المباريات الحربيه

mohammed bassam

رزانة العقل
صقور الدفاع
إنضم
6 يوليو 2008
المشاركات
4,769
التفاعل
114 4 0
المقدمة

تُعدّ ظاهرة الصراع من الحقائق الثابتة في الواقع الإنساني والاجتماعي، إذ تعبر عن موقف ينشأ من التناقض في المصالح، أو القيم بين أطراف على وعي وإدراك بهذا التناقـض، ونظراً لزيادة العنف الدولي فقد تحتم علي الكيانات السياسية توفير الحماية والأمن اعتماداً علي قدرتها الدفاعية، ولذلك أصبحت القوي العسكرية عنصراً مؤثراً في سياسة أي دولة؛ لتحقيق غاياتها القومية، وإذا كان النصر في الصراع المسلح هو هدفها، فإن ذلك يتوقف بالدرجة الأولي علي التخطيط الصحيح والمتكامل لإعداد الدولة للحرب، ويشمل هذا الإعداد جميع قدرات الدولة المختلفة السياسية ـ الاقتصادية ـ العسكرية، وحتى تتمكن القوات المسلحة من تنفيذ مهامها في صراعها المحتمل يتطلب ذلك: الإعداد البشري، وتوفير السلاح اللازم، والتدريب الجيد، والتخطيط الاستراتيجي لاستخدام القوات، إضافة إلى تجهيز مسرح العمليات ، واستلزم التعقيد الشديد لعمليات إعداد القوات إنشاء جهاز متخصص للإشراف على: التدريب والتسليح والتخطيط وإدارة العمليات، وتأكدت أهمية هذا الجهاز خلال الفترة 1866م ـ 1870 م أثناء التعبئة للحرب البروسية، ولذلك بدأ الاهتمام بتشكيل هيئات الأركان والقيادات المختلفة، ولتعدد مهامها فقد تم تجهيزها بالمعدات والحواسب اللازمة التي تمكنها من تنفيذ واجباتها بنجاح، إلا أن النجاح يتوقف بعد ذلك على تدريبها المستمر، الذي يجب أن يتسم بالواقعية، وله أشكال وطرق مختلفة، وطبقاً لخطة العمليات، وطبيعة الصراع المسلح المنتظر، وتدريب القيادات وهيئات الأركان. ويُعدّ أسلوب التدريب من خلال المباريات الحربية أرقى وسائل التدريب، وأقربها للواقعية، وأقلها تكلفة كذلك، ومن ثم تستخدم لتدريب الضباط وهيئات الأركان في جيوش العالم كافة.

كما تُعدّ المباريات الحربية إحدى الطرق الحديثة المتبعة حاليّاً لتحليل الصراع المحتمل؛ والوصول للبدائل والإستراتيجيات التي يتم خلالها اتخاذ القرار، كما تمثل المباريات الحربية أهم الأساليب التطبيقية لبحوث العمليات؛ التي تهدف إلى اكتساب الخبرة وإدارة المعارك، وإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي تجابه القوات، خاصة بعد تطور الصراع المسلح من حيث طرقه وأساليبه وأسلحته، ومع تعدد المواقف الحادة، وزيادة حجم المعلومات غير المحدود، والذي انعكس علي عملية اتخاذ القرار، أصبحت إدارة المعارك والعمليات الحربية تتسم بالتعقيد الشديد.

ومنذ نشأة المباريات الحربية في مطلع القرن السابع قبل الميلاد هي تُعدّ إحدى وسائل التدريب للقادة وهيئات الأركان، كذلك تم استخدامها وسيلة اختبارية عند التخطيط للعمليات، أو عند إجراء العمليات البحثية المحددة لمواجهة استخدام أسلحة متطورة، أو تنظيمات جديدة، ولقد كانت فترة الحربين العالميتين، الأولي والثانية، من أهم مراحل تطور استخدام المباريات الحربية، والتي أصبحت من أهم أساليب بحوث العمليات، ولقد زادت أهمية المباريات الحربية بعد استخدام الحاسبات في النصف الثاني من القرن العشرين، إذ تم استخدامها أسلوباً أساسياً لمواجهة العديد من المشكلات، والوصول إلى أساليب قتال جديدة، وأيضا لتحقيق أفضل النتائج بأقل الخسائر طبقاً للإمكانات المتاحة، ولقد وضحت أهمية المباريات الحربية، وكذلك علاقتها الوثيقة ببحوث العمليات خلال حرب الخليج الثانية، سواء في عمليات الإعداد، أو أثناء نقل قوات التحالف، وحتى إجراء الفتح الإستراتيجي لتنفيذ عمليتي درع الصحراء وعاصفة الصحراء، إذ ظهرت العديد من المشكلات الناجمة عن عدم الإعداد المسبق والتخطيط لعمليات النقل الإستراتيجي الجوي والبحري، وكذلك لم يكن هناك أي تصور مسبق للتهديدات المحتملة وأسلوب مواجهتها، ومن ثم ظهرت المشكلات الإدارية، ومشكلات التنسيق بين القوات، ومشكلات الفتح الإستراتيجي، ومشكلات تنفيذ خطط العمليات.




المبحث الأول

نشأة المباريات الحربية وعلاقتها ببحوث العمليات

أولاً: نشأة المباريات الحربية وتطورها التاريخي


منذ عام 500 قبل الميلاد تخيل صن تزو معركته التي ستدار بين قواته والقوات المعادية، وصورها على الأرض بأشكال مصغرة، وبدأ في تحريكها طبقاً لاحتمالات تطور أعمال القتال، وطبقاً لذلك تمكن من استنتاج أنسب الأساليب التي تمكنه من مجابهة أعمال القتال المعادية، ومن ثم يكون صن تزو أول من أنشأ، بحاسته العسكرية، نموذجاً لمواقف العمليات، وتوصل للطريقة المثلى التي تصبح فيها قواته أكثر فعالية في مواجهة الأعمال العدائية، ومنذ ذلك التاريخ أصبح هذا الأسلوب من الوسائل المتبعة لاختبار الأعمال والأعمال المضادة، ومع التطور التكنولوجي واكب هذا الأسلوب الكثير من التغيير والتطوير؛ ليصبح حاليّاً ما يعرف بالمباريات الحربية، وخاصة مع زيادة استخدام الحواسب الآلية، وأصبحت المباريات الحربية إحدى الوسائل العلمية والعملية؛ التي تمثل العمليات الحربية من حيث احتوائها على قوات متضادة، قد تكون من قوتين أو أكثر، ولها أهدافها المتعارضة؛ التي تسعى لتحقيقها في صورة صراع مسلح، وفي هذا الصراع تظهر المشكلات والمواقف المختلفة؛ التي يلزم إيجاد الحلول المناسبة لها،وهو ما يسمى بإدارة المواقف في المعارك، وبذلك تكتسب القيادة الخبرة اللازمة دون التعرض للكثير من الخسائر التي تنتج من الحروب الفعلية، وتحد أيضاً من التكاليف المرتفعة لتنفيذ بعض وسائل التدريب، كما تتغلب على مشكلة عدم توافر مناطق تدريب مناسبة للقوات، وهي مشكلة تواجهها كثير من دول العالم حاليّاً.

1. التطور التاريخي للمباريات الحربية

جاءت فكرة المباريات الحربية نابعة من لعبة الشطرنج التي ظهرت بالهند في مطلع القرن السابع عشر، وكانت تمارس بواسطة الأمراء والملوك، وفي عام 1744م تم تعديل قواعد الشطرنج لتتوافق مع أساليب القتال، وتم ذلك من خلال إضافة قطع عسكرية إلى اللعبة، وسميت آنذاك بالشطرنج الحربي، وفي مطلع عام 1780م تم استحداث لعبة تدريبية استخدم فيها رقعة شطرنج مكونة من مربعات يتجاوز عددها ألف مربع، وصممت لتمثيل طبيعة الأرض بما تحتويه من مدن، وقرى وأنهار، وطرق، وغيرها، كما استخدمت القطع لتمثيل القوات العسكرية المختلفة مثل المشاة والفرسان والمدفعية، وتم وضع القواعد المنظمة لهذه اللعبة، وكان هناك حكم يراقب سير المباراة بين الطرفين، وفي نهاية القرن الثامن عشر قدم الدانمركي "جورج فنتوربيتس" طريقة جديدة للمباراة أكثر تفصيلاً، وسميت بالمباراة الحربية الجديدة NEW WAR GAME، والتي كانت تدار على رقعة شطرنج مكونة من 3600 مربع، إلا أن قواعد هذه المباريات كانت شديدة التعقيد، تحتاج إلى دراسات مختلفة لتفهمها.

أما الشكل الحديث للمباراة الحربية فإنه كان من تصميم مواطن بروسي يدعى "ريزوارتز" REISSWARTZ، قام بتطوير لوحة الشطرنج لنموذج مجسم رملي يماثل طبيعة الأرض التي يراد التدريب عليها تماماً. ومن ثم تحررت المباراة الحربية من قيود الشطرنج، كذلك لم يتقيد استخدام القوات بمربعات لوحة الشطرنج، وفي عام 1824م تم نقل المباراة إلى خريطة عليها جميع المعالم الطبيعية والصناعية، كذلك تم إصدار مجموعة من القواعد والنظم، أطلق عليها نظم وقوانين تمثيل المناورات العسكرية، وكان هذا التطور هو البداية الحقيقية، ونَشَأَتْ المباراة الحربية أسلوباً تدريبياً منظماً للضباط والقادة، ونفذ الإمبراطور وليم الأول لاحقاً هذا الأسلوب في الجيش البروسي.

تم التنظيم العملي لأول مباراة حربية في ألمانيا عام 1848م بواسطة فون تلاكنستين وقد مثلت معركة بين بروسيا والنمسا، وكان لهذه المباراة تأثيرها على القادة العسكريين، على الرغم من الشعور بأن قواعد هذه المباراة افتقرت إلى كثير من الأسس، كما أنه لم يكن فيها حرية لاتخاذ القرارات التي تتطلبها المستويات المختلفة، وفي عام 1876م روجعت القواعد التي تم إتباعها في هذه المباراة، وتم تعديلها حتى أصبحت تتوافق مع الغرض منها، ولقد أكد بعض الخبراء العسكريين أن نصر ألمانيا في حرب FRANCO-PRUSSIAN عام 1871م يرجع أساساً إلى نتائج المباريات الحربية التي تم تنظيمها قبل الحرب، وقد وضعت هذه النتائج في الاعتبار عند التخطيط للمعركة الأساسية.

بدأت المباريات الحربية تطورها في ألمانيا، خاصة بعد الحرب البروسية الفرنسية، كذلك ظهر اهتمام معظم دول العالم بالاستفادة من تطبيق المباريات الحربية؛ إلا أن ألمانيا استمرت في المحافظة على تفوقها في إعداد قواعد المباريات الحربية، وتطوير فنونها، ولقد استخدم القادة الألمان المباريات الحربية في تطوير خططهم في كل حروبهم في مختلف المناطق، واتبعوا طرقاً متعددة مختلفة، وانتشر هذا الأسلوب بعد ذلك في العديد من بلدان العالم بعد إجراء التعديلات اللازمة فيه بما يتوافق مع أساليب قتالها، وطبيعة أرضها ونوع قواتها وحجمها.

2. مفهوم المباريات الحربية

تُعدّ المباريات الحربية من أساليب التحليل والاسترشاد وطرقه الأساسية للقائد وهيئة أركانه، إذ تمكنه من تحليل الصراع المحتمل، وتعرف البدائل والإستراتيجيات التي يتخذ من خلالها قراره وفق حجم الإمكانات والمعلومات المتاحة لدى الأطراف المتصارعة. وبنهاية المباراة الحربية وتقييم نتائجها يكون هناك تحليل كامل للخطط التي تم تنفيذها، وعوامل نجاحها، وأسلوب التغلب على نقاط الضعف فيها، ومن ثم فإن المباراة الحربية محاكاة للواقع، وتمثل للحقيقة بجميع أبعادها بالنسبة لأطراف الصراع، من خلال أحداث ومتغيرات مؤثرة ومستمرة على طرفي الصراع في إطار البعد الزمني.

3. علاقة بحوث العمليات بالمباريات الحربية

تُعدّ المباريات الحربية أحد أفرع بحوث العمليات الأساسية، وهي وسيلة المدير أو القائد لتحقيق الاستخدام الأمثل للإمكانات المتاحة، والتي تستخدم لترشيد القرار وتصحيحه في ضوء القيود المفروضة، وفي وجود عدد من الأطراف التي تتعاون، أو تتنافس، أو تتصارع، بهدف تحقيق أهداف مشتركة أو متناقضة، وتستخدم النظريات الرياضية في أساليب وطرق بحوث العمليات بصفة عامة، والمباريات الحربية بصفة خاصة، بهدف الوصول إلى الحل الأمثل لاستخدام الإمكانات المتاحة، وذلك بإيجاد قيم ومقاييس محددة للعوامل والمتغيرات المؤثرة، وبتحديد العلاقة بين هذه القيم يمكن تحديد النتائج الفعلية والعملية لاستخدام القوات والوسائل في ظروف محددة، بإتباع أسلوب التحليل الكمي والنوعي والنظريات الرياضية المستخدمة.

وبحوث العمليات تعبير يطلق على مجموعة من الأساليب والطرق الرياضية المستخدمة في تحليل المشكلات، والبحث عن الحلول المثلى لها، وبحوث العمليات حين تتعرض بالتحليل لمشكلة ما، فإنما تحوى المشكلة بجميع جوانبها وأبعادها، وتعتمد بحوث العمليات على علوم مختلفة ومتعددة، ولذلك يشكل لها فريق بحثي يضم مجموعة من علماء الرياضيات، والاقتصاد، والمنطق، والإدارة، وغيرهم من العلماء في التخصصات التي يكون لها إسهام في تحليل المشكلة، وحلها بأسلوب شمولي، وفي إطار يشمل جوانبها المتعددة والمختلفة.

ونشأة بحوث العمليات غير معروفة على وجه التحديد، ولكن تطورها التاريخي ارتبط أساساً بتحليل المعارك والعمليات السابقة، والأساليب المختلفة لإدارة المعارك الحربية، وخاصة في الشق المتعلق بتحليل نتائج الأعمال القتالية، وتقييمها للجانبين المتضادين، وتمثل البداية الحقيقية للأسلوب المتكامل لتطبيق المنهج العلمي؛ لإيجاد الحلول المناسبة من خلال بحوث العمليات، والتي ترجع إلى فترة الحرب العالمية الثانية، إذ تكون أول فريق متكامل لبحوث العمليات في قيادة القوات الجوية الملكية البريطانية في ستانمور Stanmore في عام 1939م، وكانت المشكلة الأساسية التي واجهت فريق بحوث العمليات هي كيفية إدماج نظم الرادار الجديدة في النظم التقليدية؛ لمراقبة مسرح العمليات التي كانت قائمة على مجموعات من الجنود المدربين على الاستطلاع بالنظر، وتحديد الطائرات المعادية، والإبلاغ عنها، وفي الوقت نفسه تم إعداد دراسات أخرى لتحليل التباين في كفاءة أداء محطات الإنذار المختلفة، وترتب على هذه الدراسات تحديد بعض نقاط الضعف في شبكات الإنذار، والخروج بتوصيات لتحسين أساليب الأداء، ولقد أسهمت جماعات بحوث العمليات البريطانية في دراسة الموضوعات الحيوية للقوات الجوية والجيش بصفة عامة، والتي تمثلت في الآتي:

أ. دراسة العمليات الليلية للقوات الجوية الألمانية وتحليلها، ورد الفعل لدى وحدات الرقابة الأرضية.

