى البصرة.

وقاتلت القوات المتحالفة قوات الحرس الجمهوري في بعض الاشتباكاتالبسيطة، والسريعة وكانت العناصر المتبقية من الحرس الجمهوري تقاتل منفصلة ومن دون تعاون بينهاوكانت غير قادرة على إدارة أي عمليات متماسكة ومنسقة.

ب. في غرب البصرة وجنوبها حاولت بقايا قوات الاحتياطي العملياتي واحتياطي المسرح الدفاع أمام الضغط المتواصل من القوات المتحالفة وقد اتصلت بقايا من عناصر الفرقة العاشرة المدرعة ببقايا عناصر فرقة الحرس الجمهوري "المدينة" وحاولتا التماسك والدفاع ضد تقدم القوات الأمريكية شمال الحدود العراقية ـ الكويتية.

وإلى الغرب من مدينة البصرة حاولت عناصر من فرقة الحرس الجمهوري "حمورابي" بالتعاون مع عناصر من فرق مشاة الحرس الجمهوري الاستمرار في الدفاع تحت الضغط العنيف من قوات التحالف المتقدمة وقد نجحت أجزاء من هذه الوحدات في الانسحاب عبر نهر الفرات وقدرت وكالة استخبارات الدفاع أن ما يراوح بين 70 و 80 ألف فرد من الفرق المهزومة في الكويت تدفقوا إلى مدينة البصرة.

2. القوات البرية المركزية

أ. كان الفيلق (18) في صباح 27 فبراير مستعداً للاستمرار في تقدمه شرقاً في اتجاه مدينة البصرة ولكن كان على الفرقة (24) المشاة الآلية قبل استئناف التقدم تأمين وادي نهر الفرات بالاستيلاء على مطارين ما زالا في أيدي العراقيين مطار طليل الذي يبعد نحو 20 ميلاً جنوب الناصرية ومطار الجليبة الذي يقع إلى الشرق بالقرب من بحيرة في حور الملح.

خصصت مهمة الاستيلاء على هذين المطارين للوحدات التي أنهت قتال اليوم السابق وكانت أوضاعها القتالية أقرب ما يمكن لهما عاون اللواء الأول اللواء الثاني على هجومه على مطار جليبة بينما تحرك اللواء 197 المشاة شمالاً للاستيلاء على مطار طليل إلاّ أنه كان يجب حل مشكلة إعادة التزود بالوقود قبل الهجوم على المطارين وذلك نظراً إلى تقدم الفرقة (24) المشاة الآلية بسرعة كبيرة في اليومين السابقين إلى درجة أن خزانات الوقود كادت تكون فارغة فقبل التوقف خلال ليلة 26 فبراير كان في خزانات الدبابات القائدة 100 جالون فقط من الوقود علماً بأن سعة الخزان 500 جالون.

ومما زاد من تعقيد المشكلة، أن الوقود الاحتياطي كان محملاً في الذيل الإداري ولم يكن مؤكداً لدى العناصر القائدة مكان هذا الذيل في الصحراء الشاسعة ولكن بفضل مبادأة عدد من الضباط الأصاغرأمكن إعادة التزود بالوقود للفرقة (24) في منتصف ليل 26 فبرايروفي سعت 0600، 27 فبراير تحرك اللواء الأول شرقاً وأمكنه تأمين مطار الجليبة سعت 1000.


ب. في سعت 1200 تمكنت أولى كتائب الطائرات العمودية الهجومية من الفرقة (101) الاقتحام الجوي من تأمين قاعدة العمليات المتقدمة (Viper) شرق قاعدة العمليات المتقدمة (Cobra) بمسافة 200 كم وكان أول من وصل إلى البصرة كتيبتان من الطائرات العمودية الهجومية التابعتين للفرقة (101) الاقتحام الجوي.

ولقد خفض الدخان الناتج من الآبار المحترقة الرؤية إلى أقل من ألف متر وكان الظلام حالكاً إلى درجة أن أطقم الطائرات اعتمدت كلية على أجهزة الرؤية الحرارية ودمرت كتيبتا الطائرات العمودية العربات المتحركة على الطريق مما زاد الحركة تعويقا طارت كتيبتان أخريان في اتجاه الشمال عبْر بحيرة "الحمار" وبدأتا الاشتباك مع الأهداف التي عبَرت الطريق وبقطع آخر طريق للانسحاب أصبح معظم الوحدات العراقية محتجزة بين الفرقة (24) المشاة الآلية والفيلق السابع وبين نهر الفرات.


ج. بتحرك الفرقة (24) في اتجاه الشرق بعد تقدُّمها شمالاً فقد حُدِّدت خطوط مرحلية جديدة (Phase Lines) بين مطار طليل وآبار الرميلة غرب البصرة ومن خط بدء التحرك (خط الرحيل) (Departure Line) شرق مطار الجليبة تقدمت الفرقة (24) شرقاً، مركزة في الطريق السريع الرقم (8) وخلال فترة بعد الظهر ومساء يوم 27 فبراير دمَّرت أطقم الدبابات ومدافع العربات المدرعة والطائرات العمودية الهجومية والمدفعية مئات من العربات المدرعة العراقية التي حاولت إما الثبات والدفاع في مواجهة الهجوم الأمريكي الجديد أو الانسحاب شمالاً عبْر نهر الفرات.

د. في قطاع الفيلق السابع استمر الهجوم شرقاً إذ شنّ الفيلق الهجوم الرئيسي ضد ثلاث فرق من الحرس الجمهوري "توكّلنا، و"المدينة"، و"حمورابي" وعند بدء هذه العملية عبرت الفرقة الأولى المشاة في جنوب قطاع الفيلق من خلال فوج الفرسان الثاني واشتبكت من الفورمع القوات العراقية وإلى الشمال، هاجمت الفرقتان المدرعتان الأولى والثالثة، شرقاً وهاجمت فرقة الفرسان الأولى على الجناح الشمالي لمنع أي تدخل من القوات العراقية في قطاع هجوم الفيلق.

تحولت المعاونة الجوية القريبة إلى العمق لمهاجمة الأهداف المتوقعة التالية وقد استُعين بنيران كتائب المدفعية وطائرات (AH-64) فيما بعد لتثبيت العراقيين ومنعهم من المناورة الفاعلة ضد القوات الأمريكية المقتربة وبتثبيتهم وجهت عناصر المناورة من الفيلق السابع الضربة الحاسمة تلو الأخرىفي القطاعات الأخرى انسحبت العناصر العراقية لدى اختراق خطوطها ولكنها في هذا القطاع ثَبَتَت وقاتلت.

هـ. استمرت المعارك التي بدأت ظهر اليوم السابق صباح يوم 27 فبراير وذلك بتعقب الفيلق (7) لوحدات الحرس الجمهوري التي حاولت الانسحاب أو تعديل أوضاعها الدفاعية وقد استخدم الفيلق السابع وللمرة الأولى كامل قوّته القتالية. فتقدمت الفرقة الأولى الفرسان شمالاً للانضمام إلى هجوم الفيلق وفي سعت 2100 كانت في أقصى شمال قطاع الفيلق وأصبح الفيلق قادراً على دفع 5 فرق وفوج فرسان مدرع ضد الحرس الجمهوري.

وكان تشكيل المعركة من اليسار إلى اليمينكالآتي: الفرقة الأولى الفرسان الفرقة الأولى المدرعة الفرقة الثالثة المدرعة الفرقة الأولى المشاة الآلية فوج الفرسان المدرع الثاني الفرقة الأولى المدرعة البريطانية وقد ساعد نظام تحديد المواقع (GPS) على تحديد الحدود بين كل تشكيل وآخر وساعد كذلك، على منع الاشتباكات بين الوحدات الصديقة.

و. في الصباح المبكر ليوم 27 فبرايروبعد قتال ليلي كثيف تحرك اللواء الثالث من الفرقة الثالثة المدرعة خلال خطوط مرور عبْر اللواء الثاني وتطلبت هذه المناورة تنسيقاً مكثفاً لمنع حدوث أي خسائر بين القوات الصديقة وقد كان مستوى التدريب والنوعية العالية للجنود والقادة، من العوامل الحيوية لنجاح هذه المناورة وبمساندة حشود وغلالات من نيران المدفعية هاجم اللواء الثالث الفرقة (12) المدرعة العراقية وبعد قتال حادّ تمكن اللواء من اختراق مواقعها الدفاعية والتقدم نحو الكويت.


