ديغول بطل لا يحبه شعبه

الزعيم

صقور الدفاع
إنضم
20 يوليو 2012
المشاركات
8,456
التفاعل
378 1 0
de_gaulle_5.jpg

ولد شارل ديغول في 22 نوفمبر 1890 ومات في 9 نوفمبر 1970، وهذا يعني أنه عاش ثمانين عاماً بالتمام والكمال إلا بضعة أيام، وفي أثناء هذا العمر الجديد كانت حياة ديغول مليئة بالأحداث التاريخية، ولكن قبل ان نصل الى ذلك ينبغي ان نتوقف قليلاً عند طفولته وشبابه الأول.


لقد ولد ديغول في مدينة "ليل" عاصمة الشمال الفرنسي في عائلة كاثوليكية محافظة، مثقفة، فأبوه هنري ديغول كان استاذ تاريخ وأدب في المدارس الخاصة، وقد عرفه على كبار كتاب فرنسا من امثال باريسي، وبيرغسون وشارل بيغي وأخرين.


ثم اختار ديغول المهنة العسكرية وتخرج ضابطاً من كلية سان سير الشهيرة عام 1912، أي في سن الثانية والعشرين، وقد شارك بعدئذ في الحرب العالمية الأولى وجرح في الحرب عام 1914، وتشاء الأقدار ان يكون رئيسه المباشر آنذاك الجنرال فيليب بيتان الذي سيصبح عدوه الأول أثناء الحرب العالمية الثانية لأنه تحالف مع الألمان وقبل احتلالهم لفرنسا على عكس ديغول.


ثم أسر في الحرب عام 1916 من قبل الألمان وظل في الأسر سنتان ونصف، أي حتى نهاية الحرب وتحقيق الهدنة بين فرنسا وألمانيا، وكانت تجربة الأسر مريرة بالنسبة له لانه شعر بعدم القدرة على خدمة بلاده عندما كانت المعارك تشتعل ضاربة.


حاول ان يهرب من الأسر خمس مرات ولكنه كان يفشل في كل مرة بسبب طول قامته، فقد كانوا يعرفونه ويكتشفونه فوراً لأنه أطول رجل في المعسكر، وقد منحوه وسام الشرف بعد انتهاء الحرب نظراً لبطولته وتضحياته في ساحة الوغى.


وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية كان ديغول قد أصبح عقيداً في الجيش الفرنسي وقائداً لاحدى سرايا المدفعية ولكنهم رفعوه فوراً الى رتبة جنرال وأعطوه قيادة أكبر فرقة عسكرية في الجيش لكي يعيد الهجوم الألماني على باريس.


ولكنه لم ينجح في ذلك بسبب قوة الهجوم الألماني الذي اخترق خط ماجينو، نقول ذلك على الرغم من شجاعته ومخاطرته بنفسه أثناء المعارك، ونظراً لذلك فقد عينوه وزيراً في الحكومة في تلك الفترة العصيبة، ولكنه رفض معاهدة الهدنة أو الاستسلام للألمان، وغادر فرنسا سراً في اللحظة التي استلم فيها الماريشال بيتان السلطة. وذهب ديغول الى عند تشرشل في لندن لمقاومة النازية.


ثم دخل التاريخ يوم 18 يونيو من عام 1940 عندما وجه نداءه الشهير الى الشعب الفرنسي قائلاً : »أيها الفرنسيون لقد خسرنا معركة ولكننا لم نخسر الحرب وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاثم على صدره«.


وهناك في لندن راح الجنرال ديغول يشكل في المنفى حكومة فرنسا الحرة، وهكذا أصبحت لفرنسا حكومتان: الأولى برئاسة الماريشال بيتان ومقرها في مدينة »فيشي« وهي عميلة للألمان.


والثانية في المنفى الانجليزي برئاسة ديغول وهي مضادة لأي تعامل مع المحتل، وعندئذ انقسمت فرنسا الى قسمين قسم مد يداً للمارشال وقسم مؤيد للجنرال، وسوف ينعكس ذلك على تاريخ فرنسا اللاحق كله.
 
