الأسئلة الأربعة ماذا أعددنا لها!

FOX_85

عضو
إنضم
13 أغسطس 2008
المشاركات
1,477
التفاعل
801 4 0
الدولة
Jordan
الأسئلة الأربعة ماذا أعددنا لها!



عماد مكاحلة
فلنتجهز لهذه الأسئلة الأربعة؟؟!!.. إنها منهاج حياة طريق فلاح او طريق فشل ان لم نحسن الإجابة عليهما إنها هدفنا لحياة كريمة وطريقنا لاخرتنا التي بها مستقرنا فإما ان يكون القبر روض من رياض الجنة او حفره من حفر النار.. كم نحتاج للعمل من أجل راحة ضميرنا كم نحتاج للعمل من أجل إرضاء خالقنا رزقنا العيون لنرى الخير من الشر ورزقنا الأقدام لنمشي بهما الى الحلال لا الحرام وميزنا عن كافة خلقة بالعقل فكيف نظلم وكيف نتجبر وفوقنا مالك الملك الذي بيده كل شيئ فقد روي في جامع الترمذي بالإسناد الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزول يوم القيامة قدما عبد حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من أين أخذه وفيما أنفقه هذا الحديث يخبرنا وكما فسره احد العلماء في احد المواقع (من باب أمانة النقل) بأن الإنسان لا تزول قدماه عن موقف الحساب يوم القيامة حتى يسال عن أربع: عن عمره فيما أفناه: المعنى يسأل ماذا عملت منذ بلغت أديت ما فرض الله عليك واجتنبت ما حرم عليك، فإن كان قد فعل نجا وسلم وإن لم يكن فعل ذلك هلك. وعن جسده فيما أبلاه: فإن أبلاه في طاعة الله سعد ونجا مع الناجين وإن أبلى جسده في المعاصي خسر وهلك. وعن علمه ماذا عمل به: يسأل أيضا هل تعلم علم الدين الذي فرضه الله، لأن علم الدين قسمان:ـ قسم فرض عين فمن تعلم ذلك القسم الذي هو فرض عين على كل مكلف وعمل به سعد ونجا، ومن أهمل العمل تعلم ولكن لم يعمل هذا خسر وخاب وهلك، وأما من لم يتعلم بلغ وهو على هذه الحال فهذا أيضا هلك وخسر إن مات على هذه الحال. والقسم الثاني من علم الدين هو ما زاد على فرض العين من علم الدين من تعلمه ونفع به غيره ونفسه صار من ملوك الآخرة الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، لأن الذي تعلم فوق ما هو فرض على كل مكلف ينفع غيره وينفع نفسه، يستفتيه الجاهل فيعلمه وهذا القسم الثاني ليس فرضا على كل إنسان إنما هو فرض على بعض الأمة فمن قام به صار له ميزة على غيره.ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم حث حثا بليغا مؤكدا على طلب العلم وفضله قال عليه الصلاة والسلام: من سلك طريقا يطلب به علما سهل الله به طريقا إلى الجنة وقال في بيان فضل العلم: إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع معنى الحديث أن الملائكة يخفضون أجنحتهم إذا رأوا طالب العلم ولو كشف الله لنا لرأينا.
فليحذر الإنسان من تكذيب دين الله فمن بلغه عن الله أنه قال في كتابه العزيز من فعل كذا فإنه يحصل له كذا فليجزم جزما ولا يقل لا نرى الآن في الحياة الدنيا من ينزل الله به عقوبة عاجلة فيتهاون بالأمر لأن كل ما جاء به رسول الله حق وصدق.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: وعن ماله من أين أخذه وفيما أنفقه فمعنى هذه الجملة من حديث رسول الله أن الإنسان يسأل يوم القيامة عن المال الذي في يده في الدنيا حتى إن كان أخذه من طريق غير حرام لا يكون عليه مؤاخذة لكن بشرط أن يكون ما أنفقه فيه مباحا شرعا.