ب. دراسة مشكلة التنسيق بين أجهزة الرادار وبين وسائل الدفاع الجوي الأرضية، بحيث يتم تحديد مدى وحمولة أيَّة مقاتلة مغيرة.

ج. دراسة أساليب الكشف عن السفن والغواصات المعادية بواسطة أجهزة رادار محملة على الطائرات.

د. تحديد الحجم الأمثل لمجموعات السفن التجارية التي يمكن أن تبحر معاً حتى تتعرض للحد الأدنى من الخسائر الناتجة عن هجوم الغواصات المعادية، وكذلك تحديد الحد الأدنى من سفن الحراسة والطائرات المخصصة للحماية.

هـ. تطوير أساليب الدفاع المدني من خلال تجميع البيانات الشاملة للتدمير الناتج عن تعرض بريطانيا للقصف الجوي المعادي المستمر وتحليلها.

ومع تطور الحرب لصالح الحلفاء، إضافة إلى التطور في أساليب بحوث العمليات، اتجهت فرق البحث لتطوير العمليات الهجومية للقوات البريطانية، إذ تمكنت من تحديد أكثر الأهداف الألمانية قابلية للإصابة، كذلك تم التنبؤ بأثر حمولات معينة من القنابل على أهداف محددة، ولقد ترتب على هذه الدراسات المتعددة استنتاج مهم، تمثل في أن التشكيلات الكبيرة من الطائرات المغيرة أقل عرضة للإصابة من التشكيلات الصغيرة، وقد نتج عن هذا أول غارة جوية على ألمانيا عام 1942م، واشترك فيها حوالي ألف طائرة.

وقد كان لنجاح بحوث العمليات في بريطانيا أثره الواضح في اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بهذا المنهج العلمي، والذي بدأت تتضح معالمه، وتتحقق من خلاله النجاحات المتتالية في معالجة مشكلات الحرب، ومن ثم فقد انتقل الاهتمام باستخدام بحوث العمليات إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1942م، من خلال بحث مشكلات الرادار في القوات الجوية الأمريكية، وفي الشهور الأولى لتطبيق بحوث العمليات في الولايات المتحدة الأمريكية كان هناك العديد من الباحثين، الذين يجري تدريبهم على الأساليب المختلفة لبحوث العمليات في جامعة برنستون ومعهد ماسوشوسيتر للتكنولوجيا.

وقد أسهمت فرق بحوث العمليات في الطيران والبحرية الأمريكية في دراسة العديد من مشكلات الحرب، وتمكن توماس أديسون، مستشار البحرية الأمريكية، من خلال دراسته أسلوب تحديد مسارات السفن، لتقليل احتمال إصابتها من ضربات غواصات العدو، تمكن من وضع أسلوب الحركة المتعرجة للسفن ZIGZAG وتطور بعد ذلك استخدام بحوث العمليات خلال الحرب العالمية، وأسهمت فرق بحوث العمليات في الطيران والبحرية الأمريكية في بحث العديد من مشكلات الحرب والتي تمثلت في الآتي:

أ. بحث مشكلات التعامل مع الغواصات المعادية لصالح البحرية الأمريكية.

ب. تحسين أساليب البحث عن سفن السطح المعادية والغواصات وتطويرها، ونتج عن ذلك خفض واضح لأعداد طائرات البحث والاستطلاع.

ج. تم استخدام أسلوب WAR GAME للتنبؤ بالعمليات المعادية المختلفة، وتحقيق فاعلية أكبر للأسلحة، وكذلك اختيار أساليب الدفاع المختلفة ضدها.

ولقد تطورت أساليب بحوث العمليات، لإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات الإدارية خاصة، والتي تمثلت في مشكلات المخزون، ومشكلات تخصيص الموارد، ومشكلات الإحلال، واستبدال المعدات وإصلاحها، ومع التطور المستمر لفنون وطرق إدارة الحرب وضحت أهمية الاستفادة من بحوث العمليات؛ لمعاونة القادة وهيئات الأركان على اتخاذ القرارات المناسبة الخاصة بالمعارك والعمليات الحربية، بالاختيار الأفضل بين البدائل المطروحة، وكذلك تحسين الأداء بالنسبة للأعمال القتالية أو الإدارية المطلوبة، ومن أهم استخدامات بحوث العمليات تحديد أسلوب زيادة سرعة القوات والوحدات في التدريب والعمليات ودراسته، وكذلك تحديد كفاءة القوات، وأيضاً، اختبار الأسلحة والمعدات، واختيار أنسب أسلوب لاستخدامها.

يتم تطبيق بحوث العمليات على نطاق واسع في العديد من جيوش العالم حاليّاً؛ لتحديد مواقع الأسلحة، ومستويات التسليح المختلفة، بهدف الوصول للحل المناسب الذي يحقق التخصيص الأمثل للموارد والقدرات المحدودة، ولقد أثرت بحوث العمليات وتطورها، ونتائج تحليل المعارك قبل الحرب العالمية الثانية وأثناءها، وما بعدها على التطور الحالي في مستوى إدارة المباريات الحربية، وخاصة في الشق المتعلق بتقييم نتائج أعمال القتال، إذ قام العالم الإنجليزي لانكستر، في غضون الحرب العالمية الأولى، بتحليل صور القتال المختلفة التي تمت خلال المعارك والعمليات، في محاولة منه للوصول إلى العلاقة التي تربط بين حجم الوحدات من حيث قوتها وتنظيمها وتسليحها وكفاءتها القتالية، وبين احتمالات النصر الممكنة، ومن خلال الدراسات التي أجراها تم التوصل إلى قوانين لانكستر، وهي:

أ. قانون لانكستر الخطي: وهو يوضح العلاقة بين نوع محدد من السلاح واحتمالات النصر، عندما كان يستخدم السلاح البدائي السيف ـ البلطة.

ب. قانون لانكستر التربيعي: وهو يوضح العلاقة بين قوة الوحدة المتعددة الأسلحة وكفاءتها، واحتمالات النصر عندما ظهرت الأسلحة النارية.

ولقد أكدت نتائج دراسة لانكستر أهمية استخدم مبدأ الحشد.

كان للحرب العالمية، واستمرارها فترة طويلة الأثر الكبير في بلورة مفاهيم بحوث العمليات والنظريات التي تطبقها، ومن بينها نظرية المباريات الحربية، ومن بين التطبيقات الناجحة التي تمت خلال الحرب، وتمت الاستفادة منها تطبيق مناورة القطع البحرية الصغيرة أو الكبيرة أثناء تعرضها للهجمات الجوية المعادية،وإيجاد الأسلوب الأمثل لهذه المناورة، وقد تأكد مفهوم أن القطع الكبيرة يجب أن تلجأ إلى المناورة الحادة عند مهاجمتها بالطائرات المعادية، في حين أن القطع الصغيرة يفضل أن تستمر على نفس خط سيرها، إذ وجد أن المناورة الحادة تؤثر على قدرات أسلحة الدفاع الجوي المسلحة بها وفعاليتها.

وامتازت فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بانطلاق بحوث العمليات في مجالاتها المختلفة، ودخول عمليات التنبؤ بالمستقبل، والتطور الكبير في أساليب تنفيذ المباريات الحربية، إذ تم الاستخدام الموسع للحواسب التي تزود بمعلومات عن القوات المتضادة، وطبيعة مسرح عملياتها، ثم توضع السيناريوهات المختلفة للمواقف، ويلي ذلك إدخال البيانات للحواسب بصفة معطيات وفق القرارات التي اتخذها القادة، ويتتابع بعد ذلك تحليل القرارات والمواقف، وإصدار النتائج والتقييم لكل مرحلة من مراحل المباراة، وفي النهاية يتم الخروج بالدروس المستفادة المطلوبة. ولقد تم إجراء أشهر مباراة حربية بهذا الأسلوب في عام 1962م بعد أزمة الصواريخ الكوبية، وتمت باستخدام الحواسب، وأكدت نتائجها قدرة القوات الأمريكية على التفوق في أية حرب نووية، وكان قد تم الإعداد لهذه المباراة خلال ثلاث سنوات، واستغرق تنفيذها خمسة أشهر، وتم خلالها تقييم مائة وستين ألف موقف بواسطة الحواسب الإلكترونية؛ لتحديد أية الضربات الناجحة، وأيتها الفاشلة، وحجم الخسائر المحتملة في كل ضربة، وأي الجانبين يمكنه البقاء بعد تلقي الضربات.

4. دور بحوث العمليات والمباريات الحربية خلال حرب الخليج الثانية

عند تشكيل القيادة المركزية لقوات الانتشار السريع في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1983م، كانت مهمتها الأساسية هي صد القوات السوفيتية عند احتلالها حقول النفط في إيران، ولم يكن هناك أية خطط محددة لباقي دول منطقة الشرق الأوسط، وكان هذا الاحتمال الوحيد والأساسي الذي بنيت عليه خطة عمليات القيادة المركزية، وتنظيم الوحدات وإجراء المناورات،وتكديس المعدات والتجهيزات وتخزينها، إلا أنه بعد أن تسلم الجنرال نورمان شوارتزكوف في يوليه 1988 م مهام منصبه قائداً للقيادة المركزية لقوات الانتشار السريع، بدأ في تنظيم الفرع السياسي العسكري، ضمن قسم التخطيط والسياسة بالقيادة المركزية، وبعد اشتداد حرب الناقلات إبان حرب الخليج الأولى، وجد أنه من الضروري تطوير خطة عمليات القيادة المركزية لمجابهة أسوأ الاحتمالات، وهي مواجهة عسكرية مع العراق رابع أكبر جيش في العالم، ومع تحديد توقيت تنفيذ المباراة الحربية السنوية المسماة بالاسم الرمزي النظرة الداخلية في صيف عام 1990م، وهي مخصصة لتدريب القيادة المركزية لقوات الانتشار السرية، وتستغرق ثمانية أيام يشترك فيها أركان القيادة المركزية، إضافة إلى أركان الجيش والبحرية، والقوات الجوية، ومشاة الأسطول، على أساليب إدارة الحرب، وإعداد التقارير، ونقل الاحتياجات الإدارية، وتنسيق أعمال المناورة بين القوات الجوية، والجيوش، والقوات البحرية باستخدام برامج الحواسب، وتم تعديل فكرة المباراة الحربية الداخلية لعام 1990م، إذ وضع تصور جديد لها، تمثل في قيام قوات عراقية تقدر بحوالي 300 ألف جندي، وحوالي 3200 دبابة، تعاونهم 640 طائرة مقاتلة بالحشد في جنوب العراق، وتهاجم شبه الجزيرة العربية. أما القوات التابعة للقيادة المركزية فيفترض أن تشترك في صد الغزو العراقي وإيقافه، ولإضفاء المزيد من الواقعية على هذا الاحتمال، أثناء تنفيذ المباراة، كان يتم إرسال العديد من البرقيات الوهمية عن التطورات العسكرية في مسرح العمليات بالشرق الأوسط إلى مقر قيادة الوحدات التي تشارك في المباراة الحربية التدريبية، إلا أن ما تم تخطيطه واختباره خلال المباراة الحربية المخصصة لتدريب القيادة المركزية لقوات الانتشار السريع، خلال شهر يوليه 1990م، وتسمى النظرة الداخلية، قام العراق بتنفيذه فعلاً يوم 2 أغسطس 1990م.

وكان من أهم ما واجهته القيادة المركزية لقوات الانتشار السريع سرعة نقل القوات لمسرح العمليات، سواء كان ذلك من خلال النقل البحري أو الجوي، وباستغلال مجهود النقل البحري تم نقل 95% من الشحنات إلى مسرح العمليات، إلا أن النقل الجوي، كان له دور حيوي خلال عمليات الفتح المبكر، ووضح دور عمليات بحوث العمليات في تحديد الشحنات العاجلة، حيث استلزم التخطيط الدقيق لنقل 544 آلف طن من الشحنات و 500 آلف جندي إلى مسرح عمليتي درع الصحراء وعاصفة الصحـراء، وتطلب ذلك التخطيط استخـدام 126 طائرة نقل طراز C-5 و 265 طائرة نقل طراز C-141، كذلك تم استغلال طاقات النقل المدني، وكان متوسط مجهود النقل الجوي الإستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية 74 مهمة في اليوم، وتم تنفيذ حوالي 15402 رحلة نقل جوي حتى أول مارس 1991م، ولذلك كان النقل الجوي الإستراتيجي حيوياً.

وعلى الرغم من هذا النجاح فإن مجهود النقل الجوي الإستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية كانت له مشكلات أخرى، إذ لم يكن هناك تخطيط تفصيلي مسبق لمجهود النقل الجوي، ومواجهة تعديل أسبقيات النقل التي قامت بها القيادة المركزية،الأمر الذي أدى إلى الارتباك في توفير الوسائل اللازمة لتنفيذ حجم النقل المطلوب. أما النقل البحري فكان له دوره الحيوي خلال عملية درع الصحراء، إذ وصل مجهود النقل البحري إلى حوالي 1,2 مليون طن من الشحنات، وحوالي 3,5 مليون طن من الوقود، واستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 385 سفينة، منها 24 سفينة وجدت مسبقاً، وثماني سفن نقل بحري سريع و 71 سفينة من قوى الاحتياط، 73 سفينة تحمل أعلاماً أمريكية، 210 سفينة ترفع أعلاماً أجنبية وناقلات، وخلال عاصفة الصحراء كان متوسط ما يصل للمسرح من الشحنات يومياً حوالي 4700 طن. ولقد وضح أثناء إعداد خطة النقل الإستراتيجي عدم وجود المعلومات الكافية للحواسب، ولذلك كان يتم إعداد جداول النقل الجوي والشحن البحري يدوياً، ومن هنا تأكدت أهمية عملية بحوث العمليات في الإعداد والتخطيط المسبق لعمليات النقل الجوي والبحري، ومعدلات وأسبقيات الفتح الإستراتيجي طبقاً لاحتمالات الموقف وتطوره.

ثانياً: الأنماط المختلفة للمباريات الحربية والمباريات السياسية/ العسكرية

إن التاريخ العسكري قد أوضح مدى استخدام العديد من الدول للمباريات الحربية في بداية تخطيطها للعمليات واختبارها، الأمر الذي أدى إلى نجاح هذه الخطط عند تنفيذها عملياً خلال القتال، ومن أمثلة ذلك: المباريات الحربية للحلفاء عند وضع خطتهم لغزو نورماندي، وكذلك النجاح الساحق لليابان في الحرب اليابانية – الروسية عام 1904م. وكان سبب هذا النجاح الدروس المستفادة للضباط اليابانيين من المباريات التي تم تنفيذها قبل الحرب الفعلية، كما أن اليابانيين قد استخدموا المباريات الحربية بكثافة خلال الحرب العالمية الثانية، ولقد أثبت الأسلوب الحديث للمباريات الحربية تقدماً عظيماً في نتائج التدريب. ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية ظهرت المباريات الحربية التحليلية ANALYTICAL WAR GAME، والتي استخدمت أسلوباً أساسياً في بحوث العمليات للتقييم العلمي للخطط الحربية المستقبلية، وكذلك لعقائد القتال والتكتيكات والتنظيمات، ونظم الأسلحة في معظم بلدان العالم.

وأدى النجاح الذي حققته أساليب المباريات في مجال معالجة الموضوعات الحربية، وإدارة الصراعات والأزمات والمواقف العسكرية، إلى اتجاه الكثير من علماء السياسة والإدارة، وبحوث العمليات، إلى محاولة الاستفادة من النتائج التي تحققت في مجال المباريات الحربية، وتطبيقها في مجالات تحليل الأزمات والصراعات السياسية، وقد شهد العالم في العقود القليلة السابقة استخداماً موسعاً للعديد من أنماط المباريات، كذلك تم إنشاء العديد من المراكز المتخصصة في دراسة الأزمات، وتحليلها بأسلوب المباريات، وكذلك مراكز تنظيم المباريات السياسية/السياسية العسكرية التي تتم على المستوى الإستراتيجي وإدارتها، وتم، أيضاً، إنشاء مراكز المباريات الحربية والسياسية بهدف تدريب القادة وهيئات الأركان، وأجهزة الدولة، على مواجهة الأزمات المختلفة.

1. أنماط المباريات من وجهة نظر تحليل الأزمات

إن المهام الرئيسة لإدارة الأزمات تتشابه تقريباً مع متطلبات مهام المباريات الإستراتيجية على مستوى الدولة وإدارتها، وتنقسم المباريات من وجهة نظر تحليل الأزمات وإدارتها إلى عدة أنماط وأشكال تتمثل في الآتي:

أ. مباريات الحظ: وهي المباريات التي تعتمد كلية على الحظ فقط، ولا تتوقف نتائجها على المهارة، وهذه المباريات يتم تحليلها علمياً باستخدام قوانين ونظرية الاحتمالات فقط.

ب. مباريات المهارة: وهي المباريات التي تعتمد على المهارة الفردية للمتباريين ومعاونة هيئة أركانهم ومساعديهم، ولا تتوقف نتائجها على الحظ أو على الخداع والتمويه.

ج. مباريات الإستراتيجية: وهي المباريات التي تمتزج فيها المهارة بالحظ، وتعتمد أساساً على الترابط والتداخل بين تصرفات القادة والرؤساء وهيئات الأركان وتوقعاتهم، ويمكن أن يتبع ذلك في المباريات الحربية والمنافسات التجارية والمفاوضات الدولية، ويمكن تقسيم مباريات الإستراتيجية إلى نوعين أساسيين هما:

(1) مباريات المجموع الثابت: وهي المباريات التي تعتمد على وجود حالة الصراع المطلق بين المتبارين، ويُعد نصر أحدهما هزيمة للجانب الآخر، وبالقيمة نفسها، بحيث يظل مجموع القيم المتبادلة ثابتاً، أي أن المجموع الجبري للنصر والهزيمة للطرفين يساوي صفراً، وكذلك يُعد الصراع المسلح بين دولتين يمثل مباراة من مباريات المجموع الثابت.

(2) مباريات المجموع المتغير/مباريات التعاون: وهي المباريات التي تجمع بين المنفعة المشتركة والصراع، والتي يمكن للطرفين فيها أن يتعاونا في بعض الوقت، ويتنافسا في بعضه الآخر، وبذلك يمكن أن ينتصر الطرفان، ولكنهما يتساومان على توزيع مكسبهما من هذا الصراع، ومما لا شك فيه أن مباريات المجموع المتغير هي الأكثر واقعية وجدوى في النواحي العملية المختلفة، وهي تمثل الجزء النظري الذي يدرس إستراتيجيات المساومة، والمفاوضة، والتهديد، والردع، وكل الحالات التي يهم الطرفين كليهما الوصول فيها إلى اتفاق، إلا أن الطرفين يستخدمان كل وسائلهما المتاحة للوصول إلى اتفاق يحقق أهدافهما بأكبر قدر ممكن، على حساب الطرف الآخر، وبصفة عامة فإن صور الصراع والتفاعل بين الأمم والدول لا تخرج عن ثلاثة أشكال؛ هي: القتال والمباريات ذات الإستراتيجيات المختلفة، ذات المجموع الثابت أو المتغير، والمناظرات أو الندوات والتي لا تعدو أن تكون مناقشات تسمح بتغييرات في الصور والدوافع من خلال المفاوضات الدبلوماسية أو المساومات.

2. أنماط وأشكال المباريات الحربية

يوجد العديد من أشكال المباريات الحربية وأنماطها،كما يوجد العديد من تقسيماتها في الدول المختلفة؛ إلا أنه يوجد اتفاق عام على تقسيمها طبقاً للغرض منها، وكذلك المستويات المنفذة لها، وأسلوب إدارتها، وتعدد الأجناب، ومكان إدارتها، وطريقة تقييم نتائجها.

أ. تقسيم المباريات الحربية من حيث الغرض

تنقسم المباريات الحربية من حيث الغرض منها إلى عدة أنواع تتمثل في الآتي:

(1) اختبار خطوط ومهام قتالية منتظر تنفيذها، وفي هذا النوع يكون الهدف عند بناء المباراة هو تحديد المشكلات التي قد تواجه أعمال القتال، وتحديد أفضل الأساليب لحلها.

(2) اختبار القادة وهيئة الأركان في أساليب اتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب طبقاً لظروف الموقف.

(3) تجريبية لتحقيق أهداف بحثية محددة في المشكلات التكتيكية الناتجة عن ظهور أسلحة، أو تنظيمات أو قدرات معادية جديدة.

(4) تدريبية بهدف إعداد القادة وهيئات الأركان على تنفيذ المراحل المختلفة للتحضير والتنظيم وإدارة المعارك والعمليات.

ب. تقسيم المباريات الحربية من حيث مستوى التنفيذ

(1) مباريات حربية إستراتيجية، وهي التي تكون فيها عناصر الصراع سياسية واقتصادية وعسكرية، وقد تشمل عناصر قوى الدولة المختلفة.

(2) مباريات حربية تكتيكية، وهي التي يكون فيها عناصر الصراع قوات عسكرية فقط، وقد تكون بتجميع العمليات المنتظرة، أو طبقاً لموقف تم افتراضه ويراد تحليله والخروج بنتائج محددة.

(3) مباريات حربية فنية، ويتم فيها التركيز على خصائص السلاح أو المعدات الفنية ومقدراتها بغرض تقييم درجة كفاءتها أو للخروج بأنسب أسلوب لاستخدامها.

ج. تقسيم المباريات الحربية من حيث تعدد الأجناب المنفذة

(1) المباريات الحربية ذات الجانب الواحد، ويتم خلالها اشتراك قيادة وهيئة أركان أو أكثر في جانب واحد،على أن يمثل الجانب المعادي مجموعة ضباط لديهم الخبرة الكاملة بأساليب قتال القوات المضادة أو المعادية وتكتيكاتها.

(2) المباريات الحربية ذات الأجناب المتعددة، وينفذ هذا النمط على المستويات القيادية المختلفة، سواء كانت إستراتيجية أو تعبوية أو تكتيكية، ويشترك فيها أكثر من جانب.

(3) مباريات حربية لسلاح، أو لمعدة ويهدف هذا النمط إلى تحديد العوامل المؤثرة على استخدام السلاح، وتقييم درجة كفاءته وفق ظروف المعركة المختلفة.

(4) تقسيم المباريات الحربية من حيث تخصص القوات المنفذة:

وينفذ هذا النمط عند إجراء التدريبات التخصصية لكل قوة منفردة ـ قوات جوية – قوات بحرية – قوات جوية – عناصر المدفعية – عناصر الحرب الإلكترونية - قوات إبرار جوي.

د. تقسيم المباريات الحربية من حيث مكان التنفيذ

أ. مباريات حربية داخلية، ويتم تنفيذها داخل مراكز المباريات الحربية، وداخل المعاهد والكليات العسكرية بهدف تدريب القادة على أساليب اتخاذ القرارات وتحليلها وتقييمها.

ب. مباريات حربية خارجية، ويتم تنفيذها باشتراك هيئة الأركان كاملة من خلال مراكز القيادة المختلفة.

هـ. تقسيم المباريات من حيث حجم المعلومات

أ . مباريات حربية ذات معلومات كافية عن الأجناب المتضادة، من حيث التنظيم والإمكانات، ونوع الأسلحة، والأهداف والمهام القتالية.

ب. مباريات حربية لا يتوافر فيها معلومات، ويتوقف حجم المعلومات اللازمة على قدرة إمكانات كل جانب، وتخطيطه الجيد، وسعيه للحصول على المعلومات اللازمة لإدارة معركته.

و. تقسيم المباريات الحربية من حيث أسلوب التنفيذ والإدارة:

ويتنوع هذا التقسيم من حيث مدى التدخل في أعمال القيادة وهيئة الأركان المنفذة، ويتم ذلك باستمرار للمحافظة على الهدف من المباراة وتنقسم المباريات طبقاً للآتي:

(1) مباراة حربية لا يتم التدخل فيها، وتترك الحرية كاملة للقادة وهيئة الأركان لاتخاذ القرارات اللازمة في إطار الموقف، ويكون ذلك بهدف اختبار كفاءة القيادات وهيئة الأركان.

(2) مباراة حربية يتم التدخل فيها بهدف التأثير على قرارات القادة وهيئة القيادة المنفذة بما يحقق الهدف من المباراة، والذي قد يكون اختبار خطط معينة، أو كفاءة سلاح أو معدة.

ز. تقسيم المباريات من حيث أسلوب التقييم والتحليل

وينقسم هذا النوع من المباريات طبقاً للأساليب المستخدمة لتقييمها وتحديد درجــة نجاحها، فقــد تستخدم الحواسب لتحليل القرارات التي اتخذتها القيادات وهيئات الأركان، وكذلك لتقييم نتائج الاشتباك بالنسبة للأسلحة المختلفة. وقد يتم هذا التقييم بالأساليب اليدوية؛ إلا أن هذا الأسلوب لا يستخدم حالياً إلا بدرجة محدودة نظراً لاحتياجه لأعداد كبيرة من المنفذين للتقييم، وكذلك يتطلب وقتاً طويلاً لإجراء الحسابات اللازمة.

ثالثاً: المباريات السياسية/ والسياسية العسكرية

تُعد المباريات السياسية/ والسياسية العسكرية من الوسائل العلمية المتقدمة، والتي يمكن استخدامها في تحليل الأعمال الإستراتيجية ذات الطابع الإقليمي أو الدولي، بغرض الخروج بنتائج ومؤشرات لصالح عملية اتخاذ القرار، والمباريات السياسية والسياسية العسكرية يتم فيها محاكاة المواقف المختلفة، التي حدثت أو من المحتمل حدوثها، سواء كانت دولية أو إقليمية أو محلية وتمثيلها وإجراء تحليل لها بغرض الخروج بدروس مستفادة، ويمتد هذا النوع من المباريات، أيضاً، ليشمل تدريب المتخصصين على عملية صنع القرار، وتنقسم المباريات السياسية والسياسية العسكرية إلى الأنواع التالية:

1. تقسيم المباريات السياسية/ والسياسية العسكرية من حيث الغرض

أ. مباريات تدريبية: وهي التي يتم إعدادها وإدارتها بغرض تدريب متخذي القرار، أو من يؤهلون لذلك على القيام بأعمالهم ضمن منظومة اتخاذ القرار، ويتم التركيز في هذا النوع على تحقيق أهداف تدريبية محددة، مثل تنمية القدرات التفاوضية، أو التدريب على إيجاد بدائل القرار الممكنة طبقاً للقدرات الحقيقية للدولة.

ب. مباريات تحليلية: وهي التي يتم إعدادها وإدارتها بغرض تحليل مواقف يترتب عليها مشكلات أو أزمات، ودراسة القرارات المناسبة، والتأثيرات المختلفة الناتجة عن هذا القرار، ويتنوع هذا النوع من المباريات طبقاً للمواقف التي تبنى عليها المباراة إلى الأنماط التالية:

(1) مباريات للتحليل والتقييم: ويتم فيها دراسة وتحليل أبعاد الموقف/ المشكلة السابقة، والتي عرفت نتائجها، بهدف تحليل وتقييم ما تم اتخاذه من قرارات، والخروج من ذلك بمؤشرات ودروس مستفادة يمكن استخدامها واستغلالها في أية مواقف مشابهة مستقبلية.

(2) مباريات للتحليل والمساعدة في اتخاذ القرار:ويتم فيها دراسة أبعاد الموقف السياسي العسكري وتحليله، أو الأزمة التي يفترض حدوثها على ضوء توقعات من المواقف الحالية، وذلك بهدف تجهيز مقترحات وحلول لمثل هذه الأزمة تساعد في اتخاذ القرار في حالة حدوثها.

(3) مباريات للقياس: ويتم فيها دراسة وتحليل الآثار المترتبة على قرار سياسي معد للإعلان عنه، بغرض قياس توقعات رد فعل مثل هذا القرار على مختلف الأطراف التي قد تتأثر به، مما يعطي بعض المؤشرات لتعديل أو إلغاء مثل هذا القرار.

2. المباريات السياسية/ السياسية العسكرية من حيث المستوى

تنقسم المباريات السياسية/ والسياسية العسكرية من حيث دائرة تأثير القرارات التي تتخذ فيها، ومن حيث الأطراف التي يلزم تمثيلها في المباراة إلى ثلاثة أنماط هي:

أ. مباريات على المستوى المحلي: وهي المباريات التي يضيق مجال تأثير قراراتها إلى داخل الدولة (مواجهة أزمات اقتصادية أو مواجهة مظاهرات أو مواجهة كوارث).

ب. مباريات على المستوى الإقليمي: وفيها لا تتجاوز أبعاد التأثير عن إحدى الدوائر الإقليمية، وهي الدائرة العربية ـ الأفريقية ـ الإسلامية، ويراعى في هذه المباريات قياس ردود الأفعال الإقليمية والمنظمات الإقليمية المختلفة متمثلة في الجامعة العربية – منظمة الوحدة الأفريقية ـ المؤتمر الإسلامي.

ج. مباريات على المستوى العالمي: وتؤثر في هذا النوع من المباريات أكثر من دائرة من دوائر الانتماء، وقد تصل إلى تمثيل المنظمات الدولية العالمية بهدف دراسة ردود أفعالها، وتناول مواقف بعض الدول ذات التأثير الفعال على مجريات الأمور مثل الأمم المتحدة.

3. المباريات السياسية/ السياسية العسكرية من حيث التحليل والتقييم

يتم تحليل وتقييم نتائج المباريات السياسية والسياسية العسكرية إما بالطرق اليدوية، ويتوقف ذلك على الخبرات السابقة للمحكمين، وإما بإدخال الحواسب في عملية التقييم بهدف الوصول إلى نتائج ذات درجة دقة أعلى، وفي وقت محدود. وبصفة عامة يتعدد نطاق عمل المباريات السياسية/ والسياسية العسكرية سواء كانت المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية، ومختلف الموضوعات غير العسكرية ذات الأهمية، إضافة إلى الاعتبارات والعوامل العسكرية بهدف الوصول إلى سياسة شاملة للدولة في مواجهة الأزمات والمشكلات المختلفة، ويشترك في هذا النوع من المباريات متخصصون في جميع مجالات الدولة طبقاً للموقف الذي تبنى عليه المباراة، وفي الغالب يشترك فيها مندوبون عن وزارات الدفاع والخارجية والداخلية والإعلام والصناعة والصحة وأجهزة الاستخبارات، وأية جهات أخرى يستلزم الموقف حضورها.

 
رد: المباريات الحربيه

المبحث الثاني

الطرق المختلفة لتنظيم المباريات الحربية وإدارتها

يتم استخدام المباريات الحربية في معظم جيوش دول العالم، أسلوباً أساسياً لتدريب القادة وهيئات الأركان، علي نطاق واسع، كذلك يتم استخدامها وسيلة لاختبار مستوي التدريب لجميع المستويات بدءاً من المستويات الصغرى الطاقم/ الفصيلة، وكذلك لاختبار خطط العمليات للمستويات الكبرى التعبوي/ الإستراتيجي، ولقد ركزت القوات الأمريكية على استخدام المباريات الحربية نظراً لما تمتاز به من يسر الاستخدام، وانخفاض التكاليف، ومناسبتها لجميع المستويات، ولذلك تم إنشاء إدارة خاصة بالمباريات الحربية المشتركة، بمهمة إعداد المباريات الحربية التي تهدف إلى رفع كفاءة القادة والقيادات والقوات وتطويرها، وبالرغم من التطور الهائل في صناعة الحواسب واستخدامها فإن الجيش الأمريكي مازال حتى الآن يستخدم المباريات الحربية اليدوية، وتعددت المشكلات التي يتم التعامل معها بأسلوب المباريات الحربية في الجيش الأمريكي، إذ شملت تقييم خطط العمليات واختبارها، ودراسة متطلبات تطور القوات الأمريكية، وكذلك تم الاعتماد علي أسلوب المباريات الحربية في تطوير الفكر والعقيدة القتالية للقوات الأمريكية، كما يتم تنفيذ العديد من المباريات السياسية/العسكرية؛ التي يطلق عليها مباريات الحرب الباردة بغرض المساعدة في تحليل الأهداف الوطنية، والسياسيات والخطط الخاصة بالأزمات وحالات الطوارئ المحتملة.