ترجمة الشخصية

هو قائد عسكري فرنسي كبير، ورجل دولة، ورئيس جمهورية فرنسا الراحل.

عقب تخرجه عام 1912، عين في الكتيبة 33 مشاة، في مدينة أراس، تحت قيادة الكولونيل فيليب بيتان Philippe Petain في 10 أكتوبر 1912. وقبل الحرب العالمية الأولى أصبح ديجول قائد الفصيلة الأولى من الكتيبة الثالثة والثلاثين، وذلك في 1 أغسطس 1914، وحدثت له الإصابة الأولى على جسر دينانت، في بلجيكا، في 15 أغسطس 1914. ورقي إلى رتبة النقيب في يناير 1915، وقُلد وسام "صليب الحرب"، وفي 10 مارس 1915 حدثت له الإصابة الثانية في يده اليسرى، في مقاطعة أرجون.


وفي 2 مارس 1916، أبيدت السرية التي كان يقودها، واعتقل وأرسل إلى أوسنابروك في ألمانيا. وتمكن من الهرب من المعتقل في 29 أكتوبر 1916، بعد عدة محاولات، إلا أنه اعتقل مرة أخرى، بعد ثمانية أيام. وتمكن من الهرب في 15 أكتوبر 1917، مع أربعة من رفاقه من قلعة روزنبرج.
التحق شارل ديجول بكلية الحرب العليا، في 2 مايو 1922، وهو برتبة نقيب، وأمضى فيها سنتين، حدثت فيهما مشاجرات مع أساتذته كادت تؤخر تخرجه، لولا تدخل المارشال بيتان، وتخرج بتقدير جيد.
وفي 1 يوليه 1925 عمل ديجول بهيئة إمداد وتموين جيش الراين، ثم استدعاه المارشال بيتان للعمل في مكتبه الخاص. ورُقي لرتبة الرائد في سبتمبر 1927. ثم التحق بجيش الشرف في أكتوبر 1929، حيث خدم لمدة سنتين في بيروت عمل خلالها رئيساً لهيئتي الاستخبارات والعمليات. ثم التحق بالسكرتارية العامة لوزارة الدفاع في نوفمبر 1931، حيث أمضى فيها 6 سنوات. وفي 5 مايو 1934 رقي ديجول إلى رتبة المقدم. وفي سبتمبر 1937 تولى ديجول قيادة اللواء 507 المدرع، في مدينة ميتز، وكان مقتنعاً أن الدبابة ستكون السلاح الحاسم في الحرب التالية. ورُقى شارل ديجول لرتبة العقيد، في 24 ديسمبر 1937، وكان عمره وقتئذ 47 سنة.



ديجول والحرب العالمية الثانية

بدأت الحرب العالمية الثانية واحتلت ألمانيا بولندا في 1 سبتمبر 1939، وتولى ديجول قيادة دبابات الجيش الخامس، في مقاطعة الزاس. وفي 10 مايو 1940، دخلت القوات الألمانية سيدان، وتقهقرت القوات الفرنسية اعتباراً من 16 مايو، وحاول ديجول تنفيذ هجوم مضاد غير مرة لكنه فشل، ويعزي هذه الهزيمة إلى رفض القيادة الفرنسية إنشاء وحدات وتشكيلات على شكل واسع.

وفي يونيه 1940، عُين ديجول في منصب وكيل وزارة الحرب والدفاع، وذهب إلى لندن لمقابلة ونستون تشرشل، الذي صرح لديجول بأن إنجلترا تركز جهودها لتمنع غزو ألماني لها. وفي 10 يونيه دخلت إيطاليا الحرب، وكان الألمان على أبواب باريس، فغادرت الحكومة الفرنسية العاصمة، واتخذت من مدينة تور مقراً لها.

اجتمع المجلس الأعلى للحلفاء في 11 يونيه 1940، وكان يتكون في ذلك الوقت من تشرشل وإيديه ورينو وبيتان وفيجان وديجول، وقد اتفق تشرشل وديجول في الرأي الخاص بالانسحاب نحو مقاطعة بريتاني وإنشاء مقاومة شعبية، إلا أنه في اليوم الثاني، خلال اجتماع مجلس الوزراء الإنجليزي، اقترح بيتان وفيجان توقيع الاستسلام. ودخل الألمان باريس، واتخذت الحكومة من مدينة بوردو مقراً لها، وتوجه ديجول إلى لندن، وقابل تشرشل بمقر مجلس الوزراء البريطاني، الذي وضع إمكانيات هيئة الإذاعة البريطانية تحت أمر ديجول، وناشد الفرنسيين بمواصلة المقاومة، وفي 19 يونيه أملى هتلر شروطه لوقف المعارك، وفي 22 يونيه وقعت فرنسا الاستسلام. فتقطع بريطانيا علاقاتها بحكومة بوردو، وتعترف بالهيئة الوطنية الفرنسية التي أنشأها ويرأسها ديجول، كما تعترف بريطانيا بأن ديجول قائد لكل الفرنسيين، في 28 يونيه 1940. وكان يحمل رتبة اللواء في ذلك الوقت ورفض قبول الاستسلام. وفي بريطانيا قام ديجول بتنظيم القوات الفرنسية الحرة، الموجودة هناك، وفي بعض المستعمرات الفرنسية، حيث قام بزيارة القاهرة وسوريه ولبنان في مارس 1941، من أجل استقطاب القوات الفرنسية الموجودة بها.

بدأ نجم ديجول يلمع، ففي سبتمبر 1941 أصبح رئيساً للهيئة الوطنية الفرنسية في لندن، وفي 23 يوليه 1942، عقد لقاء بين ديجول ووفد عسكري أمريكي، واقترح ديجول عليهم القيام بعملية إنزال بحري في منطقة نورماندي، إلا أن القوات الأمريكية والبريطانية، قامت بعملية إنزال في الجزائر، في 8 نوفمبر 1942، بدون علم ديجول . وبحلول عام 1943، وافق الحلفاء على أن يصبح ديجول قائداً للفرنسيين المقاتلين.

وفي 28 نوفمبر 1943 اجتمع ستالين وروزفلت وتشرشل في طهران، وقرروا إنزال القوات الحليفة على شواطئ فرنسا في ربيع 1944، ونظم اجتماع بين ديجول وتشرشل في يناير 1944، طالب فيه ديجول بزيادة المعدات العسكرية للمقاومة الفرنسية، وكذلك فرض سيطرته على الأراضي الفرنسية التي ستحررها القوات الحليفة. وفي 6 يونيه 1944 تم إنزال قوات الحلفاء في منطقة نورماندي، ووصل ديجول إلى الشواطئ الفرنسية في 14 يونيه 1944، واستقبلته مدينة بايو بحفاوة. وقام ديجول بزيارة للولايات المتحدة الأمريكية في يوليه 1944، واستقبله الرئيس روزفلت في البيت الأبيض بحفاوة، كما استقبل استقبالاً حافلاً في مدينة نيويورك، وكذلك زار ديجول كندا والجزائر في نفس الشهر.

وفي 20 أغسطس وصل ديجول إلى مدينة شربورج بشمال فرنسا، وبدأت عمليات تحرير فرنسا. واستطاعت الفرقة الثانية المدرعة وفرقة المقاومة الشعبية أن تجبر القوات الألمانية تحت قيادة الجنرال شولتيتز على الاستسلام. وفي 25 أغسطس وصل ديجول إلى مقر وزارة الدفاع بشارع دومينيك واتخذه مقراً له. وفي 26 أغسطس 1944، استقبل ديجول في باريس استقبالاً شعبياً حافلاً. وعقد اجتماع مع رؤساء المقاومة. وفي سبتمبر 1944، أصبح رئيساً للحكومة المؤقتة، كما استقبل تشرشل في باريس بحفاوة. وفي 8 مايو 1945 وقعت ألمانيا .

