اعجبني هذا الحوار الذي اجرته جريدة الشروق مع المجاهدة زهرة ظريف فاردت ان انقل لكم جزئ منه
العربي بن مهيدي: من حسن حظنا أننا تعرفنا على سي احمد
كنا محظوظين لأننا عرفناه وعشنا معه، فقد قدمه لنا ياسف سعدي في بداية أحد اللقاءات على أنه "سي احمد" المناضل البسيط، خاصة وأن شكله لم يكن يوحي بأي تميز وهو السبب الذي مكنه من تجنب ريبة الفرنسيين فيه، فكان يجلس معنا ويتحدث إلينا وكأنه واحد منا، وكنا نضحك كثيرا، وكان يجتهد في النزول إلى مستوانا. أما عندما يتعلق الأمر بالجد فإنه كان يتحول إلى شخص آخر. وأذكر بأن ياسف أخبرنا ذات يوم أنا وجميلة بأن سي احمد هو نفسه العربي بن مهيدي لكنه أوصانا بالكتمان، ومن المواقف التي لن أنساها مع بن مهيدي هو اجتماعه معنا أنا وجميلة ليخبرنا بإلغاء عملية قضينا أكثر من شهرين في الإعداد لها، ورحنا نحاول إقناعه بأن ذلك غير ممكن وبأن تكليف أحد الرجال بها فيه خطر عليه وعلى النظام، وبعد أخذ ورد أمرنا بتنفيذ التعليمات دون نقاش وهددنا بالعقاب في حال خالفنا الأوامر، لكننا وإمعانا في الشغب قلنا له: إذا كنتم ستعاقبوننا فماذا تركتم لفرنسا إذن؟ وعلى الرغم من جدية الموقف إلا أن سي احمد لم يتمالك نفسه وأطلق ابتسامة عريضة".
ياسف سعدي: رغم بشاشاته إلا أنه كان حازما في قراراته
كان مسؤولي المباشر في أصعب مرحلة من "معركة الجزائر" وكان يتصرف بذكاء وحكمة وليونة أيضا، وبفضل أسلوبه الهادئ استطاع تكييف قوة نضالنا مع ما تشهره فرنسا من قوة. كان ياسف حاسما في قراراته وتوجيهاته ولكن دون أن يضيع الجانب الآخر من شخصيته، فقد كان لينا وبشوشا وكنا نعمل معه براحة كبيرة لأنه استطاع أن يخلق حولنا جوا من الحماسة بهدف احتوائنا وحمايتنا كمنخرطين في المنظمة كان إنسانا وفيا لبلده.
علي لابوانت:جنود فرنسا كانوا يتجنبون الاشتباك معه
شجاعته كانت من النوع النادر جدا، وكانت شخصيته قوية إلى درجة أن الجنود الفرنسيين كانوا يتجنبون الاشتباك معه.. شاب ذكي عاش حياة صعبة ساهمت في صقل شخصيته وعقليته الناضجة. كان شخصا مرحا محبا للنكت والضحك في أوقات الفراغ، وكان الذرع الذي يوفر لنا الحماية ويؤمن لنا طريق العبور متقدما الجميع.
جميلة بوحيرد: جميلة ليست من صنع أحد وشجاعتها تفوق الوصف
كل من تحدثوا عن جميلة لا يعرفونها، وفي أحسن الحالات تعرفوا عليها في السجن، لكنني أنا أعرفها جيدا، ولهذا فلن أبالغ حين أقول بأنها امرأة عظيمة جدا، قدمت الكثير للمنظمة وسخرت جهدها وشجاعتها لتؤدي مهامها بطريقة مدهشة.. جميلة ليست من اختراع أحد، وما قدمته للمنظمة من تضحيات وجهود يفوق الوصف، وما قامت به وآخرون لازالوا أحياء قليل من المناضلين فقط يمكنه تقديمه ويكفيهم شرفا أنهم لم يتراجعوا ولم يخشوا الموت".
حسيبة بن بوعلي: "كان لديها استعداد غير مسبوق للتضحية"
كانت أصغرنا عندما التحقت بالمنظمة، وكانت قد دخلت في السرية بعد أن صدر أمر إلقاء القبض عليها، ولهذا فقد أمرت بالمكوث في بيت بالقصبة لا تبرحه، وكم كانت صبورة، فبالرغم من أن نشاطها في ذلك البيت كان يقتصر على بعض الأشغال المنزلية البسيطة بحكم أنها كانت ممنوعة من المشاركة في عملية حتى لا تعرض نفسها والمنظمة للخطر، وبعد فترة جاء قرار نقلها للعمل في مخبر صناعة القنابل إلى جانب عبد الرحمان طالب..
حسيبة كانت أيضا تملك قدرة خارقة على التعايش مع الناس، واستعدادا غير مسبوق للتضحية، ولهذا فإن إصرارها على الشهادة رفقة علي لابوانت لم يكن مفاجئا لنا.
طالب عبد الرحمن : قنابل معركة الجزائر هو من صنعها
عندما التحق بنا كان في مقتبل العمر طالبا في الكيمياء، وكان متوقد الذكاء، وكان يعتكف بمخبر صناعة القنابل بالقصبة، إلى أن ألقي عليه القبض رفقة مصالي عبد الرحمن وجميلة بوعزة وعبد الغاني، واعترفوا بدورهم في ثورة التحرير بكل شجاعة، وكان شعارهم: إذا أعدمنا فهي الشهادة التي نبحث عنها، وسنورث الثورة إلى أبنائنا، وإذا عشنا فسنعود إلى ما كنا عليه وسنتبع نفس النهج.
جميلة بوعزة: مرت بظروف قاسية وتعرضت لتعذيب وحشي
كان محكوم عليها بالإعدام عندما التقيتها في السجن، وتعرضت للكثير من التعذيب، لكن شجاعتها وصمودها مكناها من التحمل لأكثر من ست ساعات، كما هي تعليمات المنظمة، ثم أنها مرت بظروف جد قاسية، وهي التي كانت تنتظر دورها في المقصلة كل صباح يوم جديد.
كلمات وأصداء
"أنتم كجيل شاب مسؤولون اليوم عن صناعة مستقبلكم والطريقة التي ستدافعون بها عن بلدكم فلا تنتظروا من الآخرين أن يقوموا بذلك".
"الصعوبات التي تعرفها الجزائر اليوم تعود لغياب أحزاب قوية وفاعلة والتزام قوي للمناضلين، فالنضال لا يعني الانخراط السلبي في الحزب بقدر ما يعني الالتزام بقضايا الأمة والشعب".
"الجزائريون ميالون لجلد الذات وتصديق كل ما يعاديهم".
*أثنت زهرة ظريف على دعم المحامي الشهير جاك فرجاس للثورة "فقد تطوع وغامر بالدفاع عنا وبإسماع صوتنا ونقل رسائلنا من السجن إلى العالم".
*بذكاء كبير ردت ضيفة "الشروق" على سؤال حول وصفها بالشخصية النافذة جدا في دوائر صناعة القرار فقالت: "إذا كنتم تقصدون وقوفي إلى جانب الفقراء و"الزوالية" والحق فأنا فعلا نافذة ومؤثرة".
*بدا التأثر واضحا على زهرة ظريف وهي تتحدث عن رفيقة جهادها جميلة بوحيرد، ولم تخف ثورتها من الذين يتحدثون عن هذه الأخيرة دون أن يعرفوها.
*ثارت ثائرة ضيفتنا وهي تتحدث عن علاقتها كمحامية في السابق وكبرلمانية حاليا بانشغالات الناس، وراحت تردد "أكثر ما يغيضني هم أولئك المسؤولون الذين تقصدهم فيردون بأن القرار ليس بأيديهم ..إذا لم يكن القرار بأيديهم فمن يقرر في هذه البلاد؟".