تمثل الاهتمام الفرنسي بأسلوب المباريات الحربية في تأسيس قسم بحوث العمليات الذي توصل إلى إنتاج النظام مارس للمحاكاة، وهو يُعد حالياً من أهم نظم التحكيم والإدارة لجميع المشروعات التدريبية للقادة وهيئات الأركان، ولقد تطورت أشكاله وأساليب استخدامه بغرض تحقيق الواقعية في التدريب. أيضاً، كان هناك اهتمام واضح بتنفيذ أسلوب المباريات الحربية في الجيش الألماني؛ لتدريب القادة وهيئات الأركان المختلفة، واختبار خطط العمليات قبل تنفيذها، إلا أن الحظر الذي تم فرضه بواسطة الحلفاء على المنظمة العسكرية الألمانية بعد الحرب العالمية الأولى أدى إلى الاعتماد كلياً على أسلوب المباريات الحربية.

تنظيم المباريات الحربية وإدارتها في القوات الأمريكية

بالرغم من التطور الكبير في نظم الحواسب الآلية واستخداماتها، إلا أن الجيش الأمريكي يقوم بتنفيذ بعض المباريات الحربية إما يدوياً، أو بأعداد محدودة من الحواسب لتدريب قواته على مختلف المستويات من مستوى الطاقم حتى مستوى الفيلق، وأيضاً، عند تنفيذ المباريات الحربية السياسية/ العسكرية. كذلك تم الاهتمام بتنفيذ برامج التدريب والعقيدة
للقادةTRADOC COMMAND] ومحاكاة الأركان SIMULATIONS STAFF، كما أُنشئ قسم لأعمال تطوير التدريب في مركز الأسلحة المشتركةCATRAD [2]، بهدف تطوير برامج التدريب، وتحديد أسلوب تقييم المستويات المختلفة والمتعددة لكل من الفرقة واللواءات والكتائب، وكذا تم الاهتمام بتطوير محاكاة المعارك BATTLE SIMULATIONS، وخُصِّص مركز الأسلحة المشتركة (قاعدة ليفنوورث) بهدف تطوير وسائل المحاكاة على الوحدات والتشكيلات وتقييمها وإنتاجها وتوزيعها؛ لاستكمال مهامها التدريبية، ولتحقيق هذه المهمة التدريبية تم إنتاج العديد من المباريات الحربية التي تهدف إلى رفع كفاءة القادة والقيادات على التصرف في المواقف المختلفة بدءاً من مستوى الجماعة/ الطاقم وحتى مستوى الفيلق.

أولاً. المباريات الحربية التكتيكية في الجيش الأمريكي

1. المباراة الحربية لمستوى الجماعة/ الفصيلة:FIRE FIGHT وهذه المباراة تستخدم في الجيش الأمريكي منذ عام 1975م، وطُوّرت بالتعاون مع SIMULATION PUBLICATION INCORPORATED - SPI وهي مؤسسة لنشر وسائل المحاكاة، وتم اختبارها عملياً بواسطة TCATA ARMES TEST ACTIVITY TRADOC COMBINED

أ. وهذه المباراة حرة، لمستوى الفصيلة المدعمة الأمريكية، تكلف بمهمة الدفاع، وصد هجوم معادٍ بقوة سرية مدعمة للعدو، وهدف المباراة التدريب على المواقف المختلفة التي يمكن أن تواجهها الفصيلة في مسرح العمليات الأوربي، وطبقاً لتنوع طبيعة الأرض، ويتم تركيز التدريب لقادة الفصائل، على أسلوب استخدام الأسلحة الحديثة والاستخدام الأمثل للأرض، ومتطلبات معركة الأسلحة المشتركة الحديثة، إضافة إلى الاستخدام الأمثل للإخفاء بالدخان، وكذلك للتدريب علي أسلوب تنفيذ التحركات التكتيكية في ميادين القتال المختلفة.

ب. يكون عدد المتبارين اثنين وتنفذ المباراة خلال 1ـ 3 ساعات لكل موقف، وتنفذ هذه المباراة من خلال ثلاثة مستويات كالآتي:

(1) المستوى الأول FIRE FIGHT I: وهذا المستوى يتم فيه التدريب على الحركة واستخدام النيران بجميع صورها (المباشرة وغير المباشرة).

(2) المستوى الثاني FIRE FIGHT II: وفي إطار هذا المستوى يتم إضافة الكثير من الواقعية للتدريب بإضافة بعض المواقف المعقدة للمباراة.

(3) المستوى الثالث FIRE FIGHT III: ويتم هذا المستوى بغرض تدريب وتعريف قادة الفصائل على خواص الأسلحة الحديثة التي سيتم إدخالها في تسليح وحداتهم، وكذا الاستخدام الأمثل لها.

2. المباراة الحربية لمستوى السرية

أ. هذه المباراة تكون حرة على مستوى السرية المدعمة، التي تدافع في مواجهة هجوم كتيبة دبابات مدرعة للعدو، في مسرح العمليات الأوربي، وتهدف إلى تدريب قادة السرايا على التكتيكات الصغرى، والأساليب المختلفة للمناورة والاستخدام الجيد للأرض والأسلحة العضوية وعناصر المعاونة، ووسائل الإخفاء بالدخان.

ب. ويصل عدد المتبارين في هذه المباراة إلى ثمانية أفراد على الأقل، ويتطلب تدريبهم حوالي 2ـ 4 ساعات، وتدار المباراة بمحكم واحد ومساعد.
fig01.jpg


ج. يمكن للمباراة الحربية DUNN KEMPF المساعدة في التدريب على المهام والأعمال المختلفة التي يتم تخصيصها للوحدة الفرعية:

(1) مستوى سرية الدبابات


(أ) التحرك للاشتباك

(ب) العمل ضد دبابات العدو والكمائن

(ج) العمل دورية استطلاع.

(2) مستوى فصيلة الدبابات

· إدارة المعركة طبقاً للمراحل المختلفة.

(3) مستوى السرية والفصيلة المشاة الميكانيكية

(أ) التحرك للاشتباك.

(ب) الهجوم المدبر ـ الهجوم من الحركة.

(ج) الدفاع الإيجابي والنشيط ـ تجهيز وإعداد النقط القوية.

(د) المعركة التعطيلية ـ التخلص والارتداد تحت ضغط العدو المستمر.

د. تُعد المباراة الحربية DUNN KEMPF وسيلة تدريب أساسية يتم استخدامها للتدريب على فنون القتال، والتكتيكات الصغرى؛ لتنفيذ مهمة لوحدة فرعية صغرى، ويتم تنفيذها على خرائط مجسمة لمنطقة الأرض التي ستجرى عليها المباراة بمقياس رسم كبير (كل 2 سم = 50 متراً).

3. المباراة الحربية PEGASUS

أ. هي عبارة عن مشروع مراكز قيادة يدار بطريقة المباراة الحرة، وهي تدار على مستوى الكتيبة المدعمة الأمريكية التي تدافع في مواجهة هجوم لواء مشاة ميكانيكي مدعم معادٍ، وأيضاً، تدار على مستوى اللواء الميكانيكي المدعم في مواجهة اللواء الميكانيكي المدعم المعادي، وذلك بهدف التدريب على تنظيم المعارك الدفاعية والهجومية وإدارتها، والهدف من المباراة هو تدريب قائد وقيادة الكتيبة/ اللواء على تنظيم معركة أسلحة مشتركة حديثة وإدارتها، سواء في الدفاع أو الهجوم.
fig02.jpg


ب. يكون عدد المتبارين طبقاً للمستوى المنفذ من 14 ـ 17 فرداً، ويتطلب ذلك النوع من المباريات 4 – 6 محكم، ويتوقف زمن تنفيذ المباراة على المستوى المنفذ، ونوع المعركة التي يتم التدريب عليها.

4. المباراة الحربية FIRST- BATTLE

هي مباراة حربية حرة لمستوى الفرقة المدرعة الأمريكية في الدفاع في مواجهة جيش مدرع معادٍ في مسرح العمليات الأوربي، والغرض من هذه المباراة تدريب قادة وقيادات وهيئات أركان الفرقة على تنظيم عمليات الأسلحة المشتركة وإدارتها في ظروف تماثل الظروف الحقيقية للعمليات، ويمكن خلال هذه المباريات إشراك قادة اللواءات والكتائب،
fig03.jpg


وينفذ هذا النمط من المباريات خلال اثنتي عشرة ساعة، ويديرها محكم واحد، ويساعده أكثر من اثني عشر محكماً فرعياً للسيطرة على أعمال الوحدات المختلفة تحت التدريب.

5. المباراة الحربية EAGLE WAR


مباراة حربية على مستوى الفيلق والفرقة الأمريكية التي تدافع في مواجهة هجوم قوات معادية، يقدر حجمها بأكثر من جيش من جيوش الأعداء، على أنواع متعددة من الأرض،
fig04.jpg


وفي جميع صور المعركة، والغرض من المباراة تدريب قادة وهيئات قيادة الفيالق، والفرق الأمريكية على تحضير معارك الأسلحة المشتركة الحديثة وإدارتها، واختبار أعمال هيئة الأركان، والتدريب على إصدار الأوامر والتعليمات، وبلاغات القتال، والتدريب على استخدام الخرائط أثناء إدارة العملية، وتنفذ هذه المباراة في جميع الفرق العاملة والاحتياط في جيش الولايات المتحدة الأمريكية، وتنفذ خلال اثنتي عشرة ساعة، وبأسلوب المباراة الحربية نفسه FIRST BATTLE وقواعدها،

fig05.jpg


6. المباراة الحربية BATTLE[
أ. وهذا النمط من المباريات الحربية يتم إدارته على مستوى الكتيبة أساساً، كما يمكن أن يشترك فيها أكثر من كتيبة، وتستخدم فيها الحواسب الالكترونية لتقييم نتائج الاشتباكات الفردية لأسلحة الرمي المباشر. يتم تشكيل القوات تحت التدريب من مجموعة قتال لمستوى الكتيبة على مسرح العمليات الأوربي، عند اتخاذها الدفاع ضد لواء مدعم من الأعداء، ويتم التدريب للقائد وقيادة الكتيبة وقادة السرايا على إجراء المناورة أثناء إدارة المعركة الدفاعية، والاستخدام الجيد للأرض، والاستخدام الأمثل لأسلحة الرمي المباشر.

ب. يتكون النظام من خريطة مجسمة 10 أقدام × 10 أقدام، ونماذج لتشكيل القتال وحاسب آلي.
fig06.jpg


ج. يكون عدد المتبارين أكثر من ثمانية، ويقوم بالتحكيم والتقييم حوالي ستة محكمين يخصص أحدهم للعمل على الحاسب الآلي

7. المباراة الحربية CATTS[]

أ. وهي مباراة حربية للكتيبة الأمريكية المدعمة في الدفاع ضد قوة حتى لواء مدعم من الأعداء على مسرح عمليات الشرق الأوسط، أو مسرح العمليات الأوربي أو مشابه له، وتهدف هذه المباراة إلى تدريب القائد وقيادة الكتيبة على أسلوب تنظيم المعركة وإدارتها، وتم تطوير النظام المستخدم في هذا النوع من المباريات ليشمل جميع أنواع الكتائب المقاتلة، سواء كانت دبابات أو إبراراً جوياً، أو اقتحاماً جوياً، أو فرسان جو، كما استخدم النظام في المعاهد والكليات العسكرية وداخل الوحدات العسكرية، أيضاً.

fig07.jpg


ب. يعمل على هذا النظام ضباط متخصصون في الحواسب لتقييم نتائج الاشتباك، وكذلك ما لا يقل عن أربعة ضباط من الوحدات التي يتم تدريبها للقيام بدور الوحدات الفرعية الصغرى تحت التدريب، ويستغرق تنفيذ هذه المباراة للكتائب العاملة ثلاثة أيام، أما كتائب الاحتياط فيتم تدريبها خلال يومين فقط.

8. المباراة الحربية CAMMS'[5]

أ. مباراة حربية لمستوى لواء/ مدعم أمريكي بجميع أنواع الأسلحة، يدافع في مواجهة فرقة مدعمة معادية، ويتم تقييم هذه المباراة بحواسب معدة لتقييم جميع المعاونات النيرانية الممكنة في المعركة التقليدية، إضافة إلى تقييم أعمال الاستطلاع والمخابرات والمعاونات الإدارية والفنية، ويمكن استخدام هذه البرامج من مستوى الطاقم/ الجماعة حتى مستوى اللواء.

ب. تهدف هذه المباراة لتقييم أعمال القتال على جميع أنواع الأراضي، وتحت جميع الظروف، بغرض تدريب قادة وهيئات الأركان لجميع المستويات على تحضير المعارك بأنواعها المختلفة وإدارتها، ويستخدم للتحكيم على مستوى الكتيبة ستة محكمين، إضافة إلى أربعة من المتخصصين للعمل على الحواسب، وأفراد يصل عددهم إلى اثني عشر لتمثيل قيادات الوحدات الفرعية الصغرى تحت التدريب وأسلحة الدعم،
fig08.jpg


أما اللواء فيتطلب حوالي أحد عشر محكماً، وستة وثلاثين فرداً لتمثيل قيادة الوحدات الفرعية الصغرى تحت التدريب، إضافة إلى أربعة من المتخصصين للعمل على الحواسب، وتنفذ هذه المباراة في ثماني ساعات على الأقل، ولا يحدد توقيت لانتهائها، إذ يتوقف ذلك على المهمة التدريبية المطلوب تنفيذها.

9. إضافة للمباريات الحربية التكتيكية السابقة تم إعداد أنواع أخرى، استخدمت حالياً في الجيش الأمريكي على المستويين التكتيكي والتعبوي، اعتماداً على النظام CAMMS، إذ يتم استخدام المباراة الحربية LANCER على مستوى الفيلق الأمريكي، وتستخدم فيها الحواسب، وأيضاً، توجد المباراة الحربية BROADS WORD وتستخدم على مستوى الفرقة، ويتم تقييمها بالحواسب، وأيضاً، المباراة الحربية MODULE ADMINISTRATION ويتم استخدامها لتدريب رؤساء الأفراد، بهدف تدريبهم على أساليب عمل حسابات الخسائر وأعمال الاستعواض اللازمة وتنفيذ المهام المخصصة لهم أثناء القتال، ويمكن لهذه المباراة أن تدار منفصلة للتدريب التخصصي لرؤساء الأفراد أو ضمن المباريات الأخرى السابق الإشارة إليها، كذلك توجد مباراة تخصصية إدارية لتدريب رؤساء الشئون الإدارية على مهامهم أثناء العمليات الحربية THE LOGISTICS MODULE، ويتم خلالها التدريب على حسابات الاستهلاك والإمداد بالاحتياجات المختلفة، وطرق النقل ووسائله، كما توجد أيضاً، أساليب مختلفة للمباريات الحربية التخصصية لتدريب وحدات القوات البحرية، ومشاة الأسطول والقوات الجوية بدءاً من الاشتباكات الفردية للطائرة، أو قطعة من الأسطول البحري، وحتى العمليات المشتركة للأسطول بالكامل بالتعاون مع وحدات القوات الجوية الإستراتيجية.

ثانياً: المباريات الحربية على المستوى التعبوي/ الإستراتيجي للجيش الأمريكي

في تطور منطقي أسست وزارة الدفاع إدارة المباريات الحربية المشتركة، لتضم مجموعات تنفيذ المباريات الحربية التخصصية، وهي مجموعة المباريات الحربية للقوات الجوية ـ مجموعة المباريات الحربية للقوات البحرية ـ مجموعة المباريات الحربية للجيش الأمريكي ـ مجموعة المباريات الحربية لمشاة الأسطول، وشكلت هذه الإدارة بهدف إمداد هيئة رؤساء الأركان المشتركة بإمكانية تطبيق المباريات الحربية؛ لمعالجة المشكلات التي تواجهها هيئة الأركان المشتركة، وكذلك التخطيط والسيطرة والإشراف على المباريات الحربية التي تعد لهيئة رؤساء الأركان المشتركة، مع ملاحظة أن الولايات المتحدة الأمريكية تشارك، أيضاً، في المباريات المختلطة مع الدول الأخرى ـ دول حلف شمال الأطلنطي ـ والعديد من دول الشرق الأوسط، تستخدم المباريات الحربية في مستوى هيئة رؤساء الأركان المشتركة، جزءاً من دراسات موسعة لتحليل المواقف الافتراضية؛ التي يمكن أن تواجهها، كذلك قد تعنى بفحص الخطط الفعلية. ويشارك في هذه المباريات القائد العام لقوات المحيط الهندي، والقائد العام للقوات الضاربة، وقائد قوات الشرق الأوسط، ومدير تخطيط الأهداف الإستراتيجية، والقائد العام لقوات الدفاع الجوي، والقائد العام لأسطول المحيط الأطلنطي.

1. مراحل تأسيس إدارة المباريات الحربية المشتركة

أ. المرحلة الأولى


خلال هذه المرحلة تم التركيز على إعداد التنظيم المناسب للإدارة، وتشكيل مجموعة السيطرة على المباريات الحربية المشتركة، لتحليل أساليب المباريات الحربية القائمة، وعمل الدراسات اللازمة للمباريات الحربية التي تم إعدادها وتقديمها إلى هيئة رؤساء الأركان المشتركة، كذلك الاشتراك المستمر في المباريات الحربية الإستراتيجية السياسية/العسكرية.

ب. المرحلة الثانية

قامت المجموعة خلال هذه المرحلة بالتخطيط والإشراف والسيطرة على المباريات الحربية التي تغطي متطلبات هيئة رؤساء الأركان المشتركة، والتي تمثلت في الإشراف على إعداد برنامج لتقييم الخطط الإستراتيجية القائمة لدراسة بعض المشكلات التي طرحتها هيئة رؤساء الأركان المشتركة، كذلك قامت المجموعة بإجراء تصميم وتطوير برنامج ونماذج لتحليل المشكلات التي تنشأ في مجالات الحرب المحدودة، وتم تنظيم الوكالة في ثلاث شعب للتعامل مع المشكلات التي تواجه هيئة رؤساء الأركان المشتركة، وكانت هذه الشعب تتمثل في شعبة الحرب الباردة، شعبة الحرب المحدودة، شعبة الحرب العامة، وفي نهاية هذه المرحلة قامت المجموعة بتجهيز جميع البرامج اللازمة لبدء تنفيذ المباريات الحربية على نطاق واسع، وأدخلت جميع البيانات إلى أجهزة الحواسب المستخدمة.

2. المشكلات التي يتم التعامل معها بأسلوب المباريات الحربية في الجيش الأمريكي هي:

أ. تقييم خطط العمليات

(1) في هذه الحالة تكون خطة الحرب قد وضعت، وقد تكون خطة طوارئ محدودة أو خطة حرب عالمية نووية، وبصفة عامة تكون خطة تتعامل مع القوات والمواقف الحالية، ويتم بحث المشكلات في الخطة بأسلوب المباريات الحربية عند تقييمها، ويتم بحث المشكلات المتعلقة، سواء كانت من الحروب العامة أو معركة نووية عالمية، خلال ثلاث مراحل رئيسية كالآتي:

(أ) المرحلة الأولى

تبحث فيها المشكلات بأسلوب المباريات الحربية في إدارة تخطيط الأهداف الإستراتيجية عن طريق اختبار الخطة، واستخدام القوات في ظل عدد من الظروف المفترضة للإنذار والاستعداد، وبناء على تقييم الخطة بأسلوب المباريات، يتم تحديد أنسب الأساليب لاستخدام القوات لمواجهة التهديد المحدود، وبالتالي إجراء التعديلات اللازمة في الخطة.

(ب) المرحلة الثانية

يتم فيها إتباع أسلوب المباريات الحربية الاختيارية للخطط، ويقوم القادة وهيئة الأركان بتنفيذ الخطة من خلال إجراء المباريات الحربية على المهام التي تخصهم من خطة الحرب العامة.

(ج) المرحلة الثالثة

وخلالها يتم تحليل خطة الحرب بصورة دقيقة بواسطة إدارة المباريات الحربية المشتركة باستغلال نتائج المباريات التي نفذت مسبقاً، على أن يتم تنفيذ المباراة الحربية سنوياً، توضح نتائج تنفيذ الخطة في ظل الظروف المتغيرة والمتنوعة التي تهم هيئة رؤساء الأركان المشتركة.

(2) في إطار تعدد مجموعات تحليل خطة الحرب العامة يتم الفحص الدقيق السنوي، مما يوفر مصدراً متكاملاً للنتائج المتوقعة عند تنفيذ الخطة، وأيضاً، إيجاد رؤية دقيقة واضحة لبناء الخطط الجديدة والمكملة، ويُعد الجهاز المسئول عن تقييم الخطط في إدارة المباريات الحربية المشتركة في الجيش الأمريكي هو شعبة الحرب العامة، ويخصص لها جميع الإمكانات المتاحة في مجموعة المباريات الحربية للجيش الأمريكي في واشنطن، وبالتنسيق مع هيئة أركان التخطيط للأهداف الإستراتيجية، يتم تنفيذ مباراة حربية سنوية على مستوى هيئة الأركان المشتركة تتعلق بخطط الحرب العامة الحالية للولايات المتحدة الأمريكية، بغرض توفير بعض الدلالات لنتائج تنفيذ خطة الحرب العامة، مع إيجاد الأسس لتطوير خطط الحرب العامة المستقبلية.

(3) يوجد مجلس تخطيط للجانب المعادي ترأسه إدارة المباريات الحربية المشتركة، وعضوية ممثلين عن القوات المسلحة، وبالتعاون والتنسيق الكاملين والدائمين مع إدارة المخابرات العسكرية لتخطيط أعمال الجانب المعادي لإدارة هذه المباريات باستخدام الأهداف الوطنية المفترضة، وكذا لمتابعة تطوير عقيدة وأساليب قتال القوات المعادية.

(4) تدار هذه المباريات باستخدام الحواسب الإلكترونية، وسيلة مساعدة لتقييم نتائج الاشتباك وحفظ المعلومات اللازمة.

ب. دراسة المشكلات الخاصة بمتطلبات القوات المسلحة


تتعدد المشكلات التي يتم بحثها ودراستها في إدارة الحرب المشتركة باستخدام أسلوب المباريات الحربية لصالح هيئة الأركان المشتركة، فقد تتعلق بدراسة المشكلات التي تواجه متطلبات القوات الأمريكية، وقد تكون الدراسة معنية بحجم القوة وتكوينها وتسليحها، وفي هذا الإطار يكون تشكيل قوة الانتشار السريع الأمريكية، أو قوات التدخل في أي منطقة من مناطق الصراع في العالم يتم بعد إجراء العديد من المباريات الحربية، مما يؤدي في النهاية للوصول إلى التنظيم الأمثل لهذه القوات، والأسلحة اللازمة لها بما يكفل تحقيقها لمهامها بأقل تكلفة ممكنة، وأقل خسائر محتملة في القوى البشرية والأسلحة.

ج. تطوير الفكر والعقيدة العسكرية الأمريكية

ولتحقيق هذا الهدف تجرى المباريات الحربية التي تدعم الدراسات التي تجرى لكل من الحرب العامة والحرب المحدودة، وبرامج استخدام قوات الردع الإستراتيجية، والقوات الجوية الضاربة، والصواريخ الدفاعية، ومنظومة الدفاع الجوي، ومنظومة الدفاع المدني، والقوات المنقولة جوّاً وبحرّاً، وقوات الحرس الوطني بما يمكن وزير الدفاع من تقييم البدائل المطروحة أمامه بموضوعية وشمولية أكثر، ولذلك يمكن لهيئة الأركان المشتركة إجراء التعديلات والتطويرات اللازمة وصولاً لفكر وعقيدة خاصة بالقوات الأمريكية.

ثالثاً: المباريات السياسية/ العسكرية المشتركة الأمريكية

هي مباريات خاصة بإدارة الأزمات السياسية التي يمكن أن تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تتطلب استخدام القوة العسكرية أو التهديد باستخدامها، ويطلق على هذه المباريات في إدارة المباريات الحربية المشتركة مباريات الحرب الباردة، وهي امتداد طبيعي ومنطقي للمباريات الحربية، والتي تمارسها هيئات الأركان العسكرية على المستويات المختلفة، والمعاهد والكليات العسكرية، كما تستخدم المباريات السياسية/ العسكرية في إدارة المباريات الحربية المشتركة بغرض المساعدة في تحليل الأهداف الوطنية، والسياسات والخطط، والبرامج، والتنظيمات بإلقاء الضوء على حالات الطوارئ المحتملة مستقبلاً، لا يُعد الهدف من تحضير هذا النمط من المباريات وإدارته هو التنبؤ بأحداث وأزمات المستقبل الحقيقية، ولكنها تساعد في إلقاء الضوء على الأحداث بما يحقق الاستعداد لمعالجة المشكلات المستقبلة، فهي تتجاوز دراسات هيئات الأركان وتحليلاتها من خلال اشتراك المختصين بالتعامل مع الأزمة الحقيقية في المباريات، وذلك يحقق لهم التعامل مع مواقف وأزمات يتنافسون فيها تحت ضغط مناسب هو ضغط المباراة بهدف اتخاذ القرارات المناسبة لهذه المواقف في التوقيت المناسب كل ذلك في إطار من الواقعية.

وتُعد المباريات السياسية/ العسكرية وسيلة تعليمية فعالة لمساعدة الجهاز الحكومي على مستوى الدولة في تحليل القوى الشاملة للدولة، وتحدياتها بأسلوب خارج نطاق القوة العسكرية المجردة بإتباع مجالات المساومة الدولية، إذ يتغلغل هذا النمط من المباريات في مواقف يبدو فيها التهديد باستخدام القوة العسكرية هو الأكثر أهمية ونفعاً من مختلف عناصر القوي الفاعلة الأخرى، وتبدأ الفكرة الأساسية لموضوع المباراة بطلب تحدده السلطة العليا في الدولة، وبالتالي فإن المتخصصين في إدارة المباريات الحربية بشعبة الحرب الباردة يبدأون في جمع المعلومات اللازمة عن هذا الموضوع من هيئة الأركان المشتركة والمخابرات والوزارات المختلفة بالدولة، وتجري عدة لقاءات مشتركة بين مندوبي جميع هذه الجهات لوضع التصور للمباراة حتى تظهر المعالم الرئيسة للمباراة، وبالتالي يتم تخزين المعلومات الخاصة بها.

تم الحصول على المعلومات اللازمة لتحضير وتنظيم المباريات السياسية/ العسكرية من الدراسات المتوافرة الخاصة بوزارة الدفاع وجميع أجهزة الدولة، والجامعات والبحوث الخاصة التي تتعامل مع مثل هذه المشكلات، مع موظفي البيت الأبيض والدولة، ووزارة الدفاع وهيئة رؤساء الأركان المشتركة، والجيش والبحرية، والقوات الجوية وإدارة المخابرات الحربية وإدارة مخابرات الجيش، ووكالة المخابرات الأمريكية.

يشترك في هذه المباريات السياسيون والعسكريون، والمراكز البحثية في الجامعات، والمحللون، والخبراء العسكريون، والاقتصاديون والنفسيون، كما يمكن إشراك تخصصات أخرى مختلفة ترى إدارة المباريات أهمية إشراكهم، سواء من داخل الدولة أو خارجها، خاصة من حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في أوربا، وبعض القوى الدولية والإقليمية، أو قادة القوات الموجودة خارج الولايات المتحدة الأمريكية يقومون بالاشتراك في هذه المباريات من خلال الحواسب.

يُعد مبنى وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، المكان الذي تدار فيه المباريات السياسية/العسكرية المشتركة، ويستغرق إدارتها من أربعة ـ ستة أيام تمثل خلالها جوانب المباراة بواسطة هيئة السيطرة، كما يحضر الجهاز الحكومي في الدولة في نهاية عمل كل مرحلة يومياً لمناقشة قرارات الجانبين وإعطائها الصورة النهائية لها.

بنهاية المباراة توزع البيانات التي تم تجميعها للمباراة، وفكرة المباراة، والمواقف المتبادلة، وأسلوب التعامل معها، وكذا تحليل المباراة، والتقييم النهائي لها على جميع الإدارات والأجهزة؛ على أن تكون قاعدة بيانات تتوافر لديهم بصفة مستمرة لاستخدامها طبقاً لمختلف الظروف والمواقف.

تُعد إدارة المباريات السياسية/ العسكرية إحدى الوسائل المهمة لتنمية قدرات مسئولي الدولة على اتخاذ القرارات السليمة في الوقت المناسب، إلا أن ذلك يتوقف على درجة كفاءة المنفذين للمباراة، وحجم المعلومات اللازمة للتخطيط لإيجاد المواقف الهادفة، ولذلك فإن عملية التحضير وإدارة المباريات السياسية/ العسكرية المشتركة في الجيش الأمريكي تحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت، وأعلى درجات التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات في الدولة.

رابعاً: المباريات الحربية في الجيوش المختلفة وأسلوب تنفيذها

1. المباريات الحربية في الجيش الألماني

نشأت فكرة المباريات الحربية في ألمانيا منذ عام 1880م، وتطورت لتصبح تمارين عسكرية تدريبية وتخطيطية مفصلة، ذات فائدة كبيرة للقادة وهيئات الأركان، وتنوعت المباريات الحربية الألمانية، واشتملت على جميع المستويات بدءاً من السياسة الوطنية للدولة إلى مباريات التحركات للقوات سواء المترجلة أو الراكبة، وأصبحت المباريات الحربية هي الوسيلة الرئيسة لاختبار خطط الحرب الحقيقية، وتطويرها، وتدريب القادة وهيئات الأركان، كما تم إدخال تفاصيل متعددة ودقيقة، وإدخال أسلوب الحسابات بهدف تحقيق الواقعية. وفي البداية كانت المباريات الحربية تدار على ما يسمى بالخرائط المثالية، وهي خرائط تدريب مبنية على الخيال أكثر منها خرائط حقيقية، وبعد تطور تجهيز وإعداد الخرائط وتوافرها بكثرة تم استخدامها، وقبل الحرب العالمية الأولى كانت المباريات الحربية تدار في ألمانيا على جميع المستويات بدءاً من مستوى الدورية وحتى الفوج، وكان يطلق عليها في ذاك الوقت Rey i-mental war games، وكان يتم التدريب عليها أول كل شهر على الأقل لكل مستوى، وهذه التسمية كانت طبقاً لمكان الإدارة وليس لمستوى المنفذين، أما المباريات التي كانت تدار لتدريب قادة الفيالق والفرق والأفواج فكان يطلق عليها Great War Games، وعلى مستوى الأركان العامة الألمانية كانت تدار المباريات الحربية الإستراتيجية Strategic War Games بواسطة ضباط الأركان العامة لدراسة أماكن فتح القوات الألمانية وأسلوبها، واستخدام الجيوش الألمانية أثناء إدارة المعارك، وأسلوب التقييم المستخدم خلال هذه المباريات كان يتفاوت بين الأسلوب الحر والمقيد والمختلط، إلا أن الأسلوب المقيد كان يستخدم أساساً في المباريات التي تدار حتى مستوى السرية والكتيبة، وخلال العمليات الفعلية؛ التي أدارها الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى أديرت مباراة حربية على خطة دفاعية لأحد الفيالق، وأثناء إدارة المباراة طغت على الموقف التعبوي العمليات الفعلية، بحيث أصدر المشاركون في المباراة الأوامر الحقيقية للقوات لصد الهجوم.