ز. في مساء 27 فبراير استخدمت الفرقة الثالثة المدرعة في ظروف جوية معاكسة طائرات (Apache) التي هاجمت عمق المنطقة الخلفية للفرقة (10) المدرعة العراقية وأجبرت الهجمات خلف الخطوط المعادية القوات العراقية على ترك مواقعها وترك الكثير من معداتها كذلك وأجبرت هذه الهجمات بالتزامن مع هجوم فرقة المشاة الأول، والهجوم المكثف بالمواجهة من اللواءين الأول والثالث من الفرقة الثالثة المدرعة ونيران الصواريخ الميدانية المتعددة ـ الوحدات العراقية في الخط الأمامي على الانسحاب انسحاباً عشوائياً وقد منعت عملية الأسلحة المشتركة تلك الفِرقة (10) المدرعة العراقية من إعادة تنظيمها وأكملت هزيمتها.

ح. قاتلت الفرقة الأولى المدرعة كذلك بقايا فِرق الحرس الجمهوري "توكّلنا"و"المدينة"، و"عدنان" وقد تمكن اللواء الثاني من الفِرقة من تدمير 61 دبابة و34 ناقلة جُند مدرعة من فرقة "المدينة" في أقل من ساعة كما اكتسحت الفرقة الأولى المشاة الآلية الفرقة (12) المدرعة وشتتت الفِرقة (10) المدرعة وعلى الحد الجنوبي لقطاع هجوم الفيلق دمرت الفِرقة الأولى البريطانية الفِرقة (52) المدرعة ثم اكتسحت ثلاث فرق مشاة للانتهاء من مهمة تدمير قوات الحرس الجمهوري، شنّ الفيلق (7) حركة تطويق من شعبتين الفرقة الأولى الفرسان من اليسار والفرقة الأولى المشاة الآلية من اليمين وقد نجح هذا التطويق في إجبار بقايا وحدات الحرس الجمهوري على الانسحاب الكامل شمالاً.

ط. واصل الفيلق (7) هجومه نحو الشرق وأنشأت الفرقة الأولى المشاة الآلية مواقع قطع شمال وجنوب الطريق السريع الواصل بين البصرة ومدينة الكويت وفي الصباح الباكر ليوم 28 فبراير أطلقت وحدات مدفعية الفيلق تحضيرات نيران كثيفة من جميع الأسلحة طويلة المدى: قطع المدفعية ذاتية الحركة من عيار 155 مم و 8 بوصات وصواريخ ميدانية وصواريخ تكتيكية أرض/أرض.

كما تابعت الطائرات العمودية المهاجمة الضربات ضد مواقع العدو حتى تلك المشكوك فيها واستمر التقدم شرقاً حتى توقفت العمليات الهجومية سعت 0800 والفِرق المدرعة التابعة للفيلق (7) داخل الحدود الغربية للكويت.

3. القوات المشتركة في المنطقة الشمالية

استولت القوات المصرية على قاعدة "علي السالم" الجوية واستولى لواء الشهيد الكويتي واللواء الرابع المدرع السعودي على أهدافهما واستمرت الوحدات السورية في جمْع أسرى الحرب استمر أحد الألوية السورية في تأمين خطوط المواصلات للقوات المشتركة الشمالية وتحرك لواء سوري آخر الذي كان مكلفاً بإقامة ستارة على الحدود السعودية في اتجاه الشمال الشرقى للانضمام إلى الفرقة. واقتحمت قوة واجب بحجم لواء مدينة الكويت وكانت جاهزة لاحتلال القسم الغربي من المدينة.

4. قوة مشاة البحرية الأولى


في قطاع قوة مشاة البحرية الأولى يوم 27 فبراير اليوم الرابع من الحرب البرية بدأت الفرقة الثانية المشاة البحرية بتعزيز مواقعها والمحافظة على الاتصال القريب مع وحدات القوات المشتركة الشمالية، على الجانب الأيسر وفي سعت 0500 27 فبرايراتصلت قوات من اللواء (Tiger) بالقوات المصرية وبعد أربع ساعات تالية عبرت أرتال القوات المشتركة الشمالية من خلال الفرقة الثانية المشاة البحرية.