العربي بن مهيدي: من حسن حظنا أننا تعرفنا على سي احمد
كنا محظوظين لأننا عرفناه وعشنا معه، فقد قدمه لنا ياسف سعدي في بداية أحد اللقاءات على أنه "سي احمد" المناضل البسيط، خاصة وأن شكله لم يكن يوحي بأي تميز وهو السبب الذي مكنه من تجنب ريبة الفرنسيين فيه، فكان يجلس معنا ويتحدث إلينا وكأنه واحد منا، وكنا نضحك كثيرا، وكان يجتهد في النزول إلى مستوانا. أما عندما يتعلق الأمر بالجد فإنه كان يتحول إلى شخص آخر. وأذكر بأن ياسف أخبرنا ذات يوم أنا وجميلة بأن سي احمد هو نفسه العربي بن مهيدي لكنه أوصانا بالكتمان، ومن المواقف التي لن أنساها مع بن مهيدي هو اجتماعه معنا أنا وجميلة ليخبرنا بإلغاء عملية قضينا أكثر من شهرين في الإعداد لها، ورحنا نحاول إقناعه بأن ذلك غير ممكن وبأن تكليف أحد الرجال بها فيه خطر عليه وعلى النظام، وبعد أخذ ورد أمرنا بتنفيذ التعليمات دون نقاش وهددنا بالعقاب في حال خالفنا الأوامر، لكننا وإمعانا في الشغب قلنا له: إذا كنتم ستعاقبوننا فماذا تركتم لفرنسا إذن؟ وعلى الرغم من جدية الموقف إلا أن سي احمد لم يتمالك نفسه وأطلق ابتسامة عريضة".
ياسف سعدي: رغم بشاشاته إلا أنه كان حازما في قراراته
كان مسؤولي المباشر في أصعب مرحلة من "معركة الجزائر" وكان يتصرف بذكاء وحكمة وليونة أيضا، وبفضل أسلوبه الهادئ استطاع تكييف قوة نضالنا مع ما تشهره فرنسا من قوة. كان ياسف حاسما في قراراته وتوجيهاته ولكن دون أن يضيع الجانب الآخر من شخصيته، فقد كان لينا وبشوشا وكنا نعمل معه براحة كبيرة لأنه استطاع أن يخلق حولنا جوا من الحماسة بهدف احتوائنا وحمايتنا كمنخرطين في المنظمة كان إنسانا وفيا لبلده.
علي لابوانت:جنود فرنسا كانوا يتجنبون الاشتباك معه
شجاعته كانت من النوع النادر جدا، وكانت شخصيته قوية إلى درجة أن الجنود الفرنسيين كانوا يتجنبون الاشتباك معه.. شاب ذكي عاش حياة صعبة ساهمت في صقل شخصيته وعقليته الناضجة. كان شخصا مرحا محبا للنكت والضحك في أوقات الفراغ، وكان الذرع الذي يوفر لنا الحماية ويؤمن لنا طريق العبور متقدما الجميع.
جميلة بوحيرد: جميلة ليست من صنع أحد وشجاعتها تفوق الوصف
كل من تحدثوا عن جميلة لا يعرفونها، وفي أحسن الحالات تعرفوا عليها في السجن، لكنني أنا أعرفها جيدا، ولهذا فلن أبالغ حين أقول بأنها امرأة عظيمة جدا، قدمت الكثير للمنظمة وسخرت جهدها وشجاعتها لتؤدي مهامها بطريقة مدهشة.. جميلة ليست من اختراع أحد، وما قدمته للمنظمة من تضحيات وجهود يفوق الوصف، وما قامت به وآخرون لازالوا أحياء قليل من المناضلين فقط يمكنه تقديمه ويكفيهم شرفا أنهم لم يتراجعوا ولم يخشوا الموت".