فالناس في أمر المال ثلاثة أصناف: اثنان هالكان وواحد ناج. الاثنان الهالكان: الرجل الذي جمع المال من حرام سواء صرفه في سبيل البر كأن بنى به مسجدا أو تصدق به أو حج به، كذلك الذي جمع المال من حلال ثم صرفه في الحرام هذا أيضا هالك كأن ورث مالا من أبيه فصار يبذر المال تبذيرا في الخمر والمغنيات والملهيات ونحو ذلك أو صار يصرفه للرياء ليمدحه الناس ليس لابتغاء وجه الله فقط. فقد روى البخاري في صحيحه عن خولة الأنصارية أن رسول الله قال: إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة هذا الحديث يحذر من أخذ المال من طريق حرام كمن يأخذ الزكاة وهو ليس من أهلها أو يأخذ من مال اليتيم أو الوقف وهو ليس من أهله. فإن مال الدنيا لا يغني عن الآخرة وهذا قارون الذي من أجل ماله كذب موسى كانت عاقبته أن خسف الله به الأرض هو وذهبه انشقت الأرض فبلعته هو وداره وذهبه. إننا الان نرى العجب العجاب فكم من ضيع للحقوق وكمن من هالك لأتفه الأسباب وهو بعيد عن شرع الله، يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم يا لها من آية عظيمة ويا له من نداء تهتز له القلوب وتقشعر منه الأبدان يوم ينادى عليك أيها الإنسان الفقير الضعيف ما غرك بربك الكريم؟ما الذي خدعك حتى عصيت الواحد القهار؟ما الذي خدعك فاقترفت الآثام بالليل والنهار؟ما الذي خدعك ففرطت في حدود الله؟ما الذي خدعك فتهاونت في الصلاة؟ما الذي خدعك فأطلقت بصرك في الحرام؟ ما الذي خدعك فلم تخش الله كما كنت تخشى الأنام؟أهي الدنيا؟ أما كنت تعلم أنها دار فناء؟ وقد فنيت!أهي الشهوات؟ أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد زالت!أم هو الشيطان؟ أما علمت أنه لك عدو مبين؟إذن ما الذي خدعك؟ أجب...أجب... لا عذر اليوم. لذلك يقولون ان في الدنيا ثلاث في الدنيا ثلاث... أمل...وألم...وأجر فعش للأولى وتحمل الثانية لأجل الثالثة.
وقالوا كذلك لكي تدرك قيمة الحياة....اسأل عن إحساس من على فراش الموت لكي تدرك قيمة ذكر الله.....مت وأنظر ماذا فقدت من عمرك وأنت غافل.
ولنسمع لهذه القصة المعبرة التي ان احسنا فهمها اختصرت علينا الكثير الكثير من هموم الدنيا يقول عالم أحياء أمريكي :-كان هناك قط لصاحب بيت يقدم له الطعام كل يوم.... ولكم هذا القط لم يكتف بالطعام الذي يقدمه له صاحب البيت.... فأخذ يسرق من البيت الطعام فأخذ صاحب البيت يراقب القط..... فتبين له أنه كان يقدم الطعام الذي يسرقه لقط آخر أعمى لا إله إلا الله.. كيف كان هذا القط يتكفل بإطعام قط كفيف؟؟إنها إرادة الله الذي يقول في محكم آياته (وفي السماء رزقكم وما توعدون *فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) (الذاريات:22-23(( ما ستكسبه من مال في حياتك مكتوب لك بالفلس وفي السماء رزقكم وما توعدون)....الأمر يرجع إليك هل ستكسب هذا المبلغ المكتوب بالحلال أم بالحرام....والقصة أعلاه دليل على ذلك المبدأ. فراتب الرجل مكتوب له أن يحصل عليه سواء استمر في العمل المشبوه أو استقال من أجل عمل حلال...الرزق لا يساوي المال فقط....الرزق يتضمن المال والصحة وراحة البال والأولاد والذكاء والعضلات والوقت وغيرها...فلا تكن ضيق الأفق فتحسد من عنده مالا وفيرا فلعله سلب الصحة أو الأولاد أو غيرها من الأرزاق...فكم من غني مستعد أن يضحي بأمواله كلها من أجل أن يهنأ بنوم هادئ دون آلام المرض !! وهنا لا بد من إيضاح ان بركة المال مهمة جدا ولا غنى لنا عنها فهي بركة من الله عز وجل رجل يحصل على آلاف الدنانير شهريا ولكنه يضطر لصرفها كلها في المستشفى للعلاج واصلاح السيارة وتبذير الزوجة والأولاد فلا يبقى له منها شيء....ورجل يحصل على خمسة آلاف فقط (نصف المبلغ) ولكن الله عافاه من المرض وسهل له أمور حياته فلا تعطل كثيرا وحماه من أن يسرق داره ورزقه بأولاد وزوجة مقتصدين...فيبقى له كل شهر من ذلك المبلغ مبالغ للادخار...فأيهما الأغنى؟؟......وهذا هو مفهوم البركة في المال : أن يحفظك الله من مصاريف ليست في سيطرتك تستنقذ طاقاتك وأموالك.
هل تريد زيادة في رزقك؟...صل رحمك...فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه والبخيل هو أكرم الناس....لأنه ملك الدنيا ولكنه لم ينتفع بها (لبخله) فأعطى أمواله لورثته بعد موته !! وكان الأولى له أن يصرف أمواله على أهله وفي الخير في حياته حتى تكون عمل صالح فينتفع بالمال في قبره !! يقول الدكتور محمد راتب النابلسي في هذا الموضوع ومن ضمن شرحه لسورة الملك.(تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير) قال عليه الصلاة والسلام منوها إلى فضل هذه السورة : وددت أن تبارك الذي بيده الملك في قلب كل مؤمن. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب .وروي عنه أيضا أنه من قرأها في ليلة لم يضره الفتان أي : الشيطان فكلمة تبارك تعني : تعاظم خيره، فربنا عز وجل يبين لنا أن خيره عظيم، وقدرته لا حدود لها، وأنه خلقنا ليسعدنا، وخلقنا لجنة عرضها السماوات والأرض.الكون في الأصل مبني على إسعاد الإنسان، مبني على العطاء، فلذلك كانت تبارك تعني أن الله سبحانه وتعالى خيره كثير وعطاؤه بلا حدود، وهو العاطي الذي لا يسأل، وإذا أعطى الإنسان أدهشه وما طالبك إلا بطاعته في عمر محدود في هذه الدنيا ولك مقابل ذلك جنة عرضها السماوات والأرض إلى أبد الآبدين. فهو ملك كل شيء، من أدق الأشياء إلى أكبرها، ومن أقربها إلى أبعدها، ومن أخطرها إلى أجلها، فكل شيء بيده خلقا وتصرفا ومصيرا، فهو الذي خلق..ويقول الدكتور كذلك..فأنت الآن عقلك في رأسك وترى بعينيك، وتسمع بأذنك، وتنطق بلسانك، كل هذه الأشياء أنت لا تملكها لكن الله يملكها، لكنك إن غضضت عينك عن محارم الله، أو إن بكت عينك من خشية الله، فإنك ترجو الله سبحانه وتعالى ألا يصيبك بها. فعين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله، ولسان نطق بذكر الله، وأذن ما استمعت إلا إلى كتاب الله، ورجل لم تمش إلا لقضاء حاجة الناس ولخدمة الخلق، ويد لم تستعمل إلا في العطاء، فهذه الحواس وتلك الأجهزة والأعضاء إذا وظفت في طاعة الله عز وجل، فنرجو من الله عز وجل أن يحفظها للمؤمن طيلة حياته، وهذا معنى دعاء النبي عليه الصلاة والسلام..... ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا.
http://www.alrai.com/pages.php?news_id=299042
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى