المخابرات الاردنية تكشف مؤامرة ثورة 14 تموز

alus

صقور الدفاع
إنضم
30 نوفمبر 2008
المشاركات
2,466
التفاعل
3,419 1 0
20091112big48753.jpeg





في كتاب نايجل اشتون (Nigel Ashton).. (King Hussein of Jordan A Political Life ) كتب ان المخابرات الاردنية كشفت ثورة 14 تموز قبل وقوعها . كانت المخابرات ناشئة بقيادة محمد رسول الكيلاني الذي حقق مع احد الضباط وكشف له السر .

هذه المعلومات ليست جديدة وذكرها المغفور له الملك حسبن في كتاب مهنتي كملك وان رئيس الاركان العراقي رفيق عارف خيب امل الحسين بعدم اخذ الموضوع بشكل جاد . هناك امور هامة ايضا ان بريطانيا ومن وراء الملك صرفت لعلي ابو نوار 2000 جنيها بعد التعريب حتى تظل مسيطرة على الجيش عن طريقه .هذا الكلام فبه عدم دقة لسبب ان المعاهدة مع بريطانيا موجودة وظلت اكثر من عام بعد رحيل كلوب وبموجبها تنفق على الجيش والاردن .



بالنسبة للموضوع الاول تعرفت في بغداد على العميد المتقاعد خليل إبراهيم حسين الذي اصبح معاونا لمدير الاستخبارات العراقية بعد 14 تموز 1958م في العراق والذي أصبح وزيراً للصناعة ثم تفرغ لكتابة موسوعة 14 تموز وأهداني جميع ما كتب حتى عام 1995م ولم اكتف بالكتب الذي يزيد عددها عن ستة ولكن تحدثت معه وذهبنا إلى المكتبات العراقية ومراكز الوثائق سوياً وفي هذه المرة سوف أتحدث عن الوثائق العراقية وما جاء فيها عن أمور تتعلق بالأردن مثل موقف الضباط العراقيين في اللواء (19) في الأردن واتصالاتهم مع سورية ومع الضباط الأردنيين وهي أمور تستحق الإطلاع.

عبد الكريم قاسم في الأردن:

جاء عبد الكريم قاسم للأردن في شهر تشرين الأول 1956 وفي ذهنه أي ذهن عبد الكريم قاسم الاتصال مع الضباط السوريين والأردنيين ولا توجد أدلة من اتصل مع الآخر هل اتصل مدير المكتب الثاني الاستخبارات العسكرية السورية عبد الحميد السراج مع عبد الكريم قاسم أم أن عبد الكريم هو الذي اتصل.

أهداف الاتصال:

والمهم هدف الاتصال ولماذا؟ والجواب دونه خليل إبراهيم عام 1971م عندما قابل عبد الحميد السراج وعفيف البزري في القاهرة أن هدف السوريين هو الضباط العراقيين فقط وأنهم يريدون نقل المعركة لأرض العراق لمواجهة نوري السعيد الذي يخطط ضدهم. كان هدف السوريين واضحاً كل الوضوح وهو الضباط العراقيين لكن بصراحة فإن هدف الضباط العراقيين غير واضح لدرجة أن عبد الكريم قاسم اتصل مع ضباط أردنيين وحاول القيام بمغامرة في الأردن ( لا مجال لذكر تفاصيلها الآن) ولكن تم تحذيره.

رواية السراج عن الاتصالات:

ذكر السراج أن هناك بعض ضباط المخابرات السوريين النشيطين اتصلوا مع عبد الكريم قاسم آمر اللواء (19) في الأردن في المفرق... وكان في المفرق مجموعة لواء من الجيش السوري وفي هذه الاتصالات طلب عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف الاتصال مع رئيس الأركان العامة للجيش السوري وكان واسطة الاتصال مع العراقيين المقدم مفلح علي الناصرة وهو فلسطيني الأصل أسقط عنه العراقيون الجنسية العراقية وذهب إلى سورية واستقر هناك وأصبح مدرساً لمادة التاريخ في الكلية الحربية (بعد 1961 عينه عبد الكريم قاسم مديراً للخطوط الجوية العراقية في سورية) اجتمع السراج بهما في مكان معزول وهاجم عبد السلام عارف النظام العراقي واتهمه بالاستسلام للغرب وغير مهتم بالخطر الصهيوني.... والشيء الغريب أن عبد السلام وعبد الكريم طلبا أن يلتحق اللواء بالجيش السوري... وأعطياه منشوراً من مناشيرهم.

اعتبر السراج أن الفكرة (أي أن يلتحق العراقيون ضباط اللواء 19 بالجيش السوري) غير سليمة

واستمرت الاتصالات وحصل اللقاء بين الضباط العراقيين ورئيس أركان الجيش السوري توفيق نظام الدين وعفيف البزري قائد القوات السورية في الأردن وتم اجتماع آخر في خيمة في الصحراء وهنا سألهم رئيس الأركان إذا كانوا واثقين من قوتهم يبقوا في العراق ويقومون بالتغيير وإذا كنتم يائسين أهلاً وسهلاً في سورية.


الاجتماع بين السراج وعبد السلام فقط:

جاءت أخبار للسوريين من العراق أن عبد السلام ضابط وحدوي يمكن الاعتماد عليه فطلب منه السراج أن يجتمع به منفرداً وقال له أن فكرة الالتحاق بالجيش السوري يجب أن تستبعدوها وأن بقاءكم لتغيير الأوضاع هو الأصوب وانتهى الأمر عند هذا الحد.

واستمر الاتصال بعد عودة العراقيين للعراق وظل الاتصال مع عبد السلام ومع رفعت الحاج سري وليس مع عبد الكريم.

وعرف السراج من عبد السلام موعد الثورة يوم 9 أو 10/ تموز وطلب عبد السلام مدافع (25) رطل وطيارات وأجهزة رادار ومدافع ضد الطيارات إذا نجحت الثورة وفعلاً تم تجهيزها وشحنها من الإسكندرية إلى اللاذقية إلى العراق.

شبكة السراج:

اتضح من حديث السراج أنه تعرف على رفعت الحاج سعيد عام 1954م عن طريق باسل الكبيسي (دبلوماسي) وقد قدما الكثير للسراج وفتح السراج الباب لكل شخص غير مشبوه وجند شيوخ وتجار واستفاد منهم كثيراً وكشفوا له ما وصفه بالمؤامرات على سورية ومنها وقع عام 1956م أثناء العدوان الثلاثي على مصر والمجال يضيق هنا عن سرد التفاصيل.

الاتصالات في الأردن بحضور ضابط ركن حركات الاستخبارات العراقية:

وفي رواية ضابط ركن حركات واستخبارات اللواء (19) العراقي المقدم الركن عبد الرزاق محمد سعيد أن اللقاءات كانت تتم مع قائد اللواء السوري عفيف البزري في الغور وكانت تتم بحضور المقدم عبد الرزاق وظاهرها تعاون عسكري وباطنها تخطيط يرمي إلى نقل المعركة إلى الدول التي وصفها السراج بأنها تتآمر عليه.

:

رواية عفيف البزري:

روي الفريق عفيف البزري أنه أثناء أزمة السويس 1956 تلقى تعليمات للاتصال بالضباط العراقيين في اللواء العراقي !!

وذكر أن اللقاء مع العراقيين تم قرب مطار المفرق وحضره من السوريين رئيس الأركان توفيق نظام وهو وأمين نفوري وعبد الحميد السراج وفي هذا اللقاء أفشى عبد الكريم قاسم سراً إذ قال أنهم يخططون لتغيير الأوضاع في العراق ولن يعيدوا تجربة عام 1941م وأن الثورة إذا اندلعت ستنال من الجميع ولن تترك أحداً يفلت [هذا يدحض ما قاله عبد الكريم قاسم بعد الثورة أنه لم يكن يرد قتل العائلة المالكة].

وظلت الاتصالات إلى آخر لحظة قبل مغادرة عبد الكريم قاسم إلى العراق بناء على طلب الأردن في مذكرة رقم 5516/36/56، تاريخ 6/12/1956 وفيها.

ترجو الحكومة الأردنية سحب اللواء العراقي والسبب هو نشاط الضباط العراقيين على الأرض الأردنية حتماً علماً أنهم لم يمكثوا على أرض الأردن إلا شهر واحد!!

أ . د. سعد ابو دية
 
عودة
أعلى