حسيبة بن بوعلي: "كان لديها استعداد غير مسبوق للتضحية"
كانت أصغرنا عندما التحقت بالمنظمة، وكانت قد دخلت في السرية بعد أن صدر أمر إلقاء القبض عليها، ولهذا فقد أمرت بالمكوث في بيت بالقصبة لا تبرحه، وكم كانت صبورة، فبالرغم من أن نشاطها في ذلك البيت كان يقتصر على بعض الأشغال المنزلية البسيطة بحكم أنها كانت ممنوعة من المشاركة في عملية حتى لا تعرض نفسها والمنظمة للخطر، وبعد فترة جاء قرار نقلها للعمل في مخبر صناعة القنابل إلى جانب عبد الرحمان طالب..
حسيبة كانت أيضا تملك قدرة خارقة على التعايش مع الناس، واستعدادا غير مسبوق للتضحية، ولهذا فإن إصرارها على الشهادة رفقة علي لابوانت لم يكن مفاجئا لنا.
طالب عبد الرحمن : قنابل معركة الجزائر هو من صنعها
عندما التحق بنا كان في مقتبل العمر طالبا في الكيمياء، وكان متوقد الذكاء، وكان يعتكف بمخبر صناعة القنابل بالقصبة، إلى أن ألقي عليه القبض رفقة مصالي عبد الرحمن وجميلة بوعزة وعبد الغاني، واعترفوا بدورهم في ثورة التحرير بكل شجاعة، وكان شعارهم: إذا أعدمنا فهي الشهادة التي نبحث عنها، وسنورث الثورة إلى أبنائنا، وإذا عشنا فسنعود إلى ما كنا عليه وسنتبع نفس النهج.
جميلة بوعزة: مرت بظروف قاسية وتعرضت لتعذيب وحشي
كان محكوم عليها بالإعدام عندما التقيتها في السجن، وتعرضت للكثير من التعذيب، لكن شجاعتها وصمودها مكناها من التحمل لأكثر من ست ساعات، كما هي تعليمات المنظمة، ثم أنها مرت بظروف جد قاسية، وهي التي كانت تنتظر دورها في المقصلة كل صباح يوم جديد.
كلمات وأصداء
"أنتم كجيل شاب مسؤولون اليوم عن صناعة مستقبلكم والطريقة التي ستدافعون بها عن بلدكم فلا تنتظروا من الآخرين أن يقوموا بذلك".
"الصعوبات التي تعرفها الجزائر اليوم تعود لغياب أحزاب قوية وفاعلة والتزام قوي للمناضلين، فالنضال لا يعني الانخراط السلبي في الحزب بقدر ما يعني الالتزام بقضايا الأمة والشعب".
"الجزائريون ميالون لجلد الذات وتصديق كل ما يعاديهم".
*أثنت زهرة ظريف على دعم المحامي الشهير جاك فرجاس للثورة "فقد تطوع وغامر بالدفاع عنا وبإسماع صوتنا ونقل رسائلنا من السجن إلى العالم".
*بذكاء كبير ردت ضيفة "الشروق" على سؤال حول وصفها بالشخصية النافذة جدا في دوائر صناعة القرار فقالت: "إذا كنتم تقصدون وقوفي إلى جانب الفقراء و"الزوالية" والحق فأنا فعلا نافذة ومؤثرة".
*بدا التأثر واضحا على زهرة ظريف وهي تتحدث عن رفيقة جهادها جميلة بوحيرد، ولم تخف ثورتها من الذين يتحدثون عن هذه الأخيرة دون أن يعرفوها.
*ثارت ثائرة ضيفتنا وهي تتحدث عن علاقتها كمحامية في السابق وكبرلمانية حاليا بانشغالات الناس، وراحت تردد "أكثر ما يغيضني هم أولئك المسؤولون الذين تقصدهم فيردون بأن القرار ليس بأيديهم ..إذا لم يكن القرار بأيديهم فمن يقرر في هذه البلاد؟".
التعديل الأخير: