أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن قصفها قاعدة سعودية لإطلاق الصواريخ قرب الحدود وإلحاقها أضرارا بها، كما أشارت الجماعة إلى صد هجمات متتالية للجيش اليمني، في المقابل أغار الطيران السعودي على عدد من المتسللين الحوثيين وقتل وجرح عددا منهم، كما قصف الجيش اليمني مواقع للمسلحين واشتبك معهم في محافظة صعدة ومنطقة حرف سفيان شمال البلاد.
وقالت جماعة الحوثيين في بيان نشرته على الإنترنت إنها قصفت بصواريخ الكاتيوشا مساء الأحد موقع عين الحارة العسكري السعودي في منطقة جيزان الحدودية، حيث شوهدت وفق البيان الحرائق تشتعل داخل القاعدة.
وقال بيان الحوثيين إن القاعدة العسكرية كانت تقوم بإطلاق الصواريخ على المدنيين داخل الأراضي اليمنية على مدى الأيام الثمانية الماضية. ولم يصدر أي تعليق من الجانب السعودي ينفي أو يؤكد صحة ادعاءات الحوثيين، لكن مصدرا سعوديا أشار إلى قصف استهدف متسللين حوثيين في نفس المنطقة.
في السياق دعت جماعة الحوثيين في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه جامعة الدول العربية لتقصي الحقائق حول ما وصفته بـ"العدوان (السعودي) الظالم وغير المبرر" عليها، والذي هو، حسب قولها نتيجة لمحاولات النظام اليمني جر السعودية إلى هذه الحرب، ورفضت أي اتهامات موجهة للجماعة بتلقيها دعما خارجيا خاصة من إيران.
وقال إن النظامين السعودي واليمني نسقا في الحرب الحالية كلاهما مع الآخر من أجل أن تدخل السعودية الحرب مباشرة، وذلك بأن يدخل الجيش اليمني عبر أراضيها ويتمركز في جبل دخان ليوجه من هناك ضرباته للحوثيين.
وأشار البيان إلى أنهم فوجئوا بحملة عسكرية عليهم من حرس الحدود السعودي، وببدء قصف جوي وصاروخي استخدمت فيه القنابل الفوسفورية والحارقة وتسبب "بتشريد الآلاف من قراهم وسقوط عشرات المواطنين الأبرياء".
قصف واشتباكات
على الصعيد الميداني قال مصدر سعودي إن الطيران الحربي لبلاده طارد بعد ظهر الأحد عددا من المتسللين الحوثيين الذين حاولوا الدخول إلى منطقة الحرث إلى الشرق من عين الحارة على الحدود السعودية اليمنية وقتل وجرح بعضهم.
ونقلت وكالة يونايتد برس إنترناشيونال عن المصدر قوله إن عددا من الحوثيين قاموا بمحاولة التسلل إلى قرية "أم الدبّا" في محافظة الحرث إلى الشرق من عين الحارة.
ولم يشر المصدر السعودي إلى ما كان أعلنه الحوثيون في وقت سابق عن قصف موقع عين الحارة العسكري بصواريخ الكاتيوشا واشتعال الحرائق داخله.
كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود أن تعزيزات عسكرية سعودية وصلت منطقة جيزان في اليومين الماضيين. وكانت السعودية توعدت جماعة الحوثيين بمواصلة قصفها حتى تتراجع عشرات الكيلومترات داخل الأراضي اليمنية بعيدا عن الحدود.
وقد قصفت القوات اليمنية مواقع للمسلحين الحوثيين في محافظة صعدة ومنطقة حرف سفيان في محافظة عمران شمالي البلاد، وفق ما نقلت نفس الوكالة عن مصادر عسكرية يمنية.
واندلعت اشتباكات عنيفة في منطقة حرف سفيان بين الجيش والمسلحين الحوثيين مدعومين ببعض رجال القبائل، ما أسفر عن تكبد الطرفين خسائر بشرية.
انتقاد إيراني
في تطور متصل أعرب رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني عن "استغرابه" من العمليات العسكرية السعودية ضد جماعة الحوثيين على الحدود مع اليمن، ملمحا إلى مشاركة أميركية فيما وصفه "العمليات القمعية".
ونقلت وكالة أنباء مهر الإيرانية شبه الرسمية عن لاريجاني قوله أمام البرلمان "تصاعدت حدة الحوادث المؤسفة في اليمن في الأسبوعين الأخيرين".
وتساءل لاريجاني قائلا "كيف سمح خادم الحرمين في هذه الأيام الخاصة، بإراقة دماء المسلمين في اليمن، باستخدام القدرات العسكرية السعودية"، في إشارة إلى موسم الحج.
كانت الحكومة اليمنية قد اتهمت إيران بالتدخل في المواجهات التي تدور بين الجيش اليمني وجماعة الحوثيين شمالي البلاد، قرب الحدود السعودية.
كما تطرق رئيس مجلس الشورى لموقف واشنطن, وقال "نتحدث عن أن الإدارة الأميركية تواكب وتساعد في مثل هذه العمليات القمعية، وهذا أيضا نموذج آخر عن التغييرات التي بشر بها الرئيس الأميركي باراك أوباما".
المصدر: الجزيرة