نتيجة للحظر الذي فرضه الحلفاء على المنظمة العسكرية الألمانية بعد الحرب العالمية الأولى، تزايد استخدام المباريات الحربية في ألمانيا لجميع الأغراض، وعلى جميع المستويات، بالرغم من عدم استنباط وسائل جديدة لتقييم نتائج الاشتباكات للمباريات، إلا أن خبرة كبيرة قد توافرت، مع الاقتناع التام للقادة والضباط بأهمية المباريات الحربية بوصفها وسيلة من وسائل تحليل الخطط واختبارها، وكذلك بوصفها إحدى الوسائل الرئيسة للتدريب على هذه الخطط، حتى أثناء وجودهم في ميدان المعركة. وخلال هذه المرحلة كان يتم استخدام العديد من المباريات الحربية على المستويات كافة، إذ أديرت المباريات الحربية التكتيكية بغرض توفير الخبرة للقادة والضباط على المستويات الصغرى، وتدريبهم على اتخاذ القرار، وإصدار الأوامر اللازمة للتنفيذ، وكان بعض هذه المباريات ذا جانب واحد والبعض الآخر ذا جانبين، وتقوم مجموعة السيطرة والمحكمين خلال المباراة بتحريك أوضاع الجانبين، والسيطرة عليهم وتقييم نتائج الاشتباكات.

أما المباريات الإستراتيجية فكانت تدار بواسطة القادة على المستويات العليا، وخاصة في كلية الحرب وفي هيئة الأركان العامة، كما تم خلال تلك الفترة إدارة المباريات العسكرية/ السياسية، وكان يشترك فيها السياسيون ورجال الأعمال وممثلون عن الإنتاج الحربي ووزارة الإعلام فضلاً عن جميع أفرع القوات المسلحة وهيئة الأركان، وكانت المباريات الحربية تدار بهدف اختبار مبادئ الحرب. وكان ممثلو الجوانب المعادية يستخدمون إستراتيجيات وتكتيكات الدول المنتظرة أن تكون في الجانب المعادي، أما قادة القوات الصديقة والحليفة، فكان يتم تغييرهم عدة مرات بغرض الوصول لقرارات مختلفة يتم تحليلها وتقييمها؛ حتى يمكن تحديد فاعلية مبادئ الحرب التي يتم تنفيذها.

استخدمت المباريات الحربية خلال فترة الإعداد للحرب العالمية الثانية في ألمانيا بغرض تحليل الخطط المستقبلية واختبارها، وكانت الحملات العسكرية ضد كل من فرنسا والاتحاد السوفييتي قد سبقتها ممارسات متكاملة للعمليات المنتظرة بأسلوب المباريات الحربية، إذ تم اختبار الخطة والتدريب عليها من مستوى هيئة الأركان المشتركة حتى مستوى قادة الفصائل، وأصبح كل منهم ملماً بمهامه بصورة تامة، وبالصعوبات التي يمكن أن يقابلها، وكذا بالقوات المعادية في مواجهته، وأسلوب عملها. وأنسب أسلوب للتغلب عليها، الأسلوب المتبع في التنفيذ كالآتي:

أ. إدارة مباراة حربية على مستوى الأركان العامة، وخلالها تم اختبار الخطة وإجراء التعديلات اللازمة عليها، وأُصدر التلقين اللازم بالمهام إلى قائد مجموعة الجيوش الميدانية؛ الذي قام بإصدار أوامره وتعليماته إلى هيئة أركانه، وإلى قادة الفيالق.

ب. بالأسلوب السابق نفسه وخلال مباراة حربية قام قادة الجيوش والفيالق بتلقين قادة الفيالق والفرق مهامهم، وهكذا استمر تلقين جميع المستويات حتى مستوى قادة السرايا والفصائل مع الحفاظ على سرية العملية، إذ أنها دارت كلها على أنها مباراة حربية وذلك خلال عام كامل قبل بدء الهجوم.

نتج من إتباع هذا الأسلوب العديد من وجهات النظر على جميع المستويات خضعت كلها للمناقشات والتحليلات، وبالتالي تم إعادة النظر في تعليمات القتال وأوامره؛ لتتوافق مع التعديلات اللازمة في الخطة الفعلية للعملية، وبإتباع هذا الأسلوب حققت القوات الألمانية أهدافها خلال حملتها تجاه فرنسا، ولقد استخدم الألمان، أيضاً، المباريات الحربية التخصصية المختلفة، وكان منها المباريات الإدارية التي كانت بهدف اختبار الإمكانات الإدارية، ومشكلات النقل على المستويات الإستراتيجية والتعبوية والتكتيكية، وكذلك كان يجري تنفيذ المباريات الحربية الخاصة بالقوات الجوية والبحرية، وكانت هذه المباريات تنفذ خلال فترة السكون وسط المعارك الحربية بهدف اختيار البدائل المتاحة أمام القادة، وأيضاً، للتدريب على تنفيذ المواقف.

في نوفمبر عام 1944م قام الجيش الخامس بانزر المدرع بتنفيذ مباراة حربية تحت إشراف قائد مجموعة الجيوش الألمانية، بغرض التدريب على إدارة معركة دفاعية لصد هجوم أمريكي محتمل، وخلال تنفيذ المباراة بدأ فعلاً الهجوم الأمريكي، وصدرت الأوامر إلى القادة المشتركين الذين لم تتأثر قواتهم بالهجوم بالاستمرار في تنفيذ المباراة، واتخاذ القرارات بناءً على قاعدة البيانات التي تتوافر من جبهة القتال، وعندما ازداد الموقف صعوبة تلقى قائد الفرقة المدرعة (احتياطي الجيش) المشترك في المباراة أوامره من هيئة إدارة المباراة، وبدلاً من إصدار أوامره في المباراة أصدر أوامر فعلية لفرقته التي كانت منذرة بالتحرك للقيام بالضربة المضادة.

نظراً لما تميزت به المباريات الحربية من استخدام موسع في الجيش الألماني قبل الحرب العالمية الثانية وأثناءها، واقتناع الضباط الألمان بفائدة استخدام المباريات الحربية أسلوباً مناسباً لتدريب القادة وهيئة الأركان، استمر إتباع هذا الأسلوب حالياً في كليات الحرب الألمانية، إلا أن إدارتها تتم على أساس تاريخي لتحليل المعارك السابقة، ودراستها والخروج منها بالدروس المستفادة لتطوير التكتيكات والعقائد القتالية، كما يتم تنفيذ المباريات الحربية التخصيصية لتدريب الضباط المتخصصين إلا أنه يتم على المستويات العليا فقط.

2. تحضير المباريات الحربية وإدارتها في الجيش الفرنسي

قام قسم بحوث العمليات في الجيش الفرنسي بالتعاون مع كلية الأركان الفرنسية بدراسة طرق تحقيق الواقعية في التدريب وتحليلها وتقييم نتائجها منذ عام 1974م وتوصل إلى إنتاج النظام MARS[6] للمحاكاة عام 1982م وأخذت أشكاله وأنماطه في التطور الذي تواكب مع تطور الحواسب، ويُعد هذا النظام حالياً من أهم نظم التحكيم والإدارة باستخدام الحواسب الإلكترونية لمشروعات القادة، وهيئة الأركان، على مستوى الفرقة، وتم إنتاجه وتطويره دون الاستعانة بخبرات خارجية، وصَمِّم هذا النظام أساساً لإدارة المباريات الحربية في كلية الأركان الفرنسية بهدف تحقيق الواقعية، وتوفير أسلوب متميز لتقييم نتائج الاشتباكات الداخلية، وتم تطوير هذا النظام ليمكن استخدامه في التشكيلات المقاتلة حتى مستوى الفرقة المدرعة الفرنسية أثناء إجراء مشروعات تدريب القادة وهيئة الأركان الخارجية، ولذلك يمتاز هذا النظام بإمكانية استخدامه في المباريات الحربية الداخلية والخارجية.

تم تصميم النظام MARS وبنائه باستخدام الحواسب الآلية المتوافرة ومستوى التقدم في بحوث العمليات، إذ يتكون الفريق الواحد من فرق النظام MARS العاملة في الجيش الفرنسي من ضابط ذي خبرة في العمل على الحواسب، إضافة إلى أربعة مساعدين له، وتتكون معدات النظام من خمسة عشر حاسباً آلياً محمولاً، كما يتم توفير ثلاث عربات مجنزرة لتثبيت المعدات والانتقال بها، وتبلغ إجمالي تكلفة النظام حوالي 22,000 دولار أمريكي بأسعار 1990م، ويخصص لكل فرقة من فرق الجيش الفرنسي أثناء تدريب القيادة وهيئة الأركان مجموعتين من فرق تدريب النظام MARS.

تم تصميم النظام للمعاونة في تحقيق الواقعية، وإيجاد أسلوب دقيق؛ لتقييم نتائج الاشتباك في المباريات الحربية التي يتم إجراؤها بواسطة هيئة قيادة الفرق واللواءات/الأفواج؛ إلا أن هذا النظام لا يصلح لتقييم الخطط، والنظام يعمل مطابقاً للوقت الفعلي للعمليات، ولذلك تتضح أهمية اتخاذ القادة وهيئة الأركان للقرارات، وإصدار أوامرهم في التوقيت المناسب، ويوفر هذا النظام إمكانات تقييم نتائج الاشتباكات للأسلحة المشتركة وأعمال المناورة والاستطلاع والتجهيز الهندسي والأعمال الإدارية، والكيميائية والشئون الفنية وأعمال قتال المدفعية.
fig09.jpg


ويعيب النظام MARS أن برامج التدريب الإداري والحرب الكيميائية برامج غير حديثة، أدخلت عام 1990م، وكذا عدم وجود برامج للحرب النووية، والمبادئ التي بني عليها أسلوب تقييم نتائج الاشتباكات للأسلحة المشتركة هي الحركة، وقدرة القوات على الملاحظة، واكتشاف تقدم القوات المعادية، والمرمى المؤثر للأسلحة المختلفة.

يتم تحليل البيانات المدخلة للنظام مارس وتقييمها من خلال الحاسب الرئيسي كل فترة زمنية 10-15 دقيقة، وتعاد المخرجات للأجناب كل 20ـ 25 دقيقة، وتتضمن نتائج الاشتباكات والخسائر والمواقع / المناطق التي وصلت إليها القوات المتضادة.
fig10.jpg


وبصفة عامة يتوقف حساب الخسائر لكلا الجانبين على طبيعة الأرض، والمهمة، ووقت الاشتباك، والمعاونات المقدمة من المدفعية والقوات الجوية المتوافرة لمعاونة القوات.

وبصفة عامة لا توجد الحواسب مع القيادات تحت التدريب، بل توجد في مناطق الهيئة المشرفة على المباراة، ويتم إرسال المعلومات من خلال المواصلات المتوافرة لدى الوحدات الفرعية الصغرى تحت التدريب، أو في شكل أوامر قتال من المستويات الأعلى.

يستخدم النظام MARS خلال تدريب القادة والضباط في كلية الأركان الفرنسية في ثلاث مراحل متتالية كالآتي:

أ. المرحلة الأولى

خلال تنفيذ مشروع VISNE، ويركز على أسلوب استخدام المعاونات النيرانية ويتم داخلياً في الكلية.

ب. المرحلة الثانية

خلال المشروع AISNE، ويركز على التحركات التكتيكية للقوات.

ج. المرحلة الثالثة

تكون في صورة مباراة حربية ذات جانبين LAON، تنفذها الفرقة المدرعة المدعمة الفرنسية في الدفاع التعطيلي، ويتم تنفيذ هذه المباراة خارجياً بالتعاون بين الكلية وبعض وحدات القوات الفرنسية، ويكون الغرض الأساسي من المباراة هو التدريب على تحضير معركة الأسلحة المشتركة الحديثة، وتنظيمها، وإدارتها، ويستغرق تنفيذ هذه المباراة ثلاثة أيام متتالية.

 
رد: المباريات الحربيه


المبحث الثالث

تنظيم المباريات الحربية والمباريات السياسية/العسكرية وإدارتها وتقييمها

وضحت أهمية المباريات كواحدة من أساليب تدريب القادة وهيئات الأركان، وأيضاً، لتدريب أجهزة الدولة المختلفة، نظراً لما تحققه في الجمع بين الواقعية في التدريب وتأكيد سلامة الخطط والقدرة علي تنفيذها، ولقد زادت هذه الأهمية بعد دخول الحواسب الآلية التي واكبت تطوراً في أساليب القتال، وتطوراً في نظم التسليح، ولكي تحقق المباريات الحربية والسياسية أهدافها يلزم الاهتمام بالتحضير، والإعداد الدقيق لتنفيذها. وتمر عملية التحضير للمباريات بعدة مراحل مختلفة، وتبدأ عملية التحضير والإعداد بتوفير المعلومات عن إمكانات كل طرف يشترك في المباراة، وقدراته، حتى يمكن تحديد خطة التنفيذ وإدارة المباراة، ويلاحظ أنه يوجد اختلاف كبير في الهيكل التنظيمي المسئول عن التنظيم والإدارة بين مباراة وأخرى، طبقاً لعدة عوامل تشكل في حد ذاتها البيئة التي ستدور بداخلها المباراة، والتي تتمثل في الهدف منها والغرض، والمستويات المشتركة فيها، وكذلك الموضوعات المطلوب التدريب عليها أو اختبارها.

ومما لا شك فيه أن دقة التخطيط والتعمق في دراسة العوامل المؤثرة في البيئة التي ستدور خلالها المباراة يساعد أجهزة التخطيط وإدارة المباراة علي إبراز الدروس التدريبية المحددة لكل جانب من الأجناب المتضادة علي ضوء المسائل التي يتم بحثها أو اختيارها في المباراة السياسية/العسكرية أو المباراة الحربية، وعلى الرغم من تعدد طرق تقييم نتائج المباريات وتحليلها في الدول المختلفة إلا أنها تؤدي إلى حقائق ثابتة، من حيث تأكيد مدي فاعلية خطط العمليات، أو مدى كفاءة القادة، وهيئات الأركان، وكذلك قياس مدي فاعلية التنظيمات القتالية، والأسلحة المتوافرة، وصولاً إلى تحديد متطلبات التطوير لأساليب القتال والأسلحة والعقائد القتالية، إذا تطلب الموقف ذلك.

أولاً: تنظيم المباريات الحربية على المستويات المختلفة وإدارتها وتقييمها

يتوقف نجاح المباريات الحربية في تحقيق أهدافها بناءً على التخطيط الدقيق الذي يحدد الغرض والهدف منها، ومهام المشتركين، ويُعد تحديد الهدف من المباراة إحدى المراحل الأساسية للتخطيط، التي تقوم بها هيئة الأركان المسئولة عن تنظيم المباراة وإدارتها، والتي تكوّن من مجموعة تعمل في توافق وتنسيق تامين للسيطرة على جميع الأنشطة القتالية، ونظراً لتعدد مهام هيئة أركان المباراة الحربية روعي في تنظيمها أن تضم مجموعات فرعية، بهدف السيطرة على أعمال قتال القوات المتضادة، وجماعة لتقييم نتائج الاشتباك، وجماعة للعمل على الحواسب، وجماعة لتحديد أوضاع القوات على الخرائط والمجسمات، وجماعة لتحليل أعمال القتال، ومن التنظيم السابق يتضح أهمية تدريب هذه المجموعات على مهامها بصفة دورية حتى تكتسب الخبرات اللازمة في إدارة المباريات، وفي الجيوش الأجنبية تم تشكيل مراكز ثابتة لتنفيذ المباريات الحربية على المستويات كافة.

1. تدريب هيئة إدارة المباريات

ولتحقيق النجاح المطلوب من هيئة الأركان وهيئة إدارة المباريات يتم تدريبهم على أسلوب التنفيذ والإدارة والتقييم من خلال دراسات متعددة تشمل الآتي:

أ. تنظيمات وإمكانات العدو المحتمل وأساليب قتاله.

ب. دراسة مسارح العمليات المختلفة، وطبيعة الأرض التي سيتم عليها تنفيذ المباريات الحربية.

ج. دراسة المعارك المحلية والتاريخية التي تمت على مسرح العمليات المنتظر، والخروج بالنتائج والدروس المستفادة.

د. التدريب على أساليب العمل في مراكز القيادة واستخدام الحواسب.

هـ. دراسة وتحليل قواعد ومبادئ استخدام القوات المقاتلة والمعاونة والعناصر الفنية خلال مراحل القتال المختلفة.

و. يجب أن يتم تدريب هيئة إدارة المباراة على قواعد تقييم نتائج الاشتباك.

ز. يجب أن يتم إتقان الأساليب الرياضية في تصميم النماذج وأساليب بناء قواعد البيانات لكل أنواع الاشتباك المختلفة.

ح. يستلزم وجود مهارة في استخدام الحواسب أو استخدام الجداول في تقييم الاشتباك.

يُعد من أهم خطوات الإعداد للمباراة الحربية تجهيز أماكن تنفيذ المباراة سواء كانت داخلياً أو خارجياً من حيث أماكن العمل اللازمة، ووسائل المواصلات، ووسائل نقل الصور، وأماكن للحواسب، وأماكن لتجميع المعلومات وتوزيعها، وأماكن لعمل هيئة إدارة المباراة، ولكي تحقق المباريات الحربية الواقعية يجب أن توفر الأماكن المحددة لتنفيذ المباراة السرية في أعمال الجانبين، وإخفاء العناصر الأساسية خلال إدارة المباراة والمتمثلة في التحركات – الاشتباكات بالنيران - والإمداد بالمعلومات.

2. تقييم العناصر الأساسية للمباراة الحربية

أ. تقييم عملية تحركات القوات: وهو أسلوب تقييم انتقال قوة من مكان إلى آخر، ويتأثر هذا التحرك بالمسافة والزمن، إضافة إلى طبيعة الأرض والطقس، وكفاءة القوة المتحركة، والأعمال المضادة المعادية لهذا التحرك، ويتم تقييم هذا التحرك إما يدوياً أو بالحواسب، إذ يتم إدخال جميع العوامل المؤثرة على تنفيذ التحرك وعلى المهمة إلى الحواسب، وتكون نتائج التحرك إما بنجاح الوحدة في التنفيذ أو عدم تمكنها، وقد تكون هناك خسائر في هذا التحرك ناتجة من تدخل العدو أثناء تحركها.

ب. تقييم عملية الاشتباك بين الجانبين: وهو أسلوب تقييم اشتباك لوحدة مقاتلة ذات حجم معين، وتسليح محدد، قامت بفتح نيرانها على قوة أخرى معادية لها حجم وتسليح محدد، بهدف إحداث خسائر بشرية ومادية والاستيلاء على مواقعها، وتكون نتائج الاشتباك إما نجاح القوة المهاجمة في تحقيق أهدافها خلال فترة زمنية محددة تم فيها الاشتباك، وحققت معدل تقدم مناسب أجبر القوات المدافعة على الارتداد، أو تكون نتيجة الاشتباك فشل القوة المهاجمة في تحقيق التقدم المطلوب، وتوقف هجومها، واضطرت للارتداد للخلف، كما تكون نتيجة هذا الاشتباك خسائر في كلا الجانبين، ولابد أن تتناسب طردياً مع نسبة التفوق النيراني التي تتوافر لأحد الجانبين.

وتتوقف نتيجة الاشتباك على عدة اعتبارات تتمثل في الآتي:


(1) نسبة التفوق بين الجانبين.

(2) نوع الأسلحة في كل جانب.

(3) طبيعة الأرض والطقس، وتجهيز الدفاعات على قدرة استخدام الأسلحة.

ويوجد العديد من الاشتباكات التي يلزم تقييمها وإيجاد نتائج لها، وتتمثل في:

(أ) نيران الرمي غير المباشر: (مدفعية ـ صواريخ باليستية).

(ب) الاشتباكات الجوية: (تشمل الاشتباكات التي تستخدم مع الأهداف الأرضية)

(ج) اشتباكات الدفاع الجوي: (بهدف صد القوة الجوية المعادية وتدميرها).

(د) اشتباكات بحرية: وهي الناتجة من قطع بحرية مخصصة للإبرار البحري، أو من قطع بحرية مخصصة لمعارك القوات البرية التي تعمل بمحاذاة الساحل.

(هـ) اشتباكات الحرب الكيميائية: وهي الاشتباكات الناتجة من استخدام جميع وسائل استخدام أسلحة التدمير الشامل، سواء كانت قوات جوية، أو صواريخ باليستية أو مدفعية.

ج. تقييم أعمال الحرب الإلكترونية: وتشمل تقييم نتائج المهام المخصصة لوحدات الحرب الإلكترونية من حيث تمكنها من إعاقة الوسائل الإلكترونية المضادة، أو حرمان العدو من عناصر الحرب الإلكترونية الإيجابية.

د. تقييم المعاونة الإدارية والفنية: وتشمل تقييم المهام المكلفة بها العناصر الإدارية بهدف استكمال الاحتياجات الإدارية من ذخائر ـ وقود واستعواضها...، كذلك عمليات الإصلاح، وأيضاً، عمليات علاج المصابين، وسد الخسائر من خلال الإمداد بالأفراد.

3. أسلوب تنفيذ عملية جمع المعلومات واستطلاع القوات للجانبين

يتوقف نجاح عملية جمع المعلومات من الأجناب المتضادة من مصادر المعلومات المتيسرة والمحددة ضمن إمكاناتها، سواء كان ذلك من خلال عناصر الاستخبارات، أو عمليات الاستطلاع، وعناصرها المختلفة على جميع المستويات، وكذلك التخطيط الجيد والدقيق لاستغلال عناصر الاستطلاع الإلكتروني، واللاسلكي والراداري، والاستطلاع الجوي باستخدام الطائرات، وتتوقف دقة المعلومات المتحصل عليها على مدى دقة التخطيط والكفاءة في استخدام عناصر الاستطلاع بما يتفق وإمكانات الجانب المعادي، وأسلوبه لمواجهة عناصر الاستطلاع، وبخاصة عند استخدامه لوسائل الإخفاء، أو الإعاقة لإخفاء أعماله ونواياه.

4. أسلوب تحقيق الواقعية أثناء مرحلة إدارة المباراة

من مميزات المباريات الحربية واقعية التدريب الناتج عن اقترابها من الظروف الطبيعية التي تواجهها القيادات وهيئات الأركان، من خلال تمثيل حقيقي لصراع الفكر والعقول بين الأجناب المتضادة، والذي يحاول من خلاله كل طرف من أطراف الصراع تحقيق الغلبة والنصر وهزيمة الخصم، ولتحقيق الواقعية في التدريب يمكن إتباع عدة أساليب تتمثل في الآتي:

أ. استخدام أساليب الحرب النفسية والمعنوية، إذ وضح دور الحرب النفسية ونتيجتها في حرب الخليج الثانية، وتأثيرها على القيادات والجنود .

ب. السماح باستغلال جميع الوسائل للحصول على المعلومات، سواء كانت حقيقية أو مضللة. ويمكن تنفيذ ذلك بواسطة هيئة أركان المباراة بإرسالها معلومات صحيحة أو مضللة إلى هيئات الأركان المنفذة، لتوضيح أسلوب التعامل مع المعلومات المتحصل عليها كافة.

ج. كذلك يمكن إتباع عدة أساليب لتحقيق الواقعية الممثلة في أصوات القصف الجوي، واشتباكات المدفعية وإجبار القيادات على ارتداء مهمات الوقاية، وإدارة المباراة دون راحة للقيادات.

5. الأساليب الحديثة لتقييم أعمال القتال في المباريات الحربية

مع التقدم في نظم الحواسب اتجه المتخصصون في مجال بحوث العمليات العسكرية إلى تطوير أساليب تنفيذ المباريات الحربية وتقييمها، من خلال إعداد النماذج الرياضية ونماذج المحاكاة، والتي تشمل الكثير من المتغيرات والعوامل الناتجة عن الظروف المحيطة بالمعركة أو العملية، وتم إعداد النماذج لأنواع مختلفة من صور القتال، وكذلك لمعارك الأسلحة المختلفة سواء كانت أسلحة برية أو جوية أو بحرية، وتدرجت في المستويات التي بدأت من القطعة الواحدة أو السلاح الواحد، وحتى مستوى تشكيلات تعبوية وإستراتيجية متحاربة في مسرح العمليات، وقد نجح العديد من نماذج الإدارة والتقييم، وأظهرت النتائج المستخرجة منها توافقاً مع البيانات التاريخية والميدانية، وأدى ذلك إلى أن أصبح استخدام النماذج مواكباً لتطور الأسلحة الحديثة، أو لتطور خطط القتال لمواجهة المواقف المتعددة المختلفة.

نظراً لأن معارك القوات البرية هي المعركة الأساسية في أي صراع مسلح، لذا يتم تمثيل هذه المعركة بعدة نماذج يكون الأساس فيها الاشتباكات الأرضية مع الوضع في الاعتبار الأعمال المؤثرة الأخرى، كما يمكن تقسيم الاشتباكات الأرضية إلى قسمين مختلفين؛ يشمل الأول أسلحة الرمي المباشر، ويشمل الآخر أسلحة الرمي غير المباشر. ويُعد تقييم أعمال القتال هو المخرج النهائي لجميع الأعمال التي نفذتها القيادات المختلفة وهيئة الأركان، والتي تمثل عملية تحويل أوامر وتعليمات المتبارين إلى أنشطة فعلية في أرض المعركة، التي تتأثر بعدة عوامل هي:

أ. الإمكانات القتالية للأسلحة والمعدات التي يستخدمها كل جانب.

ب. الأعمال المضادة التي يقوم بها الجانب المضاد.

ج. تأثير الأرض وحالة الجو ومدى الرؤية والظروف الأخرى المحيطة.

ويتم تقييم أعمال القتال بأحد الأساليب التالية:

أ. الأسلوب المحدد: يتم باستخدام مجموعة من القواعد المكتسبة من خبرة القتال، أو الجداول المتوافرة من الخبرات والتجارب العملية والعلمية، أو باستخدام الحل الرياضي للمعادلات المتعددة. ويتميز هذا الأسلوب بالتوصل إلى نتائج ثابتة عند تقييم نتائج أي معركة تتم وفق إطار محدد.

ب. الأسلوب الاحتمالي: ويتم فيه إتباع الطرق الميسرة باستخدام طرق التقييم العشوائية مثل النرد ـ الكروت وبحل المعادلات الرياضية التحليلية أو باستخدام التوزيعات الاحتمالية والأرقام العشوائية في أسلوب المحاكاة، إلا أن هذا الأسلوب لا يصل إلى نتائج ثابتة؛ بل تتراوح بين قيمة صغرى وقيمة كبرى، ولذلك هي أكثر مرونة وتعبيراً عن واقع العمليات.

وتكون نتائج أعمال القتال التي تم التوصل إليها معبرة عن الآتي:

أ. تحديد معدلات الحركة والمناورة للقوات، ويتوقف ذلك على إمكاناتها، وتأثير الأرض على تحركها، وحالة الجو، وأعمال العدو المضادة أثناء تحركها.

ب. تحديد نسب الخسائر التي يفترض حدوثها من الأطراف المتضادة الناتجة عن استخدام وسائل النيران المختلفة لكل منها.

ج. تحديد مدى نجاح أي من الطرفين المتصارعين أو فشله، والذي يتضح نتيجة كسب للأرض، أو فقد للمواقع والمعدات خلال فترة زمنية معينة.

د. تحديد حجم المعلومات الناتجة من أعمال قتال، وأوضاع الجانبين، ونوعها وإبلاغها إلى الأجناب المتضادة طبقاً لإمكانات المراقبة المتاحة وأساليب التخطيط لعناصر الاستطلاع.

في إطار الأسلوبين السابقين، لتقييم نتائج أعمال القتال يوجد عدة طرق للتقييم، إلا أن هذه الطرق على الرغم من اختلافها تؤدي إلى نتائج واحدة لا اختلاف فيها، وتتمثل هذه الأساليب في الآتي:

(1) الطرق الرياضية

يُعد الحل الرياضي هو الأسلوب الرئيس لتقييم أعمال قتال القوات، والذي يبنى أساساً على تحديد جميع المتغيرات المؤثرة على الموقف، ويتم ذلك من خلال عدة وسائل تتمثل في الآتي:

(أ) الملاحظة وتدوين تأثير هذه العوامل على النتائج وإيجاد معاملات تدون في جداول خاصة.

(ب) التسجيل الإحصائي لنتائج الحرب السابقة.

(ج) إيجاد العلاقة بين العوامل/المتغيرات عن طريق المعادلات الرياضية.

(د) استخدام أسلوب المحاكاة في تحديد تأثير أحد هذه العوامل على الناتج مع تبين العوامل الأخرى.

ويعتبر الأسلوب الرياضي من أدق أساليب تقييم نتائج القتال، إلا أنه يصعب تنفيذه أسلوباً وحيداً للوصول إلى هذه النتائج؛ لصعوبة إيجاد قيم موثوق بها لجميع العوامل المنفذة والمؤثرة في دراسة نتيجة الاشتباك وتحليلها.

(2) أسلوب المحاكاة

المحاكاة هي تقليد لبيئة معينة من خلال تصور للأنشطة والإجراءات التي تتم في الواقع من فرض العوامل المتغيرة المؤثرة على سير هذه الأحداث، وبما يتوافق مع مثيلتها على الطبيعة، وذلك للوصول إلى أكثر النتائج التي يتوقع حدوثها بطريقة واقعية، وبدون خسائر مادية، من خلال استخدام الأجهزة والوسائل والمعدات، وتقوم المحاكاة بتقديم الحلول للمشكلات التي يصعب حلها رياضياً لكثرة المتغيرات، أو لعدم وجود بيانات وقيم دقيقة، أو لصعوبة قياس هذه المتغيرات على الطبيعة، ويستخدم أسلوب المحاكاة وسيلة لحل مشكلة فرعية، مثل إيجاد قيمة لأحد العوامل المتغيرة، التي يصعب تقديرها، كما يستخدم أسلوب المحاكاة مباشرة في تصوير نظام متكامل مثل المباريات الحربية بجميع أبعادها يتوافق مع شكل المعركة الحقيقية وطبيعتها، وأياً كان الأسلوب المستخدم في تقييم نتيجة أعمال القتال وتحليلها فإنه يتطلب العمل في نموذج بهدف تسجيل مجموعة الإجراءات أو الخطوات أو الأحداث السياسية التي تتبع من وقت استقبال المدخلات الخاصة بكل موضوع يتم تقييمه حتى الوصول إلى المخرج النهائي/ النتيجة لهذا الموضوع، ويستخدم في النموذج الأساليب الرياضية أو أسلوب المحاكاة في تقييم العوامل المؤثرة على أعمال القتال أو الاشتباك، ويتم إجراء هذه الخطوات في النموذج إما يدوياً في حالة توافر الوقت، وبساطة نوع الاشتباك، أو باستخدام الحواسب الآلية؛ والتي تساعد على سرعة الوصول إلى النتائج.

وأياً كان الأسلوب المستخدم في إيجاد قيم للعوامل المتغيرة سواء الحل الرياضي أو المحاكاة أو المزج بينهما، فإن الطرق التي تتبع في الأسلوبين تتمثل في:

طريقة التقييم الكمي لتحليل بيانات المعارك السابقة.
طريقة استخدام معادلات لانكستر المعدلة.
إتباع قواعد تقييم المباراة الحربية اليدوية.
ولكل من هذه الطرق خصائصه، ومدى اعتماده على الأسلوب الرياضي، أو أسلوب المحاكاة، وقد تستخدم كل طريقة على حدة في إيجاد نتيجة الاشتباك؛ إلا أنه في كثير من الأحيان يتم استخدام مزيج من هذه الطرق للتقييم والوصول إلى نتيجة الاشتباك، ويتم استخدام الوسائل اليدوية في حالة توافر الوقت، وعدم تعدد المتغيرات المؤثرة على نتيجة الاشتباك، ونظراً للتطور الهائل في إنتاج الحواسب فقد أصبحت حالياً هي الوسيلة الرئيسة لإيجاد نتائج جميع أنواع الاشتباكات خلال فترة زمنية محددة .

(1) طريقة التقييم الكمي

(أ) يتم حساب معادلات التدمير للأسلحة المختلفة في قوات كل جانب في مسرح العمليات من خلال استخدام معاملات التدمير المحتملة الآتية:

· معامل تدمير الأسلحة الثابتة

معامل التدمير المحتمل = معدل النيران × عدد الأهداف المحتمل قصفها في المرة الواحدة × نسبة التدمير× درجة الدقة للسلاح × معامل نسبة التأخير الناتج عن تأثير العوامل المحيطة على استخدام السلاح.

· معامل تدمير الأسلحة ذاتية الحركة

تضاف مجموعة المعاملات الخاصة بكفاءة الحركة وتأثيرها على استخدام السلاح، وهي:

معامل التدمير المحتمل للمعدة ذاتية الحركة = مجموعة معاملات التدمير للأسلحة الموجودة بالمركبة × معامل خفة الحركة× معامل مدى العمل × معامل تقليل التعرض× معامل إعادة تعمير السلاح × كفاءة السيطرة على النيران × معامل الإمداد بالذخيرة.

(ب) يتم تحديد العوامل المتغيرة التي تؤثر في المعركة، وتنقسم إلى:

· الظروف المحيطة

وهي تؤثر على فاعلية الأسلحة مثل أرض المعركة – الطقس ـ مدى الرؤية ـ السيطرة الجوية.

· موقف العمليات

وهي تؤثر على استخدامات القوات والأسلحة لكل جانب وتنقسم إلى عوامل ملموسة يسهل وضع معاملات لها، وعوامل غير ملموسة يصعب تقديرها، ويتمثل ذلك في الآتي:

· العوامل المحسوسة

وتشمل تأثير الأرض ـ الطقس ـ التفوق الجوي – شكل المعركة هجومي/ دفاعي – الفصل من السنة ـ القدرة على الحركة ـ مدى التعرض ـ عامل المفاجأة.

· العوامل غير المحسوسة

تأثير العوامل المختلفة مثل مهارة القادة ـ التدريب ـ الروح المعنوية.

(ج) يتم تغيير معاملات التدمير للأسلحة المختلفة في قوات كل جانب بإدخال معاملات تأثير الظروف المحيطة على معاملات التدمير للأسلحة، ثم حساب القوة التدميرية المحتملة الإجمالية للقوات المتضادة، ويتوقف ذلك علي الخبرة العملية.

(د) حساب القدرة القتالية النسبية لتحديد الجانب المنتصر نظرياً وفقاً لنسبة التفوق.

(هـ) حساب النتائج الفعلية للمعركة.

(و) المقارنة بين النتائج النظرية التي تم التوصل إليها والنتائج الفعلية التي تحققت.

(ز) إذا كان هناك اختلاف ملموس في النتائج يتم مراجعة المعاملات المختلفة وتعديلها وإعادة التحليل والحسابات حتى الوصول إلى نتائج متقاربة.

(2) طريقة معادلات لانكستر المعدلة

كانت دراسة لانكستر التي أجراها في غضون الحرب العالمية الأولى تهدف إلى تحليل صورة الحروب في الماضي، خلال تلك الفترة، من أجل تصويرها في معادلات رياضية، وكان هدف هذه الدراسة هو التوصل إلى علاقة بين عدد أفراد القوات المتحاربة ونسبة الكفاءة؛ لإمكان استنتاج الخسائر المتوقعة أثناء سير المعارك وبعدها، وقد أظهرت الدراسة أثر نوع السلاح على تلك العلاقة، وتعذر تطبيق قانون واحد فقط في ظروف استخدام أسلحة مختلفة. وقد وضع لانكستر نتيجة لدراسة قانونين أحدهما القانون الخطي، عندما كان السلاح لا يزيد على البلطة والسيف، والقانون الآخر هو التربيعي عندما ظهرت الأسلحة النارية، وقد أبرزت دراسة هذه القوانين أهمية استخدام مبدأ الحشد، وهو تركيز عدد كبير من القوات في مواجهة قوة معادية معينة على أساس العلاقة المستنتجة، وكونها خطية أو تربيعية، وقد تناول كثير من العلماء معادلات لانكستر بالتعديل لإبراز الآتي:

(أ) العلاقة بين حجم الخسائر، وحجم القوات التي حدثت بها الخسائر، وخصائص أسلحة الجانب الآخر.

(ب) العلاقة بين حجم الخسائر ودرجة التعرض.

(ج) العلاقة بين حجم الخسائر في الجانب ودرجة تفوق الجانب المضاد.

(د) إدخال الأسلوب الاحتمالي على معادلات لانكستر، والذي يهدف إلى تحديد نهاية صغرى ونهاية كبرى لاحتمالات النصر.

(هـ) تطبيق معادلات لانكستر على القدرات غير المتجانسة.

(د) تطبيق معادلات القتل الثابتة في معادلات لانكستر لإبراز التغير في كفاءة السلاح أثناء المعركة .

(و) تعديل معدلات لانكستر الأصلية لمقابلة ديناميكية المعركة.

(3) الأسلوب اليدوي لتقييم المباريات الحربية

هو أسلوب عملي وواقعي يتميز بالبساطة، ويحقق الاقتصاد في التكاليف، وعلى الرغم من بساطة هذا الأسلوب إلا أن له بعض الجوانب السلبية، والتي تتمثل في الآتي:

(أ) يستغرق وقتاً طويلاً لإجرائه.

(ب) يتطلب إشراك عدد كبير من القيادات كمحكمين.

(ج) صعوبة الحصول على تحليل إحصائي كامل.

(د) صعوبة الوصول إلى الحل الأمثل للموقف المطلوب تحليله/ دراسته.

(هـ) الاعتماد في نتائجه على مستوى المحكمين وكفاءتهم.

6. نماذج التقييم وبرامج المحاكاة

يتم تصميم نموذج برنامج التقييم لتحدد الخطوات التي سيتم تنفيذها، إذ يتم تدوين أوامر الاشتباك الصادرة من المتبارين ـ مدخلات النموذج ـ ثم يتم إجراء خطوات الحل الرياضي لتحديد تأثير الأوامر المدخلة على النموذج وعلى البيانات الثابتة، والمخزنة بالحواسب، وبذلك يتم التوصل إلى النتائج النهائية، والذي يمثل نتيجة الاشتباك، ولهذا فإن إمكانات النموذج يجب أن تشمل عـدة بيانات تتمثل في:

أ. بيانات ثابتة

وتشمل بيانات عن قدرات وإمكانات الأسلحة والمعدات الموجودة لدى القوات المتصارعة والمنظمة طبقاً لتشكيل المعركة، بالإضافة إلى البيانات الثابتة عن الظروف البيئية المحيطة مثل تأثير طبيعة الأرض ـ الطقس ـ المفاجآت ـ الهجوم على دفاعات مجهزة وعاجلة، وعند استخدام الحواسب الآلية لإجراء عملية التقييم يتم تخزين هذه المعاملات في قاعدة البيانات، أما عند الإدارة يدوياً فيتم وضعها في صورة جداول.

ب. بيانات متغيرة

وتتضمن الاختيارات/القرارات التي يتخذها القائد وهيئة القيادة في تنفيذ مهمة محددة، وتشمل حجم القوة ـ اتجـاه حركتها ـ منقطة الهجوم/الدفاع ـ توقيت الهجوم/الدفاع.

يجب أن تكون مكونات نموذج التقييم والبرامج متضمنة الآتي:

· تشغيل البيانات عن الموقف أو المعركة.

· محاكاة الأعمال القتالية

تنقسم عملية تشغيل البيانات إلى خمس عمليات مرتبطة ببعضها كالآتي:

· حفظ البيانات الثابتة – البيانات المدخلة.

· استقبال أوامر المتبارين – الأوامر المدخلة.

· تحويل الأوامر إلى نتائج،وذلك بمحاكاة الأنشطة العسكرية العملياتية.

· استقبال النتائج وتسجيلها.

· تحليل النتائج.

وبصفة عامة فإن عملية تشغيل البيانات يتم فيها تجميع النتائج التفصيلية والتحليل الإحصائي لكل من البيانات المدخلة والنتائج.أما عن عملية محاكاة الأعمال القتالية فتتم بغرض محاكاة الأنشطة العسكرية المختلفة التي تتم على أرض المعركة وفق ظروف محيطة معينة في صورة نماذج مختلفة تهدف إلى الإمداد بالمعلومات، وتحديد ناتج الأنشطة القتالية لعناصر القتال، ووسائل الاستطلاع المختلفة.

ولتقييم فاعلية القوة كدالة للمتغيرات المؤثرة على أنظمة الأسلحة الرئيسة المختلفة، يجب أن يشمل النموذج جميع أوجه المعركة من محاكاة الصور النيرانية المختلفة سواء كانت للرمي المباشر أو الرمي غير المباشر أو أي أسلحة أخرى، وأيضاً، للمعاونة الجوية.








 
رد: المباريات الحربيه

يا راجل كل ده موضوع !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أنا نسيت هو عن ايه!!!!!!!!
و بعدين هياخد وقت طويل عشان نذاكره ههههههههههههههه
مشكور عليه و على تعبك هل نسخته من مصدر معين أم كتبته بمجهودك؟
 
رد: المباريات الحربيه

يا راجل كل ده موضوع !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أنا نسيت هو عن ايه!!!!!!!!
و بعدين هياخد وقت طويل عشان نذاكره ههههههههههههههه
مشكور عليه و على تعبك هل نسخته من مصدر معين أم كتبته بمجهودك؟

يااااااا هلا .
الموضوع موجود في اي وقت ممكن تقرأه وبالمناسبه هذا موضوع مهم وجميل حقيقه .
بالنسبه للمصادر فهي كالتالي :
المصادر والمراجع

أولاً: المراجع العربية

1. أحمد فؤاد رسلان، "نظرية الصراع الدولي"، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1986م.

2. السيد أمين شلبي، "الوفاق الأمريكي السوفييتي 1963 – 1976م"، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1981م.

3. السيد عليوة، "إدارة الصراعات الدوليــة، دراســة في سياسات التعاون الدولي"، الهيئــة المصرية العامة للكتاب، 1988م.

4. محمد أسعد عبد الوهاب النيداني، "مقدمة في بحوث العمليات"، مكتبة ومطبعة الإشعاع الفنية، الإسكندرية، ط 3، 1998م.

5. محمد سليمان هدى، "بحوث العمليات واتخاذ القرارات في مجال النقل البحري"، الهيئة المصرية العامة للكتاب،ط 1، 1981م.

6. مصطفى طلاس وآخرون، "الاستراتيجية السياسية العسكرية"، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق، ج 1 و2، 1991م.

7. ممدوح أنيس فتحي، "إيران قوة مضافة أم مصدر تهديد للأمن العربي"، السياسة الدولية، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، القاهرة، العدد 130، الصادر في أكتوبر 1993م.

ثانياً: المراجع المترجمة

1. أنتوني هـ كوردسمان، و. إبراهام ر. واجنر، "دروس الحرب الحديثة، حرب الخليج"، ترجمة محمد عبدالحليم أبو غزالة، روز اليوسف الجديدة، القاهرة، ج 4، 1997م.

2. مارتن فان كريفلد، "حرب المستقبل"، ترجمة السيد عطا، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1995م.

3. نورمان شوارتزكوف، "مذكرات شوارتزكوف في الخليج"، ترجمة حسام الدين كساب، مكتبة مدبولي، القاهرة، ط 1، 1993م.

ثالثاً: المراجع الأجنبية

1. Dunn Kembf, “Battle Guide To Simulation”, U.S. ARMY, 1982.

2. “First Battle”, Blue Book, U.S. ARMY, 1989, F. 313-15.

3. Fundamentals of War Games. U.S. Naval College 1990.

4. http//:www.undp.org/fjmirr/Ors/ap/AP-Iran-Nimitz.htmi,/O/14/00, Iran Planning Naval War Games.

5. Players Guide, U.S.A. Army War College Carusle Barracks, PA/70/3-1985

6. Systems Analysis and Policy Planing, E.S. Quade and W.I. Boucher U.S. Army , 988.

7. The Model Darbitrage Par Simulation, Mars Dimpirs Simulation System Report from the U.S. Liaison office in the French Army Staff College to the U.S. Army Training and Doctrine Command, 1989.

8. War Game Historical Evaluation and Research Organization, A division of T.N. Dupuy Associated Dunuloring Virginia, 1980.

9. “The complete Book of War Games”, The Editors of Consumer Guide With John Freeman, 1989.

10. War Game Techniques, Command and Staff College Queita, 1981, Staff Course.

11. War Game, Defense Service Staff College Wellington, INDI. 1, 1974.

12. War Games Support System for Combined Arms Operations, Strategic Planning Systems I.N.C. U.S.A 1988.

انا كتبته بيدي من موقع القياده والسيطره فهذا الموقع لا يمكن نسخ ما يوجد بداخله فاجبرت على كتابته باليد .
المهم الفائده وتحياتي
 
رد: المباريات الحربيه

الله يعطيك العافية اخي الكريم على الجهد المبذول للموضوع و الله لا يحرمنا من معلوماتك القيمة

و دمتم
 
رد: المباريات الحربيه

موضوع المباريات الحربيه هذا ممتاز اخ بسام
انا لم اقرأه كلياً , ولكن مجهدك ممتاز حقيقة
الموضوع به الكثير من الحوار والمناقشه
بس ده عاوز دماغ مظبوطه ورايقة
شكرا اخر بسام




النسرالمصرى(المجموعه73)
 
رد: المباريات الحربيه

اهلا وسهلا اخي النسر المصري
 
رد: المباريات الحربيه

هل من الممكن ترجمة هذه الألعاب الحربية إلى برامج كمبيوتر بحيث يكون على دارس أركان الحرب التخطيط والدراسة بدون مجهود كبير ؟؟
 
عودة
أعلى