ديجول والحياة السياسية

بدأ ديجول في التحول من الحياة العسكرية إى الحياة السياسية مع بدء عمليات تحرير فرنسا. فبعدما استطاعت الفرقة الثانية المدرعة وفرقة المقاومة الشعبية أن تجبر القوات الألمانية تحت قيادة الجنرال شولتيتز على الاستسلام. وصل ديجول في 25 أغسطس إلى مقر وزارة الدفاع بشارع دومينيك واتخذه مقراً له. وفي 26 أغسطس 1944، استقبل ديجول في باريس استقبالاً شعبياً حافلاً. وعقد اجتماع مع رؤساء المقاومة. وفي سبتمبر 1944، أصبح رئيساً للحكومة المؤقتة، كما استقبل تشرشل في باريس بحفاوة. وفي 8 مايو 1945 وقعت ألمانيا استسلامها في برلين.

وفي 13 نوفمبر 1945 انتخب ديجول من قبل البرلمان رئيساً للوزراء. ولكن عندما أسفر استفتاء عام للفرنسيين، عن إيثار الشعب لحكومة برلمانية، بدلاً من حكومة رئاسية، كما اقترح ديجول. قدم استقالته في يناير عام 1946 من الحكم واعتكف.

وبعد حدوث اضطرابات داخلية كبيرة في فرنسا في شهر مايو 1958، أعلن ديجول أنه مستعد أن يتسلم زمام الحكم، على أن يكون رجوعه للحكم بشكل شرعي. في يونيه 1958، قام ديجول بتشكيل حكومة، تتمتع بصلاحيات مطلقة لمدة ستة أشهر، وحصلت على الأغلبية. كما وضع دستوراً جديداً للبلاد، قدمه للفرنسيين في شهر سبتمبر 1958، ويحوز على 80% من أصوات الشعب. كما حاز حزب الوحدة من أجل الجمهورية الديجولي على 200 مقعد في البرلمان. وقد أرسى أركان الجمهورية الخامسة، وتم انتخاب شارل ديجول رئيساً في 21 ديسمبر 1958.

وكانت ثورة الجزائر قد اشتدت، وفرضت نفسها في وجه الاحتلال الفرنسي، وأحس ديجول بحسه التاريخي أن ثوار الجزائر لا بد منتصرون، مضى ديجول في سياسة التفاوض مع الثورة الجزائرية واعترف باستقلال الجزائر في اتفاقية ايفان في مارس 1962، وفي مايو 1962، منحت الجزائر استقلالها، وبذلك أنهى ديجول حرب دموية، دامت سبع سنوات.

عرض ديجول إجراء تعديلات على الدستور، وطرح ذلك في استفتاء شعبي، في أبريل 1969، إلا أن عرضه فشل في الاستفتاء، فاستقال من منصبه في 28 أبريل 1969. واعتزل العمل السياسي، وعاش في بلدة كولومبي لي دوزيجليز في فرنسا، وواصل تدوين مذكراته. وكان ديجول شخصية مهيبة ومتحفظة وصارمة.

وقد عمل ديجول خلال فترة حكمه، على بعث فرنسا كأمة عظيمة، وشكل قوة نووية فرنسية ضاربة مستقلة. وأقام علاقات جيدة، مع بلدان العالم الثالث، والبلدان الاشتراكية، واعترف بالصين الشعبية. وعلى أثر العدوان الإسرائيلي، على بعض الدول العربية، عام 1967، حظر تصدير السلاح إلى إسرائيل

وتوفي ديجول، في بلدة كولومبي لي دوزيجليز في فرنسا في التاسع من نوفمبر 1970، على إثر نوبة قلبية. وأصبح شارل ديجول رمزاً لفرنسا، في نظر الفرنسيين، وغيرهم من الشعوب.
 
مشكور على الاضافة وانا كنت اود تكملة الموضوع حول سياسة دي غول او ما اصبح يسمى السياسة الديغولية ولكن للاسف بعض الشاغل منعتني من ذلك ولكن تكون انشاء الله
 
شكرا اخوي با رك الله فيك
بطل لا يحبه شعبه انا ارى ان البطل بلا جمهور لا يعتبر بطل الا بمقياس نفسه فقط
شكرا
 
عودة
أعلى