تاريخ العملة والنقود في دولة الكويت
إعداد: أنفال النفيسي
العملات التي راجت في الكويت في أوائل مراحل التأسيس:
بدأت الكويت أولى خطواتها نحو تأسيس كيانها المستقل مع بدايات القرن 17 حيث كانت تسمى بالقرين، فازدهرت الحركة التجارية، وأدى هذا إلى رواج بعض العملات التجارية المنتشرة في هذا الوقت، فكانت البداية من الليرة الذهبية العثمانية وتوابعها إلى الغران الإيراني والروبية الهندية إلى البرقشي الزنجباري والبيزة العمانية والريال النمساوي “ماريا تيريزا” الذي كان يطلق عليه محلياً “الريال الفرنسي”، ثم الجنيه الانجليزي الذهبي بالإضافة إلى “طويلة الحسا”، وهي عملة محلية تستخدم في الإحساء وتتكون من ثلاث فئات، نحاسية وفضية وذهبية، وكان التجار يقبلون تسوية معاملات الدفع فيما بينهم بأي من تلك العملات نظراً لأنها العملات المتداولة في هذا الوقت.
التطورات التاريخية التي أدت إلى استقرار التعامل بالعملة الهندية في الكويت
أصبحت الكويت محطة مهمة يتم فيها تنزيل البضائع القادمة من الهند والمتجهة للشرق والغرب، ثم إعادة شحنها إلى بغداد أو حلب بواسطة قوافل الجمال، لتأخذ طريقها إلى أوروبا.
ومع نهاية القرن 19م، وبعد تولي الشيخ مبارك الصباح الحكم، فمما لا يخفى على أحد أن هناك الكثير من الطامعين في الكويت، مما دفع الشيخ مبارك إلى عقد اتفاقية الحماية مع بريطانيا عام 1899م لإيقاف تلك الأطماع، فازدادت بذلك الثقة في التعامل التجاري مع بريطانيا مما جعلها تتبوأ تلك المكانة بجدارة، وقد نتج عن تلك التطورات دخول العملة الهندية إلى الكويت بقوة، خاصة مع ارتباط الهند بالتاج البريطاني واعتماد الكويت بصورة أكبر على التجارة مع الهند التي شكلت العصب الرئيسي للحركة التجارية في الكويت، وفي ظل تلك التطورات شقت العملة الهندية طريقها كأهم عملة يفضلها التجار والمواطنون في تعاملاتهم اليومية بالكويت.
ومن أسباب دخول الروبية الهندية إلى الكويت أن أحد التجار الكويتيين باع كمية كبيرة من اللؤلؤ في الهند وجلب معه إلى الكويت مبالغ كبيرة جداً من الروبيات (الفضية) مما أدى إلى انتشارها في الأسواق المحلية وتقلص التعامل بالعملات الأخرى بل واختفائها نهائياً.
المحاولة الأولى لإصدار عملة وطنية
كانت هناك محاولة لإصدار عملة محلية في الكويت 1886م، في عهد الشيخ عبدالله الصباح الثاني “الحاكم الخامس للكويت”، حيث أمر الشيخ عبدالله بن صباح بسك عملة نحاسية خاصة نُقش على أحد وجهيها كلمة (الكويت) وتاريخ الإصدار عام 1304هـ ، بينما حمل الوجه الآخر إمضاء الشيخ عبدالله الصباح، حيث كانت تختلف كل قطعة تقريبا من تلك العملة عن غيرها شكلاً وموضوعاً، وقد استمرت تلك العملة في التداول لفترة قصيرة ثم تم سحبها، ويمكن اعتبار محاولة الشيخ عبدالله بن صباح إصدار عملة مستقلة للكويت انعكاساً للوضع الاقتصادي القوي الذي تميزت به سنوات حكمه.
الدينار الكويتي
استمر التداول بالروبية الهندية في الكويت خلال عهد الحماية والنفوذ البريطاني في المنطقة إلى أن نالت تلك الدول استقلالها، ففي أكتوبر من عام 1960م صدر المرسوم الأميري رقم 41 لسنة 1960 بقانون النقد الكويتي الذي نص على جعل الدينار الكويتي العملة الرسمية للبلاد، وبذلك طويت صفحة تاريخية طويلة من تعامل الكويتيين بالعملات الأجنبية خلال العصور التي سبقت تداولهم بالدينار.
العملات المتداولة في الكويت على مر العصور والظروف التي أدت إلى رواجها
تشمل الدراسة في هذا الجزء العملات التالية:
طويلة الحسا
تم تداول هذه العملة ذات الشكل الغريب في نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر، تقريبا في الإحساء، وكانت من أوائل العملات المستخدمة في الكويت، وهي عبارة عن عامود نحاسي صغير طوله أنش وتساوي الثلاثة منها قرش واحد .
العملة العثمانية
كانت الليرة الذهبية العثمانية هي العملة الرسمية في البلاد التي كانت تحت الولاية العثمانية، وكان يتم التداول بالفئات الفضية والنحاسية إن توفرت، وتتكون العملة العثمانية من الليرة الذهبية التي تساوي 100 قرش، بينما ينقسم القرش إلى 40 بارة وتساوي البارة 3 “أكشات” ومفردها “أكشه”، أما الفئات المستخدمة فهي فئة الليرة الواحدة والنصف ليرة والربع ليرة وكلها من الذهب، وبينما تتكون الفئات الفضية من فئة العشرين قرشا، وهي ذات حجم كبير وبنفس حجم الريال، وفئة العشرة قروش والخمسة قروش والقرشان والقرش الواحد، أما الفئات النحاسية فهي فئة العشرين بارة والعشر بارات والخمس بارات والبارة الواحدة، بالإضافة إلى وجود تقسيمات وفئات عديدة أخرى كانت سائدة. وقد تم إدخال تعديلات أساسية على العملة العثمانية في عام 1844م أثناء حكم السلطان عبد المجيد، والذي أُطلق اسمه على العملة العثمانية بشكل عام، سواء أثناء فترة حكمه أو بعد ذلك، حيث كانت تسمى “المجيدية”.
التسميات المحلية لبعض العملات القديمة المتداولة
ومن الأسماء التي كانت تطلق على بعض الفئات من العملات مثلاً:
< فئة الخمس ليرات الذهبية العثمانية وكانت تسمىبريح بالكب.
< االثالرب النمساوي أو دولار ماريا تيزيزا التجاري، وكان يطلق عليه الريال الفرنسي.
< كان يطلق على روبية الملكة فكتوريا اروبية أم بنتب، وروبية الملك ادوارد السابع اروبية الأصلعب، وروبية الملك جورج الخامس اروبية الشايبب لكونه ذو لحية كثة، وروبية الملك جورج السادس اروبية الولدب أي الشاب، والروبية الهندية التي صدرت بعد استقلال الهند والتي تحمل صورة أسد اأسوكاب اروبية أم صنمب، وكان يطلق على البيزة الأولى الصادرة في عهد شركة الهند الشرقية ابيزة أم جلابب، وغيرها من المسميات الكثيرة التي انتشرت في هذه الآونة.
إعداد: أنفال النفيسي
العملات التي راجت في الكويت في أوائل مراحل التأسيس:
بدأت الكويت أولى خطواتها نحو تأسيس كيانها المستقل مع بدايات القرن 17 حيث كانت تسمى بالقرين، فازدهرت الحركة التجارية، وأدى هذا إلى رواج بعض العملات التجارية المنتشرة في هذا الوقت، فكانت البداية من الليرة الذهبية العثمانية وتوابعها إلى الغران الإيراني والروبية الهندية إلى البرقشي الزنجباري والبيزة العمانية والريال النمساوي “ماريا تيريزا” الذي كان يطلق عليه محلياً “الريال الفرنسي”، ثم الجنيه الانجليزي الذهبي بالإضافة إلى “طويلة الحسا”، وهي عملة محلية تستخدم في الإحساء وتتكون من ثلاث فئات، نحاسية وفضية وذهبية، وكان التجار يقبلون تسوية معاملات الدفع فيما بينهم بأي من تلك العملات نظراً لأنها العملات المتداولة في هذا الوقت.
التطورات التاريخية التي أدت إلى استقرار التعامل بالعملة الهندية في الكويت
أصبحت الكويت محطة مهمة يتم فيها تنزيل البضائع القادمة من الهند والمتجهة للشرق والغرب، ثم إعادة شحنها إلى بغداد أو حلب بواسطة قوافل الجمال، لتأخذ طريقها إلى أوروبا.
ومع نهاية القرن 19م، وبعد تولي الشيخ مبارك الصباح الحكم، فمما لا يخفى على أحد أن هناك الكثير من الطامعين في الكويت، مما دفع الشيخ مبارك إلى عقد اتفاقية الحماية مع بريطانيا عام 1899م لإيقاف تلك الأطماع، فازدادت بذلك الثقة في التعامل التجاري مع بريطانيا مما جعلها تتبوأ تلك المكانة بجدارة، وقد نتج عن تلك التطورات دخول العملة الهندية إلى الكويت بقوة، خاصة مع ارتباط الهند بالتاج البريطاني واعتماد الكويت بصورة أكبر على التجارة مع الهند التي شكلت العصب الرئيسي للحركة التجارية في الكويت، وفي ظل تلك التطورات شقت العملة الهندية طريقها كأهم عملة يفضلها التجار والمواطنون في تعاملاتهم اليومية بالكويت.
ومن أسباب دخول الروبية الهندية إلى الكويت أن أحد التجار الكويتيين باع كمية كبيرة من اللؤلؤ في الهند وجلب معه إلى الكويت مبالغ كبيرة جداً من الروبيات (الفضية) مما أدى إلى انتشارها في الأسواق المحلية وتقلص التعامل بالعملات الأخرى بل واختفائها نهائياً.
المحاولة الأولى لإصدار عملة وطنية
كانت هناك محاولة لإصدار عملة محلية في الكويت 1886م، في عهد الشيخ عبدالله الصباح الثاني “الحاكم الخامس للكويت”، حيث أمر الشيخ عبدالله بن صباح بسك عملة نحاسية خاصة نُقش على أحد وجهيها كلمة (الكويت) وتاريخ الإصدار عام 1304هـ ، بينما حمل الوجه الآخر إمضاء الشيخ عبدالله الصباح، حيث كانت تختلف كل قطعة تقريبا من تلك العملة عن غيرها شكلاً وموضوعاً، وقد استمرت تلك العملة في التداول لفترة قصيرة ثم تم سحبها، ويمكن اعتبار محاولة الشيخ عبدالله بن صباح إصدار عملة مستقلة للكويت انعكاساً للوضع الاقتصادي القوي الذي تميزت به سنوات حكمه.
الدينار الكويتي
استمر التداول بالروبية الهندية في الكويت خلال عهد الحماية والنفوذ البريطاني في المنطقة إلى أن نالت تلك الدول استقلالها، ففي أكتوبر من عام 1960م صدر المرسوم الأميري رقم 41 لسنة 1960 بقانون النقد الكويتي الذي نص على جعل الدينار الكويتي العملة الرسمية للبلاد، وبذلك طويت صفحة تاريخية طويلة من تعامل الكويتيين بالعملات الأجنبية خلال العصور التي سبقت تداولهم بالدينار.
العملات المتداولة في الكويت على مر العصور والظروف التي أدت إلى رواجها
تشمل الدراسة في هذا الجزء العملات التالية:
طويلة الحسا
تم تداول هذه العملة ذات الشكل الغريب في نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر، تقريبا في الإحساء، وكانت من أوائل العملات المستخدمة في الكويت، وهي عبارة عن عامود نحاسي صغير طوله أنش وتساوي الثلاثة منها قرش واحد .
العملة العثمانية
كانت الليرة الذهبية العثمانية هي العملة الرسمية في البلاد التي كانت تحت الولاية العثمانية، وكان يتم التداول بالفئات الفضية والنحاسية إن توفرت، وتتكون العملة العثمانية من الليرة الذهبية التي تساوي 100 قرش، بينما ينقسم القرش إلى 40 بارة وتساوي البارة 3 “أكشات” ومفردها “أكشه”، أما الفئات المستخدمة فهي فئة الليرة الواحدة والنصف ليرة والربع ليرة وكلها من الذهب، وبينما تتكون الفئات الفضية من فئة العشرين قرشا، وهي ذات حجم كبير وبنفس حجم الريال، وفئة العشرة قروش والخمسة قروش والقرشان والقرش الواحد، أما الفئات النحاسية فهي فئة العشرين بارة والعشر بارات والخمس بارات والبارة الواحدة، بالإضافة إلى وجود تقسيمات وفئات عديدة أخرى كانت سائدة. وقد تم إدخال تعديلات أساسية على العملة العثمانية في عام 1844م أثناء حكم السلطان عبد المجيد، والذي أُطلق اسمه على العملة العثمانية بشكل عام، سواء أثناء فترة حكمه أو بعد ذلك، حيث كانت تسمى “المجيدية”.
التسميات المحلية لبعض العملات القديمة المتداولة
ومن الأسماء التي كانت تطلق على بعض الفئات من العملات مثلاً:
< فئة الخمس ليرات الذهبية العثمانية وكانت تسمىبريح بالكب.
< االثالرب النمساوي أو دولار ماريا تيزيزا التجاري، وكان يطلق عليه الريال الفرنسي.
< كان يطلق على روبية الملكة فكتوريا اروبية أم بنتب، وروبية الملك ادوارد السابع اروبية الأصلعب، وروبية الملك جورج الخامس اروبية الشايبب لكونه ذو لحية كثة، وروبية الملك جورج السادس اروبية الولدب أي الشاب، والروبية الهندية التي صدرت بعد استقلال الهند والتي تحمل صورة أسد اأسوكاب اروبية أم صنمب، وكان يطلق على البيزة الأولى الصادرة في عهد شركة الهند الشرقية ابيزة أم جلابب، وغيرها من المسميات الكثيرة التي انتشرت في هذه الآونة.