وقد بقيت الفرقة على حافة المطلاع والخط المرحلي (Bear) حتى توقفت العمليات سعت 0800 28 فبراير وإلى الشرق عززت الفرقة الأولى المشاة البحرية مواقعها وأزالت آخر جيوب المقاومة العراقية بالقرب من مطار الكويت الدولي واتصلت مع القوات المشتركة الشرقية المتقدمة على طول الساحل.

5. القوات المشتركة بالمنطقة الشرقية

حققت القوات المشتركة الشرقية أهدافها النهائية جنوب مدينة الكويت ودخلت العناصر الأمامية الكويت واتصلت بعناصر من القوات المشتركة الشمالية التي دخلت المدينة من الغرب وبدأت القوات المشتركة الشرقية باحتلال الجزء الشرقي من مدينة الكويت وتطهيره.

6. العمليات المساندة Supporting Operations

أ. استمرت القوات البحرية المتحالفة في تنفيذ مهام التحريم الجوي والمعاونة الجوية القريبة في ظروف جوية معاكسة كانت طائرات (A-10S) و (F-16S) تقلع من المملكة العربية السعودية نهاراً بينما تهاجم طائرات (F-15S) و (F-16S)، أثناء الليل. وقدمت حاملات الطائرات في الخليج طائرات (A-6S) و (A-7S) و (F/A-18S) لتقصف الأهداف خلف خط تنسيق المساندة النيرانية (FSCL).

كما هاجمت طائرات أقلعت من البحرين ومن القواعد الأمامية أهدافاً في العمق العملياتي واستجابت لطلبات المعاونة الجوية القريبة في مسرح الكويت ونفذت طائرات (AH-64S) و (AH-1WS) العمودية مهام المعاونة القريبة للقوات البرية.

ب. استعادت قوات العمليات الخاصة مبنى السفارة الأمريكية ورفعت عليه علم الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الذي حررت فيه قوات التحالف مدينة الكويت، واتصلت بقوات المقاومة الكويتية وسارعت في تطهير مباني المصالح الحكومية الرئيسية واقتحمت الوحدات الخاصة البحرية قيادة الشرطة الكويتية واستولت على عديد من وثائق القيادة والسيطرة لحملة الإرهاب التي كان يدعمها العراق.
..................................................

يوم الهجوم "ب+4" (28 فبراير)/توقف العمليات الهجومية
........................................................

1. القوات البرية المركزية

أ. عندما توقفت العمليات الهجومية كان الفيلق (18) قد أكمل تقدمه داخل العراق قاطعاً الانسحاب العراقي ومعاوناً على التدمير النهائي لقوات الحرس الجمهوري واستمرت الفرقة (24) المشاة الآلية والفوج الثالث الفرسان في هجومهما إلى الشرق، لقطع طرُق انسحاب المعتدي واستكمال هزيمة وحدات الحرس الجمهوري.

استمرت الفرقة (82) المحمولة جواً في تطهير الأهداف (Red) و (Gold) و (Orange) واستمرت عمليات الفرقة (101) الاقتحام الجوي، على طول الطريق السريع الرقم (8) بينما أمّنت قاعدتي العمليات المتقدمة (Cobra) و (Viper) كما استمرت في قصف شمال طريق البصرة.

ب. عندما انتهت العمليات الهجومية سعت 0800 يوم 28 فبراير كانت العناصر القائدة للفرقة (24) المشاة الآلية على خط يبعد 30 ميلاً فقط، غرب البصرة وقد أنشأت الفرقة دفاعاً عاجلاً، على طول الخط المرحلي (Victory). وعنده توقف تقدم الفيلق (18).

ج. في قطاع الفيلق السابع استمر هجوم الفيلق في الصباح الباكر ليوم (28) لتدمير العناصر المتبقية من الفرق العراقية غرب البصرة هاجمت الفرقة الأولى المدرعة الهدف (Bonn) وطَهّرته وطَهّرت الفرقة الثالثة المدرعة الهدف (Dorest) بعد مقاومة عنيفة وقد دمّرت أكثر من 250 عربة من عربات المعتدي وطاردت العناصر المعادية المتبقية في اتجاه الهدف (Minden) هاجمت الفرقة الأولى المدرعة البريطانية في اتجاه الشرق، لتطهير الهدف (Varsity) مواجِهَةً مقاومة محدودة.

وعقب استكمال الهجوم، في قطاع الفيلق وتدمير بقايا وحدات الحرس الجمهوري أنشأ الفيلق مواقع قطع (Blocking Positions) بالفرقة الأولى المشاة والفرقة الأولى المدرعة على طول طريق الإمداد الرئيسي الجهراء/البصرة كما أمنت الفرقة الأولى الفرسان والفرقة الأولى المدرعة والفرقة الثالثة المدرعة وفوج الفرسان الثاني أهدافها.

د. خلال 90 ساعة من التحركات والقتال المستمرين حقق الفيلق (7) نتائج حاسمة ضد أفضل وحدات الجيش العراقي وقد أبلغ الفيلق أنه دمر أكثر من 12 فرقة و1300 دبابة و1200 عربة قتال وناقلة جُند مدرعة و285 قطعة مدفعية و100 نظام دفاع جوي وأسر نحو 22 ألفاً من العراقيين وفي المقابل منيت وحدات الفيلق بخسائر طفيفة :unhappy::في الأرواح وفي عربات القتال.

هـ. بعد هزيمة المعتدي ركز الفيلق (7) اهتمامه في العمليات الإنسانية وكذلك فعلت جميع وحدات القوات المتحالفة الأخرى وقد اهتمت القوات المتحالفة بمعاملة المواطنين العراقيين بمن فيهم الأفراد العسكريون معاملة كريمة بعطف وكرامة وقدمت لهم كل مساعدة ممكنة وعلى سبيل المثال اشتملت المساعدات الإنسانية على علاج أكثر من 30 ألف عراقي في الوحدات والمنشآت الطبية وزودتهم بأكثر من مليون وجبة طعام وأعادت فتح العيادات الطبية والمدارس في صفوان كما تولّى الفيلق السابع حماية 12 ألف لاجئ عراقي في صفوان عينها ريثما أمكن إيواؤهم في معسكر بالقرب من رفحا.

2. القوات المشتركة في المنطقة الشمالية

أوقفت القوات المشتركة الشمالية العمليات الهجومية وأمّنِت أهدافها وعززت مواقعها كما أمّنت عناصر من فوج الصاعقة المصري مبنى السفارة المصرية ورفعت فوقه العلم المصري وفي الوقت نفسه بدأ اللواء السادس من الفرقة الرابعة المدرعة بتطهير الجزء الغربي من مدينة الكويت وأنشأت الفرقة الثالثة المشاة الآلية ستارة شمال مواقعها في الأبرق.

3. قوة مشاة البحرية الأولى

في آخر يوم من الهجوم البرى كانت قوة مشاة البحرية الأولى في مواقع دفاعية خارج مدينة الكويت وفي قطاع الفرقة الثانية المشاة البحرية أمضى اللواءان السادس والثامن الليلة السابقة في التخطيط للهجوم على الجهراء للاستيلاء على القواعد العسكرية الكويتية الرئيسية في المناطق وتأمين الطريق الشمالي وجرى اتصال مع المقاومة الكويتية التي أصبحت تسيطر على معظم أنحاء المدينة لتجنب إطلاق النار بين مشاة البحرية ورجال المقاومة وعندما أوقفت العمليات الهجومية بقي مشاة البحرية خارج المدينة كما كان مخططاً من قبل.

وفي قطاع الفرقة الأولى المشاة البحرية عززت الفرقة مواقعها الدفاعية وقد عاونت قوة مشاة البحرية الأولى على عبور القوات المشتركة إلى مدينة الكويت وكُلِّف جناح طيران مشاة البحرية الثالث بتقديم المساندة بالطائرات العمودية وتوصيل الإمدادات إلى الوحدات الأمامية وتنفيذ مهمة الدوريات المقاتلة (CAP) فوق قطاع قوة مشاة البحرية وخلال العمليات البرية نفّذ جناح الطيران الثالث 9569 مهمة جوية إسناداً لمشاة البحرية ولقوات التحالف.

4. القوات المشتركة في المنطقة الشرقية

أوقفت القوات المشتركة الشرقية العمليات الهجومية وعززت مواقعها جنوب الخط الدائري السابع في مدينة الكويت كما قامت قوة الواجب "نصر" من القوات الخاصة السعودية بتأمين مبنى السفارة السعودية ورفع العلم السعودي فوقها ودخلت قوة واجب بحجم كتيبة مدينة الكويت وبقيت بالقرب من الخط الدائري السادس واستولى مشاة البحرية السعودية على ميناء "سعود" واستمر باقي وحدات القوات المشتركة الشرقية في تطهير مواقع المعتدي في المنطقة.
...............................................................
نتائج أعمال القتال

استمرت الحملة البرية مائة ساعة وتحققت أهداف القوات المتحالفة جميعها وأنجزت ما يلي:

1. السيطرة الكاملة على كافة خطوط المواصلات في مسرح العمليات الكويتي.

2. طرد قوات المعتدي من الكويت.

3. تأمين مطار الكويت الدولي وتقاطع الطرق غرب مدينة الكويت.

4. تطويق قوات الحرس الجمهوري وقطع طرق انسحابها وتدمير وحدات منها.

5. تحرير مدينة الكويت.

التقدير النهائي الذي أعلنته القيادة المركزية الأمريكية في نهاية أعمال القتال هو:

71% من الفِرق العراقية أصبحت غير قادرة على شن عمليات هجومية.

أسْر 86 ألف فرد من القوات العراقية.

تدمير أو الاستيلاء على 3847 دبابة.

· تدمير أو الاستيلاء على 1450 ناقلة جُند مدرعة.

· تدمير أو الاستيلاء على 2917 قطعة مدفعية، وصواريخ، من أنواع مختلفة.

يُعدّ النصر الذي تحقق في هذه الحملة أسرع نصر في التاريخ العسكري الحديث.
..........................................
تم بحمد الله...المصدر موسوعة مقاتل:smile:
 
اشكرك اخى على هذا المجهود الرائع و ارجو منك ان تكلمنا بالتفصيل عن دور القوات المصريه و هذا لانى مصرى و قد وضح من كلامك ان الدور الرايسى فى الهجوم كان على القوات الامريكيه
 
موضوع اكثر من رائع اخواني

وتعليق واضافة ممتازة من اخونا ابو البراء

في الحقيقة وانا اقراء هذة السطور

لم استطيع ان اخفي اعجابي الشديد يالجيش الامريكي وقدرته الهائلة على الحرب

الفرق الامريكية تتقدم شمالا وشرقا و غربا وتلتف هنا وتقطع الخطوط هناك سرعة هائلة

قوة نارية كثيفة

انه التفوق التقني بكل ما للكلمة من معنى

لم بشفع للعراق انه يقاتل في ارضه وتحت سمائه وشجاعة رجالة

بل كانت التكنولجيا هي من حسم المعركة

اتمنى ان يكون قادتنا العسكريين قد استفادوا من هذة المعركة

واستخلصوا منها النتائج والدروس
 
موضوع جميل ولاكن لاحضت عدم الحديث عن القوات العربية المشاركة ومهامه بتفصيل فقد كنت تذكر رؤس اقلام فقط عن مقامت به وعلى العكس فقد كنت تتحدث عن كل صغيره وكبير عن القوات المركزية اعتقد ان مصدر معلوماتك مصدر امريكي فقد تجاهل الكثير عن قواتنا المشتركه و فلقد سمعت ممن شارك في تلك الحرب حديث مختلف واحصائيات غير التي ذكرتها عهلى سبيل المثال عدد الشهداء من الجيش السعودي كان اكثر من 150 في الخفجي ودخول الكويت ولك شكري
 
والله كنت أتمنى لو صدام ما غزا الكويت ولا هدد الخليج .. كانت غلطة صدام الوحيده
على العموم صدام في ذمة الله سبحانه و تعالى و الله يرحمه و يرحم موتنا و الي أستشهدو من أخوانا في سبيل الله سبحانه و ثم في سبيل وطنهم و أراضيهم

و وقفت العرب مع بعض هذاك الوقت شي يرفع الراس و مدعاه للفخر

و مشكور أخويه كاتب الموضوع
 
عودة
أعلى